من يقول الناس اني انا

Large image

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين. تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان والي دهر الدهور آمين.

تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل بشارة معلمنا مار متى البشير الإصحاح 16، حيث يتحدث عن موقف ربنا يسوع المسيح عندما سأل تلاميذه وقال لهم من يقول الناس في ابن الإنسان من هو؟، كان يهتم أن يعلم كيف هم يشاهدونه؟، فقال قوم منهم يوحنا المعمدان، وقال أخرين إيليا، فبذلك كان ربنا يسوع لديه الحق في هذا السؤال، لأنه مع السؤال اكتشفنا إنهم غير عارفين ومترددين ، بالرغم أن ربنا يسوع أمامهم يعلم، يتحدث، ويصنع آيات، ويشفي مرضى ، ويقيم موتي ، ويخرج شياطين ، ويعطي بصر للعميان ، وقام بتعليمهم تعاليم لم يسمعوها من شخص قبل ذلك، ومع هذا يقولون له أنت يوحنا المعمدان، طبعا لأن يوحنا المعمدان كان قد قام هيرودس بقطع رأسه وكان لديهم اعتقاد إن يوحنا سيرجع مرة ثانية، فيقولون له أنت يوحنا المعمدان ، وأشخاص ثانيه قالوا له أنت إيليا على أساس أيضا أن ايليا كان قد اختطف إلى السماء ، أنت يوحنا المعمدان، إنت إيليا، ووجد آخرين يقولون رأي آخر تماماً، طبعا كان بعيد قليلاً أو بعيد أكثر، شخص قال له إنت آرميا ، مجموعة أخرى قالوا له لا إنت واحد من الأنبياء - أنا أتصور ذلك - أن ربنا يسوع المسيح كان متألم وهو يسمع هذا الكلام ، يوحنا المعمدان ، ارميا، واحد من الأنبياء، فبذلك أنتم لم تعرفوني أبدا، تصور أن شخص قريبك ويقول لك من أنا ؟ تقول له أنت ابن خالتي، وبعدها تقول له لا أنت ابن عمي ، بعد ذلك تقول له لا أنت ... أنت ... أنت! فيكون ذلك إحساس مؤلم عندما تعطي له أكثر من صفة، وأنت غير عارف، لذلك عندما أجاب معلمنا بطرس على ربنا يسوع المسيح فإنه كان سعيد جداً بإجابته، حيث قال له أنت هو المسيح ابن الله الحي، أجاب عليه المسيح طوباك، طوباك يا بطرس، أنا كنت سأصبح حزين جدا اذا إنتهى الحديث عند إنه لا يوجد فيكم شخص يعرفني.
مازال يا أحبائي هذا السؤال يسأله ربنا يسوع المسيح لنا نحن أولاده في الكنيسة أنتم ترونني من أنا بالنسبة لكم؟ أنا هو المسيح ابن الله الحي، الكنيسة تقول لنا عن المسيح في أربعة أو خمسة كلمات وهي "لأنك أنت حياتنا كلنا، خلاصنا كلنا، رجائنا كلنا، شفائنا كلنا، قيامتنا كلنا"، أنا أعتبر أن هذه أجمل إجابة يسمعها منا، يسألنا "من أنا؟" فنقول له أنت حياتنا كلنا، خلاصنا كلنا، أنت رجائنا كلنا، أنت شفائنا كلنا، أنت قيامتنا كلنا، يسوع المسيح يقول لنا وقتها طوباكم ، طوباكم ، ليس لحم ودم يعلن لكم، لكن الكنيسة أعلنت لكم وقالت لكم وعرفتكم، كل واحد منا يا أحبائي لابد يكون عالم أن المسيح حياتي وخلاصي، "أنت حياتي" بمعني أن أنا بدونه ميت، معلمنا بولس قال "لي الحياة هي المسيح"
أحبائي قم بتجربة أن تبعد عن المسيح، ستجد نفسك تأكل وتشرب وتتحرك لكنك ميت، ميت بالإحساس، ميت بالاتصال، كل الأشياء لا يوجد لها طعم، مثلك مثل الروبوت الذي يكون للإنسان الآلي، الذي يتحرك لكنه فاقد كيانه الإنساني، لكن المسيح حياتنا، المسيح يجعلك تعرف كيف تتكلم، وماذا تقول، وماذل تفعل، المسيح يصحح وجهة نظرك في أمور كثيرة، المسيح يجعلك تري الأمور بعينه، المسيح هو الحياة، الكنيسة تقول عنه أنه رئيس الحياة، فالمسيح هو الحياة وهو رئيس الحياة، المسيح يا أحبائي هو واهب الحياة ومعطي الحياة ونقول عنه فيه كانت الحياة، قم بتجربة أن تنفصل عن المسيح فإنك ترى الموت، ترى الاكتئاب، وترى الحزن، وتري الضلال، ترى التشويش، إذ تبعد عن المسيح ستجد نفسك فقدت كل شيء، مثلما شخص يقول له "يوم ما عرفتك عرفت الحياة، يوم ما تركتك تركت الحياة". لأنه عندما نأتي لنري أننا ننفصل عن مصدر الحياه فإننا نفقد الحياة. تصور اذا كان هناك قطار ويوجد عربه انفصلت عن القطار فإنها ستتحرك قليلاً لكنها ستقف بعد ذلك، كذلك المسيح هو حياتنا عندما ننفصل عنه سوف نموت، عندما سننفصل عنه سنقف، لن تكتمل المسيرة.
هيا لنرى ماذا يمثل المسيح بالنسبة لك؟، المسيح هو حياتك، هو أعطانا حياته لكي نعيش نحن حياته، هو واهب الحياة، ومعطي الحياة، ورئيس الحياة، الأنفاس التي لدينا هي أنفاسه هو، منه هو، هو معطيها لنا كهبة، كمنحة، كعطية، فبما أنه معطينا الحياة فلابد أن تكون ملكه، قال معلمنا بولس الرسول "هو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل الذي مات لأجلهم وقام"، حياتنا يا أحبائي التي نعيشها الآن هي ليست حياتنا لكنها حياته هو- لماذا؟ - لأنه كان من المفترض أننا من جراء خطايانا نموت، هذا هو العدل والحق، معلمنا بولس الرسول قال "أموات بالذنوب والخطايا"، فذلك هو عمل المسيح أنه أحيانا ونحن أموات بالذنوب والخطايا، لأنه من المعروف أن الخطية حكمها الموت، والخطية هي انفصال عن الله، فنحن خطاه لكن جاء المسيح لفداء هذه الخطية ودفع ثمنها وكان ثمن الخطية هي حياته فأخذ خطيتنا وأعطانا هو الحياة.
لذلك المسيح هو حياتي، أحد الآباء كان يقول كلمة جميلة وصغيرة جداً كان يقول له "اجعل حياتي حياتك"، علمني أن أعيش الحياة كما يليق بك.
ونلاحظ أن ربنا يسوع المسيح عاش كل أمور الحياة التي يمكن أن نشتكي منها، مما نحن نشتكي؟، نشتكي من ترك الأحباء، نشتكي من ضعف الإمكانيات، نشتكي من الغلاء، نشتكي من آلام، نشتكي من المرض، نشتكي من ضيق الحياة، نشتكي من تقلبات الحكام، نشتكي من الظلم، لا يوجد إحساس منهم ربنا يسوع المسيح لم يعيشه، حيث عاش وقد ظلم، أفتري عليه، وتخلى عنه أحباءه، وكان ليس لديه مكان ليسند رأسه، كان نساء أرامل تعوله من أموالهن، كان يمكن عندما يجوع لا يجد معه شيء ليأكله، فكان يأكل ثمرتين تين من شجرة، فقد عاش كل مأساة الحياة بكل معانيها لكي يقول "ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا ينبغي أن نسلك نحن أيضا"، لذلك هو حياتنا.
خلاصنا لابد أن أعرف أن المسيح هو مخلصي أنا، خلصني لأنه أنقذ نفسي من الموت، عيني من الدموع، ورجلي من الزلل، خلصني وأنا كان من المفترض الآن أكون محكوم عليا، أعطاني الخلاص، أعطاني حياته، أعطاني خلاص لأنه فدانى، المسيح عندما أقول أنه مخلصي الكنيسة تجعلنا نهتف له، نقول له مخلص الصالح، نقول له نسجد لك أيها المسيح مع أبيك الصالح والروح القدس لأنك أتيت وخلصتنا، فصار موضوع الخلاص هو موضوع يشغلنا وموضوع تسبيحنا لأن الأمور عندما تشغل الشخص ويكون مهتم بها جدا يغني لها، ويرنم لها، فنحن كذلك المسيح مخلصنا، تصور أنك مدرك أن المسيح حياتي والمسيح خلاصي فهو يكون مخلصي، هو الذي دفع الدين عني، هو الذي قال قد أكمل، معلمنا بولس في غلاطية يقول لك إذ محى الصك الذي كان ضدنا مكتوب "محى الصك" وقد أتي بهذا التشبيه من الحياة الرومانية، فالحياة الرومانية حياة منظمة جداً وقاسية جداً، فكان المساجين في السجون كل واحد لديه ثلاثة أرقام، رقم على الزنزانة، ورقم على صدره، ورقم على غطاء الرأس، ثلاثة أرقام لكي لا يحدث أي تزوير والثلاث أرقام موجود لديه في السجل أن المتهم الذي يدعى (كذا) هذا ماذا فعل؟ وما الحكم عليه؟ وكأنه يريد أن يقول له جريمتك هذه تطاردك، فهي مكتوبة على صدرك، ومكتوبة علي رأسك، ومكتوبة على الزنزانة، ومكتوبة في السجلات، فهي تطاردك، فيأتي معلمنا بولس الرسول يقول محى الصك. بمعنى أنه محى الجريمة من الأصل في الدفاتر وقطع من الصدر ومن الرأس وأزال أيضا الملصق الموجود على الزنزانة ، فأصبحت أنت حر، ما دليل الإدانة الذي لديك؟، لماذا أنت في السجن؟ لا يوجد سبب عليك قال لك هو محي الصك، القضية رفعها، هو مخلصي ربنا يسوع المسيح خلصنا بصليبه المحيي، مات ليحينا، مات ليدفع الدين عني أنا عندما مات عنا ودفع الدين عني، ومحى الصك عني، وأنا كنت عايش مجرم، مذنب، مسجون، محكوم عليا، فجاء شخص وقال لي اتفضل أنت حر اتفضل اذهب، أذهب إلى أين ؟! وأنا كنت أعتقد أن حياتي قد إنتهت، يقول لك لا إذهب، أنا سأظل مديون بحياتي هذه مع من؟، مع الذي فعل معي هذا فهو مخلصي.
تصور عندما آخذ حياتي هذه وأعيش فيها منصرف عنه تماما، فهذه خيانة، هذا عدم اعتراف بالجميل، أنا من المفترض أقول له أنا خدامك، أنت بماذا تأمرني؟ أنا كان من المفترض أكون موجود في السجن أنا ملكك، أنا تحت أمرك، المسيح بالنسبة لنا من نقول له؟ أنت حياتنا كلنا، خلاصنا كلنا رجائنا كلنا، أنت الرجاء لنا، بدونك الحياة لا يوجد بها رجاء، لا يوجد بها قيمة، لا يوجد بها نفع، حياتنا كلنا، خلاصنا كلنا، رجائنا كلنا، شفائنا كلنا، قيامتنا كلنا.
ربنا يبارك فيكم ويعطينا أن المسيح يكون محور حياتنا فعلاً ونشعر أنه هو حياتنا وخلاصنا، يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لألهنا المجد دائما أبديا أمين .

عدد الزيارات 381

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل