دراسة فى سفر صموئيل الثانى ج 1

Large image

يتكُّون سِفر صَمُوئِيلَ الثَّانِى مِنْ أربعة وَعشرين أصحاح وَينقسِم إِلَى قسمان :-
1- القِسم الأوَّل إِنتصارات داوُد المَلِكَ وَالنبِى مِنْ أصحاح 1 إِلَى 10
2- القِسم الثَّانِى ضعفات داوُد المَلِكَ وَمتاعِبه مِنْ أصحاح 11 إِلَى 24
فِترة مُلَكَ داوُد النبِى أربعُون سنة00بدأ رجُوعه لِلمملكة أوَّلاً مَلَكَ عَلَى سِبط يهُوذا فقط وَظلَّ هكذا سبعة سنوات وَنِصف بينما كَانَ يملُكَ إِيشبُوشث إِبن شاوُل عَلَى باقِى أسباطِ إِسْرَائِيلَ00وَكَانَ خِلاَلَ هذِهِ الفِترة داوُد مُكتفِى بِمُلكِهِ عَلَى يهُوذا وَلَمْ يدخُل فِى حرُوب حَتَّى أعلن الله مُلكِهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ كُلِّهِ سِفر صَمُوئِيلَ الثَّانِي بِهِ أهم صِفات داوُد المَلِكَ وَالنبِى لِذلِكَ سندرِس السِفر وَمعهُ مفاتِيح المزامِير كُلِّها فنجِد المزمُور يتطابق مَعَْ القِصَّة بِأُسلُوب بدِيع وَعِندما نعِى معنى المزمُور وَمتى قِيلَ سنعرِف كيف نتفاعل مَعَْ الله.

الأصْحَاحُ الأوَّلُ :-
يُعلِن عَنْ خبر موت شاوُل وَيُوناثان لِداوُد00عِندما دخل شاوُل الحرب ضِدَّ الفلسطِينيِّين بعد أنْ إِستدعى رُوح صَمُوئِيلَ النبِى بِالعرَّافة كَانَ ذلِكَ عِندما كَانَ داوُد مُختبِئ عِند شعب الفلسطِينيِّين وَمنعهُ الله مِنْ دخُوله الحرب مَعَْ الأعداء ضِدَّ شعبه وَعِندما عاد داوُد لِمدِينتِهِ وجد أنَّ عمالِيق قَدْ نهبُوها وَسبُوا مَنَ فِيها فسأل الله أنْ يُدرِكهُمْ فأجابهُ الله وَإِستطاع أنْ يُخلِّص مَنَ سُبُوا00هكذا إِنتهى سِفر صَمُوئِيلَ الأوَّلَ بعد حربِهِ مَعَْ عمالِيق عاد إِلَى مدِينة صقلغ [ إِذا بِرجُلٍ أتى مِنَ المحلَّةِ مِنْ عِند شاوُلَ وَثِيابُهُ مُمزَّقة وَعَلَى رأسِهِ تُراب ]00" المحلَّة " هِى " مُوضِع إِستقرار الجُيُوش "00أتى الرَّجُل مِنْ المحلَّة وَثِيابهُ مُمزَّقة وَكَانَ هذا الرَّجُل هُوَ إِبن دُواغ الأدُومىَّ جاء يتودَّد لِداوُد وَخرَّ وَسجد لِداوُد فسألهُ داوُد النبِى [ مِنْ أينَ أتيتَ ]00أجابهُ أنا أتيت مِنْ إِسْرَائِيلَ00فسألهُ داوُد كيف حال الحرب ؟ أجابهُ الرَّجُل [ إِنَّ الشَّعْبَ قَدْ هرب مِنَ القِتالِ وَسقط أيضاً كثِيرُون مِنَ الشَّعْبِ وَماتُوا وَمات شاوُلُ وَيُوناثانُ ابنُهُ أيضاً ]00تخيَّل هذا الرَّجُل أنَّهُ بِذلِكَ الخبر قَدْ يُفرِّح داوُد وَخاصَّةً بِخبر موت شاوُل وَيُوناثان فسأل داوُد [ كيف عرفت أنَّهُ قَدْ مات شاوُلُ وَيُوناثانُ ابنُهُ0 فقال الغُلامُ الَّذِي أخبرهُ اتَّفق أنِّي كُنتُ فِي جبلِ جلبُوعَ وَإِذا شاوُلُ يتوكَّأُ عَلَى رُمحِهِ وَإِذا بِالمركباتِ وَالفُرسانِ يشُدُّونَ وراءهُ0 فالتفت إِلَى ورائِهِ فرآنِي وَدعانِي فقُلتُ هأنذا0 فقال لِي مَنْ أنت فقُلتُ لَهُ عمالِيقِيٌّ أنَا0 فقالَ لِي قِف عَلَيَّ وَاقتُلنِي لأِنَّهُ قَدِ اعترانِي الدُّوارُ لأِنَّ كُلَّ نَفْسِي بعدُ فِيَّ ]00أى أنا مازِلتُ حىَّ وَمُتعب وَغير قادِر عَلَى المُقاومة وَ لاَ عَلَى الهرب[ فوقفتُ عليهِ وَقتلتُهُ ]00عِندما قَالَ ذلِكَ تغيَّرت ملامِح داوُد وَلَمْ يفرح فقالَ الرَّجُل[ لأِنِّي علِمتُ أنَّهُ لاَ يعِيشُ بعدُ سُقُوطِهِ ]00وَكأنَّهُ أشفق عَلَى شاوُل فقتلهُ00[ وَأخذتُ الإِكلِيلَ الَّذِي عَلَى رأسِهِ وَالسُّوار الَّذِي عَلَى ذِراعِهِ وَأتيتُ بِهِما إِلَى سيِّدِي ههُنا ]00أتيتُ بِإِكلِيلِهِ وَسِوارِهِ لَكَ عَلَى أساس أنَّكَ ستكُون المَلِكَ بعدهُ كَانَ واضِح أنَّ القِصَّة مُلَّفقة00إِذا كُنت عمالِيقِى إِذاً فأنت غرِيب فلِماذا يلجأُ لَكَ شاوُل لِتقتُلهُ ؟ وَأحسَّ داوُد أنَّ هذا الرَّجُل يكذِب وَلَمْ يكُنْ غرضه أنْ يُخبِر بِخبرٍ مُعيَّن00لابُد أنْ نمتحِن الأرواح وَيكُون لدينا حِكمة نفرِز بِها الأُمور00يُقال عَنْ عدو الخِير أنَّهُ يتكلَّم بِالكذب لأِنَّهُ كذَّاب وَأبُو الكذَّاب أيضاً تمزِيق الثِياب علامِة الحُزن الشَّدِيد [ فَأمسَكَ داوُد ثِيابهُ وَمزَّقها وَكذا جمِيعُ الرِِِّجالِ الَّذِينَ معهُ ]00كَانَ واضِح أنَّ داوُد علَّمْ مَنَ معهُ الوفاء00كَانَ يجِب عليهِمْ أنْ يفرحُوا بِخبر موت شاوُل لكِنَّهُمْ [ وَندبُوا وَبكوا وَصامُوا إِلَى المساءِ عَلَى شاوُلَ وَعَلَى يُوناثانَ ابنِهِ وَعَلَى شعبِ الرَّبِّ وَعَلَى بيتِ إِسْرَائِيلَ لأِنَّهُمْ سقطُوا بِالسَّيفِ ]00علامات ليس بِها رِياء00تمزِيق ثِياب وَندب وَحُزن لِلمساء لِكى نتكلَّم عَنْ أرقى المبادِئ وَنتعلَّمها نتعلَّمها مِنْ داوُد وَعَلَى ألاَّ يفُوتنا أنَّهُ توجد عِلاقة قُوِيَّة وَرمز فِى داوُد لِلمسِيح00المسِيح الَّذِى رأى عداوِة الإِنسان لَهُ وَمُؤامرات أُورُشلِيم عليهِ إِلاَّ أنَّهُ كَانَ يبكى عليها00صدِّق المحبَّة هُوَ يُدبِّر لها خلاص وَهِى تُدبِّر لَهُ مكائِد[ فَقَالَ لَهُ داوُدُ كيف لَمْ تخف أنْ تمُدَّ يَدَكَ لِتُهلِكَ مسِيحَ الرَّبِّ ]00وَلِنرى هُنا المزمُور يقُولَ [ لِتُبكِمْ شِفاهُ الكذِبِ المُتكلِّمةُ عَلَى الصِّدِّيقِ ] ( مز 31 : 18 )[ يقطعُ الرَّبُّ جمِيعَ الشِفاهِ الملِقةِ وَاللِّسانَ المُتكلِّمَ بِالعظائِمِ ] ( مز 12 : 3 )00كَانَ يتكلَّم داوُد هُنا عَنْ ذلِكَ الغُلاَمَ [ ثُمَّ دعا داوُدُ واحِداً مِنَ الغِلمانِ وَقَالَ تقدَّم0 أوقِعْ بِهِ0 فضربهُ فمات0 فَقَالَ لَهُ داوُدُ دمُكَ عَلَى رأسِكَ لأِنَّ فمكَ شهد عليكَ قائِلاً أنَا قتلتُ مسِيحَ الرَّبِّ ]00إِحساس داوُد أنَّ شاوُل مازال فِى نظره مسِيح الرَّبِّ رغم ما فعلهُ معهُ00رغم أنَّكَ يا داوُد بِسبب شاوُل خسِرت الكثِير وَعِشت طرِيد وَتارِكَ الهيكل وَالتقدِمات وَمحرُوم مِنْ العِبادة وَالآنَ تُمزِّق ثِيابكَ وَتندِب شاوُل وَتقتُل مَنَ يُخبِركَ بِخبر موتِهِ ؟!!!يقُول سِفر الأمثال [ لاَ تفرح بِسُقُوطِ عدُوِّكَ ] ( أم 24 : 17 )00الَّذِى بِهِ رُوح الله لاَ يكُون فِيهِ رُوح الشماتة لأِنَّ ذلِكَ يسُؤ فِى عينىَّ الله00[ لِئلاَّ يرى الرَّبُّ وَيسوء ذلِكَ فِي عينيهِ ] ( أم 24 : 18 )00الَّذِى بِهِ رُوح الله قلبه رقِيق وَلديهِ سُمو عَنْ طبِيعة البشر الَّتِى بِها ضعف وَتتعامل بِعِين بِالعِين وَالسِن بِالسِن00لِذلِكَ كُلّ ما نقترِب لله كُلّ ما نرتفِع فوق طبع البشر فنغفِر غُفران غِير محدُود لأِنَّ الله غِير محدُود أيضاً يقُول سِفر الأمثال [ الفرحانُ بِبلِيَّةٍ لاَ يتبرَّأُ ] ( أم 17 : 5 )00قانُون الله عكس قانُون بعض النَّاس الَّذِينَ يجعلُون مِنْ عبادتِهِمْ مجال لِطلب الإِنتقام وَكأنَّ الله يستجِيب لَهُمْ وَينتقِم مِنْ أعدائِهِمْ ؟ فهل هذِهِ عِبادة ؟؟ المفرُوض أنَّ قلب الإِنسان لاَ يقبل أنْ يرى حُزن أحد00الَّذِى بِهِ رُوح الله يُميِّز عَنْ أهل العالم يقُول أحد القِدِّيسِين [ داوُد بِالرُّوح رأى بِالرُّوح الَّذِى سيأتِى عَلَى لِسان المسِيَّا ]لأِنَّ داوُد لَمْ يكُن فِى عهد وصِيَّة أحِبُّوا أعداءكُمْ ( مت 5 : 44 ) بَلْ كَانَ فِى عهد وصِيَّة العِين بِالعِين وَالسِن بِالسِن ( خر 21 : 24 )00داوُد كَانَ بَالرُّوح يحيا نامُوس العهد الجدِيد00نتعجَّب مِنْ هذِهِ المحبَّة العمِيقة [ وَرثا داوُدُ بِهذِهِ المرثاةِ شاوُلَ وَيُوناثان ابنهُ وَقَالَ أنْ يتعلَّم بنُو يهُوذا نشِيدَ القوسِ0 هُوذا ذلِكَ مكتُوب فِي سِفرِ ياشَرَ ]00قَالَ داوُد لابُد أنْ يتعلَّم بنُو يهُوذا نشِيد القوسِ الَّذِى رثا فِيهِ شاوُل وَيُوناثان00قَالَ أحد القِدِّيسِين [ لَمْ يوجد مَنَ بكى شاوُلَ وَرثاه أكثر إِلاَّ ذلِكَ الرَّجُل الَّذِى أبغضهُ شاوُلَ ]00هذِهِ هِى عطايا الرُّوح قَالَ داوُد [ الظَّبيُ يا إِسْرَائِيلُ مقتُولٌ عَلَى شوامِخِكَ ]00" الظَّبيُ " هِى " الغِزلان " وَكأنَّهُ يُشَّبِه شاوُل وَيُوناثان بِالظِّباء الرشِيقة00[ كيف سقط الجبابِرةُ0 لاَ تُخبِرُوا فِي جتَّ0لاَ تُبشِّرُوا فِي أسواقِ أشقلُونَ لِئلاَّ تفرح بناتُ الفِلِسْطِينيِّيِنَ ]00داوُد حزِين لاَ يُرِيد أنْ يشمت فِى عدوَّه [ لِئلاَّ تشمتَ بناتُ الغُلفِ0 يا جِبال جلبُوع لاَ يكُنْ طلّ وَ لاَ مطر عليكُنَّ وَ لاَ حُقُولُ تقدِماتٍ لأِنَّهُ هُناكَ طُرِح مجنُّ الجبابِرةِ مجنُّ شاوُلَ بِلاَ مسحٍ بِالدُّهنِ ]00مجنُّ الجبابِرة مجنُّ شاوُلَ وَمجنُّ يُوناثان00داوُد يُعلِن غضبه عَلَى الأرض الَّتِى مات بِها شاوُل[ شاوُلُ وَيُوناثانُ المحبُوبانِ وَالحُلوانِ فِي حياتِهِما لَمْ يفترِقا فِي موتِهِما ]00هل شاوُل محبُوب وَحُلو فِى حياتِهِ رغم أنَّهُ طارِد داوُد ؟ [ أخفُّ مِنَ النُّسُورِ وَأشدُّ مِنَ الأُسُودِ0يا بناتِ إِسْرَائِيلَ ابكِينَ شاوُلَ الَّذِي ألبسكُنَّ قِرمِزاً بِالتَّنعُّمِ وَجعل حُلِيَّ الذَّهبِ عَلَى مَلاَبِسِكُنَّ ]00يا بنات إِسْرَائِيلَ لاَ تنسِين شاوُل فَهُوَ الَّذِى ألبسكُنَّ أفخر الثِياب " القِرمِز " أى " الثِياب الملُوكِيَّة "00فقد كَانَ عصر شاوُل عصر إِزدِهار وَرخاء وَألبسكُنَّ ثِياب المُلُوك وَالذَّهب الكثِير00وفاء وَمحبَّة مِنْ داوُد إِذا قارِنَّا أنفُسنا بِمحبِّة داوُد نجِد أنفُسنا فِى الموازِين إِلَى فوق00نجِد أنفُسنا بِالكاد نُحِب مَنَ يُحِبَّنا وَبِالكادِ نبتعِد عَنَ عدوَّنا وَمِنْ داخِلنا نكرهه00لكِنْ لَوْ لَمْ نُقدِّم محبَّة سيكُون جِهادنا باطِل دائِماً ينصحنا الآباء بِقراءِة كُورنثُوسَ الأُولى الأصحاح الثَّالِثُ عَشَرَ وَنأخُذ مِنهُ تدارِيب نعِيشها أيَّام وَأيَّام00فمثلاً " المحبَّة تتأنَّى "00نعِيشها فِترة ثُمَّ " المحبَّة لاَ تحسِد "" المحبَّة لاَ تتفاخر " ( 1 كو 13 : 4 )00وَهكذا خُذ كُلّ فِترة آية مِنّه تدرِيب لِكى تتعلَّم المحبَّة القِدِيس يُوحنا الرَّسُول لمَّا بلغ مِنْ العُمر مائة عام كَانَ يُحمل لِكى يدخُل الكنِيسة وَيعِظ وَفِى كُلّ مرَّة يقُول لِلشَّعْب أقُول لَكُمْ وصِيَّة جدِيدة حِبُّوا بعضكُمْ بعض00لَمْ يكُنْ يُغيِّر هذِهِ الوصِيَّة فقد كانت فِى نظره وصِيَّة جدِيدة كُلّ يوم [ إِنْ سلَّمتُ جسدِي حَتَّى أحترق وَلكِنْ ليس لِي محبَّة فَلاَ أنتفِعُ شيئاً ]( 1 كو 13 : 3 )00المحبَّة أهم00أى فِعل أفعلهُ بِمحبَّة لأِنَّ المحبَّة قامات لابُد أنْ نتعلَّمها00أى فِعل أفعله فكَّر فِى المحبَّة أوَّلاً00لَوْ لَمْ تفعل أفعالَكَ بِمحبَّة فَلَنْ تنتفِع بِشئ بينما لَوْ لَمْ تفعل شئ لكِنْ أحببت كُلّ مَنَ حولَكَ تكُون فعلت كُلّ شئ[ وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يعرِف الله لأِنَّ الله محبَّة ] ( 1 يو 4 : 8 ) داوُد يُعلَّمنا درس00يكتُب شِعر وَيحزن عَلَى أكبر عدو لَهُ00إِذا شعرنا أنَّنا نُبغِض أحد وَنُدِينه ننظُر لِداوُد وَشاوُل00[ كيف سقط الجبابِرةُ فِي وسطِ الحربِ0 يُوناثانُ عَلَى شوامِخِكَ مقتُول0 قَدْ تضايقتُ عليكَ يا أخِي يُوناثانُ ]00لِنتذكَّر لِقاءات المحبَّة بين داوُد وَيُوناثان وَكيف كَانَ يُوناثان يُعلِم داوُد بِالخطر وَكيف كانا يُقبَّلاَنَ بعضِهِما عِند إِفتراقِهِما إِتصالَ رُوحِى بينهُما رغم أنَّ يُوناثان كَانَ يعلم أنَّ داوُد يُنافِسهُ فِى المُلكِ لكِنَّهُ كَانَ يُقدِّم محبَّة وَرأينا أنَّ شاوُل سبَّ يُوناثان عِندما علِم أنَّهُ يُحِب داوُد وَيُنبِهِهُ لِلخطر00[ كُنت حُلواً لِي جِدّاً0 محبَّتُكَ لِي أعجبُ مِنْ محبَّةِ النِّساءِ ]00كُنت يا يُوناثان حُلو معِى لأِنَّكَ قدَّمتنِى عَلَى نَفْسِكَ فِى المملكة وَإِحتملت شاوُل أبِيكَ مِنْ أجلِى00[ كيف سقط الجبابِرةُ وَبادت آلاتُ الحربِ ]0
الأصْحَاحُ الثَّانِي :-
بدأ داوُد يملُكَ عَلَى يهُوذا [ وَكَانَ بعد ذلِكَ أنَّ داوُد سأل الرَّبَّ قائِلاً أأصعدُ إِلَى إِحدى مدائِنِ يهُوذا0فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ اصعدْ ]00يقُول الآباء هذا سؤال لاَ يجِب أنْ يسأله داوُد لأِنَّهُ شئ طبِيعِى لكِنْ داوُد كَانَ دائِماً يسأل الله فِى كُلّ خطوات حياته [ فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ اصعدْ0 فَقَالَ داوُدُ إِلَى أينَ أصعدُ ]00داوُد إِنسان يُرِيد أنْ يسِير بِمشِيئة الله00[ فَقَالَ إِلَى حبرُونَ ]00لأِنَّ أبنِيرُ بنُ نِيرٍ رئِيس جيش شاوُلَ كَانَ يُدّبِر مكِيدة لِداوُد [ فصعِد داوُدُ إِلَى هُناكَ هُوَ وَامرأتاهُ أخِينُوعمُ اليِزرعِيلِيَّةُ وَأبِيجايِلُ امرأةُ نابال الكُرمُلِيِّ0 وَأصعد داوُدُ رِجالهُ الَّذِينَ معهُ كُلَّ واحِدٍ وَبيتهُ وَسكنُوا فِي مُدُنِ حبرُونَ0 وَأتى رِجالُ يهُوذا وَمسحُوا هُناكَ داوُد ملِكاً عَلَى بيتِ يهُوذا ]00سِبط يهُوذا سِبط أخذ فرع وحدهُ فِى إِسْرَائِيلَ وَيشعُر بِالإِعتِزاز وَالتميِيز داوُد ذهب بِكُلّ جيشِهِ وَبيتِهِ لِيمُسح00مسِيح الرَّبَّ00يُذكِّرنا بِالمسِيح00وَبدل ما كَانَ واحِد ممسُوح أصبحنا كُلِّنا مُسحاء وَلابُد أنْ نعتزِل عَنْ العالم لِنُمسح لَهُ وَيكُون معنا زوجاتنا وَشعبِنا أى جسدنا وَكُلّ طاقتنا وَنُقدِّم أنفُسنا لله فِى حبرُون بِكُلِّ إِمكانِياتنا [ وَأخبرُوا داوُد قائِلِينَ إِنَّ رِجالَ يابِيشِ جِلعادَ هُمُ الَّذِينَ دفنُوا شاوُلَ ]00وَشكر داوُد أهل يابِيش عَلَى ذلِكَ00[ وَأمَّا أبنيرُ بنُ نيرٍ رئِيسُ جيشِ شاوُلَ فأخذ إِيشبُوشث بنَ شاوُلَ وَعبر بِهِ إِلَى محنايِمَ وَجعلهُ مِلكاً عَلَى جِلعاد وَعَلَى الأشُّورِيِّينَ وَعَلَى يِزرعِيلَ وَعَلَى أفرايِمَ وَعَلَى بنيامِينَ وَعَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ0 وَكَانَ إِيشبُوشثُ بنُ شاوُلَ ابنَ أربعِينَ سنةً حِينَ مَلَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَمَلَكَ سنتينِ0 وَأمَّا بيتُ يهُوذا فَإِنَّما أتَّبعُوا داوُد0 وَكانتِ المُدَّةُ الَّتِي مَلَكَ فِيها داوُدُ فِي حبرُونَ عَلَى بيتِ يهُوذا سبع سِنينٍ وَسِتَّةَ أشهُرٍ ]00وَعلِم داوُد ما فعلهُ أبنيرُ00داوُد مُسِح ثلاثة مرَّات00مرَّة بِيَدِ صَمُوئِيلَ وَهُوَ فِى بيت أبيِهِ يسَّى وَمرَّة فِى حبرُون عَلَى بيتِ يهُوذا ثُمَّ ثالِث مرَّة فِيما بعد عَلَى إِسْرَائِيلَ كُلِّهِ إِذا طابقنا هذا الأمر مَعَْ المسِيح لَهُ المجد نجِد أنَّ المسِيح يسُوعَ ممسُوح أوَّلاً مُنذُ الأزل وَالمرَّة الثَّانِية الَّتِى لِداوُد فِى بيتِ يهُوذا يُمَّثِل مسح يسُوع المسِيح فِى اليهُود وَالأنبياء إِذاً المسِيح ممسُوح مِنْ خِلاَلَ ظِل النَّامُوس وَالمرَّة الثَّالِثة عَلَى كنِيسة العهد الجدِيد أبنيرُ بنُ نيرٍ رئِيس جيش شاوُلَ كَانَ يعلم أنَّهُ إِذا مَلَكَ داوُد سيطرُدهُ فَإِستأجر إِيشبُوشث بن شاوُلَ وَهُوَ شخصِيَّة عنِيفة لِيأخُذهُ شِعار لِمملكِة شاوُلَ وَيعِيش بِقُوَّتِهِ الأُولى وَعَنْ طرِيق مُساندة أبنير لإِبنَ شاوُلَ الَّذِى جعلهُ مَلِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ ماعدا يهُوذا سيظل أبنير فِى نَفْسَ مكانتِهِ هذا الكلام سمِعهُ داوُد وَكَانَ لِداوُد ثلاثة رِجالٍ مُحترِفِى حربٍ وَهُمْ أولاد أُخت داوُد يُؤآبُ ، أبيشاىُ ، وَعسائِيلُ وَأشهرهُمْ يُؤآب وَهُوَ مُقاتِل جبَّار وَكُلّ الجُيُوش تهابه بينما عسائِيل كَانَ سرِيع الحركة لكِنَّهُ ليس بِخِبرِه يُؤآب فِى الحربِ وَأثار أبنير يُؤآب وَقَالَ لَهُ لِيكُنْ داوُد خارِج الأمر وَدع الأمر بيننا أنا وَأنت00فدخل أبنير بِمجموعة مِنْ جيش إِسْرَائِيلَ ضِدَّ يُؤآب الَّذِى كَانَ معهُ مجموعة مِنْ جيش يهُوذا00وَكانُوا يتقاتلُون إِثنىَّ عَشَرَ مُقاتِل مِنْ جيش أبنير مُقابِل إِثنىَّ عَشَرَ مُقاتِل مِنْ جيش يُؤآب وَهكذا تقاتل الجيشان وَتساقط يومها عدد كبِير مِنْ القتلى مِنْ كِلاَ الجيشينِ حَتَّى سُمِىَّ الحقل الَّذِى حدث فِيهِ ذلِكَ الأمر حقل سيف " حِلقثَ هصُّورِيمَ " [ وَكَانَ القِتالُ شدِيداً جِدّاً فِي ذلِكَ اليومِ وَانكسر أبنيرُ وَرِجالُ إِسْرَائِيلَ أمام عبِيدِ داوُدَ ]00وَكانت الحرب مِنْ نصِيب يُؤآب وَداوُد بينما هرب أبنيرُ بِجيشِهِ أمَّا عسائِيل فكان ذُو قُوَّة حركة خفِيف الرِجلينِ لكِنْ خِبرِته قلِيلة فِى الحرب جرى عسائِيل خلف أبنير حَتَّى لحقهُ وَكَانَ أبنير يعلم أنَّهُ قادِر عَلَى قتلِ عسائِيل لكِنَّهُ كَانَ يخشى يُؤآب فقال أبنير لِعسائِيل أُقتُل أحد عبِيدِى بدلاً عنَّى لأِنِّنى أستطِيعُ قتلِكَ لكِنْ عسائِيل رفض فقالَ لَهُ أبنير [ لِماذا أضرِبُكَ إِلَى الأرضِ0 فكيف أرفعُ وجهِي لدى يُوآب أخِيكَ] 00لكِنْ عسائِيل مُندفِع وَصمَّم عَلَى قتلِ أبنير فضربهُ أبنير بِسيفِهِ فخرج مِنْ خلفِهِ وَمات عسائِيل مُندفِع لكِنْ بِدُون خِبره00لابُد أنْ تعرِف أنَّكَ تُحارِب أبنير الَّذِى لاَ يكفِيه رِجل قويَّة فِى الحركة بَلْ لابُد مِنْ قلب قوِى وَيد قويَّة [ الَّذِي يُعلِّمُ يدىَّ القِتال ]( مز 18 : 34 )00[ أتبعُ أعدائِي فَأُدرِكُهُمْ وَ لاَ أرجِعُ حَتَّى أُفنِيهُمْ ] ( مز 18 : 37 ) وَعلِم يُؤآب وَأبِيشاى بِقتلِ أخِيهِما عسائِيل وَأرادا قتل أبنير لكِنَّهُما إِنتظرا حَتَّى هدأ الأمر قلِيلاً لكِنْ يُؤآب لَمْ ينسى الأمر00[ وَضرب عبِيدُ داوُد مِنْ بنيامِينَ وَمِنْ رِجالِ أبنير فمات ثلاثُ مِئِينَ وَسِتُّونَ رجُلاً0 وَرفعُوا عسائِيلَ وَدفنُوهُ فِي قبرِ أبِيهِ الَّذِي فِي بيتِ لحمٍ0 وَسار يُؤأب وَرِجالُهُ اللَّيلَ كُلَّهُ وَأصبحُوا فِي حبرُونَ ]00بِالفِعل عادُوا بِخِسارة عسائِيل لكِنَّهُمْ كسبُوا جيش أبنير الَّذِى سيعلم أنَّهُ أصبح ضعِيف فيعُود وَينضَّم لِجيش داوُد وَأثناء ذلِكَ سينتقِم يُؤآب مِنْ أبنير ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدياً أمِينَ.

عدد الزيارات 2168

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل