اراكم ايضا فتفرح قلوبكم

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان إلى دهر الدهور كلها آمين .
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي اليوم فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح 1٦،وسوف نتناول آية واحدة فقط ألا وهي عندما قال "أراكم فتفرحون ولا يستطيع أحد أن ينزع فرحكم منكم"، كلمة الفرح يا أحبائي كلمة مشتهاه جداً عند النفس،من المؤكد أن كل فرد فينا يقول أتمنى أن أفرح، الفرح كلمة جميلة، لكن في الحقيقة سنجد أنه لا يوجد فرح خارج المسيح، لا يوجد فرح حقيقي يقوي الإنسان، ويعطي له طاقة مستمرة وتدخل له بهجة داخلية غير المسيح، تعالى شاهد الناس التي تظل تبحث عن أسباب للفرح، يحضروا حفلات، يذهبوا لأماكن للتنزه، يسافرون، يأكلون، يشربون، لكن تجدهم من الداخل فقراء، ومن الممكن أن يكون كلما يسعوا إلى الفرح، يزدادوا اكتئاب، لماذا يزدادوا اكتئاب؟! لأن ما كانوا يتوقعوه لم يجدوه، فتجدهم يسيرون خلف سراب، مثلما قال هكذا أنهم يشربون من مياه مالحة، الذي يريد أن يشبع شهواته، فالشهوات لا تشبع، الذي يريد أن يخفف من آلامه الآلام لن تبرأ، الإنسان الذي يريد أن يأخذ مسرة أو تعزيات من الناس فإنه يأخذ خزي، يأخذ خصومة،يأخذ ابتعاد،أما الفرح الحقيقي فهو في المسيح يسوع، أراكم فتفرحون، كيف نراك يارب؟! أعطنا طريقة عملية، أقول لكم ثلاث نقاط سريعًا جداً:
١- لكي ترى الرب أول شيء تراه داخلك.
٢- في مخدعك.
٣- حولك.
أولا داخلك :صدقني طالما نحن نبحث عن الله خارجنا لا نجده أبدا،الله داخلك في قلبك،الله ساكن داخلك أنت، "أنتم هياكل الله روح الله ساكن فيكم"، الله داخلك منذ يومين كنا نعيد للقديس أوغسطينوس الذي كان يقول على نفسه أنه كان غبي نسأله لماذا؟! يقول لأني كنت أبحث عنك خارجاً عني أظل أبحث عنك خارجي "لكن حين وجدتك فقد وجدتك في داخلي حين وجدتك فإني وجدتك عميقاً أعمق من أعماقي وعالي أعلى من علوي" أنت كنت معي ولكن أنا لم أكن معك أنا بغباوتي وشقاوتي لم أكن معك تريد أن تتقابل مع الله اجلس فترة هادئة وانظر إلى داخلك سوف تجد الله داخلك يقول لك أنا كنت أنتظرك منذ وقت بعيد أنت تعيش داخلك وتعيش مع نفس الشخص الذي هو أنت لكنك لم تجلس مع هذا الشخص أنت لا تدخل داخله عندما تريد أن تدخل داخل نفسك ستجد الله أحد القديسين كان يقول ادخل إلى ذلك الإنسان الذي تجهله من هذا الإنسان الذي يجهله؟! تتخيل يكون أنا نفسي نحتاج أن نتقابل مع الله داخلنا،وعندما يقابل الإنسان الله داخله يكون لديه متعة،ويتخلى عن أمور كثيرة،ويتخلى عن أشخاص عن مسرات عن العالم عن مباهج لأن الله هكذا تريد أن ترى الله أدخل داخلك سوف تجد متعة تجد كفاية تجد الله يشغلك بفرح قلبك تسألني هل هذا يحدث بالفعل؟! أقول لك نعم صدقني قم بالتجربة ذات مرة كان هناك مجموعة من الشبان في دير البراموس في خلوة،وجاء أب راهب متوحد عندما علموا كانوا بالطبع مبتهجين جداً،وقالوا لهم أنه سوف يجلس مع شباب بيت الخلوة فجلسوا معه،وهناك شاب سأله سؤال قائلاً له يا أبانا كيف حال قدسك في الوحدة؟ قال له نشكر الله فسأله ما هي أكبر مشكلة تواجهك في الوحدة؟ من المؤكد أن جميعنا نتوقع الملل حروب الشياطين الحر البرد الوحوش الحشرات الأصوات خوف الليل من المؤكد أننا نتوقع اجابات كثيرة،ولكن صدقوني كانت الإجابة أنه قال أن أكبر مشكلة تواجهني هي ضيق الوقت لماذا؟! أنت لا يوجد لديك شيء يقول لك لا فأنا اجلس لأقرأ الإنجيل وذلك يستغرق ساعتين أو ثلاث ساعات ثم جزء تسبحه أكون قد أعدت له ساعتين أو ساعتين ونصف ولكنه يستغرق أربعة ساعات،ثم سير الآباء وأقوالهم وحياتهم يستغرق بدلاً من ساعتين يمتد إلى ثلاث ساعات،وهكذا كل مرحلة تأخذ أكثر مما توقعت فإن الله عندما تجلس معه سوف تجد داخلك فرحة قالوا عنها القديسين أنها فرحة أكثر من فرحة الفردوس.
ثانيا مخدعك : اجلس في المكان الذي تصلي فيه واسجد،وارفع يداك لفوق واصمت قليلاً،وتحدث مع الله قليلاً أراكم فتفرحون هو ينتظرك هو قال هكذا "إليه نأتي وعنده نصنع منزلاً" قال لك تعالى هكذا "أتعشى معه وهو معي" تعالى تعالى خذ من غذائي أنا خذ من دسمي أنا اجلس مع الله قليلاً عندما ننشغل في اليوم كله،ونظل نعطي كل حاجة حقها إلا الله نجد أنفسنا تائهين حزانى مكتئبين المشاكل تزداد الكراهية تزداد الابتعاد يزداد لأن الذي يبتعد عن الله تجد الجحيم بدأ بالنسبة له مبكراً هو كذلك القرب من الرب هو السماء أنت من الممكن أن تعيش من الآن السماء على الأرض مخدعك حاول أن يكون لك وقفة صلاة منتظمة يكون لك مكان محبب إلى قلبك تضع فيه صورة لربنا يسوع،وصورة لأمنا العذراء صورة للملاك ميخائيل صورة لشفعائك،واسجد وارفع يدك وصلي،وليكن بيتك بيت مبارك ألسنا نقول "بيوت صلاة بيوت طهارة بيوت بركة ."
ثالثا حولك : ربنا موجود حولنا لكن من الممكن أن تكون أعيننا مغلقة قليلاً الله موجود في الطبيعة في الناس في الظروف في المشاكل في المرض في الموت الله موجود عندما يريد الانسان أن يرى الرب حوله صدقني الله سوف يعلن له نفسه حتى القديسين كانوا يقولون أتمنى أن تنظر كثيراً لأربعة أشياء السماء البحر الزرع الصحراء،ولكن هؤلاء ماذا نفعل بهم؟!يقول لك ترى الله فهل السماء هذه يستطيع أحد أن يصنعها أو يدركها كلما تنظر للسماء تقول المجد لك يارب أنت فيك أسرار الزرع البحر الصحراء إذن الله موجود يقول لك أنا هنا اجلس معي قليلاً شاهدني أنا أريد أن أراك أنا أفتقدك كثيراً تعالى تعالى ارفع يدك لفوق وتحدث معي الله موجود حولنا لكننا ليس لدينا وقت نحن منشغلين منهمكين في أمور كثيرة هل من الممكن أن ترى الرب حولك؟ أقول لك نعم كم مريض كم متألم كم جائع كم عطشان كم عريان مسجون فهو قال لنا ذلك "بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر فبي قد فعلتم" أي أنه موجود لكن يريدك أن تبحث عنه إذن يا أحبائي عندما قال لنا أراكم فتفرحون نحن تعجبنا كيف نراه؟! يقول لك تعالى شاهدني شاهدني داخلك في مخدعك حولك ربنا موجود لكننا نحن يمكن أن نكون مبتعدين عنه ربنا يعطينا أن نبحث عنه،ونجده،ونتمسك به ولا نرخيه يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .