قيادة الله لحياتى

Large image

مِنْ سِفر العَدَد 9 : 15 – 20 { وَفِي يَوْمِ إِقَامَةُ الْمَسْكَنِ غَطَّتِ السَّحَابَةُ الْمَسْكَنَ خَيْمَةَ الشَّهَادَةِ . وَفِي الْمَسَاءِ كَانَ عَلَى الْمَسْكَنِ كَمَنْظَرِ نَارٍ إِلَى الصَّبَاحِ . هكَذَا كَانَ دَائِماً السَّحَابَةُ تُغَطِّيهِ وَمَنْظَرُ النَّارِ لَيْلاً . وَمَتَى ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ عَنِ الْخَيْمَةِ كَانَ بَعْدَ ذلِكَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَرْتَحِلُونَ . وَفِي الْمَكَانِ حَيْثُ حَلَّتِ السَّحَابَةُ هُنَاكَ كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَنْزِلُونَ . حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَرْتَحِلُونَ وَحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَنْزِلُونَ . جَمِيعَ أَيَّامِ حُلُولِ السَّحَابَةِ عَلَى الْمَسْكَنِ كَانُوا يَنْزِلُونَ . وَإِذَا تَمَادَتِ السَّحَابَةُ عَلَى الْمَسْكَنِ أيَّاماً كَثِيرَةً كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَةَ الرَّبِّ وَلاَ يَرْتَحِلُونَ . وَإِذَا كَانَتِ السَّحَابَةُ أيَّاماً قَلِيلَةً عَلَى الْمَسْكَنِ فَحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَنْزِلُونَ وَحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ } حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَقِفُون وَيَمْشُون .. الله قَائِدَهُمْ .. هكَذَا نَحْنُ الله قَائِد حَيَاتنَا يَا الله أنْتَ تَقُودْنَا وَتُرْشِدْنَا .. وَعِنْدَمَا كَانَ الله يُعْطِي عَلاَمَة يَسْتَقِرُوا حَسَبْ السَّحَابَة .. جَيِّد أنْ تَشْعُر أنَّ الله يَقُودَك .. وَلِنَسْأل وَاحِد مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل جَالِس وَالسَّحَابَة فَوْقَهُ .. مَتَى تَسِير ؟ يَقُول لاَ أعْلَم .. نِسْأل آخَر يَقُول أيْضاً لاَ أعْلَم .. نِسْأل قَائِدَهُمْ مُوْسَى النَّبِي مَتَى تَرْتَحِلُون ؟ يَقُول أيْضاً لاَ أعْلَم مَتَى تَحَرَّكَت السَّحَابَة سَنَتَحَرَّك نَحْنُ .. إِذاً الله هُوَ القَائِد الحَقِيقِي .. حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ وَحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَنْزِلُونَ .. لِنَفْرِض أنَّ السَّحَابَة ظَلِّت فِتْرَة طَوِيلَة ؟ يَظِلُون وَاقِفِين وَمَتَى سَارَت السَّحَابَة يَسِيرُون وَأيْضاً لِنَفْرِض أنَّ السَّحَابَة تَسِير وَهُمْ تَعَبُوا مِنْ المَسِير ؟ يَظِلُون سَائِرِين .. مَا عَلَيْكَ سِوَى مُتَابَعَة السَّحَابَة .. لاَبُد أنْ تَشْعُر أنَّ الله أمَامَك يَقُودَك .. مَا أجْمَل قَوْل دَاوُد{ جَعَلْتُ الرَّبَّ أمَامِي فِي كُلَّ حِينٍ } ( مز 15 – مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) أنْتُمْ فِي مَرْحَلَة حَسَّاسَة فِي حَيَاتكُمْ بَعْضُكُمْ يُرِيد أنْ يَدْخُل عِلْمِي وَبَعْضُكُمْ أدَبِي . وَبَعْضُكُمْ حَصَل عَلَى مَجْمُوع دَرَجَات مُحَيِّر .. مَاذَا تَفْعَلُون ؟ مَا عَلَيْكُمْ سِوَى الطَّاعَة وَمُتَابَعِة السَّحَابَة .. مَا أجْمَل أنْ تَقُول { وَلكِنْ شُكْراً للهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ } ( 2كو 2 : 14 ) .. مَنْ قَائِدْنَا ؟ الله .. حَسَبْ قَوْل الرَّبِّ .. فِي رِحْلِة حَيَاة الإِنْسَان ضَعَفَات وَمَشَاكِل ..عَلِيك أنْ تُطِيع وَتَخْضَع .. الله لاَ يُحِب أنْ يُعْلِن خِطِّته لِلإِنْسَان مَرَّة وَاحِدَة رَغم أنَّهُ يَعْرِفُهَا الله قَالَ لِيَشُوع دُور حَوْل أسوَار أرِيحَا .. مَا عِلاَقِة الدَوَرَان حَوْل السور مَعَ دُخُول المَدِينَة ؟ يَقُول الله لَيْسَ لَكَ أنْ تَعْرِف المُهِمْ أنْ تَدُور حَوْل أسوَارْهَا وَبِشُرُوط مُعَيَنَة .. الكِنِيسَة وَاعْيَة أخَذِت هذَا الأمر فِي دَوَرَاتهَا تَجْعَل الصَّلِيب فِي الأمَام أي التَابُوت ثُمَّ الشَّمَامِسَة ثُمَّ الكَهَنَة فِي النِهَايَة .. وَمَعَهُمْ القِدِّيسِين .. قُوَّة الصَّلِيب وَقُوَّة القِدِّيسِين قَدِيماً كَانَ الله مَعَهُمْ وَنَحْنُ مَعَنَا القِدِّيسِين وَقُوَّة التَّسْبِيح .. هذِهِ قُوَّة تَهْدِم حُصُون الشَّر دَارُوا حَوْل أسوَار أرِيحَا سِتَّة أيَّام وَفِي اليَوْم السَّابِع بَوَّقُوا بِالأبوَاق أثْنَاء دَوَرَانِهِمْ .. ثُمَّ ؟ لَيْسَ لَكَ أنْ تَعْرِف .. الله يَعْلَم كُلَّ شِئ لَكِنْ لاَ يَقُول خِطِّته كُلَّهَا مَرَّة وَاحِدَة بَلْ يُعْلِنْهَا بِالتَدْرِيج .. يَقُول سَتَخْرُج مِنْ أرْض مَصْر .. كَيْفَ ؟ هَلْ قَالَ الله لَهُمْ العَشَر ضَرَبَات مَرَّة وَاحِدَة ؟ .. لاَ أعْلَنْهَا بِالتَدْرِيج .. لِمَاذَا يَارَب لَمْ تَقُلْ لَنَا أنَّنَا بَعْد خُرُوجْنَا مِنْ مَصْر أنَّنَا سَنَجِد البَحْر الأحمَر يَقُول لأِنَّكَ سَتُفَاجَأ بِهِ وَأنَا سَأتَدَبَّر أمْرَك .. لِمَاذَا لَمْ تَقُلْ لَنَا أنَّنَا سَنَظَلْ أرْبِعِين سَنَة تَائِهِين فِي البَرِّيَّة كُنَّا نَأخُذ مَعَنَا مَلاَبِس وَأحْذِيَة وَطَعَام يَكْفِينَا .. يَقُول الله .. لاَ .. إِنِّي سَأجْعَل مَلاَبِسْكُمْ وَأحْذِيَتِكُمْ لاَ تُبْلَى الأرْبِعِين سَنَة .. عَجِيب يَارْب .. المَطْلُوب مِنْكَ أنْ تِنَفِّذ مَا أقُوله لَك وَأنَا سَأتَدَبَّر أمْرَك سَيُقَابلَك الأرْدُن وَأنَا سَأتَدَبَّر عُبُورَك .. لِلأسَف الإِنْسَان مِتعَجِل لِيَعْرِف الخِطَّة لَكِنْ الله يُعْلِنْهَا لَهُ بِالتَدْرِيج وَالمَطْلُوب مِنْ الإِنْسَان الخُضُوع أنْتَ الآن تَسْتَذْكِر فَلْتَكُنْ أمِين فِي دِرَاسْتَك .. الآن تَعْمَل كُنْ أمِين فِي عَمَلَك .. إِتبَعْه فِي كُلَّ مَرْحَلَة بِقَلْبَك وَهُوَ يَقُودَك .. سَلِّم لَهُ .. مَا أجْمَل قِيَادِة الله فِي حَيَاتَك .. حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ وَحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَنْزِلُونَ .. ثِق فِي قِيَادِة الله لَك حَتَّى وَإِنْ كَانَت هُنَاكَ عَوَاقِب .. البَحْر الأحْمَر .. الأُرْدُن .. فِرْعُون .. أسوَار أرِيحَا .. هذِهِ عَوَاقِب لَيْسَت صَعْبَة فَقَطْ بَلْ مُسْتَحِيلَة .. لَكِنْ .. هَلْ يَسْتَحِيل عَلَى الله شِئ ( تك 18 : 14 ) ؟ فَقَطْ عَلَيْكَ أنْ تَطِيع وَتَثْبُت بِصِدْق عِنْدَمَا تَحْدُث لَكَ أُمور لاَ تَتَوَقَعْهَا وَلاَ تُفَرِّحَك .. مَاذَا تَفْعَل ؟ كَلِمَة جَمِيلَة قَالَهَا الْمَسِيح لَهُ المَجْد لِبُطْرُس الرَّسُول عِنْدَمَا أرَادَ أنْ يَنْحَنِي لِيَغْسِل لَهُ قَدَمِيه وَرَفَضَ بُطْرُس .. قَالَ لَهُ يَسُوع إِنْ لَمْ أغْسِل لَكَ قَدَمِيك لَنْ يَكُون لَكَ مَعِي نَصِيب ( يو 13 : 8 ) .. { لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ } ( يو 13 : 7 ) .. الأمر الآن يَبْدو صَعْب عَلِيك لَكِنَّك سَتَفْهَمْ فِيمَا بَعْد أمَام كُلَّ مَوْقِف بِهِ تَجْرُبَة شَدِيَدة أوْ أمر لاَ أسْتَوْعِبه وَنَفْسِي تَضْطَرِب أقُول لَسْتُ أفهَمْ الآن مَا أنْتَ فَاعِله لَكِّنِي سَأفهَمْ فِيمَا بَعْد يُوسِف العَفِيف ذَهْب لإِخْوَتَهُ بِسَلاَم وَوَاضِع فِي ذِهْنه أنَّهُ مُدَلَّل وَيَتَعَامَل مَعَ الأمر بِبَسَاطَة فَإِذْ بِهِ يَجِدَهُمْ يُرِيدونَ قَتْله .. عَجِيبَة .. إِخْوَته يَقْتُلوه ؟ لُوْلاَ رَأُوبِين الَّذِي تَحَنَّن عَلِيه .. قَالُوا { هُوَذَا هذَا صَاحِبُ الأحْلاَمِ قَادِمٌ . فَالآنَ هَلُمَّ نَقْتُلَهُ } ( تك 37 : 19 – 20 ) لَكِنْ رَأُوبِين قَالَ إِلْقُوه فِي البِئْرَ .. كَانَ مُمْكِنْ يُوسِف يَقُول لِمَاذَا يَارَب ؟ مَاذَا فَعَلْت رَدِئ وَلِمَاذَا تَتْرُكَهُمْ يَفْعَلُونَ بِي كَذلِك ؟ يُجِيب الله لَسْتُ تَفْهَم الآن لَكِّنَك سَتَفْهَمْ فِيمَا بَعْد .. وَبَعْد أنْ يُبَاع لِلإِسْمَاعِيلِيِين يَعْمَل كَعَبْد يَقُول كُنْت أتَخَيَّل أنَّ مَنْ يَجِدَنِي سَيُعِيدَنِي لأِبِي لَكِنِّي الآن عَبْد .. يَقُول لَهُ الله لَسْتَ تَفْهَمْ الآن لَكِنَّك سَتَفْهَمْ فِيمَا بَعْد .. إِمرَأة فُوطِيفَار تَغْوِيه وَيَصْرُخ لله لِيَنْقِذه فَيَنْقِذه بِالسِّجْن .. لِمَاذَا يَارَب ؟ لَسْتَ تَفْهَمْ الآن لَكِنَّك سَتَفْهَمْ فِيمَا بَعْد .. مَتَى أفْهَمْ هَلْ بَعْد مُوْتِي ؟ .. لاَ .. كُلَّ الأشْيَاء تَعْمَل مَعاً لِلخِير لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ الله ( رو 8 : 28 ) .. أنْتَ لَسْتَ فِي يَدْ إِنْسَان أنْتَ فِي يَدْ ضَابِط الكُلَّ أنَا لَسْتُ فِي يَدْ نَاس تَنْجَح وَتَتَحَكَّم فِيَّ .. بَلْ أنَا فِي يَدِ القَادِر عَلَى كُلَّ شَيء .. قَدِير لَيْسَ مَعْنَاهُ القَوِي بَلْ مَعْنَاهُ قُوَّة بِإِقْتِدَار وَحِكْمَة .. { الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ } ( لو 1 : 49 ) .. جَيِّد أنْ تَشْعُر أنَّ الله يَقُودَك وَلَيْسَ بَشَر أوْ ظُرُوف .. تَدَابِير الله تَعْمَل لِلخِير .. آيَة رَائِعَة قِيلَت فِي مَرَاثِي أرْمِيَا{ مَنْ ذَا الَّذِي يَقُولُ فَيَكُونَ وَالرَّبُّ لَمْ يَأْمُرْ } ( مرا 3 : 37 ) مَنْ ذَا الَّذِي يَأمُرْ وَالرَّبُّ لَمْ يَأمُرْ ؟ كُلَّ شِئ يَتِمْ بِإِرَادِة الله وَتَرْتِيبه .. أحْيَاناً إِنْسَان يُرِيد الهِجْرَة فَيَدْخُل السِفَارَة وَلاَ يُوَفَّقْ فَيَحْزَن .. لاَ ..لاَ تَحْزَن لأِنَّ الله وَضَع أُمور فِي الطَّرِيق لِيُدَبِّر خِطِّته .. الله يَسْتَخْدِم البَعْض لِيُتَمِّم مَشِيئَته الله يَقُود حَيَاتَك .. ثِق بِذَلِك الله هُوَ الَّذِي أخَرَج الشَّعْب مِنْ أرْض مِصْر وَأدْخَلَهُمْ أرْض المِيعَاد .. فِي سِفر الخُرُوج يَقُول{ وَكَانَ لَمَّا أَطْلَقَ فِرْعَوْنَ الشَّعْبَ أنَّ اللهَ لَمْ يَهْدِهِمْ فِي طَرِيقِ أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مَعْ أَنَّهَا قَرِيبَةٌ }( خر 13 : 17 ) .. مِنْ سِينَاء إِلَى فِلِسْطِين مَسَافَة أيَّام قَدْ تَقْطَعَهَا بِسَيَارَة وَلاَ يُمْكِنْ أنْ تَسْتَغْرِق أرْبَعِينَ سَنَة .. المَسَافَة خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً كَيْفَ تَأخُذ أرْبَعِينَ سَنَة ؟ الله أتَاهَهُمْ .. لِمَاذَا ؟ كَي لاَ يَعُودوا مَرَّة أُخْرَى بِسُهُولَة .. الطَّرِيق مَتَاهَة فَيَكُون الرُجُوع صَعْب { لأِنَّ اللهَ قَالَ لِئَلاَّ يَنْدَمَ الشَّعْبُ إِذَا رَأَوْا حَرْباً وَيَرْجِعُوا إِلَى مِصْرَ } ( خر 13 : 17 ) فَلاَ يَكُونُ لَهُمْ طَرِيق سِوَى كَنْعَان .. كَثِيرُونَ مِنْهُمْ نَدَمُوا لَكِنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا طَرِيق العَوْدَة وَكَأنَّ الله أغْلَقَ عَلَيْهِمْ الطَّرِيق .. الله قَائِد حَيَاتِي .. لُطْف الله يَقُودَنِي وَحَنَانه يَقُودَنِي حَتَّى وَإِنْ كَانَتْ فِي حَيَاتِي صِعَاب سَأقُول لِنَفْسِي { لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ } عِنْدَمَا كَانَ الْمَسِيح طِفل أرَادَ هِيرُودِس قَتل الأطْفَال وَهَرَب الْمَسِيح لِمِصْر لِمَاذَا إِخْتَار الله الهُرُوب ؟ ألَيْسَ فِي إِسْتِطَاعَته أنْ يَقْتُل هِيرُودِس ؟ كَيْفَ تَهْرَب يَا الله مِنْ هِيرُودِس أنْتَ أعْظَم بِكَثِير .. لَكِنَّهُ يَقُول لَسْتَ تَفْهَمْ الآن لَكِنَّك سَتَفْهَمْ فِيمَا بَعْد .. مَاذَا أفْهَمْ ؟ أفْهَمْ أنَّكَ أضْعَف مِنْ هِيرُودِس ؟ يَقُول إِنِّي أُرِيد أنْ أطِأ مَصْر وَأُقِيم مَذْبَح وَتَكُون مِصْر مَنَارَة تُعَلِّم العَالَم كُلَّه اللاَهُوت وَتَكُون مَنْشَأ لِلرَهْبَنَة .. بَلَد عَلِّمِت العَالَم كُلَّه النُسْك وَالصَّلاَة .. أُصْمُت إِنْتَ وَأنَا أُدَبِّر .. الله يَقُول لَك لاَ تَخْتَار لِنَفْسَك أنَا سَأخْتَار لَك إِحْذَر أنْ تَعِيش حَيَاتَك بِفِكْرَك وَحَسَب رَسْمَك .. مَا أجْمَل أنْ تُخْضِع إِرَادَتَك لإِرادْته وَمَشِيئَتَك لِمَشِيئَتة وَكَمَا نَقُول { أُقَدِّمُ لَك يَا سَيِّدِي مَشُورَات حُرِيَتِي } ( مَا يُقَال قَبْلَ الرُشُومَات فِي القُدَّاس الغِرِيغُورِي ) أنَا لاَ أمْلُك أغْلَى مِنْ حُريَتِي لَكِنِّي أشْعُر إِنِّي لاَ أسْلُك بِهَا جَيِّداً فَأُقَدِّمْهَا لَك .. كَطِفْل وَفَّر مِنْ مَصْرُوفه بَعْض المَال القَلِيل فَيُعْطِيهِ لأِبِيه وَيَقُول لَهُ إِخْتَر إِنْتَ لِي لِعْبَة هُوَ يَعْلَم أنَّ مَا وَفَّرُه لاَ يَشْتَرِي لِعْبَة قَيِّمَة لَكِنَّهُ عِنْدَمَا يَضَعْه فِي يَد أبِيه سَيَخْتَار لَهُ مَا هُوَ أفْضَل فَيُعْطِيه وَهُوَ مُطْمَئِن .. سَلِّم لله وَأنْتَ مُطْمَئِن .. هُوَ قَائِد مَسِيرِة حَيَاة أوْلاَده وَقَائِد الزَمَان وَقَائِد التَّارِيخ وَالكِنِيسَة وَ هُوَ فِي مِلء الزَمَان أرْسَلَ إِبنَهُ فِي وَقْت مُعَيَّن .. هُوَ صَانِع كُلَّ شِئ لِذَلِك عَلَيْكَ أنْ تُسَلِّم حَيَاتَك لله مَنْ قَادَ الكِنِيسَة ؟ الله .. أصْعَب شِئ أنَّكَ تُرِيد أنْ تَجْعَل الله يَفْعَل لَك مَا تُرِيده .لاَ .. قُلْ لَهُ إِفعَل أنْتَ .. { يَارَب لاَ تَتْرُكَنِي وَمَشُورَة نَفْسِي } ( سِيرَاخ 23 : 4 ) .. الله قَائِد مَاهِر يَعْرِف كَيْفَ يُخَطِّط وَيُوَصِّل لِلمِينَاء وَبَر الأمَان .. يَقُودَنِي لِمَرَاعِي خُضر لِلتُوبَة وَالنَجَاة وَالخَلاَص يَقُودَنِي لِمَشِيئَتة وَكَمَا يَقُول فِي سِفر الرُؤيَا { الَّذِي لَهُ مِفْتَاحُ دَاوُدَ الَّذِي يَفْتَحُ وَلاَ أَحَدٌ يُغْلِقُ وَيُغْلِقُ وَلاَ أَحَدٌ يَفْتَحُ } ( رؤ 3 : 7 ) .. لِذَلِك لَوْ أنْتَ قَلِق يَقُول لَك كُلَّ شِئ فِي يَدِي .. أنَا بَيْنَ يَدَيْكَ يَارَب إِفعَل مَا هُوَ خَيْر لِي .. أحَدٌ الخُدَّام كَانَ مُدَرِّس وَلَهُ نَشَاط رُوحِي مَعَ الأوْلاَد المَسِيحِيِين فِي المَدْرَسَة فَإِغْتَاظُوا مِنْهُ وَنَقَلوه لِمَنْطِقَة نَائِيَة وَهُنَاك تَعَرَّف عَلَى كَاهِن الكِنِيسَة وَوَجَدْ أنَّهُ لاَ يُوْجَدْ خُدَّام تَكْفِي المَنْطِقَة فَبَدَأَ هذَا الخَادِم يَخْدِم وَيَجْمَع الأُسَر المَسِيحِيَّة هُنَاك وَكَوِّن فَرِيق خُدَّام قَرْيَة وَقَدْ كَانْ مَشِيئَة الله جَمِيلَة قَدْ تَرَاهَا صَعْبَة لَكِنَّهَا لِلخِير وَالخَلاَص .. { حَوَّلْتَ لِيَ العُقُوبَةَ خَلاَصاً }( مَا يُقَال فِي القُدَّاس الغِرِيغُورِي – جُزء أنْتَ يَا سَيِّدِي ) .. إِنْ قَرَأنَا العُقُوبَة الَّتِي أعْطَاهَا الله لآِدَم وَحَوَّاء تَخَاف لَكِنَّهَا تَحَوَلَت لِخَلاَص وَأصْبَحِت الأرْض بَرَكَة وَلَيْسَت مَلْعُونَة وَأصْبَحَ العَمَل لَيْسَ عُقُوبَة بَلْ بَارَكَهُ الله عِنْدَمَا عَمَل وَهُوَ مُتَجَسِد عَلَى الأرْض وَبِذَلِك حَوِّل العُقُوبَة خَلاَص .. الله قَائِد حَيَاتَك يُحْكَى عَنْ فَتَاة كَانِت رِيَاضِيَّة جِدّاً وَتَكْسَب الأُولِمْبِيَات وَفِي أحَدٌ المَرَّات وَهيَ تَسْبَح سَقَطِت عَلَى رَأسِهَا وَأُصِيبَت بِشَلَل كُلِّي فَأُصِيبَت بِإِكْتِئَاب وَجَاءَت لَهَا إِحْدَى صَدِيقَاتِهَا وَفَتَحِت مَعَهَا الإِنْجِيل وَبَدَإِت تَقْرَأ الإِنْجِيل وَسَألِتهَا مَاذَا يَفْعَلُ لَكِ المَال ؟ أجَابْتهَا لاَ شِئ مُقَابِل صِحِتِي .. فَقَالَت الصَدِيقَة إِنْ وَزَّعْتِ المَال عَلَى الفُقَرَاء وَأنْفَقْتِ المَال فِي الخِير وَعَمَل الرَّحْمَة سَتَفْرَحِين .. وَفَعَلَت كَمَا قَالَت لَهَا صَدِيقِتهَا وَتَصَدَّقِت بِمَالهَا عَلَى الفُقَرَاء وَالمَرْضَى .. وَفِي أحَدٌ المَرَّات فِي إِحْتِفَال قَبِّلِت الكُرْسِي المُتَحَرِك الَّذِي كَانَت تَجْلِس عَلِيه وَقَالَت هذَا المَقْعَد عَرَّفَنِي طَرِيق الله الله يَقُود الإِنْسَان حَتَّى وَلَوْ بِشِئ فِيهِ تَعَب .إِنْسَان يَقُول أنَا فَقِير وَآخَر يَقُول أبِي صَعْب الطِبَاع وَآخَر يَقُول ........ الإِنْسَان عَلَيْهِ أنْ يَقْبَل مِنْ يَد الله لِذَلِك أي إِنْسَان بِهِ أي ضَعْف فِي حَيَاته نَقُول لَهُ إِقبَل ضَعْفَك لأِنَّهُ قَدْ يَكُون ضَعْفَك هُوَ سِر حَيَاتَك .. آه لَوْ تِعْرَف مَاذَا يُرِيد الله مِنْك .. الله يُرَتِب خِطَّة لِكُلَّ إِنْسَان المُهِمْ أنْ يَخْضَع وَيَفْهَمْ لاَ تَخْضَع بِعِنْد لِئَلاَّ لاَ تَفْهَمْ .. { يُعَلِّمُ الْوُدَعَاءَ طُرُْقَهُ } ( مز 25 : 9 ) إِنْ كُنْت أنَا غِير وَدِيع أتَمَرَّد وَأرْفُض .. لاَ .. لَيْسَ هذَا أُسْلُوب أوْلاَد الله كُنْ خَاضِع لَهُ .. إِنْ كُنْت يَارَب لاَ أخْضَع إِجْعَلْنِي أقْبَل وَلَيْتَكَ تَجْعَلْنِي أشْكُر .. أنَا لَسْتُ أفهَم الآن لَكِنِّي سَأفهَمْ فِيمَا بَعْد .. أنَا تُرَاب يَارَب وَلاَ أسْتَحِق أنْ تَهْتَمْ بِيَّ .. إِخْضَع لَهُ وَاقْبَل وَاشْكُر وَاصْبُر وَهُوَ يُخْضِع كُلَّ شِئ فِي حِينه .. جَيِّد الإِنْسَان الَّذِي يَقُول لِتَكُنْ إِرَادَتَك .. أكَثر شِئ جَلَب عَلَى الإِنْسَان مَتَاعِب خَطِيِته .. العِصْيَان .. هِيَ الَّتِي أسْقَطِت آدَم لِذَلِك جَاءَ الْمَسِيح لِيَلْغِي صُورِة العِصْيَان فَقَالَ لِلآب لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتَك ( لو 22 : 42) وَسَلِّم نَفْسه لِلمَوْت وَأحَبَّ خَاصَّتَهُ لِلمُنْتَهَى ( يو 13 : 1) جَاءَ بِخُضُوع وَطَاعَة عِوَض العِصْيَان .. جَيِّد أنْ تُسَلِّم لله دَفِّة حَيَاتَك وَتَقُول لَهُ " أنْتَ تَأمُر حَتَّى وَإِنْ كُنْت لاَ أفْهَمْ " .. ثِق فِي كُلَّ أمر وَكُلَّ مَوْقِف أنَّ الله يَعْمَل لِخِيرَك يَارَب لَسْتُ أُرِيد أنْ أفْهَمْ لَكِنْ عَلِّمْنِي أنْ أخْضَع وَأطِيع .. أنْتَ قُدْنِي لِلخَلاَص رَبِّنَا يِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 1281

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل