محبة والجهاد فى الحياة مع المسيح

Large image

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
الكنيسة يا أحبائي في هذا الأسبوع احتفلت بأربعة قديسين من آباء الرهبنة وهم علامات مضيئة، جميلة،قوية، الأنبا بيشوي الرجل البار الكامل حبيب مخلصنا الصالح الذي غسل أقدام ربنا يسوع الأنبا كاراس الذي قضى زمن طويل في الوحدة بالأمس كان قديس قوي جداً ومشهور جداً وله كتابات قوية وعميقة جداً اسمه القديس أشعياء الإسقيطي، واليوم قديس اسمه الأنبا سيشوي أو شيشوي ويجمعهم كلهم خط واحد وهو محبة شديدة وجهاد يفوق الوصف قديس اليوم يقول لك كان كبيراً في العمر لكنه كان يأكل كل يومين ويقولون استمر على هذا الحال أربعين سنة، شخص يصوم أربعين سنة الأنبا كاراس أكثر من أربعين سنة في البرية الداخلية الأنبا بيشوي جميعنا نعلم دموعه وصلواته وجهاده وأنه كان يربط شعره بالحبل لكي لا يغلبه النوم ذات مرة شخص غير مسيحي كان يحضر قداس تذكار وطوال القداس بما أنها صلاة لا تخصه كان يجلس غير منتبه ثم أنه في نهاية القداس اتجه ليعزي الرجل الذي أتى ليجامله فقال له لكن أنا هناك شيء جذب انتباهي فقال له الرجل وما هو هذا الشيء؟ فقال القصة التي قالها الأب الكاهن فقال له لم يكن هناك عظة في القداس أي أن أبونا لم يحكي قصة قال له لا بل حكى فهو كان يقصد السنكسار في الحقيقة وهو كان يسأل الرجل ويقول له هل هذه القصة حقيقية أم هي من خيال أو تفكير الكاهن؟ قال له لا حقيقية الذي يسمع سير القديسين أحياناً يتعجب، قال له لا فهو ولد سنة (......)، في بلد (......)،وترهب في سنة (......)،والده ووالدته كانوا أتقياء وعاش (.....)، وتتلمذ علي يد القديس(.....) أي هي قصة ليست من واقع الخيال لكنها حقيقة إذن ما الذي يجمع بين كل هؤلاء القديسين؟ قال لك هذه قصة حب عميقة هي علاقة قوية نستطيع نقول عنها أنها لا يعبر عنها بالكلام ولكن يعبر عنها بالأفعال في صورة تسابيح صلوات أصوام دموع،وجهاد لكن يارب ما هذا الكسل الذي نحن فيه؟يارب لماذا ينجذب الشخص للدنيا جداً هكذا،يارب لماذا لا نركز معك تماماً ونتذكرك للحظات،أقول لك عذراً ولكن لابد أن نتعلم كيف كان هؤلاء الناس هكذا؟،كيف كان قلب هؤلاء القديسين وحياتهم كلها لله؟ سوف أقول لك ثلاث كلمات :-
١- حب كبير .
٢- شعور دائم بالاحتياج .
٣- موقف ربنا يسوع من الأمر .
أولا حب كبير:-
حب فائق، كلما أدرك الإنسان كم هو مديون وعفي عنه كلما ازداد الحب كلما عرف الشخص مقدار الحب الذي أحبه به الله يحاول يرد هذا الحب فهو شخص ليس صاحب جميل مع الله فلا يصوم ويقول لله أنا أحسن من غيري فأنا أعطيك أكثر من حقك لا أبدا فهو يعطي لله طاقته كلها ويعتبر أن هذا قليل،لديه شعور وكأنه يقول لله أني أقبل يارب جهادي البسيط هذا أقبل جهادي في صلاحك أنت تقبله في حب كبير جداً متى يكون الحب بطئ؟ عندما لا يشعر الإنسان أن الذي أمامه يحبه لكن عندما يشعر الشخص بمقدار غنى الحب الذي أخذه عندما يشعر الشخص بمقدار المحبة الموجودة في الصليب من أجله في عطايا الله من أجله في غفران الله من أجله في صلاح الله من أجله في عطايا الله التي لا تحصى ولا تعد حينئذ أقول له حقا أنا مديون بكثير جداً بماذا أكافئ الرب عن كل ما أعطنيه؟!، قل لي يارب ماذا أفعل لكي أرد ولو جزء بسيط من عطاياك لي؟! لكن عندما يشعر الشخص أنه غير مديون بشيءوأن الله لم يعطيه شيءمن الأساس،وأنه ماذا غفر لي فهو غفر لجميع الناس،والصليب هذا للعالم كله فهو يبدأ ليس فقط ألا يعطي الله لا فهو يريد أن يلومه لكي يأخذ أكثر أنت تركتني أنت لا تعطني أنت لا تقف معي لا تفعل لي لا تحضر لي عندما يدرك الإنسان محبة الله تتغير حياته القديس يوحنا سابا أو الشيخ الروحاني يقول"حينما أدركوا مقدار محبته في قلوبهم ما صبروا أن يبقوا في أفراح العالم ساعة واحدة" عندما يدرك الإنسان محبة الله في قلبه عندما يعلم الإنسان كم هو مديون كم هو خاطئ كم هو بعيد كم هو محتاج المحتاج يتضرع حتي الآباء يعلمونا أنه عندما نقف نصلي نضع أيدينا أمامنا كأننا نستعطي لماذا؟! لأننا نقول له نحن نتقدم إلى حضرتك قارعين باب تعطفك واثقين في رحمتك عندما تكون محبتي بليدة فصلاتي بليدة المحبة لدي تكون بطيئة جداً فقلبي ومشاعري ناحية الله بطيئة جداً أنا متأخر كثيراً إذن كيف أحب الله؟ أقول لك لاحظ كم هو يحبك أنت؟لاحظ كم هو أعطاك؟لاحظ كم هو غفر لك؟
أحيانا الآباء يعطوا لنا تدريب يقول لك امسك ورقة وقلم وأكتب عطايا الله لك غافر خطايانا منقذ حياتنا من الفساد مكللنا بالمراحم والرأفات تخيل أن الله يقول لك تعالى وأنا سأعطيك مكان في الملكوت، الله يقول لك لا تحمل هم، الله يقول لك "ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم" يقول لك لا تهتموا بالغد يظل يقول لك أنت فقط أطلب ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم يظل يعطينا وعود وعود فالذي يصدق هذه الوعود ويمسك فيها يقول له أنا ليس لي أحد غيرك أنا تهت كثيراً بعيداً عنك أهدرت الكثير أهدرت عمر وأيام وتفكير وتيهان،وكأني في ساقية أظل اعمل من هنا وأحضر من هنا،وأجد الدنيا بها غلاء والذي معي لا يكفي أظل متضايق وأعمل ثانية لكي أحضر المال فأجده لا يكفي،فأعمل ثالثاً،وهكذا وكأني في ساقية، ولا يوجد رضا أو شكر أو وقت أو طاقة، يحتاج الإنسان أن يقف وقفة مع ذاته ويقول ماذا بعد؟!
في سفر الخروج وسفر التثنية ذات مرة قالوا لهم كفاكم دوران حول هذا الجبل أنتم تعلمون أن بني إسرائيل تاهوا أربعين سنة في البرية وهم يظنوا أنهم يذهبون ناحية أرض الميعاد ثم وهم يسيروا التفت أحدهم وركز قليلاً قال لهم ألم نكن هنا في هذه المنطقة منذ عامين أو ثلاثة أعوام فنظروا وقالوا نعم بالفعل!ما هذا كيف نحن نسير؟! فهم كانوا لا يسيرون في خط مستقيم لكنهم كانوا يدوروا لكن لأن الجبل كبير جداً فإنهم وهم يسيرون يشعرون أنهم يسيرون في خط مستقيم هكذا هو الحال معنا في هذا العالم"كفاكم دوران حول هذا الجبل" نظل ندور حول دائرة الحياة أقول لك لا فالقديسين أدركوا كيف تكون العين مرفوعة لفوق،والقلب مرفوع لفوق،وكيف تكون حياته في محبة الله وإرضاء لله.
ثانياً شعور دائم بالاحتياج:-
فهل الشعور بإرضاء الله لا يعطي اكتفاء؟! أقول لك يعطي اكتفاء لكن باستمرار شاعر بالاحتياج باستمرار يشعر أن جهاده ضعيف تخيلوا أن القديس شيشوي قديس اليوم بعد أربعين سنة جهاد تعب قليلاً فالتف حوله الرهبان وأتوا ملائكة وقديسين يأخذوا روحه والرهبان رأوهم وشاهدوه وهو يحدث الملائكة فقالوا له في ماذا كنت تتحدث؟ قال لهم كنت أقول لهم أمهلوني بعض الأيام لكي أكمل توبتي هل أنت لازلت لم تكمل توبتك! هل أنت لازلت تريد أن يمهلوك بعض الأيام! يقول لك بعدها مباشرة جاء ربنا يسوع المسيح وقال لهم أعطوني هذا الإناء المختار أنا أريده أنا كنت أتركه لكم بركة أتركه لكي تتعلموا منه لكن كيف يكون هذا الشعور؟ أقول لك هو كذلك فالذي يعيش مع الله لا يشعر أبدا أنه وصل للكمال معلمنا بولس كان يقول لك "اسعي لعلي أدرك ذاك الذي أدركني" أحد القديسين قال يستقطبهم الكمال ولا يستطيعوا هم أن يستقطبوه بمعنى أنه هو يشدهم ويجذبهم ناحيته لكن هم لا يعرفوا أن يمسكوه الحياة مع الله هكذا أيضاً متجددة كيف تكون متجددة؟ لأنها لو غير متجددة الإنسان يقول لك أنا شعرت بالملل أنا صليت باكرعدة مرات هل أنا أظل طوال العمر هكذا أصوم وأصلي وأفعل شعرت بالملل لكن الحياة مع الله متجددة لأن دائما الانسان في حالة احتياج وعطش دائم عطشت نفسي إليك يارب قال لك تشتاق نفسي كما يشتاق الإيل إلى المياه يقول لك الأيائل عندما تأتي لتأكل تأكل عقارب فهذه العقارب تظل تأكل في بطنها فيحدث له وجع شديد جداً بعدها فلابد أن يشرب فتجده يجري على المياه ترى هذا الغزال يجري يجري يجري تقول هل يجري وراء فريسة لماذا يجري جداً هكذا وفي النهاية تجده وضع رأسه في الماء ويشرب هل هدأت؟ نعم هدأت تخيلوا داود النبي شبه نفسه بهم قال تشتاق نفسي إليك كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه هكذا عطشت نفسي إليك يارب فهل ونحن نصلي نكون مشتاقين لله هكذا نجري نجري لكي نصلي أم أننا نجري نفعل أي شيءإلا الصلاة أقول لك هيا بنا نراجع أنفسنا أحتاجك جداً يارب أنا أحتاجك،ولا أشعر أبدا أنني وصلت لشيء أبدا لا زال ينقصني كثيرا جداً فأنا ضعيف كيف ضعيف يا أنبا شيشوي؟ أمهلني أكمل توبتي إذا كنت أنت لم تتوب فنحن كيف نكون؟! هذه هي الحياة مع الله يقول لك عمر ينادي عمر لا يوجد شعور أبدا أنني قد وصلت لا باستمرار أشعر أنني أمامي كثيراً وأنني أحتاج كثيراً وأنني مقصر،وأنني ضعيف.
ثالثاً موقف ربنا يسوع من الأمر:-
سعيد، سعيد فهو يقول هو إناء مختار لي أعطوني هذا الإناء المختار الله يريد أن يحقق قصده فينا الله يريد أن يعلن مملكته بنا الله يريد أن ينتصر فينا ينتصر على ضعافات البشر فينا ينتصر على الشيطان فينا ينتصر على العالم فينا ينتصر على الموت فينا ينتصر على الخوف فينا كل ما يهدد الإنسان الله يريد أن يعطي نماذج يقول هل أنتم خائفين؟ هؤلاء لا يخافون، هل أنتم تخافون من الموت؟ هؤلاء لا يخافون من الموت هل أنتم تنهزموا من الشيطان؟ هؤلاء غلبوا الشيطان هل أنتم تنهزموا من الجسد؟ هؤلاء غلبوا الجسد لذلك ربنا يسوع يريد نماذج قال أرسلتكم تكونوا أنوار في العالم يريد نماذج يريد كل فرد في بيته يكون صورة للمسيح لا تقل أولادي يرفضوا الصلاة معي بل صلي أنت لا تقولي زوجي لا يقف للصلاة معي بل قفي أنت وصلي ارفعي يداك إلى فوق اركع في البيت حاولوا أن يكون بالفعل لكم علاقة حقيقية بالله ولو لم يستجيب أهل بيتك فستكون أنت بركة لهم لا بطريق مباشر بل عن طريق غير مباشر،وحتى عندما تشعر بالكسل قليلاً أكمل ولا ترجع للخلف الله يريد أن يعلن ملكوته في داخلنا فعندما يضعف الإنسان وينهزم ويتوه، وينجذب إلى أسفل في شهوات وطين ووحل، لماذا؟ لأن هذه هي خطة عدو الخير أن الإنسان ينشغل لكن عندما يكون منتبهلا فأنا ارفع عيني إلى فوق بدلاً من أن أقضي هذه الساعة مع كلام ليس له أي داعي أقضيها في قراءة إنجيل أقضيها وأنا أصلي أقضيها وأنا أرنم أقضيها وأنا أقرأ كتاب روحي أنا أريد خلاص نفسي لا يوجد لدي أغلي من خلاص نفسي لا يوجد لدي شهوة أغلي من شهوة الحياة الأبدية حينما أجد المسيح أجد معه كل سلام وكل فرح وأقول له ولكنني تهت عنك كثيرا جداً أنا جلبت لنفسي شقاء لماذا يا أحبائي جميع الناس في مصر وخارجها في اكتئاب؟ لماذا كل الناس حزينة؟ حتى الذي يظهر لك أنه يتنزه ويذهب في أماكن كثيرة تجده من داخله مكسور لماذا؟ لأنه بعيد عن الله البعد عن الله يجعل الانسان فاقد للمعني فاقد للصورة لذلك القديس أوغسطينوس كان يقول له"خلقتنا يارب لك،لا ولن ولم تطمئن نفوسنا إلا بالحياة معك" الله يعطي لنا نماذج في الكنيسة عندما تجد عيد لقديس اجلس قس نفسك وتظل تقول له أنا ضعيف جداً اشفع في علمني اجعلني افرح بصلوه اجذبني مثلما أنت انجذبت من العالم وارتفعت لفوق ارفعني أنا أريد أن اتشفع بك لأني لا أستطيع تنفيذ كلام الإنجيل على أكمل وجه، قد أستطيع بصلاتك أنت من أجلي قد أستطيع بقوتك أنت قد يكون عندما تجد شخص أحبك فتعطي له نعمة وقوة إضافية الكنيسة ممتلئة بالقديسين ليس لكي نضع صورهم فقط لا فهم نماذج حية لكي يقول لنا تعالوا أنها سحابة شهود تجعلنا نطرح عنا كل ثقل الخطايا الله يعطينامقدار حب نبادله به الله يعطينا شعور باحتياج ولا نكتفي أبدا الله يقبل جهادنا ومحبتنا وصلاتنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

عدد الزيارات 379

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل