دراسة فى سفرصموئيل الاول ج10

Large image

فِى إِصحاح 21 ، 22 قِصَّة داوُد الطرِيد إِشارة لِمُطاردة مملكة الظُلمة لأولاد الله
الأصْحَاحُ الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ :-
أثناء مُطاردة شَاوُل لِداوُد إِنصرف شَاوُل عَنْ أمور المملكة وَلَمْ ينتبِه لِسلامِة المملكة إِنْ كَانَ حولها أعداء فَهذا لاَ يهِمّه00داوُد هُوَ الَّذِى يهِمّه00فِى غفلة شَاوُل وَإِنشغاله بِداوُد تجمَّع الفلسطِينيُّون فِى حربٍ ضِدّ شَاوُل [ فَأخبرُوا داوُد قائِلِين هُوذا الْفِلِسْطِينيُّونَ يُحارِبُون قعِيلةَ وَينهبُونَ البيادِرَ ]00قالُوا لِداوُد أنَّ الفلسطِينيُّون ينهبُون قعِيلة لِماذا لَمْ يذهبُوا لِشَاوُل المَلِكَ لِيُخبِرُوه بِما يفعلهُ الفلسطِينيُّون ؟ لأِنَّ الشَّعْب رأى أنَّ هذا أمر لاَ يهِم شَاوُل وَأنَّ داوُد رغم أنَّهُ مُطارد إِلاَّ أنَّ ثِقة الشَّعْب فِيهِ كَمَلِكَ وَمُحامِى عنهُمْ كبِيرة00وَجمِيل مِنْ داوُد أنَّهُ عِندما سمع هذا الخبر لَمْ يتسرَّع بَلْ [ فَسأل داوُد مِنَ الرَّبِّ قائِلاً أأذهبُ وَأضربُ هؤُلاء الْفِلِسْطِينيِّيِنَ0 فَقَالَ الرَّبُّ لِداوُد اذْهبْ وَاضرِبِ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ وَخَلِّصْ قعِيلةَ ] صَلّى داوُد لله وَسألهُ أأذهب وَأضرب الفلسطِينيِّيِنَ ؟ جيِّد الإِنسان الَّذِى يأخُذ مشورة الله [ هأنذا فَإِرسلنِى ]00شَاوُل لَمْ يتحرَّك لأِنَّ طاقاته كُلّها أضاعها فِى حربه ضِدّ داوُد وَتغاضى عَنْ عدوّه الحقِيقِى أى الفلسطِينيُّون كثِيراً ما تتغاضى النَّفْسَ عَنْ عدوّها الحقِيقِى00داوُد كَانَ معهُ سُتمائة رجُل فتعجَّب رِجاله وَقالُوا لَهُ نحنُ مطارِيد وَليس بِنا قوَّة لِلحرب [ ها نحنُ فِي يهُوذا خائِفُون فكمْ بِالحرِيِّ إِذا ذهبنا إِلَى قعِيلةَ ضِدَّ صُفُوفِ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ ]00كلامهُمْ أثرّ فِى داوُد فرجع لله مرَّة أُخرى[ فَعاد أيضاً داوُدُ وَسأل مِنَ الرَّبِّ فَأجابهُ الرَّبُّ وَقَالَ قُمِ انزِلْ إِلَى قعِيلة فَأنِّي أدفعُ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ لِيَدِكَ ]00إِذهب لاَ تخف أنَا معك00[ فَذَهَبَ داوُدُ وَرِجالُهُ إِلَى قعِيلةَ وَحارب الْفِلِسْطِينيِّيِنَ وَساق مواشِيهُمْ وَضربهُمْ ضربةً عظِيمةً وَخلّصَ داوُد سُكَّانَ قعِيلةَ ] داوُد هُنا يظهر كمخلِّص فِى حِين أنَّهُ مُضطهد مِنْ شَاوُل هذِهِ إِشارة إِلَى النَّفْسَ الأمِينة وَإِشارة إِلَى الكنِيسة وَمُسحاء الرَّبِّالعالم يُبغِضُنا لكِنْ دورنا أنْ نُخلِّص العالم00وَرغم أنَّ شَاوُل يرمُز لِرئِيس العالم وَيُحارِب داوُد إِلاَّ أنَّ داوُد خلَّصهُ لأِنَّ داوُد يشعُر بِمسئوليته نحو العالم00وَإِنْ كَانَ العالم يبغُض الكنِيسة لكِنْ الكنِيسة تُصَلِّى لِلعالم عَنْ الرؤساء وَجموعنا وَمداخِلنا وَمخارِجنا وَتُصَلِّى عَنْ الساكِنِين فِيها بِإِيمان الله لأِنَّ قلبها يحتضِن الكُلّ داوُد يُعلِن مسئوليته عَنْ بلده رغم أنَّ رئِيسها يُطارِدهُ00فرح داوُد وَالشَّعْب00تُرى ما هُوَ موقِف شَاوُل ؟ شَاوُل قَالَ فِى نَفْسَه إِنَّ داوُد فِى قعِيلة إِذاً قَدْ عرفت مكانه سأُحاصِرهُ فِى قعِيلة00بدلاً مِنْ أنْ يشكُره عَلَى إِنقاذه لِلمدِينة حاصرهُ لِيقتِلهُ [ فَأُخبِر شَاوُلُ بِأنَّ داوُد قَدْ جاء إِلَى قعِيلة0 فَقَالَ شَاوُلُ قَدْ نبذهُ اللهُ إِلَى يَدِي لأِنَّهُ قَدْ أُغلِق عليهِ بِالدُّخُولِ إِلَى مدِينَةٍ لها أبوابٌ وَعوارِضُ ]00كَانَ يجِب عَلَى شَاوُل أنْ يُفكِّر كيف يكُون داوُد سند لَهُ فَلِماذا يكُون ضِدَّهُ ؟ رغم أنَّ شَاوُل مَعَْ داوُد سيكُوِّنا قوَّة تهزِم أعداء الله أحياناُ النَّفْسَ تفقِد رُوح الحِكمة وَالحُب وَ لاَ تُدرِك عمل الله معها00الظُلمة أعمت شَاوُل وَلَمْ يُدرِك أنَّ الله أعطى داوُد الغلبة عَلَى جُليات00داوُد شعر بِهذِهِ المؤامرة وَكَانَ معهُ أبياثار الكاهِن وَطلب داوُد مشورة الله [ ياربُّ إِله إِسْرَائِيلَ إِنَّ عبدك قَدْ سَمِعَ بِأنَّ شَاوُلَ يُحاوِلُ أنْ يأتِي إِلَى قعِيلةَ لِكَيْ يخرِب المدِينة بِسببِي0 فهل يُسلِّمُنِي أهلُ قعِيلة لِيَدِهِ ]00أنَا خلّصتهُمْ معقُول يخونونِى وَيُسلِّمونِى لِشَاوُل ؟[ هل ينزِلُ شَاوُلُ كما سَمِعَ عبدُكَ0 ياربُّ إِله إِسْرَائِيلَ أخبِر عبدكَ0 فَقَالَ الرَّبُّ ينزِلُ0 فَقَالَ داوُد هل يُسَلِّمنِي أهلُ قعِيلةَ مَعَ رِجالِي لِيَدِ شَاوُلَ0 فَقَالَ الرَّبُّ يُسَلِّمُونَ ]00معقُول هُمْ خائِنُون لِهذِهِ الدرجة ؟ قَالَ الرَّبُّ نعم00مَا أجمل الحدِيث مَعَْ الله وَأنْ يأخُذ الإِنسان قرارات مِنْهُ [ عِند كثرة هُمُومِى فِى داخِلِي تعزياتُك تُلّذِذُ نَفْسِي ] ( مز 94 : 19 )[ أبثُ لديهِ ضِيقِي عِند فناء رُوحِي مِنِّي ] ( مز 141 مِنْ مزامِير صلاة النوم ) أخذ داوُد رِجاله السُتمائة وَخرجُوا00داوُد يعلم أنَّ نُصرته مِنْ الله وَأنَّهُ يجِب أنْ يتكِل عَلَى إِلههُ دائِماً00وَفِى هذا الموقِف كتب المزمور 54[ الَّّلهُمْ بِاسمِكَ خلِّصنِي وَبِقوَّتك أُحكُمْ لِي ][ وَكَانَ شَاوُلُ يطلُبُهُ كُلَّ الأيَّامِ ]00لِنرى الإِنسان الَّذِى يعِيش مُطارد مِنْ المَلِكَ وَجيشه وَلِنتخيِّل حال مَنْ معهُ00مُجرَّد أنْ تشعُر أنَّ دائِرة التجرُبة تضِيق حولك عليك تخيّل لحظة واحِدة مِنْ مُلَكَ داوُد عِندئِذٍ لَنْ تشعُر بِيأس فِى العالم قَدْ تعِيش مُطارد مُضطهد لكِنْ لَنْ يستمِر ذلِك [ فِي العالم سيكُون لَكُمْ ضِيق وَلكِنْ ثِقُوا أنَا قَدْ غلبتُ العالم ] ( يو 16 : 33 )00[ تَجْلِسُونَ أنتُمْ أيضاً عَلَى اثني عَشَرَ كُرسِيَّاً تَدِينُون أسباطَ إِسْرَائِيلَ الاِثني عَشَرَ ] ( مت 19 : 28 )00تخيّل هؤلاء السُتمائة رجُل عِندما يملُكَ داوُد [ فَقَامَ يُوناثان بنُ شَاوُلَ وَذهب إِلَى داوُد إِلَى الغابِ وَشدَّدَ يَدَهُ بِاللهِ ]00ذهب يُوناثان يُشدِّد داوُد00[ وَقَالَ لَهُ لاَ تخفْ لأِنَّ يَدَ شَاوُلَ أبِي لاَ تجِدُكَ وَأنتَ تملِكُ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَأنَا أكُونُ لَكَ ثانِياً وَشَاوُلُ أبِي أيضاً يعلمُ ذلِكَ ]00يُوناثان يقُولَ ذلِكَ وَهُوَ الورِيث الشرعِى لِلمَلِكَ وَداوُد بِالنسبة لَهُ مُنافِس مَا أجمل الإِتضاع وَالحُب00يُوناثان يُقّدِم داوُد عنهُ وَيقُول لَهُ أنَا أعلم إِنِّى بعدك الآباء يتخيّلُون لَمَّا مات شَاوُل فِى الحرب وَمات معهُ يُوناثان وَأصبح داوُد مَلِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ بِدُون نِقاش لكِنْ لَوْ لَمْ يمُت يُوناثان فِى الحربِ هل كَانَ داوُد يتنافس معهُ عَلَى المُلَكَ ؟ لِذلِكَ يقُول الآباء عَنْ داوُد [ الله أراحهُ مِنْ هذا الموقِف ] يوجد قوم يُسمّى " الزيفيُّون " وَهُمْ يُشِيرُون إِلَى مَنْ يرضوا غرُور العالم هؤلاء ذهبُوا لِيتملّقوا شَاوُل [ فِي النُّزُولِ انزِلْ وَعلينا أنْ نُسَلِّمَهُ لِيَدِ المَلِكِ ]00قالُوا لِشَاوُل نحنُ مُمكِن نُحضِر لَكَ داوُد [ فَقَالَ شَاوُلُ مُباركُونَ أنتُمْ مِنَ الرَّبِّ لأِنَّكُمْ قَدْ أشفقتُمْ عَلَيَّ0 فَاذهبُوا أكِّدُوا أيضاً وَاعلمُوا وَانظُرُوا مكانهُ حيثُ تكُونُ رِجلُهُ وَمَنْ رَآهُ هُناكَ0 لأِنَّهُ قِيلَ لِي إِنَّهُ مكراً يمكُرُ ]أوِل مرَّة شَاوُل يُبارِك لكِنْ فِيما ينفعهُ وَيصِف داوُد بِالمكرأحياناً عدو الخير يصِف أولاد الله بِالمكر وَيقلِب الحقائِق وَيُفسِّر الأمور لِصالِحهُ فيجعل الإِنسان مُخطِئ وَيُلقِى خطأه عَلَى الآخرِين00[ أنِّي أُفتِّشُ عليهِ بِجمِيعِ أُلُوف يَهُوذا ]إِنِّى أجعلُ كُلّ طاقاتِى فِى البحثِ عَنْ داوُد مَا أصعب الإِنسان الَّذِى يجعل عدوّه الحقِيقِى يرتفِع عليه وَيُبدِّد طاقاته فِى أمور جانِبيَّة وَمَا أصعب أنْ تتحوّل الكنِيسة إِلَى إِنقسام داخِلِى وَحرب داخِليَّة00كَانَ يجِب عَلَى شَاوُل وَداوُد أنْ يسخَّرا طاقتهُما لِحرب الفلسطِينيِّيِنَ لأِنَّهُمْ عدو الله شَاوُل كَانَ قرِيب مِنْ داوُد لكِنْ الله تدخّل [ فَجاء رسُول إِلَى شَاوُلَ يقُولُ أسرِعْ وَاذهبْ لأِنَّ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ قَدْ اقتحمُوا الأرضَ ]00إِنتبِه يا شَاوُل قَدْ إِستغلّ الفلسطِينيُّون فُرصة الخِلاف بينك وَبين داوُد وَإِنشغالك بِهِ وَإِقتحموا بلدك00تخيّل عِندما تقتحِم مدِينة المَلِكَ وَقصر المَلِكَ وَيدخُلهُ الأعداء ؟[ وَصعد داوُد مِنْ هُناك وَأقَامَ فِي حُصُونِ عينِ جديٍ ]00هُنا تدّخل الله لِيُنقِذ داوُد[ خاصِم ياربُّ مُخاصِميّ قاتِل مُقاتِليَّ ] ( مز35 : 1 )[ أعمالُ يديك ياربُّ لاَ تترُكها ] ( مز 137 مِنْ مزامِير صلاة النوم )00موضُوع أنَّ داوُد فِى بلدٍ مُمكِن يُسلِّمهُ أهلِها وَالمَلِكَ جاء بِرؤوس يهُوذا لكِنْ الله يُنقِذ داوُد 0
الأصْحَاحُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ :-
إِستمرت المُطاردة00شَاوُل يُطارِد داوُد فِى مغارة كَانَ بِها هُوَ وَرِجاله00وَشعر داوُد بِشَاوُل [ فَقَالَ رِجالُ داوُد لَهُ هُوذا اليومُ الَّذِي قَالَ لَكَ عَنْهُ الرَّبُّ هأنذا أدفعُ عَدُوَّكَ لِيَدِكَ فَتَفْعَلُ بِهِ مَا يَحْسُنُ فِي عينيكَ ]00هذا هُوَ اليوم المُناسِب لِتأخُذ المملكة داوُد فكَّر وَذهب مِنْ وراء شَاوُل وَقطع جُزء مِنْ جُبَّتِهِ سِرَّاً[ فَقَامَ داوُد وَقطع طرف جُبَّةِ شَاوُلَ سِرَّاً0 وَكَانَ بعد ذلِكَ أنَّ قلب داوُد ضربهُ عَلَى قطعِهِ طرفَ جُبَّةِ شَاوُلَ ]00تألَّم فِى قلبِهِ لأِنَّهُ فعل ذلِكَ بِجُبَّة شَاوُل لِذلِكَ قَالَ الله [ فتَّشت فوجدت قلب داوُد عبدِي حسب قلبِي ]00فِى حِين أنَّ الغُلمان الَّذِين معهُ أثارُوه وَقَالَوا لَهُ أنَّ هذِهِ إِرادِة الله هل كُنت تتخيّل أنَّكَ ستكُون مَعَْ شَاوُل فِى مغارة واحِدة دُون أنْ يعلم أوْ يشعُر بِكَ ؟ لكِنْ الوصيَّة أنقذت داوُد [ لاَتمِسُّوا مُسحائِي ]( 1 أخ 16 : 22 )00كثِيراً مَا عدو الخير ينصُب لنا الفخ لكِنْ الوصيَّة تُنقِذ[ فَقَالَ لِرِجالِهِ حاشا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أنْ أعملَ هذا الأمرَ بِسيِّدِي بِمَسِيحِ الرَّبِّ فَأمُدَّ يَدِي إِليهِ لأِنَّهُ مَسِيحُ الرَّبِّ هُوَ0 فَوَبَّخَ داوُدُ رِجالَهُ بِالكلامِ ]00مَا أجمل القائِد الَّذِى لاَ ينساق لِلمُستوى الأدنى وَ لاَ يُسلِّم أُذُنيهِ لِلأحادِيث البطَّالة وَلِلطمع00سُتمائة رجُل لهُمْ وِجهة نظر وَواحِد لَهُ وَجهة نظر مُختلِفة يُوبِّخهُمْ بِها00كثِيراً مَا تغلِبنا الضغُوط لكِنْ داوُد قوِى [ وَأمَّا شَاوُلُ فَقَامَ مِنَ الكهفِ وَذهبَ فِي طَرِيقِهِ ]00وَمُجرَّد أنْ خرج شَاوُل مِنَ الكهف خرج خلفهُ داوُد وَناداهُ [ يَا سيِّدِي المَلِكُ0 وَلَمَّا التفتَ شَاوُلُ إِلَى ورائِهِ خرَّ داوُد عَلَى وَجهِهِ إِلَى الأرضِ وَسَجَدَ ]00خرج داوُد خلف شَاوُل أى كانا معاً وَشَاوُل لاَ يعلم وَرغم ذلِكَ لَمْ يمُد داوُد يدهُ عَلَى شَاوُل00وَالأعجب أنَّ داوُد يسجُد لِشَاوُل لِعدوِّهِ الَّذِى يُطارِدهُ فِى جمِيع يهُوذا وَالمُسبِّب لِلمرارة فِى حياته وَهُوَ أيضاً الَّذِى يحرِمهُ مِنْ الإِستقرارهل هذا أسلُوب مَسِيح الرَّبِّ ( شَاوُل ) ؟ هل يلِيق بِمَسِيح الرَّبِّ أنْ يُطارِد إِنسان لِهذِهِ الدرجة ؟ سجد داوُد لِشَاوُل سجُود الإِحترام00سِجُود العِبادة غير سِجُود الإِحترام00داوُد سجد لِعدوِّهِ فَكيف لاَ يسجُد لِمَسِيح الرَّبِّ ؟البطريرك وَالأُسقُف00مَسِيح الرَّبِّ00وَالدسقوليَّة تقُول عنهُمْ أنَّهُمْ وعاء وَمُستودع الرُّوح القُدس وَأنَّ الكاهِن عِندما يُسام يأخُذ مِنْ البطريرك أوْ الأُسقُف الرُّوح القُدس وَنحنُ نسجُد لِلرُّوح القُدس فِى ذلِكَ الشخص00وَفِى الكِتاب سُجُود كثِير مِنْهُ يعقُوب سجد لِعِيسُو كُلّ عَشَر خطوات مرَّة [ وَقَالَ داوُد لِشَاوُلَ لِماذا تَسمعُ كَلاَمَ النَّاسِ القائِلِين هُوذا داوُد يطلُبُ أذِيَّتَكَ0 هُوذا قَدْ رأتْ عيناك اليوم هذا كيفَ دفعك الرَّبُّ اليومَ لِيَدِي فِي الكهفِ وَقِيل لِي أنْ أقتُلَكَ وَلكِنَّنِي أشفقتُ عليكَ وَقُلتُ لاَ أمُدُّ يَدِي إِلَى سيِّدِي لأِنَّهُ مَسِيحُ الرَّبِّ هُوَ ]00لَوْ كُنت أوِد قتلك كُنت قتلتك اليوم[ فَانظُرْ يَا أبِي انظُرْ أيضاً طرفَ جُبَِّتكَ بِيَدِي0 فَمِنْ قَطعِي طرفَ جُبَّتِكَ وَعدمِ قتلِي إِيَّاكَ اعلمْ وَانظُر أنَّهُ ليس فِي يَدِي شَرٌّ وَ لاَ جُرمٌ وَلَمْ أُخطِئْ إِليكَ وَأنتَ تَصِيدُ نَفْسِي لِتأخُذها ]00ماذا تفعل معِى ؟ [ يقضِي الرَّبُّ بينِي وَبينكَ وَينتقِمُ لِي الرَّبُّ مِنْكَ وَلكِنْ يَدِي لاَ تكُونُ عليكَ ]00أنَا لَنْ أمُد يَدِى عليك لكِنْ يقضِى الرَّبُّ بينِى وَبينك [ وراء مَنْ خرجَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ0 وراء مَنْ أنت مُطارِدٌ0 وراء كلبٍ ميتٍ0 وراء بُرغُوثٍ واحِدٍ ]00لِماذا تشغِل نَفْسَكَ بِى ؟ هل يقبل أحد عَلَى نَفْسَه لقب كلب ميت أى ليس لَهُ ثمن ؟ مَا أجمل الإِتضاع وَالشعُور الحقِيقِى بِالإِنكسار وَالمذلَّة ماذا أقُول عَنْ نَفْسِى ؟ كلب ميت هُناك مَنْ يتعامل مَعَْ نَفْسَه عَلَى أنَّهُ مَلِكَ أوْ رئِيس وَآخر قَدْ يصِل بِنَفْسَه إِلَى كلب لكِنْ ليس ميت [ الإِتضاع خلّص كثِيرِين بِلاَ تعبٍِ وَتعب كثِير بِلاَ إِتضاع لاَ ينفع شئ ][ فَيكُونُ الرَّبُّ الدَّيَّانَ وَيقضِي بينِى وَبينكَ وَيَرَى وَيُحاكِمُ مُحاكَمَتِي وَيُنقِذُنِي مِنْ يَدِكَ] 00يقُول الآباء مَا أعظم عملكَ يا داوُد لأِنَّك فُقت نامُوس مُوسى لأِنَّهُ أثناء تِلَكَ الفترة كَانَ النَّامُوس هُوَ عِين بِعين وَسِن بِسِن[ إِنَّ داوُد إِرتفع عَنْ نامُوس مُوسى وَدخل نامُوس الحياة ]00أنتَ تنَّفستَ نسمات الخلِيقة الجدِيدة فِى يسُوعَ وَتنعم بِها وَإِنْ كَانَ يعِيش فِى ظِل النَّامُوس[ فَلَمَّا فَرَغَ داوُدُ مِنَ التَّكَلُّمِ بِهذا الكلامِ إِلَى شَاوُلَ قَالَ شَاوُلُ أهذا صوتُكَ ياابنِي داوُدُ0 وَرَفَعَ شَاوُلُ صَوتهُ وَبَكَى ]00قَدْ نتعجَّب مِنْ قول شَاوُل لِداوُد يا ابنِى00داوُد00رغم أنَّهُ قبلاً كَانَ يُنادِيهِ إِبن يَسَّى أى كَانَ غير قادِر عَلَى نُطق إِسمه مِنْ شِدَّة البُغضة لكِنْ هُنا المحبَّة تسبِى00المحبَّة أقوى مِنْ الموت [ ثُمَّ قَالَ لِداوُدَ أنتَ أبرُّ مِنِّي ]00عِبارة رائِعة لِنأخُذها تدرِيب عِندما نُدِين أحد نقُول هُوَ أبرُّ مِنِّي00عِبارة قالها يهُوذا عِندما زنى مَعَْ ثامار هُوَ زنى بِغرض الشهوة أمَّا هِي فَزنت بِغرض إِقامِة نسل لِذلِكَ قَالَ هِي أبرُّ مِنِّي شَاوُل يُصرِّح أخطر تصرِيح [ أنَّكَ تَكُونُ مَلِكاً ]00قِمَّة الإِتضاع وَالحُب مِنْ داوُد جعلت شَاوُل يقُول هذا التصرِيح وَهذا كَانَ قصد السيِّد المسِيح وَالكنِيسة أنْ يصِل بِالعالم أنَّهُ يعترِف أنَّهُ ديَّان الأرض رغم أنَّ العالم أهانهُ [ وَتَثْبُتُ بِيَدِكَ مَملكةُ إِسْرَائِيلَ0 فَاحلِفْ لِي الآنَ بِالرَّبِّ إِنَّكَ لاَ تقطعُ نَسْلِي مِنْ بَعْدِي وَ لاَ تُبِيدُ اسمِي مِنْ بيتِ أبِي ]00شَاوُل يطلُب مِنْ داوُد أنْ يحلِف لَهُ00الإِنسان الرُّوحِى يحمِل مهابة وَقوَّة رغم أنَّ العالم يضطهِد الكنِيسة إِلاَّ أنَّها تحمِل قوَّة وَسُلطان عَلَى العالم [ فَحَلَفَ داوُدُ لِشَاوُلَ0 ثُمَّ ذَهَبَ شَاوُلُ إِلَى بيتِهِ وَأمَّا داوُدُ وَرِجَالُهُ فَصَعِدُوا إِلَى الْحِصْنِ] 00هل يُفكِّر شَاوُل مرَّة أُخرى فِى مُطاردة داوُد ؟ المفرُوض لاَ00لكِنْ عدو الخير ينجح فِى إِثارِة شَاوُل مرَّة أُخرى رغم أنَّنا كثِيراً مَا نرى مواقِف تُوقِظ ضمائِرنا وَتُظهِر خِزى الأشرار لكِنَّنا ندخُل مِنْ جدِيد فِى حرب مَعَْ عدو الخير ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.

عدد الزيارات 2170

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل