عمل الرحمة

Large image

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا متى الإصحاح (25) فصل نحن جميعاً نعرفه ونحبه عندما أوصى ربنا يسوع المسيح على الفئات التي بها يمكن أن نراه ونلمسه ونتقابل معه ونخدمه الجائع والعطشان والعريان والغريب والمريض والمحبوس قال لهم كنت جوعانا وكنت عطشانا وكنت عريانا وكنت مريضاً وكنت محبوسا قالوا له متي رأيناك؟! فإنهم غير قادرين علي الربط فمتى كنت مريض؟! ومتى كنت جائع؟! قال لهم"بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر فبي قد فعلتم" وكأن ربنا يسوع المسيح يريد أن يوجه أنظارنا أنه موجود في وسطنا الذي يريد أن يرى ربنا يسوع المسيح الآن الآن يمكن أن نراه فيمن نراه؟ نراه في أضعف شخص موجود من أضعف شخص من أكثرشخص مريض؟ هذا هو المسيح من أكثر شخص فقير؟ هذا هو المسيح من الغريب الذي في وسطنا؟ هذا هو المسيح أين الشخص المحبوس؟ أين الشخص العريان؟ ربنا يسوع المسيح وضع في قلوبنا يا أحبائي الاهتمام بهذه الفئات لدرجة أنه على كل مسيحي أن يفتش ويبحث عن هذه الفئات وكأننا ليس نحن الذين نقدم لهم خدمة بل كأنهم هم الذين يقدموا لنا خدمة أي نستطيع أن نقول عندما نخدم مريض أو فقير نقول له أنا أخذت بركة أنا الذي أخذت بركة أنا أخذت بركتك أنا شاهدت المسيح فيك نحن جميعاً نعرف القصة الشهيرة للقديس العظيم الأنبا بيشوي الذي قال لتلاميذه هيا لكي نعاين السيد المسيح قالوا له هل أنت تراه؟ قال نعم آراه قالوا له نحن أيضا نتمنى أن نراه قال لهم إذن هيا نخرج في الصباح الباكر ونبحث عنه ونجده على قمة الجبل فجميعهم صعدوا الجبل وكان هناك رجل عجوز وفقير يقول لهم خذوني معكم لأنني لا أستطيع السير فهل من الممكن أن تحملوني؟! وللأسف جميعهم رفضوا أن يحملوه إلى أن أكثرهم ضعفاً بل وأكثر راهب عجوز فيهم كان هو الأنبا بيشوي هو الذي حمله وصعد الجبل وكان هذا هو المسيح هذا المسيح! لكي نرى المسيح يريد أن يقول لنا أنا متاح لكم جداً أحدالقديسين قال لك ليس هو بعيد عنك المسيح ليس بعيد عنك ذاك الذي تبحث عنه كل أيام حياتك هو ليس بعيد الذي نظل نبحث عنه ليس بعيد يريدنا نعتبرأن وجوده في الحياة مستمر ليس فترة التجسد والصليب والقيامة والصعود فقط ولكنه قال لك لا فأنا موجود في وسطكم وبما أنكم فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء هم أخوتي فبي قد فعلتم ذات مرة أحد الرهبان نزل إلى المدينة لكي يبيع عمل يداه فكان يصنع خوصأ وسلال ويبيعها في السوق فكانت الجو برد وشتاء فكان هناك سيدة ترتجف من البرد فخلع شاله وأعطاه لها قال لها خذي هذا الشال لكي تدفئي وعاد الى الدير بدون الشال فقالوا له أين الشال الخاص بك بالطبع كان في هذا الوقت تجد الفرد لديه شال واحد يقضي به عمره كله لايظل يغيره كثيراً فأجابهم وجدت سيدة ترتجف من البرد فأعطيته لها هل بهذه البساطة؟! فسألوه أين هذه السيدة؟ قال لهم تقف جانباً في المكان الذي كنا نبيع فيه قالوا له هذه السيدة أعطتها الشال قال لهم نعم قالوا له هذه سيدة بطالة سيدة سيئة سيدة سمعتها رديئة كيف تعطيها شالك؟قال لهم أنا لا أعرف هذه السيدة هكذا لكن أنا وجدتها ترتجف بعد ذلك ذهب إلى قلايته ينظرلربنا يسوع يعاتبه ويقول له الشال الذي أحضر به صلوات والشال الممتلئ بخور الشال الذي أقف به أمامك ترتديه سيدة رديئة أنا حزين وظل هكذا يعاتب ربنا يسوع المسيح فجاء له صوت قال له"يوم أن أعطيتها الشال أنت قد أعطيتني إياه" أنت أعطيتني أنا ليس لك علاقة بها أنت قد أعطيتني أنت قمت بتغطيتي أنا به ليس هي التي تغطت هذا فكر ربنا يسوع المسيح الذي وضعه في قلوبنا وضع في قلوبنا أننا نكون مملوئين رحمة أننا نكون مملوئين أعمال صالحة امرأة جميلة في الكتاب المقدس في سفر الأعمال اسمها (طابيثا أو غزالة) كانت تعرف أن تصنع أنسجة بأشياء يدوية بالطبع تصنع قمصان مفارش وأشياء أخرى مثل ذلك وكانت دائما تعطف على اليتامى والأرامل ولكنها جاءلها مرض وانتقلت فاستدعوا معلمنا بطرس الرسول وقالوا له تعالى فإن طابيثا انتقلت ومن الواضح أن معلمنا بطرس لم يكن يعرف طابيثا جيدا فيقول لك جاءت النساء والأيتام والأرامل لكي يعرفوه عليها فيأتون له بالأقمصة والمنسوجات التي كانت تصنعها طابيثا لكي يقولوا له هذه هي طابيثا لكي يعرفوه على طابيثا ويعرفوه بأعمالها لذلك يقول لك وأن ماتت تتكلم بعد ما الذي يمكن أن يتكلم عنا يا أحبائي؟ ما الذي يمكن أن يشفع فينا؟ ليس كلامنا بل أعمالنا ما هي أكثر الأعمال التي يمكن أن نتقدم بها لحضرة المسيح؟ ما الأعمال التي تسهل لنا طريق السماء؟ أعمال الرحمة القديس يوحنا ذهبي الفم يقول لك "لا يوجد شيء يجلب عليك الرحمة بقدر أنك تكون ممتلئ رحمة" في رسالة معلمنا يعقوب يقول لك"ليست رحمة لمن لم يستعمل الرحمة" عمل الرحمة يتقدم على كل الأعمال القديس يوحنا ذهبي الفم يقول لك أن العذارى الحكيمات والجاهلات كان معهم مصابيح المصابيح هي البتولية كلهم كانوا بتوليين لكن الفرق بينهم كان في الزيت الزيت هو الأعمال الصالحة فالعذراء التي حفظت عذريتها لكن لم تقدم أعمال صالحة لم تقدم أعمال رحمة لم تستطيع أن تدخل للعرس لكن التي حفظت بتوليتها مع أعمال الرحمة التي إنائها ممتلئ زيت هذه التي استطاعت أن تدخل ما هذا الكلام؟ أقول لك هذا هو الله الذي يريد أن يقول لنا تمتلئوا بالأعمال الصالحة كونوا أغنياء في الأعمال الصالحة لأنها تفتخر على الحكم إلى أن الرحمة هي التي يمكن أن تجعل الإنسان له شفيع في السماء يقولون عن شخص ذات مرة أنه فعل مخالفات وجاء له استدعاء من الملك فخاف من المقابلة قال هوسيظل يسألني عن هذه المخالفات وهذه ماعقوبتها؟ وهذه ما عقوبتها؟ وكان خائف جداً من المقابلة فظل يتودد لأصدقاء الملك ويقول لهم من يتوسط لي؟فأحدهم قال له أنا آتي معك لكن إلى باب قصر الملك قال له أشكرك ولكنني كنت أريد اكثر من ذلك وآخر قال له أنا آتي معك إلى باب قصر الملك قال له شكرا جزيلا هكذا أيضا تسندني نفسيا ومعنويا وثالث قال له أنا آتي معك وأقف معك أمام الملك فقال له أشكرك جزيل الشكر فيقولون أن الأول قد يكون مجموعة فضائل قد يكون الأول الذي جاءإلى الباب هو المحبة الثاني هو الصلاة الثالث هو الطهارة الذي قال له اقف معك أمام الملك لكن جاء له آخرقال له أنا سوف أدخل معك من الباب وأدخل معك من باب حجرة الملك وتقف أنت صامت وأنا سأتحدث حسنا جدا فهذا هو المطلوب من هذا؟! هذا هو الرحمة قال له أنت تصمت وأنا الذي اتحدث لذلك هذا هو الذي كنا نقول عنه وإن ماتت تتكلم بعد ما الأعمال التي من الممكن أن تتحدث عنا يا أحبائي؟ أعمال الرحمة لأن عمل الرحمة معناه أن الإنسان يقول لله أنت أهم مني يقول له أنا أقدمك على ذاتي أنا أستطيع القول بأنني يمكن أن آخذ من قوتي لكي أعطي إنسان كم هي كرامة العمل يا أحبائي الذي يتم عمله بحب وبرحمة كم هو مقبول أمام الله كم يشفع فينا أمام الله لذلك الفصل الذي قرأناه اليوم في الكنيسة وهو فصل إنجيل معلمنا متى الإصحاح (25) هذا قيل لكي يجعلنا لا نخاف من مقابلة الملك لكي يجهزنا لكي يكون لنا شفيع أمين أمامه لكي يكون الأمرليس مفاجأة بالنسبة لنا بل يقول لك أنت ممتلئ أعمال صالحة أنت أعمالك تتبعك أعمال كثيرة جداً تتبعك تعالى تعالوا إلي يا مباركي أبي أنا كنت جوعان أطعمتموني كنت عطشان سقيتموني كنت عريان كسوتموني تعالوا لذلك يا أحبائي القديسين يقولوا لنا أنك قد يكون لديك صفات كثيرة لكن لا يوجد لديك رحمة فهذا يعني أنك تؤخر نفسك كثيراً جداً يقول لك أنك تزين المذبح بأقمشة مزخرفة هذا جيد ولكن لا قيمة له أمام أن تترك اليتيم والفقير عريان يريد أن يقول لك أنك عندما تكسي عريان فقير فهذا أكثر كرامة أمام الله من أنك تكسي مذبح قال له المذبح الحقيقي لله الذي يريدك أن تكرمه هو النفس الفقيرة والضعيفة إلى هذا الدرجة يا أحبائي أقول لك نعم لذلك عندما تجد إنسان اقترب من الله تجد قلبه ابتدأ يمتلئ بالحنان يبدأ يفكر في الناس التي تسير في الشارع في حرارة الشمس والبائعين الذين يسيرون في الشارع يتوجع عليهم أنهم يسيرون كل هذا والجو شديد الحرارة يقول لك نحن نشكو من حرارة الجو ونحن نجلس في منازلنا ولكن هؤلاء يجلسون في الشمس طوال اليوم تجد قلبه امتلئ بالحنو بشكل عجيب بشكل يجعله يقتصد من قوته يأخذ من طعامه يأخذ من حاجته ويعطيها لغيره المحتاج والفقير ماهذا؟! لأنه بدأ يعرف بدأ يعرف قيمة هذا الأمر بدأ يذوق البركة لماذا؟ لأنه بدأ يرى المسيح في هذه الأعمال وإن كانت تبدو بسيطة لأن هذه الأعمال يا أحبائي الله لا يقيس قيمتها أبدا بالكم فجميعكم تعرفون أنه كان ينظر للكل كم يضعون من أموالهم وفي النهايةكانت المرأة التي أعطت فلسين هي التي تقدمت عليهم جميعاً لأنها أعطت من أعوازها لذلك كلما نفكر كيف نعطي كلما نستفيد ولاحظ أنه تعلو البركة كلما تعطي من احتياجاتك فأحد الآباء يقول ليس الفضل لك إن أعطيت الفقير ما يحتاج ولكن سيكون الفضل لك إن أعطيت الفقير ما أنت تحتاجه هناك فرق أتذكر رجل يسكن بجوارنا هنا في محرم بك وقد سافر إلى السماء أنه كان محب للصدقة على الفقراء جداً،وذات مرة قمت بزيارته في البيت وجدت الحجرة التي كنا نجلس فيها كان بها طقم صالون بسيط ثم بعد ذلك أصبح بها٣-٤ كراسي من الخشب فقلت هذا الرجل لابد أنه تعرض لأزمة مالية جعلته كذلك لكنني شعرت بالخجل أن أسأله لكن بعد ذلك سألت وعرفت أنه أعطى حجرة الصالون لفتاة لكي تتزوج وكان يقول لزوجته بعدما أعطى الصالون للفتاة ولم يعد في الحجرة سوى الكراسي الخشبية شاهدي معي الحجرةكيف أصبحت مضيئة وحلوة فهو يراها هكذا هو يرى أنما عمله مكسب كبير هو سعيد بذلك هو يرى ذلك أحبائي الأمر في جوهره هو فكرة من أجل من نحن نفعل؟ هذا إنسان المسيح واضح أمام عينيه وأمام عينيه ما هو أعظم وهو الميراث الأبدي كلنا نتذكر مافعله الأنبا آبرام عندما كان لديه مدخرات لكي يبنوا بها كاتدرائية وعندما أتوا الي طالبوه بها وقالوا له أين هي النقود التي جمعناها لكي نبني الكاتدرائية؟! قال نحن قد قمنا ببنائها بالفعل قالوا له أين؟! هل أنت تبنيها في مكان بعيد عنا أو غريب عنا؟! فهذا هو المكان والكاتدرائية قديمة ونريد أن نبنيها قال لهم قد بنيناها فوق أحبائي كلما فهمنا أكثر هذا الفصل الجميل الذي تركه لنا ربنا يسوع المسيح لكي يساعدنا تركه لنا لكي يكون منهج لنا وأريد أن أقول لك أن أي منهج أو أي مؤسسة في العالم أو أي حركة في العالم أنشئت من أجل مساعدة فقراء أو أيتام أو مرضى أو معاقين تجد جذرها مسيحي لأنه آتي من هذا الفصل لا أحد أبدا يكون قلبه على الضعفاء إلا الذي جذره جاء من فصل مثل هذا ربنا يسوع المسيح علمه لنا لأنه يريد أن يجعل هذه الأرض تمتلئ بالعطف تمتلئ بالإحسان تمتلئ بالحب تمتلئ بالرأفة وآخر كلمة أقولها لك أن ربنا يسوع بنفسه الذي أشبع الآلاف ألم يكن يدبر أمر قوته هو أي أن الذي أشبع هؤلاء الآلاف لايعرف يحضر لنفسه طعام يأكله بل كان يجعل الناس تعوله لماذا؟ قال لك لكي يجعلهم يذوقوا هذه البركة لكي يختبروا هذا الكنز أنهم يروه في شكل الجائع لذلك يا أحبائي عندما نتحير أن نقابل المسيح في مخادعنا نحن يمكن أن نراه في المحتاجين والمتألمين ربنا يملأ قلبنا بالحنان وبالرأفة والإحسان والعطف على كل من هو محتاج يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين.

عدد الزيارات 644

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل