اجعلنا نريد ما تريد

Large image

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
ختام الصوم المقدس يا أحبائي هو يوم مفرح ويوم شفاءتصلي لنا الكنيسة في هذا اليوم صلاة القنديل ليس فقط للشفاء من أمراض الجسد فالشفاء من الخطايا أهم بكثير من أمراض الجسد، الكنيسة تريد أن تطمئن أن الصوم أثمر فينا،أن نتيجة الصوم الذي أخذناه قد تحققت، إنجيل القداس هو فصل من بشارة معلمنا لوقا ونحن جميعاً نعرف نداء ربنا يسوع المسيح لأورشليم قبل دخوله للصلب، "يا أورشليم، يا أورشليم يا راجمة الأنبياء وقاتلة المرسلين كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا" وفي النهاية قال لهم كلمة صعبة"هوذا بيتكم يترك لكم خراباً"،الكنيسة تقرأ علينا اليوم يا احبائي في النبوات نهايات الأسفار على أنها نهايات مفرحة،"أن على الأيدي تحملون وعلى الركب تدللون"، نهاية سفر أيوب وهو يرينا كم أن الله عوض أيوب أضعاف ما كان،"فمن القدم إلى الرأس جرح واحباط وضربة طرية لم تعصر ولمتعصب ولم تلين بزيت"، أي أنه جرح عديم شفاء، ما هذه الخسارة؟! ما كل هذه التلفيات؟!،ثم بعد ذلك في النهاية يقول لك "أن على الأيدي تحملون وعلى الركب تدللون" لكي يريك مقدار التعويضات.
اليوم ربنا يسوع يريد أن يقول لنا لكي ندخل اسبوع الآلام لابد أن يكون لنا وقفة مع النفس لكي نستطيع أن نكمل مسيرة الآلام، يتحدث مع أورشليم البلد الغالية المحبوبة على قلبه جداً هذه مدينة السلام،مدينة الملك العظيم،أورشليم هي التي لها العهود، والاشتراع، والأعياد، والبركات، والحلول الإلهي، والميراث، للأسف لم تستجيب لنداءات الله مع أنه كان دائمًا يهتم بها ويعتني بها جداً وهي دائمًا زائغة، دائمًا بعيدة، فهو يرسل لها أنبياء، يرسل لها صوته، يصنع فيها آيات وعجائب، لكن كان دائمًا يقول مثلما قال في سفرأشعياء النبي أن "هذا الشعب يعبدني بشفتيه أما قلبه فمبتعد عني بعيداً"، ومرة أخرى قال لهم "أعطوني القفا لا الوجه"، فكل ما كانوا يطلبون من الله كان يفعله لهم لكنهم كانوا معاندين كان بها أكثر نسبة من الأنبياء، فتجد هناك أنبياء تخاطب الأمم، أنبياء مثل يونان النبي مثلاً يخاطب نينوى، لكن تجد الانبياء إذا كان عددهم ستة عشر نبي فتجد عشرة أنبياء يخاطبوا ما قبل السبي، إنذارات الله، يظل ينذرهم، يظل يحذرهم، وهم لم يستجيبوا دائمًا، كان عندهم طلبات من الله وكان الله يحاول أن يجيبها لهم مثلما طلبوا أن يكون لهم رجل دولة، قالوا إننا نريد أن يكون لنا هيبة وسط البلاد ووسط الملوك، يريدون ملك، وحتى الله قال لصموئيل "إنهم لم يرفضوك أنت بل إياي رفضوا"، يريدون ملوك عظماء،وقالوا لله إننا نريد ثلاثة أشياء في الحروب وكانت بالنسبة لهم طلبات مهمة جداً لدرجة أنهم وضعوها كشروط لكي يكون إلههم فوافقهم، وكان أول طلب لهم أن يعطيهم نصرة في الحروب عندما تقرأ في العهد القديم تجد أن شعب بني اسرائيل كانوا يدخلون حروب كثيرة وينتصروا، لدرجة أنهم هزموا ٣٣ ملك، فتجد راحاب ذهبوا لها جاسوسين فقالت لهم أنتم تتبعوا هذا الإله؟! "قد سمعنا فذابت قلوبنا، إن رعبكم وصل إلى كل الأرض" لماذا لأنهم كانوا ينتصروا في كل الحروب، فكان الله يتعظم بهذه الوسيلة فكانوا يفتخروا بإلههم، وكان هذا هو الطلب الأول أما الطلب الثاني فكان الأرض فوافقهم وأعطاهم أرض دون أن يتعبوا وهي أرض الميعاد، فماذا بعد ذلك؟!
الطلب الثالث أنهم قالوا له نريد خير كثير، خير كثيراً جداً،فأعطاهم أراضي مخصبة جداً، قال لهم أرض تفيض لبنا وعسلا، فهل هذا هو كل ما تريدونه؟ وأنا أوافق ولكن اعبدوني والتفتوا إلي وأكرموني، لا بل يعبدوه بالشفتين فقط،هذا حال أورشليم، وعندما جاءوا يطلبوا ملوك كان الله غير موافق لكنه وافق لإرضائهم قال لهم لكن لدي ثلاثة شروط لابد أن تكون في الملك :
١ـ لا يكثر من الزوجات،للأسف أكثروا من الزوجات.
٢- لا يكون لديه عدة حرب كبيرة، للأسف أصبح لديهم عدة حرب قوية .
٣- لا يكثر من الذهب والفضة، لكنهم أكثروا من الذهب والفضة جداً لدرجة أنه يقول لك كان سليمان لديه ذهب وفضة كحجارة الوادي، أي أن الله فعل لهم كل ما طلبوه ولكن الذي طلبه الله منهم لم يفعلوه بجدية، لذلك تجد حزقيال النبي قال آية صعبة جداً قال "طالت الأيام وخابت كل نبوة"بمعنى أن الله يقول ولا يفعل،في سفر صفنيا يقول لك هكذا "أن الرب لا يحسن ولا يسيء"، ألهذه الدرجة؟!، وأنا قد تمجدت معكم كثيراً، فأنا جعلتكم تعبروا البحر، أنا أعطيتكم المن والسلوى، أنا صنعت في وسطكم عجائب كثيرة، لم يتذكروا أي إحسانات لله لذلك الله ينذرهم وقال لهم "بيتكم يترك لكم خراباً" ولاحظ أنه كان هناك مرة الله يقول فيها بيتي ومرة أخرى يقول فيها بيتكم، مرة يقول ناموسي ومرة أخرى يقول ناموسكم،عندما يجدهم يصنعوا تعديات كثيرة يقول لهم لا فهذا ناموسكم، هذا بيتكم، ولذلك قال لهم ان بيتكم يترك لكم خراباً، تقرأ في التاريخ سنة ٧٠م حدث أن أورشليم هذه تدمرت بالكامل بما فيها الهيكل حيث جاء ملك اسمه تيطس ملك روماني دخل غزاها أسقطها أرضا، كان ربنا يسوع قال لهم أن كل ما كان موضع افتخار لكم أحوله لكم إلى خزي وعار، ما هذه القصة؟!هذه القصة ليست قصة العهد القديم هذه قصة مؤسفة، نحن الذي يقول علينا أبواب ابنة صهيون أورشليم تقول للأم إن انسانا قد ولد فيها هذا هو أن أورشليم أصبحت جديدة،أورشليم الجديدة هي كنيسته،فهو يقول لنا أنتم هياكل الله،نحن الهيكل، لكن هل هذا الهيكل يطيع الرب أم لا؟، هل يسمع لصوت الله أم لا؟ يقول لي هل أردت أن أجمعك؟ أقول له نعم، هل تريد أن تكون معي؟ أقول له بالطبع، هل تريد أن تطاوعني؟ أقول له جداً، فلا تسمح يا الله أن تكون كنيستك وأولادك أنت تريد شيء وهم يريدوا شيء آخر في الحقيقة يكون الأمر صعب جداً، يقرأ علينا في البولس اليوم يا أحبائي فصل صعب جداً أن بولس الرسول يقول لتلميذه تيموثاوس أنه ستأتي أوقات صعبة يكون الناس فيها لهم صفات سيئة جدًا متصلفين، متعظمين، غير طائعين، بلا حنو، بلا صلاح، محبين لأنفسهم، محبين للمال، لا تسمح يارب أن يكون هذا حال أولادك، أن تكون أنت تريد لهم شيء وهم يريدوا شيء آخر، تعالى وشاهد ما الذي يريده الرب لنا يقول لك أنا أريدكم أن تكونوا معي، أن تكونوا معي في المجد، ولا تهتموا بالغد أقول له نعم يارب ولا أهتم بالغد، أريدكم لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض أقول له نعم يارب ولكن في الحقيقة هذه الأمور فيها بعض الصعوبة فهل يمكننا أن نهتم قليلاً بالمال وفي نفس الوقت نهتم بمصيرنا الأبدي أيضاً؟!يقول لنا الله لا ففي الحقيقة هذا الأمر يتعارض مع هذا تماماً، أنا أقول لك لا تحب العالم فإن محبة العالم أصل كل الشرور، لابد ألا تحب العالم، أنا أقول لك إذا سمحت لا تطاوع الجسد، فإن هذا الجسد يشتهي ضد الروح والروح تشتهي ضد الجسد، فلابد أن تختار إما الجسد أو الروح، إما أن تختار العالم أو تختار تكون معي، لابد أن يكون لك اختيار،الله يريد لنا فوق فلابد أن نكون نحن أيضاً نريد فوق، قال لك "اطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس"، السيد المسيح عندما صلب كان حوله لصين،اللص اليمين قال له "أذكرني يارب متى جئت في ملكوتك" بينما تجد اللص الذي عن اليسار قال له إذا كنت أنت إله حقيقي أنزل عن الصليب وأنزلنا معك، فتجد أحدهم يريد فوق والآخر يريد تحت،لابد أن أحدد موقفي، أنا أريد فوق أم تحت، ثلاثة أشياء العالم يحارببها الانسان جداً جداً:-
١- الجسد .
٢- العالم .
٣- الشيطان .
وانتبه إذا غلبت أحدهم فليس له فائدة بمفرده، أي أنك إذا غلبت جسدك فقط ولم تستطيع أن تغلب العالم والشيطان فبذلك أنت لم تغلب،وأنت لن تستطيع أن تغلبهم بدون المسيح فهو الذي غلبهم"خرج غالباً ولكي يغلب"، يقول لك أنا أريد لك أن تكون معي، تكون معي في المجد، هل أنت تريد السماء أم الأرض؟، تريد الجسد أم الروح؟، كثيراً يا أحبائي ما نريد أن نعيش بحسب ذهننا، بحسب جسدنا، بحسب الزمن، تعالى وشاهد ما هي كل طلباتنا، ما هي أقصى أمنياتك؟ أريد الغنى، أريد المنصب والسلطة، أريد الهجرة،أريد أن أولادي يصبحون من ذوي المراكز المرموقة، ألم تفكر أن أولادك يصبحون قديسين أليس هذا يكون أفضل لهم؟!، فإنك إذا أحضرت لأولادك هدايا العالم بأكمله ولم تهتم بداخلهم تكون قد أفسدتهم، أضعت وقتك معهم دون جدوى، بذلت مجهود فيما لا يفيد،تعالى ولاحظ نفسك هل أطعت الوصية؟ أبدا لا يمكنني، فلكي تستطيع أن تطيع الوصية لابد أن تبدأ أولا أنك تغلب نفسك، فإذا دللت نفسك وأعطيتها كل ما تريد لن تطاوعك في صوم أو صلاة أو تعب وصية،لابد أن تقول ولا نفسي ثمينة عندي، فهو قال لك "من يخلص نفسه يهلكها ومن أضاع نفسه من أجلي يجدها"، إذا لم توافق بذلك تظل نفسك كما هي تأخذ منها كل ما هو زمني، كل ما هو اضطراب، كل ما هو خوف،كل ما هو مقلق،هذا هو حال المرتبطين بالأرض، فالذي يحب الفضة لا يشبع من الفضة، هكذا قال أرميا النبي "ليذل الرب كل المرتبطين بالأرض"، عندما الانسان يحب نفسه ويحب العالم فإنه يذل للعالم، وبدلاً من أن يغلب العالم ويغلب نفسه فإنه ينغلب وبذلك يكون خاسر وحينئذ يقال له كلمة صعبة جدًا "هوذا بيتك يترك لك خراباً"، حينها يقول لك أنا لا أعرفك، لماذا؟! لأني تحدثت إليك كثيراً، والكثير من الأحداث تحدثت إليك، ما أكثر أنك علمت أن صديق لك انتقل للسماء، ما أكثر أنك علمت أن شخص مريض،ما أكثر المواقف التي توضح لك أن الذي حولك هذا هو عالم غير آمن،إنها من مقاصد الله أن يقول لنا هذا، يأتي بالوباء، الغلاء، زلزال، حرب، لكي يقول لنا لا تضع ثقتك في هذه الحياة، أطلبوا ما فوق، ونحن بعض الوقت نطاوع وبعض الوقت نتناسى وأعيننا على الأرض وعلى الزمن، نريد الثروة والغنى، نريد أن ذواتنا تتعظم،نريد سلطة، نريد أموال كثيرة، نريد تنعمات كثيرة، نريد أن نغير بيتنا،نريد أن نتنزه،. إلخ، أقول لك ألا يوجد أبدا شهوة روحية؟!، تقول له في لحظة تأمل يارب أعطيني توبة، ألا يوجد لك اشتياق لفضيلة معينة وتقول له على سبيل المثال يارب نمي في فضيلة الصلاة، أنا متهاون جداً وكسول جداً يارب نمي في النشاط والاجتهاد والاشتياق إليك، ألا يوجد لك اشتياقات روحية تأتي لله بها، أنت تعلم أننا من المفترض أننا نأتي لله وليس لأنفسنا أبدا، نأتي لنعبده ونسبحه ونمجده، هذا هو الهدف في الأصل، آتي لأتوب وأطلب السماء وارضيه واسبحه وامجده هذه إرادة الله، هذه إرادة الله لنا أن تكونوا معي أن نطيعه ثم ماذا بعد ذلك؟ كل ما تطلبه من أمور زمنية وأرضية هي زائلة، هي فانية،هي أمور لا تفرح بل على العكس تجلب خسارة، تجلب مقاطعة، هذه ضريبة الحياة الزمنية،ضريبة الحياة المادية،ضريبة الجسد وتبعية الجسد،أردت ولم تريدوا، الله يظل ينادي هيا نتوب، هيا نتقدس، تعالوا معي، تعالوا اعبدوني، قال لموسى هكذا أن الله يقول لهم اعبدوني في هذا الجبل،الله يقول لنا تعالوا إلى الكنيسة اعبدوني في هذه البيعة المقدسة، املاؤها تسابيح، املاؤها دموع، املاؤها توبة، املاؤها رحمة، املاؤها حب، هذا عمل الله، هذا قصد الله، لكن نحن نأتي لأشياء أخرى لا أبدا بل في الأصل نحن أتينا لذلك ولكن هناك بعض الطلبات الجانبية مثلما قال لنا اطلبوا أولا ملكوت الله هذه تزاد لكم، مجموعة طلبات أخرى،أنا آتي لكي أعد نفسي للسماء، أنا في الأصل أتيت لأني اتمني أن أتوب من خطايا ثقيلة داخل حياتي، عادات كثيرة تأصلت في داخلي، داخلي طمع وغيرة وأنانية وإدانة وشهوات،مربط برباطات ثقيلة فتعال أنت يارب وانزع مني كل ذلك، وهذه هي نعمة اليوم وبركة اليوم لذلك يقول لنا أردت ولم تريدوا نقول له لا يارب نحن أيضاً نريد ما تريد، اجعل ارادتي ارادتك، ولتتبع ارادتي ارادتك، وليكن لنا كلينا حب واحد أو رفض واحد، ما تريده أنت أكون أنا أريده،وما ترفضه أنت أرفضه أنا، كل ما تقوله أنت يارب أنا خاضع له، هذا هو قصد الله في أمورنا، بينما نحن نريد أن نستخدم الله على حسب أمورنا وكأننا نتحول أننا الآلهة والله عبد لدي، لا بل أنا عبد لديه وهو الإله لذلك يا أحبائي الله يريد ونحن أيضاً نقول له نريد، أختم كلامي بقصة صغيرة يمكن أن يكون لها معنى ولكن معنى جميل أود أن أوضحه لكم، يقول عن رجل يبلغ من العمر أربعون عاما وتائه في هذه الحياة كمثل معظم الناس فجاءه الملاك وقال له أنت لاتصلي، ولا تصوم ولا تأخذ الحياة مع الله بجدية، كن جيد مع الله في حياتك، اكرم الله، فقال له هل أنت ملاكي الحارس؟! قال له نعم ماذا تريد؟!، فأجابه فهل كل ما أقوله لك ستفعله؟،فقال له نعم قل ماذا تريد؟! فقال له أول شيء أريد أن أكون ثري، فقال له قل وماذا أيضاً؟، فقال له أيمكن أن ثروتي تكون عشرين ضعف؟، قال له وماذا أيضاً؟ قال له أريد أبنائي يصبحوا أطباء وكان أبناؤه صغار لايزالون في المرحلة الابتدائية، ثم قال له الملاك وماذا تريد أيضاً؟ فسأل الملاك وهل ستعرف أن تفعل اكثر؟! فأجابه الملاك قل لي ماذا تريد أيضاً؟ قال له يكفي هذا ولكن افعلهم لي،ثم قال له أريد أن أكون مشهور مثل (فلان بك) رجل كبير جداً في المجتمع،مكانة كبيرة، رجل غني ورجل أعمال كبير جداً، قال له أريد أن أكون مشهور قال له أتريد شيء آخر؟ قال له لا كفى لكن افعل كل ذلك، فأحضر الملاك الكرة الأرضية وأدارها كثيراً جداً ثم قال للرجل الآن مر عليك من الزمن ثلاثون عاماً فبدلاً ما كان عمرك أربعون سنة أصبحت سبعون سنة وأولادك أصبحوا أطباء فقال له أين هم فقال له الملاك معذرة فإنهم سافروا خارج البلاد ومنشغلين، فقال له لكنهم لا يسألوا علي مطلقا فقال له الملاك معذرة فهم منشغلين فأجابه الرجل أبنائي الذين أضعت عليهم عمري كله ينشغلوا عني فقال له الملاك أعذرهم فهم منشغلين، فقال له الملاك وثروتك زادت عشرون ضعف فقال له هذا حسنا جداً، قال له الملاك ولكنك لن تتمتع بها،ثم قال له الملاك وأيضاً (فلان بك)الذي كنت تريد أن تكون مثله انتقل منذ عشرين عاماً، ثم قال له الملاك أتريد شيء أخر فأجابه الرجل هذا يكفي ماذا افعل؟! فقال له الملاك أريد أن أقول لك شيء أخير أنك متبقي لك ثلاثة أيام وتنتقل قال له ماذا بعد؟!، ماذا أفعل؟!، قال الرجل للملاك هل الله يمكن أن يقبلني؟! أنا سوف أعطي نصف أموالي لله،ثم قال له ويمكنني أن أظل طوال الثلاثة أيام المتبقية صائم لن أكل فيهم شيء تماماً، ولكني اريد منك شيئاً أنه في اليوم الثالث الذي سأموت فيه تأتي إلي، فأجابه الملاك بالموافقة فظل الرجل يصلي الثلاثة أيام وصائم تماماً وظل يقول سامحني يارب، أنا جاهل سامحني، أذكرني متي جئت في ملكوتك، ظل يصرخ يصرخ إلى اليوم الثالث قبل النهاية بقليل حضر الملاك فعلم أن الساعة قد أتت قال له امسك يدي فأمسك بيده وظل يصرخ ويقول يارب ارحمني وسامحني أنا فعلت شرور وخطايا كثيرة، وظل يقول عن أخطاؤه، ويقول أذكرني متى جئت في ملكوتك، ويقول ارحمني كعظيم رحمتك، فجاء الملاك وأدار الكرة الأرضية كثيراً مرة أخرى ثم قال للرجل انت عدت مرة أخرى لديك من العمر أربعين سنة ولديك الولدين مثلما هم في المرحلة الابتدائية، وعملك مثلما كان هكذا هو، فهل يعود يطلب منه هذه الطلبات ثانية؟!
نحن يا أحبائي كثيراً ما لا نعلم ماذا نريد، لابد أن نعرف، قال لك "اطلبوا أولا ملكوت الله وبره" هيا بنا جميعاً لندخل اسبوع الآلام ونقول له نريد أن ندخل معك يارب لنرضيك، نريد أن ندخل معك لنصلب معك، نريد أن نصلب العتيق الذي فينا، نريد أن نبتعد عن كل أمر لا يرضي صلاحك،نريد إرادتنا تتبع إرادتك ربنا يعطينا يا أحبائي أن نرضيه وأن نكرمه وأن تتبع إرادتنا إرادته، وليكن لنا كلينا حب واحد أو رفض واحد يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

عدد الزيارات 630

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل