دراسة فى سفرصموئيل الاول ج8

Large image

الأصْحَاحُ الثَّامِنَُ عَشَرَ :-
مُجرَّد أنْ إِنتهى الِلقاء بين شَاوُل وَداوُد بعد قتل جُليات [ وَكَانَ لَمَّا فَرَغَ مِنَ الكلامِ مَعَْ شَاوُلَ أنَّ نَفْسَ يُوناثان تعلَّقتْ بِنَفْسِ داوُد وَأحَبَّهُ يُوناثان كَنَفْسِهِ ]00لِنرى كيف إِستخدم الله كُلّ نَفْسَ لِخلاص كُلّ أحد لِكى يُدّبِر الله الخلاص لِداوُد داخِل قصر شَاوُل وَيحمِيه مِنْ مكايده وضع الله صِمام أمان لِداوُد وَهُوَ يُوناثان إِبن شَاوُل الَّذِى تعلَّق بِداوُد كَنَفْسِهِ00وَمِنْ بعد غلبة جُليات أخذ شَاوُل داوُد إِلَى بيتِهِ وَدخل داوُد مَعَْ يُوناثان فِى عهدٍ [ وَخلع يُوناثان الجُبَّةَ الَّتِي عليهِ وَأعطاها لِداوُد مَعَْ ثيِابِهِ وَسيفِهِ وَقوسِهِ وَمنطقتِهِ] 00خمسة أشياء جُبَّة وَثِياب وَسيف وَقوس وَمنطِقة وَكأنَّ يُوناثان يقُول لِداوُد أنَا إِخترتك صدِيق مُعادِل لِى أنَا أُعطِيك سلاحِى وَثِياب فخرِى وَهذا يُمّثِل موقِف تجسُّد السيِّد المسِيح الَّذِى تخلَّى عَنْ ثوب مُلكِهِ مِنْ أجلِنا أيضاً يُشبِه عطايا الله لِلنَفْسَ البشريَّة فَهُوَ لَمَّا تجسَّد أخذ جسدنا وَأعطانا رِدائه وَأسلحته لِتغلِب بِها00النَفْسَ الأمِينة الَّتِى تدخُل مَعَْ الله فِى عهد محبَّة يُعطِيها أسلِحته لِتغلِب بِها يُعطِيها أقواله وَيستُرها بِثوبِهِ [ وَكَانَ داوُد يخرُجُ إِلَى حيثُما أرسلهُ شَاوُلُ0 كَانَ يُفلحُ0 فَجَعَلَهُ شَاوُلُ على رِجالِ الحربِ وَحَسُنَ فِي أعيُنِ جَمِيعِ الشَّعْبِ وَفِي أعيُنِ عبِيدِ شَاوُلَ أيضاً ]00بِدايِة العهد بين شَاوُل وَداوُد كان الوضع لطِيف لكِنْ عدو الخير يدخُل وَيُفسِد كُلّ جمال المحبَّة وَالصداقة وَيستخدِم فِى ذلِك آخرِين [ وَكَانَ عِندَ مَجِيئيِهِمْ حِين رَجَعَ داوُد مِنْ قتلِ الْفِلِسْطِينِيِّ أنَّ النِّساءَ خرجت مِنْ جَمِيعِ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ بِالغِناءِ وَالرَّقْصِ لِلِقاءِ شَاوُلَ المَلِكِ بِدُفُوفٍ وَبِفرحٍ وَبِمُثَلَّثَاتٍ ]جاءت نِساء إِسرائِيل بِعدَّة الفرح لِيبتهِجُوا بِشَاوُل وَداوُد اللَّذان غلبا جُليات وَقُلن[ فَأجابتِ النِّساءُ اللاَّعِباتُ وَقُلنَ ضَرَبَ شَاوُلُ أُلُوفَهُ وَدَاوُد رِبواتِهِ ]00الرِبوه عشرة آلاف أى نسبن العدد القلِيل لِشاوُل وَالعدد الكثِير لِداوُد وَهذا أثار شَاوُل الَّذِى أثار شَاوُل عاطِفة النِّساء الَّتِى قَدْ تُعّبِر بِطرِيقة تُثِير الآخرِين مِثل أُم يعقُوب وَيُوحنا الَّتِى أرادت أنْ يجلِس إِبنيها واحِد عَنْ يمِين المُخلِّص وَالآخر عَنْ يسارهِ حَتَّى قَالَ الكِتاب[العشرةُ إِغتاظُوا ] ( مت 20 : 24 )00هى قَالَت ذلِكَ بِعاطِفة الأُمومة لكِنَّها لَمْ تحسِبها بِطرِيقة صحِيحة أيضاً نِساء إِسرائِيل هتفن لِداوُد بِبساطة وَلَمْ يقصُدن إِثارة شَاوُل الَّذِى حمى غضبه جِدَّاً وَمِنْ هُنا بدأت مأساة سببها الغِيره [ فَاحتمى شَاوُلُ جِدَّاً وَساءَ هذا الكلامُ فِى عينيهِ وَقَالَ أعطينَ داوُد رِبواتٍ وَأمَّا أنَا فَأعطيننِي الأُلُوفَ0 وَبعدُ فقط تبقى لَهُ المملَكَةُ ]00إِذاً بعد ذلِكَ ستستقِر المملكة عَلَى داوُد وَبدأ يُعايِنهُ أى يُعامِلهُ كخِصم وَيُراقِبهُ أينما ذهب[ وَكَانَ فِي الغدِ أنَّ الرُّوحَ الرَّدِيَّ مِنْ قِبَلِ اللهِ إِقتحم شَاوُلَ وَجُنَّ فِي وسطِ البيتِ وَكَانَ داوُد يضرِبُ بِيَدِهِ كما فِي يومٍ فيومٍ وَكَانَ الرُّمحُ بِيَدِ شَاوُلَ ]00لِماذا جاء الرُّوح الردِئ لِشَاوُل ؟ لأِنَّهُ أسلم نَفْسَهُ لِشيطان الغِيره [ لاَ تملِكنَّ الخطيَّةُ فِى جسدِكُمُ المائِتِ لِكى تُطِيعوها فِي شهواتِهِ ] ( رو 6 : 12 ) حَتَّى لاَ تتطّور لأمور أردأ لابُد لِلإِنسان أنْ يُراجِع نَفْسَه وَيتمهل00مُشكِلِة الغِيره مُشكِلة خطِيرة تُواجِه النَفْسَ مادامت تحيا فِى جسد الضعف وَهى أنْ تنظُر لِغيرِها وَتحزن لِنجاحِهِ وَتصغر فِى عين نَفْسِها00لِنرى غِيرِه إِخوة يوسِف مِنْ يوسِف ماذا فعلت00وَغِيرِه سارة مِنْ هاجِرأيضاً قِيل عَنْ السيِّد المسِيح [ أسلمُوهُ حسداً ] ( مت 27 : 18 ) شَاوُل طارد داوُد مُطاردات مُتتابِعة وَهان مسِيح الرَّبّ عَلَى نَفْسِهِ لأِنَّهُ ترك الغِيره تملُك عليه00عِلاج الغِيره محبَّة مِنْ القلب قلب نقِى طاهِر بِشِدَّة00عِلاجها مِثل قلب يُوحنا المعمدان الَّذِى قِيل لَهُ أنَّ المسِيح يُعّمِد مِثلهُ فَأجابهُمْ [ ينبغِى أنَّ ذلِكَ يزِيدُ وَأنِّي أنَا أنقُصُ ]( يو 3 : 30 ) عِلاج الغِيره أنْ تُحِب قرِيبك كَنَفْسَكَ وَتشتهِى أنْ تُقّدِم غِيرك عَلَى نَفْسَكَ لأِنَّ بركته هى بركتك وَتقدُّمهُ مِنْ تقدُّمك لأِنَّنا كُلِّنا أعضاء فِى جسد واحِد أى نحنُ كُلِّنا فرِيق أحد الآباء يقُول [ فليبحث غيرِى عمَّا يشاء عِوضً عنك أمَّا أنَا فَمَا يلِّذنِى غيرك أنت ] هدف واضِح00بدأ الحسد يقتُل شَاوُل وَيجعلهُ يفقِد سلامه[ لاَ تُسرِع فِى الغضب وَ لاَ تكُون حاقِد وَ لاَ سرِيع الإِنفعال وَ لاَ هائِج وَ لاَ مُتحدِياً لِئلاَّ يكُون لَكَ مصِير قايِين وَشَاوُل ] هكذا يقُول الآباء لأِنَّ شَاوُل عِندما باغتهُ الرُّوح الردِئ جاء داوُد لِيضرب لَهُ فَحاوِل أنْ يضرب داوُد بِالرُّمح الَّذِى بِيَدِهِ00وَهكذا فارق رُوح الرَّبّ شَاوُل وَرغم أنَّ داوُد كَانَ عبد لِشَاوُل فِى القصر إِلاَّ أنَّ شَاوُل كَانَ يخاف داوُد لأِنَّ سِر النُصره فِى مدى إِتحاد الإِنسان بِالله قِيل عَنْ هِيرودِس أنَّهُ كان يهاب يُوحنا المعمدان رغم أنَّ هِيرودِس كان مَلِكَ وَالمعمدان كان إِنسان يحيا فِى البرارِى لكِنَّهُ كان بار وَقدِيس[ فَلَمَّا رأى شَاوُلُ أنَّهُ مُفلحٌ جِدَّاً فَزِعَ مِنْهُ0 وَكَانَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَيهُوذا يُحِبُّونَ داوُد لأِنَّهُ كَانَ يخرُجُ وَيدخُلُ أمامهُمْ ]00" جميع يهُوذا وَإِسرائِيل " وَنحنُ نعلم هُنا أنَّ إِسرائِيل لَمْ تكُنْ بعد قَدْ إِنقسمت إِلَى مملكتان ( إِنقسمت إِلَى مملكتىَّ إِسرائِيل وَيهُوذا فِى عهد رحبعام إِبن سُليمان ) لكِنْ فِى ذلِكَ إِيحاء وَإِشارة إِلَى شخص المسِيح الَّذِى وحدَّ العهدين القدِيم وَالحدِيث اللذَّان إِتفقا عَلَى محبَّتِهِ00إِشارات وَرِمُوز خفيَّة فِى شخص داوُد عَنْ السيِّد المسِيح00وَهذا إِشارة لِلمسِيح الإِله المُتجسِّد الَّذِى رأيناهُ بِعيونِنا وَلمستهُ أيدِينا لأِنَّ الحياة أُظهِرت[ وَقَالَ شَاوُلُ لِداوُد هُوذا إِبنتِي الكبِيرةُ مَيْرَبُ أُعطِيكَ إِيَّاها إِمرأةً ]00لِماذا الآن قرّر شَاوُل أنْ يُزّوِج داوُد بِميرب ؟ لأِنَّ هدفه ليس إِكرام داوُد بَلْ لِكى ينال مِنْهُ[ إِنَّمَا كُنْ لِي ذا بَأسٍ وَحَارِبْ حُرُوبَ الرَّبِّ0 فَإِنَّ شَاوُلَ قَالَ لاَ تكُنْ يَدِي عليهِ بَلْ لِتكُنْ عليهِ يَدُ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ ]00مادُمت أنا غير قادِر عَلَى قتلِهِ فَلتكُنْ يَدِ الفِلِسْطِينيِّيِنَ عليهِ لِقتلِهِ00خِداع عدو الخير الَّذِى يجعل النَفْسَ تتخيّل أنَّها تعمل أعمال لها هيئِة البِرّ لكِنَّها بِداخِلها مملؤة شرلكِنْ داوُد أجابهُ بِإِتضاع [ مَنْ أنَا وَمَا هِيَ حياتِي وَعَشِيرَةُ أبِي فِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى أكُونَ صِهْرَ الْمَلِكِ ]00مَنْ أنا ؟ قَالَ ذلِك بعدما غلب جُليات وَكانت لهُ كرامة عظِيمة وسط الشَّعْب00جمِيلة النَفْسَ الَّتِى تتحلَّى بِالإِتضاع حَتَّى وَإِنْ كانت هذِهِ النَفْسَ لها كرامة وسط النَّاس لكِنَّها تحتفِظ بِإِتضاعها حَتَّى النَفْسَ الأخِيروَداوُد كَانَ يعلم غِيره شَاوُل فَأراد أنْ يُطفِئها بِإِتضاعِهِ00شَاوُل أعطى إِبنتهُ ميرب لعدريئيل زوجة بعد أنْ رفض داوُد مُصاهرِة شَاوُل00لكِنْ شَاوُل لَمْ يهدأ بَلْ عرض عليهِ مِيكال إِبنتهُ الثانية وَكَانَ هذا أيضاً خِداع مِنْ شَاوُل وَخاصةً وَأنَّ مِيكال كانت تُحِبُّ داوُد[ فَأخبرُوا شَاوُلَ فَحَسُنَ الأمرُ فِى عينيهِ0 وَقَالَ شَاوُلُ أُعطِيهِ إِيَّاها فَتَكُونُ لَهُ شَرَكاً وَتكُونُ يَدُ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ عليهِ ]00الله يُدّبِر الأمور لكِنْ شَاوُل لاَ يستجِيب لها00كانت مُكافأة داوُد مِيكال إِبنة شَاوُل00وَالمسِيح كانت مُكافأته فِى حربه عَلَى الصلِيب الكنِيسة الَّتِى إِقترن بِها وَتزوّجها كعرِيس لها داوُد مُصّمِم عَلَى إِطفاء نار الحسد فِى قلب شَاوُل [ وَقَالَ شَاوُلُ لِداوُد ثانِيةً تُصاهِرنِي اليوم0 وَأمر شَاوُلُ عبِيدهُ0 تكلَّمُوا مَعَْ داوُد سِرّاً قائِلِين هُوذا قَدْ سُرَّ بِكَ المَلِكُ وَجميِعُ عبِيدِهِ قَدْ أحبُّوك فَالآنَ صاهِر المَلِكَ0 فَتكلَّم عبِيدُ شَاوُلَ فِي أُذُنيْ داوُد بِهذا الكلام0 فَقَالَ داوُد هل هُوَ مُستخفٌّ فِي أعيُنِكُمْ مُصَاهَرَةُ المَلِكِ وَأنَا رَجُلٌ مِسكِينٌ وَحقِيرٌ ]00مُصاهرِة المَلِك ليست بِالشئ الهيِّن وَالسهل وَأنا إِنسان مسكِين وَحقِيرإِذا لمست فِى إِنسان أنَّهُ يغِير مِنِّى فَلاَ أزِيد طياشتِهِ بَلْ يجِب أنْ أُطفِئ غِيرتهُ بِالحُب وَالإِتضاع00ما أجمل الإِتضاع00يقُول القدِيسُون [ أنَّ الكبرياء هُوَ الَّذِى أحضر السَّمائيين إِلَى الأرض وَالإِتضاع هُوَ الَّذِى أصعد الأرضيين لِلسَّماء ] [ وَعاد شَاوُلُ يخافُ داوُد بعدُ وَصَارَ شَاوُلُ عدُواً لِداوُد كُلَّ الأيَّامِ ]00لاَ يُمكِن أنْ يعِيش داوُد فِى هدوء وَسلام مَعَْ شَاوُل00وَأنت مسِيح الرَّبّ إِبن داوُد لابُد أنْ تعرِف أنَّك موضِع غِيره وَحسد وَإِضطهاد شَاوُل ( عدو الخير ) فَداوِم عَلَى الجِهاد00إِحذر لأِنْ شَاوُل يتعقبك وَيُرِيد أنْ يسلِبك مجدك وَإِنتصارك0
الأصْحَاحُ التَّاسِعَُ عَشَرَ :-
رغم أنَّ شَاوُل أراد قتل داوُد لكِنْ الله سمح أنْ يكُون يُوناثان وَمِيكال أحِبَّاء لِداوُد00مهما كُنت فِى داخِل قصر شَاوُل لكِنِّى سأحمِيك مِنهُ وَمِنْ عبِيده وَبِأعظم مِنْ يُوناثان وَمِيكال إِنَّ الرَّبّ ينجح فِى الدِفاع عَنْ أولاده وَالعالم لاَ ينجح فِى غلبتهُمْ00يُوناثان إِبن شَاوُل حاول أنْ يُقنِع شَاوُل أبِيهِ بِعدم قتل داوُد 00[ لاَ يُخطِئ المَلِكُ إِلَى عبدِهِ داوُد لأِنَّهُ لَمْ يُخطِئْ إِليكَ وَلأِنَّ أعمالهُ حَسَنَةٌ لَكَ جِدَّاً0 فَإِنَّهُ وضعَ نَفْسَهُ بِيَدِهِ وَقتل الْفِلِسْطِينِيَّ فَصَنَعَ الرَّبُّ خَلاَصَاً عظِيماً لِجَمِيعِ إِسْرَائِيلَ0 أنتَ رأيتَ وَفَرِحْتَ ]00يُوناثان يُذكِّر شَاوُل أبِيهِ بِأعمال داوُد الَّذِى فرَّحهُ وَأنَّهُ لَمْ يفعل أى شئ يُحزِنهُ لكِنْ شَاوُل يُثِير غيظه بِنَفْسَه [ فَلِماذا تُخطِئُ إِلَى دَمٍ برِيءٍ بِقتلِ داوُد بِلاَ سَبَبٍ ]00يُوناثان شُجاع وَوفِى هُوَ الَّذِى حارب عمالِيق 00[ فَسَمِعَ شَاوُلُ لِصوتِ يُوناثان وَحلف شَاوُلُ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ لاَ يُقتلُ ] 00بدأ يُوناثان يتشّفع عَنْ داوُد وَشَاوُل يسمع لَهُ وَيهدِأ لِنَفْسَهُ00النَفْسَ تحتاج لِنَفْسَ حكِيمة هادِئة لِتهدأ حلف شَاوُل لاَ يُقتل داوُد00شَاوُل مُترّدِد أمَّا يُوناثان فَهُوَ مِثال لِلإِنسان الَّذِى يُعطِى محبَّة مِنْ قلبٍ طاهِر رغم أنَّ العِلاقة بينه وَبين داوُد تُعتبر عِلاقِة مُنافسة لأِنَّ يُوناثان هُوَ المَلِكَ الشرعِى لكِنْ داوُد دُعى لِلمُلَكَ وَرغم كُلّ ذلِكَ فبينهُما حُب وَتقدِير أمَّا شَاوُل فَكبريائه نزع مِنْهُ كُلّ صلاح داوُد دخل فِى حرُوب جدِيدة مَعَْ الفِلِسْطِينيِّينَ وَإِنتصر فَعاد شَاوُل وَإِغتاظ عِندما أراد شَاوُل أنْ يُعطِى داوُد مِيكال وَقَالَ أنَّهُ فقِير لاَ يستطِيع أنْ يُعطِى مهر لِمِيكال لِذلِكَ طلب مِنْ داوُد مِئة فلسطِينِى لكِنْ داوُد أحضر لَهُ مِئتىَّ فلسطِينِى00لأِنَّ شَاوُل جعل مهر زواجه مِنْ مِيكال شِركاً لَهُ لِيُقتل بِيَدِ الفلِسْطِينيِّيِنَ لكِنْ الله كان يحِميه كَانَ الله يُرسِل لِشَاوُل الرُّوح الردِئ00مُمكِنْ أعجز عَنْ عمل أى شئ لكِنْ الله عيناهُ تُلاحِظ00يقُول سِفر الجامعة [ فوق العالِي عالِياً يُلاِحِظُ وَالأعلى فوقهُما ] ( جا 5 : 8 ) 00إِنْ كَانَ شَاوُل عالِى فيوجد مَنْ هُوَ أعلى مِنْهُ وَالأعلى فوقهُما يُلاحِظ00كُلّ مَا شَاوُل يُسلِّم نَفْسَه لِشيطان الغِيره كَانَ الرُّوح الردِئ يُباغِتهُ مِنْ قِبلَ الرَّبّ مِيكال علِمت بِمكِيدة شَاوُل حيثُ أراد أنْ يقتُل داوُد وَهُوَ نائِم فوضعت مكانهُ ترافِيم أى تِمثال وَعِندما جاء عبِيد شَاوُل لِيقتُلُوه وجدوا التِمثال مكانهُ فَعاتب شَاوُل إِبنتِهِ[ لِماذا خدعتِنِي فَأطلقتِ عَدُوِّي حَتَّى نَجَا0 فَقَالَتْ مِيكالُ لِشَاوُلَ هُوَ قَالَ لِي أطلِقِينِي لِماذا أقتُلُكِ ] وَبدأت قِصَّة المُطاردة بين داوُد وَشَاوُل00كُلّ مجد يأخُذهُ أولاد الله نتِيجة إِنتصارات عَلَى عدو الخير [ بِضِيقاتٍ كثِيرَةٍ ينبغِي أنْ ندخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ ] ( أع 14 : 22 ) كُلّ يوم عدو الخير يضع لِى شِرك جدِيد وَالله يُدّبِر طرِيقة لِخلاصِى المُهِم أنْ أكُون أداة أمِينة فِى يَدِ الله [ فَهَرَبَ داوُد وَنَجَا وَجاء إِلَى صَمُوئِيلَ فِي الرَّامَةِ وَأخبرهُ بِكُلِّ مَا عَمِلَ بِهِ شَاوُلُ] 00داوُد أحيا تذكار صَمُوئِيل وَكأنَّهُ يقُول أنَا إِذا تثاقلت الهمُوم علينا فَلنذهب إِلَى صَمُوئِيل المُرشِد الرُّوحِى وَمسِيح الله عَلَى الأرض وَمصدر صوت الله 00لِذلِكَ الكنِيسة هى مصدر تعزيَّة النَفْسَ وَأيضاً رِجال الكنِيسة قصَّ داوُد عَلَى صَمُوئِيل ما فعلهُ معهُ شَاوُل وَكيف كَانَ يُحاوِل قتلهُ حَتَّى أنَّهُ دخل عليهِ وَهُوَ فِى فِراشه مُحاوِلاً قتلهُ00فَأخذ صَمُوئِيل داوُد معهُ إِلَى مكان الأنبياء وَهُناك تنبَّأ وَأرسل شَاوُل عبِيدهُ لِيُطارِدوا داوُد وَهُوَ وسط الأنبياء فحلَّ رُوح الله عَلَى عبِيد شَاوُل فَتنبَّأوا هُمْ أيضاً مَعَْ الأنبياء لأِنَّهُمْ كانُوا فِى وسط رُوحِى مَعَْ الأنبياء فَأرسل شَاوُل عبِيد غيرهُمْ فَحدث معهُمْ نَفْسَ الأمر وَتنبَّأوا هُمْ أيضاً وَأرسل جماعة ثالِثة مِنْ العبِيد فَحلَّ عليهُمْ أيضاً رُوح الله وَتنبَّأوا00فّذَهب هُوَ بِنَفْسَه إِلَى مكان الأنبياء لِيقتُل داوُد فَحلَّ عليهِ هُوَ أيضاً رُوح الله وَجلس يتنبَّأ مِثلهُمْ [ فَذَهَبَ إِلَى هُناك إِلَى نايُوت فِي الرَّامَةِ000فَخَلَعَ هُوَ أيضاً ثِيابَهُ وَتنبَّأَ هُوَ أيضاً أمَامَ صَمُوئِيل وَانطرَحَ عُرياناً ذلِكَ النَّهَارَ كُلَّهُ وُكُلَّ اللَّيلِ0 لِذلِكَ يَقُولُون أشَاوُلُ أيضاً بينَ الأنبياءِ] 00يُعلِّمنا القدِيسين مِنْ هذِهِ القِصَّة أهميَّة الوسط الرُّوحِى حَتَّى لَوْ كانت النَفْسَ غير مُهيَّأة لكِنْ بِعشرِتها للرُّوحيين تتشبَّه بِهُمْ [ المُسايِرُ الحُكماء يَصِيرُ حَكِيماً وَرَفِيقُ الجُهَّالِ يُضَرُّ ]( جا 13 : 20 )00هل تُرِيد أنْ يكُون فِيك رُوح تسبِيح ؟ كُنْ فِى كنِيسة الله فَتنتقِل إِليك حرارتها حَتَّى وَلَوْ كانت بِكَ رُوح غِيره 0
الأصْحَاحُ الْعِشْرُونَ :-
لَمْ يطمئِن داوُد لِشَاوُل حَتَّى بعد انْ تنبَّأ فَذَهَبَ إِلَى يُوناثان وَقَالَ لَهُ[ ماذا عمِلتُ وَما هُوَ إِثْمِي وَماَ هِيَ خَطِيَّتِي أمَامَ أبِيكَ حَتَّى يطلُبُ نَفْسِي ]مِثل السيِّد المسِيح الَّذِى إِضطهدهُ العالم بِلاَ سبب [ كَخَطوةٍ بينِي وَبينَ الموتِ ]00شَاوُل أبِيك يُرِيد قتلِى00لِماذا ؟ يُجِيبه يُوناثان ماذا تُرِيد أنْ أفعل لَكَ وَسأفعله ؟ قَالَ يُوناثان لِداوُد ذلِكَ وَهُوَ يعلم أنَّهُ قَدْ يأخُذ داوُد مكانه فِى المُلَكَ قَالَ يُوناثان لِداوُد سأذهب اليوم الولِيمة وَ لاَ تذهب أنت فَإِذا إِفتقدك أقُول لَهُ أنَّكَ اليوم فِى بيت لحم لِتُقّدِم ذبِيحة سنويَّة مَعَْ العشِيرة فَإِنْ قَالَ حَسْناً كَانَ سلام أمَّا إِذا غضب إِذاً فَهُوَ مازال يُرِيد قتلك وَهكذا إِتفق داوُد مَعَْ يُوناثان وَذهب يُوناثان إِلَى الولِيمة وَتغيَّب داوُد فَقَالَ شَاوُل لعلّهُ قَدْ تغيَّب لِسببٍ مَا00وَفِى ثانِى يوم لِلولِيمة تغيَّب أيضاً داوُد فَسأل شَاوُل إِبنهُ يُوناثان عَنْ داوُد فَقَالَ لَهُ أنَّهُ قَدْ إِستأذن مِنِّى لِحضُور الذبِيحة السنويَّة فَحمى غضب شَاوُل وَقَالَ لِيُوناثان[ يا ابنَ الْمُتَعَوِّجَةِ المُتَمَرِّدَةِ أمَا علِمت أنَّكَ قَدِ اخترت ابنَ يَسَّى لِخِزيِكَ وَخِزيِ عَورةِ أُمِّكَ0 لأِنَّهُ مَادام ابنُ يَسَّى حَيَّاً عَلَى الأرْضِ لاَ تُثبتُ أنت وَ لاَ مملكتُكَ0 وَالآنَ ارسِلْ وَأتِ بِهِ إِليَّ لأِنَّهُ ابنُ الموتِ هُوَ ] شيطان الغِيره مَلَكَ عَلَى شَاوُل00كيف يقُول تِلَكَ الألفاظ وَهُوَ مسِيح الرَّبّ ؟الكِتاب ينطِق تِلَكَ الألفاظ بِحياء شدِيد ( خِزيك وَخِزى عورة أُمِّكَ ) قِيلت لأِنَّهُ قدِيماً كَانَ عِندما ينهزِم مَلِكَ فِى حربٍ كَانَ المَلِكَ الغالِب يأخُذهُ هُوَ وَزوجاته فِى سبى وَيجعل زوجاته زوجات لِعبِيده 00هذِهِ هِى ( خِزى عورة أُمِّكَ ) وَكأنَّ شَاوُل يقُول لِيُوناثان هذا داوُد الَّذِى أنت تُحِبَّهُ غداً سيأخُذ أُمّكَ وَزوجتك سرارِى لَهُ وَزوجات لِعبِيده00مادام إِبن الله مالِك عَلَى قلوبنا ستنتهِى مملكِة عدو الخيرإِحذر أنْ تُسلِّم نَفْسَكَ لِذاتك أوْ لِغضبك لأِنَّ [ الغضب حركِة جُنُون مَنْ يقتنِيها لِنَفْسِهِ يُحيِّرها وَيجعل النَفْسَ مِثلَ الوحُوش وَإِذا أكمل جَمِيع الحسنات وَفِى قلبِهِ غضب عَلَى أخِيهِ فَهُوَ000] شَاوُل حاول أنْ يضرب إِبنه بِالرُمح وَهُوَ فِى غضبه لأِنَّ رُوح الشَّر يجعل الإِنسان عنِيف00أحياناً يستخدِم الإِنسان سُلطانه فِى غير موضِعِهِ كما رفع اليهُود حِجارة عَلَى يسُوعَ ذهب يُوناثان حسب إِتفاقه مَعَْ داوُد إِلَى الحقل حيثُ كَانَ داوُد مُنتظِر وَمُختبِئ وَكَانَ يُوناثان معهُ غُلامه الصغِير وَضرب يُوناثان سهم بعِيد عَنْ غُلامه وَقَالَ لَهُ أُركُض وَأجمع السِهام الَّتِى أرمِيها وَلَمَّا وصل الغُلام إِلَى السهم ناداه يُوناثان أليس السهم دُونك فَصاعِداً وَكانت هذِهِ علامة مُتفق عليها بين داوُد وَيُوناثان لِيُعلِمهُ أنَّهُ فِى خطر00فَخرج داوُد مِنْ مخبأةِ وَتعانق هُوَ وَيُوناثان وَسجد داوُد لِيُوناثان ثلاث مرَّات إِحترام وَإِتضاع00السجُود لِلرَّبّ وحدهُ أمَّا هذِهِ السجدات فَهِى إِحترام إِذا كَانَ مسِيح الرَّبّ يسجُد إِحترام وَإِتضاع أفَلاَ أسجُد أنَا لِمسِيح الرَّبّ مِثلَ الأسقُف أوْ البطريرك ؟00تعانق داوُد مَعَْ يُوناثان وَبكيا لكِنْ محبِّة داوُد إِزدادت00إِشارة لأِنَّ محبِّة الله لَكَ أعظم مِنْ محبِّتك لَهُ وَأكثر ممّا تطلُب أوْ تسأل00مَا أعذب الحُب وَمَا أثمنه ؟الحُب هُوَ أجمل مِنْ كُلّ عطيَّة قَالَ يُوناثان لِداوُد [ إِذهبْ بِسَلاَمٍ0 لأِنَّنا كِلَينَا قَدْ حَلَفْنَا بِإِسْمِ الرَّبِّ قائِلينِ الرَّبُّ يكُونُ بينِي وَبينكَ وَبينَ نسلِي وَنسلِكَ إِلَى الأبَدِ ]00وَكانت أخِر مرَّة رأى فِيها داوُد يُوناثان حَتَّى مات يُوناثان فِى الحرب فَرثاهُ داوُد ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.

عدد الزيارات 1585

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل