دراسة فى سفرصموئيل الاول ج9

Large image

الأصْحَاحُ الحَادِي وَالْعشْرُونَ :-
" دَاوُدُ الطرِيِد "
فارق داوُد يُوناثان وَتحقّق مِنْ شر شَاوُل وَتأكّد مِنْ أنَّ شَاوُل يرغب فِى الإِنتقام مِنْهُ وَ لاَ يطِيق رؤيتِهِ أوْ سماع إِسمه00فَبدأ داوُد يعِيش فِى مُطاردة مَعَْ شَاوُل00نعلم أنَّ داوُد رمز لِلمسِيح وَمادام يسُوعَ يحيا عَلَى الأرض بِالطبع سيكُون مُطارد مِنْ مملكِة الظُلمة الَّتِى هى مُمثَّلة فِى شَاوُل لأِنَّ [ وَجميِعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أنْ يعِيشُوا بِالتَّقوى فِي المسِيحِ يَسُوعَ يُضطهدُونَ ]( 2 تى 3 : 12 ) [ فَجَاء داوُد إِلَى نُوبٍَ إِلَى أخِيمالِكَ الكاهِنِ ]00" نُوب " مدِينة مِنْ مُدُن الملجأوَهى مُخصَّصة لِسُكنى الكهنة وَكان فِيها رئِيس الكهنة فِى ذلِك الوقت إِسمه أخِيمالِكَ الكاهِن وَهُوَ مِنْ عشِيرة عالِى الكاهِن [ فاضطرَبَ أخِيمالِكَ عِنْدَ لِقاءِ داوُد ]00تعجَّب أخِيمالِكَ مِنْ مجئ داوُد00داوُد الَّذِى لاَ يسِير إِلاَّ بِجيش كبِير وَ لاَ يُفارِق شَاوُل00داوُد مِنْ رِجال شَاوُل فِى الحرب الَّذِى لاَ يُمكِن أنْ يسِير وحدهُ [ وَقَالَ لَهُ لِمَاذا أنتَ وحدَكَ وَليس معك أحدٌ0 فَقَالَ داوُد لأِخِيمالِكَ الكاهِنِ إِنَّ المَلِكَ أمرنِي بِشئٍ وَقَالَ لِي لاَ يعلم أحد شيئاً مِنَ الأمرِ الَّذِي أرسلتُك فِيهِ وَأمرتُكَ بِهِ ]00لحظات يعِيشها داوُد الجبَّار لكِنْ فِى ضعف رأينا داوُد وَهُوَ فِى حالِة تخلِّى النِعمة عنهُ أى فِى حالة بشريَّة00خائِف00فَبدأ يلجأ لِلحِيل البشريَّة00لاحظنا فِى داوُد أنَّهُ لَمْ يُقبِل عَلَى خطوة فِى حياته دُون أنْ يُصَلِّى قبلها وَيستشِير الله لكِنْ هُنا يقُول الكِتاب أنَّهُ جاء إِلَى نُوب دُون أنْ يُصَلِّى00خُوفه مِنْ شَاوُل جعلهُ يسلُك بِطبِيعتهُ البشريَّة فَهرب00عِندما قابل أخِيمالِكَ وجدنا داوُد يتكلّم بِطرِيقة بِها إِلتواء سألهُ أخِيمالِكَ لِماذا جِئت وحدك ؟ أجابهُ داوُد المَلِكَ أرسلنِى فِى مُهِمَّة سرَّيَّة00سألهُ وَأين جيشك ؟ أجابهُ داوُد جعلتهُمْ يختبئِون فِى الخلف00كذب داوُد أكثر مِنْ مرَّة [ وَأمَّا الغِلمانُ فَقَدْ عَيَّنْتُ لهُمُ الموضِعَ الفُلاَنِيَّ وَالفُلاَنيَّ ]00لحظات ضعف يعِيشُها رجُل الله الجبَّار وَرجُل الإِيمان لجأ لِلكذب00أجمل ما فِى الكِتاب أنَّهُ ذكر الطبِيعة البشريَّة عَلَى حقِيقتها00وَمِنْ أجمل الأمور الَّتِى تُثبِت صِدق الكِتاب أنَّهُ لاَ يُدارِى ضعفات أنبيائه مِثال لِذلِكَ رجُل الإِيمان إِبراهِيم قَالَ لِلمَلِكَ أبِيمالِكَ وَهُوَ فِى مِصْرَ أنَّ سارة أُختهُ وَليست زوجتهُ00لَمَّا بُطرُس الرسُول يُنكِر00لَمَّا داوُد يكذِب00لأِنَّ الكِتاب يُرِيد أنْ يُرِيكَ أنَّ النِعمة تعمل فِى الضعف البشرِى وَأنَّها قادِرة أنْ تُقّدِس وَترفع الكِتاب بِذلِكَ يُرِيد أنْ يقُول لَكَ أنَّ مُعجِزة فِى حياة النَفْسَ البشريَّة لابُد أنْ تتِم بِنِعمة الله وَأنَّ الضعف البشرِى موجُود00وَليس قصد الكِتاب أنْ يُظهِر لَكَ الإِنسان فِى صُورة مِثاليَّة خياليَّة لِتقُول أين أنَا مِنْ كُلّ هؤلاء ؟00لاَ00هؤلاء هُمْ أيضاً لهُمْ نَفْسَ ضعفك داوُد خاف وَكذِب00لكِنْ ثِق أنَّ قوَّة الله وَنعمتِهِ قادِرة أنْ تعمل فِى الضعف البشرِى00بدأ داوُد يقُول لأخِيمالِكَ أنَّهُ جوعان وَرِجاله أيضاً فَهل يوجد لديهِ خُبز ؟[ وَالآنَ فماذا يُوجدُ تحت يَدِكَ0 أعطِ خمسَ خُبزاتٍ فِي يَدِي أوِ الموجُودَ ]00أخِيمالِكَ كَانَ يُعامِل داوُد بِكُلّ إِحترام وَوقار جِدَّاً لأِنَّ داوُد كانت لَهُ مكانة خاصَّة جِدَّاً فَقَالَ أخِيمالِكَ [ لاَ يُوجدُ خُبزٌ مُحلَّلٌ تحت يَدِي وَلكِنْ يُوجدُ خُبزٌ مُقَدَّسٌ إِذا كَانَ الغِلمانُ قَدْ حفِظُوا أنْفُسَهُمْ لاَ سِيَّما مِنَ النِّساءِ ]00إِنْ كان الَّذِينَ معك قَدْ حفِظُوا أنفُسهُمْ أطهار مُمكِن نُعطِيهُمْ أنْ يأكُلوا مِنْ الخُبز المُقدَّس00إِستثناء فِى سِفر اللاويين يحكِى عَنْ مائِدة خُبزِ الوُجوه الموجودة فِى خيمة الإِجتماع وَيقُول أنَّهُ يُوضع عليها إِثنى عشر خُبزة كُلّ سِتَّة خُبزات معاً00إِشارة إِلَى الإِثنى عشر سِبط وَكأنَّ الله يقُول أنَّ كُلّ سِبط لَهُ مكانة أمامِى فِى القُدس كخُبز أمام الله وَكان الخُبز يتغيَّر كُلّ سبت بِإِثنى عشر خُبزة جدِيدة أمَّا الخُبز القدِيم فيأكُلهُ الكهنة وَيُسمّى خُبز مُقدّس لاَ يأكُلهُ سِوى هارُون وَنسلِهِ إِذاً يجِب أنْ يأكُلهُ أخِيمالِكَ وَنسلهُ فقط لكِنْ أخِيمالِكَ وجد أنَّ داوُد هُوَ مسِيح الرَّبّ وَهُوَ رجُل حرب وَرجُل الله خلّص شعبه مِنْ أعدائه فَقَالَ لاَ مانِع أنْ يأكُل داوُد مِنْ هذا الخُبز تحت بند الحُب وَأنَّ المحبَّة أقوى مِنْ أى ناموس لِذلِكَ عِندما تكلّموا مَعَْ السيِّد المسِيح عَنْ السبت وَتقدِيسه قَالَ لهُمْ[ أمَا قرأتُمْ مَا فعلهُ داوُدُ حِينَ جاعَ هُوَ وَالَّذِينَ معهُ0 كيف دخل بيتَ اللهِ وَأكلَ خُبز التَّقدِمةِ الَّذِي لَمْ يحِلَّ أكلُهُ لَهُ وَ لاَ لِلَّذينَ معهُ بَلْ لِلكهنةِ فَقَطْ ] ( مت 12 : 3 – 4 ) 00أى أنَّ ناموس الحُب يعلو فوق ناموس الحرف[ فَأعطاهُ الكاهِنُ المُقَدَّسَ لأِنَّهُ لَمْ يكُنْ هُناك خُبزٌ إِلاَّ خُبزَ الوُجُوهِ المرفُوعَ مِنْ أمامِ الرَّبِّ لِكَي يُوضعَ خُبزٌ سُخنٌ فِي يومِ أخذِهِ ]00إِسمه " خُبز الُوجُوه " إِشارة لِحضُورهُمْ أمام الله وَأنَّ الله ينظُرهُمْ دائِماً [ وَكَانَ هُناك رجُل مِنْ عبِيد شَاوُلَ فِي ذلِكَ اليومِ محصُوراً أمامَ الرَّبِّ إِسمُهُ دُواغُ الأدُومِيُّ ]00بِدُون قصد تصادف وجُود رجُل مِنْ عبِيد شَاوُل وَرأى ما حدث بين أخِيمالِكَ وَداوُد وَكَانَ هذا الرجُل وَيُدعى دُواغُ الأدُومِيُّ محصُور أمام الرَّبِّ00يُقال هُنا شيئان :-
أوَّلاً أنَّ دُواغُ الأدُومِيُّ هُوَ العبد الَّذِى خرج أوَّلاً عِندما تعرَّفنا عَلَى شَاوُل وَهُوَ يبحث عَنْ الأتن الضائِعة00فَلِماذا ذهب دُواغُ إِلَى مدينة الكهنة وَترك شَاوُل ؟00يُقال أنّ أى إِنسان لديهِ أمرٍ عارِض أوْ تقدِمة أوْ ذبِيحة أوْ يُرِيد خلوة أوْ إِستشارة يذهب لِمدِينة الكهنة00وَيبدُو هُنا أنَّ دُواغُ كَانَ عِندهُ أمرٍ يستحِق إِستشارِة أخِيمالِكَ فَذَهَبَ لِمدِينِة الكهنة وَهُناك رأى داوُد وَما حدث يبدو أنَّهُ ذهب لإِيفاء دِين أوْ نذر00ذهب لِلتطهِير المُهِم أنَّهُ رأى داوُد وَقَالَ داوُد عنهُ هذا رئِيس رُعاة شَاوُل00سأل داوُد أخِيمالِك أعِندك سيف ؟ داوُد سأل أخِيمالِك شيئان خُبز وَسيف00أخِيمالِكَ يُرِيد أنْ يُكرِم داوُد فَقَالَ لَهُ عِندِى سيف00أجابهُ داوُد لِمَنَ ؟ قَالَ أخِيمالِك سيف جُليات الجبَّار [ فَقَالَ الكاهِنُ إِنَّ سيفَ جُلياتَ الْفِلِسْطِينِيِّ الَّذِى قتلتهُ فِي وادِي البُطمِ ها هُوَ ملفُوفٌ فِي ثوبٍ خلف الأفُودِ فَإِنْ شِئتَ أنْ تأخُذهُ فَخُذْهُ لأِنَّهُ ليس آخر سِواهُ هُنا0 فَقَالَ داوُد لاَ يُوجدُ مِثلُهُ أعْطِنِي إِيَّاهُ ]00أجمل هديَّة تُعطِيها لِى لأِنِّى فِى لحظِة ضعف شدِيدة وَمُحتاج أنْ أُعِيد ثِقتِى فِى عمل الله00أنَا مُحتاج ثِقة فِى نَفْسِى وَعمل الله00فَِأخذهُ داوُد أحياناً الله وسط ضعفِنا وَجهلِنا يكُون أيضاً معنا وَ لاَ يترُكنا00إِذا ربطنا المزامِير بِالأحداث نجِد إِرتباط رائِع فَنجِد مَثْلاً المزمور يقُول [ تيهانِي رَاقبتَ ] ( مز 56 : 8 )00حَتَّى وَأنَا زائِغ مِنك أنت معِى أنت تُدبِّر لِى حَتَّى فِى لحظات ضعفِى كيف أتشدّد00حَتَّى وَأنَا فِى كِذبِى وَأنَا خادِع تُدبِّر لِى سيف جُليات كى تُذكِّرنِى بِأنِّى لابُد أنْ أترُك هذا الضعف00تُرِيد أنْ تقُول لِى كما يقُول سِفر يُوئِيل [ لِيقُلِ الضَّعِيفُ بَطَلٌ أنَا ] ( يؤ 3 : 10 )أراد الله أنْ يقُول لِداوُد لاَ تخف كما كُنت معك مَعَْ جُليات سأكُون معك الآنَ تشدَّد وَتشجَّع وَأترُك الضعف يكفِيك أنْ تنظُر إِلَى سيف جُليات وَتُشدِّد نَفْسَكَ وَتهدأ [ وَقَامَ داوُد وَهرب فِي ذلِكَ اليوم مِنْ أمامِ شَاوُلَ ]00لأِنَّ داوُد عِندما رأى دُواغُ الأدُومِيُّ تخيّل أنَّهُ أمام شَاوُل00ثُمّ فكّر أيضاً داوُد فِى ضعف وَقَالَ أين أهرب مِنْ شَاوُل فِى مكانٍ أمِين ؟ وَتخيّل أنَّ أفضل مكان يهرُب إِليه وَ لاَ يصِل إِليهِ شَاوُل فِيهِ أنْ يخرُج خارِج المدينة كُلّها وَيذهب إِلَى جتّ بلد جُليات الفلسطينِى00وَلَمَّا دخل جتّ قَالَ الفلسطينيُّون أليس هذا هُوَ داوُد الَّذِى قتل جُليات ؟ وَوجد داوُد النَّاس فِى جتّ مُتحفِّزة لَهُ جِدَّاً وَكُلَّ نظراتهُمْ سخط وَكُره وَإِنتقام[ فَقَالَ عبِيدُ أخِيش لَهُ أليس هذا داوُد مَلِكَ الأرضِ0 أليس لِهذا كُنَّ يُغَنِّينَ فِي الرَّقصِ قائِلاتٍ ضَرَبَ شَاوُلُ أُلُوفهُ وَداوُد رِبواتِهِ0 فوضع داوُد هذا الكلام فِي قلبِهِ وَخاف جِدَّاً مِنْ أخِيش مَلِكَ جتَّ ]00خاف داوُد مِنْ المَلِكَ أخِيش وَمِنْ أهل جتَّ فماذا فعل ؟هُنا رأينا داوُد فِى منظر صعب جِدَّاً00وجدنا داوُد يدّعِى الجُنُون[ فَغيَّر عقلهُ فِي أعيُنهِمْ وَتظاهر بالجُنُونِ بينَ أيدِيهِمْ وَأخذ يُخربِشُ عَلَى مَصَارِيعِ البابِ وَيُسِيلُ رِيقهُ عَلَى لِحيتِهِ ]00داوُد الجبَّار يدَّعِى الجُنُون وَالسفه00لِلأسف [ فَقَالَ أخِيشُ لِعبِيدهِ هُوذا ترون الرَّجُلَ مجنُوناً فَلِماذا تأتُونَ بِهِ إِلَيَّ0 ألعلِيّ مُحتاجٌ إِلَى مجانِينَ حَتَّى أتيتُمْ بِهذا لِيتجنَّنَ عَلَيَّ0 أهذا يدخُلُ بيتِي ]00أِنَّهُ مجنُون ماذا أفعلُ بِهِ ؟هكذا قَالَ أخِيش مَِلِكَ جتَّ لَوْ ربطنا هذا الجُزء بِالمزامِير نربُطهُ بِمزمور 56 وَيقُول لَمَّا ذهب داوُد إِلَى فلسطِين [إِرحمنِي يا اللهُ لأِنَّ الإِنسانَ يتهمَّمُنِي وَاليومَ كُلَّهُ مُحارِباً يُضايقُنِي ]00الإِنسان يُزِيدُ همِّى وَأنَا لاَ أعلم ماذا أفعل00[ فِي يومِ خوفِي أنَا عليكَ أتَّكِلُ0 اللهُ أفتخِرُ بِكَلاَمِهِ عَلَى اللهِ توكَّلتُ فَلاَ أخافُ00تيهانِي راقبتَ0 إِجعل أنتَ دُمُوعِي فِي زِقِّكَ00لأِنَّكَ نَجَّيتَ نَفْسِي مِنَ الموتِ0 نعم وَرِجليَّ مِنَ الزَّلَقِ لِكَىْ أسِيرَ قُدَّامَ اللهِ فِي نُورِ الأحياءِ ]00عِندما نجا داوُد مِنْ مدينة جتَّ قَالَ لله أنت نجَّيتنِى مِنْ أعدائِى وَتيهانِى راقبت00نعم الإِنسان يتهمَّمُنِى لكِنَّك أنت لاَ ترفُضنِى وَ لاَ تترُكنِى0
الأصْحَاحُ الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ :-
داوُد راجع نَفْسَه وَقَالَ أنَا لاَ أهرُب مِنْ شَاوُل فِى فلسطِين بَلْ سأعُود لِبلدِى00وَذهب إِلَى مغارة تُسمَّى عدُلاّمَ مِنْ مُدُن يهُوذا نقرأ عنها فِى سِفر التكوِين 28 00هِى مدِينة مِنْ المُدُن الَّتِى ورثها أولاد يعقُوب [ فَلَمَّا سَمِعَ إِخوتُهُ وَجَمِيعُ بيتِ أبِيهِ نزلُوا إِليهِ إِلَى هُناكَ ]00كُلّ المدِينة تُحِب داوُد فوجدناهُمْ مُتعاطِفِين معهُ وَقَالُوا لَهُ نحنُ أيضاً سنترُك بيوتنا وَنعِيش معك كما أنت طرِيد [ وَاجتمع إِليهِ كُلُّ رَجُلٍ مُتضايِقٍ وَكُلُّ مَنْ كَانَ عليهِ دينٌ وَكُلُّ رَجُلٍ مُرِّ النَّفْسِ فَكَانَ عليهِمْ رئيساً وَكَانَ معهُ نحوُ أربعِ مِئَةِ رَجُلٍ ]00تجمَّع معهُ أُناس كثِيرُون أرادوا أنْ يعِيشُوا معهُ00كُلّ مَنْ كَانَ عليهِ دينٌ وَكُلّ مُتضايِق وَكُلّ مُرِّ النَّفْسِ00هذِهِ هِى الفِئات الَّتِى تجَّمعت حول داوُد لأِنَّ داوُد يُشِير لِلمسِيح المُخلِّص وَالمُنقِذ الَّذِى لَوْ أردنا أنْ نكتُب مَا يُناسِبهُ نقُول[ تعالوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتعبِينَ وَالثَّقِيلِي الأحمالِ وَأنَا أُرِيحُكُمْ ] ( مت 11 : 28 )00لاَ تبحث فِى ضِيقك عَنْ مكان خارِج داوُد [ فِي مَا هُوَ قَدْ تألَّمَ مُجَرَّباً يقدِرُ أنْ يُعِينَ المُجَرَّبِينَ ]( عب 2 : 18 )00داوُد مُتضايِق يستطِيع أنْ يُعِين المُجَرَّبِين وَالمُتضايقِين00داوُد هارِب يقدِر أنْ يُعِين الهارِبين00لابُد أنْ أثِق فِى داوُد وَفِى حِمايتِهِ شَاوُل مَلِكَ لكِنَّهُ مرفُوض مِنْ الشَّعْب00رئِيس هذا العالم ليس لَهُ فِيهُمْ شئ00وَإِنْ كانُوا قَدْ وجدوا عِند شَاوُل راحة فَلِماذا ذهبُوا مَعَْ داوُد ؟ داوُد كَانَ مُخلِص رغم أنَّ شَاوُل كَانَ مَلِكَ00وَكما كَانَ لِداوُد مغارة أُدخُل لِمغارتِهِ وَأسترِح عِندهُ00ليس لَكَ مأمن إِلاَّ فِى مغارة مَعَْ داوُد00لأِنَّهُ بِسبب حُكم شَاوُل وَظُلمِهِ كثُر مُرِّى النَّفْسِ وَالمديونِين وَالمُتضايقِيِن هكذا بِسبب سيطرِة رُوح العالم عَلَى أولاد الله كثُرت الحرُوب وَالضِيقات00وَكأنَّهُ يُرِيد أنْ يقُول لَكَ أنَا وجدت لَكَ مغارة يسكُن فِيها داوُد كى تذهب إِليهِ وَتسكُن معهُ وَتسترِيح00الله يُرِيد أنْ يقُول لَكَ أنَا لَمْ أسمح بِالضِيق إِلاَّ لأِنِّى أوجدت لَكَ معهُ المنفذ00إِذهب إِلَى المغارة وَأسترِح معهُ عِندما تقرأ مزمور 57 يقُول إِنَّهُ لإِمام المُغنِّينَ مُذَهَّبَةٌ لِداوُدَ عِندما هرب مِنْ قُدَّامِ شَاوُلَ[ إِرحمنِي يا الله إِرحمنِي لأِنَّهُ بِكَ إِحتمت نَفْسِي وَبِظلِّ جناحيك أحتمِى إِلَى أنْ يعبُر الإِثم ( فِى بعض الترجمات " إِلَى أنْ تعبُر المصائِب " ) ]00كلِمات تنطبِق تماماً عَلَى داوُد00هُوَ يقُول لَكَ أنَا أُرِيد أنْ أدخُل بِكَ لِلمغارة وَنُلاحِظ أنَّهُ لَمَّا أتى المسِيح لِلعالم مُفتقِدهُ وُلِد فِى مغارة00يُرِيد أنْ يقُول لَكَ أنَّ المغارة هِى حِصن الكنِيسة كُلِّها00المؤمِنين كُلّهُمْ00إِجتمِعِى إِليهِ يا نَفْسِى عِندما تكُونِى مُرّة النَّفْسَ حِينما تكُونِى مُتضايِقة أوْ مديُونة00كُلّما ضغط عليكِ شَاوُل لاَ تُقاوِميه بَلْ إِهربِى إِلَى المغارة ، يقُول [ فَأهرُب إِليك ] لِذلِكَ يقُول الأصحاح [ وَذهب داوُد مِنْ هُناك إِلَى مِصفاةِ مُوآبَ وَقَالَ لِمَلِكِ مُوآبَ لِيخرُجْ أبِي وَأُمِّي إِليكُمْ حَتَّى أعلمَ ماذا يصنعُ لِيَ اللهُ ]00سمحوا لَهُ أنْ يُقِيم والِديه معهُ وَأصبح هذا المكان ملجأ هذا إِشارة لِلمسِيح الَّذِى رفع طبِيعتنا وَإِفتقدها لِنشعُر أنَّهُ قرِيب جِدَّاً لنا00إِنْ كَانَ شَاوُل يُعيِّرنا إِلاَّ أنَّ المغارة موجودة وَالله يحِل فِيها بِبهاء مجده وَهذا هُوَ طرِيق الملكُوت00وَمَنْ هُمْ المُلتفُّون حول داوُد ؟00لِنعبُر بِالزمن لِلأمامِ خمسة عشر سنة سنجِد أنَّ هؤلاء الأربعُمائة رجُل هُمْ رِجال المملكة00أى أنَّ داوُد لَمْ ينسى جمِيلهُمْ هؤلاء الَّذِينَ وقفوا معهُ فِى شِدتِهِ كُلّ نَفْسَ تُجاهِد مَعَْ المسِيح بِماذا تُكلَّل ؟ يقُول هؤلاء هُمْ الَّذِين سيجلِسُون معِى فِى ملكُوتِى وَيدِينُون أسباط إِسرائِيل الإِثنىّ عشر [ وَسَمَعَ شَاوُلُ أنَّهُ قَدِ إِشتهرَ داوُد وَالرِّجالُ الَّذِينَ معهُ ]00شَاوُل ليس فِى فِكره سِوى داوُد00سمع عنهُ لأِنَّ داوُد إِشتهر هُوَ وَمَنْ معهُ وَكبرُوا جِدَّاً فَتضايق00[ فَقَالَ شَاوُلُ لِعَبِيدِهِ الواقِفِينَ لَدَيهِ إِسمعُوا يا بنيامِينيُّونَ0 هل يُعطِيكُمْ جَمِيعكُمْ إِبنُ يَسَّى حُقُولاً وَكُرُوماً ]00شَاوُل جمع عبِيده كُلّهُمْ وَهُنا يظهر كَمْ كَانَ قلب شَاوُل ضيِّق لأِنَّهُ جمع كُلَّ عبِيده مِنْ سِبط بنيامِين الَّذِى هُوَ مِنهُ أيضاً أى أنَّ شَاوُل مربُوط بِاللحم وَالدَّم لِذلِكَ عيَّن كُلّ رِجال مملكته مِنْ سِبط بنيامِين شَاوُل رجُل جسدِى وَليس رُوحِى يُفّضِل عمل عِصابة مِنْ رِجال سِبطه حوله وَ لاَ يُرِيد جماعة رُوحيَّة00يوجد فرق بين القائِد الرُّوحِى وَالقائِد الجسدِى00الرُّوحِى ينقاد بِرُوح الله أمَّا الجسدِى فينقاد بِرُوح ذِهنه وَغِيرته وَحسده كَانَ شَاوُل يقُود شعبه بِطرِيقة جسدانيَّة فَكان يجمع الرؤساء مِنْ سِبطه00وَلكِنْ لِنرى السيِّد المسِيح وَهُوَ يختار تلامِيذه مِنْ كُلّ أُمَّه وَمِنْ كُلّ سِبط وَلِسان يجمع الصيَّاد وَالتاجر وَالفيلسُوف وَ بولس أيضاً كَانَ يذهب فِى رِحلة وَمعهُ واحِد مِثل برنابا وَتيموثاوُس00برنابا وَتِيطُس00برنابا يهُودِى وَتِيطُس أُممِى نقُول لِبولس إِنْ كُنت يهودِى قَدْ تُفّضِل يهودِى وَإِنْ كُنت أُممِى تُفّضِل الأُممِى00ماذا تكُون أنت ؟ يقُول أنَا قلبِى مُتّسِع وَيسع كُلّ أولاد الله ،الله يقُول كُلّ واحِد فِيكُمْ غالِى عِندِىالقدِيس يُوحنا ذهبىَّ الفم يقُول كُلّ واحِد فِى الرعيَّة مِثل الرعيَّة كُلّها أغلى مِنْ نُور عينىَّ00لكِنْ شَاوُل كَانَ قلبه ضيِّق لاَ يقُود بِرُوح الله بَلْ بِرُوح الجسد00شَاوُل كَانَ لاَ يطِيق وَ لاَ يحتمِل سماع إِسم داوُد فَكان يقُول " إِبن يَسَّى "00كَمْ يكُون القلب مُظلِم وَالنَّفْسَ مُقيَّدة وَمسبيَّة عِندما تُسيطِّر رُوح الغِيره عَلَى الإِنسان فَيقُول لهُمْ شَاوُل هل يُعطِيكُم إِبن يَسَّى حقُول وَكرُوم ؟ بدأ شَاوُل يُعطِيهُم إِغراءات بِرُوح العالم00هذا إِسلُوب عدو الخير لأِنَّهُ يعرِف أنَّ هذِهِ قَدْ تكُون نُقطة ضعف عِند الإِنسان فَيُغرِيه بِإِغراءات ماديَّة حقُول وَكرُوم قدِيماً عِندما كَانَ الحُكَّام الوثنيين يُعذِّبُون الشُهداء كُنَّا نجِدهُمْ يعِدُون الشهِيد بِإِغراءات ماديَّة وَعالميَّة00شَاوُل هُنا يستخدِم هذا الأسلُوب يُعطِى أهله كرامات وَعطايا00البعض يُحِب أنْ يجذِب النَّاس ليس بِصلاحِهِمْ بَلْ بِالعطايا وَالإِنسان عِندما يعلم أنَّ العطايا زائِله إِنْ كانت نَفْسَه مُستنِيرة يرفُضها لأِنَّهُ ماذ ينتفِع مِنها ؟[ وَهل يجعلكُمْ جَمِيعكُمْ رُؤساء أُلُوفٍ وَرُؤساء مِئاتٍ حَتَّى فتنتُمْ كُلُّكُمْ عَلَيَّ ]00بدأ شَاوُل يستعطِفهُمْ وَيقُول ألاَ يوجد فِيكُمْ واحِد يحزن علىَّ أوْ يكلّمنِى وَيساعدنِى ؟دُواغُ الأدُوميُّ كَانَ حاضِر هذا الأمر فَقَالَ لِشَاوُل أنَا رأيت داوُد فِى مدينة نُوب مَعَْ أخِيمالِكَ رئِيس الكهنة00لِلأسف دُواغُ الأدُوميُّ قَالَ نِصف الحقِيقة قَالَ أنَا رأيت أخِيمالِكَ يحتضِن داوُد وَيطعِمه وَأعطاهُ سيف00وَلَمْ يقُل أنَّ داوُد ذهب لأخِيمالِكَ وَلَمْ يكُنْ أخِيمالِكَ يعلم بِمجِئ داوُد00وَحماهُ وَأعطاهُ سيف00أخِيمالِكَ لَمْ يكُنْ يعرِف أنَّ داوُد سيأتِى لكِنَّهُ أكرمهُ00هُنا سنعلم ماذا فعل كِذب داوُد وِكِذب دُواغُ ؟ [ قَدْ رأيتُ ابنَ يَسَّى آتِياً إِلَى نُوبٍ إِلَى أخِيمالِكَ بنِ أخِيطُوبَ0 فسأل لَهُ مِنَ الرَّبِّ وَأعطاهُ زاداً وَسيفَ جِلياتَ الْفِلِسطِينِيِّ أعطاهُ إِيَّاهُ ]00أى أنَّ أخِيمالِكَ صَلّى لِداوُد وَأعطاهُ طعام وَسيف جُليات [ فَأرسل المَلِكُ وَاستدعى أخِيمالِكَ بنَ أخِيطُوبَ الكاهِنَ وَجَمِيعَ بيتِ أبيهِ الكهنة الَّذِين فِي نُوبٍَ فجاءوا كُلُّهُمْ إِلَى المَلِكِ ]00إِستدعى شَاوُل أخِيمالِك وَسألهُ ماذا فعل ؟[ فَقَالَ شَاوُلُ إِسمعْ يا ابنَ أخِيطُوبَ0 فَقَالَ هأنذا يا سيِّدِي ] شَاوُل كلَّم أخِيمالِك بِإِحتقار رغم أنَّهُ رئِيس كهنة وَلكِنْ لِنرى كيف أجابهُ أخِيمالِكَ ؟فَقَد أجابهُ بِوقارٍ رغم أنَّهُ رئِيس كهنة وَشَاوُل عاملهُ بِإِحتقارٍ00إِحذر أنْ تتعامل بِرُوح أهل العالم مَعَْ أحد حَتَّى وَلُوْ كَانَ ليس لديهِ إِحترام وَلَوْ إِنسان فاقِد الأدب لابُد أنْ تكُون أنت مؤدب [ فَقَالَ لَهُ شَاوُلُ لِماذا فتنتُمْ عَلَيَّ أنت وَابنُ يَسَّى بِإِعطائِكَ إِيَّاهُ خُبزاً وَسيفاً وَسألتَ لَهُ مِنَ اللهِ لِيقُومَ عَلَيَّ كامِناً كهذا اليومِ0 فَأجاب أخِيمالِكَ المَلِكَ وَقَالَ وَمَنْ مِنْ جَمِيعِ عبِيدِكَ مِثْلُ داوُد أمِينٌ وَصِهرُ المَلِكِ وَصاحِبُ سِرِّكَ وَمُكَرَّمٌ فِي بيتِكَ ]00ماذا فِى داوُد وَماذا حدث عِندما أعطيتهُ خُبز وَسيف ؟ أليس داوُد هُوَ صِهرُك وَمُكرَّم عِندك وَصاحِب سِرِّكَ ؟[ فهل اليوم إِبتدأتُ أسألُ لَهُ مِنَ اللهِ0 حاشا لِي0 لاَ ينسِبِ المَلِكُ شيئاً لِعبدِهِ وَ لاَ لِجَمِيعِ بيتِ أبِي لأِنَّ عبدكَ لَمْ يعلمْ شيئاً مِنْ كُلِّ هذا صغِيراً أوْ كبِيراً ]00إِنَّها ليست الأولى الَّتِى أُصَلِّى فِيها لأِجلِ داوُد وَأنَا لَمْ أكُن أعلم ما بينكُم شَاوُل غضُوب وَمُتسرِّع لاَ يستقصِى الحقائِق00وَدائِماً الإِنسان الَّذِى لاَ يضبِط نَفْسَه لاَ يعرِف كيف يتصرَّف فَنجِدهُ مُتسرِّع وَأهوج00[ فَقَالَ المَلِكُ موتاً تمُوتُ ]00معقُول إِنسان يتكلَّم معهُ بِكُلّ وقارٍ وَلُطفٍ وَيقُول لَهُ مَنْ فِى بيتِك مِثْل داوُد وَيكُونُ هذا حُكمك ؟مُشكِلة شَاوُل أنَّهُ لاَ يستشِير بَلْ مُتسرِّع وَ لاَ يُناقِش [ موتاً تمُوتُ يا أخِيمالِكُ أنتَ وَكُلُّ بيتِ أبِيكَ ]00ليس وحدك تموت بَلْ أنت وَبيت أبِيكَ00[ وَقَالَ المَلِكُ لِلسُّعاةِ الواقِفِينَ لديهِ دُورُوا وَاقتُلُوا كهنة الرَّبِّ لأِنَّ يَدَهُمْ أيضاً مَعَْ داوُد وَلأِنَّهُمْ علِمُوا أنَّهُ هارِبٌ وَلَمْ يُخبِرُونِي ]00تخيّل أنَّ شَاوُل يأمُر عبِيده أنْ يقتُلُوا كهنة الرَّبِّ كُلّهُمْ وَكانُوا خمسة وَثمانُون كاهِن ماذا يكُون موقِف عبِيد شَاوُل ؟ بِالطبع رفضوا قتل الكهنة00يا شَاوُل عبِيدك أبرّ مِنك أنت رئِيسهُمْ وَكَانَ يجِب أنْ تكُون قُدوتهُمْ00رفضُوا وَقَالُوا لاَ نمُد أيدِينا عَلَى مُسحاء الرَّبِّ وَإِنْ أردت أنت أنْ تُمِيتنا أمِتنا لكِنَّنا لَنْ نُمِيت الكهنة00هؤلاء العبِيد جدِيرِين بِالإِحترام لأِنَّهُمْ كسروا أمر المَلِكَ وَإِنْ كَانَ أمر المَلِكَ غلب [ فَلَمْ يرضَ عبِيدُ المَلِكِ أنْ يمُدُّوا أيدِيهُمْ لِيقعُوا بِكهنة الرَّبِّ0 فَقَالَ المَلِكُ لِدُواغَ دُرْ أنتَ وَقَعْ بِالكهنةِ ]00أحياناً الخطيَّة تُعمِى الإِنسان وَتجعلهُ يأخُذ قرارات مُتسرِّعة جِدّاً وَالحِقد يُعمِى قلبه وَالغِيره تجعلهُ يتسرّع لأِنّ الخطيَّة تُحطِم الحياة الرُّوحيَّة وَتُفسِد الطاقات وَالمواهِب وَتجعل الإِنسان مُقاوِم لِلكُلِّ حَتَّى نَفْسَهُ00لكِنْ هُنا عِندما وجد دُواغ الأدُومِيّ أنَّهُ قَدْ تسبَّب فِى هذا الموقِف قَالَ لِشَاوُل سأفعل أنَا حُكمك[ فَدار دُواغُ الأدُومِيُّ وَوَقع هُوَ بِالكهنةِ وَقتل فِي ذلِكَ اليومِ خمسةً وَثمانِينَ رَجُلاً لاَبِسِي أفُودِ كتَّانٍ0 وَضَرَبَ نُوبَ مدِينة الكهنة بِحدِّ السَّيفِ0 الرِّجالَ وَالنِّساء وَالأطفالَ وَالرِّضعانَ وَالثِيرانَ وَالحَمِيرَ وَالغنمَ بِحدِّ السَّيفِ ]00مدِينة بِأكملِها مدِينة الكهنة قتلها شَاوُل بِحدِّ السَّيفِ لَوْ رجعنا لِسِفر صَمُوئِيل الأوَّل الأصحاح الثانِى عِندما أراد الله أنْ يُعاقِب عالِى الكاهِن عَلَى تهاوُنِهِ فِى تربية أولاده قَالَ لَهُ أنت وَجَمِيع بيتك تموتُون شُبَّان00وَتحقَّق العِقاب بِموتِ الخمسة وَثمانِين كاهِن لأِنَّ الله قَالَ[ هُوذا أنَا فاعِلٌ أمراً فِى إِسْرَائِيلَ كُلُّ مَنْ سمِعَ بِهِ تطِنُّ أُذُناهُ ]00متى تحقَّق هذا الأمر ؟أمر خطِير تحقَّق الآنَ نعم لَمْ يعرِف أحد وقتها لِماذا تمَّ هذا الأمر00نعم يا الله أحكامك قَدْ تتأخر وَقَدْلاَ يُصدِّق البشر تدابِيرك00لكِنْ هُناك بقيَّة حفظها الله أحد أولاد أخِيمالِك كَانَ حارِساً لِخيامِ الكهنة إِسمهُ أبياثارُ الكاهِن00هُوَ الوحِيد الَّذِى نجا مِنْ مدِينة الكهنة بِأكملِها [ فَنَجا ولد واحِدٌ لأِخِيمالِكَ بنِ أخِيطُوبَ اسمُهُ أبِياثارُ وَهَرَبَ إِلَى داوُد ]00مسكِين أبِياثار00لَوْ علِم شَاوُل أنَّهُ نجا لقتلهُ [ وَأخبرَ أبِياثارُ داوُد بِأنَّ شَاوُلَ قَدْ قتل كهنة الرَّبِّ0 فَقَالَ داوُد لأِبِياثارَ عَلِمتُ فِي ذلِكَ اليومِ الَّذِي فِيهِ كَانَ دُواغُ الأدُومِيُّ هُناك أنَّهُ يُخبِرُ شَاوُلَ ]00قَالَ داوُد أنَا شعرت يوم رأيت دُواغ الأدُومِيُّ فِى نُوب أنَّهُ سيُخبِر شَاوُل جيِّد داوُد لأِنَّهُ يُلقِى بِالملامة عَلَى نَفْسِهِ [ أنَا سبَّبتُ لِجَمِيعِ أنْفُسِ بيتِ أبِيكَ ]00لَوْ كَانَ شَاوُل مكان داوُد لِمَا ألقى بِالملامة عَلَى نَفْسِهِ00يوم قدَّم ذبِيحة قَالَ لِصَموئِيل النبِى أنت تأخرت00وَيوم أخذ المُحرَّمات مِنْ الحرب قَالَ الشَّعْب هُوَ الَّذِى فعل00شَاوُل يُبرِّر نَفْسَه لكِنْ داوُد يلُوم نَفْسَه عِندما وجد داوُد أبِياثار هارِب قَالَ لَهُ [ أقِمْ معِي0 لاَ تخفْ0 لأِنَّ الَّذِي يطلُبُ نَفْسِي يطلُبُ نَفْسَكَ وَلكِنَّكَ عِنْدِي محفُوظٌ ]00جيِّد أنْ يعترِف داوُد بِخطأه وَيلوم نَفْسَه لاَ الآخرِين 00كَانَ مُمكِنْ يقُول شَاوُل مُختلّ لاَ يرى الله ماذا فعل ؟ قتل خمسة وَثمانِين كاهِن ؟! يا لِلظُلم00لاَ00داوُد قَالَ أنَا سبَّبت ذلِك لِبيت أبِيك رغم أنَّ اللوم كُلّه يقع عَلَى شَاوُل مَا أجمل الإِنسان المُعترِف بِخطأه00عِندما تتعامل مَعَْ موقِف أُنظُر لِلجُزء الَّذِى يخُصَّك وَأصلِح فِيهِ أنت غير مسئُول عَنْ الآخرِين لهُمْ مَنَ يدِينهُمْ [ لأِنَّكَ فِي مَا تدِينُ غيركَ تحكُمُ عَلَى نَفْسِكَ ] ( رو 2 : 1 )00أُحكُمْ عَلَى نَفْسَكَ فقط هُنا داوُد لَمْ يتكلَّم عَنْ خطيِّة شَاوُل أوْ قساوته00لكِنَّه قَالَ لأِبياثار كلِمة جمِيلة" أقِمْ معِي لاَ تخفْ "00كلِمة مِنْ المسِيح يقولها لِكُلّ إِنسان فقد الثِقة وَكُلّ إِنسان قَدْ أفنته الحرب حَتَّى النِهاية وَلَمْ تبقى فِيهِ إِلاّ البقيَّة القلِيلة جِدَّاً يقُول لَكَ أُهرُب لإِلهك00أقِمْ معِى وَ لاَ تخف00لاَ تجلِس معِى فترات مُتقطِِعة بَلْ كُنْ معِى فِى إِقامة دائِمة00نِداء لِكُلٍّ مِنَّا00أُدخُل المغارة وَأقِم معهُ وَ لاَ تخف أيضاً جيِّد مِنْ داوُد أنَّهُ يقُول لأِبياثار لأِنَّكَ " عِندِى محفُوظ " 00كُلّ واحِد مِنّا يُقِيم معهُ لاَ يخف لأِنَّهُ محفُوظ00رائِعة ثِقة داوُد رغم أنَّهُ هارِب طرِيد رغم أنَّ المفرُوض أنَّ الرُعب مَلَكَ عليك لكِنَّكَ تحمِى الآخرِين النَفْسَ المُتشدِّدة بِالله تكُون مملؤة رجاء وَتشعُر فِعلاً أنَّ[ إِنْ حاربنِي جيش فَلنْ يخاف قلبِي ] ( مز 26 مِنْ مزامِير باكِر ) مَا أجمل الإِتكال عَلَى الله وَمَا أجمل النَفْسَ المُستنِدة عَلَى عرِيسها أنَّها تشعُر بِقوَّة جبَّارة لاَ تحمِى نَفْسَها فقط بَلْ تحمِى الآخرِين أيضاً00أقِمْ معِى وَ لاَ تخف لأِنَّكَ عِندِى محفُوظ00هذا نِداء الله لَكَ فَلّبِى نِداءه سرِيعاً وَأقِمْ معهُ ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.

عدد الزيارات 1576

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل