امنوا بى بسبب الاعمال

الأسبوع الرابع من الخماسين المقدسة تقرأ علينا الكنيسة فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح 10 والذي يتحدث عن الإيمان به، يقول "إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي، ولكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بأعمالي لتعلموا وتؤمنوا أني أنا في الآب والآب في" آمنوا بأعمالي،حيث كان من ضمن أهداف ربنا يسوع المسيح في تجسده أن يعلن مجد ألوهيته وأن يعلن خلاصه للجميع، فكان يعلم وكان يوجد أشخاص كثيرة يقال عنهم أنهم بهتوا من تعاليمه، وأشخاص كثيرة تغيرت وتابت بسبب تعاليمه، لكن كان هناك أشخاص آخرين لم تكن التعاليم تؤثر فيهم بالدرجة الكافية، فكان يصنع آيات وعجائب،لكي عندما يعظ الجموع يتأثروا بالكلام،وبعد ذلك يروا أمامهم آيات قد تكون تأثيرها أكثر من الكلام، فما هي؟!
يقول أريد أن أطعمهم، فيقولوا ليس لدينا أكثر من خمسة خبزات وسمكتين،هذا الموقف حضره كل الجموع فيحضر الخمسة خبزات والسمكتين ويبارك ويشكر ويوزع ويأكلوا ويشبعوا ويفضل عنهم اثنى عشر قفة مملؤة، فماذا يفعلوا؟ يمجدوا الله، يؤمنوا، فقال لهم أن لم تؤمنوا بالأقوال أمنوا بالأعمال هذه الرسالة يا أحبائي لنا وعبر كل الدهور، نحن لابد أن نؤمن بالأقوال والأعمال،الله يحدثنا كل يوم في الإنجيل وفي الكنيسة ويعظنا ويحدثنا وينبهنا ويشجعنا ويوبخنا في كل شيء الله يحدثنا، ولكن الذي لا يأتي بالكلام فهو يأتي بالأعمال، فعندما ترى الشمس تشرق صباحاً مبكراً في ميعاد معين يقول لك سوف تشرق الساعة الخامسة و٤٢دقيقة و١٣ثانية، في هذا التوقيت بالضبط تنظر فترى تجد الشمس أشرقت بالفعل،تقول المجد لك يارب، هل أنت تضبطها بميعاد؟! هل من المعقول أن الشمس تشرق بالثانية هكذا؟! يقول لك نعم،يقول لك هذا هو الشروق،لكن من أين جاءت، جاءت من أقصى أقصى المسكونة،وماذا عن البحر؟!، البحر الذي نراه ونقف عند الشاطئ ونجد الناس تقف وتلعب عنده هذا جاء من قارة أخرى، كيف يكون بحر قادم من قارة أخرى ويأتي عند نقطة معينة تقول له هنا النهاية The end))، قف هنا ما هذا العجب!، كيف تضع بذرة في الأرض فتنمو، وكل نوع بنوعه، ما هذا العجب!، آمنوا بالأعمال، إذن هناك معجزات تحدث سواء ربنا يسوع المسيح فعلها أو لازال يفعلها حتى الآن أو لازال القديسون يصنعوها،إذن ماذا نفعل؟ آمنوا بالأقوال وآمنوا بالأعمال، الله يريد الجميع يخلص، إلى معرفة الحق يقبل، يريد الجميع يرث ملكوت السموات،يريدنا جميعاً نكون معه في المجد فيريد أن يقول آمنوا، وإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمال ربنا يسوع المسيح يا أحبائي قصد في معجزاته أن تكون لها مقاصد، ربنا يسوع فعل معجزات كثيرة، لكن تجدهم يدوروا حول محاور معينة،أربعة محاوروهم:-
١- الغلبة علي الموت .
٢- الغلبة علي الشيطان .
٣- الغلبة علي الطبيعة .
٤- الغلبة علي المرض .
معجزات كثيرة تضع تحت بند شفاء الأمراض، معجزات كثيرة تضع تحت بند الغلبة علي الطبيعة، معجزات إخراج شياطين، معجزات إقامة موتى أربعة أنواع من المعجزات، لماذا؟ لأن ربنا يسوع المسيح جاء ليفدي الإنسان الساقط، جاء ليفديه من الموت،ومن الشيطان،ومن المرض، وجاء ليخضع الطبيعة التي تمردت للسلطان الإلهي، إذن المعجزات لم تكن مجرد معجزات من أجل أن يشاهدها الناس فقط ويعجبون بها أو تصفق له، لا بل كان لها مقاصد إلهية خلاصية عميقة لكي إن لم يؤمنوا بالأقوال يؤمنوا بالأعمال يقولوا المجد لك يارب! له سلطان على الشيطان فهو يقول للشيطان أخرج فيخرج،يقول للمائت قم فيقوم،هو يفتح أعين الأعمى، تأتي لتقرأ في الكتاب المقدس نجد أنه لم يفتح أعين شخص واحد فقط ولكن ستجد معجزات كثيرة لتفتيح أعين عميان في الكتاب المقدس،ستجد نوعيات من المرض منهم ذو اليد اليابسة،والنازفة الدم، والمرأة المنحنية . إلخ، معجزات من أنواع أمراض كثيرة،لدرجة أنه يقول لك وكل الذين عندهم مرضى بأنواع أمراض كثيرة كانوا يقدمونهم إليه، أي كل الأشكال، أما هو فكان يضع يديه علي كل واحد منهم فيشفيهم وكانت الشياطين تصرخ، الشياطين!، الشياطين كانت تصرخ! يقول لك نعم آمنوا بالأعمال، وستجد معجزات ربنا يسوع المسيح متنوعة من حيث الغلبة علي المرض، الشيطان، الطبيعة،الموت، لا بل أيضا متنوعة مع الأفراد في مجموعات صغيرة ومجموعات كبيرة، أي على سبيل المثال معجزة صيد السمك الكثير هي معجزة من معجزات السلطان علي الطبيعة ولكن هذه المعجزة حدثت أمام مجموعة صغيرة وليس كثير الذين شاهدوها،أما معجزة إشباع الجموع لافهي حدثت أمام كثيراً جداً جداً جداً،لكن نرى معجزة مثل المرأة نازفة الدم قال لك كان هناك جمع، ازدحام وقال لهم هناك أحد لمسني فقالوا له الجموع مزدحمة، فهناك معجزات في ازدحام وهناك معجزات كانت في منازل صغيرة مثل المفلوج الذي أدلوه من السطح، قال لك مهما كان العدد أو الازدحام لكن أيضا يعتبر عدد محدود،صنع معجزات أمام جموع وأمام أفراد بقوة متنوعة بسلطان متنوع هدفها في النهاية أن تؤمنوا، ربنا يسوع يريدنا أن نؤمن به، هذا يا أحبائي قصد من مقاصده، تقول لي وهل ينفعنا الإيمان؟ أقول لك أهم شيء في حياتنا مع الله هو الإيمان،قال لك معلمنا بولس الرسول"بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه"، فأنا إذا لم أكن أثق في قدرته فكيف أعبده!، فأنا إذا لم أكن أثق في وعوده فكيف أصدقها!،كيف أصدق أن هناك أبدية،أن البر هو الذي سوف يكافئ عليه الإنسان، تخيل أنت عندما يكون إيماني بهذه الحقائق مهتز ماذا أفعل؟ سوف أعيش بحسب الجسد، أعيش بحسب الزمن،أعيش بحسب الناس، أعيش بحسب العتيق،لكن ماذاسيحدث حينئذ؟ سوف أنهزم وأضل لأن أساس الموضوع أنني لم أصدق، أنني لم أؤمن، لذلك قال لهم في العهد القديم "آمنوا تأمنوا"، تخيل أننا قد نجلس الآن في الكنيسة لكن إيماننا مهتز، لا فالله قادر، الله ضابط الكل، الله له سلطان،الله صاحب الحياة والموت، هو قال هكذا "أنا صاحب مفتاح مدينة داود أفتح ولا أحد يغلق وأغلق ولا أحد يفتح"، إذا كان إيماني راسخ أجد أنني عندما يقول لي على وصية أستجيب له وأقول نعم، عندما يقول لي على شيء به عقوبة أقول له أسف،عندما يقول لي "إن لم تتوبوا جميعكم هكذا تهلكون"أقول أخطأت سامحني،سامحني يارب أنا خاطئ سامحني، يارب كرحمتك يارب وليس كخطايانا،لأنني أصدق هذا الكلام، لكن للأسف عندما يضل الإنسان ولا يصدق يحدث حينئذ غفلة كبيرة جداً جداً، وتعب كبير جداً جداً، وضلال كبير جداً، وزيغان كثير جداً، لذلك قال لهم أمنوا بالأعمال الله أراد أن تكون أعماله شاهدة له من أجل الأشخاص الذين إيمانهم ضعيف ولا تصدق إلا بالملموس قال لهم أنا أيضا أعاملكم بالملموس، رغم أنه قال لتوما"طوبى لمن آمن ولم يرى"، الله يريدنا أن نؤمن سواء كنا نرى أو لم نرى، لكن نحن نقول له يارب نحن نؤمن وإن لم نرى،نحن نؤمن بقيامتك، ونؤمن بعملك، ونؤمن بسلطانك علي الموت والمرض والطبيعة،ونؤمن أنك ضابط الكل،نحن نؤمن بك بأقوالك وبأعمالك الله يعطينا في فترة الخماسين أن نتمتع بها،نتمتع بقيامته في حياتنا كقيامة حقيقية، انتصار على الموت وعلى الخطية وعلى الشيطان ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .