لا تخف الجمعة الثالثة من شهر أمشير

Large image

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا لوقا الإصحاح 12وبه آية تتردد على مسامعنا كثيراً "لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم سر أن يعطيكم الملكوت"، لا تخف، في الحقيقة يا أحبائي كثيرمن حروب عدو الخير لنا أنه يستغل ظروف أو ضعفات في الإنسان أو ظروف في البيئة والمجتمع لكي ما يخيف الإنسان، تجد القلق لدى الأشخاص بسبب الغلاء، الحرب، ارتفاع الأسعار، العملات،الذهب، تنشغل الأشخاص بشكل به قلق، هذه المنتجات في غلاء متزايد، ثم بعد ذلك، ماذا سنفعل؟!، وتجد الإنسان بدأ يدخل له هم وخوف وقلق، وبدأ الموضوع يأخذ أكبر من حجمه، أقول لك في بداية الأمر أن هناك خوف طبيعي، فطري، هذا الخوف غريزة في الإنسان من ضمن غرائز الإنسان،والله أعطانا كل الغرائز التي فينا من أجل محبته لبقاء حياتنا،غريزة الجسد،غريزة الطعام، غريزة الخوف، هذه غرائز من أجل بقاء الحياة، نحن إذا لم نخف كان من الممكن أشياء كثيرة تحدث لناوتؤذينا،لابد أن نخاف من النار، نخاف من السكين،نخاف من قطار، نخاف من سيارة ستصطدم بنا، لابد من هذا الخوف لبقاء حياتنا، الله سمح لنا أن يكون لدينا خوف من محبته لنا، لكن عندما يتحول الخوف إلى رعب، عندما يتحول الخوف من أمر إلهي إلى أمر حرب من عدو الخير علينا لابد أن ننتبه، تقول لي يا أبي وماذا نفعل والعالم من حولنا ممتلئ بالأشياء الصعبة، والوسط المحيط، والغلاء،والحروب التي علينا، وطوال الوقت نسمع أخبار مزعجة، فنحن ننزعج، أقول لك على ثلاثة أمور لأن الوقت قصير:-
١- الإيمان .
٢- الاكتفاء .
٣- فكر كثيراً في الأبدية .
أولا الإيمان:-
هل الله الذي يعول هذه الخليقة والذي يهتم بهذه الخليفة كلها سوف يأتي عليه وقت معين أو مرحلة معينة من الحياة يقول لنا أنا لا أستطيع التصرف؟!، ذات مرة تلميذ ومعلمه كان لديهم أمر صعب جداً يخص الدير والمعلم كان لديه قلق بسبب هذا الأمر ويظل يصلي وكان سوف يتقابل مع شخص من المسئولين لكي يحل هذه المشكلة وخائف وقلق ومضطرب ولا يستطيع النوم وسوف يقابله الرجل المسئول في صباح الغد، والتلميذ كان يعيش مع معلمه فصلوا وقاموا بعمل التسبحة ونام، ولكنه كلما يستيقظ يجد معلمه قلق ويظل يمشي ويدور حول نفسه فينام مرة أخرى وهو يصلي له ويقول يارب أعطي له سلام، بعد قليل من الوقت يستيقظ فيجد معلمه يظل يسير ويدور في القلاية، المهم قال له لماذا أنت قلق يا معلم؟ فيجيبه المعلم أنت لا تدري بشيء، فهل أنت تحمل مسئولية أو هم؟! نام، نام قالها له بصوت مرتفع وكأنه ينتهره، فشعر بالخجل فقال له هل يمكنني يا معلم أن أسأل عن شيء؟! فالمعلم قال له اسأل، فقال التلميذ من الذي دبر أمور الخليقة منذ خلقتها إلى الآن؟ فأجابه بالطبع الله،قالها بغضب، فسأله ثانية ومن الذي يدبر أمور الخليقة من الآن وحتى مجيئه الثاني وإلى نهاية العالم؟ فأجابه الله، فقال له إذن بما أن الله دبر من البداية إلى الآن وسوف يدبر من الآن وإلى مجيئه الثاني فدعه يدبر الآن أيضاً، فصمت، فوجد معلمه شعر بالخجل، حقا من الذي دبر هذه الخليقة كلها؟ لابد أن يكون لدينا إيمان أنه بالفعل كما قال الكتاب المقدس وتبحث عن هذه الآية تجدها كثيراً جداً في الكتاب المقدس وهي "وأما البار فبالإيمان يحيا لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان" ما هو الإيمان؟ الإيمان هو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى، إيمان قوي أن الله هو الذي خلقني، هو الذي خلصني، هو الذي ينتظرني في الأبدية،هو الذي يحبني، هو الذي يعولني،هو ضابط الكل،ما أجمل كلمة ضابط الكل التي تستخدمها الكنيسة"بان طوكراطور" أي ضابط الكل، خالق السماء والأرض، ما يرى وما لا يرى، صدقوني يا أحبائي الأشياء التي لا نراها في الخليقة أكثر بكثير جداً من الأشياء التي نراها، الأشياء التي تحت الأرض، الكائنات الغير مرئية، أمور السماء، الأفلاك، النجوم، الشمس، أسرار وأسرار، وتدابير الذي دبر الكون كله أنا أرى أنه لا يعرف تدبير هذه المرحلة أو لا يعرف أن يدبر حياتي أنا، الإيمان، بالإيمان نسلك لا بالعيان،اجعل دائمًا ثقتك في الله أعلى من ثقتك في نفسك، أعلى من ثقتك في الظروف التي حولك، الإيمان، وقل له يارب زد إيماني أحياناً يا أحبائي الله يضعنا في محكات كثيرة جداً لكي نلجأ له أكثرولكي يتقوى إيماننا ليس لكي يضعف إيماننا، مثلما قال "كنت فتى والآن شخت ولم أرى ذرية تخلى عنها، ولم أرى ذرية تلتمس خبز"، لا يوجد.
ثانياً الاكتفاء:-
الإنسان دائمًا يحارب بطلبات كثيرة، الإنسان دائمًا يهدد بأمور كثيرة، لكن هذا التهديد جاء من رغباته الداخلية، أحياناً كثيرة الإنسان يرى أنه ليس لديه، غير مقتدر،لا يستطيع أن يأتي بشيء، الاكتفاء ينجينا، ما أجمل عندما قال "إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتفى بهم"، تخيل عندما يقوموا بعمل إحصائيات يجدوا الإنسان يأكل أكثر من خمس مرات احتياجاته من احتياجه للخبز، وتخيل أنت الإنسان لديه من الخبز عشر أضعاف احتياجه،فأين الاكتفاء؟!، أقول لك لا يوجد اكتفاء لأن الإنسان لديه احتياجات داخله يخضع لها ويحاول أن يشبعها وهي لن تشبع،ويظل يشتري ويأكل، يشتري ويأكل إلخ ما أجمل الأب الكاهن عندما يصلي لنا في القداس الإلهي ويقول "لكي يكون لنا الكفاف"، كفاف! قدسك يا أبي تقف على المذبح وتصلي لنا بالكفاف!ألست تصلي بالزيادة؟! قال لك بلى أنا أصلي لك بالزيادة لكن انتبه فيما تكون هذه الزيادة،"ليكن لنا الكفاف في كل حين نزداد"، فيما نزداد؟ "في كل عمل صالح"، في أمور الحياة نريد الكفاف، ما هو الكفاف؟ الذي يكفيك في ملبسك وطعامك وكفى، ودائماً قل أشكرك يارب، اجعل دائماً لديك رضا، اجعل لديك شبع داخلي،الحكيم قال "العين لا تشبع من النظر"، قال الإنسان مهما أكل ومهما شبع، قال مهما اشتهته عيني لم أمسكه عنهما، وفي النهاية قال باطل الأباطيل، قال الذي يحب الفضة لا يشبع من الفضة،اقرأوا سفر الجامعة،لتعرفوا أن المال الذي كل الناس تجري وتذهب خلفه لا ينفع بشيء،مهما كان ملك، أو غني، أو أمير، أو صاحب ثروة والجموع كلها تجري خلفه فهو لا شيء منذ وقت قريب كان هناك مجموعة يذهبون إلى مكان للخلوة وبجانب المكان قصر ضخم جداً، لكن عندما نظرنا إليه من الشرفة وجدناه خراب، فقالوا لأن صاحب هذا القصر توفي وأولاده خارج البلاد فلا يوجد أحد يهتم به فتجد حمام السباحة،الحدائق، السلالم، الرخام، كل هذا. إلخ، قال لك صاحب القصر توفي فانتهى أمر هذا القصر، ما هي القصور التي تجري الناس خلفها؟!، كم سنة سوف يأخذ معك هذا القصر يأخذ 20أو30عاما لكن وماذا بعد ذلك؟ لنفرض أنه لم يجد الذي يهتم به أو الذي يقيم فيه،قد تكون أنت كفرد تختاره وتقول أنا اريد مكان بعيد لكي أهدأ، لكن لنفترض أن ابنك لم يحب ذلك، وقال لك أنا لا أريد هذا المكان فأصبح الذي تعب فيه وبنى فيه لم ينفعه، لذلك نطلب الاكتفاء، اجعل دائماً لديك اكتفاء ما أجمل معلمنا بولس الرسول عندما يقول "تدربت أن أكون مكتفيا بما أنا فيه"، تدربت أن أجوع وأن أعطش وأن أنقص واستفيض، ما أجمل الإنسان القوي من داخله، لذلك يقول لك الغني هو ليس الذي يملك أكثر ولكن الغني هو الذي لا يحتاج، من هو الغني؟! من الغني في الحاضرين الآن ليس الذي لديه مال لا بل الغني هو الذي لا يحتاج، الذي يقول أنا لدي ملابس أنا لدي ساعة أنا لدي ..إلخ،الغني هو الذي لا يحتاج، من هو الفقير؟ الفقير هو الذي دائماً يحتاج إلى كل شيء، كل شيء يراه يقول أنا أريده، كل شيء، ولكن أنت لديك! هذا الفقير.
ثالثاً فكر كثيراً في الأبدية:-
تعلق بالأبدية، الأبدية تشفيك، الأبدية تغنيك،ما مصيري الأبدي، أين سوف أذهب،ماذا بعد! ما أجمل الإنسان الذي يسأل نفسه بعد شراء هذه الأشياء وبعد أن أفعل ذلك، ماذا بعد؟!. كان البابا كيرلس السادس الله ينيح نفسه كثيراً ما يسأل الذي كان يحدثه وماذا بعد؟! أحضرنا ممتلكات كثيرة،لكن ماذا بعد! فرحنا بها، أيضاً ماذا بعد!،أي أنناأصبحنا سعداء،إذن ماذا بعد! يقول لك هذا يكفي، أقول لك هذا جيد أتمنى أن تصل لكلمة كفى،لذلك أعرف أن هناك شيء اسمه نهاية، هناك نهاية اسمها السماء، هناك نهاية اسمها المصير الأبدي،هناك بداية اسمها الحياة الجديدة، هناك مقولة اسمها أن نكون معه إلى الأبد، هناك وضع اسمه أن الزمن الذي نعيش فيه الآن زمن غربة، زمن قصير، قصير، بخار، نعم بخار هو قال ذلك "بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل"، قال "أيامي أسرع من الوشيعة"، الوشيعة التي هي النول الذي يتحرك هكذا وهكذا بسرعة، أسرع من الوشيعة، ما هذا؟ قال هو كذلك، عندما يعرف الإنسان أن العمر قصير ويعرف أن الأبدية تنتظره أمور كثير من هذه الحياة تسقط من داخله، كان معلمنا بولس يقول الذين يشترون كأنهم لا يملكون، أي لا يشعرون بالفرق، الذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه ما هو الاستعمال، عندما يأتي الإنسان ليفكر في مصيره الأبدي أمور كثيرة تقل من نظره أختم كلامي بقصة بسيطة على موضوع المصير الأبدي، يقولون كان هناك رجل لديه جوهرة، رجل فقير لديه جوهرة صغيرة ورثها من أجداده ثم بعدما افتقر تماماً ذهب إلى شخص يشتري الجواهر وأراه الجوهرة قال له أنا لا أعرف تقييمها جيداً لابد أن نوصلها لتاجر آخر يكون أكثر احترافا مني، فأراها لتاجر أعلى فقال له لا هذه تذهب للتاجر الأعلى مني إلى أن وصلوا لأكبر التجار الذي كان يعطي للملك، فأكبر التجار قال له هذه جوهرة نادرة جداً وغالية جداً وهذه لا تقدر بثمن وليس لها عندي غير واحد فقط هو الذي يشتريها فقال له من؟ قال له الملك، أخذه للملك فالملك عندما رأى الجوهرة انبهر قال له هذه الجوهرة سوف تضيف للمملكة فسأله الرجل على ثمنها قال له هذه ليس لها ثمن فقال له لا أنا أريد مقابل، قال له أنا سوف أمر بأن يفتحوا لك خزائني كلها وتجلس في قصري لمدة ستة ساعات، اجلس واحمل كل ما تريده ولكن ستة ساعات فقط وبعد الستة ساعات ستخرج خارجاً بالذي حملته قال له وهو كذلك، دخل وجد القصر ممتلئ بأشياء كثيرة، فتحوا له أشياء بها مجوهرات وسلاسل وذهب وفضة ومقتنيات ثمينة جداً، ثم دخل على مكان الطعام المأكولات، والمشروبات، وأشياء كثيرة، وفواكه، فعندما رأى كل هذه الأشياء ظل يأكل، يأكل، يأكل، أطعمة شهية جداً، أطعمة كثيرة جداً، فعندما أكل ثقل جسده وقال أستريح قليلاً، وبعدما استيقظ آخذ كل ما حصلت عليه، نام وايقظوه وقالوا له الستة ساعات انتهوا، هيا لكي تخرج خارجاً، قال لهم أنا لم آخذ كفايتي، اعطوني خمس دقائق، معذرة، قالوا له لا الستة ساعات انتهوا.
صدقوني يا أحبائي أحياناً فترة حياتنا نلهو فيها، لا ننتبه أننا نريد أن نجمع لميراثنا الأبدي ونلهو بأمور هذا العالم، نبحث عن شيء نلهو به،نهيم فيه، ننام،نتكاسل، لا بل لابد أن نعرف أن العمر قصير، عدو الخير دائماً يحاربنا،تجد الكاهن وهو يصلي يقول"لا تدع عدو الخير ألايضغينا بواسع الأمل بل نبهعقولنا"،يضغينا بواسع الأمل بمعنى أنه يقول لنا لازال الوقت أمامك طويلاً الله يعطينا أن نقضي أيام غربتنا في خوف ونحن رافعين قلوبنا لفوق، عندما يأتوا ليهددونا بشيء أنه سوف يحدث غلاء، ويحدث .... إلخ، قل لتكن إرادة الله، يقول لك "الحكيم يضحك على الزمن الآتي" الله يعطينا إيمان، يعطينا اكتفاء، يعطينا تفكر دائم في الأبدية، فلا نخاف ولكن نجعل الأبديةفي قلبنا.يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين.

عدد الزيارات 526

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل