عمل الإنبياء

Large image

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلهاآمين .
في تذكار نياحة الأنبياء تقرأعلينا الكنيسة إنجيل الويلات وذلك لأن الأنبياء كان عملهم هو الإنذار الإلهي وتوصيل الرسالة من أجل التوبة، فتقرأ علينا الكنيسة إنجيل الويلات للكتبة والفريسيين بما معناه أنهم أناس تسمع كثيراً وتحفظ كلمة الله كثيراً لكن لا تفعل شيئاً،واليوم تذكار نياحة يونان النبي ونحن جميعاً نعلم أن يونان النبي كرز ونبه أهل نينوى بمجرد كلمتين حيث قال لهم "بعد أربعين يوماً تنقلب المدينة"،فاستجابوا وتابوا، لكن هناك أنبياء كثيرين علموا ونادوا وأنذروا لكنهم لم يستجيبوا للنداءات،إذن ما هذا الكلام؟!
الكنيسة تريد أن تقول لنا يا احبائي عندما يكون هناك صوت الله يكلمنا لابد أن نستجيب،فموضوع أننا نسمع دون أن نعمل هوموضوع يحتاج مراجعة،لأن عندما تحدثنا الكنيسة ويحدثنا الأنبياء ويحدثنا الآباء الكهنة، ونسمع تعاليم كثيرة،نسمع ثم نسمع ولا نعمل نكون فعلنا مثل الكتبة والفريسيين الذين نصيبهم الويل، الويل لكم أيها الكتبة والفريسيين المراؤون،لماذا؟ لأنكم تعرفوا، من جهة المعرفة أنتم تعرفوا لكن لا تفعلوا، أخطر شيء يا أحبائي أن تكون كلمة الله بالنسبة لنا للمعرفة فقط،فمثلاً عندما نقول هيا نكمل آية نجد أننا جميعاً نحفظها،على سبيل المثال أقول لك أكمل تحب قريبك .....، تقول لي كنفسك، أحبوا .....،تقول أعدائكم، أحسنوا إلى .....، تقول لي مبغضيكم، باركوا ...، تقول لاعنيكم، أقول لك إذن هل نفعل ذلك؟ تقول لي لا ليس كل ذلك نفعله كاملاً،إذن ما هذا التناقض؟! كيف نعرف ولانعمل، وعندما نعرف ولا نعمل مرة، واثنين، وثلاثة، وعشرة، ماذا يحدث؟يحدث تبلد للإنسان، يحدث قساوة للقلب، يحدث مزيد من الابتعاد عن الطريق الروحي وكأننا نكون مثلما قال أخذتم مفاتيح المعرفة لكن لم تدخلوا أنتم والداخلين أيضامنعتموهم كثيراً يا أحبائي ما نرى أشخاص سمعت كثيراً ولم تفعل،وكثيراً ما نجد العكس أشخاص سمعت قليلاً وفعلت،فمن الممكن مثلاً أن تجدشخص سمع كلمة حركت قلبه وغيرته مثلما نقول عن أهل نينوى"بعد أربعين يوماً تنقلب نينوى"، كلمة حركت قلبهم وتابوا،كثيراً ما يقول لك عن امرأة كانت تعيش في دنس وخلاعة ولكنها سمعت كلمة الله من راهب أو من قديس مثل القديسة بائيسة، ومثل قديسة أخرى اسمها القديسة بيلاچية يقول لك تركت كل شيء،باعت كل شيء، القديسة بيلاچية يقول لك أنها ظلت في الصحراء 40 سنة، تابت بكلمة وذهبت للصحراء بعدما كانت تعيش في الدنس والخلاعة،تظل 40 سنة بتأثير كلمة،ولكن هناك أناس يسمعوا كثيراً ونحن جميعاً لدينا هذه المشكلة وخاصة أننا نأتي إلى الكنيسة ولدينا إنجيل في البيت، نسمع ولا نعمل ،والذي بداخل القلب يظل داخله، نفس الاهتمامات، نفس المشاعر، بمعنى أنه إذا كان هناك بعض الخصومة مع أشخاص، هناك عداوة مع أحد،هناك محبة معينة لخطية ما، فكل هذا يفعل مزيد من الابتعاد.لذلك لنحذر يا أحبائي ونراقب أنفسنا هل أنا قلبي قاسي، هل أنا لااستجيب،هل أنا الله يفعل أمامي آيات وعجائب وأنا لااستجيب،هل الله يكلمني وأنا لا أسمع،لذلك الكنيسة وضعت صلاة اسمها أوشية الإنجيل وهي صلاة الكنيسة تصليها قبل سماع الإنجيل لكي نقول "فلنستحق أن نسمع ونعمل"،الكنيسة تقول لنا أن الذي نسمعه لابد أن نفعله وإلا يكون دينونة علينا مثل الكتبة والفريسيين،قال لهم"الويل لكم أيها الكتبة والفريسيين"،كثيراً أناس تستجيب وكثيراً أناس تتقسى،كثيراً أناس تسمع الكلمة وكثيراً أناس لا تسمع للكلمة،الله صنع عجائب كثيرة في أرض مصر،صنع عجائب مع فرعون لدرجة أن مع الضربات العشر فرعون كان يقول كفى، كفى بعد كل ضربة، فهي ضربة واثنين وثلاثة وعشرة وكل مرة يقسي قلبه، ومرة يقول "إن الرب هو البار وأنا وشعبي أشرار"،يكفي هذا، اخرجوا من أرض مصر، بعد ذلك يقول لك أيضاً قسى قلبه ثانية، يقسي قلبه،يقسي قلبه وأنت قد رأيت ضربة أبكار، رأيت ضربة الغنم، رأيت ضربة البعوض، رأيت ضربة الظلمة،رأيت ضربة تحويل الماء إلى دم،رأيت ضربة الدمامل،أنت رأيت مخاطر كثيرة ومن المفترض أن تتوب، لا لكنه يقسي قلبه،ونحن أيضاً ياأحبائي يرسل لنا الله ظروف شديدة في حياتنا القصد منها أننا نتوب ونرجع، ولكن الإنسان أحياناً يظل يدين في الأمور، يظل يسخط على الواقع،وتأتي هذه الظروف له بتمرد، في حين أن المقصود منها أن تأتي بتوبة وليس تمرد.لذلك ياأحبائي الكنيسة تحذرنا من قساوة القلب، الذي حضر منكم الأسبوع الماضي،في الأحد الماضي الكنيسة كانت تقرأ علينا إنجيل زكا العشار، هذا الرجل مجرد فقط أن ربنا يسوع قال له "ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك"، وجدناه سرعان ما قال له يارب أنا أعطي نصف أموالي للفقراء، ومن ظلمته بشيء أعوضه أربع أضعاف، المسيح قال له "اليوم صار خلاصا لهذا البيت"، كيف استجاب زكا؟!لأنه فتح قلبه للمسيح، وعندما فتح قلبه للمسيح ليس فقط سمع لابل سمع وعمل، رغم أنه رجل متمسك بالمال جداً،رغم أنه رجل ظالم،فهو لم يكن عشار فقط بل يقول لك أنه كان رئيساً للعشارين، تخيل أن زكا يستفيد بينما الناس يدينوا ربنا يسوع المسيح أنه دخل بيته، الذي منكم سيحضر الأحد القادم في الكنيسة يجد إنجيل المرأة الخاطئة، المرأة تستفيد وتتوب وتتعلق بأرجل المسيح وتفرح باللقاء بينما الفريسي يقول في نفسه "لو كان هذا نبي لعلم من هذه المرأة وما حالها إنها خاطئة"، يا حبيبي ركز في نفسك!، يا حبيبي استفيد من اللقاء مع ربنا يسوع،عندما تأتي إلى الكنيسة استفيد من اللقاء مع المسيح لا تظل تنظر للناس من حولك، ولا تقل من جيد ومن غير جيد،أنت إذا أردت أن تقول فقل أكثر شخص غيرجيد في الحاضرين هو أنا، الخطاة الذين أولهم أنا،"وأما أنا فبكثرة رحمتك أدخل بيتك"، أنا أدخل الكنيسة بالرحمة ليس بالاستحقاق،وأنا سأتناول بالرحمة ليس بالاستحقاق،هذا هو الذي يستفيد من الكنيسة،قساوة القلب تأتي مع اعتياد السماع فقط ومع اعتياد أن الإنسان لايستجيب للكلام ولا يتغير يكون قاسي القلب،كان هناك قصيدة للبابا شنودة يقول فيها "صار قلبي في صدري مثل صخرا بل وكان أقسى"،قلبي داخل صدري مثل صخر لا بل وكان أقسى،كيف هذا الكلام! نعمل ذلك قال لك "أنا أعطيكم قلب لحم عوض قلب الحجر"،هل هناك قلب يكون حجر؟!، نعم الذي يسمع ولا يعمل، يسمع قصص توبة،يسمع مواقف خطرة،يسمع عن شباب يفارقوا الحياة، يسمع عن أطفال جاء لهم أمراض شديدة، إذن بعد كل هذا الكلام عندما أسمعه ماذا أقول؟أقول يارب أعطيني فرصة لكي أعيش،أعطيني فرصة لكي أتغير،أعطيني فرصة أرضيك فيها وأعبدك فيها، لكن من الممكن الإنسان يسمع كأنه لم يسمع، لذلك قال لهم "أعطوني القفا لا الوجه" يقصد أنهم يعطوني ظهرهم، لذلك يقول أنه من الممكن أن الإنسان يمنع نفسه عن البركة،يمنع نفسه عن التوبة،كثيراً ما يوجد قديسين في الكنيسة تابوا بكلمة، تابوا بموقف، أشخاص كثيرين تغيرت حياتهم بمجرد نداء،"اتبعني" يقول لك ترك كل شيء وتبعه، معلمنا بطرس يعظ وعظة تغير 3000 شخص، ويقول لك ماذا نعمل أيها الرجال؟!، قولوا لنا إذن ماهي الخطوة الأولى؟ قال لهم توبوا،وأنا أجلس الآن أسمع في الكنيسة لابد أن أقول إذن ما الخطوة الأولى التي أفعلها؟ تفعل خطوتين:-
١-تترك الشر .
٢- تمسك في البر .
وأنت تجلس الآن يوجد شر معين في حياتك يسيطر عليك،قل له يارب ارفعه عني، وبر قلله يارب أنا أريد ألتزم كل يوم بالصلاة، لابد أن أترك شر وامسك في بر، ماذا نعمل أيها الرجال الأخوة؟لا يصح أنني ابتدئ مع الله وأنا داخلي شرور أخبئها، قال لك "إن راعيت إثماً في قلبي فلن يستمع الرب لي" لا يصح ذلك لذلك إنجيل الويلات لأن أنبياء نادوا وعلموا وأنذروا وتحدثوا، وكان هناك أناس تستجيب وأناس لا تستجيب،ولكن الذي لايستجيب لايقل عن نفسه أنه سيء، تصور يصل به لدرجة عجيبة! أنه يعتقد في نفسه أنه ليس أنا السيء لا بل النبي هو السيء، لدرجة كانوا يرجموه، ارميا وضعوه في جب،أشعياء وصلت درجة الشر بملك اسمه منسى ليس فقط يقتله فهو نشر عظامه،حيث لايريد أن يكون له بقية،رأيتم ماذا تفعل القساوة؟!،رأيتم القساوة التي تجعل الشخص رافض إلى هذا الحد،عندما يقولوا له الله سوف يسلمنا للسبي وسوف يسلمنا ليد أعدائنا يأمرأنهم يسجنوه،يأمرأنهم يضعوه في جب، فهو لا يريد أن يسمع كلمة توبخه.كانوا أحياناً يحضروا أنبياء مجرد أشخاص تأخذها وظيفة لكي يقولوا لهم كلام حلو،يقول له نعم هذا هو الرجل الذي كلامه كله حلو، يقول له سوف يكون أيامك جيدة،أيامك خير،سيحدث انتصارات وتعمل ......،......إلخ، يكون سعيد،يأتي آخر يقول له سوف يحدث سبي،وسوف يأخذكم أعدائكم،وسوف تذلوا، ويحدث .....،يقول كفى ولايريد أن يسمع، نحن أيضاً لابد أن نعرف أنه هناك مكافأة في الأبدية لكن أيضاً هناك دينونة، ويقول لك الكتاب "ليست رحمة لمن لم يستعمل الرحمة"، وكل يوم نصلي ونقول "توبي يا نفسي ما دمت في الأرض ساكنة"، فأنا لابد أن أستفيد بالفرصة وإلا قلبي يتقسى وأجد نفسي غير مستجيب لأي نداء، قلبي لايتحرك لأي حدث،وهذه مشكلة لذلك الكنيسة في تذكارات الأنبياء تقرأ لناإنجيل الويلات لكي توقظنا، ولكي تقول لنا الكلام الذي أنتم تسمعوه لابد أن تسمعوه لكي تستجيبوا له،الإنجيل خاصة بشارة معلمنا متى بدأ بالتطويبات لكن نجدأنه انتهى بالويلات،لكن أنا أريد أن أقول له يارب اجعل نصيبي في التطويبات، هناك بعض المفسرين أجروا مقابلة بين كل تطويبه وكل ويل،بمعنى كم أن التطويب مفرح وكم أن الويل مخيف ربنا يعطينا يا أحبائي أن نستفيد بكل كلمة،أن نسمع ونعمل ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

عدد الزيارات 568

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل