حياة الإستعداد

Large image

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين .
تعتاد الكنيسة يا أحبائي في تذكار القديسات والشهيدات أن تقرأ لنا إنجيل العذارى الحكيمات على أنهم فضلوا الاستعداد للحياة الأبدية عن حياة الترف أو التنعم أو الحياة الزمنية، سوف تجد كثيراً من هؤلاء القديسات أغنياء، وسوف تجد كثيراً منهن جميلات، وسوف تجد منهن كثيراً مرغوبات من أشخاص أصحاب سلطان مثل الأمير،والملك، وقائد الجيش، واليوم الكنيسة تعيد باستشهاد قديسة اسمها القديسة أنسطاسيا، يعلمنا الكتاب المقدس في مثل العذارى الحكيمات والجاهلات أننا نكون مستعدين، يقول لك هكذا "والمستعدات دخلن معه إلى العرس"حياتنا يا أحبائي إذا أردنا أن نختصرها في كلمة واحدة فقط كعنوان لحياتنا تكون هي الاستعداد،لماذا نحن نعيش الآن؟ لنستعد، بماذا نستعد؟ مثلما بالضبط الطالب الذي يعطوا له فترة يظل يستعد، يستعد إلى أن يأتي الامتحان هذه هي حياتنا، حياتنا هي فترة زمنية لكي ما نستعد لما بعد الحياة التي هي الحياة الأبدية، "المستعدات دخلن معه إلى العرس"، كل يوم يمر بنا دون أن نجمع زيت، كل يوم يمرعلى الطالب دون أن يذاكر هذا يقلل من درجاته،وكلما كان شغوف ويحصل على درجات عالية ويصبح من المتفوقين كلما تجده دائمًا يظل يذاكر، يذاكر، نقول له انتظر بعض الوقت لازال هناك وقت طويل على الامتحان يقول لا أنا أريد أن أحصل على مجموع عالي، لماذا أنت تأخذ الأمر بجدية هكذا؟ يقول لك أنا أريد أن أحصل على مجموع عالي، نحن أيضاً يا أحبائي كل يوم يمر بنا أقول أنا اليوم أريد أن اجمع زيت، أنا أريد أن استعد، آية جميلة في سفر عاموس أسفار الأنبياء الصغار يقول لك "استعد للقاء إلهك"الإنسان يا أحبائي الذي في قلبه شهوة الملكوت تجد الحياة الأبدية أمام عينه باستمرار، يقول لك جعلوا الأبدية في قلبهم، وكأنه باستمرار يفكر في الإكليل السماوي، باستمرار يفكر في آخر لحظات حياته، باستمرار يفكر في كيف يكون مرضي عند الله، باستمرار يفكر في كرامته في السماء، في مكانه في السماء، يقول لك هكذا عذارى حكيمات دخلوا، لماذا؟ لأنهم لم يكن معهم زيت فقط في المصابيح، لا فإن زيت المصابيح قليل، أتعرفون زيت المصابيح يكون مثل ماذا؟! يكون كمثل زيت اليوم، لكن الانسان لابد أن يكون معه زيت ليس فقط في المصباح ولكن لابد أن يكون معه آنية، أي يكون معه وعاء كبيرممتلئ زيت، كلما ينتهي الزيت من المصباح أو يقل يأخذ من الوعاء ويضع، آخذن مصابيحهن مع آنيتهن، الآنية ممتلئة، العذارى الجاهلات للأسف لم يكن معهم آنية كان معهم زيت يكفي لساعات فقط، وفيما هن ينتظرن العريس انتهى الزيت وناموا والحكيمات أيضاً ناموا،لكن ناموا وهم يعلمون أن مصابيحهن بها زيت وأيضا معهن آنية احتياطياً، نحن أيضا يا أحبائي حياتنا علي الأرض أن نجمع زيت، أن نستعد، عندما نأتي لنشاهد التلاميذ أوالطلبة يأتوا في تاريخ واحد وفي يوم واحد جميعهم يدخلوا الدراسة وجميعهم يأخذون منهج واحد وجميعهم يأتي لهم امتحان واحد، أي أن الدخول في فترة واحدة،وفترة الدراسة فترة واحدة، المنهج واحد، الامتحان واحد، لكن ما هو الفرق هنا ؟ الفرق هو في الطالب بين الذي اجتهد والذي لم يجتهد، نحن أيضا ندخل الحياة في وقت معين ونخرج منها في وقت معين ونأخذ منهج واحد الذي هو حياة القداسة والشر الذي أمامنا، جميعنا يعرض علينا نفس الشرور من شخص لشخص آخر، جميعنا يعرض علينا نفس البركات مثل التناول، الانجيل،الروح القدس الذي أخذناه في المعمودية، الأجبية،صلاة المزامير،شفاعة القديسين، الكنيسة، هذه البركات لنا جميعًا لكن الذي يذاكر أكثر يحصل على درجات أكثر، الذي يذاكر أكثر والذي يأخذ الأمور بجدية، أتعلمون ما هي المشكلة الكبيرة؟ الذي يقول لك لازال الوقت مبكرًا، تقول له ولكن راجع للامتحان يقول لك لازال الوقت مبكرًا نحن لا نذاكر من الآن، لذلك الكنيسة تجعلنا نقول كل يوم "العمر المنقضي في الملاهي يستوجب الدينونة" "توبي يا نفسي ما دمت في الأرض ساكنة"، هذه حياتنا، هيا نستعد، هيا نذاكر، هيا نذاكر لأنه لا يوجد شيء ينفعنا غير المذاكرة، كل الأعمال التي نعملها يمكن أن نقول عليها أعمال أو وسائل لكنها ليست أهداف، لا نعيش لأجلها، لا نعيش لكي نأكل ونشرب ونعمل، لا بل هناك أمور أعلى من ذلك التي هي الحياة الأبدية،شاهد ما هو مقدار الاستعداد الذي نفعله، شاهد ما مقدار اشتياقنا للأبدية، نجتهد، يقول لك "طوبى للذين يعملون الآن بكل قوتهم، فأن لحظة واحدة من ذاك المجد الذي هو المجد السماوي سوف ينسيهم كل أتعابهم"، تعالى وشاهد ولد حصل على مجموع كبير أو يكرم نقول له أنت سهرت وتعبت كثيراً يقول لك الحمدلله نشكر ربنا، الحمد لله لأنه قد نسي كل التعب، لماذا؟ لأن لحظة واحدة من ذاك المجد سوف ينسيهم كل أتعابهم لذلك يا أحبائي عدو الخير يريد أن يحاربنا بالكسل، والملل، وأنه لازال الوقت مبكرًا، وأنه هناك فترات في حياة الإنسان يريد أن يعيش كما يحلو له وبعد ذلك نستعد، أقول لك لا انتبه الذي لا يعرف أن يستعد الآن لن يعرف أن يستعد بعد ذلك لأن الخطية تصنع قيود على الإنسان، وأن عدو الخير يملك علي حياة الإنسان، كلما نتكاسل فترات طويلة نجد العدو تمكن مننا أكثر، لذلك لابد أن الإنسان يقول حقا أنه احتمال أن يكون اليوم أخر يوم في حياتي، صدقوني يا أحبائي من الممكن أنكم أنتم تسمعوا ونحن كآباء كهنة نودع شبان كثيرين، نجد أخبار صعبة يقول لك (فلان)، أقول لك ماذا به خير؟ هل انتقل حقا؟! توفي بسم الصليب ما الذي حدث؟!، من؟!، لماذا؟!،كثيراً ما نسمع على أشخاص بدون أي مقدمات، يقول لك فهو كان يجلس معنا!، أمس كان معنا!، الكنيسة تريدنا أن نجمع زيت، هيا الآن، معلمنا بولس الرسول يقول لك "اليوم يوم خلاص، الوقت وقت مقبول،إن سمعتم صوته لا تقسوا قلوبكم"،لا تقل فيما بعد أحد القديسين كان لديه يقظة روحية جداً جداً، وأراد الشيطان أن يجعله يخطئ،فقال له ما بالك تجاهد هذا الجهاد الشديد، لماذا تأخذ الأمور بجدية هكذا، تمهل على نفسك، حتى لكي لا تتعب صحتك، فالشيطان مخادع،وهو يريد أن يسقطه فيقول له أنت لازال أمامك ٢٠ أو ٣٠سنة على وفاتك فكن متأني واشفق على نفسك واشفق على صحتك، فهذا القديس كان يقظ جداً فقال له ألعلي أنا أمامي ٢٠ سنة فقط؟! أنا كنت أظن أن أمامي أكثر من ذلك فأنا لابد أن أجتهد أكثر، يقول لك في نفس هذه الفترة انتقل للسماء،وكان عدو الخير يريد أن يقول له لازال أمامك الكثير من الوقت الكنيسة تعلمنا أن نصلي ونقول له "لا تجعل العدو ألا يضغينا بواسع الأمل" أي لا يغلبنا بواسع الأمل،ما هو واسع الأمل؟ هو أننا نظل نقول لازال هناك وقت، وهناك كلمة أخرى تعلمها لنا الكنيسة هي تسويف العمر باطل، ما معنى تسويف؟ أي تأجيل، كل مرحلة تجد الذي يظل يقول لك ليس الآن، ليس بعد،أقول له لا اليوم يوم خلاص، الوقت وقت مقبول،إنجيل العذارى يعلمنا الاستعداد، هيا نستعد ربما يكون اليوم أخر يوم، ربما يكون اليوم الله يقول لي جهز نفسك للفترة القادمة،انتبه، اجمع زيت، ارضيني، قف أمامي، أريد أن تنطبع صورتي عليك،أريد فكري ينطبع عليك، أريد حياتي تنطبع عليك،فقل له موافق، كن مع العذارى الحكيمات لأنها كلمة صعبة جداً، لماذا لم يوافقوا الحكيمات أن يعطوهم من زيتهم؟! لأنه انتهى الوقت، لا يمكن،أغلق الباب، لا يمكن لأحد أن يفعل بر لأولاده أو لزوجته، لا انتهى، يعطي كل واحد كحسب أعماله ربنا يعطينا حياة الاستعداد واليقظة، وينجينا من الغفلة وينجينا من الاستهتار وينجينا من التأجيل، ويجعلنا كل يوم نقول له "هوذا أنا عتيد أن أقف أمام الديان العادل" ربنا يعطينا حياة الاستعداد باستمرار، ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

عدد الزيارات 333

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل