دراسة فى سفرصموئيل الاول ج12

Large image

الأصْحَاحُ السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ :-
قِصَّة مُشابِهة لِلَّتِى حدثت فِى الأصحاح الرَّابِع وَالعشرُون وَهِى مُطاردة شَاوُل لِداوُد مازالت مُستمرة00شَاوُل المَلِكَ فِى قرية أوْ مجموعة إِسمها الزِّيفيُّونَ هؤلاء كانُوا مُحبِين لِلمناصِب مشهورِين بِالرَّياء لِلرؤساء وَكانُوا يتوددُون لِشَاوُل وَيقولُون لَهُ نحنُ مُشفقِين عليك وَنُرِيد أنْ نخدِمك00نحنُ سوف نُحضِر لَكَ داوُد00كيف ؟قالُوا لِشَاوُل نحنُ سوف نعلم فِى أى مكان هُوَ موجُود الآن وَنُخبِرك لِتأتِى لِتمسِكَ بِهِ00أرادوا مُساعدة شَاوُل فِى مُطاردته لِداوُد إِشارة إِلَى أنَّ الحرب لاَ تهدأ بين مملكِة الظُلمة وَمملكِة النَّورنعم رأينا فِى الأصحاح الرَّابِع وَالعشرُون أنَّ داوُد عِندما وجد شَاوُل فِى المغارة وَكانت أمامه فُرصة لِيتخلَّص مِنْ شَاوُل لكِنّه رفض وَقطع جُزء مِنْ جُبَّتِهِ وَقَالَ لِشَاوُل أنَّهُ كَانَ قادِر عَلَى قتلِهِ وجدنا شَاوُل يبكِى وَيقُول لِداوُد " أنت إِبنِى داوُد " وَحلف لَهُ وَوعدهُ أنَّهُ لَنْ يعود لِمُطاردته مرَّة أُخرى فِى حِين أنَّهُ هُنا فِى هذا الأصحاح يعود لِمُطاردته00إِشارة إِلَى أنَّ عدوَّنا لاَ يهدأ وَلَنْ يسترِيح لاَ يُمكِن لِلحرب بين النَّفْسَ وَعدو الخير تقِف عِند حد مُعيَّن لِذلِكَ يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول [ فَإِنَّ مُصارعتنا ليست مَعَْ دمٍ وَلحمٍ ] ( أف 6 : 12 )00عدو الخير يترقبنا وَلَنْ يطمئِن وَلَنْ يسترِيح إِلاَّ بِهلاكنا وَلكِنْ فِى نَفْسَ الوقت أولاد الله الواثِقِين فِى مواعِيده يجِب أنْ يحيوا فِى يقظة مُستمِرَّة لاَ يقُول أحد أنَّهُ عاش مَعَْ الله فِترة ثُمَّ يأخُذ راحة00لاَ00الحياة مَعَْ الله لاَ تعرِف السكُون وَالهدوء بَلْ فِى يقظة دائِمة وَإِتحاد دائِم لأِنَّهُ رُبما لحظة تُفسِد جِهاد سِنِين [ ثُمَّ جاء الزِّيفيُّونَ إِلَى شَاوُل إِلَى جِبعة قائِلِين أليس داوُد مُختفِياً فِي تلِّ حخِيلة الَّذِي مُقابِل القفرِ ]00نحنُ نعلم مكان داوُد00شَاوُل لَمْ يُناقِش أوْ يُفكِّر بَلْ [ فَقَامَ شَاوُل وَنزل إِلَى برِّيَّةِ زِيفٍ وَمعهُ ثلاثةُ آلافِ رجُلٍ مُنتخبِي إِسْرَائِيلَ لِكى يُفتِّشَ عَلَى داوُد فِي برِّيَّةِ زِيفٍ ]00لأِنَّ مملكِة الظُلمة فِى إِستعداد دائِم لِمُحاربة أولاد الله عدو الخير جاهِز دائِماً لِلحرب يُعِدّ العُدَّة فِى سهر دائِم لِكيما يقضى عَلَى أولاد الله00ظهر الشيَّاطِين لِلقدِيس أبو مقَّار وَقالُوا لَهُ نحنُ نخاف مِنك00فسألهُمْ لِماذا ؟ أجابوه نحنُ لاَ نعرِف كيف نأتِى إِليكَ00ويلاه مِنْكَ يا مقَّاره00أنت فِيك أشياء لاَ نعرِف كيف نُقاوِمها وَبِكَ أشياء قرِيبة مِنَّا " أنت تسهر وَنحنُ لاَ ننام00أنت تصُوم وَنحنُ لاَ نأكُل00أنت تتعب وَنحنُ نتعب لكِنْ إِتضاعك يُخزِينا دائِماً "00الَّذِى يحيا فِى حالة دائِمة لِلوجُود فِى حضرة الله يحيا إِتضاع دائِم 00عدو الخير فِى ذلِكَ لاَ يستطِيع أنْ يأتِى إِليهِ فِى أى لحظة الأسبُوع الماضِى كَانَ عِيد القدِيسة يُوستينا الَّتِى لَمْ يستطِع السَّاحِر أنْ يُمارِس سِحره عليها وَالشَّيطان لَمْ يستطِع أنْ يُقهِرها لأِنَّها كانت دائِماً تُصَلِّى00الَّذِى يحيا فِى يقظة دائِماً حَتَّى وَإِنْ كَانَ عدو الخير يتربَّص لَهُ دائِماً لكِنّه لَنْ يجِد الفُرصة [ فَقَامَ شَاوُل وَنزل إِلَى برِّيَّة زِيفٍ وَمعهُ ثلاثةُ آلافِ رجُلٍ مُنتخبِي إِسْرَائِيلَ ]00ألِهذِهِ الدرجة داوُد حَتَّى أنَّهُ أخذ معهُ ثلاثة آلاف رجُل مِنْ أفضل رِجال إِسْرَائِيلَ00أحياناً عدو الخير يجهِّز كُلَّ قوَّاته لِمُحاربة مسِيح الرَّبِّ00كُلّ نَفْسَ تُرضِى الله كُلّ قوَّات عدو الخِير ضِدَّها[ لِكى يُفَتِّشَ عَلَى داوُد فِى برِّيَّة زِيفٍ ]00رغم أنَّ شَاوُل قطع عهد مَعَْ داوُد وَبكى ( لِنقرأ فِى الأصحاح الرَّابِع وَالعشرُون 24 : 16 – 18 ) [ فَلَمَّا فَرَغَ داوُد مِنَ التَّكلُّم بِهذا الكلام إِلَى شَاوُل قَالَ شَاوُل أهذا صوتُك يا ابنِي داوُد0 وَرفع شَاوُل صوتهُ وَبكى0 ثُمَّ قَالَ لِداوُد أنت أبرُّ مِنِّي لأِنَّكَ جازيتنِي خيراً وَأنَا جازيتُك شرّاً0 وَقَدْ أظهرت اليوم أنَّكَ عملت بِي خيراً لأِنَّ الرَّبِّ قَدْ دفعنِي بِيَدِكَ وَلَمْ تقتُلنِي ] الأمر مَعَْ شَاوُل كيف حدث وَرغم ذلِكَ مُجرَّد أنْ عرف مكان داوُد عاد لِيُطارِدهُ وَمعهُ ثلاثة آلاف رجُل مِنْ مُنتخبِى إِسْرَائِيلَ00عدو الخير إِسلُوبه لاَ يتغيَّر وَكُلّ نَفْسَ تحيا فِى سُلطان عدو الخير يكُون هذا إِسلُوبها حَتَّى لَوْ عاهدت الله أنْ تعِيش معهُ عهودها مؤقتّه كما قَالَ أرميا النبِى [ هل يُغيِّرُ الكُوشِيُّ جِلدهُ ] 00" الكُوشِى " هُوَ الشخص الداكِن اللون هل يستطِيع أنْ يُغيِّر جِلده وَلُونه ؟00لاَ يُمكِن00[ أوْ النَّمرُ رُقطهُ ] ( أر 13 : 23 )أى نُقط جِلد النمر00النمر لاَ يستطِيع أنْ يُغيِّر شكل جِلده00أى أنَّ عدو الخير سيظل كما هُوَ فِى مُطاردته لأولاد الله [ وَنزل شَاوُل فِي تلِّ حخِيلة الَّذِي مُقابِل القفرِ عَلَى الطرِيق0 وَكَانَ داوُد مُقِيماً فِي البرِّيَّةِ ]00وَمُجرَّد أنْ علِم داوُد أنَّ شَاوُل نزل إِلَى البرِّيَّة أرسل جواسِيس مِنْ رِجالِهِ حيثُ كَانَ معهُ سُتمائة رجُل وَقالُوا لَهُ أنَّ شَاوُل وَمعهُ ثلاثة آلاف رجُل يبحثُون عنك فَقَالَ لَهُمْ راقِبُوا الوضع فراقبوا شَاوُل حَتَّى نام شَاوُل وُكُلّ مَنَ معهُ حَتَّى رئِيس جيشِهِ أبنِيرُ إِبن نيرٍ00فعادوا لِداوُد يقولُون لَهُ الآن فُرصة لِتنتقِم لِنَفْسَكَ [ فَقَامَ داوُد وَجاء إِلَى المكان الَّذِي نزل فِيهِ شَاوُل وَنظر داوُد المكان الَّذِي اضطجع فِيهِ شَاوُل وَأبنيرُ بنُ نيرٍ رئِيسُ جيشِهِ0 وَكَانَ شَاوُل مُضطجِعاً عِند المِتراسِ وَالشَّعْبُ نُزُول حواليهِ0 فَأجاب داوُد وَكلَّمَ أخِيمالِكَ الحِثِّيَّ وَأبِيشاىُ ابن صُرُوِيَّة أخا يُوآب قائِلاً مَنْ ينزِلُ معِي إِلَى شَاوُل إِلَى المحلَّةِ ]00فَقَالَ أبِيشاى أنزِل معك [ فجاء داوُد وَأبِيشاى إِلَى الشَّعْب ليلاً وَإِذا بِشَاوُل مُضطجِع نائِم عِند المتراسِ وَرُمحُهُ مركُوز فِي الأرضِ ]00أى رُمحهُ بِجانِب رأسِهِ فِى وضع إِستعداد حَتَّى إِذا حدث شئ أوْ شعر بِقلقٍ يقُوم قَالَ أبِيشاىُ لِداوُد [ قَدْ حبس الله اليوم عدُوَّكَ فِي يَدِكَ0 فدعنِي الآنَ أضربهُ بِالرُّمحِ إِلَى الأرضِ دُفعةً واحِدةً وَ لاَ أثنِي عليهِ ]00ضربة واحِدة تكفيه المُهِم أنْ تسمح لِى بِضربة 00[ فَقَالَ داوُد لأِبِيشاى لاَ تُهلِكهُ فَمَنِ الَّذِي يمُدُّ يَدَهُ إِلَى مسِيح الرَّبِّ وَيتبرَّأُ ]00مرَّة ثانية يرفُض داوُد قتل شَاوُل00بِالفِعل أنت يا داوُد أظهرت لُطف وَصلاح حسب قلب سيِّدك00شَاوُل جاء لَكَ بِثلاثة آلاف رجُل يطلُب نَفْسَكَ وَرغم ذلِكَ داخِل قلبك كَمْ صفح كبِير جِدّاً !!00نعم00لِذلِكَ داوُد يُمّثِل مسِيح الرَّبّ00يُمّثِل الرَّب يسُوعَ الغافِر لِصالِبيه بِالفِعل يستحِق داوُد أنْ يُقالَ عنهُ أنَّ قلبه حسب قلب الله00عجِيب هذا اللقب00قَدْ يُلقب إِنسان بِأى لقب لكِنْ أنْ يُلقب بِأنَّ قلبه بِحسب قلب الله فهذا عجِيب00داوُد إِستحق هذا اللقب مِثل نوح لُقِبّ بِالبار وَإِبراهِيم بِخلِيل الله وَأبو الإِيمان وَمُوسى النبِى بِالحلِيم وَيوسِف بِالطاهِر وَأيوب الثابِت00كُلّ إِنسان لَهُ لقب أمَّا داوُد فلقبه أنَّ قلبه حسب قلب الله إِذا كَانَ عدوّهُ جاء لَهُ بِثلاثة آلاف مِنْ مُنتخبِى إِسْرَائِيلَ وَجاءت لَهُ فُرصة لِقتلِهِ وَيقُول لاَ تُهلِك مسِيح الرَّب00داوُد لَمْ تكُنْ فِى أيَّامِهِ شرِيعِة العهد الجدِيد قَدْ وُضِعت وَ لاَ إِرتقى النَّامُوس لِدرجِة محبِّة الأعداء لكِنْ بِرُوح النبوَّة الَّتِى كَانَ يحمِلها داوُد كَانَ يحيا فِى نِعمِة العهد الجدِيد قبل مجِئ المسِيح المُتجسِّد لأِنَّهُ كَانَ يحمِل رمزاً فِعلياً وَإِشارة لِمجِئ المسِيح نَفْسَه [ وَقَالَ داوُد حيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِنَّ الرَّبَّ سوف يضربُهُ أوْ يأتِي يومُهُ فيمُوتُ أوْ ينزِلُ إِلَى الحربِ وَيهلِكُ0 حاشا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أنْ أمُدَّ يَدِي إِلَى مسِيح الرَّبِّ ]00قَالَ داوُد سيأتِى يوم وَيضربهُ الله أوْ يموت أوْ ينزِل لِلحرب وَيهلك لكِنْ حاشا لِى أنْ أمُدّ يَدِى لِمسِيح الرَّبَّ00مُبارك داوُد الَّذِى قابل عدوّه بِلُطف00مُبارك الَّذِى لَمْ ينتقِم لِنَفْسَه بَلْ وضع إِتكاله عَلَى الله [ لِي النقمةُ أنَا أُجازِي يقُولُ الرَّبُّ ] ( رو 12 : 19 )00أنا أنتقِم لَكَ00الَّذِى يضع إِتكاله عَلَى الله يشعُر أنَّ الله يتبنَّى أمره [ وَالآنَ فخُذِ الرُّمح الَّذِي عِند رأسِهِ وَكُوز الماء وَهلُمَّ ]00أخذ داوُد شيئان علامة أنَّهُ كَانَ قرِيب جِدّاً مِنْ شَاوُل00أخذ الرُّمح وَكُوز الماء الخاصين بِشَاوُل [ وَذهبا وَلَمْ يَرَ وَ لاَ علِم وَ لاَ انتبه أحد لأِنَّهُمْ جمِيعاً كانُوا نِياماً لأِنَّ سُبات الرَّبِّ وقع عليهِمْ ]00فِعلاً شئ عجِيب فهل يُعقل أنَّ ثلاثة آلاف رجُل ينامُون وَ لاَ يشعرُون بِشئ00لأِنَّ هذا عمل إِلهِى00كَانَ مُمكِن أنْ يكُون واحِد مِنهُمْ أوْ حَتَّى إِثنان فِى حالِة قلق أوْ يُجافِى بعضهُمْ النَّوم لكِنْ سُبات الرَّبَّ وقع عليهُمْ كُلّهُمْ يد الله قرِيبة مِنك جِدّاً [ الرَّبُّ يُقاتِلُ عنكُمْ وَأنتُمْ تصمُتُونَ ] ( خر 14 : 14 ) هُوَ حارِس لنا00إِنْ كَانَ الله لَمْ يستخدِم قوَّة مُعيَّنة وَهِى أنْ يُخلِيهُمْ مِنْ أسلحتهُمْ لكِنْ جعلهُمْ يُغلبُون مِنْ أمرٍ آخر لَمْ يستطِيعُوا أنْ يفلِتوا مِنْهُ00إِستطاع أنْ يغلِبهُمْ بِطبعِهِمْ بِطبع النَّوم00إِنْ كانُوا قَدْ إِتكلوا عَلَى أسلِحتهِمْ وَكثرة عددِهِمْ لكِنْ الرَّبَّ غلبهُمْ بِطبعِهِمْ جيِّد أنْ يُسلِّم الإِنسان أمره لإِلههُ الَّذِى هُوَ قادِر أنْ يستخدِم أسالِيب قَدْ لاَ تفهمها فَتقُول لَهُ [ اللَّهُمْ بِإِسمِكَ خلَّصنِي ، وَبِقوَّتِكَ أُحكُم لِي ]( مز 53 مِنْ مزامِير صلاة السَّاعة السَّادِسة )00قلب داوُد هُنا حسب قلب الله [ وَعبر داوُد إِلَى العبرِ وَوقف عَلَى رأسِ الجبلِ عَنْ بُعدٍ وَالمسافةُ بينهُمْ كبِيرة وَنادى داوُد الشَّعْب وَأبنير بنَ نيرٍ قائِلاً أما تُجِيبُ يا أبنيرُ0 فَأجاب أبنيرُ وَقَالَ مَنْ أنتَ الَّذِي يُنادِي المَلِكَ ]00داوُد مِنْ بعيد لَمْ يكُن مُتضِح الملامِح [ فَقَالَ داوُد لأِبنير أما أنت رجُل وَمَنْ مِثْلُكَ فِي إِسْرَائِيلَ0 فلِماذا لَمْ تحرُس سيِّدكَ المَلِكَ ]00أنت رئِيس الجيش فلِماذا لَمْ تحرُس سيِّدك المَلِكَ00داوُ يتكلَّم عَنْ شَاوُل بِأدبٍ وَوقارٍ [ لأِنَّهُ قَدْ جاء واحِد مِنَ الشَّعْبِ لِكي يُهلِك المَلِكَ سيِّدكَ0 ليس حسناً هذا الأمر الَّذِي عمِلت0 حيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِنَّكُمْ أبناءُ الموتِ أنتُمْ لأِنَّكُمْ لَمْ تُحافِظُوا عَلَى سيِّدِكُمْ عَلَى مسِيح الرَّبِّ0 فَانظُر الآنَ أين هُوَ رُمحُ المَلِكَ وَكُوزُ الماء الَّذِي كَانَ عِند رأسِهِ ]00قُل لِى يا أبنير أين كُوز الماء وَالرُّمح اللَّذان لِلمَلِكَ ؟وَإِلتفت أبنير فوجد شَاوُل مُنتبِه لِلحدِيث [ وَعرف شَاوُل صوت داوُد فَقَالَ أهذا هُوَ صوتُكَ يا ابنِي داوُد ]00عاد شَاوُل يحِن لِداوُد00هل كَانَ يجِب أنْ تشعُر أنَّ داوُد سيُهلِكك كى تحِن لَهُ ؟ شَاوُل شخص مُذبذب وَهذِهِ صِفة ردِيئة إِنسان لاَ يعلم ماذا يُرِيد مِنْ نَفْسَه وَمِنْ مَنَ حولهُ حَتَّى قِيل عنَّهُ [ أشَاوُل أيضاً بين الأنبياء ] ( 1 صم 19 : 24 )00وسط الأنبياء كَانَ شَاوُل نبِى وَوسط الآخرُون كَانَ شخص آخر ليس لَهُ شخصيَّة موّحده ثابِتة [ فَقَالَ داوُد إِنَّهُ صوتِي يا سيِّدِي المَلِكَ ]00داوُد يُظهِر حُب وَخضُوع لِشَاوُل رغم أنَّهُ قادِر أنْ يُهلِكه وَرغم أنَّهُ لَمْ يتطاول عَلَى شَاوُل أوِل مرَّة وَلَمْ يتطاول عليهِ أيضاً المرَّة الثانية لكِنَّهُ حفظ أدبه مَعَْ شَاوُل أحياناً يحيا الإِنسان الإِتضاع وَهُوَ فِى موقِف ضعف لكِنْ أجمل شئ أنْ يحيا الإِتضاع وَهُوَ فِى موقِف قوَّة وَنجاح00كَانَ يُقالَ عَنْ داوُد أنَّ ( نجاحه كَانَ يُزِيد إِتضاعه )00عِندما قتل جُليات وَعِندما كَانَ شَاوُل فِى قبضة يَدِهِ أوَّل مرَّة لَمْ يتكبّر وَأيضاً هذِهِ المرَّة ظلّ مُتضِع [ ثُمَّ قَالَ لِماذا سيِّدِي يسعى وراء عبدِهِ لأِنِّي ماذا عمِلتُ وَأىُّ شرٍّ بِيَدِي0 وَالآنَ فَلِيسمع سيِّدِي المَلِكَ كلام عبدِهِ0 فَإِنْ كَانَ الرَّبُّ قَدْ أهاجكَ ضِدِّي فليشتمَّ تقدِمَةً ]00رغم إِنِّى عبدك فلِماذا تسعى خلفِى00ماذا يُهِيجك علىَّ ؟ إِنْ كَانَ الله قَدْ أهاجك علىَّ فَلتُقدِّم أنت ذبِيحة وَأنا ذبِيحة لِيرضى الله وَلكِنْ إِنْ كَانَ النَّاس [ وَإِنْ كَانَ بنُو النَّاسِ فليكُونُوا ملعُونِين أمام الرَّبِّ لأِنَّهُمْ قَدْ طردُونِي اليوم مِنْ الاِنضمامِ إِلَى نصِيب الرَّبِّ قائِلِين اذهب اعبُد آلِهةً أُخرى ]00لاَ تسِير خلف النَّاس فَأنا عبدك وَأنت سيِّدِى لأِنَّ بنُو النَّاس كانُوا سبب طردِى مِنْ الإِحتفال وَالعِبادة فِى قصَّة هرُوب داوُد هُناك ما أحزنه وَلَمْ يُظهِره وَهُوَ عدم إِشتراكه مَعَْ بنِى إِسْرَائِيلَ فِى المُناسبات وَالعِبادة وَالإِحتفالات الدِينيَّة00يقُول أنا محرُوم مِنْ العِبادة لِذلِكَ قَالَ فِى مزموره[ مَا أحلى مساكِنك ياربَّ الجُنُود0 تشتاقُ بَلْ تتُوقُ نفسِي إِلَى دِيارِ الرَّبِّ ]( مز 83 مِنْ مزامِير صلاة السَّاعة السَّادِسة )00قَالَ ذلِكَ لأِنَّهُ كَانَ محرُوم مِنْ الهيكل نحنُ فِى نِعمة أنَّنا دائِماً أمام مذبح الله00نِعمة قَدْ لاَ نشعُر بِها إِلاَّ إِذا منعتنا الظرُوف00داوُد يقُول لِماذا طردنِى النَّاس مِنْ نصِيب الرَّبَّ ؟[ لأِنَّ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ قَدْ خرج لِيُفتِّشَ عَلَى بُرغُوثٍ واحِدٍ0 كما يُتبعُ الحجلُ فِي الجِبالِ ]00داوُد مرَّة أُخرى يتضِع رغم أنَّهُ فِى موقِف قوَّة المرَّة السابِقة قَالَ عَنْ نَفْسَه كلب ميِّت وَهذِهِ المرَّة يقُول أنَّهُ برغُوث00الإِنسان المُقترِب مِنْ الله يعرِف معنى الإِتضاع وَهُوَ مُقابلة الله فيحدُث فِى النَّفْسَ فِعل تلقائِى وَهُوَ أنَّ النَّفْسَ تصبُر عِندما كَان بُطرُس فِى السفِينة وَأطاع يسُوعَ جاءهُ الصيد بِسمكٍ كثِير قَالَ لَهُ فِى سجُود [ اخرُج مِنْ سفِينتِي ياربُّ لأِنِّي رجُلٌ خاطِئٌ ] ( لو 5 : 8 )00لأنَّهُ تقابل مَعَْ الله فشعر بِإِتضاع داوُد النبِى يقُول [ جعلتُ الرَّبَّ أمامِي فِي كُلّ حِينٍ ] ( مز 16 : 8 )00وَلأِنَّهُ فِى حضرة الله دائِماً فَكان مُتضِع00البعِيد عَنْ الله لاَ يعرِف الإِتضاع أشعياء النبِى صرخ [ ويل لِي إِنِّي هلكتُ لأِنِّي إِنسان نجِسُ الشَّفتينِ ]( أش 6 : 5 )00عِندما إِقترب لله وَنظر مجدهُ يملأ الهيكل الإِتضاع الحقِيقِى هُوَ معرِفة الله فتعرِف السجُود بِحق00داوُد شبَّه نَفْسَه أيضاً بِالحجلُ فِى الجِبال وَ ( الحجلُ ) هُوَ ( طائِر صغِير ) قَالَ شَاوُل [ قَدْ أخطأتُ0 ارجع يا ابنِي داوُد لأِنِّي لاَ أُسِيءُ إِليك بعدُ مِنْ أجلِ أنَّ نَفْسِي كانت كرِيمة فِى عينيك اليوم0 هُوذا قَدْ حُمِقتُ وَضللتُ كثِيراً جِدّاً ]00مرَّة أُخرى يعُود شَاوُل وَيندم00أعاد داوُد لَهُ رُمحه وَكُوز الماء وَذهب كُلٍّ مِنهُمْ فِى طرِيقِهِ 0
الأصْحَاحُ السَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ :-
بعد إِعلان عمل الله فِى حياة داوُد وَنجاحه العظِيم00يظهر ضعف داوُد[ وَقَالَ داوُد فِي قلبِهِ إِنِّي سأهلِكُ يوماً بِيَدِ شَاوُل فَلاَ شئ خير لِي مِنْ أنْ أُفلِتَ إِلَى أرضِ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ ]00واضِح إِنِّى سأموت وَأهلك فِى يومٍ ما بِيَدِ شَاوُل وَالأفضل أنْ أذهب لأرض الفلسطِينيِّيِنَ حَتَّى ييأس شَاوُل مِنَ مُطاردتِى ثانِى مرَّة يذهب داوُد لأرض فلسطِين 00المرَّة الأوَّلى ذهب وحدهُ وَإِصطنع الجُنُون 00أمَّا هذِهِ المرَّة فذهب وَمعهُ سُتمائة رجُل وَكأنَّهُ يسقُط فِى حِمايتِهِ وَفِى نَفْسَ الوقت هذا غرض سياسِى وَهُوَ أنْ يوظّفُوه لِحسابهُمْ وَيذِلّوا بِهِ شَاوُل[ فييأس شَاوُل مِنِّي فَلاَ يُفتِّشُ عَلَيَّ بعدُ فِي جمِيعِ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ فأنجُومِنْ يَدِهِ ]00وَذهب داوُد إِلَى أخِيش مَلِكَ جتّ وَطلب مِنهُ أنْ يحيا معهُ فَلَمْ يرفُض الكِتاب أمِين فِى كُلّ حدث يُظهِر القوَّة وَالضعف لأِنَّ الكِتاب هُوَ رِسالة الله لِى أنا الإِنسان بِكُلِّ ضعفاتِى00عِندما قَالَ إِبراهِيم أبو الآباء عَنْ سارة أنَّها أُخته لَمْ ينساها الكِتاب00وَقَالَ إِبراهِيم لِسارة كُلّ مكان نذهب لَهُ قولِى أنَّك أُختِي ( تك 20 : 13 ) لِيهرب مِنْ المشاكِل أظهر ذلِكَ الكِتاب وَكما يقُول الآباء عَنْ الكِتاب [ لَمْ يُخبِرُنا عَنْ الله بِقدر ما يُخبِرُنا عَنْ الإِنسان العامِل فِيهِ الله ]00أى كيف يُقدِّس الله الإِنسان لِذلِكَ الإِنسان المُقدَّس بِالله هُوَ كِتاب مُقدَّس00الله العامِل فِى أولاده يحكِى عَنْ مُوسى النبِى وَضعفاته وَبنِى إِسْرَائِيلَ وَضعفاتهُمْ لِيشرح لنا كيف يتقدَّس الإِنسان بِالله هُنا طلب داوُد مِنْ أخِيش المَلِكَ وَقَالَ [ إِنْ كُنتُ قَدْ وجدتُ نِعمةً فِي عينيكَ فلِيُعطُونِي مكاناً فِى إِحدى قُرى الحقلِ فَأسكُنَ هُناك ]00لِماذا طلب داوُد ذلِك الطلب ؟ لِكى يبقى حُر فِى عِبادتِهِ وَلِكى لاَ يُخالِط الأمُم مُبارك داوُد الَّذِى حَتَّى فِى هروبه كَانَ يُؤّمِن نَفْسَه00يُرِيد أنْ يحيا فِى حضرة الله حَتَّى وَإِنْ كَانَ فِى أرض فلسطِين00ركّز عَلَى كيف يعِيش وَليس أين يعِيش00داوُد هرب بِالجسد فقط وَليس بِالرُّوح هل أنا حافِظ نَفْسِى فِى نقاوة مِنْ شوائِب مَنَ حولِى أم أتشبَّه بِمَنَ حولِى وَأقُول أنَّها الظرُوف00داوُد طلب مكان مُنعزِل لِكى يتعبَّد [ وَلِماذا يسكُنُ عبدُك فِي مدِينة المملكةِ معكَ ]00قَالَ أخِيش خُذ مدِينة صقلغ وَهِى مدِينة إِشتهرت بِملُوك يهُوذا وَهِى جنُوب أورُشلِيم00بدأ داوُد يغزو مَنَ حولهُ مِنْ شعُوب وَيغلِبهُمْ [ وَضرب داوُد الأرض وَلَمْ يستبقِ رجُلاً وَ لاَ امرأةً وَأخذ غنماً وَبقراً وَحَمِيراً وَجِمالاً وَثِياباً وَرجع وَجاء إِلَى أخِيش ]00النَّفْسَ الَّتِى تُرِيد النقاوة لابُد أنْ تُهيَّأ لِحرُوب الرَّبَّ وَتُقاوِم عدو الخير المُترّبِص لها00هذِهِ الشَّعُوب إِشارة لِلصُوص الَّذِينَ يسرِقون أغلى ما فِينا00إِشارة لِعدو الخير00لاَ تجعل الفساد يتسلَّل لَكَ بَلْ إِغلِبه بِنِعمة الله الكِتاب يصِف ضعف آخر لِداوُد00عِندما سألهُ أخِيش مَنَ غزيت ؟ أنكر داوُد الشَّعُوب الَّتِى حاربها وَقَالَ أسماء شعُوب مِنْ بنِى إِسْرَائِيلَ لِكى يطمئِن لَهُ أخِيش فَقَالَ أنَّهُ غزا[ عَلَى جنُوبِيِّ يهُوذا وَجنُوبِيِّ اليرحمئيلِيِّينَ وَجنُوبِيِّ القِينييِّنَ0 فَلَمْ يستبق داوُد رجُلاً وَ لاَ امرأةً حَتَّى يأتِي إِلَى جَتٍّ إِذْ قَالَ لِئلاَّ يُخبِرُوا عنَّا قائِلِين هكذا فعل داوُد0 وَهكذا عادتُهُ كُلَّ أيَّامِ إِقامتِهِ فِى بِلادَ الْفِلِسْطِينيِّينَ0 فصدَّق أخِيشُ داوُد قائِلاً قَدْ صَارَ مكرُوهاً لدى شعبِهِ إِسْرَائِيلَ ] صدَّق أخِيش لِذلِكَ جعل داوُد عندهُ حِيل بشريَّة عملها داوُد لِكى يحيا[ الداعِى الكُلّ إِلَى الخلاص لأِجل الموعِد بِالخيرات المُنتظرة ]( مِنْ الطِلبة الَّتِى تُقال أخِر كُلّ ساعة )00الله لَمْ يتخلَّى عَنْ داوُد وَلَمْ يُزِيل مِنْهُ نقاوتهُ لكِنَّهُ يُظهِر ضعفه وَيُعالِجه ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.

عدد الزيارات 1504

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل