منذ الطفولية تعرف الكتب

Large image

 بُولِس الرَّسُول يُقَدِّم نَصِيحَة جَمِيلَة لِتِلْمِيذُه تِيمُوثَاوُس وَيَقُول لَهُ { وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتَبَ الْمُقَدَّسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ بِالإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ } ( 2تي 3 : 15 ) .. هذِهِ رِسَالَة إِلَى كُلَّ وَاحِد مِنَّا .. { وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتَبَ الْمُقَدَّسَةَ } .. تَدَرَّبْ عَلَى الكِتَاب المُقَدَّس مُنْذُ الصِغَر .. لِمَاذَا ؟ لأِنَّهَا تُحَكِّمَكَ لِلخَلاَص .. إِذاً لَوْ أرَدْت أنْ تَسِير فِي طَرِيق الخَلاَص عَلَيْكَ أنْ تَعْرِف الكُتُب المُقَدَّسَة .
 الكِتَاب المُقَدَّس سِر فَرَح الإِنْسَان .. يُوحَنَّا ذَهَبِيَّ الفَمْ يَقُول { إِنَّ الجَهل بِالكِتَاب المُقَدَّس هُوَ عِلِّة جَمِيع الشُّعُوب } .. أحَدٌ الأسَاقِفَة المُشْرِفِينْ عَلَى خِدْمِة القُرَى يَقُول أنَّ المَشَاكِلْ بَيْنَ النَّاس كَثِيرَة جِدّاً لأِنَّ هؤُلاَء لاَ يَقْرَأُون الكِتَاب المُقَدَّس .. فَجَمَعْ خُدَّام كَثِيرُون كُلَّ خِدْمِتْهُمْ وَعَمَلْهُمْ هُوَ قِرَاءِة الكِتَاب المُقَدَّس فَقَطْ وَاشْتَرَى لِهذِهِ القُرَى شَرَائِطْ كَاسِيت مُسَجَّل عَلَيْهَا الإِنْجِيل .. فَوَجَدْ أنَّ هذَا الأمر فِي أقَلْ مِنْ سِتَّة أشْهُر غَيَّرْ مِنْ سُلُوكِيَات أهَالِي هذِهِ القُرَى .. كَانَ الخُدَّام لاَ يَشْرَحُون الإِنْجِيل وَلاَ يُفَسِّرُونَهُ بَلْ يَقْرَأُوه فَقَطْ وَأهَالِي القُرَى يَسْمَعُون .. هذَا أحْدَث تَغْيِير .. كَلِمَة الله لَهَا تَأثِير وَتُغَيِّر القَلْب .. لِذَا سَنَتَكَلَّمْ عَنْ :0

1/ الكِتَاب المُقَدَّس وَسِيلِة مَعْرِفَة الله :
==============================================================
إِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَك كِتَاب مُقَدَّس فَمَاذَا تَعْرِف عَنْ الله إِذاً ؟ خَالِق الكُون ؟ هذِهِ مَعْلُومَات صُحَفْ .. الله يُحِبِّنَا ؟ مَا عِلاَقَتِي بِهِ إِذاً ؟! مَاذَا يَفْعَل لأِجْلِي ؟! وَمَاذَا أفْعَل لأِجْلُه ؟ مَا مِنْ شِئ عِرِفْنَاه عَنْ الله إِلاَّ وَعِرِفْنَاه مِنْ الكِتَاب المُقَدَّس .. الكِتَاب المُقَدَّس هُوَ إِعْلاَنْ حُبْ الله .. هُوَ وَسِيلِة حُبْ .. { الَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأِجْلِنَا أَجْمَعِينَ } ( رو 8 : 32 ) .. هُوَ يُحِبُّنِي .. خَلَقَ العَالَمْ كُلَّهُ لأِجْلِي .. لِذلِك مَحَبِّة الله مُعْلَنَة لَنَا فِي الكِتَاب .. هُوَ خَلَقَنِي وَأعَدَّ لِي كُلَّ شِئ لكِنَّنِي سَقَطْت فَتَعَهَّدْنِي وَدَبَّر لِي الفِدَاء .. اليُوْم 29 مِنْ الشَهْر القِبْطِي مِيعَادْ أوْ تِذْكَار البِشَارَة وَالمِيلاَدْ وَالقِيَامَة .. أحَدٌ الأبَاء يَقُول { لَيْسَتْ المُعْجِزَة فِي أنَّ الله خَلَقَنِي بَلْ فِي إِعَادِة خِلْقَتِي } .. هُوَ خَلَقَنِي لكِنِّي فَسَدْت فَأعَادَ خَلَقَنِي كَالأوَّل .
مِنْ الكِتَاب عِرِفْت الله وَصِفَاتُه وَأعْمَالُه .. وَعِرِفْت نَفْسِي أيْضاً .. وَقَالَ لِي إِنْتَبِه أنْتَ تَحْتَ العِصْيَان وَتَمِيل لِلشَّهَوَات وَضَعِيفْ وَ ........ وَيُعْطِينِي أمْثِلَة .. مَثَلاً أنْتَ ضَعِيف تَجِدْ دَاوُد مِثَال لِذلِك .. قَدْ تِغْلِبْ مَنْ حَوْلَك تَجِدْ شَمْشُون مِثَال لَك .. أمْثِلَة كَثِيرَة لِكُلَّ وَاحِدْ .. لُوْط غَلَبْ سِيرِة الأرْدِيَاء .. إِبْرَاهِيم رَغمْ كُلَّ إِيمَانُه سَقَطْ .. هكَذَا دَاوُد .. قَدْ تَقُول إِيمَانِي قَوِي فَتَجِدْ أمَامَك إِبْرَاهِيم أبُو الأبَاء وَدَاوُد النَّبِي .. قَدْ تَقُول لاَ يِهِمِنِي العَالَمْ وَحَوَاسِي قَوِيَة فَتَجِدْ دَاوُد عِينُه إِسْتَهَانِتْ .. حَتَّى سُلَيَّمَان بِكُلَّ حِكْمِتُه سَقَطْ .. أحَدٌ الأبَاء يَقُول { أنْتَ لَسْتَ أبَرْ مِنْ دَاوُد وَلاَ أحْكَمْ مِنْ سُلَيَّمَان } .. إِذاً الكِتَاب المُقَدَّس عَرَّفْنِي الله وَعَرَّفْنِي نَفْسِي .
تَخَيَّل أنَّ الكِتَاب المُقَدَّس حَكَى لِي مُعَامَلاَت الله مَعَ الإِنْسَان 5500 سَنَة ؟!! تَخَيَّل أنَّ كُلَّ خُمْسُمَائَة سَنَة يَحْدُث حَدَث مُعَيَّنْ .. إِذاً 2500 سَنَة ق . م كَانَ أبُونَا آدَم .. وَانْقَضَتْ خُمْسُمَائَة سَنَة أي 2000 سَنَة ق . م كَانَ أبُونَا إِبْرَاهِيم .. وَانْقَضَتْ خُمْسُمَائَة سَنَة أي 1500 سَنَة ق . م كَانَ مُوسَى النَّبِي وَانْقَضَتْ خُمْسُمَائَة سَنَة أي 1000 سَنَة ق . م كَانَ دَاوُد وَسُلَيَّمَان .. ثُمَّ إِنْقَضَتْ خُمْسُمَائَة سَنَة أُخْرَى أي 500 سَنَة ق . م وَكَانَ عَصْر الأنْبِيَاء .. ثُمَّ إِنْقَضَتْ خُمْسُمَائَة سَنَة أي سَنَة صِفْر ق . م وَجَاءَ الْمَسِيح .. ثُمَّ 2000 سَنَة بَعْد الْمَسِيح وَجَاءَ عَصْرِنَا نَحْنُ .. آدَم عَاشَ فِتْرَة طَوِيلَة لكِنْ قَبْلَهَا بِفِتْرَة طَوِيلَة الخَلِيقَة لِذلِك نَقُول 5500 سَنَة .. وَعُمْر آدَم كَانَ حَوَالِي 1000 سَنَة .
إِذاً الكِتَاب يُعْلِنْ مَحَبِّة الله وَيُعْلِنْ جَهْلِي .. مُوسَى النَّبِي عَلَى الجَبَلْ يَأخُذْ الشَّرِيعَة مِنْ الله وَالشَّعْب تَحْت الجَبَلْ يَعْبُدُونَ العِجْل لِذلِك الكِتَاب يِعَرَّفْنِي خِلْقِة الله وَتَدْبِير خِطَّتُه لِخَلاَصِي وَمُعَامَلاَت الله مَعَ الخُطَاة .. أنَا أعْرِف أنَّ الخَاطِئ يُطْرَد لكِنِّنَا وَجَدْنَا أنَّ الله يُحِب الخَاطِئ وَيُخَلِّصُه وَبِذلِك عَرَفْت إِنِّي خَاطِئ وَمَحْبُوب لَدَى الله وَعَرَفْت إِنِّي ضَعِيف وَالله يُعِينْ ضَعْفِي .. { فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأِنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاة أَبَدِيَّةً . وَهيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي } ( يو 5 : 39 ) .
يُحْكَى أنَّ فَتَاة تَقَدَّم لَهَا شَخْص لِلإِرْتِبَاط بِهَا وَكَانَ الشَّخْص المُتَقَدِّمْ يَعِيش بِأمْرِيكَا وَأرَادَت أنْ تَتَعَرَّفْ عَلِيه فَقَالَتْ لَهَا أُمَّهَا تَعَرَّفِي عَلِيه بِالإِنْتَرْنِت وَبِالفِعْل سَألِتُه عَنْ شَخْصِيِتُه وَحَيَاتُه وَطِبَاعُه وَ ...... فَقَالَ لَهَا أنَّهُ سَيُرْسِلْ لَهَا خِطَاب بِهِ إِجَابَات كُلَّ أسْألِتْهَا وَحَكَى لَهَا تَارِيخ حَيَاتُه مُنْذُ وِلاَدَتِهِ وَعِمَادُه وَرِسَامَتُه شَمَّاس وَتَخَرُّجه مِنْ الجَامِعَة وَهِجْرِتُه إِلَى أمْرِيكَا وَ ...... وَأنَّهُ سَيَأتِي إِلَيْهَا فِي اليُوْم المُحَدَّدْ فِي الخِطَاب وَيَفْعَل مَعَهَا كَذَا وَكَذَا وَ ......... وَأرْسَلْ لَهَا صُورَة شَخْصِيَّة لَهُ .. وَلَمْ تُعْجَبْ الفَتَاة بِالأمر وَرَكَنِت الخِطَاب دُونَ أنْ تَقْرَأُه .. وَفِي أحَدٌ الأيَّام وَجَدِت طَرْق عَلَى البَاب وَفَتَحِت وَسَألِت الطَّارِق مَنْ أنْتَ ؟ فَقَالَ لَهَا أنَا فُلاَنْ ( الشَّخْص المُتَقَدِّم لَهَا ) .. سَألِتُه مَتَى أتَيْت مِنْ أمِرِيكَا ؟ فَقَالَ لَهَا هذَا ثَاني خَطَأ لأِنِّي كَتَبْت إِلَيْكِ فِي خِطَابِي مِيعَادْ وُصُولِي .. فَسَألِتُه وَمَا هِيَ الفِتْرَة الَّتِي سَتَقْضِيهَا فِي مِصْر ؟ أجَابَهَا وَهذَا ثَالِث خَطَأ لأِنِّي أخْبَرْتِك بِذلِك أيْضاً فِي خِطَابِي .. فَإِعْتَذَرِت لَهُ مَرَّة أُخْرَى فَسَألَهَا ألَمْ تَقْرَأي خِطَابِي ؟ إِذاً أنْتِ غِير مُهْتَمَّة وَلِذلِك لَنْ تَصْلُحِي زَوْجَة لِيَّ .. هكَذَا أرْسَلْ لَنَا عَرِيس نِفُوسْنَا يَسُوع كُلَّ شِئ عَنْهُ فِي الإِنْجِيل .. صُورْتُه .. طَبِيعْتُه .. كَلِمَاتُه .. هُوَ قَالَ الكُتُبْ تَشْهَدْ لِي .. الكُتُب الَّتِي تُحكِّمَك لِلخَلاَص وَيَقُول أرْمِيَا النَّبِي { وُجِدَ كَلاَمُكَ فَأَكَلْتُهُ فَكَانَ كَلاَمُكَ لِي لِلْفَرَحِ } ( أر 15 : 16) .
2/ الكِتَاب المُقَدَّس وَسِيلِة إِنْتِصَار :
=======================================================
عِنْدَمَا كُنْت تُصَافِح البَابَا كِيرِلُس السَّادِس كَانَ يَسْألَك { بِمَاذَا يُقَوِّم الشَّاب طَرِيقُه ؟ } ( القِطْعَة الثَّانِيَة مِنْ المَزْمُور الكِبِير " مز 118 " فِي الخِدْمَة الأُولَى مِنْ صَلاَة نِصْف اللَّيِل ) .. فَتَصْمُت وَآخَر يَتَكَلَّمْ { بِحِفْظُه أقْوَالَك } أي مَعْرِفَة أقْوَالَك .. لَمَّا يِعْرَف الشَّاب أقْوَال الله يُزَكِّي طَرِيقُه أي يُحَسِّنُه لِذلِك هُوَ وَسِيلِة إِنْتِصَار .. لِذلِك قَالَ بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالَتُه إِلَى أفَسُس الكَلِمَة هِيَ سِيف الرُّوح أي إِنْتِصَار ( أف 6 : 17) .
فِي تَجْرُبِة الْمَسِيح لَهُ المَجْد عَلَى الجَبَلْ أجَابَ عَدُو الخِير بِآيَات { لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ } ( مت 4 : 4 ) .. هذِهِ آيَة مِنْ سِفْر الَّثْنِيَة .. أي أنَّ الْمَسِيح يِعْرَف الكِتَاب .. لِذلِك نَتَعَلَّمْ مِنْهُ أنْ نُجِيب عَدُو الخِير بِآيَة عِنْدَمَا يُحَارِبْنَا .. يِسْألَك إِنْسَان هَلْ هذَا الأمر صَحِيح أم لاَ ؟ هَلْ أذْهَبْ إِلَى هذَا المَكَان أم لاَ ؟ أجِبْ أسْئِلَتُه بِآيَات .. أيْضاً مِنْ أجْمَل الطُّرُق الَّتِي تَطْرُد الخُوف تَرْدِيدْ آيِة { مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ لأِنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ } ( 1بط 5 : 7 ) .. رَدِّدْ هذِهِ الآيَة فِي وَقْت الخُوْف وَالقَلَق .. أيْضاً { هَلْ تَنْسَى الْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرْحَمَ ابْنَ بَطْنِهَا } ( أش 49 : 15) .. { هُوذَا عَلَى كَفَّيَّ نَقَشْتُكِ } ( أش 49 : 16) .. أنَا مَنْقُوش عَلَى كَفُّه .. العَدُو يُحَاوِر وَأنَا أُحَاوِر .
نَحْنُ فِي هذِهِ الأيَّام مُعَرَّضِينْ لأِجْمَل إِمْتِحَان لِلشَّاب وَهُوَ إِمْتِحَان الطَّهَارَة لأِنَّهُ يُظْهِر نَقَاوِة القَلْب وَصِدْقُه لأِنَّهُ لاَ يُوْجَدْ رَقِيب لَدَيْهِ عَلَى نَظَرَاتُه وَتَصَوُّرَات مَخَادِعُه وَقَلْبُه لأِنَّ هذَِهِ لَنْ يَعْرِفْهَا سِوَى الإِنْسَان نَفْسُه .. إِمْتِحَان الطَّهَارَة لَوْ جَاءَت إِلِيك فِكْرَة رَدِيئَة هَلْ تُرَدِّدْ آيَة كَمَا كَانَ يُوسِف { كَيْفَ أَصْنَعُ هذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ } ( تك 39 : 9 ) .. لَمْ يُخْطِئ إِلَى إِمْرَأة فُوطِيفَار بَلْ إِلَى الله .. إِنْ رَأيْتِ إِنْسَانَة فِي حَالَة مِنْ العُرْي الجَسَدِي وَتُعَامِلْ جَسَدْهَا بِعَدَم وَقَار .. أنْتِ كَإِبْنَة لِلْمَسِيح لاَ تَقْبَلِينْ هذَا الأمر وَتَقُولِينَ لَهَا { أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ } ( 1كو 3 : 16) .. أحَدٌ الأبَاء أقَامَ مُقَارَنَة بَيْنَ الهَيْكَل وَالجَسَد فَقَالَ { لأِنَّ الله لَمْ يُقِمْ حِجَارَة .. أنْتُمْ هَيْكَل الله الحَيَّ } .. أنْتَ أفْضَل كَرَامَة لأِنَّكَ هَيْكَل الله الحَيَّ .. أجِبْ بِآيَة وَبِهَا تَنْتَصِر .. كَلِمَة الله الَّتِي تُحَكِّمَك لِلخَلاَص .. فِي أحَدٌ المَرَّات إِسْتَدْعَى بُولِس الرَّسُول قُسُوس أفَسُس وَكَانَ يَعْلَمْ أنَّ مِيعَادُه قَدْ إِقْتَرَبْ وَأرَادَ أنْ يُكَلِّمَهُمْ كَثِيراً وَلَمْ يَكُنْ لَدِيه وَقْت كَافِي فَقَالَ لَهُمْ { الآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي للهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيكُمْ } ( أع 20 : 32 ) .. أي أتْرُك لَكُمْ كَلِمَة الله كِنْز .. قَدِيماً كَانُوا يَضَعُون الكِتَاب المُقَدَّس فِي حُجْرِة إِسْتِقْبَال الضُّيُوف لأِنَّهُمْ كَانُوا يَقْرَأُونَهُ مَعَاً .
إِنْ تَعَرَّضْت لِمُعَاشَرَات رَدِيئَة وَشَعَرْت أنَّكَ تَغَيَّرْت وَدَخَلِتْ إِلِيك أفْكَار وَسُلُوكِيَات غَرِيبَة وَ .......مَا الَّذِي يَحْفَظَك مِنْ هذِهِ المُعَاشَرَات ؟ الإِنْجِيل أكْثَر مِنْ الوَعْظ وَكَلِمَات الأصْحَاب وَالأهْل لأِنَّ كَلِمَة الله تُحَكِّمْ لِلخَلاَص .. لَمَّا تِقْرأ { الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ } ( 1كو 15 : 33 ) إِذاً غَيَّرْ أصْدِقَاءَك بِأشْخَاص أفْضَل مِنْهُمْ .. وَالأبَاء يَنْصَحُونَا { سِر مَعَ صَدِيق أفْضَل مِنْكَ رُوحِيّاً وَعِلْمِيّاً وَأقَلْ مَادِيّاً } .. نَحْنُ نُفَضِّلْ العَكْس .. إِنْ سِرْنَا بِهذِهِ النَّصِيحَة نَزْدَادْ قَنَاعَة وَشُكْر وَنَنْمُو رُوحِيّاً .. { الْمُسَايِرُ الْحُكَمَاءَ يَصِيرُ حَكِيماً وَرَفِيقُ الْجُهَّالِ يُضَرُّ } ( أم 13 : 20 ) هكَذَا يَقُول الكِتَاب .
مِنْ ضِمْن سِمَات العَصْر الحَالِي الإِسْتِهْتَار .. نُرِيدْ أنْ نَأخُذْ الكَثِير بِأقَلْ مَجْهُودْ وَنَنَال أكْبَر الدَّرَجَات بِأقَلْ إِجْتِهَادْ .. وَنَقْتَنِي كُلَّ المُقْتَنَيَات بِدُون عَمَلْ .. وَهذَا الأمر يَزْدَادْ لأِنَّ الحَيَاة أصْبَحِت سَهْلَة .. الرِّيمُوت سَهِّلْ الأُمُور وَأنْتَ فِي مَكَانَك فَتَتَعَلَّمْ مِنْهُ الكَسَلْ وَالإِسْتِخْفَاف بِكُلَّ الأُمُور .. لِذلِك الإِسْتِهْتَار يَجْعَل الإِنْسَان غِير مُدَقِّق وَمَادَام لَمْ يَتْعَبْ فِي الحَيَاة العَمَلِيَّة لَنْ يُدَقِّق رُوحِيّاً فَلاَ يَسْتَيْقِظْ مُبَكِراً لِيُصَلِّي أوْ يِسْهَر لِيَقْرأ الإِنْجِيل أوْ ..... لاَ .. دَقِّق وَاعْرَف مَا هُوَ الَّذِي يَلِيق وَالَّذِي لاَ يَلِيق .. { فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأِنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ } ( أف 5 : 15 - 16) .
هَلْ سُلُوكِي صَحِيح وَمُعَامَلاَتِي مَعَ الأهْل جَيِّدَة ؟ الأبَاء يَنْصَحُون { التَّدْقِيق صَنَعْ قِدِّيسِينْ وَالإِسْتِهْتَار أحْدَر قِدِّيسِينْ } .. إِنْ غَضَبْت فَإِنَّ كَلِمَة الله تُهَدِّئ .. { كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضاً فِي الْمَسِيحِ } ( أف 4 : 32 ) .. تَذَكَّرْ كَلِمَات الله وَلِيَكُنْ دَاخِلَك كِنْز مِنْ الآيَات .. دَاوُد النَّبِي شَبَّه هذَا الأمر بِـ { كَالسِّهَام بِيَدِ القَوِيّ ..... مَغْبُوطٌ هُوَ الرَّجُلْ الَّذِي يَمْلأ جُعْبَتَهُ مِنْهُمْ } ( مز 126 مِنْ مَزَامِير الغُرُوب ) .. وَكَأنَّ صَيَّادْ يَمْلأ جُعْبَتَهُ أسْهُمْ لِلصِيدْ .. " الجُعْبَة " هِيَ الذِّهْن وَ " الأسْهُمْ " هِي الآيَات الَّتِي تُمِيتْ الفِكْر الخَاطِئ .. { طُوبَى لِمَنْ يَمْسِك أطْفَالِك وَيَدْفِنَهُمْ عِنْدَ الصَّخْرَة } ( مز 136 مِنْ مَزَامِير النُوْم ) .. " الصَّخْرَة " هِيَ الْمَسِيح وَ " الأطَّفَال " هِيَ الخَطَايَا الصَّغِيرَة قَبْل أنْ تِكْبَر .. كَانَتْ الأفْكَار تُحَارِب الأنْبَا أنْطُونْيُوس وَعَدُو الخِير يُظْهِر لَهُ أصْوَات مُخِيفَة .. بَرْق .. رَعْد .. صُوْت حَيَوَانَات مُفْتَرِسَة فَكَانَ يَقُول { قُمْ أيُّهَا الرَّبَّ الإِله وَلِيَتَفَرَّق جَمِيعُ أعْدَاءَك } وَيُكَرِّرْهَا مَرَّات وَمَرَّات فَتَذْهَبْ الأصْوَات وَلَمْ يَكُنْ الأنْبَا أنْطُونْيُوس يَخَاف أوْ يَرْتَعِبْ .
شَجَّعْ ذِهْنَك بِالآيَات .. الذِّهْن هُوَ السَّاحَة الأُولَى وَالمُهِمَّة لِلقِتَال مَعَ العَدُو .. هُوَ صِمَام الأمَان .. عِنْدَمَا يَثْبُت العَقْل يَثْبُت الجَسَد وَالقَلْب .. لكِنْ إِنْ سَقَطَ العَقْل سَقَطَ الجَسَد وَإِنْ سَقَطَ الجَسَد سَقَطَ القَلْب وَإِنْ سَقَطَ القَلْب هَلَكَ الإِنْسَان .. إِشْبَعْ بِالإِنْجِيل حَتَّى تُصْبِح أنْتَ إِنْجِيل .
3/ كَيْفَ أقْرأ الكِتَاب المُقَدَّس ؟
=================================================
أقْرأ دُونَ أنْ أفْهَمْ فَأعْرِض عَنْهُ وَيُصْبِح الكِتَاب المُقَدَّس غِير مَفْهُوم .. لاَ .. تَخَيَّلْ إِنْسَان يُسَافِر إِلَى إِنْجِلْتِرَا لاَبُدْ لَهُ أنْ يَتَعَلَّمْ اللُّغَة الإِنْجِلِيزِيَّة لكِنْ إِنْ لَمْ يَتَعَلَّمْهَا وَسَافَرْ إِلَى هُنَاك وَوَقَفَ بَيْنَ شَخْصِينْ إِنْجِلِيز وَلَمْ يَفْهَمْ حَدِيثِهِمَا يَقُول هذِهِ لُغَة صَعْبَة .. لكِنْ إِنْ إِسْتَمَعَ لَهُمَا وَتَعَلَّمْ يَجِدْهَا لُغَة سَهْلَة .. الطِّفْل الَّذِي يُولَدْ لَمْ يَتَعَلَّمْ لُغَة لكِنَّهُ يَلْفَظ كَلِمَات فَيَتَعَلَّمْ الكَلاَم .
ذَهَبَ رَاهِبْ إِلَى مُعَلِّمِهِ وَقَالَ لَهُ أنَا لاَ أفْهَمْ الإِنْجِيل فَقَالَ لَهُ خُذْ هذِهِ السَّلَّة وَإِمْلأهَا بِالمَاء .. فَذَهَبَ الرَّاهِب إِلَى النَّهر لِيَمْلأ السَّلَّة لكِنَّهَا كَانَتْ لاَ تَحْتَفِظ بِالمَاء دَاخِلْهَا .. وَحَاوَل مَرَّات كَثِيرَة لكِنَّهَا لَمْ تُمْلأ فَعَادَ إِلَى مُعَلِّمِهِ فَقَالَ لَهُ مُعَلِّمُه هِيَ بِالفِعْل لَمْ تَمْتَلِئ بِالمَاء لكِنَّهَا نَظَفِتْ .. هكَذَا القَلْب إِنْ لَمْ يَفْهَمْ الكِتَاب لكِنَّهُ يَتَنَقَّى .. { أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ } ( يو 15 : 3 ) .. إِنْ لَمْ تَفْهَمْ هذَا الإِصْحَاح سَتَفْهَمْ الَّذِي يَلِيه .
إِنْ لَمْ تَفْهَمْ لَنْ يَكُون عَدَم الفِهمْ كُلِّياً بَلْ سَتَفْهَمْ حَدَث أوْ مَوْقِفْ أوْ كَلِمَة أوْ شَخْصِيَّة أوْ قِصَّة أوْ ........أي سَتَعِي شِئ وَلَوْ صَغِير .. هذَا أمر جَيِّدْ .. الَّذِي يَثْبُتْ فِي مَرْحَلِة أقْرأ دُونَ أنْ أفْهَمْ يَثْبُت وَيَدْخُل فِي مَرْحَلِة أفْهَمْ جُزْء .. قِرَاءِة الكِتَاب المُقَدَّس لَهَا رُوح وَخَطْ وَإِتِجَاه .. الكِتَاب يُرِيدْ أنْ يَكْشِف ضَعْف الإِنْسَان وَصَلاَح الله وَمِنْ حُبُّه لِشَعْبُه يُؤَدِبَهُ .. إِوْجِدْ نَفْسَك فِي ذلِك .
عِش الأمر .. أي عِنْدَمَا تَقْرأ الكِتَاب إِدْخِل نَفْسَك فِي الأمر .. لِفَرْض أنَّ الْمَسِيح تَقَابَلْ مَعَ السَّامِرِيَّة الخَاطِئَة وَالْمَسِيح تَوِّبْهَا .. هَلْ الأمر إِنْتَهَى عِنْدَ ذلِك ؟ .. لاَ .. إِبْرَاهِيم أبُو الأبَاء حَاوَل أنْ يُقَدِّم إِبْنُه ذَبِيحَة .. هذِهِ قَسَاوَة قَلْب .. يُوسِف شَخْص جَبَّار .. نَعَمْ كُلَّ هذَا جَيِّدْ لكِنَّهُ لَيْسَ هُوَ المَطْلُوب بَلْ المَطْلُوب أنْ تَأخُذْ آيَة لِنَفْسَك مَثَلاً عِنْدَمَا يَقُول الكِتَاب { لِعَازَرُ هَلُمَّ خَارِجاً } ( يو 11 : 43 ) .. ضَعْ إِسْمَك مَكَان لِعَازَر .. ضَعْ إِسْمَك مَكَان أي إِسْم فِي الكِتَاب .. إِنْ خُلِقَ آدَم قُلْ أنَا آدَم وَإِنْ سَقَطَ آدَم قُلْ أنَا سَقَطْت وَ ......... لِذلِك يَقُول القُدَّاس { فَأكَلْتُ بِإِرَادَتِي وَتَرَكْتُ عَنِّي نَامُوسَكَ بِرَأيِي وَتَكَاسَلْتُ عَنْ وَصَايَاك ، أنَا إِخْتَطَفْتُ لِي قَضَيَة المَوْت } ( جُزْء " قُدُّوس قُدُّوس " فِي القُدَّاس الغِرِيغُورِي ) .. لَسْتُ أنْتَ بَلْ آدَم .. لاَ .. هذَا هُوَ أنَا وَأنْتَ لأِنَّ مَا فَعَلَهُ آدَم قَدِيماً أفْعَلَهُ أنَا اليَوْم .
مَثَلاً دَعَوْتَك لِمَشْرُوب هَلْ أسْكُبه عَلَيْكَ أم أتْرُكَهُ لَك لِتَشْرَبَهُ ؟!!! هكَذَا الإِنْجِيل عِنْدَمَا تِشْبَعْ مِنْهُ تِفْرَح بِهِ .. أحْيَاناً نَتَعَامَل مَعَ الإِنْجِيل بِمَبْدأ المَشْرُوب المَسْكُوب .. لاَ .. عَلَيَّ أنْ أتَذَوَقَهُ وَأسْتَطْعَمْ بِهِ .. قُلْ أنَا المِخَلَّعْ .. أنَا السَّامِرِيَّة .. أنَا ......... يَارَبَّ أكُون مِنْ ضِمْن العَذَارَى الحَكِيمَات وَلَيْسَ مِنْ الجَاهِلاَت .. ضَعْ نَفْسَك مَكَان الشَّخْص وَقَارِنْ نَفْسَك بِالآيَة وَجَاهِدْ حَتَّى تَسْلُك بِمُقْتَضَاهَا فَتَصِير أنْتَ نَفْسَك إِنْجِيل لكِنَّهُ إِنْجِيل مُعَاش لأِنَّ الآيَة تَسْكُنْ فِيك وَتَتَشَكَّلْ نَفْسَك بِالآيَة حَتَّى تَصِير أنْتَ نَفْسَك آيَة وَآيَة + آيَة + آيَة = إِنْجِيل فَتَصِير أنْتَ إِنْجِيل وَالأبَاء يَقُولُون شَكِّلْ نَفْسَك بِالإِنْجِيل .. كُلَّ شِئ سِمِعْتُه اليُوْم هُوَ إِرْشَاد وَلَيْسَ وَعْظ كَيْ تَفْهَمْ الإِنْجِيل لِذلِك أنْتُمْ اليُوْم أخَذْتُمْ رِسَالَة مُهِمَّة نَفِذُوهَا .
قَدِيماً لَمْ تَكُنْ الكُتُبْ المُقَدَّسَة مُتَوَفِرَة لِذلِك كَانُوا يَذْهَبُون لِلقُدَّاس لِسَمَاعُه فِي القُدَّاس وَلِذلِك يَقُول القُدَّاس { قِفُوا بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ لِسَمَاع الإِنْجِيل المُقَدَّس } .. { مُبَارَك الآتِي بِإِسْم الرَّبَّ } .. قُلْ نَعَمْ أنَا وَاقِفْ وَأسْمَع بِإِهْتِمَام لِذلِك كَانَتْ الآيَة لَهَا سُلْطَان .. لكِنْ لأِنَّ اليُوْم الأنَاجِيل مُتَوَفِرَة فِي البُيُوت أصْبَحْنَا غِير مُهْتَمِينْ بِالإِنْجِيل فِي الكِنِيسَة .. وَلأِنَّهُ دَائِماً أمَامْنَا فِي البُيُوت لَمْ نَهْتَمْ بِالأمر بَلْ نُؤَجِلُه وَبِالتَّالِي أصْبَحْنَا غِير مُسْتَفِدِينْ بِهِ فِي الكِنِيسَة وَفِي البَيْت .. لاَ .. عِش الإِنْجِيل لأِنَّهُ يُحَكِّمَك لِلخَلاَص .
رَبِّنَا يِكَمِّلْ نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدْ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته
لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 1618

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل