سمر خوفك فى لحمى

Large image

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان إلى دهر الدهور كلها آمين.
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا مارلوقا عن تذكار الشهداء، يقول لنا "لا تخافوا من الذين يقتلون جسدكم بعد ذلك ليس لهم أن يفعلوا شيء أكثر بل أعلمكم ممن تخافوا، خافوا من الذي بعد ما يقتل له سلطان أن يلقي في جهنم نعم أقول لكم من هذا خافوا" مرة قال لا تخافوا ومرة أخرى قال خافوا لا تخافوا من الذي يقتل الجسد نحن كنا نظن أنه يقول لنا لا تخافوا مثلاً من الزحام لا تخافوا من الظلام لا تخافوا أنه لا يوجد طعام أو شراب لا فهو قال لنا لا تخافوا من الذين سوف يقتلوا جسدكم فهذا أكثر شيء يمكن أن يخيف في الحياة هل هناك شيء يخيف أكثر من ذلك؟! لا يوجد شيء يخيف أكثر من ذلك بمعنى أن أكثر أمر يمكن أن يخيف في هذه الدنيا فإن الكتاب المقدس والسيد المسيح قال لا تخافوا منها أي أمور في هذه الدنيا لا تخفنا ليس العمل أو الناس أو الخطر أو .. إلخ، لا شيء يخيفك لكن عندما تريد أن تخاف فعليك أن تخاف من الذي له سلطان أن يلقي في جهنم أي خوف آخر ممنوع لكن الخوف الذي من المفترض أن يغرس فينا هو مخافة الله مخافة العقاب الأبدي قال لنا "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" ما هذا؟!، قال نعم هذا الذي يجب أن نخاف منه تصور أن الانسان لا يوجد شيء أبدا يمكن أن يجعله يتوب ويرجع عن خطيئته إلا الخوف،وفي الحقيقة نحن نحتاج أن نخاف كثيراً جداً نعلم أن الله جميل ورؤوف وطويل البال ومتأني رحيم،و... إلخ،فنحاول أن نلغي فكرة أنه يعاقب أقول لك نعم هو جميل وطيب ومتأني لكن هناك وقت يأتي فيه ويعاقب لابد أن نعلم هذا أي أنني لابد أن أقول له يارب أنا قصرت كثيراً قصرت كثيراً لكن لابد أن أضع الأبدية أمامي،ولابد أن يكون داخلي خوف الكنيسة تعلمنا أننا كل يوم نقول لله"هوذا أنا عتيد أن أقف أمام الديان العادل مرعوب ومرتعب من كثرة ذنوبي لأن العمر المنقض في الملاهي يستوجب الدينونة" فالكنيسة تذكرني كل يوم هل تعرفون معنى كلمة "عتيد" في اللغة العربية؟ معناها "قريباً أكيد"، أي"هوذا أنا قريبا أكيد"، ما أجمل عندما يشعر الإنسان أنه عن قريب أكيد سوف يقف أمام الله فهذا الشعور ماذا يفعل به؟! يجعله يتراجع عن أشياء كثيرة يشعر الإنسان أن العمر المنقضي في الملاهي يستوجب الدينونة الانسان المتراخي في حياته والمتهاون في حياته ويرى أن كل الناس تفعل الخطايا،ويرى أن الخطية سهلة،ويرى أنه لا يبالي بشيء إذا فعل الخطية فهذا يحتاج أن يقول لله سمر خوفك في لحمي المخافة مهمة جداً يا أحبائي أن الانسان يكون على علم أنه سيأتي يوم ويقف أمام الله،ويفحص الأعمال وتكشف الأفكار في صلاة الستار يقول "أية إدانة تكون إدانتي أنا المضبوط بالخطايا من يطفئ لهيب النار عني إن لم ترحمني أنت يارب؟"مثلما يقول لك هذا المتهم ضبط متلبساً بالجريمة أية إدانة تكون إدانتي أنا المضبوط بالخطايا؟ من يطفئ لهيب النار عني إن لم ترحمني أنت يارب ما أجمل الإنسان الذي يظل يقول هذا الكلام الآن أفضل من أنه عندما يأتي يوم الدينونة ويفاجئ أنه قد انتهى الأمر، تقول لي أهكذا انتهى الأمر؟! أقول لك نعم هكذا، فهناك وقت قال لك "أغلق الباب" فقال له أفتح لنا فقال له انتهت أغلق الباب انتهت ليست رحمة لمن لم يستعمل الرحمة طالما أنا لم استعمل الرحمة الآن هنا لم أظل اصرخ واقول له ارحمني فليس لي رحمة فوق في السماء،ولكن نحن لم نأخذ هذه الفكرة عن الله أقول لك لا لابد أن تنتبه جيداً جداً لابد أن تعرف ما الذي يخيفك نحتاج أن نخاف نحتاج إلى أن مخافة الله تتسمر داخلنا لكي لا يكون لدينا استهتار،ولا يكون لدينا تهاون،ونظل نقول ليس الآن بعد قليل ليس الآن لا لابد أن يكون هناك مخافة انتبه يظل الله يتحايل على الانسان يتحايل على الانسان لكن يأتي وقت ويقول لك انتهى الأمر انتهى أنظر ماذا تريده أنت؟! الله يريدك أن تختار طريق النجاة قال لك هناك طريقين ها أنا قد وضعت أمامك طريق الحياة وطريق الموت اختار الحياة لتحيا لاحظ أنه لذلك الكاهن في القداس يقول أكلت بإرادتي أنا الذي أكلت بإرادتي وتكاسلت عن وصاياك أنا جلبت على نفسي حكم الموت إذن الإنسان يحتاج أن يقول لله ارحمني يارب ارحمني ارحمني ارحمني أحداث الحياة يا أحبائي لا تظنوا أنها صدفة هل الحروب التي تدور حولنا ألا تعلمنا شيء؟! تعلمنا أن حياة الإنسان يمكن أن تنتهي في لحظة الزلازل البراكين المجاعات الغلاء الاضطراب الوباء هل كل هذه الأشياء لا توجه لنا أي رسالة لا هناك رسالة تقول لنا انتبه الحياة التي تعيشها غير آمنة غير مستمرة غير مستقرة ارفع عينك إلى فوق انتبه لأن الانسان من شعوره الزائد بالاطمئنان وشعوره بأنه يملك هذه الحياة يبدأ يتأذى ملك الحياة ليس لنا نحن بل هو ملك الحياة الأمان من عنده الثقة والرجاء فيه هو نحن لا نعرف أن نعطي لأنفسنا رجاء في شيء لذلك قال لنا من هذا أريكم ممن تخافوا أنا أقول لكم الأمور التي من المفترض أن تخافوا منها المفترض أنني أذكر نفسي كثيراً بالدينونة المفترض أنني أغمض عيني هكذا واتخيل نفسي أمام الديان العادل وأرى،وأشاهد يقول لك تطرح الأفكار وتكشف الأسرار تنكشف الأسرار وتنكشف أفكاري الخفية وتنكشف أعمالي وانتظر ماذا يفعل معي الرب على سبيل المثال قديسة من القديسات جميلة جداً وانسانة ممتلئة تقوى اسمها الأم سارة كانت تقول أنا لا أضع رجلي على السلم وأرفعها على الدرجة التي تليها إلا بعدما أفكر أن حياتي يمكن أن تنتهي ما بين درجة والدرجة التي تليها تظن أن حياتها يمكن أن تنتهي الآن أحياناً الإنسان يظن أن حياته طويلة جداً،ويظن أنه لايزال لديه وقت طويل جداً أقول لك لا انتبه فالكاهن وهو يصلي يقول لهن لا تجعل عدو الخير ألا يضغينا بواسع الأمل أنه يجعلك تقضي العمرمثلما يقولوا عليه تسويف العمر باطل،وتظل كل مرحلة تقول ليس بعد عندما أتقدم قليلاً في العمر،وتظل منشغل خطورة شديدة جداً إن الإنسان يقضي حياته في انشغال أقول لك عن ثلاثة مراحل في حياة الإنسان :
١- مرحلة الطفولة إلى سن حوالي ١٥سنة : في هذه المرحلة الإنسان يعيش ويكون لديه صحة ولديه وقت لكن ليس لديه مال .
٢- من ٢٠سنة إلى ٦٠سنة : الإنسان يكون لديه صحة ومال لكن ليس لديه وقت وهذه المرحلة التي أنتم فيها الآن، لديكم صحة ومال لكن ليس لديكم وقت بل منشغلين.
٣- مرحلة ما بعد الستين سنة : المرحلة الأخيرة في الحياة، لديه مال ولديه وقت لكن ليس لديه صحة، يقول لك أتمنى لو عرفت هذه الفكرة من البداية .
أقول لك إذن انتبه فالحياة تحتاج إلى وعي، يحتاج الإنسان يعرف أن هذه الدنيا ليست دائمة، لابد أن يفعل للأبدية ولابد أن يؤمن مستقبله الأبدي،ولابد أن يخاف لابد أن يخاف ولابد أن تكون مخافة الله داخل قلبه وداخل افكاره هناك أشياء عندما تفكر أن تفعلها تقول لا مخافة الله لا يليق لا فماذا أقول لله عندما أقف أمامه؟! لا أنا لابد أن أتوب ولابد أن ارجع الآن فأنا لست ضامنا فمن الممكن أن يكون اليوم هو آخر يوم في حياتي أقول لك على شيء، كثيراً عندما أرى صور لأشخاص في اجتماعات أو صور في قداسات أقصد صور لتجمعات صدقني بعدما ترى هذا التجمع تأتي في السنة القادمة لتراه تجد فيه نسبة من الأشخاص ليست موجودة نفس الصورة تجد هناك بعض الأشخاص وقد وصلوا إلى السماء،وتتعجب وتقول إن فلان،وفلان كانوا شباب! نعم تأتي لتحصر العدد تجد دائمًا نسبة من ٥٪ إلى ١٠٪ ليسوا بموجودين فهذه طبيعة الحياة طبيعة الحياة أن كلنا لا نظل موجودين طول الدهر الله يقصد ذلك إذن طالما أن الحياة غير مستمرة فأنا ماذا أفعل؟ أفوق انتبه لذلك معلمنا بطرس قال كلمة قوية جداً أختم بها كلامي وهي في الحقيقة كلمة صعبة ليست سهلة أن يقولها قال "إنما نهاية كل شيء قد اقتربت فتعقلوا واصحوا" تعقلوا لكني اعتقد أنني إذا قلت لأي شخص فيكم كلمة اعقل فتكون عيبة جداً أليس كذلك؟! إذا شخص قال لي اعقل تكون عيب فهذه إهانة فهل أنت تراني مجنون؟! عندما يقول لكم كلمة تعقلوا نعم نحن نحتاج أن نسمع كلمة اعقلوا يا جماعة اعقلوا، القديس العظيم الأنبا انطونيوس قال عن الخطية هي الجنون لماذا جنون؟ قال لك لأنها تعبر عن شخص يبيع الغالي بالرخيص يبيع الحياة الأبدية باللذة الأرضية فهي زائلة هي ليست شيء تبيع أبديتك ميراثك في الملكوت الذي يقول لك "تعالوا إلي يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم من قبل تأسيس العالم" أنتم أولادي انا أعطيتكم مكان في السماء تعالوا خذوا مكانكم،وأنظر أجد نفسي أنا الذي أضعت هذا المكان بتهاون واستهتار ربنا يعطينا أن مخافته تكون متسمرة داخل قلبنا وداخل عقلنا قبل أن نفكر في أي شيء قبل أن الخطية تتملك علينا بالأكثر فالمخافة عندما تتسمر فينا تكون مانعة لنا عن أي شر ربنا يحفظنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

عدد الزيارات 224

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل