شجرة الحياة وأول ذبيحة

Large image

الفكر المسيانى ( فى الأشياء) فى العهد القديم
1- شجرة الحياة
2- أول ذبيحة
3- فلك نوح
4- الختان
5- سلم يعقوب
6- خروف الفصح
7- عمود السحاب والنار
8- مياه مارة
9- الصخرة
10- دم العهد
11- المن
12- ثياب رئيس الكهنة
13- خيمة الأجتماع
14- تابوت العهد
15- عصا هارون
16- الذبائح
17- القرابين الخمسة
18- البقرة الحمراء
19- الحية النحاسية
20- مدن الملجأ
21- شريعة سلة الثمار
22- الحبل القرمزى
23- الثور الثانى
24- جزة الصوف
25- الذبيحة التى أبطلت الضربة
26- هيكل سليمان
27- بركة الماء
28- وادى عخور
29- الكرمة
1 شجرة الحياة -
شجرة الحياة ذكرت قبل شجرة معرفة الخير والشر . لكن الله وضع الشجرتين فى وسط الجنة بجوار بعضهما ( راجع تك 9:2 ،3:3) وقد اراد الله بذلك أن يمنح آدم روح الإفراز والتمييز وإعمال العقل
والحكمة . لكن آدم وحواء رفضا أن ينالا هذه الموهبة وهذه الروح .واندفعا بغير وعى أو حكمة مخدوعين بحيلة الحية ( الشيطان)-" أحيل جميع حيوانات البرية التى عملها الرب الإله " ( تك 1:3 ) ومخدوعين بشهوة تعظم المعيشة والكبرياء تماما كالشيطان الذى أسقطه كبرياؤه ليكونا " كالله عارفين الخير والشر " ( تك 5:3) ومخدوعين أيضا بشهوة الجسد وعدم القناعة حين اكتشفت المرأة " أن الشجرة جيدة للأكل بهجة للعيون وأن الشجرة شهية للنظر " ( تك 6:3 ) وتناولا من ثمر شجرة معرفة الخير والشر .وهكذا اكتشفا عريهما من العقل والفضيلة والبر وطهارة النظر والقلب والطاعة والإيمان ،وأضاعا نفسيهما بإرادتهما ليلقيا جزاءهما المحق بالطرد من الجنة ( راجع تك 23:3،24). ولأن آدم وحواء انخدعا وانغلبا من الحية ، فقد حكم الرب عليهما بالموت حسب وعيده وإنذاره لهما( تك 17:2 ) وحرمهما من ثم أن يمدا أيديهما ليأخذا ويأكلا من شجرة الحياة فتكون لهما حياة إلى الأبد ( راجع تك 22:3 ) إلا إذا فداهما الرب فى الوقت المحدد بموته عن الإنسان كوعده أن " نسل المرأة يسحق رأس الحية " ( تك 15:3) وعندما يؤمن الإنسان بالمسيح المخلص المرموز إليه بشجرة الحياة ، ويغلب الخطية والشيطان ويجاهد ضدهما ، يستطيع أن يخلص ويحيا إلى الأبد ( راجع يو 15:3 ، رؤ 7:2 ) فهذه كانت ومازالت مهمة الله المتجسد أنه " كما ملكت الخطية فى الموت هكذا تملك النعمة بالبر للحياة الأبدية بيسوع المسيح ربنا " ( رو 21:5)."وقالَ الرَّبُّ الإلهُ: هوذا الإنسانُ قد صارَ كواحِدٍ مِنّا عارِفًا الخَيرَ والشَّرَّ. والآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ ويأخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الحياةِ أيضًا ويأكُلُ ويَحيا إلَى الأبدِ" (تك 3 : 22).
لقد أشفق الله على الإنسان، وأراد له ألاَّ يحيا إلى الأبد وهو في حالة الفساد بل دبّر أن يُعالجه أولًا، ويشفيه من الفساد وذلك بتجسد كلمة الله، ثم بعد ذلك يسمح له أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله، التي هي بالحقيقة "جسد الرب يسوع ودمه الطاهر" فقد قيل عن شجرة الحياة إن مَنْ يأكل منها "يَحيا إلَى الأبدِ" (تك 22:3)، وكذلك قيل : ومَنْ يأكل جسد الرب ويشرب دمه يحيا إلى الأبد "مَنْ يأكُلُ جَسَدي ويَشرَبُ دَمي فلهُ حياةٌ أبديَّةٌ،وأنا أُقيمُهُ في اليومِ الأخيرِ" )يو 6: 54 )إن شجرة معرفة الخير والشر هي الطعام البائد، أما شجرة الحياة فهي الطعام الباقي للحياة الأبدية "اِعمَلوا لا للطَّعامِ البائدِ، بل للطَّعامِ الباقي للحياةِ الأبديَّةِ الذي يُعطيكُمُ ابنُ الإنسانِ، لأنَّ هذا اللهُ الآبُ قد خَتَمَهُ" (يو6: 27)
ويمكن أن نفهم ما هي شجرة الحياة الحقيقية عندما نقرأ قول السيد المسيح: "لأن خُبزَ اللهِ هو النّازِ لُ مِنَ السماءِ الواهِبُ حياةً للعالَمِ" ( يو 6 : 33) وهذا الخبز هو ربنا يسوع المسيح نفسه: "أنا هو خُبزُ الحياةِ. مَنْ يُقبِلْ إلَيَّ فلا يَجوعُ، ومَنْ يؤمِنْ بي فلا يَعطَ شُ أبدًا" ( يو 6 : 35 )
"لأنَّ هذِهِ هي مَشيئَةُ الذي أرسَلَني: أنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى الاِبنَ ويؤمِنُ بهِ تكونُ لهُ حياةٌ أبديَّةٌ، وأنا أُقيمُهُ في اليومِ الأخيرِ" ( يو 6 : 41)
"الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: مَنْ يؤمِنُ بي فلهُ حياةٌ أبديَّةٌ. أنا هو خُبزُ الحياةِ. آباؤُكُمْ أكلوا المَنَّ في البَريَّةِ وماتوا. هذا هو الخُبزُ النّازِلُ مِنَ السماءِ، لكَيْ يأكُلَ مِنهُ الإنسانُ ولا يَموتَ. أنا هوالخُبزُ الحَيُّ الذي نَزَلَ مِنَ السماءِ. إنْ أكلَ أحَدٌ مِنْ هذا الخُبزِ يَحيا إلَى الأبدِ. والخُبزُ الذي أنا أُعطي هو جَسَدي الذي أبذِلُهُ مِنْ أجلِ حياةِ العالَمِ" ( يو 6: 47- 51 ).هنا يُعلن ربنا يسوع المسيح بكل وضوح أنه هو شجرة الحياة، وهو خبز الحياة، الأفضل من المَن، الذي أكله الشعب في البرية، وكان مجرد رمز ولم يكن هو الحياة بدليل أن الآباء
أكلوا منه، ثم ماتوا أما مَنْ يأكل جسد المسيح فإنه يحيا إلى الأبد وقد يظن البعض أن الأكل من جسد المسيح هو مجرد كلام معنوي كمثلما نأكل كلامه..
"وُجِدَ كلامُكَ فأكلتُهُ" ( إر 15 :16 )
"ما أحلَى قَوْلكَ لحَنَكي! أحلَى مِنَ العَسَلِ لفَمي" ( مز 119 : 103 )
"أحلَى مِنَ العَسَلِ وقَطرِ الشهادِ" ( مز 19 : 10)
ولكن السيد المسيح أكّد بقوله له المجد إن " الخُبزُ الذي أنا أُعطي هو جَسَدي الذي أبذِلُهُ مِنْ
أجلِ حياةِ العالَمِ" ( يو 6 : 51 ) أي أننا سننال هذه الحياة إذا أكلنا جسده الحقيقي، وشربنا دمه
الحقيقي.
وعندما انزعج اليهود من هذا التفسير وتساءلوا بخصوصه.. "كيفَ يَقدِرُ هذا أنْ يُعطيَنا جَسَدَهُ لنأكُلَ؟" ( يو6 : 52 ) أكّد السيد المسيح أننا لابد أن نأكل جسده ونشرب دمه بالحق وليس بالرمز أو الذكرى أو بأي تفسير آخر غير أنه حق..
"الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنْ لم تأكُلوا جَسَدَ ابنِ الإنسانِ وتشرَبوا دَمَهُ، فليس لكُمْ حياةٌ فيكُ مَنْ يأكُلُ جَسَدي ويَشرَبُ دَمي فلهُ حياةٌ أبديَّةٌ، وأنا أُقيمُهُ في اليومِ الأخيرِ، لأنَّ جَسَدي مأكلٌ حَقٌّ ودَمي مَشرَبٌ حَقٌّ. مَنْ يأكُلْ جَسَدي ويَشرَبْ دَمي يَثبُتْ فيَّ وأنا فيهِ. كما أرسَلَني الآبُ الحَيُّ،وأنا حَيٌّ بالآبِ، فمَنْ يأكُلني فهو يَحيا بي. هذا هو الخُبزُ الذي نَزَلَ مِنَ السماءِ. ليس كما أكلَ آباؤُكُمُ المَنَّ وماتوا. مَنْ يأكُلْ هذا الخُبزَ فإنَّهُ يَحيا إلَى الأبدِ" ( يو 6 : 53 – 58) لذلك صار ما يُميّز العهد الجديد أننا نأكل جسد الرب، ونشرب كأسه المُقدَّسة "هذِهِ الكأسُ هي العَهدُ الجديدُ بدَمي الذي يُسفَكُ عنكُمْ" ( لو 22: 20) وهذا أيضًا ما كرره بنفس النص مُعلِّمنا بولس الرسول.. "هذِهِ الكَأسُ هِي العَهدُ الجَديدُ بِدَمِي"(1كو 11:25 ). أي أنه لا يوجد عهد جديد بدون هذا الكأس.
إن ربنا يسوع المسيح هو شجرة الحياة التي نأكل منها – الآن في الإفخارستيا – ولا نموت وكانت شجرة الحياة التي في "وسطِ الجَنَّةِ" ( تك 9:2) هي رمزًا لشخصه القدوس المُبارك.
وهناك أيضًا وعد بأن نغتذى منه في الأبدية..
"مَنْ يَغلِبُ فسأعُطيهِ أنْ يأكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الحياةِ التي في وسطِ فِردَوْسِ اللهِ"( رؤ2 :7 )
"في وسطِ سوقِها وعلَى النَّهرِ مِنْ هنا ومِنْ هناكَ، شَجَرَةُ حياةٍ تصنَعُ اثنَتَيْ عَشرَةَ ثَمَرَةً، وتُعطي كُلَّ شَهرٍ ثَمَرَها، ووَرَقُ الشَّجَرَةِ لشِفاءِ الأُمَمِ" ( رؤ 22 :2)
إن المسيح هو حياتنا كلنا، وبدونه لا يوجد حياة.
"إلَى مَنْ نَذهَبُ؟ كلامُ الحياةِ الأبديَّةِ عِندَكَ" ( يو6 : 68)
"مع المَسيح صُلِبتُ، فأحيا لا أنا، بل المَسيحُ يَحيا فيَّ. فما أحياهُ الآنَ في الجَسَدِ، فإنَّما
أحياهُ في الإيمانِ، إيمانِ ابنِ اللهِ، الذي أحَبَّني وأسلَمَ نَفسَهُ لأجلي" (غل2 : 20 )
لذلك قال السيد المسيح له المجد بفمه الطاهر: "مَنْ يأكُلني فهو يَحيا بي" ( يو6:57)
2- أول ذبيحة :-
لما أخطأ ادم وحواء وشعرا بعريهما وخزيهما صنع الله بيديه من أجساد الحيوانات ذبيحة دموية سفك دمها ومنها " صنع الرب الأله لأدم وامرأته اقمصة من جلد والبسهما"( تك 12:3)
وهذه الذبيحة الدموية الأولى التى صنعها الرب بنفسه كانت إشارة الى الذبيحة التى قدمها السيد المسيح بجسده بدم نفسه لخلاص كل العالم (راجع عب 26.14:9 ) (عب 5:11-10)
والآن إذ سقط الأبوان الأولان تحت التأديب الإلهى أعلن الله محبته لهما قبل طردهما من الجنة إذ صنع لهما أقمصة من جلد وألبسهما عوض أوراق التين التى صنعاها لأنفسهما مآزرهذه الأقمصة تعلن عن كشف الله للإنسان الأول عن أهمية الذبيحة كرمز لذبيحة الخلاص وعجز الإنسان التام عن ستر عريه وخلاصه بدون عمل الله وعمل الذبيحة وكأن الله سلم آدم وحواء طقس الذبيحة الدموية هذا ، والأقمصة الجلدية التى تستر ولا تجف مثل أوراق التين ترمز إلى المسيح الذبيح الذى نلبسه كساتر لخطايانا ونازع لفضيحة طبيعتنا القديمة.

عدد الزيارات 428

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل