قراءات نبوات الصوم الكبير ج2

Large image

نبوات الصوم
الأحد الخامس:-
تُقرأ فيه النبوات الآتيّة
يوم الأحد أشعياء 37 يوم الإثنين من أشعياء 38
يوم الثُلاثاء من أشعياء 40 يوم الأربعاء من أشعياء 41
يوم الخميس من أشعياء 42 يوم الجمعة من أشعياء 43
قد سبق وعلمنا أنّ الكنيسة تتدّرج فى رحلة الصوم مع سفر أشعياء النبى من حالة إنسان فيه الخطيّة من أسفل القدم إلى الرأس إلى حالة إنسان ينفجر مثل الصُبح نوره فى أخر إصحاح تدّرج فى الصوم وفى قبول الله للنفس سفر أشعياء عامةً ينقسم إلى قسمين :-
أ‌- القسم الأول من إصحاح 1 : 39 ويصف حال الإنسان ( وصف للخطيّة ).
ب‌- " الثانى " " 40 : 66 ويتكلّم عن الخلاص والمخلّص ( وصف للخلاص) .
لذلك من بعد إصحاح 40 نجد أنّ للسفر زهو خاص وتُحل ألغازه ويُصبح أكثر لمعاناً.

إصحاح 36 :-
يُعبّر عن حالة المملكة وعن قصة الملك سنحاريب الذى أراد أن يستعبد الملك حزقيا ملك إسرائيل فكان يُعيّره بكلام قاسى جداً حتى إنّه قال للملك حزقيا إنّه سيجعل رجال إسرائيل يأكلون عذِرتُهم ويشربون بولهُم ، وأنّه مُستعد أن يُعطيه 2000فرس بشرط أن يجد رجال تركبها ، مُعايرات رهيبة ، ما علاقة هذا كُلّه بما نحن فيه ؟!!تعييرات سنحاريب هى تعييرات الخطيّة والله يُعيّن نفسه مُحامى عن شعبه وهذا ما نحن فيه فمهما عيّر المُعيّر فالله قادر أن يحمينا0
إصحاح 37 :-
صلّى حزقيا الملك لله قائلاً " أمل يارب أُذنك واسمع افتح يارب عينيك وانظر واسمع كُل كلام سنحاريب الذى أرسلهُ ليُعيّر الله الحى 0حقاً يارب إنّ ملوك أشور قد خرّبوا كُل الأمم وأرضهم0ودفعوا آلهتهُم إلى النار0لأنّهُم ليسوا آلهة بل صنعة أيدى الناس خشب وحجر0فأبادوهم0والآن أيُهّا الرب إلهنا خلّصنا من يده فتعلم ممالك الأرض كُلّها أنّك أنت الرب وحدك " لذلك أرسل الله ملاكُه وقتل فى ليلة واحدة 185000 جُندى لسنحاريب لأنّ الخلاص من عند الرب حتى ولو كانت المُعادلة غير مُتكافئة لذلك الذين يسيرون فى طريق الصوم لا تخلو حياتهُم من التعييرات والتجارب لكن أيضاً لا تخلو من التعزيات أشعياء النبى يُعرّفنا أنّ الخلاص من عِند الرب " لا بالقوة ولا بالقدره بل بقوة رب الجنود " ، كُلّنا نشتكى أنّ الحروب كثيرة فى الصوم ولا نعرف كيف نُرضى الله كما يجب لأنّ سنحاريب يُزيد من تعييراته ويُريد أن يسلب أولاد الله فرحهُم وتسبيحهُم ويظهر لأولاد الله بصورة قويّة تُرهبهُم ولكن وعد الله يقول لا تخف لأنّ هزيمته أكيدة فمادُمت سائر فى طريق الصوم إمسك فى الله وإلتصق به لأنّه قادر أن يُنصرك عليه نُصرّة مجانيّة0
مزمور العشية يقول " إستمع يا الله صلاتى إنصت إلى صوت تضرُّعى " ، إنسان مِسكين مثل حزقيا الملك ومثل المُخلّع الذى ظل 38 سنة مهزوم من مرضه وضعفه لذلك نصُرخ معه والكنيسة تقول إستمع يارب صلاتى إنصت إلى دموعى هل تتكلّم الدموع ؟ نعم حزقيا الملك عندما سمع التعييرات إرتعد وخاف وصعد لبيت الرب ونشر رسالة سنحاريب أمام الله وقال له هل يروق لك هذا الكلام ؟ أى إسمع يارب صلاتى لأنى غريب ومُجتاز مثل آبائى0
إنجيل العشيّة يقول " إنصفنى من خصمى " هكذا قالت المرأة لأنهّا مثل المُخلّع الذى ظل يصرُخ للشفاء من مرضِه ، وهذا يُعلّمنا الصلاة بلا ملل مهما كانت الحرب ثقيلة فى الصوم لا نضعُف ولا نتراجع ولا نفقد رجاءنا لكن هذه دعوة للجهاد المُستمر ، المُخلّع ظل 38 سنة جالس بجانب البِركة ومهما جاء الملاك وحرّك الماء ونزل غيره قبلُه فى الماء لكنّه جالس منتظر، لذلك مهما كانت الحرب قويّة وطويلة لكن هزيمة عدو الخير أكيدة0
إصحاح 38 :-
من سفر أشعياء مرض حزقيا الملك وقال له أشعياء النبى " أوصى بيتك لأنّك موتاً تموت فوجّه حزقيا وجهه للحائط وصلّى للرب وقال آه يارب اُذكر كيف سرتُ أمامك بالأمانة وبقلبٍ سليم وفعلت الحسن فى عينيك " فأجابُه الرب وقال " قد سُمعت صلاتك قد رأيت دموعك هأنذا أضيف إلى أيامك خمس عشرة سنة " وأطال عُمره خمس عشرة سنة ، هذا إشارة للنفس التى إنقطع رجاءها ومثال للمُخلّع الذى ظل ينتظر فترة طويلة ترابُط بين النبوات لو عِشناها بالروح نكون فى الكنيسة كالواقفين فى السماء ونشعر بفرح الروح ، يجب أن تتعّود آذاننا على سماع كلمات الله وتطبيق هذه الكلمات فنكون كملائكة الله لأنّ الكنيسة تُريد أن تُحّملنا ببركات سماوية كما قال يوحنا ذهبى الفم لأولاده أنهّم عند خروجهم من الكنيسة يكونون كالأسود الخارجة من عرِينها ضد عدوها فى قوة أيضاً يحكى الكتاب عن خطأ حزقيا الملك أنّه بعدما قاتل عنّه الله وضرب 185000 جُندى من أعدائه وبعدما شفاه من مرضه أنّه ظهر أقوى من أعدائه فأرادوا أن يتملّقوه ويقدّموا له هدايا لسلامته ففرح بهم حزقيا وفتح لهم كُل خزائن قصرِه وأراهم ذهبه وخزائن بيت الرب ومجد الهيكل وهم كانوا فى ذهنهُم شر حتى أنّه عندما قال له أشعياء النبى الذى فعله أجابه أشعياء " هوذا تأتى أيام يُحمل فيها كُل ما فى بيتك وما خزّنه آباءك إلى هذا اليوم إلى بابل لا يُترك شىء يقول الرب ومن بنيك الذين يخرجون منك الذين تلدهُم يُأخذون فيكونون خصياناً فى قصر ملك بابل " لقد أتى حزقيا بالذُل لنفسه لأنّه فتح كنوزه لأعدائه ، أى أنّ صومنا يحتاج لخفاء لا تُرىِ كنوزك لأعدائك لأنهُم لن يشفقوا عليك ، إن كان الله أعطاك فرح بكنز الروح وعطايا إلهيّة فيليق بك أن تصمُت " خبّأت كلامك فى قلبى "" صُر الشريعة فى قلبك " ، ليكُن جهادك فى خفاء سر بينك وبين الله حتى لا ينهبك العدو ويُدمّرك كما دمّر حزقيا الملك عدو الخير يُريد أن يذلنّا وينهبنا لذلك لابُد أن نقتنى الحكمة يكون لنا صمت كما قال أشعياء النبى " لكُل مجدٍ غطاء " أى كُل شىء غالى ثمين تُخّبأ ، هكذا أمورنا الروحيّة لابُد أن يكون لها غطاء0
إصحاح 40 :-
من إصحاح 40 – 66 يُسمّى الجُزء الماسيانى فى ذلك الإصحاح يقول " عزّوا عزّوا شعبى يقول إلهكُم 0طّيبوا قلب أورشليم ونادوها بأنّ جِهادها قد كمُل أنّ إثمها قد عُفى عنه أنهّا قد قبلت من يد الرب ضعفين عن كُل خطاياها " ، الله سند ، الله يقول لك تعزّى لأنى قبلت جهادك وصومك فإثبت ولا تجعل المُعيّر يجعلك تتراجع ، الله يُريد أن يقول لك أنا سائر معك أنا سندك إن كان سنحاريب ضدك فأنا خلّصتك منه لذلك يقول " كراعٍ يرعى قطيعه بذراعه يجمع الحُملان وفى حضنِه يحملُها ويقود المُرضعات " الله يحمل الحُملان فى حضنه ويقود المُرضعات ، المعروف أنّ المُرضعات تُعطّل المسيرة لأنها تُريد الرضاعة لذلك يحملها هو ، أى هو مُعينك فى ضيقاتك هو حاملك على منكبيه هو سندك ومعونتك ، هذا هو الإحساس الذى يجب أن ينتابك فى الصوم إنه صوم المسيح مُضاف إليه صومنا مهما كان صومنا ضعيف صوم المسيح يقويه ويُكملّه ويُعطينا العطيّة السماوية لذلك يقول بولس الرسول " هو رئيس إيماننا ومُكملّه " نحن سائرون فى طريق صومنا الذى كُلّه نقائص والمسيح يُكملّه ، عدو الخير يُحاربنا أنّ صومك هو صوم طعام وأنت تفعل كُل شر فى الصوم فنُجيبه ونقول أنّ المسيح هو مُكملّ ضعف صومى أنا مدفوع منه هو حامل المُرضعات والحُملان فى حضنه أى إذا كُنت أنا الوحيد المُعطلّ مسيرة صوم الكنيسة فأنا مُتأكد أنه سيحملنى لأنه رئيس الإيمان ومُكملّه حتى أنه قال " فمكنّه بمسامير حتى لا يتقلقل " " أنت عبدى إخترتك ولم أرفُضك لا تخف لأنى معك لا تتلّفت لأنى إلهك قد أيدتّك وأعنتك وعضدتّك بيمين برى " ، وكأنّه يُخاطب المُخلّع ويقول له أنت إبنى لا تخف ويُخاطب كُل نفس دخل قلبها روح يأس ويقول لها لا تخف أنت إبنى إخترتك ولم أرفُضك ، السامرية الإبن الضال المُخلّع الكُل إختاره الله ، نحن مُحتاجين لهذا الوعد أنه يقول لنا أنت إبنى وأنا إخترتك مهما أتململ فى الصوم ومهما أفقد رجائى تأتنى الكنيسة بهذه الرسالة فى أش 43 " لا تخف لأنى فديتك دعوتك باسمك أنت لى "0
الأحد السادس:-
(المولود أعمى )
يبدأ يوم الإثنين بأشعياء 42 وينتهى الإسبوع يوم الجمعة بأشعياء 45 حادثة المولود أعمى حادثة ليست هينّة ، يُقال عن يوحنا البشير أنه صقر الإنجيل وأحداث المسيح فى إنجيل يوحنا تخُصها 10 إصحاحات فقط وباقى الإنجيل أحداث الصليب ، من ضمن العشر إصحاحات إصحاح كامل عن المولود أعمى لأنها مُعجزة قويّة لذلك تضعها الكنيسة أخر أحد فى الصوم المُقدس وتُسميه أحد الإستنارة وكانت تُعمدّ فيه الموعوظين أى السائرين فى طريق الكنيسة ينالوا الإستنارة فى عصر المولود أعمى لم نجد أحد شهد للمسيح كما شهد المولود أعمى حتى تلاميذه لم يشهدوا له مثل المولود أعمى ، اليهود هدّدوه بأنهم سيطردوه من الهيكل ولم يعبأ بِهم ، إذاً فى هذا الإسبوع نجد حادثة المولود أعمى تحمل نُقطتان مُهمتان :-
(1) الإستنارة " أنا قد محيت كغيمٍ ذنوبك وكسحابة خطاياك " " يا إسرائيل أنت عبدى " ، لأننا فى المعمودية ننتقل من عبودية إبليس إلى عبودية المسيح المولود أعمى عندما شهد للمسيح طردوه من المجمع وأخرجوه خارجاً فوجد المسيح وسأله يسوع " أتؤمن بإبن الله " وكأنّ المسيح سند لكُل مطرود ، يُريد أن يُعلن نفسه لكُل إنسان رفض العالم ولم يُحب مجد الناس ، ولمّا سأله المولود أعمى " من هو يا سيد لأؤمن به " أعلن المسيح له نفسه مُباشرة " أنا هو " لأنه رأى فيه إستحقاقات لتلك الشهادة وأنه قادر أن يحتمل فأجابه " أؤمن يا سيد وسجد له " ، لذلك يقول فى أشعياء " أنت عبدى " فى صلاة المعمودية يقول " أنت دعوت عبيدك هؤلاء من الظُلمة إلى النور ومن الضلالة إلى الحق إجعلهُم وارثين للملكوت أبناء الحق والنور " ، هؤلاء إنتقلوا من عبودية العالم لحُرية مجد أولاد الله لذلك يقول فى أشعياء " أنت عبدى " 0
(2) الشهادةالمولود أعمى شهد لله " أخاطىء هو لست أعلم إنما أعلم شىء واحد إنى كُنت أعمى والآن أُبصر " وعندما قال لهم " ألعلّكُم أنتم تُريدون أن تصيروا تلاميذه " شتموه وطردوه ، الذى لم يفعله أبواه فعله هوعمل الله داخل الإنسان لا يُكتم ، لأنك أنت فديتنى ونجيتنى أى إنى كُنت أعيش فى الظلام وعندما نقلتنى للنور وأُنكرك أليس هذا جحود منى ؟ شهادة الله داخل النفس تجعل الإنسان يصرُخ إنى كُنت أعمى والآن أُبصر وأُريد أن أُبشّر وأُعلن بكم صنع بى الله " لأنى جعلت فى البرية ماء أنهاراً فى القفر لأسقى شعبى مُختارى " أنهار الماء هى أنهار المعمودية " أنا أنا هو الماحى ذنوبك لأجل نفسى وخطاياك لا أذكُرها " " إسمع يا يعقوب عبدى الذى إخترته " ، إذاً المعمودية إختيار لنكون قديسين بلا لوم " لأنى أسكُب ماء على العِطاش وسيول على اليابسة " المعمودية هى سيول على يابسة العالم ، هى بِركة سلوام المولود أعمى عبّر عن نفس إنتقلت من الظُلمة إلى النور فلم تحتمل كتم شهادتها فصرخت بالشهادة و أعلن الله نفسه لها مُخلّص عمل النعمة غير مُتوقع مع حزقيا الملك ومع المولود أعمى ، أرميا النبى يقول " توقّع بسكوت خلاص الله " صعب أن نحسم خلاصنا بعقولنا سنعجز ونيأس إذا أردنا أن نتوب بعقولنا لكن الله خلّصنا بطريقة غير مُتوقعة وهذا ما حدث فى الصليب حتى تلاميذه أُعثروا فيه ولو كان العالم يعرف ساعتها أنّ الصليب هو الخلاص ما تركه أحد ، هكذا عمل الله هل يُصدّق أحد أنّ إنسان ينزل ماء المعمودية ويخرُج منها مُستنير ؟!هذه عطية الله ، لابُد أن نعرف أنّ لنا كنوز فى الإنجيل والكنيسة ، عطايا سخيّة جداً وما علينا إلاّ أن نفتح فمنا ونقبل صليبه وقيامته فى حياتنا نلتهم الإنجيل ونأخذ خلاص لإنفُسنا من خلاص الله الغير مُتوقّع سبى بابل كيف خلّصهُم الله منه ؟ قلب ممالك على ممالك ، نبوخذ نصّر يُهزم من كورش ملك فارس الذى أطلق بنى إسرائيل إلى بلاده ليُظهر أنّه أفضل من نبوخذ نصّر ، الله سخّر ملك أُممى ليُطلق شعبه ويبنى مدينته لا بثمن ولا بهدية نحن نُلنا الخلاص مجاناً ليس لنا فيه أى إستحقاق وخلاصه خلاص أبدى لذلك لو ثبتنا فى المسيح وتضامنّا معه ومع إخوتنا يُدخل صومنا لعُمق قُدس الأقداس وننال غُفران ليس عن ذاتنا فقط بل وعن العالم كُلّه 0ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً أمين.

عدد الزيارات 2767

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل