شهوة الحياة الابدية

Large image

بسم الأب والابن والروح القدس إلى واحد أمين، فلتحل علينا نعمته ورحمة وبركاته الآن، وكل أوان إلى ظهر الظهور كلها. آمين. إنجيل هذا الصباح المبارك، يا أحبائي. بيتكلم. عن الراعي الصالح..ولأن اليوم تذكار نياحة اثنين من الاباء البطاركة..
البابا ديسقوروس . بطل الأرثوذكسية أو حامى الأرثوذكسية .. سمعنا في السنكسار. سيرته...وكيف ان دافع وظُلم في سبيل. الحفاظ على الأمانة الأرثوذكسية، واليوم أيضا. بتعيد الكنيسة، بتذكر استشهاد قديسة غالية علينا محبوبة جدا لقلوبنا الست رفقة وأولادها الخمسة. في الحقيقة، أحبائي نريد أن نقف وقفة صغيرة. مع. كيف سيدة، أم وطبع المرأة الضعيف الحساس. المليئ بالمشاعر و. أكتر شى ممكن أن يتعبها هي اولادها. كيف أن ترى أولادها واحد ورا واحد؟ وهو بيموت قدامها. مشاعر قاسية. غير آدمية لكن في الحقيقة. بيكون قدامها هدف أعلى من مجرد رباط اللحم والدم. تكون السماء مفتوحة أمامها، عندها هدف عالي. تريد أن تصل لي. لو كان اولادها يوصلون لهذا الهدف. فهي أيضا فرحة... كيف أن الإنسان أحبائي أن يقدم نفسه ولاده للسياف؟ عندما علموا بأضطهاد المسيحيين ..ظلوا يصلوا، طبعا إحنا إللي في ذهننا دايما ناس بتصلي من أجل اضطهاد. فربنا يرسل لهم ملاك يقول لهم هرفع الاضطهاد..ولم يحصل شى معكم. والذين ياذونكم .هنعمل فيهم و هيجرالهم. وبكده يبقى انتصروا.. وإحنا كده مبسوطين.. لأ ....لم يحصل ذلك... الملاك جاء لعم ونبهم بأن يستعدون لأنهم جميعا ستنالوا اكليل الاستشهاد ، أول ما يسمعو كده هيحصل إيه؟ أكيد يخافو ويرتعبوا ويحزنوا ويبكون ويحضنوا بعض.. يقولو لأ مش معقول ربنا يتركنا. ، لأ،، أول ما سمعو كده ففرحوا. وذهبو وباعو جميع ممتلكاتهم، وأطلقوا عبيدهم أحرار. وكأنهم ذاهبين للمضطهدين. يقولولهم خلاص. لأ يوجد شى يربطنا، اتفضل شوف شغلك.. رباط اللحم والدم؟ يهون .. من أجل الحياة الأبدية، ومحبة المسيح. ..هذة النموذج أحبائى التى تريد الكنيسة أن تقدموا لنا.. وإللي إحنا عاوزين نقف امامة ونفكر، كيف أن الإنسان يوصل للقامة الروحية دي.؟ شيئين. لكى اوصل للقامة الروحية...ولابد أن يكونو متوازنين، مع بعض جدا. وكتير بنفقدهم في حياتنا من زحمة وانشغال الحياة. أولا/ عدم محبة العالم. وثانيا/ محبة الأبديه. عدم محبة العالم، باعوا ممتلكاتهم، وأطلقوا عبيدهم. مش مربوطين بالعالم ..الإنسان مجذوب لأسفل، الإنسان مربوط بذاته وذاته. يريد أن يراها في حالة أعظم. .. فى الحالة إلذى يعيش فيها ...حالة الجسد الزمن. ويظل الإنسان متمسك في الدنيا بإيديه واسنانه، ويظل الإنسان ويسعى إلى اقتناء أكبر قدر من المقتنيات. ويسعى أن يقتني. أكبر قدر من المناصب، ويسعى لتأمين مستقبله الزمني. ولو فكر في المستقبل الأبدي، يفكر فى أن كيف أن يتلافى هذا الأمر، لكن مش برغبة، ولا باشتياق ولا بمجهود، عشان كده أحبائي . أول شيء، عدم محبة العالم، الكنيسة، دائما تقول لنا لا تحبوا العالم، لم تربط نفسك بتحت... العالم، تستخدمه المال، استخدمه، لكن ..لا يذلك المال ميكنش. هو ده هدفك الأساسي. متبقاش حياتك عايش لكى تجمع المال. متبقاش حياتك عايش لأجل أن تأخذ ملذات، لا إنت عندك أهداف أعلى، دوس على العالم، دوس على العالم بعز عيش العالم، متخليش العالم يعيش جواك، اجعل العالم يكون صغير أمامك. ما تستعبدش لشيء فيه أبدا، مهما كان كل شيء استخدمه، استخدم بيتك واستخدم الكرسي إللي بتقعد عليه، واستخدم. كل شيء لكن لم تكن مذلول لأي شيء. ولائك وانتمائك له لأ. إنت فوق كده بكتير، عشان كده أحبائي القديسين والشهداء مش ممكن يكونو شهداء إلا لو كانو مش بيحبو العالم. يستحيل أحبائي أن يقبلوا إنهم ينالوا إكليل الحياة الأبدية وهم مربوطين. بتحت..لا. عشان كده أحبائي ربنا، يسوع قال لنا أنتم لستم من أسفل، انتم مش من تحت، الزمن إللي إحنا عايشين فيه، ده زمن غربة، إحنا مسافرين ماشيين كل يوم بنقطع مسافة، مسافة مسافة. والرحلة بتقرب واشتياقتنا للرحلة الأخيرة بيزيد، عشان كده أقدر أقولك عدم محبة العالم. موضوع محتاج. مننا اهتمام كبير جدا. اسأل نفسك مقدار تعلقك بالعالم قد إيه؟ مقدار العالم في قلبك قد إيه؟ مقدار انشغالك بتأمين مستقبلك الزمني قد إيه؟ قد إيه؟ قد إيه إنت مشدود لتحت؟ هقلك بالمقدار ده بمقدار بعدك عن الأبدية، بمقدار ما إنت مشغول بالعالم وإللي فيه ومغلوب من العالم وإللي فيه بمقدار من تكون إنت شهوة الحياة الأبدية عندك ضعيفة و ضئيلة. عشان كده لما تسمع حاجات زي كده تقول ياه. صعب أقول لك فعلا صعب. ناس ملاك يأتى لهم ويقول لهم استعدوا لانكم ستنالوا اكليل الاستشهاد فيفرحون؟ . تخيل لو أتى لك ملاك وقال لك سيأتي بعض الاشخاض التى تقاوم المسيحية وسوف يذبخونكم جميعا. ..ماذا يكون ردكم؟ طب يا رب احمينا. طب يا رب خد بالك مننا، .لاننا اعيننا عالأرض ونريد الزمن، لكن لو إحنا نريد السماء..؟ نقول ييجوا يلا. ليه؟ لأنها لحظة اشتياقنا ..إننا نكون معه، مشتهي أن أكون مع المسيح طب والدنيا والناس، ربنا هو الذى سمح ..هو الذى ارد...طالما هو اراد يبقى لتكن إرادته.. الإنسان أحبائي الذى يثق في الحياة الأبدية، وواثق في تدبير ربنا، واثق في محبة ربنا، لم يعيش مهزوز. عشان كده تخيل إنت الست رفقة عندما ذبح ابنها الاول. في اللحظة إللي بعد كده. يستلمو الولد التاني..وتنظر إلى الثلاث ابناء المتبقين . . أكيد مشهد . صعب جدا على قلب الإنسان، إنه ينظروا او يحتملوا، و لكن لو لم يعلم انة سينال نصيب افضل .لم يكن يعرف ان يغلب هذا الموقف أبدا..لابد أحبإلى أن يعلم الإنسان لماذا هو عايش؟ وماذا يريد من هذا العام؟ يقولون أن هناك ثلاثة أنواع من البشرالنوع الأول. الذي يريد أن يرضي ذاتك وملذاته، وإن كان على حساب غيره. يريد أن يرضي ذاته ولذاته، وإن كان على حساب غيره. هذا من أدنى مستويات الإنسان. المستوى التاني أرقى . شويه يقولو عليه مستوى الإنسان الطبيعي. أو الإنسان الاجتماعي يريد أن يرضي ذاته ولذاته ومعه وغيره..بمعنى يريد أن يأخذ من الدنيا، ويعطي الناس أيضا. يعيش، والناس تعيش.. المستوى الأول يريد أن يرضي ذاته ولذاته، وإن كان على حساب غيره. وتاني نوع من الناس يريد أن يرضي ذاته ولذاته ومعه غيره، النوع الثالث، يريد أن يرضى الله، وإن كان على حساب ذاته، مثال. عندما تقول لك الكنيسة أن تصوم. ده على حساب ذاتك .لكن لكى ارضى الله، مثال اخر عندما تقول لك الكنيسه أن تعطى العشور ..فتعطى العشور ، انت بترضي الله، وإن كان على حساب احتياجاتك تقول ربنا أهم، إذاً إنت بترضي الله إن كان على حساب ذاتك، وهذا اللي الكنيسة تريد أن تعملة معنا والإنجيل يريد أن يعملوا معنا. أن نرضي الله، وإن كان على حساب أنفسنا، لماذا؟ لأني أقول إلى الله أنك أهم. مني. وأحبك أكثر مني. أنت مركز حياتي، وأنا عايش من أجلك، أول شي أحبائي مش ممكن نعيش على مستوى الست رفقة وآباءنا الشهداء وعلى مستوى أباءنا القديسين، إلا لم نكن دوسنا على العالم. خد تدريب وشوف نفسك أد إيه مزلول إلى كام شى في الدنيا، خد تدريب، وشوف أنظر كم شيء مستعبد له، كم شيء قلبك يتقبض، لو هسيت إنك ممكن تخسرها، خذ تدريب. وأنظر إلى مركز الله في حياتك قد إيه؟ أنظر. نفسك أنت في أنه مستوى من الثلاث مستويات. دول. وكن أمين مع نفسك، وصادق جدا، وأشكر ربنا إن ربنا أحيانا إلى هذه اللحظة، لكي نراجع أنفسنا. لماذا الله ابقانا إلى هذا الوقت؟ لأن اللة يترجى توبتنا ويريد الله أن نصلح من أنفسنا. .لكى نكون مهيئين لاستقبالة، وأنه يستقبلنا، فالله ينتظرنا لكي نصلح من أنفسنا. شيء مهم جدا، أحبائي . أنا عايش بعمل إيه؟ رقم إثنان، أنه الذي يجعل الإنسان أن يدوس. على العالم. هي شهوة الحياة الأبدية. تكون الحياة الأبدية مرسومة امامة وفرحان بها جدا. ويفكر فيها كتير. مشغول بيها كتير. وأمام عينة كثير. عدو الخير أحبائي يضربنا بالضربتين دول. يمسكنا ويشبطنا في العالم أوي، وينسينا خالص الأبدية، والعكس هو المطلوب. أمسك في الأبدية قوي وأنسى العالم. وكل ما أنا. ملت لاحداهما الثانية تقل على طول .عندما اميل إلى العالم ..الأبدية تقل.. وعندما اميل للأبدية العلم يقل، مثل كفتين ميزان..تضع فى احداهما كثير ، تجد أن الثانية طلعت لفوق، فلو أنا اتمسكت بالعالم أوي أوي. هجد الأبدية، بعدت . لو أنا ثقلت الأبديه وتمسكت بيها أوي .هجد العالم يبعد، عشان كده شهوة الحياة الأبدية مربوطة تماما بعدم محبة العالم إللي مشغول بالسما وإللي مشغول بالأبدية. أحبائي تصبح أمور الحياة هينة علية جدا يقول لك كده الحكيم في سفر الأمثال. جعل الأبدية في قلبهم. التي. بدونها، لا يستطيع أحد. أن يعاين الله، جعل الأبدية في قلبهم. ربنا وضع الأبدية في قلبنا، وضع بذرة الملكوت . من أكثر الكلام الي اتكلم عنه ملكوت السماوات. يشبه ملكوت السماوات، يشبه ملكوت السماوات، ويكلمك عن إنسان مسافر. ادخل إلى فرح سيدك ويكلمك عن العُرس السماوى والوليمة السمائية ، ويريد أن يرفع قلبك وعقلك إلى فوق. يريد أن يأخذك من الاهتمامات الميتة المريضة. يريد أن. ينقلك من حالة إلى حالة .شهوة الحياة الأبدية، أحبائي. الإنسان يكون مشغول بها جدا وبيجهز نفسه لها جدا ، وفرح بها جدا ومستعد لها جدا ..هذا هو ميراث عبيد الرب قالك كده. هذا هو ميراث عبيد الرب، وبرهم من عندى يقول الرب. إذا كان ربنا واضع الأبدية في قلبك، فلابد أن تغذى هذا الأمر ..وكبرة. . ليه بنعمل العكس؟ ليه نموت الأبدية؟ ونزود العالم، رغم أننا مخلوقين للخلود. الإنسان توجه إلى الله. الإنسان مأخوذ من فوق. عشان كده أحبائي شهوة الأبدية زودها عندك. تعمل إيه؟ اقرأ سفر الرؤية، اقرأ سير قديسين كتير. ،، فكر في مكانك في السما، أعتبر نفسك دائما غريب، أعتبر نفسك دائما مهاجر، اعتبر نفسك أن إنت عايش فترة مؤقتة وبتجهز مكان في مكان تاني. كل يوم، ضع فى طوبة ، كل يوم ضع فية لمبة كل يوم، ضع ترابيزة كل يوم ضع . فية شى هتستخدمها بعدين. جهز لهذا، وكل شويه أسرح في المكان، أسرح في بيتك. يقولوا عن المتنيح الأنبا يوأنس أسقف الغربية. كان رأى رؤية ..الست العذراء أخذته لتراب ، مواضع القديسين في السماء... فراة الأبرار وهو متعجب. وراى ايضا. عندما قالت له مين الرجل إللي علية الهيبه الكبير دى؟ تقوله ده أبونا إبراهيم أبو الأباء. أه. أنا برضه خمنت كده، بس أنا معرفوش. بس ده قاعد في مكان جميل قوي، مين ده؟ ده موسى رئيس الأنبياء. فنظر إلى رجل جميل جدا، ومكانه، جميل فقال لها أنا ، أتوقع إن ده داود النبي .فعلا، ده داود النبي...وراتة أشعياء وارميا. وشاف راجل عليه طويل وعلية هيبة .. ده الأنبا انطونيوس. وراى القديسين و القديسات، ووجد سيدة جميلة، بهية طويلة ..فسأل عليها ..فقالت لة. أمنا سارة. ورأى الاماكن والشخصيات. شى جميل جدا فنظر إلى ، مكان جميل جدا، .لكن لم يكن احد فية . وبعدين يفوت يفوت. قالت له يلا انزل. قال لها لا. أنا مش عايزة أنزل. أنزل أعمل إيه؟ خليني هنا. قالتله لأ، لازم تنزل عشان إنت ليك رسالة لازم تكمل الرسالة. قال لها بس قولي لي المكان الفاضي ده بتاع مين؟ قالت له ده بتاعك إنت. المكان ده بتاعك انزل وجاهد وكمل رسالتك. ومكانك جاهز، كتب الرؤية وتركها .وقالهم دي متطلعش غير بعد نياحتى...اسمها. رأيت هناك.... إحنا كل شخص فينا أحبائي لابد أن يعلم أنه له مكان هناك. جاهد لكي تحافظ على مكانك. رثوا الملك المعد لكم من قبل تأسيس العالم، حاجة جاهزة موجودة، مشكلتي إن أنا أفقدها. مش لسة هناخد مكان في السما؟ إحنا لينا مكان في السما، المشكلة لو ضاع. عشان كده أحبائي مجد الإنسان المسيحي واسم المسيح، الذى داعيا عليه، والميلاد السماوى الذي أخذه، والجسد، والدم الذي أخذه .. أبونا يقول يعطى عنا. خلاص وغفران الخطايا، وحياة أبدية لكل من يتناول منه الكلام ده مش كلام. إحنا مش جايين نعطيكم مسكنات ..نقول لكم يلا أتعمدوا عشان تدخلوا السماء ويلا تناول عشان تدخل السماء. ومالكمش سماء. لا ، إنتو ليكو سماء..ولكم مكان ومكان محدد. المشكلة في فقده. عشان كده أحبائي .. سير القديسين بيشجعونا ويقولو لنا . تعالوا...خذ الست رفقة ..نموذج لحياتك. أحب المسيح أكثر من ولادي. أحب المسيح أكتر من العالم، أحب المسيح أكتر من نفسي، الحياة الأبدية شغلانى ، بمعنى..أنا هكون إمتى معاة؟ امتى الرحلة بتاعتي تخلص؟ كل يوم بيعدي أشكرة انة عدى، لكن في نفس الوقت أعتبر أن في جزء من المشوار خلص .. باستمرار. تشتاق للنهاية. وبجهز نفسي للنهاية. متوقع النهاية. عشان كده أحبائي. الإنسان المسيحي حياته للسماء. مش عايش عشان خاطر يكون مستعبد للأرض ولا الذات، الأرض، احظر من إن يكون كل همك، كيف تؤمن مستقبلك ومستقبل اولادك، وكيف ان تعمل لهم فلوس ..ومهموم ومشغول، والعالم وعدو الخير مكار وكيف ان يضعك فى دائرة ماتعرفش تخرج منها لحظة... ده سر الهلاك أحبائي. دي صناعة الهلام. دي الخطة الشيطانية العالمية المحكمة أن الإنسان يفقد هويته، ميعرفش إن هو رايح السما، ميعرفش إن هو من فوق ميعرفش إنه مكانة فوق ويظل ناظر الى اسفل، لا، أنتم لستم من أسفل، ربنا يعطينا أحبائي نعمة. أن لا نحب العالم. نعمة، أن نتعلق بالأبدية، يكمل نقائصنا، ويسند كل ضعف فينا، بنعمته، لإلهنا، المجد إلى الأبد، آمين.

عدد الزيارات 277

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل