رحلتنا إلى كنعان وأحاد الخماسبن المقدسة ج2

Large image

رحلة فى بريّة الحياة تُحدّثنا عنها الكنيسة وتحتاج لمقّومات منها الإيمان والخُبز والماء والنور والمسيح هو خُبز حياتنا وينبوع الماء الحى وهو النور الذى يُضىء لنا الطريق ، أيضاً هذه الرحلة تحتاج إلى معرفة الطريق وتحتاج لغلبه لأنّ بها أعداء كثيرون وتنتهى بدخول كنعان الذى نُُؤهّل له بعطية الروح القُدس.

الأسبوع الخامس : المسيح هو الطريق:-
يقول توما الرسول للمسيح " نحن لا نعرف أين تمضى فكيف نعرف الطريق " نظر له يسوع وقال له " أنا هو الطريق " ، لا نختار ما دام المسيح قد أعطانا مُقوّمات الطريق والطريق مملوء أعداء وتجارُب فهو يُطمئنّا أنّه مُمسك بيدنا ليوصلّنا لكنعان الإنسان البعيد عن المسيح ووصيته وكلمته سيضل ، المسيح رسم لنا الطريق وهو أنّ الذى يسير خلفه وخلف نوره وكلمته سيشعر أنّه يسير فى الطريق الصحيح ويشعُر أنّ يسوع هو الضامن له غرض المسيح من هذه الرحلة هو الثبات فيه لذلك المطلوب منّا أن لا نحّول عيوننا عنّه عندئذ نثق أننا لا نضل الطريق ، يقول داود النبى " جميع الذين يطلبونك لا يخزون " ، أيضاً يقول" الرب صالح ومستقيم لذلك يُرشد الذين يُخطئون فى الطريق " ، أى إنى إذا ضللت الطريق ولكن عينى عليه مُثبتّة عينى مُثبتّة على عمود النور وإذا أخطأت فى المسيح أقف ولا أستمر كثيرون منّا أخطأوا الطريق ولم يقفوا فتاهوا عن الطريق الصحيح ، فى الدول الغربيّة الطُرق واسعة ومُتفرّعة ومُرقمّة لكى نسير فيها لابُد من خريطة وإلاّ سنضل الطريق ، هكذا نحن قد نظن أننا سائرون خلف المسيح ولكننا فى طريق خطأ فنضل لذلك يقول " أُذكر من أين سقطت وتُب " ، يوجد إنسان يسير خلف الله لكن هدفه يتبدّل ، مثلاً يُصبح هدفه المظهر أو أى شىء آخر أى أنّه إنعطف فى مسيره لطريق خطأ فيتوه المسيح يقول " من يتبعنى لا يمشى فى الظُلمة " ، أيضاً يقول الكتاب " نحن لا نعلم ماذا نفعل لكن نحوك عيوننا " نحن لا نعرف كيف نسير لكننا نثبُّت عيوننا عليه لأنّه أعطانا الطريق المضمون ، يقول بولس الرسول " طريقاً جديداً كرّسه لنا حياً بالحجاب أى بجسده " ما من أمر فى حياتنا إلاّ وعليه وصية ولو رفعت لله قلبك فهو سيكُلّمك ويقول لك ما هو الصحيح ، المسيح رأسنا وهو صعد لذلك لابُد أن نسير فى طريقه طريق السماء " ينبغى أنّه كما سلك ذاك أن نسلُك نحن أيضاً " ، كثيرون منّا يفقدون الطريق ويصنعون لأنفسهُم طُرق أُخرى غير طريق يسوع لذلك لن يصلوا للإبدية لأنّه ليس طريق السماء أجمل شىء أن يرجع الإنسان عن طريق ضلاله ، توبة تعنى ميطانيا أى تغيير ذهن أو تغيير طريق أى إنى إذا ضللت الطريق وإكتشفت ذلك أرجع عنّه ، يقول القديسين ليس من الخطأ أن يضل الإنسان طريقه ولكن الخطأ أن لا يُريد العوده منّه ، أكبر خطأ أن نُصر على طريقنا الخطأ من منّا لا يعرف طريق السماء ؟! نحن نحكُم على أنفُسنا بالهلاك إذا لم نعود عن طريقنا ، المسيح يقول لنا أنا أعطيتك علامات للطريق الصحيح مثل الفرح الروحانى مثل السلام فى حياتك هل يملاء السلام حياتك أم كُلّها إضطرابات وقلق ؟ هل بها تعزيات أم لا ؟ عندما تُعطى عشورك هل تشعر بغِبطه وسرور أم بضيق ؟إذا سامحت أحد هل تشعُر بفرح أم بضيق ؟ علامات أنّ الوصية تتغلغل فى حياتى هى إنى أفعلها بفرح مثل الطب عِندما يشّخص مرض يعرفه من علاماته المُميزّه له ، أيضاً توجد علامات لمرض الخطية وعلامات للسلامة الروحيّة لذلك نحن نحتاج أن نسير فى نفس طريق الصعود لكى نقول أنّ سكتنّا فى السماء0
الأسبوع السادس : المسيح هو الغالب:-
المسيح هو الغالب أو هو نُصرة حياتنا ، عندما أعطانا المسيح فى الرحلة الأكل والماء والنور والطريق وقال لنا سيروا فيه لكنّنا وجدنا أعداء كثيرون وحروب ويزيد العدو من هجماته علينا لأننّا نسير بطريق صحيح لأنّه يغير منّا لأننّا بذلك نقترب من الملكوت الذى مكانه القديم ونحن نغتصبه منّه " ملكوت الله يُغتصب " يُغتصب من الشيطان لأنّه أصلاً كان ملاك وسقط نجد عدو الخير يهيج بالأكثر على الذين يسيرون فى الطريق فيقول المسيح " فى العالم سيكون لكُم ضيق لكن ثقوا إنى قد غلبت العالم " لأنكّ لست من العالم وغير مُحب للشرور فعدو الخير يُصيبك بهجماته لكن المسيح لم يترُكنا مُمزقين فى الطريق ويقول لك أنا ضامنك ، المسيح غالب لنا جعلنا نُحارب عدو مهزوم لأنّ الخطيّة مُدانه فى جسده لذلك نحن ننتصر لأنّه غلب لنا ، الإنسان الغالب يحتقر العالم ويملُك عليه الشعب فى رحلة البريّة بدأ يواجه حروب بأعداء أقامهم الله لمُحاربتهم لأنّه كان يُريد أن يجعلهُم يُحاربوا ويصرُخوا لله ليلتفت لهم ويُخلّصهم أى أنّ هدف الحروب شعورنا بالضعف وصُراخنا نحوه ليتمجدّ معنا العماليق ناس جبابره مثل جُليات كان عملهُم مُحترفى حرب وقُطاّع طُرق ، أمّا بنى إسرائيل فقد خرجوا من مصر وعددهم 3 مليون رجُل ماعدا النساء والأطفال والغنم وصرخوا لله لأنهّم كانوا غير مُهيئيين للحرب فرسم لهم الله الخطة وهى أن يحاربوا وموسى رافع يديه فيغلب الشعب ولمّ تعب موسى وخفض يديه هُزم الشعب لذلك وضعوا حجرين تحت يدىّ موسى النبى حتى تظلاّ مرفوعتين هُنا يُريد رب المجد أن يقول لنا أنّ الحرب للرب ، الذى جلب لنا عدو الخير هو المسيح وهو الذى ورثنّا الغلبة ، رفع موسى يديه على شكل الصليب لذلك تطلب منّا الكنيسة أن نرفع أيدينا فى الصلاة لنتشبّه بموسى الذى تشبّه بالصليب علامة الغلبة حياتنا مُعرّضة لحروب كثيرة لكن لنثق أنّه قد غلب العالم الله يُريد أن يقول لا ترخى يدك لأنّ عماليق ليس بالعدو السهل لكنّه أيضاً غير مُستحيل ، الخطيّة ليست سهلة لكن بقوة المسيح وبعلامة الصليب برفع اليد والقلب نغلبها يقول أحد القديسين " لا ينتصر إلاّ من يُحارب ولا يُكللّ إلاّ من إنتصر " ، هل يوجد إنسان إنتصر بدون حرب ؟! نحن نتعامل مع عدو مغلوب ، يقول فى سفر الرؤيا أنّ يوحنا الحبيب سقط عندما رأى العُرس الإلهى كميتّ فجاء له ملاك وقال له " لا تخف لأنّ الأسد قد غلب " كُل ما نثبُت فى الغالب نغلب وكُل ما نبعد عنّه نُهزم ، كثيراً ما يقف جسدنا كعدو لنا لكن أجمل شىء أنّ لنا نُصرّه فى المسيح ، فى سفر الرؤيا سبع وعود للكنائس السبعة من يغلب سأُعطيه حصاه بيضاء00من يغلب سأجعله عمود فى بيت أبى المُهم من يغلب حاول أن تُحارب لذلك كنيستنا كنيسة مُجاهدين ، ويقول بولس الرسول " إنّ مُصارعتنا ليست مع لحم ودم بل مع أجناد الشر فى الروحيات " الكنيسة تقول لنا أنّ القديسين ما هُم إلاّ ناس عاديّة لكنّهم حاربوا وغلبوا لذلك لابُد لنا أن نسير فى طُرقهم ونثبُت فى المسيح لأنّه رجاء نُصرتنا فلنمسك فيه لنأخذ وعد النُصرّة والخلاص فى نشيد الأناشيد يُكلّم الكنيسة ويقول لها " عُنقك كبُرج داود ألف مجن وُضع عليها كُلّها أتراس الجبابرة " ، فى القديم كانوا يبنوا أبراج للحروب لكى يُحاربوا أعدائهم من عليها وعندما يغلبوا فى الحرب يعلّقوا أتراس جبابرة الحرب على هذه البروج وكُل ترس يُكتب عليه إسم صاحبه للإفتخار به فى سفر النشيد يقول بالروح أنّ عُنق الكنيسة كبُرج داود وعليه أتراس جبابرة تُرس مارجرجس وتُرس الأنبا أنطونيوس وتُرس أبو مقار وكُلّها أتراس جبابرة ، فهل لى أنا أيضاً تُرس معهم ؟المسيح غالب فينا ويُريدنا أن نغلب و يُعطينا هو أدوات الغلبة فلنتبعه فى طريقه لكى ننال الغلبة والخلاص0
الأسبوع السابع : عطيّة الروح القُدس :-
الآن بدأنا نُهيأ للعطيّة العُظمى وهى عطيّة الروح القُدس ، يقول القديسين " إنّ غاية التجسُدّ هو للروح القُدس " ليست غاية التجسُدّ الصلب والقيامة فقط بل الأكثر عطيّة الروح القُدس ، كان فى ذهن المسيح عطيّة مُعينّة يُريد أن يُعطينا إياها أعظم من الصليب وهى الروح القُدس الضامن النهائى لنا ، به يصير لكلينا طبيعة واحدة مع المسيح نصير شُركاء فى سفر العدد يقول أنّ موسى النبى يُريد دخول كنعان فأراد أن يُرسل إثنى عشر رجُل ليتجسّسوا هذه الأرض وذهب الرجال ووجدوا كنعان أرض جميلة جداً وبها خير كثير جداً ولكنّهُم عندما عادوا لموسى كانت لهم وجهات نظر مُختلفة ، عشرة منهُم قالوا أنّ الأرض جيدة جداً لكنّها مُحاطة بكوارث فهُناك بنى عِناق وكُنّا فى عيونهم كالجراد ، صعب نأخذ الأرض منهُم ، وقيل فى سفر العدد أنّ هؤلاء العشرة رجال أزاعوا مذّمة فى الأرض ، تخيلّ أنّ رجال لهم أربعين سنة فى الحرب 00خبرة ويقولون أنّه صعب أن ندخُل هذه البلاد فكيف يكون حال الشعب ، أكيد يحدُث إنقسام وثورة لكن يقول السفر أنّ كالب إبن يفُنّه ويشوع إبن نون أسكتوا الشعب وقالوا " إن الأرض جيدة جداً جداً جداً إن سُرّ بنا الرب يُعطيها لنا " لماذا يشوع وكالب فقط هُما اللذان قالا ذلك ؟ يقول الكتاب " لأنّ كان معهم روح آخر " هذا الروح الآخر هو الروح القُدس الذى يجعل الأبدية بالنسبة لى رائعة ويجعل بنى عِناق ضُعفاء بالنسبة لى غرض عطيّة الروح القُدس دخولنا السماء لكى تُصبح كنعان بالنسبة لنا مضمونه ، هو الذى يضمن لنا كنعان وهذا هو جبروت الروح القُدس داخل أولاد الله ، الروح الذى من نفس طبيعة الآب نفس روح الآب داخلنا الجوهر اللاهوتى لروح الآب داخلنا لذلك يقول بولس الرسول " شُركاء الطبيعة الإلهيّة " ويشرحها لنا قائلاً " إذاً لم تأخذوا روح العبودية للخوف بل أخذتم روح التبنّى الذى يصرُخ يا آب الآب " عندما يُصبح جوهرى من جوهر الله أصبح إبنه هكذا جعلنا المسيح نأخذ من روح الآب لذلك يقول بولس الرسول " وإن كُنّا أولاد فنحن ورثه " ويقول أيضاً " إذاً الروح يشهد لنا أننّا أولاد الله " الروح يشهد لنا أننّا أولاد الله وبما أننّا أولاده فنحن ورثة ورثنا طبيعة المسيح " ورثة لله مع المسيح " أى فينا نفس ميراث المسيح والمسيح هو إبن الله إذاً نحن أولاد الله فتخيلّوا العظمة التى أعطانا إياها اللهالمسيح على الصليب مزّق الصك الذى علينا وبالقيامة رفع الحُكم عنّا وبالصعود يقول المسيح أنا خائف عليهُم لئلاّ يسقطوا مرّة أُخرى لذلك أُريدك أيها الآب أن تتبنّاهم لذلك أرسل لنا روحه لكى نصير أولاده وأصبحت الخطيّة بالنسبة لنا شىء عارض لكن لنا ضمان فى السماء أننّا أولاد الله لنا ضمان الروح داخلنا يُحارب عنّا ويضمنّا الروح يشهد لنا أننّا أولاد الله ، عطيّة الروح القُدس هدية جميع الهدايا ، البشرية التى قدّمت الإبن مصلوب أعطاها روحه هدية فى العهد القديم عطية الروح كانت مؤقتّة ومشروطة ولكن الآن عطية دائمة لأنّه فينا حتى الذى يُنكر المسيح لا يُفارقه الروح القُدس لذلك نطلب من الله " جدّده فى أحشائنا " ، مُمكن يكون الروح داخلنا لكنّه صامت خامل لكنّه لا يُمكن أن يُفارق غرض الرحلة تقديسنا بالروح غرض الرحلة أن نكون سُكان للسماء وإن كُنّا مازلنا على الأرض ، الإنسان الذى يحيا بسُلطان الروح هو إنسان سماوى هو كنعان هو المُتمتّع بالبركات الله الذى أعطانا هذه العطية العُظمى يُثبتنّا فيه ويُجدّد روحه فى أحشائنا ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً أمين.

عدد الزيارات 1597

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل