مابين القيامة والافخارستيا

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين.
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا يوحنا والذي يحدثنا عن تناول جسده ودمه،أي عن الإفخارستيا،والكنيسة تربط ما بين القيامة وما بين الإفخارستيا (ما بين التناول)، وكأن الكنيسة تريد أن تقول لنا إذا كنتم تريدون التمتع بالقيامة لابد من التناول لأن القيامة هي الاشتراك في مجد الحياة الأبدية كما أن التناول هو أيضاً الاشتراك في مجد الحياة الأبدية،فهو يقول "من يأكلني يحيا بي،من يأكلني يحيا إلى الأبد" يحيابي، يحيا إلى الأبد هذه تعبيرات عن القيامة، ولكي نتمتع بالقيامة نتناول،الذي الكاهن يقول عنه هذا هو الجسد المحيي،أي نحن عندما نتناول نأخذ داخلنا الجسد المحيي،ما معني المحيي؟ أي الذي يعطي حياة من الموت،فما هي القيامة؟ القيامة هي حياة من الموت،فلكي اتمتع بالقيامة لابد أن آخذ الجسد المحيي يدخل داخل جسدي الميت يتحد بالحياة، والحياة أقوى من الموت، الحياة هي التي تقوى على الموت، فعندما الحياة تتحد بالموت ماذا يحدث؟ يحدث قيامة لذلك يا أحبائي الكنيسة تخصص الأسبوع الثاني تحديداً من فترة الخماسين المقدسة التي نعيشها حالياً عن التناول، والذي يأتي منكم لحضور القداس يوم الأحد سيجد أيضاً الحديث عن التناول، لأن الكنيسة تريد أن تؤكد علينا حقيقة أننا نريد التمتع بالقيامة لابد أن نتناول، لدينا إيمان أن هذا التناول هوالذي يعطينا مشاركة سعادة الحياة الأبدية،وهو الذي يعطينا عدم الفساد،وأن التناول هو الذي يحولنا إلى أناس غير مائتين ما معنى أناس غير مائتين؟ نحن لدينا رجاء ويقين وإيمان أننا لن نموت، تقول لي لا نحن نموت أقول لك نعم نحن نموت موت الجسد لكننا لدينا إيمان أننا نخلد في القيامة،أننا نحيا إلى الأبد لذلك يصرخ الكاهن ويقول"يعطي عنا خلاصا وغفراناً للخطايا" هذا في الفترة التي نعيشها الآن، ونحن نتناول الآن ماذا نأخذ؟ خلاصا وغفران للخطايا،وماذا أيضاً؟ لا فهناك شيء آخر أهم وهو حياة أبدية لكل من يتناول منه،المجد الذي أعطاه ربنا لنا والذي استأمن الكنيسة عليه التي تقول خذوا كلوا هذا هو جسدي وخذوا اشربوا هذا هو دمي، وأن الذي يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيا وأنا فيه، يأخذ الحياة الأبدية، قيمة التناول يا أحبائي قيمة كبيرة جداً، كرامة كبيرة جداً ذات مرة قال أحد الآباء تخيلوا معي أنه لا يوجد كنيسة في العالم تقدم التناول إلا كنيسة واحدة فقط ماذا كنا نفعل؟ إذا كانت هذه الكنيسة لنفترض في أسيا أو في أمريكا أو في أفريقيا أو في أورشليم، على سبيل المثال نقول في أورشليم كنيسة واحدة فقط التي تقدم التناول وقتها ماذا كنا سنفعل؟! سوف نسافر، تقول هل الذي سوف آخذه هو جسد حقيقي ليسوع المسيح؟ أقول لك نعم هو جسد حقيقي ليسوع المسيح، إذن أذهب، كم التكلفة؟ ما مقدار الوقت الذي تستغرقه؟،كل الذي معي كل ما معي أنفقه لكي آخذ هذا الجسد المحيي، ربنا يسوع جعله متاح لنا جداً، اقترب مننا جداً،وجاء إلينا بالتجسد، وعندما جاء إلينا بالتجسد جاء إلينا في كل مكان يقول لك تعالى واتحد بي يعطي حياة عندما يكون لديك هذا الإدراك أولا استعدادك للتناول يختلف وسلوكك بعد التناول سوف يختلف من أخطر الأمور التي تحاربنا في موضوع التناول هو الروتينية والاعتياد أننا نتناول ونخرج وكأننا لم نأخذ شيء نتناول ونتحدث مع بعض وكأن ليس هناك شيء فارق نتناول وسلوكيتنا كما هي،وعاداتنا كما هي،والله يسامحنا كلنا،وعدواتنا كما هي،وطريقة التفكير كما هي في المال العالم الأنانية الغرور المشاكل المنافسة فبذلك الجسد ماذا فعل فينا؟! لم يفعل شيء!، لماذا؟! فهل هو لا يستطيع أن يفعل؟! لا فهو يستطيع ولكن من المفترض أني أقول له تفضل افعل من المفترض أنني أعطي له الفرصة للاتحاد بي هو يريد أن يحييني من الموت يريد أن يغيرني يريد أن يجعلني أصبح إنسان قيامة تخيل أنك في معاملاتك تتحول من شخص مائت لشخص قام لاحظ الفرق يقولون أن الجموع كانت تذهب بالآلاف لكي تشاهد لعازر الذي مات وقام وأصدقائه وأهله وأخواته مريم ومرثا يتحدثوا معه ويريدوا أن يشاهدوا هل هذا لعازر بالفعل أم هذا شخص آخر تماماً، هل هو أم لا؟إنه هو ولكن ليس هو، فنحن هكذا في التناول عندما نأخذ القيامة تكون أنت لكن لست أنت نفس ملامحك نفس شكلك نفس عنوان بيتك نفس حياتك، نفس كل شيء لكن ليس أنت، ما الذي حدث؟! مثلما قال معلمنا بولس الرسول"تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم" يدخل المسيح داخل حياتك يعطي انتصار يكون هناك اختلاف لماذا؟ لأنك ملكت الحياة الأبدية فأنت لم تعد من أسفل أنت لم تعد اهتماماتك مثلما هي لا فأنت أخذت جسد القيامة أنت اتحدت بجسد ابن الله بالحقيقة،وطوال القداس الكنيسة تؤكد على فكرة أن هذا جسد ابن الله بالحقيقة الذي أخذه من سيدتنا وملكتنا كلنا والدة الإله القديسة الطاهرة مريم جعله واحد مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير فما هذا؟ هذا أن الكنيسة تظل تقول لنا هل أنت منتبه إلى أي جسد أنت سوف تأخذ؟إنه الجسد المحيي هذا هو الجسد الذي يعطي حياة من الموت كلنا مغلوبين من خطايا كلنا مغلوبين من طباع قديمة تأصلت فينا مثلما يقولوا القديسين هناك خطايا كثيرة عندما تصبح قديمة في الإنسان عندما تصير كبيرة في الإنسان عندما تتسلط على الإنسان يقولون كلمة صعبة قليلاً يقولون أن هذه الخطايا تأخذ قوة الطبع بمعنى أنه أنا هكذا أحياناً شخص قاسي قليلاً يقول لك أنا عصبي يقول أنا هكذا أنا عصبي أقول لك إذن لماذا جاء المسيح فهو جاء لكي يغير هذا الطبع هو جاء لكي يحولني من انسان من تراب إلى السماء من موت لحياة،فلماذا هو يتحد بي؟ فهو معروف أنني ضعيف أنني سيء أنني أرضي إلخ لكن هو يقول لك إذا كنت أنت كذلك فأنا أقول لك خذ الحياة أنا أقول لك اتحد بي تعالى تعالى واقترب مني لكي تتبرر من خطاياك لذلك يا أحبائي نحن في فترة الخماسين الكنيسة تنظر إلينا على أننا أناس مرتفعين فوق الجسد فوق الشهوة فوق احتياجات الزمن والكنيسة تقول لنا أنا مطمئنة عليكم وأنتم الآن بدون فترة صوم أنا أعرف أنكم تحولتم من أشخاص جسدانيين لأشخاص روحيين من موتى إلى أحياء خذوا فترة الخماسين كلها بدون صوم افرحوا بالمسيح القائم فيكم لاحظتم إذا فهمنا الكنيسة بوعي وشعرنا بما تفعله لنا الكنيسة ماذا نفعل؟
لذلك يا أحبائي يقول لك عن تلميذي عمواس أنهم كانوا يسيرون معه مسافة طويلة،اخذت ساعات سيرا، ولكنهم لم ينتبهوا من هو؟ لكن يقول لك عندما كسر الخبز انفتحت أعينهما وعرفاه أنه هو المسيح،هكذا أيضاً عندما يقولوا لنا تعالوا للتناول تنفتح أعيننا ونعرفه ربنا يعطينا في فترة القيامة ثبات فيه، فرح به،قوة قيامته تنتقل إلينا، الجسد المحيي يدخل إلى موتنا فيحوله لحياة يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين.