المسيح في شخصية أبينا إبراهيم - الجزء الثاني

أولا : شفاعة أبينا إبراهيم.
١- شفاعة أبينا إبراهيم في أهل سدوم وعمورة ( تك 18 )
في الإصحاح الثامن عشر من سفر التكوين نجد ربنا يسوع بيتكلم مع أبونا إبراهيم. "هل أخفي عن عبدي إبراهيم ما أنا فاعله؟" وهذه العبارة كبيرة جدا على أبونا إبراهيم معقولة ربنا يستأذن حد من البشر عشان يعمل أمر ما؟ وهنا لازم نعرف ان لما نلاقي عبارة أكبر من البشر إذن هي تخص السيد المسيح زي ما درسنا في شخصية ملكيصادق لما قيل عنه إنه مشبه بابن الله، وهي عبارة كبيرة على بشر كمان لما ربنا قال لأبونا إبراهيم بنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض، ودي عبارة كبيرة جدا على أبونا إبراهيم، إذا ما المقصود بها؟ المقصود هو السيد المسيح، وليس فقط أبونا إبراهيم خاصة انه قال كلمة ( في نسلك) وليس (في أنسالاك) أي إنه يعني شخص واحد، أي أن المقصود هو السيد المسيح إذن فإن عبارة "هل أخفي عن عبدي إبراهيم ما أنا فاعله ؟ " لا نفهمها إلا في السيد المسيح، لأنه الابن والابن هو الذي يعرف كل شيء فالأب في الابن والابن في الآب والاثنان لهما مشيئة واحدة صحيح أن القصة حقيقية لكنها تشير إلى الابن المسيح ثم نجد أبونا إبراهيم يتشفع في أهل سدوم وعمورة ثم قَالَ الرَّبُّ: «إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ ، وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدًّا » وأبونا إبراهيم فكر في لوط كيف يخرجه من المدينة، مع إنه من وقت معركة كدر لعومر التي كانت من 20 سنة تقريبا لم يُذكر لوط أبدا ولا حتى ليشكر عمه إبراهيم وإنما انخرط في أهل سدوم وعمورة وتعايش معهم لهذا تشفع فيهم أبونا إبراهيم من أجل خاطر لوط
خد بالك شفاعة أبونا إبراهيم في أهل سدوم وعمورة ليس لأنهم أبرارا أو صالحين، لكن لأن أبونا إبراهيم هو بار صالح لا يريد هلاك أحد وهي دي شفاعة السيد المسيح ليس لأننا أبرار، أو لصلاح فينا، لكن من أجل صلاحه هو لدرجة أن أبونا إبراهيم يقول كلمة كبيرة جدا، وصعبة جدا جدا أديان كل الأرض لا يصنع عدلا( تك 18 : 25) دالة عجيبة جدا بين أبينا ابراهيم وبين الله الآب وكأنه هو السيد المسيح الذي يشفع فينا لدى الآب ويكمل أبونا إبراهيم ويطلب من أجل أهل مدينة سدوم وعمورة لو فيها 50 بار يا ربي لا تهلكها لكن لم يجد فيها 50 بار. كمان يكمل أبونا إبراهيم وقال شرعت ان اكلم المولى وأنا تراب ورماد يارب لو كان فيها 45 طب لو فيها 40 وجادل أبونا إبراهيم ربنا ست مرات يالا شفاعتك يا أبونا إبراهيم يالا دالتك لدى الله كم تكون شفاعتك؟
حتى ان الله يقبل المجادلة منه، ويقبل شفاعته، لأنه إنسان له دالة لدى الله شفاعته توسلية مقبولة أمام الله، فكم تكون الشفاعة الكفارية؟
خد بالك فيه فرق بين الشفاعة التوسلية، و الشفاعة الكفارية
التوسلية: هي شخص بار يشفع.
الكفارية هي شخص بار ليس فقط يشفع، وإنما أيضا يدفع الحق شفاعة السيد المسيح مقبولة لأنه مساوي للآب ومحبوب لدى الآب يشفع بدمه ذبيحة نفسه يشفع كل حين وليس مؤقتا "بروح أزلي يشفع فينا" شفاعة ربنا يسوع المسيح هي في كل البشر المسيح صالحنا لنفسه ووحدنا به " إِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا. " (1 يو 2: 1 ، 2) شفاعة ابونا إبراهيم كانت مقبولة، لكن لأن أهل سدوم كان شرهم أكبر فلم تنفعهم شفاعته شفاعة ربنا يسوع المسيح قوية ومقبولة نصلي يارب ارحمني يا رب أنقذني يا رب اتدخل يا رب إنت اللي تديني البر من عندك شفاعته مقبولة لأنها بدمه بذبيحة نفسه أمام الأب الآباء القديسين قالوا لنتمسك بالاسم الحلو الحسن.
٢- شفاعة أبينا إبراهيم في ابيمالك (تك 20 ) :
لما نزل أبينا إبراهيم إلى منطقة جرار وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ سَارَةَ امْرَأَتِهِ: «هِيَ أُخْتِي» فَأَرْسَلَ أَبِيمَالِكُ مَلِكُ جَرَارَ وَأَخَذَ سَارَةَ - وبالمناسبة لقب ابيمالك هو لقب مثل رئيس أو فرعون وليس اسم شخص - وهنا ظهر الله لابيمالك في حلم ومنعه من الاقتراب من سارة ولكي يحيا أمره الله أن يطلب من إبراهيم أن يصلي من أجله ويشفع فيه كانت شفاعة أبونا إبراهيم في ابيمالك من أجل الشفاء هكذا شفاعة المسيح فينا من أجل الشفاء التمسك بشفاعة ربنا يسوع المسيح لتشفى ولن تخزى "والمحتاجون إلى الشفاء شفاهم"
ثانيا: في ملء الزمان (تك (21) :
افتقد الله ابونا ابراهيم وأتم وعده كما قال له سيكون لك نسل ووقتها كان عنده 100 سنة ورقم 100 بيرمز لكمال أمر ما أو لنهاية أمر ما أذن رقم 100 يعني أنه في كمال الزمن نفذ الله وعده لإبراهيم وهو نفس ما قاله معلمنا بولس الرسول " وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّي"(غلا 4: 4) "وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ وُلِدَ لَهُ إِسْحَاقُ ابْنُهُ" (تك 5:21) هذا هو ملء الزمان ملء التاريخ المحدد الذي يأتي فيه المسيح الذي جاء بوعد و نبوات ورموز ابونا ابراهيم هو رمز للثمر الذي يأتي يفتقدنا وينجينا و يخلصنا .
ثالثًا: تقدمة أبونا إبراهيم ابنه اسحاق (تك (22):
قال الله لابراهيم «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدُهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ». (تك 2:22) إشارة لتقدمة الآب للأبن وحيده حبيبه ليقدمه محرقة للنهاية حتى أسلم الإبن الروح الذي اجتاز الألم للنهاية أبينا ابراهيم خرج بابنه وهو عالم بكل ما سيأتي عليه وربنا قاله أنا عارف إنه ابنك حبيبك الذي أخذت به الوعد وهذا الأمر صعب جدا.
ازاي يارب اللي أخذت به الوعد اقدمه محرقه؟ ازاي اللي تقال عنه في نسلك تتبارك جميع قبائل الأرض ربنا يطلبه محرقة؟
عشان كده هذا الأمر هو رمز لشخص السيد المسيح نفسه في الحقيقة، زكريا الكاهن أدرك بالروح هذا الرمز لما قال" لِيَصْنَعَ رَحْمَةً مَعَ آبَائِنَا وَيَذْكُرَ عَهْدَهُ الْمُقَدَّسَ، الْقَسَمَ الَّذِي حَلَفَ لِإِبْرَاهِيمَ أَبِينَا" (لو 1: 72 ، 73) أبينا إبراهيم هنا هو رمز للطاعة لله الآب، وهو رمز لطاعة المسيح للمشيئة الإلهية يعني نقدر نقول إن العهد الذي لأبونا إبراهيم هو اختيار الله لواحد مدعو من جنس البشر، ليمثل الله وسط البشر وده رمز لربنا يسوع المسيح الذي به تتبارك جميع قبائل الأرض، وهذا الذي سيكون أمة عظيمة، إذا هذا هو المسيح في الحقيقة، هذا الذي سيكون له النسل كما يقول ربنا يسوع المسيح" لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم"( يو38:8) شخصية أبونا إبراهيم شخصية غنية، ولما نتعمق فيها ناخد نصيب كبير، معلمنا بولس الرسول يعلن لليهود أن البركة لم تكن فقط لأهل الختان، أي اليهود وقال لهم لما ربنا وعد إبراهيم بالبركة، هل كان وقتها في الختان أم في الغرلة؟ هل بعد الختان؟ أم قبله؟ في الحقيقة إنه قبله ربنا وعد إبراهيم بالبركة وهو ما زال في الغرلة إذا فإن وعد البركة ليس شرط له الختان، معلمنا بولس استخدم الجزء ده ليثبت أن البركة كانت لنسل كل الأمم وليس لليهود فقط.
أخيرًا تلخيص شخصية ابراهيم كرمز لحياة ربنا يسوع المسيح في نقاط محددة
١- الطاعة
ابينا ابراهيم بالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثًا، فَخَرَجَ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي. (عب 8:11)
ربنا يسوع المسيح إِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّليب (في 2 :2)
٢- غريبا
ابينا ابراهيم غريبا عاش بين الخيام
ربنا يسوع المسيح عاش غريبا لم يكن له أين يسند رأسه
٣- الفقر الاختياري
ابينا ابراهيم افتقر بالرغم من غناه الشديد ولم يكن عنده مكان ليدفن زوجته سارة واشترى مغارة مكفيلة من الحثيين اي انه لم يشتري أي شيء إلا مقبرة لانه "ليس لنا هنا مدينة باقية"
ربنا يسوع المسيح لما مات المسيح بالجسد لم يكن له مكان يدفن فيه وجاء يوسف ونيقوديموس ووضعوه في قبر جديد
٤- المذبح
ابينا ابراهيم كان ملازما لابينا ابراهيم المذبح في كل مراحل حياته ما أجمل أن يكون لنا علاقة بالمذبح في كل مكان وفي كل وقت كان أبينا إبراهيم رجل المذبح والخيام.
ربنا يسوع المسيح المذبح في حياة ربنا يسوع هو الصليب الذي كان ملازما له منذ ميلاده وحتى موته - قيل للعذراء "يجوز في نفسك سيف" - قيل ليوسف البار " قم خذ الصبى واهرب" - قال يسوع لأمه "ينبغي أن أكون فيما لأبي" - وايضا في عرس قانا الجليل "لم تأتي ساعتي بعد" خرج وهو عالم بما سيأتي عليه حين تكلم مع موسى وايليا عن خروجه العتيد.
٥- يهود وأمم.
أبينا ابراهيم تزوج بسارة اولا ثم هاجر. ربنا يسوع المسيح اقترن بكنيسة من اليهود والأمم
٦- الشفاعة
ابينا ابراهيم شفع في أهل سدوم وعمورة
ربنا يسوع المسيح يشفع فينا المسيح بدمه الطاهر من أجل صلاحه
٧- الاتضاع والخدمة
ابينا ابراهيم استقبل ضيوفه وغسل أرجلهم اتكئهم تحت شجرة عمل لهم وليمة عظيمة
ربنا يسوع المسيح غسل أرجل تلاميذه ضلل عليهم بالصليب (الشجرة) اعطانا جسده ودمه الكريمين (طعام حياة)
٨- البداية
ابينا ابراهيم كان هو بداية لنسل يعبد الله
ربنا يسوع المسيح هو البداية لجنس بشري يسيروا ورائه وصار لكل الذين يطيعونه خلاص ابدي.
صار لنا في حياة إبراهيم معنى جديد هو المسيح ذاته الذي جاء ليدافع عنا " ونحن بعد خطاة جاء المسيح لأجلنا " وجاء ليعرض نفسه للخطر كما إبراهيم في معركة كدر لعومر جاء ليرد لنا ما قد سبي جاء ليرد لي ما هو حقي وما هو ميراثي وما هو نصيبي جاء العدو ليسلبنا ميراثنا ومجدنا وفخرنا وحريتنا فجاء المسيح ليعيدها لنا ولا يطلب الا ان نكون في محبة وفرح وسلام كما كان أبونا إبراهيم محب لسارة التي ترمز للبشرية وللكنيسة هكذا ترى المسيح في البر و الحب والترك والبذل ابونا ابراهيم تعب من أجل سارة وحزن عليها وقت موتها واشترى مغارة لدفنها هكذا المسيح أمينا على النفس البشرية وحريصا أن يكون لها نصيب سماوي لا ينقطع شخصية أبينا إبراهيم شخصية غنية مخبأ فيها رموز السيد المسيح و لإلهنا المجد دائما أبديا آمين

عدد الزيارات 96

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل