الحبل القرمزي علي بيت راحاب

راحاب الزانية
كلِمة " راحاب " تعنىِ رحب أومُتّسع كانت صاحِبة خان ( فُندُق ) للمُسافِرين مُلاصِق لِسور مدينة أريحا
وسلّمت جسدها لِكُلّ رجُل يقترب إِليّها أحبّت جمع المال مِنْ التُجّار العابِرين عليّها إِذ كانت تأويهُمْ وتعيش معهُمْ فِى الخطيّة وتأخُذ مُقابِل مادّىِ ، لذلِك لا تقرأ إِسمها فِى الكِتاب المُقدّس إِلاّ مُقترِنا بِكلِمة الزانية عاشت فِى مديِنة أريحا ذات الأسوار العالِية الشامِخة الحصينة المملوءة كبرياء وإِرتفاع و تجبُرّ ، ولكِنّنا نجِد فى هذهِ السيّدة إِيمان بالله وقوّته وعمله 000 لِذلِك يجِب أن نقِف عِندها كثيراً و نتعلّم وهُنا نجِد أنّ القديس يوحنا فم الذهب يُحدِّثنا قائِلاً ( إِنّهُ مِنْ العار أن تظهر أنت فِى عدم إِيمان أكثر مِنْ زانِية ) فإِن كان إِسم راحاب يعنىِ رحب أو مُتّسع 000 فرُبّما كان لإِسمها واقِع فِى حياتها التّى إِتسعت لِتشمل جوانِب كثيرة مِنْ الحياة بِكُلّ شرّها وبمِلء بركاتها
إيمان راحاب
تبدأ القصة فِى سِفر يشوع الإِصحاح الثانىِ،أنّ رجُلين أرسلهُما يشوع بن نون لِيتجسّسا مدينة أريحا وكُلِّنا
نعرِف أنّ يشوع الّذى تسلّم القيادة مِنْ موسى النبىِ للدخول بالشعب إِلَى أرض الميعاد إنّهُ رمز حى لِشخص يسوع المسيح الّذى صنع ما عجز عنّهُ الناموس ( موسى ) ودخل بِنا إِلَى كنعان الحقيقيّة ( السماء ) 0
يشوع
مِنْ أعظم أبطال الكِتاب المُقدّس فهو قاهِر الأْردُن وهو الّذى أسقط أسوار أريحا ، وهو الّذى أوقِف الشمس بِصلاته إِنّهُ رجُل حرب إِستخِدم فنونه الحربيّة لِفتح الأراضىِ ورغم وعد الرّبّ أنّهُ يُعطيه " كُلّ مَوْضِع تَدُوُسهُ بُطُونُ أَقْدَامِكُم " ( يش3:1). فهذا لمْ يمنعه مِنْ إِستخِدام عقله و مواهِبه الطبيعيّة التّى منحهُ الرّبّ إِيّاها إِنّها علامة حُب الله للإِنسان يُريد ليس فقط أن يهِب ولكِنّه يُشرِكهُ معهُ فِى العمل لِكى تلتحِم إِرادة الله الفائِقة بإِرادة الإِنسان التّى تتقدّس بإِتحادها معهُ والخُضوع لهُ فِى كُلّ شىء 0
أريحا
أقوى مُدُن كنعان عُرِفِت بأسوارُها المنيعة الشامِخة وتعتبر المدخل إِلَى الأراضىِ الكنعانيّة والمنفِذ إِلَى بعض
المُدُن الهامّة مِثل أورشليم وعاى .وكانت أريحا أردأ مُدُن الأموريين ولِذا فقد أمر الله يشوع أن يُدّمِر المدينة والسُكّان جميعهُم وأن تتحّول المدينة إِلَى خراب دائِم 0
لِذلِك أرسل يشوع الجاسوسان لِيرجِعا إِليّهِ بِتقرير وافٍ عَنَ كيفيّة التغلُّب عليها طبيِعة أرضها - طبيِعة شعبها - مداخِلها – مخارِجها وبِلا شك كانا يُعرّضان أنفُسهُما لِخطرٍ شديد أثناء تجولهما فى أريحا
إِذ لهُما ملابِس مصريّة لها طِراز مُميّز التّى خرجوا بِها مِنْ أرض مِصر مُنذُ أربعين سنة ( تث4:8) فلهُم شكل مُميّز جِداً ولهُم لُغة مُختلِفة 0
وكان مِنْ المعلوم أنّ أخبار بنىِ إِسرائيل كانت قد ذاعت فِى كُلّ الأرض بل صاروا مصدر رُعبا وخوفا لِجميع الشعوب مِنَ حولهُم وكانت راحاب نفَسَها تعلم ذلك وأنّ الله أعطى الأسرائِيليين أرض كنعان وصنع لهُم المُعجِزات وكان الأسرائِيليون قريبين مِنْ أريحا وأهلها وملِكها خاف منهُم وتوقّعوا زحفُهُم عليهُم فكانوا يرقُبُون الطُرُق والداخِل إِلَى المدينة والخارِج منها وكان لهُم ثِقة كبيرة جِداً فِى أسوارالمدينة 0
تجّول الجاسوسان وشعرا بِنظرات التعجُبّ فِى عيون كثيرون ورُبّما حاولا الخروج مِنْ المدينة فِى المساء ولكِن الأبواب أُغلِقت فإِضطرّا للنِزول فِى فُندُق على سور المدينة فدخلا بيت راحاب لِيضطجِعا إِنّها تدابير الله
الفائِقة للعقول الّذى يجعل كُلّ الأشياء تعمل معا للخير فتنقِ ذهُم راحاب وتُنقذ راحاب بهُم 0
إِستقبلتهُما راحاب ، رحّبت بِهُما أدخلتهُما فِى بيتِها بِسلامٍ ولعلّها أول ما دخل الجاسوسان بيتِها سألتهُما عَنَ شعبهُما وغايتهُما فِى إِتيانهُما وأظهرت أفكارها مِنْ جِهة بنىِ إِسرائيل فوثقا بِها وفتحا قلبيهُما لها وعلّماها بعض التعاليم بشأن الإِله الحقيقىِ فوجدوا فيها إِيمان عجيب رُبّما لمْ يروهُ فِى شعب بنىِ إِسرائيل أنفُسهُم
وسُرعان ما وصل الخبر إِلَى ملِك أريحا إِسرائيل فقيل لِملِك أريحا هُوذا قد دخل إِلَى هُنا رجُلان مِنْ بنىِ
لِيتجسّسا الأرض " فأرسل الملِك إِلَى رَاحَابَ يقُولُ أَخْرِجِى الرَّجُلَيْنِ اللّذَيْنِ أَتَيا إِلَيْكِ وَدَخَلاَ بَيْتَكِ لأَنَّهُمَا قَدْ أَتَيا لكَىْ يَتَجَسّسَا الأْرْضَ كُلَّهَا " ( يش 3:2). وهُنا نجِد راحاب تُعرِّض حياتها للخطر وتُخبّىء الجاسوسان بِمُجرّد أن دخل إِليها رُسُل الملِك فوق سطح منزلها بين عِيدان الكتّان التّى كانوا عادةً يُنضّدونُها
( يُرصّوُنُها بِنظامٍ ) على أسطُح المنازِل لِكى تجِف بِحرارِة الشمس ومِنْ ثمّ كانوا يأخُذوُن أليافها لِتُغزل وتُنسج ويستخدِمون العيِدان فِى الوقود 0
لقد سمعت راحاب الزانِية ككُلّ أهل المدينة بل وكُلّ سُكّان المنطِقة عَنَ عمل الله مع شعبه كيف يبّس مِياه بحر سوف أمامهُم عِند خروجهُم مِنْ مِصر وكيف خلّصهُم مِنْ سيحُون وعُوج ملِكىِ الأُمورِيينَ ولكِنّها وحدها التّى آمنِت بِهِ وفتحت بيتها للرسولين كما فتحت فمها لِتشهد لله قائِلةً " أَنّ الرّبّ قَدْ أَعْطَاكُمُ الأْرْضَ وَأَنّ رُعْبَكُمْ قَدْ وَقَعَ عَلَيْنَا وَأَنّ جَمِيعَ سُكّانِ الأرْضِ ذَابُوا مِنْ أَجلْكِم سَمِعْنَا فَذَاَبتْ قُلُوبُنَا وَلَمْ تَبْقَ بَعْدُ رُوح فِى إِنْسَانٍ بِسَببَكُمْ 0 لأنّ الرّبّ إِلهَكُمْ هُوَ الله فِى السّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَعَلَى الأرْضِ مِنْ تَحْتُ "( يش9:2-11).
إِنّها لَمْ تسمع فقط بل أعطتهُ إِهتمام قلبِها وهذا ما جعلها تختلِف عَنَ كُلّ شعبها لَمْ تسقُط كما سقط كثيرون فريِسة اللامُبالاه وإِنشغالِها بِهذهِ الأخبار أتى بالإِيمان إِلَى قلبِها أى رجاء لنا فِى راحاب إِنّها أعلنت إِيمانها عمليا فعرّضت حياتِها للخطر لِذا مدحها مُعلّمِنا بولس الرسول فِى الرسالة للعبرانيين " بِالإْيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَ اسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ "( عب31:11).
إِنّهُ إِيمان عظيم إِستحقت بِهِ أنْ تدخُل فِى قائِمة عُظماء رِجال الإِيمان التّى وردت فِى عب 11 وضعها الوحى جنبا إِلَى جنب مع أُمِنا سارة التّى هى رمز لأورشليم العُليا ( غل26:4) والتّى أنجبت لأبونا إِبراهيم إِسحق إِبن الموعِد إنه إيمان إِمرأة سيّئة فِى أسوأ المُدُن فإِستطاعت هذهِ المرأة الزانِية التّى تسكُن فِى مدينة تنتظِر دينونة الله وإِدانتهُ أنْ تُعلِن إِيمانها بأعمالها لِتنال وعداً أكيداً بالخلاص 000
كم لنا مِنْ تشجيع فِى شخصيّة راحاب هذهِ التّى عاشت فترات طويلة مِنْ الزمنْ تائِهه فِى دروب الخطايا قابِعة فِى جِبال المعاصىِ الآن تقِف جنبا إِلَى جنب مع أبونا إِبراهيم أب جميع المؤمنين رفيقة لأُمِنا سارة ما أعظم جودك يا الله ترفع مِنْ المزابِل وتُجلِس على كراسىِ المجد ( 1 صم8:2).
إِنّها تجاوبت مع نِداء النِعمة فعزمت على ترك عِبادة الأوثان والخروج مِنْ بؤرة الخطيّة والإِثم وإِحتقار شهواتها وآمنت وإِستجابت وفعلت إِنّهُ التفاعُل المُبارك المُقدّس لِعمل روح الله داخِل النَفَسَ 000 إِنّهُ إِيمان يُخجِل أولاد الله فبينما هلك شعب الله بِسبب عدم الإِيمان فماتوا فِى البرّيّة إِذا بِهذهِ الأُمميّة الزانِية تغتصِب المواعيد الإِلهيّة بالإِيمان الحى العامِل فيصير لها ولِعائِلتها نصيب فِى أرض الموعِد لا لا بل أكثر مِنْ هذا بكثير ويأتىِ مُشتهى كُلّ الأُمم والأجيال المسيّا المُخلِّص مُ تجسِّداً مِنْ نسلِها ( مت5:1).لأنّنا بِدراسة سلسلة أنساب السيّد المسيح المذكورة فِى إِنجيل متى نعرِف أنّها تزوّجت سلمون أحد الجاسوسين اللّذين آوتهُما فِى بيتِها إِذ رأى فيها إِمرأة عظيمة الإِيمان والأفعال وسلمون هذا كان أميراً فِى عشيرة يهوذا إِذ شعر بِمعروف راحاب إِذ أنقذتهُ وزميله مِنْ موت مُحقّق 000 تعلّق بِها وأخذها زوجة لهُ بعدما محت نعمة الله خزى حياتِها السابِقة صارت راحاب زوجةً فِى بيت قيادىِ فِى إِسرائيل وولدت بوعز الّذى نقرأ عنهُ فِى سِفر راعوث ورأينا كم أنّهُ شخص يحمِل قلبا مُتسِعا مملوء رحمة وحُبا إِنّهُ إِبن راحاب التّى أستحىِ الآن أن أدعوها زانِية.
إِنّهُ إِيمان ونبّوة لَمْ نجِدهُم فِى الجاسوسين إِذ نجِدهُم يقولون لها "إِذَا أَعْطَانَا الرّبّ الأْرْضَ "( يش14:2)
فكان لها ثِقة ويقين فِى إِعطاء الرّبّ للأرض أكبر مِنْ ثِقة الجاسوسين ولكِن ما هو أعظم أنّ تصرُفاتِها بل وشخصيتِها صارت نبّوة عَنَ قيام كنيسة الأُمم عِند مجىء يشوع الحقيقىِ إِنّها صارت تُمثِلّ كنيسة الأُمم التّى قبلت إِرسالتىّ المسيح ( جاسوسين ) التلاميذ والرُسُل وأخفت فِى داخِلها وصيّتهُ فصارت الكنيسة مُقدّسة لهُ كذلِك كُلَّ نَفَسَ مِنّا بكونِها عُضواً حيا فِى الكنيسة كانت قبلاً فِى ظُلمة الشر وقبلت خلاص ربنا يسوع فيها 0
وجدناها تُقر بإِيمان بإِله سمعت عنهُ ولَمْ تعرِفهُ أقرّت أنّ الرّبّ وحدهُ هو الله ( فِى السماء ) إِذن فعِبادة القوم للشمس أو القمر أو النجوم عِبادة باطِلة أعلنت إِيمانها بالله القادِر على كُلَّ شىء والحاضِر فِى كُلَّ مكان ( السماء والأرض ) إِنّها آمنت بِهذا الإِله القوىِ العجيب الّذى صنع عظائِم مع شعبه وعرِفت أنّ آلهة شعبِها باطِلة يا للعجب إِنّ حديثها مع الجاسوسين فِيهِ إِقرار كامِل وناضِج ليس بوجود الله وقُدرتهُ فقط بل بِوحدانيتهُ 0
وإِذ قبلت راحاب الجاسوسين هاج ملِك أريحا لا تتعجِب إِنْ رأيت العدو يهيج لِيُحطِم أى عمل إِلهىِ وفِى كُلَّ عصر مع كُلَّ عمل روحىِ توجد مُقاومة ويستخدِم العدو كُلّ الوسائِل : الجسد – الأقرباء – الظروف
إِسمع ما قالهُ الشيخ الروحانىِ فِى هذا الشأن ( ويلاه منك أيُّها العدو الكثير الخِداع طوبى لِمَنَ أبغضك ).
راحاب والجاسوسان
لقد خبأتّهُما فِى بيتِها فليس مِنْ العجيب أن يُحوّل الله بيت راحاب بيت الخطيّة والموت إِلَى مخبأ للحياة إِنّها أطلقتهُما على السطح ودارِتهُما بين عِيدان الكِتّان ونزلت تتحدّث مع مندوبىِ الملِك وهُنا نجِد صورة لِكنيسة العهد الجديد التّى قبلت إِرسالية ربنا يسوع كجاسوسين وأخفت الإِيمان بالمُخلِّص فِى قلبِها وصعدت بِهِ مِنْ
حرفيّة الناموس إِلَى حُريّة الروح إِلَى فوق كما إِلَى السطح فإِنفتحت عينها لِمُعاينة السمويات 0
ودارِتهُما على السطح بين عِيدان الكِتّان والكِتّان يُذكّرنا بِثياب الكهنوت فِى العهدين فإِنّ بيت راحاب الّذى يُمثِلّ كنيسة العهد الجديد إِذ قبل الإِيمان بالمسيح إِنطلق بِقلبهِ إِلَى السماويّات ) السطح ( خِلال العمل الكهنوتىِ ) الكِتّان (نقصِد كهنوت السيّد المسيح بكونهِ رئيس الكهنة الأعظم يشفع فينا بدمهِ وهو أيضا الّذى يعمل فِى كهنتهِ فيُقدّموا الخلاص للجميع وخِلال العمل الكهنوتىِ فِى المسيح يسوع رئيس الكهنة الأعظم وأُسقُف نِفوسنا وراعيها تُقدِّم الكنيسة ذبيحة الحُب المقبولة لدى الآب وترتفِع بأعضائِها لِيشترِكوا مع السمائيين – كما على السطح – فِى تسابيحهُم ولِيتورجياتهُم.
طلب علامة:
إِنّها أدركت مواعيد الله لشعبهِ ووثقت فِى قُدرتهِ فأرادت أن تنجو بِهذا الإِله ليس هى فقط بل وأهل بيتِها معها إِنّهُ الإِختبار الشخصىِ على مُستوى الحياة الخاصة الداخِليّة وفِى ثِقة الإِيمان قالت " فالآْنَ احلِفَا لىِ بالرّبّ وَأَعْطِيانىِ عَلاَمَةَ أَمَانَةٍ لأِنّىِ قَدْ عَمِلْتُ معكْمَا مَعْرُوفا بِأنَ تَعْمَلاَ أَنْتُمَا أَيْضا مَعْ بَيْتِ أَبىِ مَعْرُوفا 0وَتَسْتَحيِيَا أَبىِ وَأُمّىِ وَإِخْوَتىِ وَأَخَوَاتىِ وَكُلَّ مَالَهُمْ وَتُخَلِّصَا أَنْفُسَنَا مِنَ الْمَوْتِ " ) يش12:2-13).
وكانت الإِجابة " هُوَذَا نَحْنُ نَأتىِ إِلَى الأْرْضِ فَارْبُطىِ هذَا الْحَبْلَ مِنْ خُيُوطِ الْقِرمِزِ فِى الْكَوَّةِ التّى أَنْزَلتِنَا مِنْهَا وَاجْمعَىِ إِلَيْكِ فِى الْبيْتِ أَبَاكِ وَأُمّكِ وَإِخْوتَكِ وَسَائرَ بَيْتِ أَبِيكِ 0فَيَكُونُ أَنّ كُلَّ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بيَتِكِ إِلَى خَارِجٍ فَدَمُهُ عَلَى رَأسِهِ وَنَحْنُ نَكُونُ بَرِيئَينِ "( يش18:2-19)
العلامة التّى أُعطيت هى الحبل القُرمزى الّذى ي شير إِلَى دم السيّد المسيح الّذى بِدونهِ لا يُمكِن الخلاص الحبل القُرمزى رمز وإِشارة للمُخلِّص الّذى سيأتىِ فِى مِلء الزمان ويُخلِّص البشريّة بِدمهِ المسفوك على عود الصليب وهُنا
يقول القديس أمبروسيوس
( فقدت الزانِية كُلَّ رجاء فِى وسائِل الأمان البشرىِ وسط دمار المدينة ولكِن إِيمانها غلب فقد ربطت حبلاً قُرمُزيا على الكُوّة رفعت علامة إِيمانها وشِعار آلام الرّبّ حتى يكون رمز الدم السرّىِ الّذى يُخلِّص العالم ) .
بيت راحاب
لَمْ يكُن لِراحاب أو أهل بيتِها أن يتمتّعوا بالخلاص لو خرجوا مِنَ البيت الّذى عُلِّق على نافذتهُ الخيط القُرمُزى فما هذا البيت إِلاّ الكنيسة سفينة النجاة التى لا ينجو أحد خارِجها لأنّه لا خلاص خارِج الكنيسة الحامِلة دم السيّد المسيح
وهُنا يقول القديس كبريانوس : ( أتظنّون أنّكُم قادِرون أن تصمُدوا وتحيوا إِنْ إِنسحبتُمْ مِنْ الكنيسة لتُقيمُوا لأنّفُسكُمْ بيوتا ومواضِع مُختلِفة وقَدْ قيل لِراحاب أنّ كُلَّ مَنَ يخرُج مِنْ أبواب بيتِك إِلَى خارج فدمهُ على رأسه) 0
فمَنَ يبقى خارِج الكنيسة فهو خارِج مُعسكر المسيح فإِنّهُ ليس مسيِحيا مَنَ هو ليس داخِل كنيسة المسيح إِذ كيف يُمكِن أن يكون أحد مع المسيح إِنْ كان لا يسلُك داخِل عروس المسيح وإِنْ لَمْ يوجد فِى كنيستهُ وللقديس كبريانوس عِبارتهُ المشهورة ( مَنَ ليس لهُ الكنيسة أُمّا لا يقدِر أنْ يكون الله لهُ أبا ( 0
نزول الجاسوسان:
" وَقَالَتْ لَهُمَا اذْهَبَا إِلَى الْجَبَلِ لِئَلاَّ يُصَادِفَكُمَا السُّعَاةُ وَاخْتَبِئَا هُنَاكَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى يَرْجِعَ السَّعَاةُ ثُمَّ اذْهَبَا فِى طَرِيِقكُمَا " (يش16:2)
الجبل يُشير إِلَى السيّد المسيح نفسه فإِن إِقتفى ملِك أريحا أى الشيّطان أثر جاسوسى يشوع ولكنّهُ لَمْ يقدِر أنْ يأسرهُما إِذ صعِدا على الجبل أى إِحتميا فِى المسيح إِنّهُما لَمْ يسيرا فِى الأماكِن المُنخفِضة بل سلكا
قِمم الجِبال حيثُ لا يقدِر رئيس هذا العالم أن يرتفِع وراءهُما إِذ هو يُحِب ما هو مُنخفِض 0
بالإيمان سقطت أسوار أريحا
يقِف الآن الشعب أمام عائِق جديد فهو ليس بحراً أو نهراً إِنّها أسوار عالية حصينة 000 إِنّها تُمثِلّ تشامُخ العالم الّذى وُضِع فِى الشرير إِنّهُ عائِق يعوق النَفَسَ عن إِنطلاقِها نحو الأبديّة للتمتُّع بالميراث الحقيقىِ إِنّها تُمثِلّ إِرتفاع الأنا البشريّة بكونِها أخطر عائِق يقِف أمام النَفَسَ لِكى يفقِدها شرِكتها مع الله 0
إنّها معركة أريحا والشعب مُهيّأ لا للحرب ولكِن لينظُروا خلاص الرّبّ ... إِنّها الأسوار الشاهِقة السميكة التّى نحتمِل أن يكون بِداخِلها فُندُق أى سور هذا !! إِنّهُ شر العالم ونحنُ مدعوين بنعمِة الله أن نجتاز هذهِ الحرب ولنُهاجِم أخطر مدينة فِى العالم إِنّهُ إِرتفاع الشر ولنُدمّر بالله أسوار الخطيّة المُتعجرِفة والأنا المُتعظِمة "ولا تصغُر أنفُسنا بل نث ق أنّ الحرب للرّبّ " ( 1 صم 47:17) وهذهِ المدينة التّى تُرعِب أعدائها ترتعِد مِنَ شعب الله 000 بل تأخُذهُم الرِجفة وتقع عليهُم الهيبة والرعب ( خر 14:15) وهُم يتعجبّون مِنَ ذلِك إِذ كيف يغلِب هذا الشعب وهُم بِلا أسلحة ولا يُدرِكون أنّ أسلحة مُحاربتهُم ليست جسديّة ) 2 كو4:10) إِستخدم الله طريقة فريدة فِى الغلبة على أريحا ولَمْ تتكرّر فِى بقيّة الحروب فهى أول موقِعة فِى أرض الموعِد بعد عبور نهر الأُردُن وقَدْ أراد الله أنْ يُعلِن بِطريقة ملموسة أنّ الحرب لهُ والنُصره مِنْ عِنده وأنّ سِلاحه الحقيقىِ والخفىِ هو الإِيمان " باِلإْيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ " ) عب30:11) هل لك هذا الإِيمان ؟ قُل يارب زِد إِيمانّا ( لو 5:17 ) لأنّ "هذهِ الغلبة التّى نغلِب بِها العالم إِيمانُنا" ( 1 يو4:5)
الدوران حول السور
أُنظُر إِلَى طريقة الله فِى تحطيم أسوار أريحا " تَدُورُونَ دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ جَمِيعُ رِجَالِ الْحَرْبِ 0 حَوْلَ الْمَدِينَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً 0 هكَذَا تَفْعَلُونَ سِتَّةَ أَيَّامٍ وَسَبْعَةُ كَهَنَةٍ يحْمِلُونَ أَبْوَاقَ الْهُتافَ السَّبْعَةَ أَمَامَ التَّابُوتِ 0 وَفِى الْيَوْمِ السّابِع تدُورُونَ دَائِرة الْمَدِينَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَالْكَهَنَةُ يَضْرِبُونَ بِالأْبْوَاقِ " ( يش 3:6-4).
نُلاحِظ هُنا أنّ الله لا يُعلِن خطته كامِلهً بل بالتدريج وعلى الإِنسان أن يُطيع ويخضع وإِنْ كان لا يفهم ونحنُ كثيراً ما نُريد أن يكشِف لنا خطوات آتِية لِحياتنا وهو يطلُب أن نكون أُمناء لهُ اليوم فلنعمل إِرادتهُ اليوم
ونترُك لهُ الغد وشأنه 0ولعلّ الدوران يُشير إِلَى الدخول فِى الأبديّة لأنّها تُمثِلّ الحياة التّى بِلا نهاية كالدائِرة والإِنشغال بالأبديّة هو طريق الغلبة على شرور العالم ومجده الباطِل ولا يوجد شىء يستطيع أن يفتح الأبواب المُغلقة العالِية التّى تُمثِلّ التشامُخ والأنانيّة إِلاَّ الإِنشغالات الأبديّة وطلب الأمور الفوقيّة هذا يرفعنا فوق كُلَّ ضعف ويقتلِع مِنَ داخِلنا جذورالشر الدفينة 0والدوران مرّة كُلَّ يوم خِلال الستّة أيام الأولى إِنّما يُشير إِلَى العمل الدائِم كُلَّ أوقاتنا أمّا الدوران سبع مرّات فِى اليوم السابِع فمعناه أنّهُ فِى يوم راحتنا نعمل لِحساب الرّبّ مُضاعفا أُريدك أن تتأملّ معىِ هذا المنظر العجيب شعب أريحا يرقُبُون الأمر وراحاب تنظُر مِنَ النافِذة والخوف والرِعدة تملُك على شعب أريحا وملِكها ويستعدّون للحرب ويُعدّون أدوات الحرب وينظُروُن ويتعجبّون ورُبّما يسخرون ما هذا ؟؟ إِنّهُ م يدورون حول السور ثُمّ يجلِسون وفِى اليوم التالىِ يتكرّر هذا الأمر ومع إِنتهاء أخر دورة فِى اليوم السابِع إِنتهت أخيراً كُلَّ فُرص التوبة التّى قدّمها الله لهذهِ المدينة لِذا تُعلّمِنا الكنيسة أن نُصلّىِ فِى نهاية كُلَّ يوم أن ( توبىِ يا نَفَسَىِ ما دُمتِ فِى الأرض ساكِنة ) ( قطع صلاة النوم ).
ورُبّما راحاب بين الحين والآخر تؤكِد على إِظهار الحبل القُرمُزى مِنْ الكوّه وتمسِك بِهِ وأقنعت عشيرتها أن يمكُثوا معها وأغلقت أبوابها جيّداً وإِنْ إِعترض أحد مِنْ عشيرتها طوال فِترة وجودهُم بالمنزِل تتكلّم معهُ وتقُنعهُوتحكىِ لهُ عَنَ إِله إِسرائيل وقوّته وعجائِبهُ فترفعهُم فوق مُستوى الشك إِلَى الإِيمان بِهذا الإِله الحى
لو لَمْ يكُن لها الإِيمان الثابِت ما كانت كلِماتها تؤثِر فيهُم ولا صدّقوها ولكِن لأنّ كلامها خرج مِنْ قلب مُختبِر راسِخ إِستطاع أن يُقنِع ويؤثر فصدّقوا ما قالته وآمنوا على إِيمانها وأطاعوا فإِن كان أهل راحاب صدّقوا كلامها ونجوا كم يليق بنا أنْ نُصدِّق كلِمة الله ونؤمِن بِها فما أجمل أنْ نُصدِّق كلِمة الله ونشبع بِها ونأخُذ نصيبنا منها ونتخِذها سِلاح فِى جِهادنا فمغبوط مَنَ يملأ جَعْبَتَهُ منها( مز5:127) سنجِد فيها وعود وتشجيعات " وَفِى الْيَوْمِ السّابِعِ أّنَّهُمْ بَكَّرُوا عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ وَدَارَوا دَائِرةَ الْمَدِينَةِ عَلَى هذا الْمِنْوَالِ سَبْعَ مَرَّاتٍ "( يش15:6) ولابُد أنّهُم كانوا فِى غاية الإِعياء والتعب وجنود أريحا ينظُرون ويضحكون ولَمْ يعرِفوا أنّهُمْ سيبكون وهؤلاء المُتعبين سيستريحون ولكِن راحاب بِما لها مِنْ قلب تائِب مؤمِنَ بالله وإِنْ كانت لا تفهِم إِلاَّ أنّها تؤمِنَ أنّ هذا العمل يدخُل بِلا شك ضِمن خطة الله فِى حياة هذا الشعب وإِمتلاكه لأريحا بل وأرض الموعِد كُلّها فيما بعد كما قال لها الجاسوسان ولا شك أنّ الجاسوسان فِى دورتهِما مع الشعب حول أريحا كانا قَدْ عرّفا كُلَّ الشعب بيت راحاب الواضِح مِنْ الحبل القُرمُزى الأحمر المُدلّى مِنْ النافِذة حتى لا يقترِب إِليهِ أحد أُريدك أن تنظُر هذا المشهد العجيب الّذى آمنت بِهِ الكنيسة ووضعتهُ فِى قلبِها وصارت تُكرّرهُ طوال أيام غُربِتها على الأرض هكذا تفعل الكنيسة فِى كُلَّ إِحتفالاتِها تقوم بعمل دورات إِمتداد لِدوران الشعب حول أسوار أريحا لا زالت راحاب وعشيرتها فِى البيت مُتذكِره كلام الجاسوسين " فَيَكُونُ أنَّ كُلَّ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بَيْتكِ إِلَى خَارِجٍ فَدَمُهُ عَلَى رَأَسِهِ وَنَحْنُ نَكُونُ برِيئَينِ " ( يش19:2) فكانت راحاب تُلزمهُم بالثبات فِى المنزل ) " غَيْرَ تَارِكِينَ إِجْتِمَاعَنَا 00 " ( عب25:10).
الضرب بالأبواق
يضرب الكهنة بالأبواق فِى الدورة السابِعة، والأبواق فِى الكِتاب المُقدّس تُشير إِلَى كلِمة الله التّى ينطِق بِها الكهنة على الدوام القادِرة أن تهِب المؤمنين حياة النُصرة الروحيّة وتبعث فيهُم الفرح الداخلىِ وتهليل القلب ويقول القديس أمبروسيوس ( ليس كُلَّ أحد لهُ الحق أن يضرب بالبوق ولا يدعو الآخرين للإِجتماع المُقدّس إِنّما منح هذا الإِمتياز للكهنة وحدهُم ( ويالهُ مِنْ منظر عجيب ضرب الكهنة بالأبواق وهتف الشعب هُتافا عظيما وإِذا بالسور العملاق يسقُط فِى مكانه ورُبّما أخذ الخوف والرُعب عشيرة راحاب الأسوار تسقُط والبيت على السور فماذا يمنع سقوط بيتهُم ؟؟ إِنّ رؤية السور وهو يتهاوى مِنْ حولهُم إِختبار صعب لإِيمانهُم ولكنّهُم لَمْ يُغادِروا البيت ولَمِ يفتحوا الباب المُغلق وأطاعوا وظلّوا فِى البيت يُراقِبون مِنْ النافِذة فهذهِ هى رجاءهُم الوحيد يرقُبُون منها عمل الله مع شعبه أمّا باب البيت سيؤدىِ بِهُم إِلَى أريحا وهذا ما رفضوا أن يحيوا فيِهِ ولكِن ها راحاب تقِف صامِدة واثِقة مُمسِكة بالحبل القُرمُزى والحبل يتحدّث عَنَ الإِرتباط فهو مجموعة خيوط ممزوجة ببعضها تُعطىِ قوّة بعضها لِبعض لقد رُبِط هذا الحبل بين يدىّ راحاب وأيدىِ الرجُلين حينما إِستخدمتهُ لتهريبهُما لقد رُبط بينهُما مؤمِنه أنّ فيهِ سر النجاة وحقا سقطت الأسوار وهلك الجميع وبقى بيت راحاب وعشيرتها داخِلهُ فِى أمان لَمْ يسقُط مِنْ بيتهُم حجراً واحِداً ولَمْ يهلك منهُم أحداً والجميع يُعانِقون راحاب أنها لحظات إِنتصار الإِيمان الإِيمان العامِل الحى إِيمان مِنْ سمعت وصدّقت وها هى الآن ترى وتختبِر وكأنّها تُردِّد" بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنىِ " ( أي5:42).
وكما إِرتفع أصوات الصُراخ وفزع الموت مِنْ حولهُم إِرتفعت أصوات التسابيح والحمد مِنْ بيت راحاب وما بيت راحاب إِلاّ الكنيسة صاحِبة علامة الغلبة والخلاص واهِبة النجاة لأولادها تُنقِذهُم مِنْ الموت المُحقّق خارِجها لا يُفرِقهُم عَنَ كُلَّ مَنَ حولهُم إِلاّ هذا الحبل القُرمُزى والباب المُغلق هكذا أولاد الله يحيون فِى وسط العالم يأكُلون يشربون لهُم بيوت وأولاد ولكِن لهُم العلامة المُخلِّصة تسمع أصوات و التسابيح التّى لا تنقطع و تعليات الله فِى حناجِرهُم هل أدركت لِماذا تضع الكنيسة للطفل المُعمّد زِنّاراً) شريطاأًحمر( بعد نواله نعمة الميلاد الجديد بالمعموديّة ويرتدىِ ملابِسهُ البيضاء التّى تُمثِلّ الحياة السماويّة التّى يليق أنْ يحيا بِمُقتضاها إنه علامة دم المسيح المُخلِّصة المُميّزة لهُ فلَمْ يعُد إِنسانا عاديا بل وارِث الملكوت لا يقوى عليه الموت ولا تؤذهِ الشرور أيضا فِى صلوات الإِكليل المُقدّس فِى سر الزيجة نجِد الكاهِن يضع زنّاراً أحمر على ثِياب الزوج لأنّها تؤكِد أنّ هذا البيت لهُ علامة النجاة والخلاص لا يهلك كُلَّ مَنَ بِداخلهُ بل يكون بيت صلاة بيت طهارة بيت بركة
راحاب وسط أسرائيل
دخلت هذهِ الأُمميّة وسط إِسرائيل لِتُغرس فِى شجرة الزيتون الحقيقيّة ويستخدِم الكِتاب المُقدّس تعبير" إِلَى هذَا الْيْومِ " عِندما يتحدّث عَنَ بقاء الشىء إِلَى نهاية الحياة فشاع هذا القول ) إِلَى هذَا الْيْومِ ( يعنىِ إِلَى نهاية العالم أى أنّ راحاب وعشيرتها إِنضمّت إِلَى إِسرائيل الحقيقىِ ( كنيسة العهد الجديد ) إِلَى هذا اليوم هذهِ التّى كانت زانية تحيا اليوم فِى وسط شعب الله مُتمتِّعة ببركات حضوره تشترِك فِى الأعياد والشرائِع وتُجاهِد كالوصايا وتحفظ الثياب طاهِرة تحيا عروسا مُقدّسة عفيفة للرّب ( 2 كو2:11) ولا تعود لِزِناها بل فِى قداسة الرّبّ وهذهِ المرأة تستطيع الآن أن تُخبِر ببهجِة الحياة مع الله لأنّها عاشت حياتان وشتّان بين شعب أريحا وشعب الله شعب يبحث كيف يُرضىِ غرائزه وكبرياؤه وشعب يبحث كيف يُكرّم إِلهه ويتبعهُ مِنَ كُلَّ القلب وإِن أخطأ يندم وينكسِر ويُقدِّم ذبائح للرضى والسرور والغفران إِنّهُ شعب خوف الله مُسمّر داخِلهُ إِنّها عرِفت الآن لِماذا سمح الله بوجودها فِى أريحا لِكى تشعُر بالأكثر بقيمة وجودها فِى وسط شعب الله إِنّهُ الإِله المُحِب الّذى يُحِوّل اللعنة إِلَى بركة والعقوبة إِلَى خلاص وفِى كُلَّ مرّة تشترك مع شعب الله فِى عِبادتهُم تتذكّر العادات المرذولة القديمة والطقوس الدِينيّة البغيضة التّى عاشت بِها وسط شعب أريحا وتتمنّى لو إِستطاعت أن تجمع شعب أريحا جميعهُمْ فِى بيتِها ويتمتّعوا معها بِما تتمتّع هى الآن ما أجمل الكنيسة بيت راحاب الجديد المُحتمِية فِى دم الحمل المُقدِّمة الخلاص والنجاه للعالم كُله فإِن كانت راحاب وثقت فِى حبل قُرمُزى كمْ يكون لنا خِزى إِنْ لَمْ نثِق فِى دم يسوع المسيح الّذى بِرُوحٍ أزَلىًّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لله بِلا عَيْبٍ، لِيُطهّر ضمائرنا مِنْ أعمال ميّتة لِنخدِم الله الحى ( عب14:9).وتمتّعت راحاب بِما لا يخطُر على قلبِها أنْ يقبلها سلمون كزوجة لهُ ( أحد الجاسوسان ) وهنا نتخيل أن هناك حديثاَ قد دار بين راحاب وسلمون :كيف وأنت بالذات دون هذا الشعب جميعهُ تعرِف عنّىِ كُلَّ شىء كيف تقبل أن يقترِن إِسمك بإِسمىِ وإِنْ قبلت أنت سيسخر الجميع منك بسببىِ سيُقال عنك أنّك أحببت زانِية فيرُد عليها سلمون ويقول : قَدْ وجدت فيكِ ما لَمْ أجِدهُ فِى كُلَّ بنات إِسرائيل فكُلُكِ جميل ياحبيبتى ليس فيكِ عيبة (نش 7:4 ) ولاَ أخشى أنْ يُعيّر إِسمىِ بِسببك فلا أحد يعرِفك مِثلىِ فلا أُبالىِ بِكلام أحد 0ودخلت راحاب بيت سلمون لتبدأ حياة جديدة رائِعة لَمْ تعرِفها مِنْ قبل زواج مُقدّس نقىِ فِى بيت رجُل مِنْ أشراف يهوذا ولها الحق فِى التمتُّع بِكُلَّ حقوق شعب الله فليست بعد غريبة أو نزيلة بل فِى رعويّة بيت إِسرائيل الجميع ينظُرون إِليّها نظرة جديدة لَمْ تتعوّدها مِنْ قبل فقد صارت مُكرّمة جِداً فبدأت تعرِف معنى جديداً للحياة وأنجبت بوعز وبوعز ولد عوبيد وعوبيد ولد يسّى ويسّى ولد داود الّذى أتى المسيح مِنْ نسله ولَمْ تُدرِك مَنَ سيصير بوعز هذا !!ولكِن لعلّها أدركت فِى السماء أنّها صارت جِدّة للمسيح أريحا وتبقى راحاب عبر كُلَّ الأجيال تُحدِّث بإِنتصار عمل الله داخِل النِفَسَ تُعطىِ رجاء لِكُلَّ مَنَ فقد رجاؤه وفرحاً وسلاماً لِكُلَّ مَنَ وثق فِى إِله إِسرائيل ونترُك العبوسة واليأس والحسرة لأهل أريحا ينطِق بِها الكاهِن فِى خِتام الصلوات الكنسيّة وهو يُغلِق سِتر الهيكل إِذ يمسِكهُ ويقول : ( إِسدِل يارب سترك علينا وإِجعل باب بيعتك مفتوح أمام وجوهنا إِلَى نهاية العالم ( على مر الدهور وإِلَى آخر الدهور والى الأبد آمين

عدد الزيارات 284

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل