دراسة فى سفرصموئيل الاول ج13

Large image

الأصْحَاحُ الثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ :-
تجمَّع الفلسطِينيُّون لِمُحاربة جيُوش إِسْرَائِيلَ وَكَانَ داوُد مُختبِئ عِند أخِيش المَلِكَ فِى بلدة جتّ وَصقلغ الفلسطِينيَّة00بدأت جيُوش العدو تتجمَّع لِمُحاربة إِسْرَائِيلَ وَأصبح داوُد فِى مأزق لأِنَّ أخِيش سيطلُب مِنْهُ أنْ يدخُل معهُ الحرب ضِد إِسْرَائِيلَ00داوُد الَّذِى قتل جُليات وَحارب حرُوب الرَّبَّ هُوَ نَفْسَه مُعرَّض أنْ يكُون ضِد إِسْرَائِيلَ [ فَقَالَ أخِيش لِداوُد اعلم يقِيناً أنَّكَ ستخرُجُ معِي فِي الجيشِ أنتَ وَرِجالُكَ ]00داوُد عِنده حِكمة وَإِستنارة فَأجاب أخِيش بِكلِمة ليس بِها رفض أوْ وعد 00[ فَقَالَ داوُد لأِخِيش لِذلِكَ أنتَ ستعلمُ مَا يفعلُ عبدُك0 فَقَالَ أخِيش لِداوُد لِذلِكَ أجعلُكَ حارِساً لِرأسِي كُلَّ الأيَّامِ ]00مواقِف كثِيرة فِى حياة الإِنسان تحتاج رُوح حِكمة كى يتغلَّب عليها بدأ يُسمع بِالحرب عِند شَاوُل00مُجرَّد أنْ سمع شَاوُل أنَّ الفلسطِينيُّون تجمَّعوا[ خاف وَاضطرب قلبُهُ جِدّاً ]00مَا سِر خوفِهِ ؟ لأِنَّهُ ترك مواعِيد الله وَدبرَّ مُلكِهِ بِطُرُق بشريَّة لِذلِكَ تخلَّت عنهُ عِناية الله وَيملُكَ عليهِ الخُوف00سِر خُوف شَاوُل هُوَ عِصيانه لله عِدَّة مرَّات00الَّذِى يعصى الله يشعُر أنَّهُ بعِيد جِدّاً عنهُ بدأ شَاوُل يحتار [ فَسأل شَاوُل مِنَ الرَّبِّ فَلَمْ يُجِبْهُ الرَّبُّ ]00لِماذا يارب ؟ يقُول الله لأِنَّ مخافتِى ليست فِى قلب شَاوُل 00سِر عدم الإِستِجابة هِى عصيان شَاوُل00لِماذا نقُول أنَّنا نُصَلِّى وَ لاَ نشعُر بالله فِى الصلاة ؟ لأِنَّ العِيب مِنَّا وَليس مِنْ الله راجِع نَفْسَكَ أوَّلاً هل أنت تُطِيع وصاياه ؟ وَكما يقُول الآباء [ أطِع الله يُطِيعك الله ]00لُوْ كُنت يا شَاوُل تُطِيع الله كَانَ الله سيسمعُك بِدلِيل أنَّ الله يسمع لِداوُد00الله يجعل النَّفْسَ الأمِينة لَهُ تشعُر أنَّها فِى حضنِهِ وَقبضة يدِهِ وَتشعُر بِأمان00شَاوُل خاف لأِنَّهُ قتل 82 كاهِن فِى يومٍ واحِد وَالآنَ يُرِيد أنْ يسمع صوت الله00الَّذِى بقى مِنْ الكهنة واحِد فقط وَهُوَ هارِب الآنَ مَعَْ داوُد فَكيف يلتمِس شَاوُل صوت الله ؟[ إِلتمِس سلاماً لاَ مُلكاً وَأقتن فهماً لاَ ذهباً ] هكذا قَالَ أحد القدِيسين شَاوُل فضلّ المُلَكَ عَنْ السلام وَالمُطاردة عَنْ أنْ يحيا فِى وصايا الله00عِندما لاَ يستجِيب الإِنسان لِصوت الله يُسلِّط الله عليهِ أعدائه وَهذا ما حدث مَعَْ شَاوُل00[ فَلَمْ يُجِبْهُ الرَّبُّ لاَ بِالأحلامِ وَ لاَ بِالأُورِيمِ وَ لاَ بِالأنبياء ]00طُرُق إِستِجابة الله وَإِعلان نَفْسَه لِلشَّعْب دبرَّ شَاوُل طرِيقة صعبة وَهِى العرافه [ فَقَالَ شَاوُل لِعبِيدِهِ فتِّشُوا لِي عَلَى امرأةٍ صاحِبَةِ جانٍّ فَأذهب إِليها وَأسألها ]00شَاوُل الَّذِى يقُود المَلِكَ فِى طُرُق مخافِة الله وَالَّذِى كَانَ يجِب أنْ يتعلَّم مِنهُ الشَّعْب كيف يُطِيعُوا الله00يبحث شَاوُل الآنَ عَنْ إِمرأة صاحِبة جانٍّ00يا لِلغباوة الَّتِى تُصِيب الإِنسان البعِيد عَنْ الله00صعب عَلَى إِنسان يعرِف الله وَيشعُر بِهِ أنْ يسلُكَ ذلِكَ المسلَكَ أخبرُوا شَاوُل عَنْ إِمرأة فِى مكانٍ مُعيَّن [ فَتنكَّر شَاوُل وَلبِس ثِياباً أُخرى وَذهب هُوَ وَرَجُلانِ معهُ وَجاءُوا إِلَى المرأةِ ليلاً وَقَالَ اعرِفِي لِي بِالجانِّ وَأصعِدِي لِي مَنْ أقُولُ لَكِ ] 00تنكَّر مَلِكَ إِسْرَائِيلَ لِيسأل عرَّافه عِندما يملُكَ الشيَّطان عَلَى إِنسان يجعلهُ ينسى كُلَّ المبادِئ00صورة ضعف00شَاوُل كَانَ قَدْ أصدر قرار بِطرد كُلَّ العرَّافِين مِنْ المملكة لِذلِكَ ذهب لِلمرأة العرَّافه مُتنكِّر00قَالَت المرأة لِشَاوُل وَهِى لَمْ تُعرِِّفهُ أنَّ المَلِكَ منع العرافه وَرغم أنَّ القدِيسين قالُوا أنَّها عرفته ليس مِنْ شكلهِ لكِنْ مِنْ طوله لأِنَّهُ كَانَ مُميَّز جِدّاً[ فَحلف لها شَاوُل بِالرَّبِّ قائِلاً حيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِنَّهُ لاَ يلحقُكِ إِثمٌ فِي هذا الأمرِ ]00قَالَت لَهُ ماذا تطلُب ؟ فطلب رُوح صَمُوئِيل النبِى00وَبِالفِعل فعلت ذلِكَ00كيف تحضَّر رُوح صَمُوئِيل النبِى عَلَى يَدِ عرَّافه ؟ بِسماح مِنْ الله وَلَوْ بِقوَّة الشيَّطان لِيسمع شَاوُل صوته لأِنَّ الشيَّطان يستطِيع أنْ يُغيِّر شكله لِملاك مِنْ نور وَأنَّهُ مُمكِن يظهر عَلَى أنَّهُ الله فِى النِهاية وَيجلِس عَلَى كُرسِى المملكة وَيضِل النَّاس قَالَ شَاوُل لِلمرأة إِصعِدِى لِى رُوح صَمُوئِيل [ فَقَالَ صَمُوئِيل لِشَاوُل لِماذا أقلقتنِي بِإِصعادِك إِيَّايَ0 فَقَالَ شَاوُل قَدْ ضاق بِي الأمرُ جِدّاً0 الْفِلِسطِينيُّونَ يُحارِبُوننِي وَالرَّبُّ فارقنِي وَلَمْ يعُد يُجِيبُنِي لاَ بِالأنبياء وَ لاَ بِالأحلامِ فَدعوتُك لِكى تُعلِمنِي ماذا أصنعُ0 فَقَالَ صَمُوئِيل وَلِماذا تسألُنِي وَالرَّبُّ قَدْ فارقك وَصَارَ عدُوَّكَ0 وَقَدْ فعل الرَّبُّ لِنَفْسِهِ كما تكلَّم عَنْ يَدِي وَقَدْ شقَّ الرَّبُّ المملكة مِنْ يَدِكَ وَأعطاها لِقرِيبكَ داوُد0لأِنَّكَ لَمْ تسمع لِصوتِ الرَّبِّ وَلَمْ تفعلْ حُمُوَّ غضبِهِ فِي عمالِيق لِذلِكَ قَدْ فعل الرَّبُّ بِكَ هذا الأمر اليومَ0 وَيدفعُ الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ أيضاً معك لِيَدِ الْفِلِسْطِينيِّينَ وَغداً أنت وَبنُوك تكُونُون معِي وَيدفعُ الرَّبُّ جيش إِسْرَائِيلَ أيضاً لِيَدِ الْفِلِسْطِينيِّينَ ]00ستُهزمُون فِى الحرب وَستموت أنت وَبنُوك [ فَأسرع شَاوُل وَسقط عَلَى طُولِهِ إِلَى الأرضِ وَخاف جِدّاً مِنْ كلام صَمُوئِيل وَأيضاً لَمْ تكُنْ فِيهِ قُوَّةٌ لأِنَّهُ لَمْ يأكُلْ طعاماً النَّهار كُلَّهُ وَاللَّيْلَ ]00شَاوُل مَلَكَ عليهِ إِحساس الضعف وَالذُل وَالمهانة لأِنَّ الَّذِى يترُك الله فِى خفائه يشعُر بِسُلطان ظُلمة داخِلهُ وَعقوبات الله شَاوُل عِنده إِحساس بِالندم عَلَى الماضِى وَإِحساس بِتخلِّى الله عنّه هكذا مَنَ يختار لِنَفْسَه الفساد يجمع مرارة مِنْ يومٍ لِيومٍ حَتَّى أخِر لحظة فِى حياته وَفِى النِهاية يحصُد هلاك بينما الَّذِى يسمع لله يجمع لِنَفْسِهِ فرح مِنْ يومٍ لِيومٍ لِينال فِى النِهاية نجاة مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول [ فَإِنِّي أنَا الآنَ أُسكبُ سكِيباً وَوقت إِنحلالِي قَدْ حضر0 قَدْ جاهدتُ الجِهاد الحسن أكملتُ السَّعي حفِظتُ الإِيمان وَأخِيراً قَدْ وُضِع لِي إِكلِيلُ البِرِّ00]( 2 تى 4 : 6 – 8 )00بينما شَاوُل يخاف لأِنَّهُ زخَّر لِنَفْسَه غضب0
الأصْحَاحُ التَّاسِعُ وَالْعِشْرُونَ :-
الله يتدخَّل بِطرِيقة عجِيبة لِيُنجِّى داوُد00الشَّعْب الفلسطِينِى نَفْسَه وَقائِد الجيش رفضُوا دخُول داوُد الحرب معهُمْ لأِنَّهُمْ لاَ يضمنوه [ أليس هذا داوُد عبد شَاوُل مَلِكَ إِسْرَائِيلَ الَّذِي كَانَ معِي هذِهِ الأيَّامَ أوْ هذِهِ السِّنِينَ وَلَمْ أجِد فِيهِ شيئاً مِنْ يومِ نُزُولِهِ إِلَى هذا اليومِ ]00هكذا قَالَ لِلشَّعْب لكِنَّهُمْ رفضوه [ وَقَالَ لَهُ رُؤساءُ الْفِلِسْطِينيِّينَ أرجِع الرَّجُل فَيرجع إِلَى موضِعِهِ الَّذِي عيَّنتَ لَهُ وَ لاَ ينزِل معنا إِلَى الحربِ وَ لاَ يكُونَ لنا عدُوّاً فِي الحربِ ]00وَبِالفِعل دعاهُ المَلِكَ وَقَالَ لَهُ[ حيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِنَّكَ أنت مُستقِيم وَخُرُوجُكَ وَدُخُولُكَ معِي فِي الجيشِ صالِح فِي عينيَّ لأِنِّي لَمْ أجِد فِيك شرّاً مِنْ يومٍ جِئتَ إِليَّ إِلَى اليومِ وَأمَّا فِي أعيُنِ الأقطابِ فلستَ بِصالِحٍ0فَالآنَ ارجِع وَاذهب بِسلامٍ وَ لاَ تفعل سُوءاً فِي أعيُنِ أقطابِ الْفِلِسْطِينيِّينَ ]00داوُد كَانَ غير مُحتمِل الفرح الَّذِى شعر بِهِ لِنجاته مِنْ هذا الموقِف فقد كَانَ يقُول لِنَفْسَه كيف يكُون حاله وَهُوَ ضِد شعبه إِذا كَانَ شعبه مُتعاطِف معهُ فكيف يروهُ فِى جيش الأعداء يُحارِب ؟عِندما يعجز الإِنسان عَنْ موقِف يتدخَّل الله00داوُد لَمْ يحِل المُشكِلة لكِنْ الله تدخَّل[ وَلكِنَّ الله أمِين الَّذِي لاَ يدعكُمْ تُجرَّبُونَ فوق مَا تستطِيعُون بَلْ سيجعلُ مَعَ التَّجرِبةِ أيضاً المنفذ00] ( 1 كو 10 : 13 )00[ الرَّبُّ يُقاتِلُ عنكُمْ وَأنتُمْ تصمُتُونَ ]( خر 14 : 14 )00[ قِفُوا وَانظُرُوا خلاص الرَّبِّ00] ( خر 14 : 13 )00الَّذِى يُسلِّم حياته لله الله يُدبِرها لَهُ بينما لَوْ دبرَّنا حياتنا بِأنفُسِنا نُعِيق عمل الله أجمل شئ شِهادِة أخِيش لِداوُد00رغم أنَّهُ رجُل وثنِى إِلاَّ أنَّهُ حلف بِالله الحىّ[ حيٌّ هُوَ الرَّبُّ ]00مَنْ الَّذِى عرَّفهُ الله ؟00داوُد00[ علِمتُ أنَّكَ صالِح فِي عينيَّ كملاك الله ]00جيِّد أنْ تنال شِهادة مِنْ الَّذِينَ هُمْ خارِج الإِيمان00ما أعظم شِهادِة الخارِجِين عَنْ الإِيمان عَنْ نقاوِة قلبِك00جيِّد أنْ يرى النَّاس أعمالكُم الحسنة فيُمجِّدوا أباكُمْ الَّذِى فِى السَّموات داريُوس المَلِكَ الَّذِى كَانَ يُحِب دانيال قَالَ لَهُ مُشِيريه الَّذِينَ ألقُوا بِدانيال فِى جُب الأسُود إِذهب أيُّها المَلِكَ فِى الصباح الباكِر وَأجمع أشلاء دانيال إِذا وجدت00 وَهُوَ يقُول لَهُمْ دانيال حىّ وَيذهب فِى الصباح وَيُنادِى [ يا دانيال عبد اللهِ الحيِّ هل إِلهكَ الَّذِي تعبُدُهُ قدِرَ عَلَى أنْ يُنجِّيكَ مِنَ الأُسُودِ ] ( دا 6 : 20 )00مِمَنْ عرف الله الحىّ ؟ مِنْ دانيال وَيسمع صوت دانيال الحىّ00ما أجمل أنْ يرى النَّاس عمل الله فِى أولاد الله عاد داوُد لِبلدِهِ وَلَمْ يدخُل الحرب مَعَْ الفلسطِينيِّينَ 0
الأصْحَاحُ الثَّلاثُونَ :-
عِندما عاد داوُد إِلَى بلدِهِ وجد كارِثة00وجد العمالِقة قَدْ دخلوا صقلغ لأِنَّها كانت بِلاَ رِجال فأخذوا مواشِيهُمْ وَنِساءهُمْ وَأولادهُمْ [ وَلَمَّا جاء داوُد وَرِجالُهُ إِلَى صقلغ فِى اليوم الثَّالِثِ كَانَ العمالِقةُ قَدْ غزُوا الجنُوب وَصقلغ وَضربُوا صقلغ وَأحرقُوها بِالنَّارِ0 وَسبُوا النِّساء اللَّواتِي فِيها0 لَمْ يقتُلُوا أحداً لاَ صغِيراً وَ لاَ كبِيراً بَلْ ساقُوهُمْ وَمضوا فِي طرِيقِهِمْ ]00أخذُوهُمْ أحياء وَلَمْ يقتِلُوا أحد 0
[ فدخل داوُد وَرِجالُهُ المدِينة وَإِذا هِي مُحرقةٌ بِالنَّارِ وَنِساؤُهُمْ وَبنُوهُمْ وَبناتُهُمْ قَدْ سُبُوا ]00صعب أنْ يترُك إِنسان بلده ثلاثة أيَّام وَيعُود فيجِد بلده مُحرقة وَنِساءه وَأولاده فِى السبىّ00[ فرفع داوُد وَالشَّعْبُ الَّذِينَ معهُ أصواتهُمْ وَبكواحَتَّى لَمْ تبق لَهُمْ قُوَّةٌ لِلبُكاءِ ]00بكُوا جمِيعهُمْ حَتَّى تعبُوا مِنْ البُكاء وَكَانَ داوُد لَهُ زوجتان " أخِينُوعم " معناه " مصدر البهجة " وَ " أبِيجايِل " معناه " مصدر الحِكمة "00عدو الخير يسبِى مِنَّا مصدر البهجة وَالحِكمة فكيف تكُون حياتنا ؟ [ فتضايق داوُد جِدّاً لأِنَّ الشَّعْبَ قالُوا بِرجمِهِ لأِنَّ أنْفُسَ جمِيع الشَّعْبِ كانت مُرَّةً كُلُّ واحِدٍ عَلَى بنِيهِ وَبناتِهِ ]00كَانَ يجِب عَلَى داوُد أنْ يترُك بعض مِنْ رِجاله وَيدخُل بِالبعض الآخر الحرب وَيترُك البعض لِلحراسة لكِنَّهُ لِكى يُثبِت إِنتمائه إِلَى أخِيش أخذ جيشه كُلّه لِذلِكَ لَمَّا وجدوا أنَّ نِساءهُمْ قَدْ سُبُوا مَعَْ أولادِهِمْ أرادوا رجم داوُد [ وَأمَّا داوُد فتشدَّدَ بِالرَّبِّ إِلهِهِ ]00أجمل شئ أنْ يتشدَّد الإِنسان بِالله فِى لحظات الظُلمة00لِذلِكَ كَانَ داوُد يقُول [ لِيتشدَّد وَلِيتشجَّع قلبُكَ وَانتظِر الرَّبَّ ] ( مز 27 : 14 )كثِيراً ما تغلِبنا خطايانا وَكثِيراً ما تُؤخذ مِنَّا أخِينُوعم وَأبِيجايِل وَنحزن حَتَّى لاَ تبقى فِينا قُوَّة لِلحُزن00ماذا نفعل ؟ نترجَّى الله00[ لِماذا أنتِ مُنحنِية يا نَفْسِي وَلِماذا تئِنِينَ فِيَّ ]( مز 42 : 5 ) هكذا قَالَ داوُد فِى المزمُور فِى مزامِير داوُد نجِد نغمة حُزن شدِيدة تتحوَّل لِنغمِة فرح شدِيد فِى المزمُور الواحِد 00لِذلِكَ عِندما يتحوَّل حُزنك إِلَى فرح تكُون توبة مِنْ الله لكِنْ إِذا لَمْ يتحوَّل حُزنك لِفرح يكُون إِكتئاب وَليس توبة00التوبة هِى حُزن00 الندم عَلَى الخطيَّة الَّذِى يتحوَّل إِلَى فرح لِذلِكَ يُسّمِيه الآباء الحُزن المُضِئ أوْ الحُزن الحامِل الفرح00داوُد كَانَ حُزنه مُضِئ وَليس حُزن ردِئ00قَالَ داوُد هاتُوا أبياثار الكاهِن لِيُصَلِّى [ فَسأل داوُد مِنَ الرَّبِّ قائِلاً0 إِذا لحِقتُ هؤلاء الغُزاة فهل أُدرِكُهُمْ0 فَقَالَ لَهُ الحقهُمْ فَإِنَّكَ تُدرِكُ وَتُنقِذُ ]00حَتَّى متى نبكِى ؟ لِنسأل الله لَوْ خرجنا خلف الغُزاة هل نلحقهُمْ ؟أجابهُ الرَّبُّ [ تُدرِك وَتُنقِذ ]00مُبارك هُوَ الله00لِماذا يارب تسمح بِالتجرُبة ؟ يُجِيب لِكى تُدرِك وَتُنقِذ00عِندما تكُون معك أخِينُوعم وَأبِيجايِل لاَ تشعُر بِهُما لكِنْ عِندما يُؤخذا مِنك وَتُدرِك وَتُنقِذ فَإِنَّكَ تفرح ذهبُوا خلف العمالِقة وَفِى الطرِيق وجدوا إِنسان مصرِى عبد لإِنسان عمالِيقِى كَانَ مرِيض وَمُتعب فَتركهُ سيِّدهُ00فسأل داوُد العبد المصرِى هل رأيت العمالِقة مَعَْ مَنَ لنا ؟أجابهُ أنَّهُ رأى00فأطعمهُ داوُد وَرِجاله وَأخذوهُ معهُمْ هذا الإِنسان المرِيض رمز لِلنَّفْسَ البشريَّة المُستعبده لِلشيَّطان فتهلك وَتُترك00عدو الخير يُفقِد الإِنسان كُلَّ طاقاته وَيترُكهُ00ما الحل ؟ الحل أنْ يتقابل المصرِى مَعَْ داوُد الحىّ00مَعَْ الله لِيُطعِمهُ00أعطوه أقراص زبِيب وَهذا لَهُ إِشارة فِى الكِتاب عمل الله يحمِل النَّفْسَ الَّتِى أهانها عدو الخير00 داوُد أخذهُ وَأعطاهُ طعام وَحملهُ معهُ لأرض المعركة لِيرى النُصرة الحقِيقيَّة وَيفرح وَيتهلَّل وَبِالفِعل أخذهُ معهُ لِمكان تواجُد العمالِقة فوجدهُمْ يرقُصُون وَيأكُلُون لِفرحِهِمْ بِالغنِيمة فَإِنتظر داوُد حَتَّى العتمة ( الليل )[ فضربهُمْ داوُد مِنَ العتمة إِلَى مساء غدِهِمْ وَلَمْ ينجُ مِنهُمْ رجُل إِلاَّ أربع مِئة غُلامٍ الَّذِينَ ركبُوا جِمالاً وَهربُوا0 وَاستخلص داوُد كُلَّ مَا أخذهُ عمالِيقُ وَأنقذ داوُد امرأَتيهِ ]الكِتاب يُركِّز عَلَى زوجتىّ داوُد لأِنَّهُما رمز لِلفرح وَالحِكمة [ وَلَمْ يُفقد لَهُمْ شئ لاَ صغِير وَ لاَ كبِير وَ لاَ بنُون وَ لاَ بنات وَ لاَ غنِيمة وَ لاَ شئ مِنْ جمِيع مَا أخذُوا لَهُمْ بَلْ ردَّ داوُد الجمِيعَ ]00ما أجمل قوَّتك يا الله وَذِراعك الرَّفِيع هل يُعقل أنْ يسبُوا الجمِيع وَيعُود داوُد بِالجمِيع دون نقص !!!00نعم [ يسقُطَ عَنْ يسارك ألُوف وَعَنْ يمِينك ربوات ] ( مز 91 مِنْ مزامِير صلاة السَّاعة السَّادِسة ) بعض رِجال داوُد تعبوا فِى الطرِيق فتركُوهُمْ لِحراسِة الأمتِعة فَقَالَ الرِّجال الَّذِين دخلوا الحرب أنَّ هؤلاء لاَ يأخُذُون مِنْ الغنِيمة بَلْ نِساءهُمْ وَأولادهُمْ فقط [ فَقَالَ داوُد لاَ تفعلُوا هكذا يا إِخوتِي لأِنَّ الرَّبَّ قَدْ أعطانا وَحفِظنا ]00ما أجمل سُلطان الحُب وَالرِقَّة الَّذِى يُسخِّر لَكَ مَنَ حولَكَ [ وَمَنْ يسمعُ لَكُمْ فِي هذا الأمرِ0 لأِنَّهُ كنصِيبِ النَّازِلِ إِلَى الحربِ نصِيبُ الَّذِي يُقِيمُ عِند الأمتِعةِ فَإِنَّهُمْ يقتسمُون بِالسَّوِيَّةِ ]00مَنَ الَّذِى خلَّصنا ؟ أليس الله هُوَ مُخلِّصَنا ؟! ليس نحنُ00الكُلَّ الَّذِى ذهب إِلَى الحرب وَالَّذِى بقى مَعَْ الأمتِعة00داوُد لَمْ يُحارِب لِنَفْسَه أوْ إِنتقم لِنَفْسَه بَلْ لله00كُلَّ مدِينة كَانَ داوُد يدخُلها كانت تُعطِيه الأمان لأِنَّهُ حنُون وَمُحِب00داوُد قسَّم الغنائِم عَلَى الكُلّ لأِنَّهُ سخِى0
الأصْحَاحُ الحادِي وَالثَّلاثُونَ :-
قِصَّة موت شَاوُل00الكِتاب هُنا يُقِيم مُقارنة بين مُعاملات الله مَعَْ داوُد وَمَعَْ شَاوُل00فَإِنَّ داوُد قَدْ سُبِيت زوجتيهِ وَأولاده وَدخل مِنْ أجلِهِمْ حرب وَإِنتصر بينما شَاوُل[ وَحارب الْفِلِسْطِينيُّونَ إِسْرَائِيلَ فهرب رِجالُ إِسْرَائِيلَ مِنْ أمامِ الْفِلِسْطِينيِّينَ وَسقطُوا قتلى فِي جبلِ جلبُوع ]00بعد إِسترداد الغنائِم مَعَْ داوُد هُنا يسقُط إِسْرَائِيلَ قتلى [ فَشدَّ الْفِلِسْطِينيُّونَ وراء شَاوُل وَبنيهِ وَضرب الْفِلِسْطِينيُّونَ يُوناثان وَأبِيناداب وَملكِيشُوع أبناء شَاوُل0 وَاشتدَّتِ الحربُ عَلَى شَاوُل فَأصابهُ الرُّماةُ رِجالُ القِسِيِّ فَانجرحَ جِدّاً مِنَ الرُّماة0 فَقَالَ شَاوُل لِحامِل سِلاَحِهِ استلَّ سيفكَ وَاطعنِي بِهِ لِئلاَّ يأتِي هؤُلاء الغُلفُ وَيطعنُونِي وَيُقبِّحُونِي0 فَلَمْ يشأ حامِلُ سِلاحِهِ لأِنَّهُ خاف جِدّاً0 فَأخذ شَاوُل السَّيفَ وَسقط عليهِ ]00لَمْ يكتفِى الفلسطينيُّون بِهزِيمة إِسْرَائِيلَ بَلْ قالُوا نقتُل المَلِكَ وَأولاده فقتلوا أبناءه الثلاثة وَأصابُوا شاوُل بِالرِّماح إِصابة قويَّة فَقَالَ لِعبدِهِ أُقتُلنِى لكِنْ العبد خاف فسقط هُوَ عَلَى سيفِهِ وَمات00نِهاية مُؤسِفة لَمْ يحِسبها لِنَفْسِهِ فِى حِساباته البشريَّة كَانَ شَاوُل يُطارِد داوُد مِنْ أجل المُلكَ فَمات هُوَ وَأولاده كُلّهُمْ 00لَوْ كَانَ داوُد فِى هذِهِ الحرب كَانَ مُمكِن أنْ يموت هُوَ الآخر لكِنْ الله حفظهُ وَأخرجهُ خارِج إِسْرَائِيلَ فجعلهُ مُطارد مِنْ شَاوُل وَأعطاهُ المُلكَ بِدُون أى صِراع أوْ نِزاعات حَتَّى يكُون مُلكِهِ مِنَ يَدِ الله وَليس مِنَ يَدِ بشرٍ00تدابِير الله لِذلِكَ عِندما قالُوا لَهُ ها شَاوُل أمامك أُقتلهُ قَالَ لَهُمْ قَدْ يأتِى يوم وَيموت أوْ يهلك فِى حربٍ أوْ يُهلِكهُ الله00الله قادِر أنْ يُخلِّص سوف يضربهُ00جيِّد أنْ يترُك الإِنسان أموره فِى يَدِ الله وَيختبِر كلِمته [ الرَّبُّ يُجازِي عنكُمْ ]00إِذا كَانَ شَاوُل يطلُب نَفْسَ داوُد إِلَى النِهاية إِلاَّ أنَّ الله يُخلِّص بدأ الفلسطينيُّون يعرَّوا القتلى لِيعرِفُوا مَنَ قُتِل وَلَمْ يعرِفُوا أنَّ شَاوُل قَدْ قُتِل فوجدوه[ وجدوا شَاوُل وَبنيِهِ الثَّلاثة ساقِطِين فِي جبلِ جلبُوعَ0 فقطعُوا رأسهُ وَنزعُوا سِلاَحَهُ وَأرسلُوا إِلَى أرضِ الْفِلِسْطِينيِّينَ فِي كُلِّ جِهةٍ لأِجلِ التَّبشِيرِ فِي بيتِ أصنامِهِمْ وَفِي الشَّعْبِ ]إِهانة لِمَلِكَ إِسْرَائِيلَ أخذوهُ وَقطعُوا رأسه وَنزعُوا سِلاحه [ وَوضعُوا سِلاَحَهُ فِي بيتِ عشتارُوث وَسمَّرُوا جسدهُ عَلَى سُورِ بيتِ شانَ ]00صعب أنْ ينسِبُوا إِنتصارِهِمْ إِلَى آلِهتهِمْ وَصعب أنْ يُهان مسِيح الرَّبَّ هكذا00هذا نصِيب تارِكِى الله بعض الَّذِينَ فِى يابِيش جِلعاد الَّذِينَ أنقذهُمْ داوُد مِنْ ناحاش العمُونىُّ[ أخذُوا جسد شَاوُل وَأجساد بنيِهِ عَنْ سُور بيتَ شانَ وَجاءُوا بِها إِلَى يابِيش وَأحرقُوها هُناك ]00إِنتهِت حياة شَاوُل فِى عار وَخِزى وَحُزن ما أبعد الفارِق بين تدابِير الله وَتدابِير الإِنسان00وَهكذا رأينا عمل الله فِى سِفر صَمُوئِيل الأوَّل ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.

عدد الزيارات 1403

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل