مياة مارة والصخرة

8- مياة مارة
مارة بالعبرية : מָרָה هو أحد المواقع التي مر بها بنو إسرائيل أثناء خروجهم من مصر حسب سفر الخروج في العهد القديم . فبعدما كان بنو إسرائيل في فم الحيروث، ثم ضرب موسى عصاه فى البحر فشق البحر، وعبر بنو إسرائيل للضفة الأخرى من البحر الأحمر إلى الصحراء في شبه جزيرة سيناء . فأخذ بنو إسرائيل يبحثون عن الماء، وظلوا ثلًاثةأيام في الصحراء لا يجدون ماءً حتى وصلوا إلى مارة فجدوا بها ماءً لكنه مُر، لذلك سموها بهذا الاسم "مارة" فدعا موسى ربه، فأره الرب شجرة وأمره أن يضعها في الماء، فلما وضعها في الماء أصبح الماء عذبًا (سفر الخروج 22:15-25).
" ثُمَّ ارْتَحَلَ مُوسَى بِإِسْرَائِيلَ مِنْ بَحْرِ سُوفَ وَخَرَجُوا إِلَى بَرِيَّةِ شُورٍ. فَسَارُوا ثَلًاثَةَ أَيَّامٍ فِي البَرِيَّةِ وَلَمْ يَجِدُوا مَاءً .فَجَاءُوا إِلَى مَارَّةَ، وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْرَبُوا مَاءً مِنْ مَارَّةَ لأَنَّهُ مُرٌّ. لذلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا "مَارَّة" فَتَذَمَّرَ الشَّعْبُ عَلَى مُوسَى قَائِلِينَ: "مَاذَا نَشْرَبُ؟" فَصَرَخَ إِلَى الرَّبِ. فَأرَاهُ الرَّبُّ شَجَرَةً فَطَرَحَهَا فِي الْمَاءِ فَصَارَ الْمَاءُ عَذْبًا. هُنَاكَ وَضَعَ لَهُ فَرِيضَةً وَحُكْمًا، وَهُنَاكَ امْتَحَنه "ما أن عبر الشعب وفرح وتهلل حتى بدأت التجارب والآلام، إذ شعروا بالعطش فتذمروا على موسى إذ وجدوا ماءً مرًا لا يقدر أن يرويهم. وأرشد الرب موسى عن شجرة ألقاها في المياه فصارت حلوة. وكان هذا هو أول دروس مدرسة الإيمان وقد فشل الشعب في فهم الدرس أن الله يستطيع كل شيء.
كان هذا امتحان، هناك امتحنه والله لا يمتحن شعبه ليعرف إن كان سيجتاز الامتحان وينجح أو أنه لن يجتازه فيرسب فالله يعلم مقدمًا نتيجة الامتحان. لكن الله كان قد اظهر قوته للشعب في معجزات عديدة والآن فالله يُثَبِتْ لهم أنه قادر على كل شيء ( هذه هي التمارين التي تُعْطَى للطالب ليقوم بحلها بعد أن شرحت له النظرية، ويكون هذا لتثبيت النظرية في ذهن الطالب)
والشجرة كانت ترمز للصليب الذي حوَّل مرارة حياتنا إلى عذوبة وعوض ما نحمله من أعمال الإنسان القديم نتمتع بالطبيعة الجديدة التي صارت لنا في المسيح يسوع.
وإن تعقدت المشاكل أمامنا فلنسمح للمسيح أن يتدخل فيها فيحول ما هو للموت إلى ما هو للحياة وإن عشنا بمنطق الصليب لا يصبح فينا مرار داخلي، بل سيكون كل شيء حلو في حياتنا فنحن إن قبلنا أن نحمل الصليب مع المسيح لن نتذمر وتتحول ألامنا إلى عذوبة وتسبيح،وهذا معنى هُنَاكَ وَضَعَ لَهُ فَرِيضَةً وَحُكْمًا، وَهُنَاكَ امْتَحَنَهُ. فريضة تعني تشريع، وحكمًا تعني نظامًا للحياة، وإمتحنه تعني سمح له بتجربة.
معنى هذا للشعب في سيناء … لقد خرجتم من مصر وأنتم في حالة سيئة من الوثنية والتذمر وعدم الإيمان وستكون التجارب التي أسمح بها هي لتنقيتكم ولزيادة إيمانكم، وهذا ما قلنا عنه مدرسة الإيمان في سيناء في مقدمةالسفر.أما بالنسبة لنا نحن نفهم أن التجربة إشارة للصليب الذي يسمح لنا الله أن نحمله لنصير تلًميذًا له. هذا هو قانون العهد الجديد: "َمَنْ لَا يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلا يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا" ( لو27:14) وهل حمل الصليب يحمل معنى الألم فقط؟ لا بل هو فرح روحي في المسيح، فالثلاًثة فتية ومعهم الرابع الشبيه بإبن الآلهة كانوا يتمشون وسط نيران الأتون، وكان الفتية محلولين ولكنهم لم يخرجوا، فهم في فرح لأن معهم ابن الآلهة(بحسب تعبير الملك) أكثر من وجودهم خارج الأتون. ولم يخرجوا إلا حين ناداهم نبوخذ نصر الملك.
ولذلك لاحظ تعليم بولس الرسول "لِأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لِأَجْلِ ٱلْمَسِيحِ لَا أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَألَمُوا لِأَجْلِهِ" ( فى 29:1)وأيضًا "إِنْ كُنَّا نَتَألَمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ" ( رو17:8)فالألم والصليب هو الشجرة التي نسمح بها أن تلقى في مياه حياتنا المرة فتتحول حياتنا إلى فرح حقيقي ومجد. لذلك لم
يكتفي بولس الرسول بالصليب الذي سمح به الله له ألا وهو الشوكة التي في جسده ( 2كو7:12) بل يقول "بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ، حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضًا" ( 1 كو27:9) ان مياة مارة المرة تشير الى الضيقات والتجارب التى يتعرض لها المؤمن فى هذة الحياة ومع ذلك فأن الأيمان بيسوع المسيح الذى هو شجرة الحياة يحول حزننا الى عزاء وضيقنا الى فرح وتعبنا الى راحه وسلًم .
9- المسيح هو الصخرة : -
يوضح لنا بولس الرسول فى 1كو 4:10 أن " الصخرة كانت المسيح " وأوجه الشبه بين الصخرة والمسيح تبدو لنا فى الآتى :
أ- ضرب الصخرة بعصا موسى إشارة إلى ضرب جنب المسيح على الصليب بحربة فخرج منه دم وماء .
ب- ضرب الصخرة يشير إلى الآلام التى تحملها المسيح بالصليب .
ج- كما أن بضرب الصخرة خرج ماء روى ظمأ الشعب ، هكذا بصلب المسيح تم الخلًاص للعالم كله . الذى وهبنا عطية الروح القدس فصار لنا نجاة وحياة وارتواء لعطش انفسنا للحياة.
د- مع أن الطبيعى أنه بضرب الصخر الصوان تتولد النار ، إلا أن الذى حدث بالفعل هو خروج الماء من الصخرة بدل النار . وهكذا بدلاً من أن يتسبب إيذاء الناس وصلبهم للمسيح فى نزول نار غضب الله عليهم ، نجد أن المسيح قبل الصليب باختياره وقدم بموته كفارة لخطايانا .الذى بالموت داس الموت واخرج لنا منه حياة
ه- كما ضربت الصخرة فى حوريب مرة واحدة كأمر الرب ( راجع خر 17 ) هكذا المسيح فى صلبه " فعل هذا مرة واحدة إذ قدم نفسه " ( عب 27:7 , 10:10) وواضح أن موسى لما ضرب الصخرة الثانية فى قادش أكثر من مرة ، غضب الرب عليه وعاقبه بأن يموت فى البرية ولا يدخل أرض الموعد .
المسيح هو الصخرة :
"وجميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا. لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح"( 1كورنثوس 4:10 )
كل الكتاب يدل على الرب يسوع المسيح بأنه هو الصخرة التي ضمدت جراح كثيرين وجعلت الخطاة أحرارا بعد التوية، و يسوع هو الأساس لكل الأمور الروحية النابعة من السماء، وهو المرساة المنقذة وسط العواصف الهوجاء والمحامي الكبير وسط التجارب الجدِّية. فهو الحصن المنيع الذي يلجأ إليه الكثيرين

عدد الزيارات 511

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل