القديس يوسف النجار حارس الميلاد البتولى

Large image

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
اليوم ٢٦ أبيب وفيه تعيد الكنيسة بقديس في الحقيقة لم يأخذ منا الكرامة التي يستحقها وهو القديس يوسف البار الذي تقول عنه الكنيسة حارس الميلاد البتولي، أتحدث معكم في ثلاث نقاط :-
١- البار .
٢- حارس الميلاد .
٣- صمته وتسليمه .
أولا البار:-
معروف عن القديس يوسف أنه بار، هو رجل كبير، شيخ كبير، هناك بعض الأقوال والتي قالت أنه كان متزوج ولديه أبناء لكن هذه الأقوال لم تقرها الكنيسة، بل هو معروف عنه أنه كان متبتل،شيخ كبير، وعندما كان من الضروري أن السيدة العذراء تخرج من الهيكل فأرادوا أن يبحثوا لها عن أحد يعولها ويأويها، فالله هو الذي أرشدهم ليوسف عن طريق عصاه،الله أعطى عليها علامة أن هذا هو الذي يأخذ السيدة العذراء،وقد كان أميناً عليها جداً، السيدة العذراء عاشت أيام هادئة سالمة مفرحة مع القديس يوسف إلى أن جاء لها البشارة الإلهية من الملاك جبرائيل "ها أنت ستحبلين وتلدين ابنا والروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك"، في الحقيقة أن هذا الأمر فعل بعض الإزعاج عند يوسف،ما هذه الفتاة التي أتت له ووجدها حامل،فهو أيضاً لديه بر لم يود أبدا التحدث مع أحد،ولا أراد أبدا أن يجرحها، ولا أراد أبدا أن يتحدث،فهو أراد تخليتها سرا، أي أنه أراد أن يستر الأمر،فهو رجل بار،ما معنى بار؟ في الحقيقة بار هي كلمة كبيرة جداً لكن لكي نفهمها جيداً نستطيع أن نقول عليها عكس شرير، بار أي يخاف الله، بار أي له عشرة حلوة مع الله، بار أي مملوء فضائل، الكتاب المقدس قال لنا على سبيل المثال عن نوح أنه بار، عن أيوب أنه بار،عن أخنوخ أنه بار، فكلمة بار كانت تقال في الكتاب المقدس رمز للمسيح البار، فيوسف البار في الحقيقة كان قلبه مملوء بالبر وتصرفاته مملوءة بالبر، رجل مشهود له بالتقوى، مشهود له بمخافة الله، نتعلم من يوسف البر بمعنى أن الشخص يكون له خفاء وعشرة قوية مع الله، نتعلم من يوسف البار ما معنى أن يكون الشخص غير معروف عند الناس لكن معروف عند الله، يوسف كانت علاقاته صغيرة جداً، وجميعنا نعرف أن مهنته كانت مهنة بسيطة جداً وهي النجارة، وعندما يكون النجار تقدم في العمر تكون هذه المهنة غير مناسبة له لأنها تريد صحة قوية وتريد عضلات وتريد قوة جسدية،لكن عندما تكون القوة الجسدية غير موجودة تجد عمله أصبح ضعيفا جداً،فيقولون عن يوسف انه لم يكن يفعل عمل النجارة لكنه كان يصلح، معنى الذي يصلح أي أن حاله متعب جداً، يوسف النجار الرجل القليل والذي كان لا يوجد معه امكانيات تختاره السماء لكي يكون حارس الميلاد البتولي.
ثانياً حارس الميلاد البتولي:-
تخيل أنه عندما أراد تخليتها سرا وجدنا الملاك جاء وقال له لا تخف لأن الذي فيها من الروح القدس رغم أنه أمر غريب وأمر يفوق الإدراك ويفوق الطبيعة لكنه صدق هذا الأمر، وأيضا الله أرسل له شيء لكي يريحه من الكلام ألا وهي أن أوغسطس قيصر يأمر بالاكتتاب فهذا جعله يترك البلد، فكأن الله له تدبير أنه لا يجعل الناس ترى السيدة العذراء وهي حامل ويكثر الكلام فعندما كانوا في الطريق ناحية الاكتتاب جاء لها ألم الولادة وولدت في بيت لحم كما نعرف، وكأنها عندما تذهب مكان غريب عنها لا أحد يتسأل من هذه السيدة وهذا الرجل؟، ونحن نعرف القصة، لا بل الله بتدبير إلهي دبر الأمر حارس الميلاد البتولي ماذا كنت تفعل يا يوسف وأنت تشاهد ربنا يسوع المسيح طفل صغير؟! طوباك فأنت أخذت بركات كثيرة جداً،وأيضا تتحمل مسئولية أمنا السيدة العذراء والطفل رغم المخاطر، قم خذ الصبي واهرب إلى مصر هو رجل كبير رجل ليس لديه دخل رجل ليس فيه قوة،لكن تحمل المسئولية وكان هو الذي يعول أمنا السيدة العذراء وهو الذي يعول ربنا يسوع، رأى منه عجائب وآيات وأخذ بركات كثيرة لكن كان لديه روح المسئولية، كانوا في أرض مصر، يذهبوا من مكان لمكان،وأيضاً هناك بركات كثيرة جاءت لنا من أرض مصر لكن كان هناك حروب كثيرة جاءت علي العائلة المقدسة، وجميعنا نعرف أنهم لم يستطيعوا أن يستقروا في مكان، لأنهم كانوا عندما يذهبون إلى مكان كانت تصنع معجزات والوثنيين والأمم الذين هم أهل مصرالأصليين كانوا لا يحتملوا هذا فكانوا يهاجموا الطفل يسوع، فمن كان متحمل هذه المسئوليات كلها؟! هو يوسف البار، الملاك يظهر له ثانية ويقول له قد انتهى الأمر ومات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي، ارجع مرة أخرى إلى أرض مصر، رحلات كلها شقاء، كلها احتياجات، كلها ألم لكن يوسف كان يتحمل كل هذه المسئولية،كان طيب القلب،وهو الذي كان دائمًا يساند أمنا السيدة العذراء، ورأينا في موقف عندما غاب يسوع المسيح في الهيكل ثلاثة أيام قالت له "هوذا أناوأبوك كنا نطلبك"،فقد بدأت الناس لا تصدق قصة الروح القدس الذي حبلت بها فبدأت الناس تتعارف على أن الذي بالجسد أب لهذا الطفل، هذه أمه وهذا أبوه، فكان حامل لهذه البركة وحامل لهذا الشرف، قديس عظيم، تخيل نحن نظل نتحدث عن قديسين كانوا يصلوا ليسوع، ويصوموا ليسوع ويعبدوا ربنا يسوع، لكن هذا كان يعيش مع يسوع، هذا كان مسئول عن ربنا يسوع، هذا كان مرافق لربنا يسوع، فهو قد شاهدكل أعماله وكل معجزاته، لكن هو بالطبع تنيح قبل الصليب، والبعض يقول أنه تنيح وربنا يسوع المسيح عمره ما دون العشرين سنة، أي أنه أيضاً شاهد أجزاء كثيرة من حياة ربنا يسوع المسيح وهو ينمو، وهو يكبر، فمعلمنا يوسف البار هو خزنة ممتلئة بالأسرار، وممتلئة أمور مفرحة.
ثالثاً صمته وتسليمه:-
كم كان هذا الرجل صامت، كم كان هذا الرجل لديه تسليم، كم كان هذا الرجل هادئ، ما هي الكلمات التي قالها يوسف البار؟!، ابحث في الكتاب المقدس ستجد أنه تقريبًا لا يوجد كلام قاله يوسف البار، إذن ما الشهرة التي أخذها يوسف البار؟ في الحقيقة لا يوجد شهرة،بمعنى أنه عندما تقوم بإجراء بحث عن المجهولين في الكتاب المقدس،أي أشخاص مجرد ذكر اسمهم مرة أو ما إلى ذلك، على سبيل المثال تجد يعبيص، كالب،يفتاح،يمكن أن تجد هناك بعض شخصيات جاء ذكرها في أشياء صغيرة جداً، تصورعندما تجري بحث عن المجهولين في الكتاب المقدس تجد من بينهم يوسف البار، هل من المعقول؟! أنت حارس الميلاد البتولي وكنت مع ربنا يسوع والسيدة العذراء هذا الزمن كله تعتبر من المجهولين!، قال لك نعم لا أحب الشهرة، لا أحب الكلام الكثير،لا أحب الظهور،دعني هكذا، لكن في الحقيقة كرامته في السماء كرامة كبيرة جدًا، مجهول، هذا المجهول انسان من داخله لديه شبع، من داخله راضي،لا يريد مدح الناس،لا يريد رأي الناس،متى يصل الشخص لدرجة أنني أكون مكتفي ولدي شبع من داخلي؟، متى تكون الناس تريد أن تعطيني كرامة وأناأهرب منها؟،فالقديس مار اسحق قال "من يسعى وراء الكرامة تهرب منه ومن هرب منها تجري خلفه"،هذا هو القديس يوسف البار مجهول، صامت،لا تجد له كلام، لا يوجد له أحاديث،لا يوجد له كتابات، لا يوجد له تعليم،لم يكن يفتخر أنه على قدر المسئولية التي أخذها وعلى قدر هذا التعب يظل يحكي لهم ويقول لهم أنا فعلت،وفعلت، وذهبت، وجئت، وأنا حملت، وأنا أنفقت، وفعلت، أبدا لا يقول كلمة،مجهول وصامت،ولديه تسليم، تسليم، تعالى خذ هذه الفتاة تعيش لديك،الله اختارك، كان من الممكن أن يقول أنا رجل كبير ما هذه الفتاة التي تعيش لدي نعم هي بنت طيبة وجيدة وكل هذه الأمور لكن أنا شيخ كبير، الانسان عندما يكون أناني لا يريد أن يتحمل مسئولية غيره لكنهم قالوا له خذ هذه الفتاه قال إني آخذ بركة،تأتي هذه الفتاة تعيش لديه بعدها يعرف موضوع الحمل إذن ماذا بعد؟ تسليم، الملاك يحدثه يقول موافق، الملاك يقول له اذهب أرض مصر يقول موافق،يقول له ارجع ثانية يقول أيضاً موافق،أيضاً وهو معهم انتقلوا وقالوا نرجع ولكن ليس علي بيت لحم بل نرجع على الناصرة، كل مكان يجلس فيه ربنا يسوع تجده يواجه بحروب وضغوط فكان ينتقل منه، أي أن ربنا يسوع على قدر ما هو يعيش أسفل في اليهودية كانت معيشته معظمها فوق في الجليل، فوق تماماً، وكان نادرا ما ينزل أسفل لأورشليم في الأعياد لكن غالباً كان يعيش فوق، والجليل هم أمم، أريد أن أقول أن يوسف تحمل كل هذا، وأريد أن أقول أنه بتسليم وبإيمان اجتاز هذه المرحلة إلى أن أدى رسالته، وكم هو ذكره في السماء ممجد،كم كان قديس عظيم ممتلئ بركات، كل أحد فينا يحتاج أن يأخذ من يوسف شيء، تسليمه، إيمانه، صمته،أنه يقبل أن يعيش في الظل ليس شرط أن يكون معروف، كم يصدق المواعيد الإلهية،كم يرى أنه شاعر بمسئولية،كم هو رجل يعطي،كم هو رجل إيمان ربنا يعطينا من فضائل القديس يوسف البار ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

عدد الزيارات 590

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل