الحروب الروحية

Large image

مُعَلِّمنَا بُولِس فِي رِسَالْته إِلَى أهل أفَسُس إِصْحَاح 6 يَقُول { فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ مَعَ السَّلاَطِينِ مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ مَع أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ } ( أف 6 : 12) نِتكَلِّم عَنْ حُرُوب الشَّيْطَان وَكَيْفَ نَنْتَصِر عَلِيهَا أوَّلاً لاَزِم تِعْرَفُوا إِنْ الشَّيْطَان دَه كَانْ رَئِيس مَلاَئِكَة وَاتحَارِب بِالغُرُور وَالكِبْرِيَاء وَأرَادَ أنْ يَكُون مُعَادِلاً لله فَطُرِدَ الشَّيْطَان مِنْ حَضْرِة الله مِنْ الفِرْدُوس إِلَى أسْفَل الأرْض أقدَر أقُول لَكُمْ إِنْ أكْتَر وَاحِد كَانْ يَتَمَتَع بِالعِشْرَة مَعَ الله هُوَ الشَّيْطَان عَشَان كِدَه أكْتَر وَاحِد يُغَار مِنْ إِنْ حَدْ يِتمَتَع بِالعِشْرَة مَعَ الله هُوَ الشَّيْطَان .. لِيه ؟ لأِنَّه عَارِفْهَا وَعَارِف جَمَالْهَا .. الشَّيْطَان لأِنَّهُ كَانَ فِي حَضْرِة رَبِّنَا وَسَقَطْ مِنْ هذِهِ المَنْزِلَة أصْبَح عَدُو لِلَّذِي يِقَرَّب إِلَى الله عَشَان كِدَه إِسمه عَدُو الخِير .. بِيحَارِب الإِنْسَان فِي جَمِيع مَرَاحِل عُمْره بِجَمِيع الأسَالِيب وَلاَ يَهْدأ وَلاَ يَتْعَبْ وَلاَ يَيأس .. فِي كُلَّ مَرَاحِل الإِنْسَان مِنْ الطُفُولَة إِلَى الشَيْخُوخَة حَتَّى آخِر لَحْظَة .. فَالإِنْسَان مُعَرَّض لِحَرْب مِنْ الشَّيْطَان .. فَالشَّيْطَان إِسْمه المُعَانِد .. المُقَاوِم .. عَدُو الخِير .. عَشَان كِدَه أقدَر أقُول لَكُمْ عَشَان تِقدَر تِحَاربه صَحِيح لاَزِم تِعْرَف قَصْده إِيه .. هَدَفه إِيه عَارْفِين فِي الجِيش لَمَّا يِحِبُّوا يِعَلِّمُوا الجُنُود القِتَال لاَزِم يُعْطُوهُمْ مَادَّة إِسْمَهَا " عَدُو "بِمَعْنَى إِنْ إِحْنَا مَثَلاً زَمَان كُنَّ بِنحَارِب إِسْرَائِيل لاَزِم يُقَال لُه إِنْ إِسْرَائِيل الجِيش بِتَاعه كَام جُنْدِي لاَزِم نُقُولَّه مُعِدَادْتهُمْ يِكُون شَكْلَهَا إِيه .. إِمكَانِيَاتهُمْ إِيه .. مَادَّة إِسْمَهَا " عَدُو " .. هُوَ كَمَان بِيكَلِّمهُمْ عَنْ مَصْر .. مَصْر قُوَّاتهُمْ عَدَدهُمْ إِيه .. بِيحَارْبُوا إِزَاي .. بِهذَا لَمَّا نِحَارِب العَدُو لاَزِم نِعْرَفه وَنِعْرَف حِيَله وَخِدَاعه .. لاَزِم أعْرَف إِنَّه يِسْتَخْدِم كُلَّ شِئ حَوْلَنَا لإِيِذَائِي .. الهَدَف إِنِّي أبْعِد عَدُو الخِير لاَ يَعْنِيه قَلِيلاً أوْ كَثِيراً أنْ تَسْقُط وَلكِنْ يَعْنِيه أنْ تَبْعِد .. يِهْتَمْ جِدّاً إِنْ إِحْنَا نِبْعِد عَنْ رَبِّنَا .. لاَ يَهِمْ إِنْ آدَم يَأكُل مِنْ الشَّجَرَة لكِنْ هَمُّه إِنْ آدَم يِبْعِد عَنْ رَبِّنَا .. كِدَه هُوَ نَجَح عَارِف إِنْ آدَم لَمَّا هَيَاكُل مِنْ الشَّجَرَة مِش هَيِقدَر يِقَرَّب لِرَبِّنَا فَالشَّيْطَان هَدَفه الوَحِيد إِنْ إِحْنَا نِبْعِد عَنْ رَبِّنَا .. أسْقُط فِي خَطِيَّة بَعْدَهَا لاَ أسْتَطِيع أنْ أُصَلِّي .. أخْشَى أنْ أعْتَرِف .. لاَ أقْدِر أنْ أتَنَاوَل .. هُوَ كِدَه نَجَح مِش إِنِّي أفْعَل الخَطِيَّة .. لاَ إِنِّي أبْعِد عَنْ رَبِّنَا هُوَ كِدَه نَجَح الَّذِي هُوَ أهَمْ مِنْ الخَطِيَّة هُوَ إِنِّي أبْعِد عَنْ رَبِّنَا أسْقُط فِي خَطِيَّة بَعْدَهَا لاَ أسْتَطِيع أنْ أُصَلِّي .. وَعَدُو الخِير لاَ يَهِمُه أنْ تَسْقُط كَثِيراً أوْ قَلِيلاً بَلْ يَهِمُه أيْضاً أنْ نَيأس أنْ أحِس إِنْ أنَا مَفِيش فَايْدَة مِنِّي وَهَافضَل كِدَه وَأوحَش مِنْ كِدَه .. دَه قَصْد العَدُو إِنِّي أبْعِد عَنْ رَبِّنَا خَطْوَة بِخَطْوَة حَتَّى إِنْ المَسَافَة بِينِي وَبِين رَبِّنَا تُصْبِح كَبِيرَة جِدّاً وَأقُول إِنِّي بَعِيد عَنْ رَبِّنَا جِدّاً أسْلِحِة مُحَارَبَتْنَا لاَزِم تِكُون أسْلِحَة رُوحِيَّة وَلاَزِم نِعْرَف إِنْ إِحْنَا بِنُقَاوِم أجْنَاد شَر رُوحِيَّة فِي السَّمَاء .. عَدُو الخِير لاَ يُوْجَد عِنْده كِبِير وَلأِنَّه إِذَا كَانْ تَجَرَّأ عَلَى رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح وَذَهَب لإِسْقَاطه .. يَسُوع إِنْتَهَره أوِّل مَرَّة وَتَانِي وَتَالِت مَرَّة وَبَعْد كُلَّ هذَا قَالَ { فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ } ( لو 4 : 13) .. إِذَا كَانْ لَمْ يَتْرُك نَبْع القَدَاسَة وَنَبْع البِّر هَلْ هَيترُكْنَا نَحْنُ ؟ يَسْتَغِل نِقَاط الضَعْف حَتَّى مَعَ يَسُوع .. كَانَ صَائِم أرْبِعِينَ يَوْم دَخَل لُه مِنْ إِتِجَاه الأكل .. مِنْ نِقَاط الضَعْف وَيِنَوَع فِي الخَطَايَا .. يِسْتَخْدِم الأشْيَاء الَّتِي يُمْكِنْ أنْ يِهْزِمْنَا بِهَا عَشَان كِدَه وَاحِد مِنْ القِدِّيسِين يِقُول { وَيْلاَه مِنْكَ أيُّهَا العَدُو كَثِير الخِدَاع .. طُوبَى لِمَنْ أبْغَضَك .. طُوبَى لِمَنْ حَارَبَك وَلَمْ يَكِل } .. الشَّيْطَان يِحَارِب فِي كُلَّ الأوْقَات وَبِكُلَّ الأسَالِيب وَإِنْ حَتَّى لَمْ يَنْجَح فِي حَرْب سَوْفَ يَأتِي مَرَّة أُخْرَى .. القِدِيس أبُو مَقَّار يِقُول { العَدُو بِلاَ حَيَاء } .. لاَ يُوْجَد عَنْده دَم زَي الذُبَاب .. لاَزِم أعْرَف إِنَّه عَشَان هُوَ أعْطَانِي فِكْرَة وَأنَا حَارِبْتَهَا أصْبَحْت قِدِيس .. لاَ .. سَوْفَ يَأتِي وَقْت تَانِي فِي ظُرُوف تَانْيَة وَيِحَارِبْنِي .. ثَلاَث أشْيَاء بِدَاخِلْنَا عَدُو الخِير يِقَدِّمهُمْ لِيُحَارِبْنَا بِهُمْ :-
1- الجسد:-
يَعْنِي الأكل .. الشُرْب .. الغَرِيزَة .. الشَّهوَة .. الشَّيْطَان عَمَل لَهُ مَكْتَب دَاخِل الغَرِيزَة ..عَامِل فَرْع فِي الشَّهوَة .. فَرْع فِي الأكل .. يَسْتَخْدِم الأُمور الطَّبِيعِيَّة الَّتِي بِدَاخِلْنَا مِنْ نِقَاط ضَعْف لإِنْ الإِنْسَان مَخْلُوق جَائِع رَبِّنَا سَمَح بِذلِك عَشَان نِفْضَل نَأكُل وَنُشْكُر رَبِّنَا فَرَبِّنَا قَصْده إِنْ إِحْنَا نِفْضَل بِاسْتِمْرَار جَائِعِين .. دِي وَسِيلِة تَعْبِير عَنْ مَحَبِّته لِينَا .. كَانْ مُمْكِنْ رَبِّنَا يِشَبَعْنَا بِطَرِيقَة تَانْيَة نَاخُد طَاقِتْنَا مِنْ الشَّمْس وَنِمْشِي بِهَا .. رَبِّنَا جَعَلْنَا دَائِماً جَائِعِين عَشَان ثِمَار الأرْض دِي كُلَّهَا مِنْ خِيره هُوَ فَأشْعُر إِنِّي بَاخُدْ مِنْ إِيدِيه هُوَ وَآكُل فَأشْكُر عَشَان كِدَه قَبْل مَا نَأكُل نُصَلِي وَنَقُول { تَبَارَكْت يَارَبَّ يَا مَنْ تَعُولَنَا مُنْذُ حَدَاثَتْنَا وَتَهِبْنَا خَيْرَاتَك ...... تَفْتَح يَدَك فَتَشْبَع كُلَّ حَيَّ رِضَى ..... } ( مِنْ صَلاَة قَبْل الأكل ) يَعْنِي أنَا هَاكُل مِنْ إِيِدِيك إِنْتَ يَارَبَّ .. يِيجِي عَدُو الخِير يِحَوِّل الأكل بَدَل وَسِيلِة حُب بِينِي وَبِين رَبِّنَا وَشُكْر يِحَوِله إِلَى غَرِيزَة نَهْم .. عَدُو الخِير يِسْتَخْدِم الجَسَدْ كَوَسِيلَة لِحَرْبِنَا وَيِعْمِل لِنَفْسه مَرْكَز بِدَاخِل كُلَّ نُقْطِة ضَعْف فِي الجَسَدْ .. لاَزِم أعْرَف كِدَه .. الإِنْسَان عِنْدَمَا يِغْلِب المِيدَان المُهِمْ قَوِي دَه فِي الجَسَدْ لِلعَدُو وَيِخْزِيه تِلاَقِي الشَّيْطَان يِتخِزِي .. عَشَان كِدَه تِلاَقِي الكِنِيسَة تُكْثِر مِنْ الأصْوَام لِيه ؟ عَشَان الإِسْتِمْرَار .. يِيجِي عَدُو الخِير يِقُولِّي كُل .. أقُولُّه أنَا مِش هَاكُل إِلاَّ بِأمر إِلهِي مِش هَاكُل إِلاَّ بِإِذْن كِنِيسْتِي .. الَّلِي هَا تقُولِّي عَلِيه هَا أكلُه .. أنَا مِش عَايِش بِالطَّعَام .. أنَا الطَّعَام دَه وَسِيلِة حُب بِينِي وَبِين رَبِّنَا .. الَّلِي هَا تقُولِّي عَلِيه كِنِيسْتِي هَاكله .. الصُوْم دَه فِيه سَمَك أقُول حَاضِر .. الصُوْم دَه مَفْهُوش سَمَك أقُول حَاضِر .. النَّهَارْدَة صُوْم إِنْقِطَاعِي أقُول حَاضِر .. أصْبَح الأكل لَيْسَ غَرِيزَة وَلكِنَّهُ وَسِيلَة حُب وَطَاعَة بِينِي وَبِين رَبِّنَا بَدَل مَا يِسْتَخْدِمه العَدُو وَسِيلِة تَمَرُّد وَعِصْيَان زَي مَا إِسْتَخْدِمه مَعَ أبُونَا آدَم أبُونَا آدَم قَبْل مَا يَاكُل مِنْ الشَّجَرَة كَانْ بِيَاكُل مِنْ إِيد رَبِّنَا .. العَدُو بِيِسْتَخْدِم نُقَطْ رَبِّنَا هَدَفِه مِنْهَا جَمِيل لكِنْ هُوَ يِعْمِل لُه فِيهَا مَكْتَبْ .. فَرْع عَشَان يُهْلِك الإِنْسَان .. الجَسَدْ .. الأكل وَالشُرْب وَالغَرِيزَة .. رَبِّنَا سَمَح إِنْ يِكُون فِي الإِنْسَان غَرِيزَة .. لِيه ؟ لِبَقَاء النُوع .. لَوْ الغَرِيزَة مِش مَوْجُودَة كَانْ نُوع الإِنْسَان إِنْدَثَرْ فَرَبِّنَا حَب يِحْفَظ نُوع الإِنْسَان بِوُجُود الغَرِيزَة .. الغَرِيزَة تُبْقَى فِتْرَة هَادِئَة فِي الإِنْسَان حَتَّى سِنْ مُعَيَّن ثُمَّ تَسْتَيْقِظ .. الغَرِيزَة تُسْتَخْدَم فِي إِطَار مُقَدَّس وَجَعَل لَهَا زَوَاج لإِسْتِمْرَار الزَّرْع البَشَرِي .. هذَا قَصْد الله مِنْ الغَرِيزَة أيْضاً هِيَ وَسِيلِة تَعْبِير عَنْ الحُب .. الغَرِيزَة فِي الإِنْسَان غِير الحَيَوَان تَمَاماً .. الغَرِيزَة فِي الحَيَوَان بِلاَ عَقْل بِلاَ عَاطِفَة .. الغَرِيزَة فِي الإِنْسَان بِتَعَقُّل وَبِعَاطِفَة وَمَشَاعِر .. رَبِّنَا سَمَح الغَرِيزَة فِي الإِنْسَان تِكُون بِالتَنَاسُل لِلإِقْتِرَاب وَلِلوِحْدَة يُوْجَدْ بَعْض حَيَوَانَات الغَرِيزَة عَنْدُهُمْ تِكُون فِي مُوسِم مُعَيَّن فَقَطْ .. يِقُولُوا مَثَلاً دَه مُوسِم التَكَاثُر عَنْد القُطَط .. لُهُمْ شَهْر فِي السَنَة وَبَاقِي أيَّام السَنَة لاَ شِئ نِهَائِي .. رَبِّنَا قَال الإِنْسَان لَدَيْهِ عَقْل هُوَ تَاج الخَلِيقَة كُلَّهَا .. يِعْرَف مَتَى يِسْتَخْدِمْهَا .. مَتَى يُوَجِهَهَا ؟ لأِنَّهُ يَسْتَخْدِمْهَا بِعَقْل وَعَاطِفَة .. الشَّيْطَان يِعْمِل فِي الغَرِيزَة فَرْع .. يِلْعَب فِي الإِنْسَان بِالغَرِيزَة وَيحَرَّك غَرِيزته وَيُثِيرْهَا وَيَسْتَخْدِم الأسَالِيب المَشْرُوعَة وَغِير المَشْرُوعَة مِنْ رُؤيَة وَمِنْ كَلاَم وَمِنْ ألْفَاظ وَمِنْ حَرَكَات .. لِيه ؟ لِكَيْ يُحَرِّف الإِنْسَان عَنْ قَصْد الله مِنْ الغَرِيزَة .. فَالعَدُو يِعْمِل مَرْكَز لُه فِي الجَسَدْ .. أبُونَا الكَاهِنْ وَهُوَ عَلَى المَذْبَح يَتَضَرَّع لِرَبِّنَا وَيَقُول لَهُ { إِبْطِل سَائِر حَرَكَاته المَغْرُوسَة فِينَا } .. قَدِّمُوا غَرِيزْتكُمْ غَرِيزَة مُقَدَّسَة لله .. لاَ تَجْعَل الغَرِيزَة تَكُون مَيْدَان لِعَدُو الخِير يَلْهُو بِهَا .. { إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ اللهِ فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ } ( 1كو 3 : 17 ){ الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ } ( غل 5 : 24 ) نَحْنُ لاَ نُنْكِر أنَّهُ يُوْجَدْ فِينَا غَرِيزَة وَلكِنَّهَا غَرِيزَة مُقَدَّسَة لأِنَّ الله يَسْكُنْهَا وَالرُّوح القُدُس يَضْبُطْهَا .. عَدُو الخِير يُرِيد أنْ يُحَارِبْنَا حَرْب الغَرِيزَة وَحَرْب الأكل وَالشُرْب يَجِدْ أوْلاَد الله غَرِيزْتهُمْ مُقَدَّسَة وَالأكل وَالشُرْب عَنْدُهُمْ مِتْرَفَعِين عَنَّه .. أيَّام الصِيَام فِي الكِنِيسَة كَثِيرَة لكَيْ نُعْلِنْ أنَّنَا لاَ نَحْيَا لِغَرِيزِة أكل أوْ شَرَاب لأِنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَبِهِ نَتَحَرَّك وَبِهِ نُوْجَدْ ( أع 17 : 28 ) .. لِهذَا بَدَلاً مِنْ أنْ تَكُون الغَرِيزَة مَجَال يَسْتَخْدِمْهَا العَدُو لِتَهْدِيدْنَا تَكُون مَجَال لِتَقْدِيسْنَا .. الله سَمَح أنْ يَكُون نِير الغَرِيزَة قَوِي لكَيْ يَكُون إِحْتِيَاجْنَا إِلَى الله قَوِي .. لَوْ إِنْتَصَرْنَا فِي حَرْب الغَرِيزَة بِسِهُولَة مُمكِنْ نُشْعُر إِنِّنَا لَيْسَ فِي حَاجَة إِلَى رَبِّنَا .. سَمَح الله أنْ يَكُون إِحْتِيَاج الغَرِيزَة قَوِي لكَيْ مَا يَكُون إِحْتِيَاجِي إِلَى الله أقوَى فَأتَعَلَّم الصُّرَاخ .. سُؤِلَ أحَدْ القِدِّيسِين " مَا الَّذِي عَلَّمَك الصَّلاَة " ؟ .. أجَابَ مِنْ أكْثَر الحَاجَات الَّتِي عَلَّمَتْنِي الصَّلاَة حُرُوبِي .. غَرَائِزِي .. شَهَوَاتِي بَدَلاً مِنْ حُرُوبَكُمْ وَغَرِيزَتَكُمْ تِبْعِدْكُمْ عَنْ رَبِّنَا تِكُون مَجَال لإِقْتِرَابِي مِنْ رَبِّنَا .. لِمَاذَا ؟ لإِنْ أنَا ضَعِيف يَارَبَّ وَالشَّيْطَان تَاعِبْنِي وَعَدُوِي قَدْ إِرْتَفَعَ عَلَيَّ .. { إِلَى مَتَى يَارَبُّ تَنْسَانِي ؟ }( مز 12 مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) .. إِلَى مَتَى يَارَبَّ ؟ تَعَالَ لكَيْ مَا تَتَرَاءف عَلَيَّ .. إِجْعَلُوا حُرُوب عَدُو الخِير فِي صَفُّكُمْ بَدَلاً مِنْ أنْ تَكُون الحُرُوب تِجْلِب يَأس تِكُون وَسِيلَة نِقْرَع بِهَا عَلَى بَاب مَرَاحِم الله الخَطَايَا هِيَ أكْثَر شِئ يِجْلِب حَرَارَة فِي الصَّلاَة وَتَرْكِيز فِي القُدَّاس .. يَارَبَّ إِرْفَع عَنِّي يَارَبَّ أعْطِينِي نِعْمَة .. يَارَبَّ قَوِّينِي الصَّلَوَات الكَنَسِيَّة دَائِماً فِيهَا رُوح التَّضَرُع وَالإِنْسِحَاق .. لِمَاذَا ؟ لإِنْ الإِنْسَان يُرِيد تَقْدِيم تُوبَة وَيَأخُذْ رَحْمَة .. إِنْسَان يَطْرِق عَلَى بَاب مَرَاحِمْ رَبِّنَا .. وَاثِق مِنْ رَحْمِته .. هُنَا العَدُو يُخْزَى وَيَتَسَاءَل وَهُوَ مُتَعَجِب أنَّهُ وَقَّع فُلاَن فِي الخَطِيَّة وَيَقِف يُصَلِّي ؟!! لاَزَالَ يُرِيد أنْ يَتَنَاوَل ؟!! ألَمْ يَخْجَل مِنْ الإِعْتِرَاف ؟!! { أنْتَ تَضْرَب بِمَرْزَبَّة وَأنَا أضْرَب بِمَرْزَبَّة وَسَنَرَى مَنْ يَغْلِب أنْتَ أم مَرَاحِمْ الله } يَحْكِي بُسْتَان الرُّهْبَان عَنْ قِدِيس كَانَ العَدُو يُحَارِبَهُ كَثِيراً وَلكِنَّهُ ضَجَرَ مِنْهُ وَيَقُول { ضَجَرَ شَيْطَان اليَأس مِنْ حُسْن رَجَائُه } .. وَقَالَ لَهُ لاَ أعُود أُهَاجِمَك بَعْد لأِنَّكَ بِهذَا تَأخُذ أكَالِيل أكْثَر لأِنَّ عِنْدَمَا أقَعْ وَأقُوم تَكُون المُحَصِّلَة إِكْلِيل وَفِي النِهَايَة فُوْزت بِالإِكْلِيل وَلَنْ يَذْكُر لِي الله السُقُوط .. لِمَاذَا ؟ لأِنَّهُ الدَّاعِي الكُلَّ لِلخَلاَص ( مِنْ الطِلْبَة الَّتِي تُقَال فِي آخِر كُلَّ سَاعَة ){ خَطَايَاكَ لاَ أّذْكُرُهَا } ( أش 43 : 25 ) .. فَالشَّيْطَان مِسْتَخْدِم الجَسَدْ لكَيْ يِبْعِدْنِي بِهِ عَنْ رَبِّنَا .. مَيْدَان حَرْب قَوِي لِلشَّيْطَان كَثِيرُون سَقَطُوا بِالجَسَدْ .. أقْوِيَاء سَقَطُوا بِالجَسَدْ .. كَمَا أنَّ الجَسَدْ هُوَ وَسِيلَة يَسْتَخْدِمهَا العَدُو فِي حَرْب لإِسْقَطْنَا هُوَ هُوَ وَسِيلَة لإِكْرَام الله نَفْس الجَسَد الَّذِي يَسْقُط هُوَ هُوَ الجَسَد الَّذِي يَصُوم هُوَ هُوَ الجَسَدْ الَّذِي يَسْجُدهُوَ هُوَ الجَسَدْ الَّذِي يَخْضَع لِرَبِّنَا .. فَأنَا بَعْلِن لِرَبِّنَا بَدَل الجَسَدْ مَا يِكُون فِي مِلْكِيِة الشَّيْطَان يِكُون جَسَدْ فِي مِلْكِيِة رَبِّنَا جَسَدِي هذَا رَافِع إِيدِي لَك .. جَسَدِي هذَا صَائِم .. جَسَدِي هذَا الَّذِي يُرِيد النُوْم وَالرَّاحَة يَسْجُد .. وَكَمَا يَسْتَخْدِم الجَسَدْ لإِيذَائِي وَإِذْلاَلِي وَسُقُوطِي أسْتَخْدِم الجَسَدْ لِقِيَامِي وَتَقْدِيسِي الله سَمَح أنْ يَكُون نَفْس الجَسَدْ الَّذِي يَجُوع هُوَ هُوَ نَفْس الجَسَدْ الَّذِي يَصُوْم .. نَفْس الجَسَدْ الَّذِي بِهِ الغَرِيزَة وَيَشْتَهِي يَكُون نَفْس الجَسَدْ الَّذِي يَعْبُد رَبِّنَا .. نَفْس الجَسَدْ الَّذِي يَكُون إِنَاء لِلهَوَان يَكُون إِنَاء لِلكَرَامَة وَالمَجْد .
2- النفس:-
الغُرُور جَسَدْ أم نَفْس ؟ .. نَفْس .. صِغَر النَّفْس جَسَدْ أم نَفْس ؟ .. نَفْس .. الحُزْن .. الكَآبَة .. كُلَّ هذَا مَوْجُود فِي تَكْوِين الإِنْسَان " الغُرُور .. صِغَر النَّفْس .. الحُزْن .. الكَآبَة " .. عَدُو الخِير يِعْمِل لُه فَرْع لإِنْ هذِهِ مَرَاكِز قَوِيَّة .. فَعَدُو الخِير يِعْمِل لُه مَرْكَز فِي كُلَّ فَرْع سَوَاء الحُزْن أوْ الكَآبَة أوْ اليَأس أوْ الإِكْتِئَاب .. عَدُو الخِير يُدْخُل وَيِجِيب غُرُور وَبُغْضَة مَعَ الَّلِي حَوَالَيَّ .. كُلَّ هذَا نَفْس يِجِيب إِحْسَاس إِكْتِئَاب إِنْ أنَا لَيْسَ فِيَّ فَايْدَة .. يِجِيب إِحْسَاس حُزْن إِنْ الحَيَاة لَيْسَ بِهَا شِئ مُفْرِح .. يِجِيب إِحْسَاس إِنْ كُلَّ النَّاس بِتِكْرَهَك وَلَيْسَ مَنْ يَهْتَمْ بِيَّ .. كُلَّ هذَا فِي النَّفْس وَلَيْسَ لَهُ عِلاَقَة بِالجَسَدْ .. مُنْذُ قَلِيل ضَرَبْنِي بِالجَسَدْ وَالآن يَضْرَبْنِي بِالنَّفْس .. يُسْقِطَنِي فِي الجَسَدْ ثُمَّ يُسْقِطَنِي فِي الحُزْن .. خَطَايَا الجَسَدْ تُجْلِب لُوْن مِنْ ألْوَان التَّمَرُّد .. خَطَايَا الجَسَدْ تُجْلِب مَعَهَا عُنْف .. الوَلَدْ أوْ البِنْت عَصَبِي فِي البِيت وَلَيْسَ هُنَاك شِئ عَجْبُه لأِنَّ جَسَدُه غِير مِرْتَاح وَبِالتَّالِي نَفْسُه غِير مِرْتَاحَة العَدُو يَعْمَل فِي كِلاَ الجِهَتِين .
العَدُو كَثِير الخِدَاع .. عَدُو الخِير يَقُول لِلبِنْت مَفِيش حَدْ بِيحِبِّك .. مَفِيش حَدْ بِيِهْتَمْ بِيكِ حَتَّى صِحَابِك بِيْسِيبُوكِ وَحَتَّى فِي البِيت مُهْتَمِّين إِمَّا بِأخُويَا أكْتَر مِنِّي أوْ بِإِخْوَاتِي أكْتَر مِنِّي حَتَّى tacwni تَهْتَمْ بِزَمِيلاَتِي أكْتَر مِنِّي أمَّا عَنْ أبُونَا فَهُوَ مِش مُهْتَمْ بِيَّ خَالِص عَدُو الخِير مَعَ البِنْت يَسْتَخْدِم الجُزْء النَّفْسَانِي وَالعَاطِفِي لإِذْلاَلهَا .. يَجْعَلْهَا تَشْعُر أنَّهَا بِلاَ قِيمَة .. عَدُو الخِير يِقَيِد الإِنْسَان بِشِئ مِنْ أجْل شِئ آخَر عَدُو الخِير مُخَادِع كَثِير الخِدَاع إِحْذَر مِنْ النَّفْس .. لِنَفْرِض وَاحْدَة جَمِيلَة حَصَلِت عَلَى مَجْمُوع أكْتَر مِنْ زَمِيلاَتهَا مِنْ عَائِلَة غَنِيَّة .. عَدُو الخِير يَجْعَلْهَا تَغْتَرْ .. أصْعَب شِئ الإِنْسَان يِعِيش فَاقِد مَعْنَى حَيَاته لاَ يَعْلَم الهَدَف مِنْ حَيَاته .. حَاسِس إِنْ الأيَّام بِلاَ قِيمَة .. الحَيَاة جَمِيلَة فِي الْمَسِيح يَسُوع .. رَبِّنَا أرْسَلْنَا لِنَحْيَا لَهُ وَنُمَجِّده وَنَفْرَح بِهِ .. هذَا هَدَف رَبِّنَا مِنْ حَيَاتْنَا رَبِّنَا أعْطَى لَنَا رِسَالَة أنْ نُعْلَِنْ إِسمه { بِمَوْتِكَ يَارَبَّ نُبَشِّر } ( مَرَدْ الشَّعْب بَعْد رُشُومَات الجَسَدْ وَالكَأس ) .. رَبِّنَا أرْسَلْنَا لِكَيْ نَكُون شُهُود لَهُ وَسُفَرَاء لَهُ .. أعِيش لِكَيْ أُمَجِّده وَأفْرَح بِهِ وَلِكَيْ أُهَيِئ نَفْسِي لِلأبَدِيَّة .. لكِنْ عَدُو الخِير عَمَلُه يِسْرَق مِنِّي الهَدَف وَيِسْرَق مِنِّي طَعْم الحَيَاة وَيُحَوِّل حَيَاتِي إِلَى رُوتِين وَكَآبَة .. هذَا كُلُّه يَأتِي مِنْ النَّفْس .. يَسْتَغِل النَّفْس مِنْ أكْتَر الحَاجَات الَّتِي يَسْتَغِلْهَا العَدُو النَّفْس .. لِمَاذَا ؟ القِدِّيسِين يَقُولُوا إِنْ النَّفْس مَوْضُوعَة بَيْنَ الجَسَدْ وَالرُّوح .. النَّفْس فِي يَدَهَا تِكَسِّب الجَسَدْ أوْ الرُّوح .. إِنْ إِنْحَازِت النَّفْس لِلجَسَدْ صَارَ الإِنْسَان جِسْدَانِي وَإِنْ إِنْحَازِت النَّفْس لِلرُّوح صَارَ الإِنْسَان رُوحَانِي .. وَلِنُعْطِي أمْثِلَة .. اليُوْم سَنَسْهَر نِعْمِل تَسْبِحَة هَلْ النَّفْس تِفْرَح ؟ اليُوْم سَنَسْهَر نِعْمِل حَفْلِة summer وَسَنُوَزَع جَاتُوه وَمُوسِيقَى وَأنْوَار .. لَوْ كَانْ فِيه فَرَح تِكُون النَّفْس مُنْحَازَه لِلجَسَدْ وَيَكُون الإِنْسَان جِسْدَانِي مَاذَا يَعْنِي النَّفْس تَنْحَاز لِلرُّوح ؟ مَثَلاً الَّلِيلَة لِيلِة عِيد قِدِيس .. نِسْهَر مِنْ أجل هذَا القِدِيس .. نِلاَحِظ النَّفْس فِرْحَانَة .. النَّفْس هِنَا نَفْس رَوحِيَّة .. الوَاحِد يِقُول " أنَا نِفْسِي فِي كَذَا " .. " نِفْسِي " تَأتِي مِنْ " نَفْس " .. النَّفْس تَأمُر الجَسَدْ وَالنَّفْس تَأمُر الرُّوح .. هَلْ أنَا نِفْسِي فِي أكْلَه أم صَلْوَة ؟ نِفْسِي فِي قُدَّاس أم أُغْنِيَّة ؟ نِفْسِي فِي فِيلم أم سِيرِة قِدِيس ؟ عَدُو الخِير عَرَف إِنْ مِيدَان النَّفْس مُهِمْ جِدّاً فَاسْتَخْدِمه بِشَرَاسَة فَابْتَدأ يِخْدَع الإِنْسَان عَنْ طَرِيق أكْلَه يِحَسِّسه إِنَّه مَبْسُوط .. مُشَاهَدِة فِيلم يِحَسِّسه إِنُّه مَبْسُوط النَّفْس عِنْدَمَا تَكُون فِي يَدْ الْمَسِيح تَكُون نَفْس رُوحِيَّة .. بِالتَدْرِيج عِنْدَمَا أتَذَوَق الفَرَح الرُّوحَانِي أحْتَقِر الفَرَح الجِسْدَانِي .. الإِنْسَان الَّذِي يَفْرَح بِالفَرَح الجِسْدَانِي مِسْكِين لأِنَّهُ لَمْ يَتَذَوَق الفَرَح الرُّوحَانِي وَسَيَبْقَى عُمْرُه كُلُّه مِسْكِين حَتَّى يَتَذَوَق الفَرَح الرُّوحَانِي .. العَالَم كُلُّه بِاسْتِثْنَاء فِئَة صَغِيرَة جِدّاً هُمْ الَّذِينَ تَذَوَقُوا الفَرَح الرُّوحَانِي .. لاَ تَتَعَجَبُّوا عِنْدَمَا تَرُوا النَّاس كُلَّهَا تَسِير وَرَاء الفَرَح الجِسْدَانِي رَبِّنَا قَال البَاب ضَيَّق " ( مت 7 : 13 ) لَمْ يَخْدَعْنَا .. قَال أنْتُمْ قَطِيع صَغِير ( لو 12 : 32 ) قَال { مَا أضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤدِّي إِلَى الحَيَاة . وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ }( مت 7 : 14) .. الغُرُور .. صِغَر النَّفْس .. الضَّعْف .. كُلَّ هذَا يَسْتَخْدِمه العَدُو لِحِسَابه لإِذْلاَلْنَا .. العِلاَج النَّفْس تَكُون رُوحِيَّة .. النَّفْس تَجِد مَسَرِّتهَا فِي الْمَسِيح .. النَّفْس تَجِد شَبَعْهَا فِي الْمَسِيح لاَ أقُول زَمِيلْتِي تَرَكِتْنِي وَأبُونَا غِير مُهْتَمْ بِيَّ .. لِيه ؟ النَّفْس هِنَا فَقِيرَة .. لاَ .. نَفْسِي شَبْعَانَة بِالْمَسِيح .. وَلَوْ زِمِيلْتِي تَرَكِتْنِي لِتَتَحَدَّث مَعَ زَمِيلَة أُخْرَى لَنْ أتَأثَّر .. لِيه ؟ لأِنِّي شَبْعَانَة بِالْمَسِيح .. رَاحْتِي فِي رَاحِة زِمِيلْتِي .. هَلْ أُرِيد إِمْتِلاَْكَا كَنُوع مِنْ أنْوَاع الأنَانِيَة ؟ لِنَفْرِض لَوْ زِمِيلْتِي خَرَجِت مَعَ زَمِيلَة أُخْرَى مَزْعَلْش تَحْت بَنْد إِنْ هِيَّ مَا قَالِتلِيش دِي النَّفْس المِرْتَاحَة دَاخِلِياً لكِنْ التَعْبَان دَاخِلِياً كُلَّ حَاجَة تِصْعَب عَلِيه نَفْسه وَتَقْرِيباً زَعْلاَن مَعَ 99.9 % مِنْ النَّاس وَ 0.1 % عِلاَقَة مُهَدَّدَة مِنْتَظَرَة أي خَطَأ لِتَكْتَمِل النِسْبَة وَتُحَقِّق الرَقَم القِيَاسِي 100 % .
3- العالم:-
كُلَّ العَالَم هُوَ كُلَّ مَا حَوْلَنَا مِنْ مُبْتَكَرَات وَاخْتِرَاعَات وَالتَّطَوُرَات وَالتِلِيفِزْيُون وَالدِش وَالكُمْبِيُوتَر وَالمُوبَايِل .. عَدُو الخِير نَجَح فِي إِنْ يِعْمِل لُه مَكْتَب دَاخِل هذِهِ التِكْنُولُوجْيَا .. كَيْفَ يُسَخِر عَدُو الخِير هذَا الإِخْتِرَاع لِخِدْمِته هُوَ ؟ حَتَّى الفُنُون الرَاقِيَة الَّتِي يُمْكِنْ أنْ يَكُون لَهَا دُور فِي تَرْبِيِة الإِنْسَان مِثْل الرِيَاضَة وَالرَسْم وَالفَنْ وَالشِعْر وَالمُوسِيقَى فَتَح لُه فِيهَا مَكْتَب .. جَعَل الفُنُون الَّتِي هَدَفْهَا تَرْتَقِي بِالإِنْسَان فِي مَشَاعْره كَهَدَف مِنْهَا رَبِّنَا خَلَقه مِثْل هَدَف رَبِّنَا مِنْ الأكل وَالغَرِيزَة أيْضاً فِي هَدَف لِرَبِّنَا مِنْ المَشَاعِر .. حَتَّى الأُمُور المَوْجُودَة فِي العَالَم رَبِّنَا لُه مِنْهَا هَدَف .. لكِنْ عَدُو الخِير يِنْجَح فِي إِنْ هُوَ يِحَرَّف كُلَّ الأهْدَاف فَكَمَا حَرَّف الجَسَدْ وَالغَرِيزَة حَرَّف الفُنُون .. بَدَل مَا يِكُون مَجَال لِلإِرْتِقَاء بِمَشَاعِر الإِنْسَان جَعَلَهُ مَجَال لِلإِنْحِطَاط وَالإِسْفَاف وَمَجَال لِحَرْب الغَرِيزَة وَالشَّهْوَة وَخُصُوصاً عَصْرِنَا هذَا عَدُو الخِير إِسْتَخْدِم الأُمُور كَيْفَ يُوَظِفْهَا لِتَكُون فِي صَالحه .. لَيْسَ المُهِمْ مَا يَقُوله المُطْرِب وَلكِنْ المُهِمْ الحَرَكَة وَالمَنْظَر .. سَألُوا المُوسِيقَار عَبْد الوَهَاب عَنْ إِنْحِطَاط الفَنْ فَأجَابَ لأِنَّ أهَمْ عُنْصُر فِي الفَنْ مَات وَهُوَ جُمْهُور المُسْتَمِعِين .. النَّاس أصْبَحِت مُنْسَاقَة وَرَاء تَيَار الشَّر فَكُلَّ مَا كَثُرَ الشَّر كَثُرَ الإِغْرَاء .. العَالَم الشَّيْطَان إِسْتَخْدِمه لِيُبْعِد بِهِ أوْلاَد الله عَنْ الله .. وَمِنْ ضِمْن ألقَاب الشَّيْطَان " رَئِيس هذَا العَالَم " .. المُوضَة إِسْتَخْدِمْهَا الشَّيْطَان وَكُلَّ يُوْم جِدِيد .. لِيه ؟ مُوضَة .. قَنَوَات فَضَائِيَّة .. شِئ جَمِيل إِنْ مُمْكِنْ قَنَاة تُبَث فِي العَالَم كُلُّه لكِنْ الشَّيْطَان يِسْتَخْدِمْهَا بِطَرِيقَة صَعْبَة لِدَرَجِة إِنْ فِي آبَاء فِي البُيُوت يِقُولُوا إِنْ الدِش شِيطَان .. وَالشَّيْطَان يِسَهِّل الأُمُور لِلنَّاس فَلَيْسَ شَرْط الغَنِي هُوَ فَقَطْ مَنْ يَمْتَلِك الدِش وَلكِنْ هُنَاك الوَصْلَة بِأرْخَص الأسْعَار .. إِخْتِرَاع كَسَح الدُنْيَا فِي شُهُور مِش مُهِمْ الوَاحِد يِكُون عَنْده دُش لكِنْ عَنْده دِش عَدُو الخِير جَوْهَر حَرْبه وَاحِد لكِنْ طُرُقُه مُخْتَلِفَة فَيَسْتَخْدِم العَالَم وَيُزَيِنه وَيُغْرِي .مِنْ يُوْم أبُونَا آدَم مَا سَقَطْ جَعَل لُه الشَّجَرَة جَمِيلَة { الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأكْلِ وَأَنَّهَا بَهْجَةٌ لِلْعُيُونِ وَأَنَّ الشَّجَلاَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ } ( تك 3 : 6 ) .. الخَطِيَّة تُقَدِّم لَنَا فِيهَا لَمْعَة بَرَّاقَة .. فِي العَالَم أكل وَلِبْس وَأجْهِزَة وَإِكْسِسْوَرَات أشْكَال وَأنْوَاع .. الشَّيْطَان إِسْتَخْدِم الأسَالِيب دِي لِيَكُون الإِنْسَان طَمَّاع وَلاَ يَكْتَفِي وَلاَ يَشْكُر لِيُشْعِر الإِنْسَان إِنُّه يَنْقُصه الكَثِير وَيَعِيش مُتَمَرِّد وَخَاضِع وَسَاجِد لِلعَالَم وَكَأنَّهُ كَمَنْ يُحَرِّك العَرَائِس .. الحَلْ فِي الْمَسِيح .. إِشْبَع بِالْمَسِيح تِدُوس عَلَى كُلَّ دَه وَتِكُون كُلَّ الحَاجَات دِي مَوْجُودَة لكِنْ إِنْتَ غَالِبْهَا غِير مَذْلُول لِشِئ وَلاَ حَاسِس بِكُلَّ مَبَاهِج هذَا العَالَم أنَا شَبْعَان بِك يَارَبَّ .. القِدِيس أُغُسْطِينُوس يَقُول { مَنْ يَقْتَفِي آثَارَك لَنْ يَضِل قَطٌ وَمَنْ إِمْتَلَكَك شَبَعَت كُلَّ رَغَبَاتُه } مُبَارَك إِنْتَ يَارَبَّ يُوْم مَا تُمْلُك عَلَى إِنْسَان تُعْطِيه قُوَّة وَنِعْمَة أقْوَى مِنْ كُلَّ العَالَم يَقُول القِدِيس أُغُسْطِينُوس { جَلَسْتُ عَلَى قِمَّة العَالَم يَوْمَ أحْسَسْتُ أنَّنِي لاَ أُرِيدُ شَيْئاًوَلاَ أشْتَهِي شَيْئاً } .. وِلاَد رَبِّنَا يِقُولُوا لُهُمْ مَثَلاً عَنْ فِيلم لُه قِصَّة جَمِيلَة وَيَتَسَاءلُوا هَلْ لَدَيْكُمْ الرَّغْبَة فِي رُؤيِته ؟ يُجِيبُوا .. لاَ .. لِيه ؟ مِش هَا يِفْرِق مَعَايَا .. لَنْ يُضِيف لِيَّ شِئ .. لكِنْ لَوْ فِي تَفْسِير لِسِفْر لَمْ أعْرِفه هذَا يُضِيف لِيَّ شِئ .. سِيرِة قِدِيس .. { النَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ } ( أم 27 : 7 ) لَوْ عَدُو الخِير فَاتِح لُه كُلَّ المَرَاكِز دِي لكِنْ رُوح رَبِّنَا مَالِك عَلِينَا .. رُوح رَبِّنَا مَالِك كَيَانَّا الله قَادِر أنْ يُغْلِق كُلَّ الفُرُوع الَّلِي فَاتِحْهَا عَدُو الخِير دَاخِلْنَا وَأوِّل لَمَّا المَكَاتِب الخَاصَّة بِهِ تِتقِفِل جُوَّانَا مَكَاتْبه الخَارِجِيَّة تُقْفَل أيْضاً الَّلِي نَفْسه شَبْعَانَة بِالْمَسِيح وَالَّلِي جَسَده مُقَدَّس بِالْمَسِيح لاَ مُوضَة وَلاَ سِينِمَا وَلاَ دِش وَلاَ شِئ يِجْذِبه لكِنْ المَغْلُوب مِنْ جُوَّاه مَذْلُول مِنْ بَرَّاه .. قَدَاسِة البَابَا فِي كِتَاب " حَيَاة التُوبَة وَالنَقَاوَة " يِقُول { إِنْ جَاهِدْت مَعَ الله تَسْتَرِيح فِي جِهَادَك مَعَ العَدُو } .. رَبِّنَا يُسْكُنْ فِيك العَدُو يُخْرُج .. الأنْبَا أنْطُونْيُوس إِتحَارِب بِكُلَّ هذَا لكِنْ كَانَ يَقُول { قُمْ أيُّهَا الرَّبَّ الإِله وَلِيَتَفَرَّق جَمِيعُ أعْدَائَك } وَكَأنَّهُ يَهِش الشَّيَّاطِين كَمَنْ يَهِش قَطِيع كِلاَب عَايِز تِغْلِب تَسَلَّح بِآيَات .. المَزْمُور يَقُول { مَغْبُوطٌ هُوَ الرَّجُل الَّذِي يَمْلأ جَعْبَته مِنْهُمْ }( مز 126 – مِنْ مَزَامِير الغُرُوب ) .. " الجُعْبَة " يَكُون فِيهَا أسْهُمْ زَي الَّلِي مَعَ الرَّاجِل الصَيَّاد كُلَّ العَدُو مَا يِيجِي أضْرَبُه بِسَهم .. القِدِّيسِين يِقُولُوا { حَارِب فِكْرَة بِآيَة } .. فِكْرِة لَيْسَ لِي لاَزْمَة فِي الحَيَاة أقُول لَهُ { لِي الْحَيَاة هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ } ( في 1 : 21 ) .. فِكْرِة إِنْ مَفِيش حَدْ بِيحِبِنِي أقُولُّه { أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي } ( في 4 : 13) .. فِكْرِة فُلاَنَة أحْسَن مِنِّك .. { تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ } ( لا 19 : 18) .. { الْمَحَبَّةُ لاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا } ( 1كو 13 : 5 ) .. فِكْرَة تُحْبِط لِلأرْض وَآيَة تِرْفَع لِلسَّمَاء .. { فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ مَعَ السَّلاَطِينِ مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ } الحَلْ فِي الْمَسِيح يَسُوع .. فِي آيَة .. فِي سِيَر القِدِّيسِين .. الحَلْ فِي التُوبَة وَالإِعْتِرَاف المُسْتَمِر .. أكْشِف حِيَل الشَّيْطَان فِي حَيَاتِي .. الحَل فِي الذَّبِيحَة .. الحَلْ فِي الْمَسِيح الَّلِي يُعْطَى عَنَّا خَلاَص وَغُفْرَان لِلخَطَايَا ( مِنْ الإِعْتِرَاف الأخِير لِلكَاهِنْ ) رَبِّنَا يِبَارِك حَيَاتكُمْ .. يِدِّيكُمْ نُصْرَة عَلَى العَدُو .. يَسْحَق العَدُو تَحْت أقْدَامِكُمْ سَرِيعاً رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 1448

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل