حزنكم يتحول الى فرح

Large image

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين .تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان والي دهر الدهور كلها أمين .

تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة فصل من بشارة معلمنا يوحنا البشير الإصحاح ١٦، سأتناول معكم آية واحدة فقط حيث يقول "يتحول حزنكم إلى فرح" أحيانا يا أحبائي نرى الطريق الروحي مؤلم، نراه متعب، لا يوجد به فرح ، لكن يوجد به حزن، فيقول لك صوم بمعنى مجموعة أغذية أنت تحبها ولكن لن تتناولها، يقول لك أستقيظ مبكرًا لكي تصلي باكر، وأنت عائد من عملك متعب ولكن لابد أن تصلي قبل النوم، شخص لديك خصومة معه يقول لك لا أغفر، لكن أنا لا أريد أن أغفر، وأنا أريد أن أنام، وأنا أريد أن آكل، وأنا أريد أن أرتاح، فتجد الطريق الروحي أحيانا يوجد به ألم، لكن أنا أريدك أن تجرب ، جرب ، جرب تكون غاضب من شخص وتغفر، جرب تعطي، جرب تستيقظ مبكراً وتصلي ، جرب إنك تريد أن تنام وتقول لا بل أنا سأستيقظ وأحضر القداس ، ثم تعالى وقل لي ماذا يكون إحساسك وأنت عائد من القداس؟ ستقول أنا كنت سأحزن جداً أذا لم أحضر القداس وضاع علي التناول، فأنا ماذا أستفيد أذا كنت دائما غاضب من هذا الشخص، أنا سامحته وإنتهى الموضوع من داخلي أنا بذلك استرحت، يتحول حزنكم إلى ماذا؟ إلى فرح، لكن تعالى وقل أنا اليوم لا أريد أن أصوم، أريد أن أفطر وأتناول كل ما أريده، ستجد نفسك نادما فقد أكلت ولكن ماذا استفدت؟! ثم بعد ذلك ستسأل نفسك لماذا أنا هكذا؟، ولماذا أهم شيء لدي بطني؟، ولماذا أنا أهم شيء لدي نفسي؟، أنا من المفترض أن أكون غير ذلك. لكن جرب أن تصوم
مشكلتنا الأساسية هي أننا كثيراً ما نمارس الحياة الروحية بطريقة روتينية كبيرة تفقدنا معناها، أحضر قداس بشكل روتيني يفقدني معناه، أصلي بروتينية تفقدني معناها، أقول كلمة يارب ارحم، كلمة كيرياليسون، كلمة جميلة لكن من داخلي لا يوجد إحساس كلمة يارب ارحم، لا يوجد بداخلي إحساس يارب إرحمني، أقول "أبانا الذي" لكن ليس لدي شعور أبدا بكلمة لتكن مشيئتك ، نقولها بطريقة روتينية ، صائم روتين مجرد أننا قمنا بتغيير بعض الأكل بدلاً من هذا أصبح هذا، بماذا تشعر؟ يجيب لم أشعر بشيء أبدا، لماذا؟ "من الروتين"، فكن حذر من الروتين ، قاوم الروتين، حاول وأنت تفعل أي شيء أن يكون لديك ما يقول عليه الأباء كلمة "إدراك" ، تصور وأنت تقف في القداس يكون لديك إدراك، أن السماء تكون مفتوحة قدامك الآن، وربنا يسوع المسيح بمجده، بقدرته الإلهية، حاضر على المذبح، وسوف يعطينا جسده مكسور لغفران خطايانا، هذه لحظة سماوية، إنه سر عظيم سننال به غفران خطايانا، سوف نسبح، سوف نمجد، سوف نقول هلليلويا، سوف نقول يا رب ارحم ، الإدراك هو أن تدرك معنى ما تفعل، ارفع قلبك فعليا، وعندما تصوم فلتصم بالروح ، ولا يكون مجرد عمل جسداني، ستجد حزنك يتحول إلى فرح.
الطريق ضيق نعم ضيق، وحقا ربنا يسوع المسيح لم يعدنا ولم يخدعنا ولم يقل لنا أنه واسع ، هو قال لنا الطريق ضيق، وقال ستتكبدون حزناً ، تصور أن شخص يريد أن يفعل لنفسه شعبية ويسأل أشخاص كثيرة هل يقول لهم الطريق ضيق، أو يوجد به حزن بالعكس فهو يقول لهم الدنيا ستكون جميلة، لا بل قال في العالم سيكون لكم ضيق، قال الطريق الروحي ضيق، القديس أبو مقار يقول لأولاده : فإن البئر عميقة لكن مائها طيب وحلو ولذيذ ، فعلاً الطريق ضيق لكن المدينة مليئة بأفراح وسرور، الشخص عندما يكون ذاهب إلى مشوار لشخص يحبه ، ويكون الطريق مزدحم ، ويكون قد تأخر في الطريق ، لكن عندما يصل للشخص ويراه ينسي تعب المشوار، يتحول حزنك إلى فرح بالإدراك.
حاول أن تقوم بتنبيه نفسك وعقلك وقلبك واشتياقك باستمرار لأي عمل روحي تفعله، فإذا أعطيت لن أكون خاسر -لا- بل أنا رابح ، أنا بحسابات البشر فقدت عشور، فأنا أعطيت واحد والباقي لدي تسعة ، بعدما كنت أمتلك العشرة ، يقول لك لا، وأنت تعطي هذا الواحد كن فرح لأن الذي تعطيه فيه سر البركة، لأنه يوجد به سر الحب أنت تقول لله: يارب أنت أهم مني، أنا أحبك يارب، أنا أحب بيتك، وأحب أولادك، لا أريد أن أعيش لنفسي ، أدرك ما تفعل ، "الإدراك".
والإدراك مهم جداً، لأن الروتين آفة تأكل أي ثمر، تصبح حياة الشخص بلا معني، كن حذر فإن هذا الروتين مشكلة كبيرة أيضاً في حياتنا العامة ، فالشخص عندما يذهب عمله بشكل روتيني، ويجلس مع زوجته روتين ، ويجلس مع أولاده روتين، ويأكل روتين، وينام روتين، الحياة وقتها تفقد معناها.
لذلك هناك الآن علم يعالج الناس من كثرة الاكتئاب واسم هذا العلم: "العلاج بالمعنى" حاول أن ترى أنت لماذا تفعل هذا الشيء؟، أنت جالس الآن مع بيتك هذه لحظات جميلة سعيدة، افرح بأولادك، وافرح بزوجتك، إجلسوا مع بعضكم البعض ، تحدثوا مع بعض، احكوا مع بعض، أتركهم يحدثونك عن مشاكلهم فيكون الكلام هو العلاج بالمعنى إن الحياة لها معنى، حياتك أنت لها معنى، أنت ذاهب للسماء وتشهد لله في فترة أيام غربتك على الأرض لكن هناك معني، الصوم يوجد به معني ما هو المعني أني أقدم ذبيحة من جسدي، إنني أنصر الروح على الجسد ، أنني أقول لجسدي لا لن تأكل هذا، وأيضا لن تأكل نهائي في فترات الانقطاع، سيكون هناك فترة لن تأكل بها إطلاقاً وهذا هو الصوم المنقطع ، وعندما آكل سأقوم بأكل أنواع معينة حتى لو كنت لا أميل لها أنا مقتنع بذلك المعنى.
نجتهد يا أحبائي أن يكون لدينا هذا الإدراك ، أن يتحول حزنكم إلى فرح ، هلم ننظر للناس التي عندما سلكت الباب الضيق والطريق الضيق هذا على مدار حياتها ستجد حياته كانت مقدمة للحياة الأبدية، ستجد بداخله فرح قال عنه معلمنا بطرس الرسول "فرح لا ينطق به" ، بمعني أنه لا يستطيع التعبير عنه ، تصور كل شخص منا حياته بعد ثلاثين سنة مثلاً أو بعد عشرين سنة ، ما كمية الرضا التي تكون بداخله عن أيامه؟ يا ألهي من المفترض أن يكون لديك رضا كامل ، أنا يا ربي أرضيتك على قدر استطاعتي في أيامي ،على قدر استطاعتي، على قدر طاقتي، لكن تصور اذا قضينا عمرنا كله نعيش لأنفسنا فقط، فما المعنى؟، المعنى الأيام تمر، الأيام تمر، وعندما يكون الإنسان غير مدرك لأشياء كثيرة تجد الاشياء الكثيرة فقدت معناها، يعيش الإنسان في نظرة ضيقة، وحياة ضيقة، وحياة مؤلمة، لأن الإنسان عندما يظن أنه سوف يعيش لنفسه، يسعد نفسه، فبذلك هو يتألم أكثر، لكن عندما يعيش وهو غالب لنفسه، فبذلك هو يبدأ أن يتذوق معنى الحياة، قديس من القديسين قال أنا ليس لي عدو إلا ذاتي ، ليس لدي أعداء، فعدوي هو أنا، لماذا أنا؟! لأن كلمه أنا تعني أني أريد أن أعيش في شهواتي، أعيش أناني، أعيش مادي، أعيش آخذ، ليس لي عدو إلا ذاتي ولا أكره إلا خطاياي ، لا يكره شيء أبدا، لا يكره شخص أبدا، ليس لي عدو إلا ذاتي ولا أكره إلا خطاياي، يتحول حزنكم إلى فرح.
فترة مقدسة مباركة فترة الصوم يا أحبائي، أستغلها، فنحذر من صوم الأكل فقط، هيا نصوم صوم الروح، هيا نصوم بالمعنى، لابد أن أكون فاهم إنني أنا الذي أقود ، فالقيادة للروح وليس للجسد، هيا أستطيع أن أقول للجسد لا لكي أنتصر عليه، لكي عندما يقول لي عن رغباته أو شهواته الذي يريد أن يحققها، فإن الروح وقتها تكون قد قويت وتستطيع أن تقول للجسد لا، فبذلك أنت قدمت ذبيحة، ووقتها يتحول حزنكم إلى فرح.
ربنا يعطينا حياة مرضية نتخلص فيها من الروتين، ويكون هناك معنى لحياتنا، يتحول حزننا إلى فرح، يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

عدد الزيارات 406

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل