دراسة فى سفر صموئيل الثانى ج 2

Large image

الأصْحَاحُ الثَّالِثُ :-
يبدأ الأصحاح بِعِبارة جمِيلة [ وَكانت الحربُ طوِيلة بين بيتِ شاوُل وَبيتَ داوُد وَكَانَ داوُدُ يذهبُ يتقوَّى وَبيتُ شاوُل يذهبُ يضعفُ ]00كانت الحرب طوِيلة بين بيت شاوُل وَبيت داوُد وَهذِهِ هِى حقِيقة الحرب الرُّوحِيَّة فِى حياة أولاد الله أنَّ بيت شاوُل سيظل مُترَّبِص وَيُحارِب بيت داوُدالإِنسان الَّذِى يتخيَّل أنَّ الحرب سوف تنتهِى فِى يومٍ ما فهذا إِنسان مخدُوع بُولُس الرَّسُول يقُول [ لَمْ تُقاوِمُوا بعد حَتَّى الدَّم ] ( عب 12 : 4 )00إِذا تابعنا حرب شاوُل وَداوُد نجِد فِيها وقفات نقُول عندها تنتهِى حربهُما لكِنْ نجِد شاوُل مازال مُترَّبِص لِداوُد00هذِهِ هِى حرب الظُلمة مَعَْ النُّور وَالشَّر مَعَْ البِرِّ00حرب كسب الأبدِيَّة لِذلِكَ لاَ توجد فِترة هدوء أوْ هُدنة فِى هذِهِ الحرب وَلَنْ تنتهِى عِند عُمر مُعيَّن أوْ عِندما تستقِر الحياة00لاَ هِى حرب طوِيلة مُستمِرة00البرُوتُوستانت الَّذِينَ يُنادُون بِالخلاصَ فِى لحظة نقُولَ لَهُمْ أنَّ الحرب طوِيلة [ الَّذِي يصبِرُ إِلَى المُنتهى فهذا يخلُصُ ] ( مت 10 : 22 ) 00وَمادام داوُد يستشِير الله وَيعلم أنَّ غلبتهُ هِى مِنْ الله بِالتأكِيد سيتقُّوى بيته وَيضعُف بيت شاوُل00الَّذِى يعلم أنَّ الله يُعلِّم يدهُ القِتال ( مز 18 : 34 ) بِالتأكِيد هذا سيغلِب وَيتقوُّى عاش داوُد فِترة طوِيلة مَلِكَ عَلَى مملكِة يهُوذا فقط دُون باقِى الأسباط00تُرى ما هِى مشاعِره فِى تِلَكَ الفترة ؟ كَانَ صامِت لَمْ يسعى لِلمملكة كُلّها00سبع سنوات وَنِصف صامِت لاَ يسعى لِمُلَكَ إِسْرَائِيلَ كُلّه رغم أنَّهُ يعلم أنَّ بيت شاوُل يضعُف وَهُوَ يتقوَّى لكِنَّهُ كَانَ هادِئ يختبِر عمل يد الله معهُ جيِّد أنْ يختبِر الإِنسان عمل الله فِى حياته وَينتظِر أنْ يُعطِيه الله المُلَكَ وَ لاَ يسعى هُوَ إِليه بِطُرُق ذاتِيَّة00وَلِنتعجَّب كيف أتى المُلَكَ لِداوُد ؟ عَنْ طرِيق أبنيرُ بنُ نيرٍ رئِيس جيش شاوُل عدوَّه00الله يستخدِم طُرُق عجِيبة00داوُد لَمْ يتلهَّف عَلَى المُلَكَ وَلَمْ يسعى إِليه الَّذِى يتمسَّك بِالله عِندما تزداد عليه الحرب ينال المُلَكَ مِنْ الله00 وَكانت أيَّام حبرُون لِداوُد أيَّام حلوة كَانَ الله يُعزِّيه فِيها بدأت تحدُث وقِيعة بين أبنير وَإِيشبُوشث إِبن شاوُل00وَلأِنَّ أبنير كَانَ رجُل حرب مغرُور بِدُون مبادِئ وَجرِئ دخل عَلَى إِحدى سرارِى المَلِكَ إِيشبُوشث وَزنى معها وَعِندما جاء إِبن شاوُل لِيُعاتِبهُ بدأت علامات الكبرياء وَالغضب تظهر عليه وَبدأ يقُول لأشبُوشث إِبن شاوُل أنَّهُ لاَ شئ بِدُونه وَأنَّهُ لولاه ما كَانَ قَدْ مَلَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ00وَهُنا نقُول لأشبُوشث[ ملعُون الرَّجُلُ الَّذِي يتَّكِلُ عَلَى الإِنسان وَيجعلُ البشر ذِراعهُ ] ( أر 17 : 5 )00[ طُوبى لِمَنْ إِلهُ يعقُوب مُعِينُهُ وَرجاؤُهُ عَلَى الرَّبِّ إِلهِهِ ] ( مز 146 : 5 ) تطاول أبنير عَلَى إِبن شاوُل00ثُمَّ بدأ أبنير يحسِب الأُمور مِنْ جدِيد وَوجد أنَّ بيت شاوُل يضعُف فَإِستغلَّ فُرصة هذِهِ المُشكِلة وَقَالَ أنَّهُ سيفعل لِداوُد كما قَالَ الله وَسيبنِى لِداوُد مملكته00[ هكذا يصنعُ اللهُ بِأبنير وَهكذا يزِيدُهُ إِنَّهُ كما حلف الرَّبُّ لِداوُد كذلِكَ أصنعُ لَهُ لِنقلِ المملكةِ مِنْ بيتِ شاوُلَ وَإِقامةِ كُرسِيِّ داوُد عَلَى إِسْرَائِيلَ وَعَلَى يهُوذامِنْ دان إِلَى بِئرِ سبعٍ ]00وَكأنَّ أبنير يشعُر أنَّهُ قادِر أنْ يُقِيم كُرسِىِّ داوُد لكِنَّهُ لَمْ يعلم أنَّ الله هُوَ الَّذِى يستخدِمه لِهذا الغرض لأِنَّ لله طُرُق عدِيدة فِى تدابِيره [ وَلَمْ يقدِرُ بعدُ أنْ يُجاوِب أبنير بِكلِمةٍ لأِجلِ خوفِهِ مِنْهُ ]00لِماذا كَانَ إِبن شاوُل خائِف مِنْ أبنير ؟ لأِنَّهُ كَانَ يشعُر أنَّهُ أخذ المملكة بِخدِيعة وَليس مِنْ يد الله لِذلِكَ كَانَ يشعُر بِالضعف وَالخِيانة داخِله وَلأِنَّهُ كَانَ مُتكِل عَلَى ذِراع بشر وَخِطط عقلِيَّة لِذلِكَ خاف مِنْ أبنيرهُنا بدأ أبنير يتودَّد وَأراد أنْ ينضم إِلَى جيشِهِ فأجابهُ داوُد [ يقُولُونَ اقطع عهدك معِي وَهُوذا يدِي معك لِردِّ جمِيعِ إِسْرَائِيلَ إِليكَ0 فقال حسناً0 أنَا أقطعُ معكَ عهداً إِلاَّ إِنِّي أطلُبُ مِنكَ أمراً واحِداً وَهُوَ أنْ لاَ ترى وجهِي ما لَمْ تأتِ أوَّلاً بِمِيكالِ بِنتِ شاوُلَ حِينَ تأتِي لِترى وجهِي ]00داوُد غير مُتسرِّع لَمْ يُرَّحب بِكلاَمَ أبنير بِسُرعة بَلْ قَالَ أنَّ لَهُ شرط لِيقبل أبنير وَهُوَ أنْ يأتِيه أوَّلاً بِمِيكال إِبنة شاوُل زوجتهُ وَكأنَّ داوُد غير مُتلهِّف عَلَى أمر المملكة وَأيضاً لأِنَّ مِيكال كَانَ لها معزَّة خاصَّة عِند داوُد لأِنَّها أنقذتهُ مِنْ مكِيدة شاوُل أبِيها وَكأنَّ داوُد يُرِيد أنْ يرُد لها الجمِيل وَأيضاً أراد داوُد بِطلبه هذا أنْ يُعِيد نسبه لِشاوُلَ لِيُذِيب المشاكِل وَالحساسِيَّة بينه وَبين بيت شاوُلَ حَتَّى إِذا مَلَكَ عَلَى كُلّ الأسباط يكُون مُلكه فِى سلام00داوُد حكِيم وَيُرِيد سلام00جيِّده حِكمة داوُد00وَمسكِين الإِنسان الَّذِى يُحقِّق ذاته بِذاته دُون إِرضاء الله يجِب أنْ نشعُر بِالرِّضا عَلَى أنفُسنا إِذا أرضينا الله هذا هُوَ المُلَكَ فِى الفِكر الرُّوحِى المُلَكَ عَلَى النَّفْسَ بينما المُلَكَ فِى الفِكر البشرِى هُوَ السُلطة التَِّى تجعل الإِنسان يتكبَّر فِى سِفر القُضاة قِصَّة عَنْ أحد أبناء جدعُون الَّذِى قتل إِخوته السبَّعُون لِكى يملُكَ لكِنْ أحد إِخوته هرب وَفِى أحد المرَّات وقف أمامه أخوه الهارِب وَأمام الشَّعْب وَقَالَ لَهُمْ قِصَّة رمزِيَّة وَهِى أنَّ الأشجار أرادت لها مَلِكَ فطلبت مِنْ الزيتُونة أنْ تملُكَ عليها فرفضت وَقالت أأترُك دُهنِى وَمُسطارِى وَأملُكَ عليكُمْ00فطلبت الأشجار مِنْ التِينة فرفضت التِينة وَقالت أأترُك ثمرِى وَحلاوتِى وَأملُكَ عليكُمْ00فطلبت الأشجار مِنْ الكرمة فرفضت الكرمة وَقالت أأترُك ظِلِّى وَخمرِى وَأملُكَ عليكُمْ00فطلبت الأشجار مِنْ العوسج فوافق وَالعوسج هُوَ نبات ضعِيف قلِيل الثمر يقتُل نَفْسَه بِنَفْسَه بِالحرِيق الذَّاتِى00قَالَ الأخ الهارِب أنَّ أخوه القاتِل كالعوسج إِفرحُوا بِهِ وَهُوَ يفرحُ بِكُمْ النَّفْسَ الغنِيَّة مِنْ الداخِل لاَتتلهَّف عَلَى العالم بَلْ تشعُر بِغِناها الداخِلِى لِذلِكَ داوُد لَمْ يتلهَّف بِأبنير الَّذِى حاول أنْ يُقنِع شُيُوخ إِسْرَائِيلَ00[ قَدْ كُنتُمْ مُنذُ أمسٍ وَما قبلهُ تطلُبُونَ داوُد لِيكُونَ ملِكاً عليكُمْ0 فَالآنَ افعلُوا0 لأِنَّ الرَّبَّ كلَّم داوُد قائِلاً إِنِّي بِيَدِ داوُدَ عبدِي أُخلِّصُ شعبِي إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدْ الفِلِسْطِينيِّينَ وَمِنْ أيدِي جمِيعِ أعدائِهِمْ ]00هُنا نتعلَّم درس خطِير وَهُوَ أنَّ العِلاقات البشرِيَّة غير آمِنة مُتذبذِبة تعتمِد عَلَى المصالِح البشرِيَّة الشَّخصِيَّة بينماالعِلاقات الرُّوحِيَّة عِلاقات ثابِتة مهما واجهتها مشاكِل ما هُوَ مبدأ أبنير ؟ مَعَْ أى مَلِكَ هُوَ مَعَْ شاوُل أم داوُد ؟ صعبة النِفُوس المُتردِدة الَّتِى تبحث عَنْ مصلحة00أبنير يعلم أنَّ الله يُعطِى داوُد المُلَكَ فلِماذا إِذاً يُحارِب بِجيش شاوُل وَكَانَ قائِدهُ ؟ وَالآنَ هُوَ يُحارِب بِجيش داوُد وَهُوَ القائِد [ حَتَّى متى تعرُجُون بين الفِرقتينِ0 إِنْ كَانَ الرَّبُّ هُوَ الله فَاتَّبِعُوهُ وَإِنْ كَانَ البعلُ فَاتَّبِعُوهُ ] ( 1 مل 18 : 21 )00كثِيراً ما يأخُذنا شاوُلَ وَنكُون قاده لِلعالم وَعِندما نجِد أنَّ العالم فانِى نذهب لِداوُد وَنكُون معهُ قادة [ فجاء أبنيرُ إِلَى داوُد إِلَى حبرُونَ ]00الآنَ أتى أبنير لِيرى داوُد00[ فصنع داوُدُ لأِبنير وَلِلرِّجالِ الَّذِينَ معهُ ولِيمةً ]00إِتساع قلب داوُد00لأِنَّ أبنير كَانَ قائِد جيش شاوُل مُنذُ أيَّامٍ لكِنْ إِتساع القلب ليس بِغرِيب عَنْ داوُد الَّذِى رثى شاوُلَ[ وَقَالَ أبنيرُ لِداوُد أقُومُ وَأذهبُ وَأجمعُ إِلَى سيِّدِي المَلِكِ جمِيعَ إِسْرَائِيلَ ]00مُنذُ قلِيلَ قَالَ أبنير لأِشبُوشث أنَّهُ سيسحب مِنهُ المُلَكَ وَالمملكة وَالآنَ يقُول لِداوُد سيِّدِى المَلِكَ00الشخص مهما لَمْ يكُنْ فِيهِ مخافة الله لكِنْ أولاد الله يجعلوه يحترِمهُمْ وَيُوقرهُمْ بِتقدِيم المحبَّة لَهُ00[ فيقطعُون معكَ عهداً وَتملِكُ حسب كُلِّ ما تشتهِي نَفْسُكَ فأرسل داوُدُ أبنير فذهب بِسلامٍٍ ]00أطلق داوُد أبنير00داوُد يُحرِّكَ أبنير وَهُوَ فِى سكُونٍ لأِنَّهُ يعلم أنَّ الله يعمل وَيُرسِل مَنَ يُرسِل رجع يُوآب وَلَمْ يكُنْ يعلم بِهذِهِ المُقابلة وَعِندما علِم بِها بدأ يقلق مِنْ وجُود أبنيرهل داوُد يُرِيد أبنير أم يُوآب رئِيس جيشٍ لَهُ ؟ هذا الأمر أتعب يُوآب جِدّاً وَأيضاً كَانَ هُناكَ ثأر قدِيم لَهُ مَعَْ أبنير وَهُوَ قتل عسائِيل أخوه00يُوآب أرسل لأِبنير وَطلبهُ وَفِى البِداية شكَّك يُوآب داوُد فِى أبنير وَقَالَ لَهُ أنَّهُ جاء لِيتجسَّس عليه ثُمَّ خرج مِنْ عِند داوُد [ وَأرسل رُسُلاً وراء أبنير فردُّوهُ مِنْ بِئرِ السِّيرةِ وَداوُدُ لاَ يعلمُ ]00فرجِع أبنير إِلَى حبرُون دُون علمِ داوُد00[ وَلمَّا رجِع أبنيرُ إِلَى حبرُونَ مالَ بِهِ يُوآبُ إِلَى وسطِ البابِ لِيُكلِّمهُ سِرّاً وَضربهُ هُناك فِي بطنِهِ فمات بِدمِ عسائِيلَ أخِيهِ ]00أخذهُ يُوآب لِيُكلِّمهُ سِرّاً وَهُناك ضربهُ فِى بطنِهِ فقتلهُ بِخِدعة وَالمعرُوف أنَّ وصِيَّة العهد القدِيم تُجرِّم القتل عامةً وَبِالأكثر القتلِ بِخِدعة[ ملعُون مَنْ يقتُلُ قرِيبهُ فِى الخفاءِ ] ( تث 27 : 24 )00سمِعَ داوُد وَعلِم أنَّ ذلِكَ التصرُّف يتسبَّب فِى مُشكِلة وَيتخيَّل النَّاس أنَّ القتل كَانَ بِعلمِ داوُد00هُنا عبَّر داوُد عَنْ حُزنِهِ عَلَى موت أبنير بِمُنتهى الصِدق00[ فَقَالَ إِنِّي برِيءٌ أنَا وَمملكتِي لدى الرَّبِّ إِلَى الأبدِ مِنْ دمِ أبنير بنِ نيرٍ0 فليحُلَّ عَلَى رأسِ يُوآبَ وَعَلَى كُلِّ بيتِ أبِيهِ ]00إِذا كَانَ داوُد يعلم بِقتلِ أبنير ما كَانَ يستطِيع أنْ يقُول ذلِكَ ثُمَّ بدأ يلعن بيت يُوآب [ وَ لاَ ينقطِعُ مِنْ بيتِ يُوآب ذُو سيلٍ وَأبرصُ وَعاكِز عَلَى العُكَّازةِ وَساقِط بِالسَّيفِ وَمُحتاجُ الخُبزِ0 فقتل يُوآبُ وَأبِيشايُ أخُوةُ أبنير لأِنَّهُ قتل عسائِيلَ أخاهُما فِي جِبعُونَ فِي الحربِ0 فَقَالَ داوُدُ لِيُوآب وَلِجمِيعِ الشَّعْبِ الَّذِي معهُ مزِّقُوا ثِيابكُمْ وَتنطَّقُوا بِالمُسُوحِ وَالطِمُوا أمام أبنير0 وَكَانَ داوُدُ المَلِكُ يمشِي وراء النَّعشِ0 وَدفنُوا أبنير فِي حبرُونَ ]00كُلّ هذا داوُد يُثبِت أنَّهُ برِئ مِنْ قتلِ أبنير وَعلِم كُلّ الشَّعْب أنَّهُ برِئ وَبدأ يرثِى أبنير وَقَالَ أنَّ يُوآب وَإِخوتهُ دمويين0
الأصْحَاحُ الرَّابِعُ :-
* أخِر مملكِة شاوُلَ *
قِصَّة صغِيرة تقُول أنَّ بعض الرِّجال ( إِثنان ) قالاَ لِنقتُلَ إِبن شاوُل وَنُنهِى مملكِتةُ وَبِالفِعل دخلاَ عَلَى إِيشبُوشث وَهُوَ نائِم وَقطعا رأسهُ وَأرسلُوها لِداوُد00[ هُوذا رأسُ إِيشبُوشث بنِ شاوُلَ عدُوِّكَ الَّذِي كَانَ يطلُبُ نَفْسَكَ وَقَدْ أعطى الرَّبُّ لِسيِّدِي المَلِكِ انِتقاماً فِي هذا اليومِ مِنْ شاوُلَ وَمِنْ نسلِهِ ]00فَأجاب داوُد[ فَأجاب داوُدُ ركاب وَبعنة أخاهُ ابنِي رِمُّونَ البئِيرُوتِيِّ وَقَالَ لهُما0 حيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي فدى نَفْسِي مِنْ كُلِّ ضِيقٍ ]00خِبرة إِنسان إِختبر عمل الله [ إِنَّ الَّذِي أخبرنِي قائِلاً هُوذا قَدْ مات شاوُلُ وَكَانَ فِي عيني نَفْسِهِ كمُبشِّرٍ قبضتُ عليهِ وَقتلتُهُ فِي صِقلغ0 ذلِكَ أعطيتُهُ بِشارةً0 فكم بِالحرِيِّ إِذا كَانَ رجُلاَنِ باغِيانِ يقتُلاَنِ رجُلاً صِدِّيقاً فِي بيتِهِ عَلَى سرِيرِهِ ]00يُرِيد أنْ يقُول أنَّ الَّذِى قتل شاوُل أثناء القِتالِ قتلتهُ فكم يكُون مَنْ قتل إِنسان نائِم آمِن[ وَأمر داوُدُ الغِلمانَ فقتلُوهُما وَقطعُوا أيدِيهُما وَأرجُلهُما وَعلَّقُوهُما عَلَى البِركةِ فِي حبرُونَ ]00قتلهُما داوُد00هذا يُعلِن أنَّ داوُد فِى أعماقه نقِى وَ لاَ يُفكِّر بِحقدٍ وَغِيرة البشر00إِنسان مِثلَ داوُد يقُولَ أنَّ إِبن شاوُلَ صدِّيق00إِذا كَانَ أبوه لَمْ يستطِع أنْ يفعل معهُ شئ لكِنَّهُ إِنتقم لَهُ الإِنسان يحتاج لِنقاوة القلب00يحتاج لِقلبٍ مملؤ صفح00مسكِين مَنَ يحمِل كلِمة أتعبتهُ فِى صدرِهِ00مسكِين مَنْ يتخيَّل أنَّهُ لاَ يُخدش وَ لاَ يُهان00أحياناً هذِهِ الإِهانات ضرورة لِخلاص نَفْسَه00الآباء يقُولُون أنَّ الله أحياناً يُرسِل مَنَ يُضايِقنا لِخلاصنا فَلاَ نرفُضهُمْ بَلْ لِنفعل كما فعل داوُد0يقُول مارِإِسحق [ لاَ تتضايق مِنْ الَّذِينَ يُشارِكُوكَ فِى صُنع إِكلِيلَكَ ]00لأِنَّ إِحتمالَكَ لأِعدائكَ وَمحبَّتكَ لَهُمْ يُزِيد إِكلِيلَكَ00الَّذِى لَهُ فِكر رُوحِى يشعُر أنَّ العقبات بِسماح مِنْ الله وَيرى مِنْ خِلالها يد الله وَأنَّ الله يسمح بِذلِكَ لِنقاوة نَفْسَه لأِنَّ الله لاَ يُجرِّب بِالشَّرُور وَكُلّ أعماله رحمة وَحقّ وَخِيرالله يُعطِينا قلب داوُد قلب حسب قلبه قلب نقِى مُتسِّع ويُعطِينا مملكة داخِل أنفُسنا وَليس مُلَكَ أرضِى ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدياً أمِين.

عدد الزيارات 1968

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل