فلك نوح وعلامة الختان

الفكر المسيانى ( فى الأشياء) فى العهد القديم
3- فلك نوح والولادة الجديدة : -
نوح كلمة تعنى ) نياح ( أو ) راحة ( وقد ظهر بر نوح حينما أمره الرب بصنع الفلك ليخلص نفسه وأسرته من الطوفان والغرق والموت .وفلك نوح " الذى فيه خلص قليلون أى ثمانى أنفس بالماء " ( 1بط 20:3 ) مثال ورمزلمعمودية المسيح التى رسمها لخلاصنا وخلاص كل العالم " لا إزالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح " ( 1بط 21:3 ) "من آمن واعتمد خلص "( مر 16:16 ) والتى قال عنها بعبارة مؤكدة صريحة لنيقوديموس " الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله ... ينبغى أن تولدوا من فوق " ( يو 3:3، 5، 7) الفلك فيه النجاة فيه الخلاص والسلام والغلبة والإطمئنان والراحة هكذا المسيح عائلة بيت أهل الله تعتبر حادثة الطوفان حادثة غير عادية مرت على البشرية لذلك هى تحوى الكثير من الرموز والمعانى .
اولا الفلك رمز للسيد المسيح
1- كما كان الفلك سببا لخلاص نوح وبنيه ، كذلك بالسيد المسيح نالت البشرية جميعها الخلاص .
2- كان فى الفلك باب للدخول كذلك السيد المسيح هو الباب الحقيقى لدخول الحياة الأبدية " انا هو الباب " يو 10: 9
3- كل من كان خارج الفلك يهلك ، كذلك كل من لا يؤمن بالسيد المسيح يهلك ولن تكون له حياة أبدية
ثانيا الفلك رمز للكنيسة
كما كان الفلك يجمع بداخله كل الكائنات الحية وحامى لهم من تيارات وخطر الطوفان ، كذلك الكنيسة تجمع فى داخلها كل جماعة المؤمنين وتحميهم من خطر تيارات العالم والهرطقات التى تبنى عليها الكنيسة
فالكنيسة تبنى على شكل صليب ، او على شكل الفلك ، أو على شكل الدائرة
ثالثا الطوفان رمز للمعمودية
كان الطوفان رمزاً ومثالاً للمعمودية لأنه كما أغرق الطوفان الناس الأشرار بخطاياهم ووضع حداً لحياة الفساد على الأرض وبداية حياة جديدة ، كذلك فى ماء المعمودية تدفن خطايانا (الجدية ) أى التى ورثناها من أدم ونقوم مع المسيح لنبدأ حياة جديدة معه - موت وحياة فى آن واحد وهو فعل الخلاص.
ملحوظة :
كان الفلك من خشب الجفر وهو خشب قوى لا يسوس وهو بالتالى خشب الفلك رمز للصليب
كذلك الحمامة التى ارسلها نوح رمز للروح القدس ورمز للعذراء مريم ولذلك لقبت بالحمامة الحسنة
كشف الله لعبده البار نوح ما كان مزمعًا أن يفعله، إذ قال له " نهاية كل بشر قد أتت أمامي، لأن
الأرض امتلأت ظلمًا منهم، فها أنا مهلكهم مع الأرض "كان يمكن لله أن يأمر نوحًا بصنع الفلك فيطيع في إيمان وثقة، لكن الله كمحب للبشر لا يشتاق أن يكون الآمر الناهي، إنما الصديق المحب الذي يحاور الإنسان ويكشف له حكمته وأسراره، وكما يقول المرتل :" سرّ الرب لخائفيه، وعهده لتعليمهم " مز 25 : 14
لقد كشف له أنه وإن كان يهلكهم مع الأرض، فإن الهلاك هو ثمرة طبيعية لفساد هم اختاروه،ويظهر ذلك من قوله "نهاية كل بشر قد أتت أمامي"، وكأنه يقول : لم أكن أود هذا لكنهم صنعوا بأنفسهم هلاكًا يجلب نهايتهم، اختاروه بمحض إرادتهم. الآن إن كان الأشرار قد فعلوا هكذا بأنفسهم مقدمين هلاكًا حتى للأرض، فالله لا يترك أولاده يهلكون معهم، لذا قدم لنوح أمرًا بعمل فلك لخلاصه، وقد عرض لنا الكتاب المقدس قصة الفلك بدقة شديدة وفي شيء من التفصيل لما حمله الفلك من عمل رمزي يمس خلاصنا بالصليب.
أهمية الفلك :-
في دراستنا للمعمودية لاحظنا كيف سلطت الليتورجيات الكنسبة وأقوال الآباء الضوء على فلك نوح بكون الطوفان رمزًا لعمل التجديد الحق للطبيعة البشرية، والفلك رمزًا للصليب الذي حمل المسيح معلقًا لأجلنا، فحمل فيه الكنيسة التي هي جسده المقدس . كان لا بُد من هلاك العالم القديم (الإنسان العتيق) في مياه المعمودية ليقوم العالم الجديد أوالإنسان الجديد الذي على صورة خالقه يحمل جدة الحياة أو الحياة المقامة في المسيح يسوع ( رو3:6-4)
كأن الطوفان وهو رمز للمعمودية يضع حدًا فاصلًا بين الحياة القديمة المظلمة والحياة الجديدة
المشرقة بنور قيامة الرب يسوع .وقد جاء هذا الفكر الكنسي الآبائي امتدادًا للفكر الرسولي، إذ يقول الرسول بطرس "وكانت أناة الله تنتظر مرة في أيام نوح إذ كان الفلك يُبني، الذي فيه خلص قليلون أي ثماني أنفس بالماء، الذي مثاله يخلصنا نحن الآن في المعمودية، لا إزالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح" ( 1 بط 3 : 20-21 )
4 الختان –
"هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك، يختتن منك كل ذكر،فتختتنون في لحم غرلتكم، فيكون علامة عهد بيني وبينكم، ابن ثمانية أيام يُختن منكم كل ذكر في أجيالكم فيكون عهدي في لحمكم عهدًا أبديًا، وأما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك الأنفس من شعبها. انه قد نكث عهدي" تك 17[ 9-14 ].اذا كان ختان الجسد قصد به الرب ان يميز لنفسه ( فهذا لفترة محدودة موقوتة) بنى اسرائيل شعبا يخصهم بالخلاص من أيدى أعدائهم ، فأن ختان القلب بالروح ( بالتوبة والولادة الجديدة) الذى أشار اليه موسى فى تث 6:30 متنباً بذلك عن بركات الخلاص الذى أراده الله للجميع فى عهد النعمة يجعل كل المؤمنين شعبا مباركا وممدوحا ليس من الناس بل من الله " لأن الله واحد هو الذى سيبرر الختان بالأيمان والغرله بالأيمان" رو 30:2 " بر الله بالأيمان بيسوع المسيح الى كل وعلى كل الذين يؤمنون لأن لا فرق اذا الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله " رو 22:2-23 راجع ايضا رو28:2-29 كان للختان أهمية كبرى فهو الذي يميز أولاد إبراهيم أصحاب العهد من الأمم، وتبدو أهميته في كلمات الرب عن الأغلف الذي لا يختن "تقطع تلك النفس من شعبها؛ أنه قد نكث عهدي". وكان الختان قاصرًا على الذكور، لأن المرأة مقدسة في الرجل إن كان قد تقدس للرب.فعدم ختان المرأة لا يعني استخفاف الله بها أو عدم اهتمامه بقطع العهد معها، إنما أراد تأكيد وحدة الأسرة البشرية، مما يفعله الذكر إنما باسم الاثنين معًا )الذكر والأنثى(. والدليل على ذلك أن الله أمر بختان العبيد "وليد البيت والمبتاع بفضة" ، ولا يمكن أن يكون العبيد أفضل من الزوجات سادتهن، إنما يريد قطع العهد مع الجميع: أغنياء وفقراء خلال ختان كل ذكر. ومن الجانب الطبي فإن ختان الرجل صحّي وختان الفتيات ضار وتظهر أهمية الختان أيضًا في العهد القديم أنه في كل مرة يقدم الشعب توبة يُعلن هذا الرجوع إلى الله خلال ثلاثة أمور: ختان كل ذكر لم يسبق ختانه، قراءة الشريعة، حفظ السبت.
وكان موضوع الختان يشغل ذهن اليهود بصفة قوية، حتى كانوا يُدعون "أهل الختان"،وعندما قبلوا الإيمان بالسيد المسيح رأى بعضهم ضرورة اختتان الأمم قبل دخولهم في العضوية الكنسية، الأمر الذي لأجله أفرد الرسول بولس الكثير من الأصحاحات في رسائله مؤكدًا أنه في المسيح يسوع لا حاجة لختان الجسد بل ختان الروح، وأن الختان يتحقق خلال المعمودية بخلع الإنسان القديم والتمتع بالإنسان الجديد الذي على صورة خالقه( كو 3 : 9 ،10 ) يتم الختان في اليوم الثامن من ميلاد الطفل، لأن رقم 8 يشير إلى "الحياة الأبدية"، أو إلى"الحياة الأخرى"، بكون رقم 7 يشير إلى حياتنا الزمنية (سبعة أيام الأسبوع)، فالثامن يعني الدخول إلى ما وراء حياتنا الزمنية. فالختان هو عبور الحياة الأبدية بخلع محبة الزمنيات وقبول عمل المسيح الأبدي وملكوته السماوي علامة الختان علامة مخفية فى الأعضاء الداخلية كذلك المسيح مخفى فى قلوبنا وأفكارنا ويظهر فى أعضائنا الخفية وتصرفاتنا الظاهرة.

عدد الزيارات 473

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل