دراسة فى سفرصموئيل الاول ج11

Large image

الأصَحْاحُ الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ :-
يبدأ بِموت صَمُوئِيل النبِى [ وَمَاتَ صَمُوئِيل فَاجَتمعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَنَدَبُوهُ وَدفنُوهُ فِي بيتِهِ فِي الرَّامَةِ ]00كَانَ الموت فِى العهد القدِيم حُزنه شدِيد لأِنَّهُ لَمْ يكُنْ لديهُمْ رجاء القيامة فَكانُوا يعملون مناحة فَنَرَى إِبراهِيم وَصَمُوئِيل كَانَ الموت مناحة أمَّا الآنَ فَهُوَ خطوة لِلأبديَّة00لكِنْ هُنا رغم بِرّ صَمُوئِيل إِلاَّ أنَّ موته كَانَ مُحزِن يحتاج ندب وَدفن فِى الرَّامَةِ ( رام تايِم )00[ وَقَامَ داوُدُ وَنَزَلَ إِلَى برِّيَّةِ فَارَانَ ]00فِى هذا الموقِف لَمْ يحتمِل داوُد أنْ يظل هارِب بَلْ بِجراءة شارك فِى مناحِة صَمُوئِيل النبِى ثُمَّ ندخُل فِى قصَّة عمِيقة وَهِي قصَّة نابال وَأبِيجايِل [ وَكَانَ رَجُلٌ فِي معُونٍ وَأملاكُهُ فِي الكرملِ وَكَانَ الرَّجُلُ عظِيماً جِدّاً وَلَهُ ثلاثةُ آلافٍ مِنَ الغنمِ وَألفٌ مِنَ المعزِ وَكَانَ يَجُزُّ غَنَمَهُ فِي الكرملِ0 وَاسمُ الرَّجُلِ نَابَالُ وَاسمُ امرَأَتِهِ أبِيجايِلُ ]00يصِف الكِتاب نابال وَيحكِى الكِتاب هذِهِ القِصَّة الَّتِى قطعت المُطاردة بين شَاوُل وَداوُد نابال غنِى جِدّاً عِندهُ ثلاثة آلاف مِنَ الغنم وَألف معزِ يُرّبِيهُمْ فِى المراعِى وَداوُد وَرِجاله السُتمائة كانُوا فِى البرَّيَّة وَلِقوَّتهُمْ كَانَ عملهُمْ فِى البرَّيَّة هُوَ حِمايِة رُعاة المراعِى يحمِيهُمْ مِنْ الوحُوش وَالجيُوش المُحِيطة وَداوُد كَانَ ناسِك وَزاهِد فَكانَ عمله هذا فِى مُقابِل مَا يعطوه إِيَّاه وَكَانَ نابال عِنده غنم كثِير فَكَانَ يحتاج مجهُود مِنْ داوُد وَرِجاله فِى حمايتِهِ وَكَانَ عَلَى نابال أنْ يعرِف أنَّهُ مديُون لِداوُد وَكَانَ موسم جز الغنم موسم خير موسم غنِى جِدّاً لأِنَّ كَمْ الغنم كَانَ كثِير فَتُعطِى كميَّة صُوف كبِيرة جِدّاً تُعطِى ثمن كثِير00وَكَانَ لابُد أنْ يُحاسِب نابال داوُد فِى هذا الموسم لكِنّهُ لَمْ يسأل فِى داوُد وَيصِف الكِتاب نابال وَزوجتهُ [ وَكَانَتِ المرأةُ جَيِّدةَ الفهمِ وَجَمِيلةَ الصُّورةِ0 وَأمَّا الرَّجُلُ فَكَانَ قَاسِياً وَرَدِئ الأعمالِ0 وَهُوَ كَالِبِيٌّ ]00أبِيجايِل حسنِة الفهم قبل الصورة لأِنَّ الكِتاب مدح حِكمتها لأِنَّ [ الحُسنُ غِش وَالجمالُ باطِل ] ( أم 31 : 30 )00 أمَّا نابال فَهُوَ كالِبِى أى مِنْ سِبط كالِب بن يفُنَّه وَورث أرض جيِّدة فربَّى بِها غنم كثِير وَزادت ثروتهُ [ فَسَمِعَ داوُد فِي البرِّيَّةِ أنَّ نابال يَجُزُّ غَنَمَهُ0 فَأرسل داوُد عشرة غُلمانٍ وَقَالَ داوُد لِلغِلمانِ اصعدُوا إِلَى الكُرمَلِ وَادخُلُوا إِلَى نابال وَاسألُوا بِاسمِي عَنْ سَلاَمَتِهِ ]00رِسالة أرسلها داوُد لِنابال رِسالة رقِيقة وَجمِيلة وَلطِيفة تحمِل حُب وَرُقىّ00أوَّلاً إِسألُوا عَنْ سلامتِهِ لأِنَّهُ كَانَ يسمع عَنْ نابال أنَّهُ قاسِى وَردِئ الأعمال لكِنّهُ لَمْ يكترِث بِقسوتِهِ فَسأل عَنْ سلامتِهِ [ وَقُولُوا هكذا0 حَيِيت وَأنتَ سالِمٌ ]00كُلّ مالَكَ أنت وَبيتك سالِم00[ وَالآنَ قَدْ سَمِعْتُ أنَّ عِندكَ جزَّازِينَ0 حِينَ كَانَ رُعاتُك معنا لَمْ نُؤْذِهمْ وَلَمْ يُفقد لَهُمْ شئٌ كُلَّ الأيَّامِ الَّتِي كانُوا فِيها فِي الْكُرمُلِ ]00نحنُ لَمْ نُؤذِى رُعاتك وَلَمْ يُفقد مِنهُمْ شئ هذا إِسلُوب الرَّاعِى الَّذِى يُحافِظ عَلَى رعيته00 هذا هُوَ إِسلُوب يعقُوب عِندما حاسب خاله لابان00الله هُوَ الرَّاعِى الصالِح وَداوُد هُنا راعِى00الله هُوَ حارِسنا وَحارِس كرمِنا وَقطِيعنا وَيقُول لِكُلّ واحِد مِنّا حِين كَانَ رُعاتك معنا لَمْ نُؤذِيهُمْ00الرُعاه هُمْ الخُدَّام [ اِسألْ غِلمانَكَ فَيُخبِرُوكَ ]00واضِح أنَّك لَمْ ترى الصورة جيِّداً فَإِسأل غلمانك[ فَلِيجِد الغِلمانُ نِعمةً فِي عينيك لأِنَّنَا قَدْ جِئنَا فِي يومٍ طيِّبٍ0 فَأعطِ مَا وجدتهُ يَدُكَ لِعَبِيدِكَ] 00ليت غلمانِى يجِدوا نِعمة فِى عينيك لأِنَّ اليوم يوم طيِّب00وَالَّذِى تجُود بِهِ أعطِيهِ لِعبِيدك00[ وَلاِبنِكَ داوُدَ ]00عِبارة جمِيلة رغم أنَّ داوُد هُوَ الَّذِى قتل جُليات وَخلّص الشَّعْب وَهُوَ الَّذِى أعيُن الكُلِّ تترجاه [ فَأجاب نابال عبِيدَ داوُد وَقَالَ مَنْ هُوَ داوُدُ وَمَنْ هُوَ ابنُ يَسَّى0 قَدْ كثُر اليومَ العبِيدُ الَّذِينَ يفحصُونَ كُلُّ واحِدٍ مِنْ أمامِ سيِّدِهِ ]00داوُد كَانَ مشهُور جِدّاً عِند كُلّ الشَّعْب لكِنْ نابال أظهر نَفْسَه بِأنَّهُ لاَ يعرِفهُ وَتعامل معهُ كَأنَّهُ نكِرة وَتكلَّم عنّهُ بِإِسلُوب تحقِير وَإِستهزاء وَقَالَ قَدْ كثُر الجماعات الَّذِينَ ليس لهُمْ عمل سِوى التسُّول وَالسلب وَالمطرُودِين مِنْ أمام سيِّدهُم وَيُرِيدُون أى عمل لأِنَّهُمْ سيّئُون00وَيصِف داوُد بِأنَّهُ عبد هارِب مِنْ وجه سيِّدِهِ وَمطرُود بينما لَمَّا قَالَ مَنْ هُوَ داوُد كَانَ واضِح أنَّهُ يعرِفهُ [ أآخُذُ خُبزِي وَمَائِي وَذَبِيحِي الَّذِي ذبحتُ لِجَازِّيَّ وَأُعطِيهِ لِقومٍ لاَ أعلمُ مِنْ أينَ هُمْ ]00معقُول آخُذ خيرِى وَأُعطيه لِمَنْ لاَ أعرِفهُ00بُخل وَشُح00غلمان داوُد مؤدبِين رجعُوا إِلَى داوُد وَأبلغُوه الرِسالة بِحُزنٍ وَإِنْ كانُوا قَدْ إِحتملُوا أمام نابال فِى صمتٍِ لكِنْ أمام داوُد تكلّموا وَثارُوا فَأثارُوا داوُد الَّذِى قَالَ لَهُمْ[ فَقَالَ داوُد لِرِجالِهِ لِيتقلَّدْ كُلُّ واحِدٍ مِنْكُمْ سيفهُ0 فَتقلَّد كُلُّ واحِدٍ سيفهُ0 وَتقلَّد داوُد أيضاً سيفهُ0 وَصعِد وراء داوُد نحوُ أربعِ مِئَةِ رَجُلٍ وَمَكَثَ مِئتانِ مَعَ الأمتِعَةِ ]00أخذ داوُد معهُ أربعمائة رجُل لأِنَّهُ كَانَ ثائِر جِدّاً الكِتاب أمِين فِى سرد الأُمور حَتَّى فِى إِظهار ضعفات الأنبياء00فَمَثلاً عِندما ضعُف داوُد بِضعفِ البشر وَيظهر فِى جتّ كَأنّهُ مجنُون00وَعِندما يضعُف إِبراهِيم وَيكذِب وَبُطرُس يُنكِر00هُنا داوُد أيضاً إِنفعل إِنفعال بشرِى سرِيع00النَّاس سِمعُوا مَا فعلهُ داوُد [ فَأخبر أبِيجايِل امرأةَ نابال غُلامٌ مِنَ الغِلمانِ قائِلاً هُوذا داوُد أرسل رُسُلاً مِنَ البرِّيَّةِ لِيُبارِكُوا سَيِّدنَا فَثَارَ عليهِمْ ]00كَانَ يجِب عَلَى الغُلام أنْ يُبلِغ نابال نَفْسَه لكِنْ لأِنَّهُ يعلم أنَّهُ قاسِى وَردِئ الأعمال أخبر زوجتهُ حكِيمة الفهم وَحكى الغُلام القِصَّة عَلَى أبِيجايِل مِنْ البِداية[ وَالرِّجال مُحسِنُون إِلينا جِدّاً 000كَانُوا سُوراً لنا ليلاً وَنهاراً ]00شهد الغُلام لِداوُد وَرِجاله أنَّهُمْ كانُوا مُحسِنِين لَهُمْ وَوصفهُمْ وصف رائِع أنَّهُمْ كانُوا سُور لِغِلمان نابال ليل وَنهارعملنا نحنُ كعبِيد داوُد الحىَّ لِلعالم كُلّه حَتَّى غير المُستحِق أنْ نكُون لَهُمْ سُور ليل وَنهار00هذِهِ هِي مسئوليَّة الكنِيسة وَرِجالها00نحنُ صِمام أمان لِلعالم وَشفِيع عنهُ لدى الله [ كُلَّ الأيَّامِ الَّتِي كُنَّا فِيها معهُمْ نرعى الغنمَ ]00العبد كَانَ واثِق فِى أبِيجايِل وَحِكمتِها وَيعلم أنَّها ستستجِيب00[ وَالآنَ اعلمِي وَانظُرِي ماذا تعملِينَ لأِنَّ الشَّرَّ قَدْ أُعِدَّ عَلَى سيِّدِنَا وَعَلَى بيتِهِ وَهُوَ ابنُ لئِيمٍ لاَ يُمكِنُ الكلامُ معهُ ]00الشَّرَّ أصبح واضِح لِذلِك فضَّلت أنْ أتكلَّم معكِ لأِنَّ نابال لَنْ يسمع لِى[ فبادرت أبِيجايِل وَأخذت مِئتي رغِيفِ خُبزٍ وَزِقَّيْ خمرٍ وَخمسة خِرفانٍ مُهيَّأةٍ وَخمس كيلاتٍ مِنَ الفرِيكِ وَمِئتي عُنقُودٍ مِنَ الزَّبِيبِ وَمِئتي قُرصٍ مِنَ التِّينِ وَوَضعتها عَلَى الحمِيرِ0 وَقَالَت لِغِلمانِها اعبُرُوا قُدَّامِي هأنذا جائية وراءكُمْ0 وَلَمْ تُخبِرْ رَجُلها نابالَ ]00جهَّزت أبِيجايِل هديَّة ضخمة وَالعبِيد يُطِيعُوها وَلَمْ تُخبِر نابال لأِنَّها تعلم أنَّهُ سيعترِض وَالموقِف يتصاعد 00هُنا ظهرت حِكمة أبِيجايِل بِالتدرِيجِ [ وَفِيما هِي راكِبة عَلَى الحِمارِ وَنازِلة فِي سُترةِ الجبلِ إِذا بِداوُد وَرِجالُهُ مُنحدِرُونَ لاِستقبالِها فَصادَفتهُمْ ]00صادفت أبِيجايِل داوُد وَرِجاله الأربعُمائة بِسيوفهُمْ وَفِى نيَّتهُمْ سفك الدَّم [ وَقَالَ داوُد إِنَّمَا باطِلاً حفِظتُ كُلَّ مَا لِهذا فِي البرِّيَّةِ فَلَمْ يُفقدْ مِنْ كُلِّ مَا لَهُ شئٌ فَكافأنِي شرّاً بدلَ خيرٍ ]00واضِح إِنِّى تعبت فِى حِمايتِهِ بِلاَ مُقابِل00[ هكذا يصنعُ اللهُ لأِعداء داوُد وَهكذا يزِيدُ ]00عِبارِة قَسَمَ عَنْ أنَّ الله قادِر أنْ يفعل بِأى إِنسان [ إِنْ أبقيتُ مِنْ كُلِّ مَا لَهُ إِلَى ضوءِ الصَّباحِ بائِلاً بِحائِطٍ ]00لَنْ أترُك لِنابال أى شئ حَتَّى الصَّباح حَتَّى بائِل بِحائِط 00 " بائِل بِحائِط " أى كلب00أى لَنْ أترُك لِنابال حَتَّى وَلَوْ كلب00أى سأجعل أرضه خرِبه هذا كُلّه حَتَّى ضُوء الصَّباح [ وَلَمَّا رأت أبِيجايِلُ داوُد أسرعت وَنزلت عَنِ الحِمار وَسقطت أمام داوُد عَلَى وَجهِها وَسَجَدَتْ إِلَى الأرضِ وَسقطت عَلَى رِجليهِ ]00واضِح أنَّ داوُد مشهُور حَتَّى أنَّ أبِيجايِل عرفتهُ فَكيف لَمْ يعرِفهُ نابال ؟أبِيجايِل لَمَّا رأت داوُد نزلت عَنْ الحِمار وَسجدت عَلَى الأرض سجُود الإِحترام وَالوقار وَأمسكت بِقدميهِ00هذِهِ عِبارة فِى الكِتاب مُتكرِّرة وَتُشِير إِلَى قمَّة التوسُل00راعُوث أمسكت قدمىّ بُوعِز وَأبِيجايِل أمسكت قدمىّ داوُد وَالمريمات أمسكتا قدمىّ يسُوعَ [ وَقَالَت عَلَيَّ أنَا يَا سيِّدِي هذا الذَّنبُ ]00هذا خطأى أنَا وَكأنَّ أبِيجايِل تعترِف بِحماقِة زوجِها فِى مرارة وَتنقِلها لِحسابها وَتُحاوِل أنْ تُنقِذ حياة زوجها بِنسب حماقتِهِ لها00رائِعة هِي أبِيجايِل [ وَدع أمتَكَ تتكلَّمُ فِي أُذُنيكَ وَاسمعْ كَلاَمَ أمتَكَ0 لاَ يضعنَّ سيِّدِي قلبهُ عَلَى الرَّجُلِ اللَّئِيمِ هذا عَلَى نابال لأِنَّ كاسمِهِ هكذا هُوَ0 نابال اسمُهُ وَالحماقةُ عندهُ0 وَأنَا أمتَكَ لَمْ أرَ غِلمانَ سيِّدِي الَّذِينَ أرسلتهُمْ ]00تُرِيد أبِيجايِل أنْ تقُول لِداوُد هُوَ إِسمُهُ " نابال " وَمعناه " حماقة أوْ أحمق " وَهُوَ بِالفعلِ أحمق فَلاَ تتجاوب مَعَْ كلامِهِ الردِئ00أنا لَمْ أرى غِلمانك عِندما أرسلتهُمْ [ وَالآنَ يا سيِّدِي حيٌّ هُوَ الرَّبُّ وَحيَّةٌ هِي نَفْسُكَ إِنَّ الرَّبَّ قَدْ منعك عَنْ إِتيانِ الدِّماءِ وَانتِقامِ يَدِكَ لِنَفْسِكَ ] 00فِى رِفق تكلَّمت أبِيجايِل مَعَْ داوُد وَلكِنْ بِقوَّة وَموضُوعيَّة وَكأنَّها بِدالَّة وَمحبَّة وَفِى نَفْسَ الوقت بِعِظة وَتعلِيم ماذا ستفعل يا داوُد هل تأتِى بِسيُوف ؟ الأمر لاَ يستحِق كُلّ هذا الإِنفعال00إِسمع رِسالة مِنْ قِبْلَ الله00هل يلِيق أنْ ينتقِم داوُد لِنَفْسِهِ ؟ أنت المعرُوف عنك التسامُح وَالحُب كيف تنتقِم لِنَفْسِكَ ؟[ وَالآنَ فَليكُنْ كنابال أعداؤُكَ ]00لِيكُن أعدائك حمقى كَنابال00أبِيجايِل تعلم أنَّ لَهُ أعداء وَمُطارِدِين00[ وَالآنَ هذِهِ البركةُ الَّتِي أتت بِها جارِيتُك إِلَى سيِّدِي فَلتُعطَ لِلغِلمانِ السَّائِرِينَ وراء سيِّدِي ]00تتكلَّم بِإِسلُوب كُلّه إِتضاع00تقُول لَهُ هذِهِ البركة لاَ تلِيق بِكَ بَلْ هي لِلغِلمان السَّائِرِينَ وراءك [ وَاصفح عَنْ ذنبِ أمتِكَ لأِنَّ الرَّبَّ يصنعُ لِسيِّدِي بيتاً أمِيناً لأِنَّ سيِّدِي يُحارِبُ حُرُوبَ الرَّبِّ وَلَمْ يُوجد فِيكَ شَرٌّ كُلَّ أيَّامِكَ ]00نسبت حماقة زوجها لِنَفْسَهَا وَتقُول الله يصنع لِسيِّدِى بيت أمِين لأِنَّك تُحارِب حُرُوب الرَّبَّ حُرُوب مِنْ نُوع آخر وَليس فِيكَ شرّ كُلّ أيَّامِكَ فَهل يلِيقُ بِكَ ذلِكَ الإِنفعال الَّذِى يُنسِبُ لَكَ حماقة طول أيَّامكَ [ وَقَدْ قَامَ رجُل لِيُطارِدَكَ وَيطلُبَ نَفْسَكَ وَلكِنْ نَفْسُ سيِّدِي لِتكُنْ محزُومةً فِي حُزمة الحيوة مَعَ الرَّبِّ إِلهِكَ وَأمَّا نَفْسُ أعدائِكَ فَلِيرمِ بِها كما مِنْ وسطِ كفَّةِ المِقلاعِ ]00هِي تُكلِّمهُ هُنا عَنْ شَاوُل الَّذِى يُطارِدهُ وَهُوَ لاَ يستحِق أنْ تنطِق بِإِسمِهِ لأِنَّهُ لاَ يصِح مُطاردة مسِيح الرَّبِّ تقُول لَهُ لِتكُنْ نَفْسَكَ محزُومة مَعَْ الرَّبِّ إِلهك فَلِماذا تهتم بِالدِفاع عَنْ نَفْسَكَ لأِنَّ نَفْسَكَ محزُومة فِى حزمة حياة الرَّبِّ00الله مُحتضِنك فَكيف تُحارِب نابال ؟ [ وَيكُونُ عِندما يصنعُ الرَّبُّ لِسيِّدِي حَسَبَ كُلِّ مَا تكلَّم بِهِ مِنَ الخيرِ مِنْ أجلِكَ وَيُقِِيمُكَ رَئِيساً عَلَى إِسْرَائِيلَ ]00أنا أعلم أنَّ الله فِى يوم مِنْ الأيَّام سيُتّمِمْ الله وعدهُ وَتُصبِحُ رئِيس لإِسْرَائِيلَ [ أنَّهُ لاَ تكُونُ لَكَ هذِهِ مصدمةً وَمعثرة قلبٍ لِسيِّدِي أنَّكَ قَدْ سفكتَ دماً عفواً أوْ أنَّ سيِّدِي قَدِ انتقمَ لِنَفْسِهِ0 وَإِذا أحسن الرَّبُّ إِلَى سيِّدِي فَاذكُرْ أمتَكَ ]00تقُول لَهُ سيُذكر تارِيخك كُلّ الأيَّام فَهل يلِيق أنْ يُقال أنَّكَ حاربت نابال ؟ تعبِيرات قويَّة بِرِقَّة وَعُمق وَحِكمة وَمَنَ يُعوِزهُ حِكمة فَليطلُب مِنْ الله ليتنا نتعلَّم الحِكمة بِدُون تسرُّع00أبِيجايِل كانت رقِيقة وَقويَّة إِنسانة جيِّدة الفِهم[ الجوابُ الَّليِنُ يصرِفُ الغضب ] ( أم 15 : 1 )00 ترفع مِنْ شأن داوُد وَتقُول لَهُ كيف تُحارِب نابال00المفرُوض أنَّكَ ستملُكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ أى أنت أكبر مِنْ أمر نابال بِكثِيرمِنْ أمثِلة الحِكمة فِى الإِنجِيل جدعُون00ففِى أحد المرَّات لَمْ يُدعى سِبط أفرايِم لِحربٍ مَعَْ باقِى إِسْرَائِيلَ فَغضب سِبط أفرايِم لكِنْ جدعُون حلّ المُشكِلة بِكلِمة رقِيقة وَقَالَ لَهُمْ وجدنا الحرب بسِيطة وَأنتُمْ أفضل مِنْ هذِهِ الحرب البسِيطة [ أليست خُصاصةُ أفرايِم خيراً مِنَ قِطافِ أبِيعزر ] ( قض 8 : 2 ) " خُصاصة " أى " بقايا " وَكأنَّهُ يقُول لَهُمْ بقايا أفرايِم أفضل مَا عِندنا00كلِمة هدّأت الأمر كُلّه أبِيجايِل تقُول لِداوُد أنا أعلم أنَّكَ ستملُك فَلاَ تنسانِى بَلْ كافِئنِى وَأذكُرنِى أعطنِى مِنْ عطايا الله الَّتِى سيُعطِيك إِيَّاها00هذِهِ كلِمة تُذكِّرنا بِاللص اليمِين الَّذِى قَالَ لِلسيِّد المسِيح[ اذكُرنِي ياربُّ متى جِئتَ فِى ملكُوتِكَ ] ( لو 23 : 42 ) كُلٍ مِنّا يقُول لله أُذكُر يارب عبدك00داوُد يقُول لله [ اُذكُر ياربّ كلامك الَّذِي جعلتنِي عليهِ أتكِل ]00داوُد هُوَ المسِيح00جمِيلة النَّفْسَ الَّتِى تعترِف بِخطأها أمام إِبن داوُد وَتطرح نَفْسَهَا تحت قدميهِ وَتتوسل إِليه وَتُقدِّم لَهُ تقدِمات توبتِها وَتطلُب مِنْهُ أنْ يذكُرها [ فَقَالَ داوُد لأِبِيجايِلَ ]00كما أنَّ شَاوُل كَانَ مُتسرِّع فِى الشَّرَّ كَانَ داوُد عَلَى عكسه يتراجع عَنْ الشَّرَّ00[ مُبارك الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي أرسلَكِ هذا اليومَ ]00وَكأنَّ داوُد يُرِيد أنْ يُخَبِّئ السيف جيِّد أنْ يتراجع الإِنسان عَنْ الشَّرَّ وَيكُون سرِيع الندم00يقُول أحد الآباء[ لَقَدْ فكَّر داوُد أنْ يكُون كاسِر لِكلِمتِهِ عَنْ أنْ يحتفِظ بِقسوتِهِ ] [ مُباركٌ عقلُكِ وَمُباركة أنتِ لأِنَّكِ منعتنِي اليوم مِنْ إِتيانِ الدِّماء وَانتِقامِ يَدِي لِنَفْسِي ]00بدأ يمدحها داوُد وَيقُول لها مُباركة أنتِ00جيِّد الإِنسان الَّذِى يسمع المشورة وَيعمل بِها وَمَا أخطر النَّفْسَ الَّتِى ليس لها مُشِير وَتعتدّ يِرأيِها[ طرِيقُ الجاهِل مُستقِيم فِي عينيهِ0 أمَّا سامِعُ المشُورةِ فَهُوَ حَكِيمٌ ] ( أم 12 : 15 )00أكثر خطورة أنْ يكُون الإِنسان مُرشِد لِنَفْسَه فَهُوَ يتساقط كأوراق الخرِيف جيِّد الأنبا أنطونيُوس أنْ يسمع لِلمرأة الَّتِى كانت تستحِم فِى ماء النهر وَتقُول لَهُ أنت راهِب فَلاَبُد أنْ تدخُل البرّيَّة00فَكانت سبب بركة لَهُ وَلِلبرّيَّة وَلِلرهبنة [ وَلكِنْ حىٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي منعنِي عَنْ أذِيَّتِكِ إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُبادِرِنِي وَتأتِي لاِستقبالِي لَمَا أُبقِيَ لِنابال إِلَى ضوءِ الصَّباحِ بائِل بِحائِطٍ0 فَأخذ داوُد مِنْ يَدِهَا مَا أتت بِهِ إِليهِ وَقَالَ لها اصعدِي بِسلامٍ إِلَى بيتِكِ اُنظُرِي0 قَدْ سَمِعْتُ لِصوتِكِ وَرفعتُ وجهَكِ ]00داوُد يقُول لها كأنَّهُ لَمْ يحدُث شئ أنا تناسيت كُلّ شئ وَعادت أبِيجايِل لِزوجِها [ وَإِذا ولِيمة عِندهُ فِي بيتِهِ كولِيمة مَلِكٍ ]00كَانَ نابال يصرِف وَيُنفِق لِلترف وَالشَّرَّ حَتَّى أنَّهُ كَانَ فِى وضع سُكر00[ وَكَانَ نابال قَدْ طاب قلبُهُ وَكَانَ سكران جِدّاً0 فَلَمْ تُخبِرهُ بِشئٍ صغِيرٍ أوْ كبِيرٍ إِلَى ضوءِ الصَّباحِ0 وَفِي الصَّباحِ عِند خُرُوجِ الخمرِ مِنْ نابال أخبرتهُ امرأتهُ بِهذا الكلامِ ]00فِى الصَّباح أخبرت زوجِها بِكُلّ مَا فعلت فَكانَ رد فِعلهُ[ فَمَاتَ قلبُهُ داخِلهُ وَصار كحجرٍ ]00أى خاف وَإِرتعب [ وَبعد نحو عشرة أيَّامٍ ضرب الرَّبُّ نابال فَمَات0 فَلَمَّا سَمِعَ داوُد أنَّ نابال قَدْ مات قَالَ0مُباركٌ الرَّبُّ الَّذِي انتقمَ نِقمة تعيِيرِي مِنْ يَدِ نابال وَأمسكَ عبدهُ عَنِ الشَّرِّ وَردَّ الرَّبُّ شرَّ نابال عَلَى رأسِهِ ]00وَكأنَّهُ يشكُر الله أنَّهُ إِنتقم لَهُ لكِنْ داوُد لَمْ ينسى أبِيجايِل وَحِكمتِها فَلَمَّا سَمِعَ بِموت نابال أرسل فِى طلبِها[ وَأرسلَ داوُد وَتكلَّمَ مَعَْ أبِيجايِلَ لِيتَّخِذَهَا لَهُ امرأةً ]00وَكَانَ رد فِعلها[ فَقَامت وَسجدت عَلَى وجهِها إِلَى الأرضِ وَقَالَتْ هُوذا أمتُكَ جارِية لِغسلِ أرجُلِ عبِيدِ سيِّدِي ]00رد وَإِجابه تُذِيب القلب00ليس لِغسل أرجُل سيِّدِى فقط بَلْ أرجُل عبِيد سيِّدِى لِذلِكَ عِندما نعتذِر أوْ نشكُر فَهذا جيِّد لأِنَّهُ[ مِنْ فضلةِ القلبِ يتكلَّمُ الفَمُ ] ( مت 12 : 34 ) 00 حِكمِتها جعلتها تنال نِعمة فِى عينىّ مَنَ حولها أمَّا إِذا كانت بِدُون حِكمة فَكانت ستُصبِح شرَّيرة مِثل إِيزابِل رغم جمال وَحِكمة أبِيجايِل لَمْ تتكبّر بَلْ إِتضعت00أصعب شئ أنْ يأخُذ إِنسان عطايا الله وَيُنسِبها لِنَفْسَه00الله يُعطِى الكُلّ مواهِب00أبِيجايِل أخذت عطايا00حِكمة وَجمال لكِنَّها كانت مُتضِعة القدِيسين يقُولُون أنَّ أبِيجايِل هِي كنِيسة العهد القدِيم الَّتِى لَمَّا مات النَّامُوس خطبها إِبن داوُد لِنَفْسِهِ00لابُد لِصَمُوئِيل ( الأنبياء ) أنْ يموت وَنابال ( النَّامُوس ) أنْ يموت لِتصِير أبِيجايِل حُرَّة وَتُصبِح مِلك لِداوُد نَفْسَ التشبِيهات قَالَها مُعلّمِنا بولس الرسُول00قَالَ مادام النَّامُوس موجُود فَلَنْ نستطِيع أنْ نقترِن بِالمسِيح لكِنْ عِندما نرفُض نابال مِنْ حياتنا ننال إِستحقاقات القران بالله00لأِنَّ أبِيجايِل كانت تحيا مَعَْ نابال وَلكِنْ ليس بِحسب نابال هكذا نحنُ نعِيش فِى العالم وَلكِنْ ليس بِحسب العالم وَحماقتهِ00لِذلِكَ عينا الله علينا لِيقترِن بِنا00[ ثُمَّ بادرت وَقَامت أبِيجايِلُ وَركبت الحِمار مَعَْ خمسِ فتياتٍ لها ذاهِباتٍ وراءها وَسارت وراء رُسُلِ داوُد وَصارت لَهُ امرأةً ]00هُنا يُمّثِل إِتحاد الله بِالكنِيسة وَحُريَّة النَّفْسَ مِنْ نابال وَحماقتهِ ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.

عدد الزيارات 2251

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل