لابد له أن يجتاز السامرة الأحد الثالث من الخماسين

Large image

بسم الأب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين . فلتحل علينا نعمته وبركته من الأن وكل أوان والى دهر الدهور كلها آمين
الأحد الثالث من الخماسين المقدسة يحدثنا عن أنجيل المرأة السامرية وما فعله ربنا يسوع معها مما غير حياتها وحولها من إمرأة تحيا فى عمق الدنس الى إمرأة كارزة ومبشرة وتدعو " تعالوا وأنظروا "
كلمات قالها ربنا يسوع فى الأنجيل لابد أن نقف عندها قليلاً هى :-
1- كان لابد له أن يجتاز السامرة
2- لما تعب جلس هكذا على البئر
+ كان لابد له أن يجتاز السامرة :-
لابد ... ربنا يسوع كان فى اليهودية .. وتقع اليهودية فى الجنوب .. وكان اليهود ثائرين على ربنا يسوع ويقولون إنه يعمد أكثر من يوحنا المعمدان , ويقولون أشياء أخرى , وأرادوا أن يوقعوا فتنة ويقسموا أحزاب بين ربنا يسوع ويوحنا , فقال يسوع أترك اليهودية قليلاً وأذهب الى الجليل حتى يهدأ الأمر هناك طرق كثيرة مؤدية الى الجليل من أطول هذه الطرق وأصعبها الطريق الذى سار فيه ربنا يسوع وكان يمر فيه على السامرة .. يقول الكتاب " وكان لابد له أن يجتاز السامرة " ... حقيقة لو درسنا جغرافية أورشليم والسامرة نجد إنه ليس من الضرورى أن يجتاز السامرة , وكان يمكنه أن يتفادى هذا الطريق , لكن فى حكم ربنا يسوع كان لابد أن يجتاز السامرة ليتقابل مع المرأة السامرية ربنا يسوع عنده شهوة خلاصنا .. شهوة .. لابد أن نخلص , يريد أن يمر علينا ويقابلنا .. يريد أن نقابله لنقول له كل شئ ويوضح هو لنا كل شئ ... يريد أن يقول لنا كما قال لزكا وسط الزحام الشديد " ينبغى أن أمكث اليوم فى بيتك " .. أى لابد أن آتى اليك .. لابد أن يجتاز السامرة تخيل أن الله يقول لكل واحد منا لابد أن تخلص .. لابد أن تقوم .. لابد أن تحيا معى .. لابد أن أقابلك حتى وإن كنت لاتريد أن تقابلنى , ونحن رأينا المرأة السامرية فى حوارها مع يسوع فى البداية كانت تتكلم بإسلوب جاف جداً , تقول له كيف تكلمنى وأنت يهودى وأنا سامرية , وأنت رجل وأنا إمرأة , لأنه كانت هناك عداوة شديدة بين اليهود والسامريين منذ أيام مملكة سليمان منذ إنقسام المملكة , وكان اليهود يحاربون السامريين والسامريين يحاربون اليهود , وعندما يريد شخص يهودى أن يهين أخر كان يقول له أنت سامرى , كانت هذه الكلمة إهانة لا تُقبل , مجرد كلمة سامرى تعتبر إهانة شديدة , فكم تكون مقابلة ربنا يسوع المسيح مع إمرأة سامرية ؟ وبالطبع كان العُرف اليهودى يمنع مقابلة الرجل مع المرأة فى الطريق العام , هنا ليس فى مكان عام بل منفردين أيضاً ........ ربنا يسوع قال سأكسر هذه الحواجز , ومهما كانت المرأة السامرية لاتريد أن تتكلم معى فأنا سوف أتكلم معها حتى وإن كانت هى لاتريد , لأنه لابد أن أتكلم معها تخيلوا يا أحبائى عندما نجد يسوع يقول لنا سأخلصكم , أنتم لابد أن تخلصوا .... أحد الآباء يقول " أنت يا الله ليس لك خسارة سوى هلاكنا , وأنت لم تخلقنا لنهلك" أنت خلقتنا لك , خلقتنا لنخلص , أنت يارب إن كان لابد لك أن تجتاز السامرة , ولابد لك أن تخلصنا ... وها نحن نقول لك لابد أن نخلص .....يقول لنا هنا إلتقت الرغبتان رغبتى ورغبتك ...... أجمل طلبة يحبها الله ويشتاق دائماً لسماعها من شعبه هى : يارب إرحم , يارب خلص , يارب بارك .... يقول لك أنت تقول يارب إرحم و أنا أريد أن أرحم , إذاً لقد إتفقنا .. أنا أريد أن أعطيك شئ معى وأنت الآن تريد هذا الشئ , وحتى إن كنت لا تريد هذا الشئ أنا سأظل أشوقك وأرغبك فيه حتى تطلبه , والأفضل لو وجدتك أنت مشتاق لهذا الشئ من ذاتك سأقول لك وأنا أحضرته لأجلك ..... " كان لابد أن يجتاز السامرة " .. لابـد يارب أن تخـلص كل إنسـان وتبحـث عـن كل إنسـان .
+ ولما تعـب جـلس هـكـذا عـلى البـئـر:-
هل تعبت يا رب ؟ يقول : نعم بالطبع تعبت , ... كلمة (تعـب) تدل على ناسوته , لأنه كان هناك كلام عن أن يسوع لاهوت فلا يتعب .... لا.... بالطبع كان يتعب ويجوع ويعطش ...........
هل يارب تعبت لكى تخلص الإنسان ؟ يقول تعبت لأخلص الإنسان لكن التعب الذى للخلاص لا يُحسب تعب ولايكون تعب .. التعب المملؤ محبة لايُحسب تعب , بل العكس حيث يظهر الحب يتلاشى التعب , التعب يُظهر الحب , التعب يعبر عن الحب , لذلك نقول لربنا يسوع " كراع صالح تعبت معى أنا الضال ... سعيت ... " .. تعبت معى

ربى يسوع هل أنت مستعد أن تتعب معنا ؟ يقول عندى إستعداد أن أتعب لأجلك , والتعب الذى قدمته لك هو قمة التعب .. هو الصليب .. .. لذلك لننتبه لتوقيت مقابلة ربنا يسوع مع المرأة السامرية قصد معلمنا يوحنا أن يحدده " وكان نحو الساعة السادسة " .. ما هى الساعة السادسة ؟ هى ساعة الصليب .... إذاً هناك إرتباط بين مقابلة ربنا يسوع مع السامرية حيث التعب فى الساعة السادسة والخلاص ,وبين الصليب فى الساعة السادسة حيث التعب والخلاص ...... إذاً ربنا يسوع يقول لك أنا أريد أن أتعب من أجلك , أنا بالفعل تعبت من أجلك , ولتنظر لى على الصليب , أنظر لى وأنا عطشان , أنظر لى وأنا مُعرى , أنظر لى وأنا مطرود وأنا مُهان , أنظر لى وأنا مذلول , أنظر لى وأنا مجلود , ....... أنظر الى كل هذا التعب , هل يقربك لى أم لا ؟ هل يفتح قلبك المغلق أم لا ؟ ... عندما ترى كل هذا التعب يظهر لك الحب ............ كلكم إختبرتم الحب , وكلكم إختبرتم التعب من أجل المحبوب , ربنا يسوع تعب ومازال يتعب , وبحث ومازال يبحث , وتكلم ومازال يتكلم .. قد يتكلم مع أناس ولا يستجيبوا له , فهل يصمت عنهم ويقول هم لا يستجيبون ؟ ..لا.. مازال يتكلم , كان من الممكن أنه عندما تقول له المرأة السامرية كيف تكلمنى وأنت رجل يهودى وأنا إمرأة سامرية, أن يقول لها أشكرك لقد رفضتى أنتِ الحوار , ثم يقوم ويتركها .... لا .. لقد ظل يحاول معها لأن الخلاص مهم والتوبة مهمة ... صدقونى يا أحبائى ربنا يسوع يلح ويقول لنا لن أترككم , وإن لم تأتوا أنتم الىّ سآتى أنا اليكم , وإن رفضتم الكلام معى سأكلمكم أنا , وإن لم تطلبوا الخلاص سأعطيه أنا لكم المهم أن تفتحوا أنتم قلوبكم , وكما أتودد أنا لكم توددوا أنتم الىّ ......... الله يريد أن يغير
لماذا يوضع اليوم فصل المرأة السامرية فى الخماسين المقدسة ؟ لأنها تغيرت .. الذى يتقابل مع المسيح يتغير , إهتماماته تتغير .... تخيل المرأة السامرية وهى عائدة بعد مقابلة يسوع لها وتريد أن تقابل الرجل الذى كانت تعيش معه , هل تستطيع أن تقابله مرة أخرى ؟ !! .. لا .. هذا الأمر قد إنتهى بالنسبة لها .. بل هى الأن تريد أن تقابل الناس كلهم وتقول لهم " تعالوا أنظروا " تريد أن تكون كارزة , تريد أن يتذوق الجميع ما تذوقته هى ..... الذى يتقابل مع المسيح حياته تتغير , وإهتماماته تتغير , وتفكيره يتغير , وحتى مشاعره تتغير , وأولوياته تتغير اليوم أتينا الى الكنيسة فرحين لنتقابل مع المسيح القائم .. يسوع القائم يقول أريد أن أجعلكم اليوم كلكم تخرجون من هنا كما خرجت المرأة السامرية من لقائى معها ... لم تخرج المرأة السامرية من لقاء يسوع كما كانت من قبل .. لا.. بل خرجت إنسانة جديدة , خرجت إنسانة قد وضعت يدها على كنز الخلاص وينبوع الخلاص , خرجت إنسانة قد تغيرت حياتها وتمتعت ببركة جديدة فى حياتها فتغير طريق حياتها كله لذلك ربنا يسوع يريد اليوم أن يشبع الحياة ويملأها .... أحد الآباء يقول تشبيه لطيف , يقول : كم رجل عرفته المرأة السامرية ؟ ستة رجال " كان لكِ خمسة أزواج والذى معكِ الآن ليس هو زوجك " ....دائماً رقم ستة (6) فى الكتاب المقدس يشير للنقص , يشير للزمن ... ورقم سبعة (7) يشير للكمال .... المرأة السامرية لما عرفت ربنا يسوع صار هو محور الكمال .. دخل كسابع فى حياتها فملأ حياتها وأنساها الستة السابقين , أنساها الشر والخطية ....... ربنا يسوع اليوم يريد أن يدخل حياتنا كسابع ويقول لنا أنا الملء , أنا الكل , أنا الذى أغيرك , أنا سأجعلك لا تحتاج لآخر غيرى , سأجعلك تنسى ماضيك بل وسأجعل ماضيك يتحول الى قصة حب مع الله , سأجعلك تقول هو الذى أخرجنى وأنقذنى وجذبنى وغيرنى وقدسنى الله قادر يا أحبائى ببركة قيامته المقدسة أن يتقابل معنا كما تقابل مع المرأة السامرية , وأن نقبل تعبه ونقبل حتمية خلاصه لأنه لابد أن يجتاز السامرة ولابد أن نخلص , ويدخل حياتنا كسابع فتمتلئ حياتنا بهجة وسرور وفرح وقيامة , ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ... له المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 268

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل