يوم الكفارة

عيد الكفارة
1- مقدمة
أ - الاسم الكتابى للعيد هو " يوم كيبور "
ب - والمعنى الحرفى هو : يوم الستر والتكفير
ج - وقد وضع الله يوم الكفارة ( 10 تشرين ) بين عيد الابواق ( أول تشرين وعيد المظال ( 15 تشرين ).
د - عيد الابواق : زمن التوبة الكفارة : كفارة الدم لغفران الخطايا
المظال : الفرح بسكنى الله بين شعبه
وكأن الله يقول لشعبه أن من يريد أن يتمتع بغفران خطاياه بكفارة الدم عليه أن يستعد ويجهز نفسه بالتوبة فيسكن الله فيه فيحيا حياة الفرح الحقيقى .
ه- كان لهذا العيد اهميته الخاصة عند اليهود وله طقسه الفريد والذى يقدم لنا مفاهيم رائعة عن ذبيحة السيد المسيح ،وعملها الكفارى كما يكشف لنا ذلك بصورة جلية ورائعة معلنا القديس بولس فى الاصحاح التاسع من رسالته للعبرانيين إذ تعتبر هذه الرسالة من أكثر الرسائل التى تصور تتميم السيد المسيح يوم الكفارة فهى مليئة بفيضان من التفاصيل لتشرح كيف تحقق نظام ذبائح العهد القديم فى الرب يسوع .
2- علاقة وارتباط عيد الكفارة بعيد المظال :
إذا عرفنا أن عيد المظال قد صار فيما بعد رمزاً لضم الأمم للعضوية فى الكنيسة المقدسة يكون يوم الكفارة (الصليب ) هو الطريق الذى تم فيه هذا العمل العظيم .
3- غاية العيد :
فى هذا اليوم تغفر الخطايا ويستر على الإنسان بالدم الثمين فيكفر رئيس الكهنة عن نفسه وعن الكهنة وعن كل الجماعة تكفيراً عاما وجماعيا ، كما يقول فى سفر اللاويين : ويكفر الكاهن الذى يمسحه ويكفر عن مقدس القدس وعن خيمة الاجتماع والمذبح يكفر وعن الكهنة وكل شعب الجماعة يكفر وتكون هذه لكم فريضة دهرية للتكفير عن بنى إسرائيل من جميع خطاياهم مرة فى السنة ( لا 32:13 , 34).
4- يوم الكفارة كرمز ليوم الجمعة العظيمة :
من خلال الاستعداد لهذا اليوم كان على بنى إسرائيل أن يصوموا ذلك اليوم من المساء إلى المساء أى من الغروب إلى الغروب كان عليهم أن يمتنعوا عن الطعام والشرب والاغتسال ودهن الرأس ولبس الاحذية والعلاقات الزوجية إذ يقول "وكل نفس لا تنقطع فيه للعبادة والتذلل والصوم تقطع من الشعب وكل نفس تعمل عملاً تباد تلك النفس" ( لا 29:23, 30).وكل من أكل أو شرب سهواً يقدم عن نفسه ذبيحة خطية أمامية فعل ذلك عمداً فأنه يقطع من الشعب ..من هذا كله يتضح أن يوم الكفارة يرمز بقوة ليوم الجمعة الكبيرة عندنا الذى نقيم فيه ذكر آلالم السيد المسيح وصلبه حيث تفرض فيه الكنيسة على ابنائها الصوم والتقشف الشديدين لأنه يوم الكفارة الحقيقى .
5- طقس يوم الكفارة كظل لعمل السيد المسيح الذى شق حجاب الهيكل :
من خلال الاستعدادات اللازمة لرئيس الكهنة ليدخل باسم الجماعة كلها إلى قدس الاقداس مرة واحدة يتضح لنا أنه لم يكن ممكنا حتى لرئيس الكهنة أن يدخل قدس الاقداس ليقف أمام غطاء تابوت العهد فى اى وقت حيث يتراءى الله هناك إذ يقول " وقال الرب لموسى : كلم هرون اخاك ان لا يدخل كل وقت إلى القدس داخل الحجاب أمام الغطاء الذى على التابوت لئلا يموت ، لأنى فى السحاب أتراءى على الغطاء " (لا 2:16). فرئيس الكهنة يدخل مرة واحدة فقط كل سنة بعد ممارسة طقس طويل ودقيق واستعدادات ضخمة حتى لا يحسب مقتحما للموضع الالهى ويموت .. هذا العجز يمثل ثمرة طبيعية لفسادنا البشرى الذى اعاقنا عن اللقاء مع القدوس وكما يوضح ذلك القديس بولس معلنا الروح القدس بهذا أن طريق الاقداس لم يظهر بعد (عب 8:9).فكان لابد من تغيير جذرى فى طبيعتنا الفاسدة حتى نقدر خلال الدم الثمين أن نخترق الحجاب الذى انشق بالصليب وتدخل إلى الاقداس الإلهية وننعم بمعاينة المجد الإلهى والاتحاد مع الله . هذا هو ما تحقق بالمسيح يسوع ربنا رئيس الكهنة الاعظم الذى دخل بنا إلى مقدسه السماوى ، قدس الاقداس الحقيقى .بهذا يتضح جليا أن طقس يوم الكفارة بكل دقائقه أنما هو ظل لعمل السيد المسيح الذى شق حجاب الهيكل ونزع عداوة بين السماء والارض وصالحنا مع ابيه القدس .
6- اشتياق الشعب لهذه اللحظات :
كان الشعب كله يشتاق إلى هذه اللحظات التى يدخل فيها رئيس الكهنة إلى قدس الاقداس لمعاينة مجد الله فوق غطاء التابوت وكأن الكل قد تمتع بما يناله رئيس الكهنة خلال هذه اللحظات هكذا نحن أيضا إذ شق رئيس كهنتنا المصلوب حجاب الهيكل بالصليب وهب لنا فيه لا أن ندخل قدس اقداس فى اورشليم الأرضية وإنما إلى السموات عينها لنتمتع بجسد الرب نفسه ودمه حياة ابدية .
كان رئيس الكهنة محتاجا إلى دم آخر يشفع فيه وفى أخوته الكهنة وبنيه حتى يقدر أن يدخل قدس الاقداس أما ربنا يسوع المسيح فقدم دمه هو عنا إذ لم يكن محتاجا إلى تكفير .
7- خدمة وذبائح ذلك اليوم :
يقوم رئيس الكهنة بأربع خدمات :
1- خدمة الصباح اليومية والدائمة على مدار السنة . 2- ذبائح العيد الخاصة بهذا اليوم .
3- خدمة تقديم الذبائح الإضافية المقررة لهذا اليوم .4- خدمات المساء اليومية والدائمة وهى تماثل خدمة الصباح
8- طقوس يوم الكفارة :
ذبائح العيد الخاصة بهذا اليوم تتألف من :
ثور ابن بقر كذبيحة خطية عن رئيس الكهنة وبنيه واولاد هرون ، وذبيحة خطية أخرى عن الشعب عبارة عن تيسين احدهما يذبح ويرش دمه حسب الطقس بينما يرسل الآخر إلى البرية حاملاً خطايا بنى اسرائيل واثامهم .
يضع رئيس الكهنة كلتا يديه على رأس الثور ويعترف بخطاياه وخطايا الكهنة من خلال صلوات خاصة وطقس خاص ويأخذ من دم ثور الخطية وينضح باصبعه على وجه الغطاء إلى الشرق وقدام الغطاء ، ينضح سبع مرات من الدم باصبعه وبهذه الذبيحة يكون قد كفر عن نفسه وعن بنيه ..
ثم يقدم التيسين وتقام عليهما القرعة لكى يميز التيس الذى ليهوى فيقدم كذبيحة خطية للتكفير عن الشعب ويفعل بدمه كما فعل بدم ثور الخطية .
أما التيس الذى خرجت عليه القرعة لعزازيل فيطلق إلى البرية ( لا5:16-16)
كلمة عزازيل :
هناك مجادلات كثيرة بين علماء اليهود حول المعنى الحقيقى لكلمة عزازيل فمنهم من قال أنه الاسم الذى اعطى للتيس أو هو اسم البرية أو هو رئيس الارواح الشريرة إلا أن اغلب علماء اليهود المعتدلين قالوا :
إن جذور كلمة عزازيل وتحتوى على فكرة " النقل أو التحويل أو النفى " فاسم عزازيل وارساله للبرية هى لتعليم شعب إسرائيل أن خطاياهم قد نقلت وتم نسيانها أيضا .
9- ذبيحة التيسين وتحقيقها فى السيد المسيح :
لقد حقق السيد المسيح فى نفسه ذبيحة التيسين : فبموت السيد المسيح على الصليب دفع ثمن خطايانا ( كمثال التيس الذى ذبح (، وهو أيضا ينقل ويبعد خطايانا إذ اخذها لنفسه وحملها عنا ) كمثال تيس عزازيل (
كما شهد القديس يوحنا المعمدان : هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم .
إذ ليس هو فقط الحمل المذبوح الذى يحمينا من غضب الآب وليس فقط الحمل الذى يساق إلى الذبح( أش 53 ) ولكن ايضا عزازيل الذى ينقل عنا خطايانا ( لا16) وكما كان عزازيل يوقف مواجها للشعب الحاضر فى الهيكل منتظراً خطاياهم توضع عليه ليحملها إلى القفر هكذا ايضا أوقف بيلاطس السيد المسيح أمام الشعب منتظراً حمل خطاياهم ليرفعها عنهم .
وكما كان رئيس الكهنة يربط قطعة من قماش قرمزى حول قرن تيس عزازيل هكذا البسوا السيد المسيح رداءاً قرمزيا ) مت 28:27)يتم هذا التكفير فى الوقت الذى ينتظر فيه الكهنة مع الشعب فى الدار الخارجية بينما يقوم رئيس الكهنة بالعمل فى قدس الاقداس والقدس بمفرده إشارة إلى السيد المسيح الذى وحده دخل إلى الاقداس السماوية بدمه لتقدسينا كما يقول القديس بولس : لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاه وصار أعلى من السموات (عب 26:7)
وفى قوله : لا يكن إنسان فى خيمة الاجتماع من دخوله للتكفير فى القدس إلى خروجه ( لا 17:16) يعلن أنه لا يستطيع أحد من البشر أن يقوم بدور الكفارة أنما الحاجة إلى رئيس الكهنة الفريد ربنا يسوع المسيح .
10- تيس عزازيل يأخذه إلى البرية إنسان غريب :
يقول التقليد اليهودى أن تيس عزازيل ( التيس الحامل للخطايا ) يأخذه الكهنة ويخرجون به حيث ينتظره إنسان لكى يخرج به إلى القفر وهذا الإنسان يكون غريبا وليس إسرائيليا وكان هذا رمزاً للسيد المسيح الذى اسلمه بنى إسرائيل إلى أيد الامم .
كان لحم ثور الخطية وتيس الخطية وجلدهما مع فرشهما يخرج خارجا ويحرق بالنار ( لا 27:16 ) وهذا ما تم تحقيقه فى السيد المسيح الذى قدم ذاته عنا ذبيحة خطية خارج أورشليم .
11- رئيس الكهنة يعترف بخطايا الشعب على تيس عزازيل :
كان تيس عزازيل الذى يطلق إلى البرية هو ذبيحة الخطية الوحيدة الحقيقية بالنسبة لبنى إسرائيل إذ كان يعترف رئيس الكهنة بخطايا الشعب عليه وليس على تيس الرب الذى ذبح ..والمعنى الوحيد لهذا هو انه ولو أن الذنوب المعترف بها أنتقلت من الناس إلى رأس التيس كالبديل الرمزى لكن التيس لم يذبح بل ارسل بعيداً إلى القفر هكذا فى ظل العهد القديم كانت الخطية لا تمحى حقيقة لكنها ابعدت عن الناس وحفظت حتى جاء المسيح لكى يحملها بل ويمحوها ويطهر منها بدمه ، فيكون ما فعله العهد القديم كان من قبيل الاعداد المؤقت فى زمان الاصلاح ، حينئذ تكون المغفرة نهائية .
12 - الكفارة فريضة دهرية :
كان يوم الكفارة يتكرر سنويا وفى هذا دليل على أن مشكلة الخطية كانت ولا تزال قائمة والسبب فى ذلك يوضحه القديس بولس :" لأنه لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع الخطايا "( عب 4:10 ) ولكن هذه الذبائح كانت ترمز إلى ذبيحة المسيح الواحدة التى كان فيها الحل النهائى للمشكلة وهى التكفير الكامل عن خطية الإنسان . وفى ملء الزمان جاء المسيح " ليبطل الخطية بذبيحة نفسه " ( عب 26:9 ) ولكى يصبح المؤمنون " مقدسين بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة " (عب 10:10 ) ، وأنه " بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الاقداس فوجد فداء ابديا " ( عب 12:9)
13- بركات الكفارة كانت تشمل الجميع :
كانت بركات الكفارة لا تقتصر على اليهود وحدهم بل كانت تشمل الغريب أيضا والنازل فى وسطهم
( لا 29:16 ) أن يوم الكفارة أنما يشير إلى ذبيحة المسيح وعمله الفدائى وبركات ذبيحة المسيح إلى كل وعلى كل اللذين يؤمنون لأنه لا فرق .......( رو22:3- 25) أن كفارة المسيح هى للخليقة كلها إذ يقول : " يصالح به الكل لنفسه عاملاً الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الارض أم ما فى السموات " ( كو20:1)

عدد الزيارات 548

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل