المسيح في شريعه تطهير الابرص

مرض البرص :
هو مرض قديم عاصرته البشرية الخاطئة ، وهو أكثر مرض يصف الخطية وأعراضها وآثارها وتطوراتها علماً بأن هناك أمراضاً أخرى ارتبطت بالخطية إلا أن الله إختار هذا المرض لشناعة مظهره وتأثيره وكان لجو سيناء الحار أثر فى انتشار هذا المرض المعدى بين شعب بنى اسرائيل قديماً لذا أفرد له الكتاب المقدس تفصيلات عديدة في سفر اللاويين اصحاح ۱۳ ، ١٤ ، وكان ذكره على مدار الأسفار الالهية كمرض الخطية لنتعرف أكثر عن البرص
أنه مرض ينتقل بالعدوى ولكن بطول الاختلاط والتلامس . والمرض له جانبان : جانب الإصابة الجلدية وهو الطور الأول ، ثم يتطور الى الجانب العصبي .. أى تتطور الإصابة الجلدية بتشوهات فى الجهاز العصبى . والإصابة الجلدية تبدأ فى المناطق الظاهرة في الجسم مثل الجبهة والذقن والأطراف ، وتبدأ ببقع تتحول الى مناطق الألون لها إذ تموت الخلايا الصبغية في هذه المنطقة ، وكذلك يبيض شعر تلك المنطقة .. ثم يتعمق المرض فتتحول البقعة الى نقرة تنتشر الى ما حولها ، ويبدأ الجلد يتشوه ويتكتل فى كتل بين نقر وحفر ويصبح الانسان كريه الشكل ، شنيع المنظر ، مرعب الهيئة .. يتكرر هذا مع الأطراف ، ثم الرقبة ، ثم الصدر .. ويصحب كل ذلك آلام للمريض مع الإصابة بتقيحات مؤلمة مستمرة .. أما التطور العصبي : تتلف الأعصاب المحركة للأعضاء .. وتؤدى الى تشوه الأعضاء والتوائها ووقف حركتها .. فيؤدى هذا كله مع طول المدة الى الموت. -
شريعة تطهير الأبرص
ترد تفصيلاتها في سفر اللاويين ۱۳ ، ١٤ إذ تحكي لنا شناعة الخطية تلك التى قيل عنها بالروح القدس إنها خاطئة جداً .. مرموزاً لها بمرض البرص الخطير فتخبرنا عن بشاعتها وإنتشارها ونتائجها ومظاهرها وخطورتها .
الخطية بحق أخطر من البرص .. أو أى مرض يصيب الجسد . . لأنّها لا تدمر الجسد فقط بل والروح أيضاً .. ولا تؤدي بالإنسان إلى موت الجسد بل إلى موت الروح .. والإنفصال عن الله .. وتذهب بالإنسان إلى الهلاك الأبدي .. ولكن الله الغنى فى الرحمة .. طبيب أنفُسنا وأجسادنا وأرواحنا لم يتركنا تحت سلطان هذا المرض الخطير .. بل قدم وسيلة الشفاء منه .. إنّهُ يُقدّم لنا العلاج الوحيد للخطية في صورة رمزية بديعة في غاية الجمال والدقة . . مُمثلة في عصفورين طاهرين يُذبح أحدهما ويُرش من دمه على الأبرص فيتطهر ثُمَّ يُطلق العصفور الآخر حياً بعد أن يُغمس في دم العصفور المذبوح .. ليطير في السماء وهو يحمل آثار ذبح العصفور الذي مات .
إنَّهُما عصفوران يُطهران . . يتكلمان عن أروع وأجمل قصة حب وفداء عرفتها البشرية . . إنهما معاً رمز للمسيح الفادي "الخروف المذبوح " ( رؤ ٥ : ۱۲ ) الذى ذبح على الصليب تاركاً لنا دمة على المذبح ليطهر كل أبرص ٠٠لا بل كل خاطىء ۰۰لا ليغفر لنا خطايانا فقط بل ليعطينا ميراث الحياة الأبدية .. مُمثل في العصفور الآخر الذى يُطلق في السماء .. فنأخذ بالعصفورين ما تقدمه لنا الكنيسة من عريسها فتنقل لنا بركات الموت والقيامة . ." يُعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا ( العصفور الذى مات ) وحياة أبدية لِكُلّ من يتناول منه ( العصفور الذي أطلق ) ".
ما بين الخطية والبرص
البرص يُشير إلى النجاسة والخطية . . و هو مرض مكروه مؤلم يُميت الأعضاء .. يُصيب الدم . . ويظهر على الجلد . . ويسري في سائر الأعضاء واحداً بعد الآخر .. حتى ينفصل بعضها عن بعض وهو مرض معدي .. كذلك الخطية إذ أن الكتاب يحذرنا من المعاشرات الردية التي تفسد الأخلاق الجيدة
أيضا يزداد وينتشر مع مرور الوقت .. كذلك الخطايا سرعان ما تنتشر وتتسلط ..
وهو يتلف الأعصاب .. فتفقد الأعصاب حساسيتها .. انها الخطية التى تميت الضمير .. وتفقد الإحساس ليس بالله فقط بل وبالآخرين . فنجد أنه حينما يتمادى الإنسان في إتباع خطاياه .. يفقد الإحساس بارتكاب الخطية ، " الَّذِينَ – إِذْ هُم قَدْ فَقَدوا الجس - أَسْلَمُوا نُفُوسَهُمْ لِلدّعارَةِ لِيَعْمَلُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ فِي الطَّمَع " ( أف ٤ : ١٩ ) إنها علامة أكيدة للبرص .. كما الخطية أيضاً.
وأعتبر المُصاب به نجساً وحتى البيت الذى يدخله الأبرص كان يتنجس بكل ما فيه ومن يُخالط أبرص كان يُعتبر نجساً لذا لزم عزل المُصاب به .. وهذا ما تفعله الخطية إذ تحرم الشخص وجوده في الجماعة المقدسة. ليس له دواء أو علاج .. وإلى عصرنا الحالي رغم كُل تقدم في الطب والأدوية ليس له علاج . . ومع استمراره لفترة طويلة يؤدى الى الموت .. انها الخطية التي جلبت على الإنسان حكم الموت والهلاك الأبدى . انه صورة دقيقة للخطية التى ليس لها علاج . . إلا في المسيح يسوع .. وإذ لم يكن لدى الأبرص إمكانية للشفاء يشعر بالحاجة إلى تدخل إلهى للشفاء منه . . لذلك حسب الشفاء منه تطهيراً . . لذا وجدنا في هذا المرض والشفاء منه مجال ثري للتأمل ، فليتنا نثق فيما قاله السيد المسيح أنّ "البُرصُ يُطهَرُون " ( مت ١١ : ٥ ) فنهتف مع الأبرص قائلين " يا سيد ، إن أردتَ تَقْدِر أَنْ تُطهرني " ( مت ۸ : ۱ ) .
إستخدم الله البرص أحياناً للتأديب كما فعل مع مريم أخت موسى بسبب كلامها ضد موسى ( عد ۱۲ : ۱ ) ، وأيضاً مع جيحزى حين مال قلبه وراء نعمان السرياني يطلب الفضة والذهب ويكذب على أليشع النبي ( ٢ مل ٥ : ۲۷ ) ، وما أصاب عُزّيا الملك لإعتدائه على وظيفة الكهنوت ( ۲ أى ٢٦ : ١٦ ) فالله يريد أن يعلن بهذا المرض الظاهرى .. مرض داخلي .. جعله مرضاً يخص الروح أكثر مما يخص الجسد . . لذا لزم الشفاء منه بالكاهن لا بالطبيب .
انظر إلى هذا التطابق المُذهل بين البرص والخطيئة ، إذاً كُلاً منهما مكروه ونجس يفصل صاحبة عن جماعة
الله وكلّم الرب موسى قائلاً . . " أوص بني إسرائيل أن ينفوا مِنَ المَحلَّةِ كُلَّ أبرصَ وَكُلَّ ذي سيل وكُلّ متنجس لميت الذكر والأنثى تَنفُون . إلى خارج المحلة تَنفُونَهُم لِكيلاً يُنجَسُوا محَلاتِهم حيث أنا ساكِن في وسطهم ( عدد ٥ : ١ - ٣ ) . لذلك كان الأبرص يحتاج إلى طقس دقيق وإجراءات دقيقة ومُشدّده حتى يتحقق الكاهن من تطهيره . . ويقدر أن يدخل به إلى الجماعة المُقدّسة من جديد .. فالخطية مهما بدت صغيرة لكنها تحرم الإنسان من عضويته في الجماعة المُقدّسة وعودته تستلزم تكلفة هذهِ مِقدارُها .. قدمها الابن الوحيد لأبيه على الصليب . . ولازال فعل التطهير قائم ويُقدّم لنا على المذبح المُقدّس .. علاجاً للخطايا ..لا للدينونة ولا للوقوع في الدينونة ، ولاخزياً وتبكيتاً لزلاتنا . . ولكن محواً لخطايانا وغفراناً لتكاسلنا ومجداً واكراماً لإسمك القدوس .
أعراض المرض
إِذا كَانَ إنسان في جلدِ جَسَدِهِ نَاتِي أَوْ قُوبَاء أو لمْعَة تصِيرُ فى جلدِ جسدِهِ ضَرْبَةً بَرَص ٠٠٠ ( لا ۱۳ : ۲). وقد تتساءل وما يفيدنى فى معرفة هذه التفاصيل .. ولكن مع دخولك معنا فى هذه الجولة ستكتشف أنها تشخص حالة تُشبه إلى حد كبير حالتك ... فتدرك مرضك .. وهنا بداية التطهير بحسب قول القديس مار إسحق " أنّ من يعرف مرضه قريب من الشفاء .. ومن يعرف خزيه يعرف كيف يطلب النعمة "
الناتي - هو ورم أو إرتفاع أو دمل كان المُصاب يعرض فوراً على هارون الكاهن أو على أحد الكهنة وقد كان للكاهن أن يُشرك معه واحداً أو أكثر من خبراء الشعب فى فحص المصاب ، ولكن الكاهن وحده هو الذى يُصدر الحُكم .. وقد كان المُصاب يعرض على الكاهن في الفترة المحصورة بين الساعة السادسة والساعة التاسعة من النهار ، لكى يكون نور النهار ساطعاً والإصابة اضحة أمام الكاهن .
هنا إشارة إلى سر التوبة والإعتراف إذ يتقدم الخاطيء إلى الكاهن مظهراً جراحاته في ضوء شمس المسيح ... فيُساعده الكاهن فى تشخيص مرضه . . بل وأكثر من ذلك لا يتركه إلا مطهراً . فما هو الناتيء إذا ؟ هو صورة لإرتفاع القلب . . أى الكبرياء أصل كُلَّ داء.
+أخطر أمراض النفس .. الكبرياء " الناتىء " .. الإرتفاع .. أسقط جبابرة .. أحدر سمائيين . . فلنفحص أنفُسنا .. فلا نستكبر بل نخف" (رو ۲۰:۱۱) إن ناتئ الكبرياء يبعد عن الانسان بركات كثيرة .. ويسلب من النفس أهم مشاعر تحتاجها في علاقتها مع الله .. وهى الإنسحاق والإنكسار .. فتبعد النفس عن النعمة وتنسى الخيرات .
+ قوباء - وهو قرحة أو جرح قديم مُغطى بقشرة .. و هو مثال للخطية التى تترك جروح في النفس والروح بل والجسد أيضاً . وجروح وقروح قديمة وحديثة سطحية أو غائره .. كما حدثنا عنها سفر الأمثال " طَرَحتْ كثيرِينَ جرحى وَكُلَّ قَتْلَاهَا أقوياء " (أم ٧ : ٢٦ ) وهُنا تُغنَى الكنيسة أنها وجدت الترياق .. ( الدواء ) .. وتقول " أنّ لى ترياق في جلعاد يداوى ابنة شعبي" لذلك سميت الكنيسة بالمستشفى يدخل اليها السقماء ويخرجون أصحاء .. أطلق أشعياء النبى على الخطية انها " جرح وأحباط وضربة طرية لم تعصر ولم تعصب ولم تلين بالزيت " أش ٠٦:١ انها آثار جراحات الخطايا التى كثيراً ما تترك أثراً عميقاً فى النفس مهما مضى عليها الزمان . . يستثمرها العدو لحسابه .. ويحضرها أمامنا باستمرار .. لنقع فى اليأس والفشل .. انها تمثل تذكار الشر الملبس الموت .إنها شراسة العدو في إحداث (قوباء) جروح فى داخل وخارج النفس .. لتصير علامات له داخلنا . . فتزداد سيادته علينا .. فنخاف منه أكثر
+ اللمعة شئ يبرق .. إنها جاذبية الخطية التي تبدو جميلة لامعة ، إنه خداع اللمعة . . إنها الشجرة الجيدة للأكل والبهجة للعيون.. إنّها أماكن اللهو ذات الأضواء الجذابة .. إنّها جاذبية الغنى والمال .. كم خدعت من نفوس .. ربما لولا لمعة الخطية وبريقها ما سقط الإنسان فيها
+ إذهب الى الكاهن ( الذى يرمز الى السيد المسيح )
يؤتى به إلى هارون الكاهن ، الأبرص لا يقدر أن يأتى إلى الكاهن مباشرةً بل يؤتى به .. ولعل هذا يُشير إلى دور الكنيسة في إحضار كُل نفس لتتمتع بلقاء رئيس كهنتنا الأعظم ربنا يسوع المسيح عريس الكنيسة ومخلصها .. لأننا لا نستطيع أن نتعرف على المسيح كأفراد منعزلين عن الجماعة
+ وهنا يخرج الكاهن إليه :
بعد أن حملت الكنيسة بالحب والإيمان الأبرص إلى كاهنها السماوي لتطهيره من خطاياه . . فإنَّها لا تقدر أن تدخل بالأبرص إلى المحلة بل يخرج إليه الكاهن ليحمله معه إلى داخل المحلة . والمحلة تعبر عن شركة الجماعة المقدسة . . فالمسيح حمل عارنا وخرج خارج المحلة.
تشخيص المرض :.
يؤتى به إلى الكاهن ليُشخّص المرض .. ويُقدّم الشفاء .. لا يوجد إنسان مهما كانت حكمته أو خبرته أو رتبته أو ثقافته له الحق في تشخيص حالة مِن وُجد عنده ناتيء أو قوباء أو لمعة .. فليس إلا الكاهن الذي يرمز إلى ربّ المجد يسوع الوحيد الذي يحكم بالبرص . إحذر أن تفحص نفسك خارج المسيح .. فتعرف المرض دون الدواء .. فتزداد يأساً وإحباطاً . . ولكن مبارك الله أبونا الذى يرعانا بِكُل الأدوية المؤدية إلى الحياة .
تعلم ألا تقيم نفسك بنفسك .. وألا تقيس نفسك على نفسك . . ولا على الآخرين ورأيهم فيك .. فربما تجد نفسك صحيحاً ام مريضاً . . وفى هذا خطأ . . ليكن لك عشرة مع الطبيب الحقيقى .. وهو يكشف عوار نفسك الداخلية والخارجية ..
تعود أن تعرض فكرك أمام الكاهن فى الكنيسة وهو يرى إن كانت أفعالك وأفكارك تتفق مع الأنجيل أم لا .. لأنه مكتوب من فم الكاهن تطلب الشريعة .. فالكاهن له سلطان .. ليس أنه أكثر ذكاءاً أو معرفة عقلية بل هو مستودع لأسرار الله .
" يحجز الكَاهِنُ المضْرُوبَ سَبعة أيامٍ ، فَإِنْ رَآهُ الكَاهِنُ فِي اليَومِ السَّابِع وَ إِذا في عَيْنِهِ الضَّرِبَةٌ قَدْ وَقَفَتَ وَلَمْ تَمْتَدَ الضَّرْبةَ في الجِلْدِ يَحْجِزُهُ الكَاهِنُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثانية" ( لا4:15-5) إنّها فترة للتدقيق وعدم التسرع .. فهي دعوة لعدم التسرع في إصدار حكم على أحد لِمُجرد أشياء ظاهرة ، وربما تمثل فترات فى حياة الإنسان الله يتأنى فيها ويُعطى فرصة تلو الأخرى ليُثبت طهارة الإنسان أو يثبت مرضه. فنجد أن قصة تدبير الخلاص في العهد القديم كُلَّهُ ما هى إلا فترات حجز لإظهار آثار الخطايا .. فيظهر زيغان الإنسان وفساده فيها أظهر الإنسان كمال فشله وعجزه الى أن ظَهَرَتْ نِعْمَةُ الله المُخَلَصَةً ( تيطس ۲ : ۱۱ ) ، وفي كل المراحل أظهر الإنسان فساده وشرّه .. والله لازال يهب لطفه وإمهاله فمبارك ذاك الذي أغلق على الجميع في العصيان ليرحم الجميع معاً .
ولزيادة التأكيد فى الحكم على الأبرص هناك علامات أخرى لاثبات المرض والتأكد منه ..
يتحول الشعر في الضربة الى اللون الأبيض (لا ۳:۱۳)
تبيض الشعرة حينما تنبت في خلية ميتة أو ضعيفة فلا تقدر أن تُعطي اللون للشعر ، إنّها من علامات الشيخوخة وزوال قوة الشباب ، بحسب قول الرّبَ " .. رُش عليه الشيب ( الشيخوخة والشعر الأبيض ) وَهُوَ لا يَعْرِف " ( هو ٧ : ٩) ، إذ أن الخطية تزيل القوة والحيوية.. وتُحني النفس وتضعف الروح.. وتُحدث تجاعيد الشيخوخة وهي الطرق الملتوية التي تظهر في سلوك الإنسان.
الضربة أعمق من الجلد ( لا ۳:۱۳)
عميقة فى الداخل .. في القلب .. القلب الذى تخرج منه أفكار شريرة .. القلب الذى لو ملكت عليه الخطية بحسب قول أرميا النبى يصيرُ "أَخْدَعُ مِنْ كُلَّ شَيءٍ وَهُوَ نَجِيس مَنْ يَعْرِفُهُ " ( أر ۱۷ : ۹ ) ، لذلك حفظ القلب وحراسته من أهم وسائل الشفاء .. لنحصل على قلوب مرشوشة بدم المسيح المطهر مِن كُل أعمال نجاسة.
ازدياد الضربة وانتشارها في الجلد ( لا ١٣ : ٨)
إنها الخطية التي تبدأ صغيرة .. وسرعان ما تكبر وتنتشر وتتسلّط . . كما قال عنها الرب يسوع أنها كالخميرة .. ( مت ١٦ : ٦ ) فنجد أنّ خميرة صغيرة تُخمر العجين كُلَهُ (١ كو ٥ : ٦) ، "وأما خاطيء واحد فيُفْسِدُ خَيْراً جِزِيلاً " ( جا ۱۸:۹ ) ، إنّها تنتشر أسرع من النار في الهشيم.
وجود لحم حي في الضربة علامة أكيدة ( لا ١٠:١٣ )
كيف يكون وجود لحم حي دليل النجاسة .. أنه صورة لإعتقاد الإنسان الخاطيء أنّه لازال فيه شيء صالح ولا يحتاج إلى تطهير .. هذا الشيء الذي يرى أنّه صالح فيهِ يُعيقه عن الشعور أنّه خاطىء ويحتاج إلى تطهير ، ربما هذا يجعلة يستمر في البرص .. إنّها خطية البر الذاتي المختفية داخلنا .. التى تعيق إعترافنا بالخطية حقاً إن البر الذاتى من أخطر الأمراض الروحية التي يصعب تشخيصها .. وتعطل المسيرة الروحية كثيراً فهى تمنع تقديم ذواتنا أمام الله كخطاة ومرضى .. نرجو الشفاء .. فتعطل الصراخ . . وتؤجل الذهاب إلى الطبيب .
ضربة في الرأس .. أعمق من الجلد
إنها صورة لكبرياء الفكر .. وعداوة سلطان الله ، وتصيب أصحاب العلم والفهم مثل الذي يُنكر وجود الله أو يُقاوم سلطانه . . ولكن مكتوب " سأبيدُ حِكْمَةَ الْحُكَمَاءِ ، وَأَرْفُضْ فهمَ الْفُهَمَاءِ " ( اكو ۱ : ۱۹ ) ، إنها علامة نجدها في كل من يظن أنه غنى وقد إستغنى رؤ ۱۷:۳
+ أنظر معي إلى دقة التشخيص .. وإعطاء الفرص للتأكد .. وعلامات التشخيص التي تميل إلى عدم إثبات المرض .. فيُحجز إسبوع لنرى هل إمتد المرض وصار أكثر وضوحاً .. ولزيادة التأكيد يجعل الكاهن على دراية تامة بأعراض الأمراض المشابهه في الأعراض والعلامات .. ويتدخل الله في إظهار المرض للكاهن .. ويُعرَفهُ كيف يُفرَق بين البرص وبين أمراض أخرى مشابهة فى الأعراض مثل ( الدملة ، الحزاز كى النار القرع ، البهق ، الصلع ).
حكم الأبرص (لا٤٥:١٣-٤٦)
مع انتشار المرض تصاب جميع أعضاء الجسم بتشوهات .. فيصبح المريض شنيع المنظر .. غير مرغوب فيه من المجتمع .. فيلزم عزله تماماً . . لذا نجد أن الله قد وضع حكماً على الأبرص ليطهره من برصه .. ويحمى الجماعة المقدسة منه
+ نجس ، يُقيم وحده ، خارج المحلة يكونُ مقامة ( لا ۱۳ : ٤٦ ) ، مهما كان حجم المرض يحجز . . وهنا تمثيل لحالة الخاطيء البعيد عن الله .. وتأثير الخطية عليه .. في شقاء وحرمان وتعاسة .. ليطلب بكل شوق وإخلاص العلاج وليسأم المرض .. وتزداد مقاومته له . إنَّها عُزلة تؤدي به إلى الإنسحاق والحُزن على حاله وأنّ خطاياه أدّت به إلى الموت روحياً وأدبياً ، فهو محروم من الشركة المقدسة مع الله ومع جماعة المؤمنين ، فالخطية لا تُورث أصحابها إلا الندم والأسى والحزن ، حقاً إنَّها عار الشعوب . وفى عزل الأبرص نجد حكمة الله الفائقة الذى عزل البشرية لفترة ظهرت فيها أعراض المرض بكافة أنواعها من عصيان وشهوات ونجاسات وإنقسامات حتى تفاقمت جداً .. فعرفت البشرية أنّه ليس من رجاء في طبعها ، فأتى إلينا مغلوباً من محبته ٠٠لا لِيُدين بل لِيُخلص ما قد هلك ...
وهنا نجد وصف للأبرص وهو في حالة العزل :-
+ (۱) تكون الثياب مشقوقة : الثياب رمز للبر والنعمة وشق الثياب دليل نزع البر والنعمة .. فنجد أن الثياب المشقوقة تُحدّثنا عن عار وعُرى الخطية . . وأيضاً تُحدّثنا عن ضرورة فضح المرض وإظهاره . . وليس تغطيته أو إخفاؤه .. العري صورة لعمل إبليس .. اللص المكتوب عنه في مثل السامرى الصالح " وقع بَيْنَ لُصُوصِ فَعَرَوْه وجرحوه (لو30:10) فهو الذي يبغى لنا العار والغرى ..فهل أدركت لماذا تعرى يسوع على الصليب ؟! لكى يستر خزى عرينا ويحمله فى نفسه .. ويكسونا بثوب .بره . . ويحمل في شخصه القدوس كُل أثر لخطايانا وكُلّ عُنف وإنتقام من العدو للإنسان .. تحمله عوضاً عنا
(۲) مكشوف الرأس : كانت العمامة شيء هام في ملابس اليهودي ، وهى علامة للكرامة والمجد والزينة ، ولكن الأبرص فقد كرامته وجماله ، والعمامة أيضاً رمز للسلطان والرياسة والحماية ، والخطية تُفقد المركز والسلطان والحماية ، يفقد خوذة الخلاص .. فيكون هدفاً لأفكار العدو بلامقاومة .والرأس هو المسيح .. وحين تكشف تتعرى .. فيتعرى المسيح.
(۳) يُغطي شاربة : الشارب رمز للنضج . . للرجولة . . للقوة .. وتغطيته تمثل إهدار الكرامة والرجولة . . وهكذا تنزع الخطية كُل طاقات النفس ، وأيضاً فى تغطية الشارب يُغطى الفم فلا يُسمع له كلام ، ولا يستطيع أن يبارك الله إذ أنه مكتوب ليس الأموات يباركونك يارب ، مالك تتحدث بفرائضى .. وتحمل عهدى على فمك " (مز ١٦:٥٠)
(4) ينادى نجس نجس إنه مصدر للمرض .. مصدر للنجاسة .. خطر على الآخرين ، ويؤكّد ويُنادي مرتين متتاليتين " نجس .. نجس تجد كل الكلمات الخارجة من فمه نجاسة . فيتكلم بنجاسات .. وتكرار كلمة نجس نجس تشير الى أن الخطية تنجس كل الكيان ..أنظر كيف يرى الله الإنسان في حال الخطية .. إحذر أن تلقب الخطية إسم آخر لها . . مثل حُريَّة . . مِثل التمتع بالحياة .. مثل طبيعة الإنسان ..مثل ..الخ
(٥) يُقيم وحده : يترك أسرته وأصدقائه . . إنّها غزلة الخطية ، إنَّهُ شعور يؤذي مشاعر الإنسان جداً . . لذلك قال الحكيم " وَوَيْلٌ لِمَنْ هُوَ وَحدَهُ " ( جا ٤ : ١٠ ) ٠ ٠ بينما تجد الإنسان في خطاياه دائماً يُريد أن يكون في وسط مجموعات كبيرة . . إلا أنه يشعر بالوحدة والعزلة .
إنها الخطية التى تفقد إحساس الدفء والحب وتُقطع الروابط .. والحل في التوحد بالله والإلتصاق به ، ذاك الذي مات وقام " لِيَجْمَعَ أَبْنَاءَ الله المُتَفَرَقِينَ إِلى وَاحِدٍ " (يو ۱۱ : ٥٢ ) .. فهو المُحِب الألزق مِن الأخ .. الحل في الكنيسة التى هى جماعة المؤمنين اللذين الفهم الروح مثل قيثارة .
(٦) خارج المحلة : لم يكن للأبرص أن يدخل إلى المكان الذى فيه الهيكل . . بل لابد أن يكون خارج المحلة حتى لا يُنجس المقادس ، الخطية تفصل الإنسان عن الله .. بل وتذهب به بعيداً جداً .. إلى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ ( لو ۱٥ : ۱۳) ۰. وتفصله عن الجماعة المقدسة . . ونجد ان نفس هذا الأمر فعله معلمنا بولس الرسول مع خاطئ كورنثوس إذ أمرهم بعزل الخبيث من وسطهم .
+ إذا البرص غطّى كُل الجسم يُحسب طاهراً لا ۱۳: ۱۲ إنه أمر عجيب جداً .. إذا إزداد البرص جداً وإزداد إنتشاراً في الجسم كله .. ويتضائل الرجاء في أي شفاء .. فماذا
التطهير
وفي طقس تطهير الأبرص تجد إجراءات كثيرة للتطهير وبعد التطهير ، لعل الله أراد منها أن يُظهر خطورة الخطية مهما كانت صغيرة .. ( بقعة أو ناتيء أو لمعة (٠٠ إنّها تُذكرنا أنّ الله قدوس لا يُجب أن يتشوه أولاده بخطية واحدة .. ولنتذكر أنّ خطايانا أنزلت الله الكلمة نفسه من السماء .. وكلفته عار وخزى وألم لكى ما يشفينا بجراحاته .
وكانت خطوات التطهير تتم على ثلاث مراحل
أولاً : عمليات التطهير بعصفوران في اليوم الأول .
ثانياً : يُسمح له بالدخول إلى المحلة ولكنّه لا يدخل خيمته لمدة سبعة أيام
ثالثاً : عمليات التكفير بتقديم الذبائح المُقرّرة في اليوم الثامن .. وبذلك يكمل تطهيره . .
عصفوران
" وكلم الرب موسى قائلاً هذه تكون شريعة الأبرص يوم طهره . يؤتى به الى الكاهن . . ويخرج الكاهن الى خارج المحلة" (لا1:14-3) ما أجمل كلمة يؤتى به الى الكاهن" إذ لا يمكن للأبرص أن يعمل عملاً لنفسه . . ولا تمتد يده الى شئ إلا ونجسته . . لذا نجد أن أمر تطهيره أصبح مستحيلاً .. والحل الوحيد أن يؤتى به الى الكاهن .. أي يقدم للطبيب الحقيقي القادر على الشفاء وحده .. الذى يلمسه ولا يتنجس بل يهبه الطهارة
يخرج الكاهن الى خارج المحلة .. رمز للسيد المسيح الذى أتى إلينا ليفدينا ويقدسنا يَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يُؤخَذَ للمُتطهّرٍ عَصْفُورانِ حَيَانٍ طَاهِرانِ وَخَشب أرز وقرمز وَزُوفًا وَيَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يُدْبِحَ الْعُصْفُورُ الْوَاحِدُ فِي إِنَاءِ خَزَفٍ عَلَى مَاءٍ حَيّ : أَمَا الْعُصْفُورُ الْحَى فَيَأْخُذُهُ مَعَ خَشب الأرْزِ وَالْقَرِمز والزَّوفًا وَيَغْمِسُهَا مَعَ الْعُصْفُورِ الحي في دم العصفور المذبوح عَلَى الْمَاءِ الحى . وَيَنضحُ عَلَى المُتَطهَرُ مِنَ الْبَرص سبعَ مَرَاتٍ فَيُطَهَرُهُ ثُمَّ يُطلَقُ الْعُصْفُورَ الحَى عَلَى وَجْهِ الصَحْرَاءِ " ( لا ٤:١٤ - ٧) إنها صورة رائعة لعمل المسيح الفائق فى محبته .. هنا يختبر الإنسان بداية الحُرّيّة بعد الشقاء والحبس .. لكي تكون خطوة إلى العودة إلى خيمته ( بيَتهُ ) والإشتراك في الجماعة المقدسة .
ويأمر أن يؤخذ للمتطهر عصفوران حیان طاهران
عصفوران إِنَّهُما يعملان عملاً واحداً .. إنهما معاً رمز لربنا يسوع المسيح المذبوح القائم في آن واحد اطلاق العصفور الحى .. يغمس في دم العصفور المذبوح على الماء .. ثم يُطلق العصفور الحي على وجه الصحراء .. إنها صورة لقيامة المسيح .. الذى لازال يحمل آثار ذبحه .. آثار الجراحات باقية في الجسد المجيد.
في إناء خزفي : العُصفور مكانه السماء ، ولكنّه يُذبح في إناء خزفي ، إنّهُ رمز لجسد ربنا يسوع المسيح الذي أخذه من القديسة العذراء مريم لأجل خلاصنا لكى يفدينا به ، ويُعلَّمنا بهِ ، ويُقدّسنا بهِ.
على ماء حي - يذبح العُصفور في الإناء الخزفي الذى يحتوي على ماء حى فيكون في الإناء دم وماء .. وهنا إشارة للدم الثمين والماء اللذين فاضًا من جنب ربنا يسوع المسيح لتطهيرنا ٠٠" هَذَا هُوَ الَّذِي أتى بِمَاءِ وَدَمٍ يَسُوعُ المَسيحُ " ( ايو ٥ : ٦ ) .
خشب الأرز إن كان برص الخطية يُفسد الإنسان ويُحطّم حياته ، فإن خشب الأرز الذى لا يُسوس المُستقيم يُشير إلى إتحادنا بخشبة الصليب التي تنزع عنا فسادنا أبدياً فلا يُصيبنا شر ، وبدون خشبة الصليب يستحيل أن تطهر من برص الخطية .
الزوفا والقرمز - الزوفا هى عُشب متواضع لكنّه يُستخدم للشفاء ، يُقال أنّ جذره يمسك بالصخر لهذا فهو يرمز لتنقية القلب . . فلا تحتقر هذا العشب الصغير بل أذكر أثره الطبي.
قطعة نسيج من الصوف المصبوغ باللون القُرمزى وهو اللون المُميّز الذي يُعبر عن الدم وعن الخلاص .. فنجده رمز بديع لغسلنا بالدم ورشنا بالقرمز والزوفا الروحيين لا الماديين
كان على الكاهن أن يأخُذ خشب الأرز ويربط إليها الزوفا بخيط من القرمز كما يربط إليها العُصفور الحى بخيط من القرمز أيضاً وهو مفرود الجناحين ويغمس الزوفا والقرمز وذيل الطير فى الدم والماء اللذين في إناء الخزف وفي ربط العصفور إلى الخشب بخيط القرمز وجناحاه ممدودان صورة بديعة لتسمير الرب يسوع على خشبة الصليب.
النضح على المتطهر بالدم والماء ← " وَيَنْضِحُ عَلَى الْمُتَطَهِّرِ مِنَ الْبَرَضِ سَبْعَ مَرَاتِ فَيُطَهِّرِهُ ثُمَّ يُطْلِقُ الْعُصْفُورَ الْحَى عَلَى وَجْهِ الصّحْرَاءِ " ( لا ٧:١٤) .
انه لم يطلق إلا بعد موت العصفور الأول .. لأنه لو أطلق ألف عصفور حى بدون موت آخر .. لما استفاد
الأبرص منها شيئاً ولكن العصفور الحى الواحد الصاعد الى السماء المفتوحة حاملاً على جناحيه آثار دم الكفارة الكاملة الدالة على إتمام عمل الفداء هو أساس تطهيره وهو سبب سلامه .
غسل ثيابه :
هنا نجد الأبرص بدأ يعمل عملاً بنفسه .. سابقاً لا يعمل عملاً . . إذ لا ينفع أى عمل بدون سفك دم مهما كانت الأعمال صالحة ولكن بعد أن رُش بالدم يبدأ يكون له دور .. إذ لاخلاص للخاطئ بدون عمل الصليب . يخلع الأبرص ثيابة المشقوقة قبل لقائه بالكاهِن والآن وإذ نضح عليه بالدم والماء لا يحتاج الأمر إلى إستبدال ثيابه وإنما يكتفي بغسلها .. وهنا إشارة إلى أننا نستبدل إنساننا العتيق مرة واحدة في مياه المعمودية .
يحلق شعرة
وحلق الشعر يُعلن عن أنّهُ لا يعتز بأى جمال طبيعي وربما يصير سبب عار له . . ولكنّه بعد أن تطهر وغسل بالدم وترك الماضي .. فهو مُستعد أن يحتمل كل هزء وتعيير
يدخل المحلة .. يُقيم خارج خيمته ( لا ١٤ : ٨)
يمكث سبعة أيام داخل المحلة ولكن ليس من حقه أن يدخل خيمته ونرى هنا عجباً .. في الوقت الذي يحتاجُ فيه الأبرص أن يختبيء .. حتى ينبت شعر الرأس واللحية ويستريح بعد فترة العزل وشرائع التطهير نجده يطوف بين الخيام .. وكُل من يراه يعرف قصته
إن السبعة أيام هي صورة لكمال فترة العمر على الأرض
حتى يدخل خيمته في اليوم الثامن .. يظل طوال عُمره ( السبعة أيام ) يشهد لعمل الله فيه .. وَتَكُونُونَ لي شهوداً.
الذبائح والتقدمات
أما الذبائح والتقدمات فهي خمس
أ. خروف صحيح يقدم ذبيحة إثم يكفر بها الكاهن عن خطاياه..... وهذا هو بداية العمل : الاعتراف بأثامنا والإيمان بالمصلوب كغافر للإثم.
ب. نعجة حولية ذبيحة خطية، واختيارها أنثى يُشير إلى عمل الولادة، فلا يكفي أن يؤمن الإنسان برفع خطاياه، وإنما يلتزم بالإيمان بالله واهب الثمر
ج. خروف آخر صحيح يقدمه الكاهن ذبيحة محرقة موضع سرور الآب. فالمؤمن إذ يتمتع بالصليب لا يرى غفران آثامه وخطاياه فحسب إنما يتحد بالمصلوب ليقدم حياته ذبيحة محرقة لله.
د. ثلاثة أعشار دقيق ملتوت بالزيت
هـ. لج الزيت لمسح المريض والسكب عليه، إذ يتحقق تطهيرنا خلال ذبيحة الصليب بعمل الروح القدس الذي مسحنا به في سر الميرون
دم الذبيحة
+ وضع الدم على شحمة الأذن اليمنى
+ وضع الدم على إبهام اليد اليمنى
نضح الزيت سبع مرات أمام الرب وَيَغْمِسُ الْكَاهِنُ أَصْبَعَهُ الْيُمَنى فِي الزَّيْتِ الَّذى عَلَى كَفَهِ الْيُسرَى وَيَنْضِحُ مِنَ الزَّيت بإصْبَعِهِ سَبْعَ مَرَاتِ أَمَامَ الرَّبَ( لا ١٤ : ١٦ ) . إنَّها صورة رائعة لعطية الروح القدس الذى إنسكب علينا بعد إتمام ذبيحة الصليب .. التي تُشير هنا إلى ذبيحة الإثم . . فبعد الدم جاء الزّيت .. فلا يقف الأمر عند التطهير من الخطية بالدم والماء وإنما يلزم التمتع بالإمتلاء بالروح القدس .
وضع الزيت على الأذن واليد والرجل " وَمَمَا فضل مِنَ الزَّيت الَّذِي فِي كَفَهِ يَجْعَلُ الْكَاهِنُ عَلَى شَحْمَةِ أُذُنِ المُتطَهِّرِ الْيُمْنَى وَعَلَى إِبْهَامٍ يَدَهِ الْيُمَنِى وَعَلَى إِبْهَامِ رِجْلِهِ الْيُمَنِى عَلَى دَمِ ذَبِيحَةِ الأَثْمِ " ( لا ١٧:١٤ ) . الأذن اليمنى وإبهام اليد اليمنى وإبهام الرجل اليمنى
وضع الزيت على رأس المتطهر " وَالْفَاضِلَ مِنَ الزَّيْتِ الَّذى فِى كَفَ الْكَاهِنِ يَجْعَلُهُ عَلَى رَأسِ الْمُتطَهِّرِ وَيُكْفِرِ عَنْهُ الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبَ " ( لا ١٤ : ١٨ ) . ولعل المتطهر هنا يرغب في أن يُنشد للرب مع داود النبي " .. مَسَحْتَ بِالدَهْنِ رَأْسِي كَأْسِي رَيَا إِنَّمَا خَيْرٍ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامٍ حَيَاتِي وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَبَ إِلَى مَدَى الأَيَامِ " ويعقبها تقديم ذبيحة خطية ويطمئن لكمال المصالحة والغفران التى تشير الى كمال عمل الخلاص بدم ذبيحة ربنا يسوع المسيح.

عدد الزيارات 701

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل