المسيح في شخصية أبينا اسحق
المسيح في شخصية إسحاق
بنعمة ربنا نستكمل دراستنا الممتعه في اكتشافنا لشخص ربنا يسوع المسيح المبارك في شخصيات العهد القديم
سبق وذكرنا ان ربنا يسوع في العهد القديم موجود لانه مولود من الاب قبل كل الدهور فالابن موجود في العهد القديم موجود في اربع محاور موجود في ظهورات وموجود في نبوات وموجود في شخصيات وهذا محور دراستنا الحالية وموجود في رموز مثلما درسنا في الحلقات السابقة فالمسيح موجود لا نستطيع ابدا ان نقول ان بدايته كانت بدايه التجسد، لكن هذه كانت بدايته متجسدا " عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ" (۱ تى ٣ : ١٦) ومثلما قال معلمنا بولس في رساله غلاطيه "لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ" (غلا ٤ : ٤) ، ومثلما نصلي في الكنيسة ونقول الكائن في حضنه الابوي كل حين آتى وحل في الحشا البتولي فهو موجود قبل كل الدهور وقبل كل الازمان وهو موجود في العهد القديم وليس فقط في العهد الجديد، لكنه مخفى في العهد القديم ومعلن في العهد وقد درسنا رموز مسيانية في حوالي ١٣ حلقة وجدنا فيها ربنا يسوع المسيح في شجرة المعرفة وفلك نوح وفى التقدمات والاعياد والذبائح وخروف الفصح والصخرة وفي عمود النار وعمود السحاب وفي تابوت العهد وفي خيمة الاجتماع وفي شريعة تطهير الابرص وفي ثياب رئيس الكهنة، بحر كبير درسناه سابقا ورجاء الرجوع له لما له من فائدة كبيرة وحاليا نأخذ دراسة في شخص ربنا يسوع المسيح في الشخصيات في العهد القديم توجد شخصيات كثيرة ترمز لشخص ربنا يسوع المسيح وربما اقول لكم ان ما من شخصية في دراستنا في العهد القديم الا ونجد فيها ظل او لقب او عمل يخص ربنا يسوع، ندرس الشخصية بداية من الاسم لان اسمه ممكن أن يكون به اشارة لربنا يسوع المسيح ، والترتيب في الابناء ، الانجازات وأهم اعماله، وظيفته ، القابه ، نجمع عنه الشواهد الكتابية فى العهد القديم والعهد الجديد نجد اننا كوننا صورة جميلة جدا من خلال هذا الشخص عن ربنا يسوع المسيح واعطيت تدريب لبعض الاخوة الدارسين اثناء دراستهم أن يفكروا في ربنا يسوع المسيح بنسبة %70 ويفكروا في الشخصية بنسبة 30% ، عندما يذكر عن شخص انه شخص بار نفكر في المسيح اكثر ما نفكر عن الشخص، وهكذا عندما يذكر انه كامل او جبار او مخلص او انه في نسله تتبارك جميع قبائل الارض، هكذا يصبح الموضوع اكبر من الشخص لذلك من الرائع ان ندرس شخصية المسيح في الشخصيات درسنا سابقا السيد المسيح في شخصية آدم وهابيل ونوح ، ملكي صادق وأبونا ابراهيم واليوم ندرس شخص ربنا يسوع المسيح القدوس المبارك في شخصية إسحاق.
السيد المسيح في شخصية إسحاق
حياة اسحاق تذكر بالتفصيل بدايه من تكوين 21 "وَافْتَقَدَ الرَّبُّ سَارَةَ كَمَا قَالَ، وَفَعَلَ الرَّبُّ لِسَارَةَ كَمَا تَكَلَّمَ. فَحَبِلَتْ سَارَةُ وَوَلَدَتْ لِإِبْرَاهِيمَ ابْنَا فِي شَيْخُوخَتِهِ، فِي الْوَقْتِ الَّذِي تَكَلَّمَ اللَّهُ عَنْهُ" (تك ۲۱ : ۱-۲)
بالتفكير في ربنا يسوع المسيح اثناء قراءة هذا الكلام نجد ظل جميل لكلمة مِلْءُ الزَّمَانِ ظل جميل الكلمة ان المسيح جاء افتقد العالم وفرح العالم "وَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ابْنِهِ الْمَوْلُودِ لَهُ الَّذِي وَلَدَتْهُ لَهُ سَارَةُ إِسْحَاقَ". وَخَتَنَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَمَا أَمَرَهُ اللهُ. وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ وُلِدَ لَهُ إِسْحَاقُ ابْنُهُ. وَقَالَتْ سَارَةُ : "قَدْ صَنَعَ إِلَيَّ اللَّهُ ضِحْكًا. كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ يَضْحَكُ لِي" (تك ٢١ : ٣-٦) بدأ المسيح يرسم أمام أعيننا ابن للموعد جاء بوعد الهي بعد زمن طويل جدا بعدما شاخ ابراهيم الابن الذي فرح الكل " وَقَالَتْ: مَنْ قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ سَارَةُ تُرْضِعُ بَنِينَ؟ حَتَّى وَلَدْتُ ابْنَا فِي شَيْخُوخَتِهِ!". فَكَبِرَ الْوَلَدُ وَفطِمَ. وَصَنَعَ إِبْرَاهِيمُ وَلِيمَةً عَظِيمَةً يَوْمَ فِطَامٍ إِسْحَاقَ". (تك ۲۱ : ۷-۸) تخللت حياه ابونا اسحاق جوانب كثيرة جدا من حياة ربنا يسوع المسيح، صارت حياته رمز واضح جدا لشخص ربنا يسوع المسيح، لدرجة ان الكنيسة في قداس يوم خميس العهد لم تجد اجمل من حدث ابونا ابراهيم وهو يقدم ابنه اسحاق على المذبح محرقة، لتصلي به كقسمة خميس العهد، ونعلم ان يوم خميس العهد هو عيد سيدي له كرامة كبيره جدا في الكنيسة ان المسيح يقدم ذاته ذبيحة طاعة للآب للتكفير عن خطايا العالم كله لذلك نرى جوانب كثيرة جدا في شخص ابونا اسحاق ترمز الى ربنا يسوع المسيح.
موضع سرور
اسحاق معني اسمه (ضحك او بهجة او فرح او مسرة )
اسحاق صار مسرة وضحك لابراهيم ابوه وسارة امه وفي الحقيقه هو رمز كبير جدا لشخص ربنا يسوع المسيح كما كان ربنا يسوع المسيح موضع سرور الاب كما يذكر في العماد " هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سَرِرْتُ". (مت ۳ : ۱۷ ، مر ۱ : ۱۱ ، لو ۳ : ۲۲) فهو موضع سرور الاب كما كان ميلاد اسحاق سبب سرور ابونا ابراهيم وامنا سارة وايضا طاعته العجيبة لأبيه اطاع حتى الموت وكانه يقدم صورة جميله جدا عن ربنا يسوع المسيح الذي يقدم ذاته ذبيحه عنا على الصليب، الذي اطاع حتى الموت، وكانت طاعته سبب فرح وسرور للآب و سبب خلاص للجنس البشري.
موضع انتظار
امنا سارة استمرت دون نسل فتره طويلة ابونا ابراهيم كان عمره 100 سنة، لكن ربنا كان وعده باسحاق من زمان نقرأ في تكوين 18 فَقَالَ: "إِنِّي أَرْجِعُ إِلَيْكَ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ امْرَأَتِكَ ابن" (تك ۱۸ : ۱۰) نحو زمان الحياة هي نفسها لما جاء ملء الزمان هي في الوقت اللي تكلم الله عنه.
في تكوين 21 "فَحَبِلَتْ سَارَةً وَوَلَدَتْ لِإِبْرَاهِيمَ ابْنَا فِي شَيْخُوخَتِهِ، فِي الْوَقْتِ الَّذِي تَكَلَّمَ اللَّهُ عَنْهُ" تك ۲۱ : ۲) ، ما الوقت اللي تكلم الله عنه هو ملء الزمان ده الوعد الالهي.
افتقد الرب سارة كما قال هذا المسيح الذي افتقدنا هذا ملء الزمان الذي انتظر فيه ابونا ابراهيم هو وسارة ليكون لهما ابن للموعد، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِي". (غلا ٤ : ٥) انتظرت الخليقة منذ سقوط ابونا ادم وحواء زمن طويل مترقبة النسل، عندما وعد الله ابونا ابراهيم بالنسل، كان يفترض أن يأتي بعد شهر شهرين او سنة، لكنه يأتي بعد 20 سنة زمن طويل جدا ، الله انتظر طويلا جدا وهم مترقبين تحقيق الوعد، وفعلا انتظروا، لكن الله ينتظر لان له حكمة له تدابير فوق عقولنا، لذلك أحب الله أن يمهد العقول والاذهان، فأنتظر زمان لقدوم اسحاق لتصبح الفرحة بقدومه كبيرة، اتخيل ان ابونا ابراهيم تزوج سارة ثم بعد تسع شهور أنجب اسحاق يصبح ولد عادي و طبيعي، لكن عندما يأتي وابونا ابراهيم عمره 100 سنة كم تكون كمية البهجة والفرحة والكرامة لهذا الولد !!
وهذا كان رمز لاعداد الله للبشريه للتجسد لمجيء المخلص الذي سيكون موضع مسرة الكل لانه موضع انتظار، هو الذي تحققت فيه الوعود وتحققت فيه النبوات هو الذي مهد الله له البشرية لتستوعب فكرة التجسد ان العذراء سيولد منها ابن، ولما اتم الله كل شيء بالتدبير جاء ملء الزمان وتجسد من امنا العذراء.
ثالثا: ابن الموعد
لذلك هو ابن موعد ليس ابن عادي، لذلك لم ينجب حتي آتى الزمن المحدد الذي افتقد فيه امنا سارة فحبلت وولدت لابراهيم ابنا ودعا ابراهيم ابنه المولود له اسحاق، الله حقق الوعد في ابراهيم وفي اسحاق لذلك ينظر الاباء لأسحاق على انه ابن موعد وابن بركة لدرجة ان معلمنا بولس الرسول في غلاطية 4 يقارن بين اسحاق وبين اسماعيل لكِنَّ الَّذِي مِنَ الْجَارِيَةِ وُلِدَ حَسَبَ الْجَسَدِ، وَأَمَّا الَّذِي مِنَ الْحُرَّةِ فَبِالْمَوْعِدِ"(غلا ٤ : ٢٣) يا لكرامة ابونا اسحاق يا للفرحه التي ولد بها، يا لعذوبة تحقيق الوعد البهجة بهجة للكل لذلك اسحاق ولد بوعد وحسب الوعد لابراهيم لانه لم يكن له أولاد، ولكنه حسب الروح ولد لان ابونا ابراهيم وسارة كانوا في شيخوخة، قال معلمنا بولس في رومية (مستودع ساره كان میت
رمز لربنا يسوع المسيح ابن للوعد الذي جاه بعد نبوات كثيرة كانت تشير الى مجيئه لاجل خلاص العالم، وعد بميلاد ربنا يسوع المسيح من بداية ان نسل المرأه يسحق رأس الحية" هذا هو الوعد وتحقيقه، وهذا ابونا ابراهيم اخذ الوعد ونري تحقيقه وقال " هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ" (تك ٣ : ١٥) لذلك انتظرت الخليقة كلها مولد ربنا يسوع المسيح كأبن للموعد الذي يسحق راس الحية أي ابليس.
ختانه في اليوم الثامن
" وَخَتَنَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ". (تك ٢١ : ٤)
ختان ابراهيم لابنه اسحاق كما أمره الله في اليوم الثامن، كان رمز للختان اللي صنع بربنا يسوع المسيح، هذا كان علامة العهد بين الله وبين شعبه علامة للنسل المختار، العلامة الخفية بين الله و شعبه وتعلن انتمائهم له حياة اسحاق مليئة برموز رائعة.
طرد هاجر مع ابنها : فَقَالَتْ لِإِبْرَاهِيمَ: "اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا ، لأَنَّ ابْنَ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لَا يَرِثُ مَعَ ابْنِي إِسْحَاقَ". فَقَبُحَ الْكَلَامُ جِدًّا فِي عَيْنَيْ إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ابْنِهِ. فَقَالَ اللهُ لِإِبْرَاهِيمَ: "لَا يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الْغُلَامِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا، لَأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضًا سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ"(تك ۲۱ : ۱۰-۱۳) ابن الجارية يباركه الله لانه نسلك يكون امة عظيمة، لكن الوعد يتحقق في اسحاق.
وفي تكوين 22 اصحاح عجيب جدا: وقفة جميلة نأخد منه تاملات عميقة لابونا اسحاق وهو يقدم كذبيحة.
ما بين المسيح واسحاق
أقتيد للذبح على جبل
سنرى الجمال في ربط الشخصيتين واسحاق يقدم كذبيحة على جبل المريا في تكوين 22 " وَحَدَثَ بَعْدَ هَذِهِ الْأُمُورِ أَنَّ اللَّهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ لَهُ: "يَا إِبْرَاهِيمُ !". فَقَالَ "هَأَنَذَا"فَقَالَ خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدُهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدٍ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا وَشَدَّ عَلَى حِمَارِهِ، وَأَخَذَ اثْنَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِ مَعَهُ، نلاحظ: (وَأَخَذَ اثْنَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِ مَعَهُ سوف نقف عندها قليلا لاحقا وَإِسْحَاقَ ابْنَهُ، وَشَقَّقَ حَطَبًا لِمُحْرَقَةٍ، وَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ رَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَأَبْصَرَ الْمَوْضِعَ مِنْ بَعِيدٍ" (تك۲۲ : ١-٤) نلاحظ : الْيَوْمِ الثَّالِثِ
مثل ربنا يسوع المسيح الذي مضوا به الى الموضع الذي يقال له الجمجمة ويقال له بالعبرانية الجلجثة.
جبل المريا :
هو الجبل اللي تقابل فيه ابونا ابراهيم مع ملكي صادق بعد كسرة كدر لعومر الذي اخرج فيه ملكي صادق خبز وخمر وبارك ابراهيم فيها وابونا ابراهيم قدم عشر من كل شيء هو موضع أرونة اليبوسي نقرا عنه في صموئيل الثاني 24 واخبار اول 21 هو الجبل الذي بني عليه هيكل سليمان "وَشَرَعَ سُلَيْمَانُ فِي بِنَاءِ بَيْتِ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ، فِي جَبَلِ الْمُرِيَّا حَيْثُ تَرَاءَى لِدَاوُدَ أَبِيهِ، حَيْثُ هَيَّا دَاوُدُ مَكَانًا فِي بَيْدَرِ أَرْنَانَ الْيَبُوسِي" (۲ أخ ۳ : ۱) هو الجبل اللي صلب عليه ربنا يسوع المسيح هو جبل الجلجثه او جبل اورشليم جبل المريا - محتاج درس خاص له وحده جبل فيه اسرار.
قدم ابنه على المذبح على جبل المريا هو بذلك صار رمز واضح جدا لذبيحة ربنا يسوع المسيح علي الصليب، وصار رمزا للقيامة، لأن الآب قدم ابنه ربنا يسوع المسيح فدية عن خلاص العالم وعن كل نفس مثلما تقول الآية المعروفة "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ" ونحن نري ابينا ابراهيم يبذل ابنه الوحيد، نحن نري ذبيحة الابن والآب يقدمه " لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الْأَبَدِيَّةُ" سفر التكوين يسرد لنا الحدث بكل تفاصيله، لانه حدث ممتلىء اسرار، لانه يظهر لنا طاعة الابن ويبين لنا محبه الآب، هناك عبارة جميله تقال في تسابيح الكنيسه ثيؤطوكية الاثنين إفرحوا وتهللوا يا جنس البشر لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الحبيب عن المؤمنين به لكي يحيوا إلى الأبد هو يبذل ابنه نرى في هذه التقدمه حب عالي جدا وطاعة عالية جدا وكرامة كبيرة جدا، انظروا اي حُبِّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا.
الابن الوحيد
اسحاق هو الابن الوحيد وربنا يسوع المسيح يقال عنه الابن الوحيد الجنس، اسحاق ابن الموعد وربنا يسوع المسيح ابن الموعد هذا الابن الذي جاء بعد انتظار طويل وبحب كبير، هذا الذي اخبرنا عن الاب الذي فيه المواعيد مثلما نقول في ثيؤطوكية يوم الاثنين (يسوع المسيح الكلمة الذي تجسد وحل فينا ورأينا مجده مثل مجد ابن وحيد لأبيه قد سر أن يخلصنا)
رفع ابراهيم عينيه وابصر الموضع من بعيد
لما عقد ابونا ابراهيم النية يذكر لنا أنه سار 3 أيام "وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ رَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَأَبْصَرَ الْمَوْضِعَ مِنْ بَعِيدٍ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِغُلَامَيْهِ : اجْلِسَا أَنْتُمَا هَهُنَا مَعَ الْحِمَارِ، وَأَمَّا أَنَا وَالْغُلَامُ فَنَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَنَسْجُدُ، ثُمَّ تَرْجِعُ إِلَيْكُمَا" (تك ٢٢ : ٤-٥) ، وكأن ابونا ابراهيم انفتحت بصيرته الداخلية بالروح الى اليوم الثالث وعاين سر المسيح المصلوب القائم نلاحظ هذا الجزء المهم: كلمة لما راى الموضع من بعيد هذه عباره مسيانيه جدا، عبارة ممتلئة اسرار لقد رأى المسيح القائم من الموت ورأى المسيح المذبوح ابونا ابراهيم لما راى الموضع من بعيد قال للغلامين كلمه عجيبة، ثم نرجع اليكما ، كان من الممكن أن يقول ثم ارجع اليكما، لكن كلمة نرجع اليكما تعني انه ضامن أن يصعد الجبل ويرجع مرة أخرى بعد تقدمته!
لذلك ذكر معلمنا بولس في عبرانين :11 بالإيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُجَرَّبٌ قَدَّمَ الَّذِي قَبِلَ الْمَوَاعِيدَ، وَحِيدَهُ الَّذِي قِيلَ لَهُ : " إِنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ" . إِذْ حَسِبَ أَنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى الإِقَامَةِ مِنَ الْأَمْوَاتِ أَيْضًا. (عب ۱۱ : ۱۷ - ۱۹)، معلمنا بولس رائع جدا وهو يفك الرموز. ولذلك قال لهم ربنا يسوع أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ". (يو ٨ : ٥٦) عبارة جميله ابراهيم تهلل ان يرى يومي ونربطها بعبارة ان ابونا ابراهيم راى الموضع من بعيد.
ابراهيم رأى الموعد من بعيد وراى يومي ابراهيم رأى اسحاق ابنه في المسيح القائم من الاموات هذا تحقيق جميل للنبوات.
فذهبا كلاهما معاً تك 6:22
أما الغلامين السائرين معهما وحاملين حطب، روا لكنهم لم يفهموا ، لانهم في الحقيقه رمز لبني اسرائيل الذين روا ربنا يسوع المسيح والصليب وحيثيات الحكم لكن لم يدركوا قوه الصليب، هم روا لكن لم يؤمنوا، ذهبوا ولكنهم لم يكملوا الرحلة، لذلك يقول معلمنا بولس "أَنَّ الْقَسَاوَةَ قَدْ حَصَلَتْ جُزْئِيًّا لِإِسْرَائِيلَ إِلَى أَنْ يَدْخُلَ مِلْو الأُمَمِ، وَهَكَذَا سَيَخْلُصُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ" (رو ۱۱ : ٢٥ -٢٦) لآن في الآخر يذكر انهم رجعوا معهم.
عبارة (اجلسا)أنتما ههنا مع الدابة نذهب ونسجد ثم نرجع إليكما) هذه العبارة، رمز لانه الكل تركوه ساعة الصليب، قال لهم" تَتَفَرَّقُونَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَاصَّتِهِ، وَتَتْرُكُونَنِي وَحْدِي. وَأَنَا لَسْتُ وَحْدِي لأَنَّ الْآبَ مَعِي" (يو ١٦ :(۳۲) لم يبق أحد معهما، ابراهيم واسحاق فقط، و الآب لم يترك الابن وقت الصلب، فيذكر فذهب كلاهما معا، لأن الذبيحة ذبيحة ابراهيم وهي ايضا ذبيحة اسحاق، لا نستطيع ان نقول ان الابن وحده هو الذي قدم ذاته فالآب قدم ابنه ذبيحة عنا، من خلال الحب، قدم ابراهيم ابنه وقدم اسحاق الابن ذاته من خلال الطاعة الكاملة لابيه، اذن ذهب كلاهما معا، لاجل ذلك اذا قال أحد أن الذبيحة ذبيحة الابن فقط، يكون الرد أن الثالوث القدوس هو الذي فدانا، ذبيحة الصليب هي ذبيحة الاب وهي أيضا ذبيحة ابنه ايضا ليس فقط الآب لذلك يقول" الَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لَا يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟ (رو ۸ : ۳۲)
وايضا ذبيحة الابن الذي أطاع حتى الموت موت الصليب الذي يقال عنه "وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانِ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. (في ۲ : ۸)
اسحاق حمل حطب المحرقة (تك 4:22)
عندما يذكر ان اسحاق اخذ الحطب واخذ المحرقة هذا اشارة لحمل خشبة الصليب وهذا يدل ان ابونا اسحاق لم يكن فتى صغير بل كان شابا ويستطيع الهرب، لكنه قدم ذاته، حملها، مثلما قال اشعياء "وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ" (إش (۹ : ٦) الرئاسة هي حمل الصليب، وكما حمل
اسحاق حطب المحرقة هكذا حمل المسيح خشبة الصليب.
حديث جميل مع الآب
" وَكَلَّمَ إِسْحَاقُ إِبْرَاهِيمَ أَبَاهُ وَقَالَ: "يَا أَبِي!" . فَقَالَ: "هَأَنَذَا يَا ابْنِي" (تك (۲۲ : ۷)
كان رمز للحديث اللي دار بين السيد المسيح والله الاب في بستان جشسيماني لما قال "يَا أَبَتاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ. وَظَهَرَ لَهُ مَلَاكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِيهِ. (لو ٢٢ : ٤٢-٤٣)
اسحاق في حديثه مع ابونا ابراهيم رمز لحديث ربنا يسوع المسيح في بستان جثسيماني، وما اجمل عبارة معلمنا بولس في العبرانيين " وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ" (عب ٥ : ۷) ما هذا الربط الجميل.
اين الخروف للمحرقة تك 8:22
استسلم بالكامل لمشيئة الآب لانه يثق فيه وحمل الحطب وقال إسحاق لأبيه: أين الخروف الذي نقدمه للمحرقة؟ فقال له إبراهيم: إن الله الذي أمرنا أن نذهب ونسجد هو يرى حملاً له للمحرقة يا ابني.
ابونا ابراهيم كان بعين الايمان يري ان الله لابد ان يتصرف في أمر المحرقة، وفعلا ربطه ووضعه على المذبح بطاعة كاملة جدا حتى الموت، رمز لطاعة ربنا يسوع المسيح لمشيئة الآب انه يقول اطاع حتى الموت موت الصليب، لكن مبارك ربنا الذي أوضح لنا هذا الرمز الجميل بأنه قال له سيرجع تاني، في اليوم الثالث رجع حيا قال له فَنَادَاهُ مَلَاكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: "إِبْرَاهِيمُ إِبْرَاهِيمُ!". فَقَالَ: "هَأَنَذَا" فَقَالَ: "لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلَامِ وَلَا تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا، لَأَنِّي الْآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللَّهَ، فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي". فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْش وَرَاءَهُ مُمْسكًا فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ الكبش رمز ربنا يسوع المسيح الذبيحة التي فدت ابونا اسحاق "فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشُ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ. فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ يَهْوَهُ بِرْأَهُ". حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى". (تك ۲۲ : ۱۱- ١٤) ، لم يمسك ابنه، وكان عنده يقين انه سيرجع، وكان عنده يقين القيامة.
موت سارة
بعد هذا الحدث يحدثنا الكتاب المقدس عن موت سارة، بعدما انجبت سارة ابنها اسحاق ماتت ودفنت في مغارة اسمها المكفيله وهي ترمز للامة اليهودية كنيسة العهد القديم التي انتهت بعد ان أتت بالسيد المسيح، لكن لم تقبل الايمان "إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ"
ارسال ابراهيم اليعازر الدمشقى
حديث جميل في اصحاح 23 خطوبة ابونا اسحاق لرفقة
ارسل ابونا أبراهيم أليعازر الدمشقى ليخطب الاسحاق زوجة مختارة من بنات الله وليس من بنات الكنعانين وطلب اليعازر علامة من الله ان الفتاة التي تسقيه وتسقي الجمال هي التي اختارها وتقابل العبد مع رفقة عند بئر الماء وقت المساء ونزلت الى العين بجرتها وسقت الجمال ودعته الي بيتها وقالت لدينا تبن وعلف هذا رمز للنفس البشرية التي تتقابل مع ربنا يسوع المسيح عند البئر عند المعمودية، هنا نولد للمسيح، فالمعمودية هي الموت والقيامه وهذا ما نتقابل فيه مع المسيح لنبدأ بدايه جديدة وذهب اليعازر وأخبر اهلها ومعه هدايا من ابونا ابراهيم وطلب رفقة زوجة لاسحاق رمز اليعازر الدمشقى رمز رائع جدا للروح القدس الذي جاء يخطبنا للمسيح ويرشدنا ويعلمنا بكل الحق قال " ذَاكَ يُمَجِدُنِي، لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ" (يو ١٦ : ١٤)
واخذ معه 10 جمال محملة بكل خيرات ابراهيم
ملحوظة: عندما نجد عبارة فيها مبالغه ندرك أن بها سر، لانه ليس من الممكن ان خير ابراهيم كله تحمله 10 جمال، لكنها عبارة سرية اشارة للروح القدس الذي ياخذ مما لي ويخبركم. "فَدَعَوْا رِفْقَةً وَقَالُوا لَهَا: "هَلْ تَذْهَبِينَ مَعَ هَذَا الرَّجُلِ؟ فَقَالَتْ: "أَذْهَبُ" (تك ٢٤ : ٥٨) عندما سألوا رفقة قالت اذهب هذا ارتباط رفقة باسحاق دون ان تراه مثلما قال معلمنا بطرس الرسول عن علاقتنا بربنا يسوع وعلاقة الكنيسة بربنا يسوع "الَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ تُحِبُّونَهُ ذَلِكَ وَإِنْ كُنْتُمْ لَا تَرَوْنَهُ الْآنَ لِكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لَا يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ" (ابط ۱ : ۸) هي لم ترى اسحاق لكنها أحبته، ربما في الطريق حدثها اليعازر الدمشقى عن جمال اسحاق، وهذا أجمل ما تراه النفس البشريه بشخص ربنا يسوع المسيح.يظل اليعازر الدمشقى يذكر لها جمال اسحاق وانه سيفرحها ويعوضها عن بيت أباها وهذا هو عمل الروح القدس فهو يحببنا في السماء وفي الوصية وفي شخص ربنا يسوع المسيح ويقول لها مثلما قدمتي الماء أن الله يعوض بالاكثر ويدخلك في عرس دائم ابدي الى الابد. حتي وصلوا وتقابلت مع اسحاق نفسه، وكقول معلمنا يوحنا "مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ"
لقاء مع العريس
" وَخَرَجَ إِسْحَاقُ لِيَتَأَمَّلَ فِي الْحَقْلِ عِنْدَ إِقْبَالِ الْمَسَاءِ، فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا جِمَالٌ مُقْبِلَةٌ وَرَفَعَتْ رِفْقَةً عَيْنَيْهَا فَرَأَتْ إِسْحَاقَ فَنَزَلَتْ عَنِ الْجَمَلِ. وَقَالَتْ لِلْعَبْدِ : مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الْمَاشِي فِي الْحَقْلِ لِلِقَائِنَا ؟ فَقَالَ الْعَبْدُ "هُوَ سَيِّدِي " فَأَخَذَتِ الْبُرْقُعَ وَتَغَطَّتْ ثُمَّ حَدَّثَ الْعَبْدُ إِسْحَاقَ بِكُلِّ الْأُمُورِ الَّتِي صَنَعَ " (تك ٢٤ : ٦٣-٦٦) وحدثه اليعازر بمحبة وترحيب رفقة.
وقت المساء هو وقت الصليب الذي اقترن المسيح فيه بالنفس البشرية، كما يقال هذا الذي أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب وقت المساء على الجلجثة
اقترن بها واخذها ومن الخجل قد تغطت وهذا علامة الخضوع وعلامة الحياء وعلامة الحب و علامة الحشمة وهكذا النفس البشريه تخجل من محبة ربنا يسوع وتخضع له وتقدم نفسها عروس له.
كان الزواج رمز لاقتناء المسيح للنفس البشرية او لكنيسة العهد الجديد، بعدما كان ابونا اسحاق مرتبط بامه سارة التي كانت رمزا للعهد القديم، لكنها ماتت رمز لعدم ايمانها بالسيد المسيح، وارتبط برفقة ودخلت معه كنيسة العهد الجديد التي احبها وبذل نفسه من اجلها.
لن يكفينا مرات ومرات لو درسنا في العلاقه بين شخص ربنا يسوع المسيح في شخصيه اسحاق ربنا يبارك فيكم ويحافظ عليكم وان شاء الله ناخذ الدراسة القادمة حلقتين عن المسيح في ابونا يعقوب اتمنى لكم دراسة ممتعه تفرحوا وتشبعوا فيها وتشوفوا ربنا يسوع المسيح تجدوه وتفرحوا الذي له المجد دائما الى الابد آمين.