رُوحَانِيِة ألْحَان الصُوم الكِبِير

Large image

إِنَّ الصُوم الكِبِير كَمَا يُسَمِّيه آبَاء الكِنِيسَة رَبِيع السَّنَة الرُّوحِيَّة وَمُوسَمْ الخَزِينْ فَالكِنِيسَة كَأُم وَاعْيَة بِأوْلاَدْهَا تُحِبْ أنْ تُوَفِّر لَهُمْ كُلَّ مَا هُوَ غَالِي وَغَنِي وَدَسِمْ وَمُشْبِعْ لِنِفُوسِهِمْ فَفِي فِتْرِة الصُوم المُقَدَّس نَجِد أنَّ أبْنَاء الكِنِيسَة يَصُوموا عَنْ طَعَام الجَسَد وَلكِنْ الكِنِيسَة تُغَذِّيهُمْ بِالطَّعَام الرُّوحِي فَلاَبُدْ أنْ نَعْرِف مَاذَا تُرِيدْ الكِنِيسَة أنْ تُعَلِّمُه لَنَا وَذلِك مِنْ خِلاَل نَغَمَات وَألْحَان الصُوم الكِبِير مِمَّا يَنْطَبِعْ عَلَيْهَا مِنْ طَابِع خُشُوعِي وَتَذَلُّلِي وَتَوَسُّلِي غِير بَاقِي النَّغَمَات عَلَى مَدَار السَّنَة فَالكِنِيسَة مِنْ خِلاَل نَغَمَة بِتِوْصَل رِسَالَة فَمِنْ خِلاَل لَحْن بَسِيطْ يَسْتَطِيعْ أنْ يُدْرِك الإِنْسَان مَاذَا تُرِيد أنْ تَنْقِلُه الكِنِيسَة لَهُ مِنْ مَشَاعِر فَمَشَاعِر الخَمَاسِينْ وَألْحَان القِيَامَة غِير مَشَاعِر البَّصْخَة غِير مَشَاعِر الجُمْعَة العَظِيمَة وَأيْضاً غِير الطَّقْس الكِيَهْكِي فَالكِنِيسَة تُرِيدْ أنْ تُهَيِّئ جو يَنْقِل لِلإِنْسَان مَشَاعِر عَقَائِدِيَّة وَطَقْسِيَّة وَخِبْرَة كَنَسِيَّة وَذلِك مِنْ خِلاَل كُلَّ مُنَاسْبَة فَمُمْكِنْ أنْ نَسْمَع لَحْن ﴿ ازمو افنوتى - سَبِّحُوا الله ﴾ الَّذِي يُقَال فِي التَّوْزِيع لَهُ نَغَمَة بِاللَحْن السَّنَوِي تَخْتَلِفْ عَنْ نَغَمْتُه فِي اللَحْن الكِيَهْكِي وَأيْضاً لَهُ نَغَمَة فِي الصُوم الكِبِير يُقَال بِهَا وَحَتَّى فِي الصُوم الكِبِير يُقَال اللَحْن بِطَرِيقَة كُلَّ الأيَّام مَاعَدَا السَبْت وَالأحَد فَالفَرْق فِي النَّغَمْ لَهُ قَصْدٌ فِي المَعْنَى وَنَجِد أنَّ الدَّف لاَ يُضْرَب فِي أيَّام الصُوم الكِبِير مَاعَدَا السَبْت وَالأحَد مُمْكِنْ يُضْرَب فِيهُمَا الدَّف وَذلِك لأِنَّ الكِنِيسَة تُرِيدْ أنْ تَبِثْ فِي الإِنْسَان رُوح تَوَسُلِيَّة وَتَخَشُّعِيَّة وَضَرْب الدَّف يَدُل عَلَى الفَرَح وَالكِنِيسَة فِي أيَّام الصُوم الكِبِير تُرِيدْ أنْ تِوَصَل لِلإِنْسَان مَعْنَى هَام وَهُوَ أنَّهُ فِي حَالِة تُوبَة فَيُصَاحِبْ الإِنْسَان إِحْسَاس بِالمَذَلَّة وَهذَا الإِحْسَاس سَيُؤَدِّي بِهِ إِلَى الفَرَح فَكُلَّ هذِهِ عِبَارَة عَنْ أطْعِمَة دَسِمَة شَهِيَّة تُرِيدْ الكِنِيسَة أنْ تِوَصَل بِهَا رِسَالَة مُعَيَّنَة وَآبَاء الكِنِيسَة بِحِكْمَة عَالِيَة إِسْتَخْدِمُوا الهَزَّة وَالنَّبْرَة لِتَحْرِيك أوْتَار مَشَاعِر النَّفْس فَالإِنْسَان الَّذِي يَأتِي إِلَى الكِنِيسَة وَهُوَ مُشَتَّتْ وَجِسْمُه وَنَفْسُه مُشْتَعِل بِنِيرَان الشَّهَوَات الكَثِيرَة فَبِمُجَرَّدٌ أنْ يَسْمَع اللَحْن يَتَخَشَّعْ قَلْبُه وَيَنْسَحِقٌ وَالَّذِي يَأتِي إِلَى الكِنِيسَة وَفِيهِ مَحَبِّة العَالَمْ فَمِنْ خِلاَل اللَحْن مُمْكِنْ أنْ يُفْطَمْ عَنْ مَحَبِّة العَالَمْ فَمِنْ خِلاَل اللَحْن تَسْمُو نَفْس الإِنْسَان وَيُحْسَبْ كَأنَّهُ فِي السَّمَاء وَيَخْتَلِط مَعَ صُفُوف غَيْر المَرْئِيِّينْ وَلِهذَا فَالكِنِيسَة بَارِعَة فِي إِسْتِخْدَام اللَحْن حَتَّى يَسْرِي فِي الإِنْسَان مَشَاعِر نَشْوَة رُوحِيَّة مُعَيَّنَة لِتَغْذِيَتُه بِرُوح تَعَبُّدِيَّة وَتَبْدُو الكِنِيسَة كَمَلَكُوت سَمَاوِي وَنَحْنُ عَلَى الأرْض وَسَنَتَحَدَّث فِي نُقْطِتِينْ :-

1- ألْحَان رَفْع بُخُور بَاكِر :-
نَجِدْ مِنْ بِدَايِة القُدَّاس أنَّ الكَاهِن يَقُوم بِفَتْح السِتْر وَيَبْدأ فِي رَفْع بُخُور بَاكِر وَيَقُول " أبَانَا الَّذِي فِي السَّموَات " ثُمَّ " صَلاَة الشُّكْر "وَبَعْد صَلاَة الشُّكْر تُقَال أرْبَاع النَّاقُوس فِي رَفْع بُخُور بَاكِرأوْ عَشِيَّة عَلَى مَدَار السَّنَة وَكَأنَّ الكِنِيسَة تُرِيدْ أنْ تَقُول لَنَا عِنْدَمَا يَفْتَح أبُونَا السِتْر كَأنَّ السَّمَاء إِنْفَتَحِتْ فَالْمَسِيح جَالِس عَلَى العَرْش وَنِفُوس المُؤمِنِينْ إِشْتَاقِتْ إِلَى حُضُور الْمَسِيح فَنَجِد أنَّ الدُّخَان يَتَصَاعَد كَحَلَقَات إِلَى السَّمَاء لأِنَّ حُضُور الله يَقْتَرِنْ بِالدُّخَان وَالضَّبَاب فَلِهذَا نَجِد أنَّ البُخُور يُغَطِّي المَذْبَح وَأبُونَا لاَ يَظْهَر وَنَرَى سَحَاب كَثِيفْ وَلِهذَا تُقَال أرْبَاع النَّاقُوس لأِنَّ الكِنِيسَة فَرْحَانَة لأِنَّ السَّمَاء إِنْفَتَحِتْ وَلكِنْ فِي الصُوم الكِبِير لاَ نَقُول أرْبَاع النَّاقُوس بَلْ نَقُول لَحْن صَغِيروَهُوَ (كِيرْيَالَيْصُون) وَلكِنْ بِهَزَّات عَمِيقَة مُسْتَرْسَلَة وَمُتَوَسِلَة لِطَلَبْ مَرَاحِمْ الله وَبِنَبْرَة مُنْخَفِضَة وَتَذَلُّل وَتَوَسُل فَنَجِد أنَّ اللَحْن فِيهِ إِنْسِيَاب وَتَخَشُّع وَاسْتِرْسَال وَكَأنَّ الهَزَّة تُدْخِل الإِنْسَان إِلَى هَزَّة أُخْرَى أعْمَقٌ مِنْهَا وَيَبْدأ الإِنْسَان بِرَفْع قَلْبُه وَأنْ يَطْلُبْ مِنْ الله مَرَاحْمُه بِمَشَاعِر فِيهَا مَسْكَنَة وَتَضَرُّع وَتَذَلُّل وَوَدَاعَة فَالتَّطْوِيل العَمِيقٌ وَالهَزَّة تُسَبِّبْ إِنْسِيَاب في مَشَاعِر الإِنْسَان وَمِنْ هُنَا نَجِد بَرَاعِة آبَاء الكِنِيسَة فِي خَلْقٌ جو رُوحِي وَنَفْسِي وَتَخَشُّعِي لِتُعْطِي لِلإِنْسَان مَعَانِي رُوحِيَّة عَمِيقَة مِنْ خِلاَل نَغَمِة اللَحْن وَبَعْد هذَا اللَحْن يَقُول أبُونَا الأوَاشِي فَفِي صَلاَة عَشِيَّة تُقَال أوَاشِي الرَّاقِدِينْ وَالأحَد المَرْضَى وَالقَرَابِينْ وَبَعْد الأوَاشِي تُقَال الذُّكْصُولُوجِيَات وَتَشْمَل فِي الأيَّام العَادِيَة ذُكْصُولُوجِيَات لِكُلَّ القِدِّيسِينْ (( السَيِّدَة العَذْرَاء المَلاَئِكَة الرُّسُلٌ الشُّهَدَاء مِثْل مَارِمَرْقُس وَمَارِجِرْجِس )) وَلكِنْ الذُّكْصُولُوجِيَات الَّتِي تُقَال فِي الصُوم مُخْتَلِفَة وَسَوْفَ نُعْطِي مِثَال لِبَعْض الذُّكْصُولُوجِيَات الَّتِي تُقَال فِي الصُوم بِالعَرَبِي :-
﴿ الصُوم وَالصَّلاَة بِطَهَارَة وَعَفَاف وَمَحَبَّة بِغَيْرِ غِش هُمَا اللَّذَان يُرْضِيَان الْمَسِيح الصُوم وَالصَّلاَة بِنَحِيب وَبُكَاء وَمَحَبَّة بِغَيْرِ رِيَاء هُمَا اللَّذَان يُرْضِيَان الَّذِي بِلاَ خَطِيَّة بِالصُوم وَالصَّلاَة إِسْتَحَقَّ إِبْرَاهِيم أنْ يُضِيفْ الله عِنْدُه مَعَ مَلاَئِكَتُه الأطْهَار ﴾وَكَأنَّ الكِنِيبسَة تَقُول لِلإِنْسَان إِذَا أرَادَ أنْ يُهَيِّئ نَفْسُه لِعِشْرِة الله وَمَلاَئِكَتُه فَهذَا عَنْ طَرِيقٌ الصُوم وَالصَّلاَة وَأيْضاً يُقَال فِي الصُوم ﴿ نَعَمْ يَا سَيِّدْنَا الرَّؤوف صَاحِبْ كُنُوز التَّحَنُنْ لاَ تَتْرُكْنَا فِي الجَهَالاَت وَالأفْكَار الرَّدِيَّة البَاطِلَة حِينَئِذٍ لاَ يَتْعَبْ فَمُنَا وَلاَ يَسْكُتْ لِسَانَنَا إِذْ نَنْطِقٌ بِكَرَامِة الصُوم وَالصَّلاَة ﴾ .
وَبَعْد أنْ تُخْتَم الذُّكْصُولُوجِيَات يُقَال قَانُون الإِيمَان ﴿ وَنَنْتَظِر قِيَامِة الأموات وَحَيَاة الدَّهر الآتِي آمِين ﴾ .. ثُمَّ يَقُول الكَاهِن ﴿ أفنوتى ناىنان اللَّهُمْ إِرْحَمْنَا ﴾ ثُمَّ يَقْرأ أُوشِيِة الإِنْجِيل ثُمَّ الإِنْجِيل وَهذَا كُلُّه فِي الأيَّام العَادِيَّة وَلكِنْ فِي الصُوم الكِبِير بَعْد أفنوتى ناىنان يُسْدَل سِتْر الهِيكَل وَتُطْفَأ أنْوَار الهِيكَل ثُمَّ تُتْلَى النُّبُوَات وَتُطْفَأ الأنوَار لأِنَّ الْمَسِيح لَمْ يَأتِي بَعْد وَكُلَّ هذِهِ النُّبُوَات تَتَنَبَّأ عَنْ مَجِئ السَيِّد الْمَسِيح وَنَجِد أنَّ كُلَّ يُوم مِنْ أيَّام الصُوم الكِبِير لَهُ قِرَاءَات وَنُبُوَات مُخْتَلِفَة وَلكِنْ لاَبُدْ أنْ نَعْلَمْ أنَّ فِي كُلَّ أيَّام الصُوم تُقَال نُبُّوَة مِنْ أشْعِيَاء وَأيَّام الجُمْعَة مِنْ التَّثْنِيَة وَأيَّام الأرْبَعَاء مِنْ أيُّوب فَهُنَاك خَطْ رُوحِي بَيْنَ القِرَاءَات وَالقِرَاءَات لَهَا عُمْقٌ فَمَثَلاً عِنْدَ بِدَايِة الصُوم نَجِد أنَّ الإِنْسَان مُمْتَلِئ بِالخَطِيَّة وَالدَّنَس وَالغِش وَالمَكْر وَبَدَأَ رِحْلِة الصُوم لِكَي يَتَنَقَّى فَنَجِد قِرَاءَة مِنْ سِفْر أشْعِيَاء تَقُول﴿ كُلُّ الرَّأْسِ مَرِيضٌ وَكُلُّ الْقَلْبِ سَقِيمٌ . مِنْ أَسْفَلِ الْقَدَمِ إِلَى الرَّأْسِ لَيْسَ فِيهِ صِحَّةٌ بَلْ جُرْحٌ وَأَحْبَاطٌ وَضَرْبَةٌ طَرِيَّةٌ لَمْ تُعْصَرْ وَلَمْ تُعْصَبْ وَلَمْ تُلَيَّنْ بِالزَّيْتِ ﴾ ( أش 1 : 5 – 6 ) وَفِي جُمْعِة خِتَام الصُوم يُقَال ﴿ عَلَى الأَيْدِي تُحْمَلُونَ وَعَلَى الرُّكْبَتَيْنِ تُدَلَّلُونَ ﴾ ( أش 66 : 12) ثُمَّ بَعْد النُّبُوَات تُقَال الطِلْبَات التَّخَشُّعِيَّة المَصْحُوبَة بِالمِطَانْيَات وَفِيهَا نُصَلِّي عَنْ كُلَّ إِحْتِيَاجَات المُؤمِنِينْ وَعَنْ المَرْضَى وَعَنْ المُسَافِرِينْ وَالمُنْتَقِلِينْ وَالَّذِينَ قَدَّمُوا القَرَابِينْ وَعَلَى الخَلِيقَة غِير النَاطِقَة وَغِير العَاقِلَة وَنُصَلِّي لِغَيْر المُؤمِنِينْ وَلِلرَّئِيس وَالمُلُوك .. ثُمَّ يَقُول الكَاهِن ﴿ نُحْنِي رُكَبْنَا ﴾ فَيَرُدٌ الشَّعْب وَيَقُول ﴿إِرْحَمْنَا يَا الله الآب ضَابِطْ الكُلَّ ﴾ ثُمَّ يَقُول الكَاهِن ﴿ نَقِفْ نَحْنِي رُكَبْنَا ﴾ فَيَرُدٌ الشَّعْب وَيَقُول ﴿إِرْحَمْنَا يَا الله مُخَلِّصْنَا ﴾ثُمَّ يَقُول الكَاهِن ﴿ثُمَّ نَقِفْ نُحْنِي رُكَبْنَا ﴾ فَيَرُدٌ الشَّعْب وَيَقُول ﴿إِرْحَمْنَا يَا الله ثُمَّ إِرْحَمْنَا ﴾ فَفِي الصُوم الكِبِير نَسْكُبْ قُلُوبْنَا فِي تَوَسُّل وَنَتَرَجَّى الله وَنَطْلُبْ عَنْ الكُلَّ وَنَأخُذ مِنْ كُنُوز مَرَاحِمْ الله .
2- الألْحَان الَّتِي تُقَال فِي قُدَّاس الصُوم الكِبِير :-
فِي أيَّام الصُوم الكِبِير يُصَلِّي الكَاهِن المَزَامِير حَتَّى السَّاعَة الثَّانِيَة عَشَرْ أوْ صَلاَة النُّوم وَصَلاَة المَزَامِير تُهَيِّئ القَلْب وَالنَّفْس ثُمَّ يَخْتَار الكَاهِن الحَمَل وَفِي دَوْرِة الحَمَل تُقَال فِي أيَّام الصُوم لَحْن ﴿أدْخُل إِلَى مَذْبَح اللهِ تِجَاه وَجْه الله الَّذِي يُفَرِّح شَبَابِي " مز 42 : 4 " ﴾ بَدَلاً مِنْ ﴿هَلْلِيلُويَا هذَا هُوَ اليَوْم ﴾ .. فَفِي الصُوم الكِبِير عِنْدَمَا يُقَال هذَا اللَحْن لَهُ مَعْنَى هَام وَهُوَ أنَّنَا فَرِحِينْ بِحضُور الْمَسِيح وَلكِنْ نُقَدِّم مِنْ خِلاَل فَرَحْنَا شُعُور بِأنَّنَا غِير مُسْتَحِقِينْ لِوُجُودٌ الله فِي وَسَطْنَا ثُمَّ يُصَلِّي الكَاهِن صَلاَة الشُّكْر وَيُغَطِّي المَذْبَح بِالإِبْرُوسْفَارِينْ وَأثْنَاء تَغْطِيِة المَذْبَح بِالإِبْرُوسْفَارِينْ يُقَال لَحْن ﴿ يَا كُلَّ حُكَمَاء إِسْرَائِيل صُنَّاع خُيُوط الذَّهَبْ ﴾ فِي الأيَّام العَادِيَّة وَلكِنْ فِي الصُوم الكِبِير يُقَال لَحْن ﴿ أسَاسَاتُه فِي الجِبَال المُقَدَّسَة يُحِب الرَّبَّ أبْوَاب صِهْيُون أفْضَل مِنْ جَمِيعْ مَسَاكِنْ يَعْقُوب " مز 86 : 1 " ﴾ " فَأسَاسَاتُه " تَعْنِي " الكِنِيسَة "وَ " يُحِب الرَّبَّ أبْوَاب صِهْيُون " تَعْنِي أيْضاً " الكِنِيسَة " فَعِنْدَمَا نَضَع الإِبْرُوسْفَارِينْ عَلَى المَذْبَح لَهُ أكْثَر مِنْ مَعْنَى :
أنَّنَا سَنُغَادِر أُورُشَلِيم وَنَتْرُك الْمَسِيح مَقْبُوروَلِهذَا يَخْرُج الكُلَّ خَارِج الهِيكَل وَهذَا لأِنَّ رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح عِنْدَمَا دُفِنَ تُرِكَ وَحْدَهُ وَلِهذَا نَجِد أنَّ كُلَّ الشَّمَامِسَة خَارِج الهِيكَل وَالشُورْيَة أيْضاً لاَبُدْ أنْ تَكُون خَارِج الهِيكَل فَالكِنِيسَة تَتَعَامَل مَعَ الشُورْيَة لَيْسَت كَحَدِيد بَلْ إِنَاء حَي أي كَكَيَان وَلَيْسَ كَأدَاة وَلِهذَا نَجِد أنَّ الشُورْيَة نَفْسَهَا تُحَالَلْ وَبِدَلِيل لاَ يُمْكِنْ إِسْتِخْدَام نَفْس الشُورْيَة فِي أكْثَر مِنْ قُدَّاس آخَر فِي نَفْس اليُّوم فَالشُورْيَة لاَبُدْ أنْ تَصُوم فَالكِنِيسَة تَتَعَامَل مَعَ الأدَوَات كَأدَوَات حَيَّة مِثْل " المَاء المَذْبَح التُونْيَة " نُعْلِنْ أنَّ رَبِّنَا إِخْتَارْنَا وَأحَبَّنَا وَأحَبَّ كِنِيسْتُه فَالكِنِيسَة تُعْلِنْ أنَّ الْمَسِيح أتَى وَتَجَسَّد وَهذَا هُوَ الحَمَل الْمَسِيح فَتُعْلِنْ عَنْ حُضُور الْمَسِيح فِي وَسَطْهَا ثُمَّ يَقُول الكَاهِن ﴿ كِيرْيَالَيْصُون ﴾ ثَلاَث مَرَّات ثُمَّ يَقْرأ التَّحْلِيل لِكُلَّ الشَّعْب وَعِنْدَمَا يَضَعْ الكَاهِن البُخُور فِي الشُورْيَة – بُخُور البُولِس – يُقَال لَحْن ﴿المَجْمَرَة الذَّهَبْ ﴾ فِي الأيَّام السَنَوِي وَلكِنْ فِي الصُوم الكِبِير يُقَال لَحْن ﴿أنْتِ هِيَ المَجْمَرَة الذَّهَبْ النَّقِي الحَامِلَة جَمْر النَّار المُبَارَك ﴾فَالكِنِيسَة لاَ تَنْسَى السَيِّدَة العَذْرَاء فِي الصُوم الكِبِير وَمِنْ الصَعْب أنْ يَكُون فِي الكِنِيسَة كُلَّ هذَا الغِنَى وَنَحْنُ غِير وَاعْيِينْ فَيُوْجَدٌ ضَرْبِتِينْ لاَبُدْ أنْ يَأخُذ الإِنْسَان حَذَرُه مِنْهُمَا :-
1/ عَدَم المَعْرِفَة 2/ مَعْرِفَة بِلاَ مَعْرِفَة
فَالإِنْسَان الَّذِي لاَ يَعْرِف اللَحْن لاَبُدْ أنْ يَعْرِفُه وَالإِنْسَان الَّذِي يَقُول اللَحْن كَتَأدِيَة لاَبُدْ أنْ يَقُولُه بِالرُّوح فَنَحْنُ نُصَلِّي اللَحْن وَلاَ نَقُولُه وَبَعْد دَوْرِة بُخُور البُولِس يُوْجَدٌ لَحْن جَمِيل يُقَال مَعَ مَرَدٌ الإِبْرَكْسِيس وَهُوَ ﴿الله يَرْفَع هُنَاك خَطَايَا الشَّعْب مِنْ قِبَل المُحْرِقَات وَرَائِحَة البُخُور ﴾بَدَلاً مِنْ ﴿السَّلاَمُ لَكِ يَا مَرْيَم ﴾ وَ " هُنَاك " تُعْنِي " المَذْبَح " وَ " مِنْ قِبَل المُحْرِقَات وَرَائِحَة البُخُور " فَعِنْدَمَا يَضَعْ الكَاهِن البُخُور فِي الشُورْيَة إِشَارَة إِلَى ذَبَائِح العَهْد القَدِيم وَنَحْنُ نُؤمِنْ أنَّ البُخُور الَّذِي يَتَصَاعَد مِنْ الشُورْيَة كَأنَّهُ ذَبِيحَة تَغْفِر الخَطَايَا مِثْل هَارُون الَّذِي أخَذَ البُخُور مِنْ عَلَى المَذْبَح وَبَخَّر وَسَطْ الشَّعْب فَوَقَفَ الوَبَاء هكَذَا البُخُور يَقِفْ وَبَاء الخَطِيَّة مِنْ الشَّعْب وَبَعْد الإِبْرَكْسِيس وَالسِنِكْسَار يَقُول الشَّعْب الثَّلاَث تَقْدِيسَات قَبْل الإِنْجِيل ( قُدُّوس الله) لإِنَّ الإِنْجِيل حُضُور الْمَسِيح وَحُضُور الْمَسِيح لاَزِم لَهُ تَمْهِيد وَلِهذَا تُسَبِّح الكِنِيسَة وَتَقُول الثَّلاَث تَقْدِيسَات وَفِي أيَّام الصُوم الكِبِير أيَّام الآحَادٌ يُقَال لَحْن (ميغالو- رَئِيس الكَهَنَة الأعْظَم إِلَى الآبَاد الطَّاهِر قُدُّوس الله) وَبَعْد ذلِك تُقَال إِرْبَاع ﴿رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح ﴾ فَتُعْلِنْ الكِنِيسَة عَنْ قُدْسِيِة الصُوم فَالْمَسِيح صَام عَنَّا أرْبَعِينَ يَوماً وَأرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ يُقْرأ الإِنْجِيل وَبَعْد ذلِك يُقَال مَرَدٌ الإِنْجِيل وَهُوَ ﴿سَلاَمُ الله الَّذِي يَفُوق كُلَّ عَقْل يَحْفَظ قُلُوبِكُمْ بِالْمَسِيح يَسُوع رَبَّنَا ﴾ فَالإِنْسَان الَّذِي يَسْمَع كَلاَم الله يَمْتَلِئ سَلاَمٌ وَيَرْتَبِطْ حُضُور الْمَسِيح بِأنْ يَتَذَكَّر الإِنْسَان خَطِيَّتَهُ مِثْل أشْعِيَاء عِنْدَمَا رَأي السِيرَافِيم يَأخُذ جَمْرَة مِنْ عَلَى المَذْبَح قَالَ ﴿ وَيْلٌ لِي إِنِّي هَلَكْتُ لأَِنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ ﴾ ( أش 6 : 5 ) وَعِنْدَمَا يَشْعُر الإِنْسَان بِخَطِيَّتَهُ يَقُول ﴿أخْطَأتُ أخْطَأتُ يَارَبِّي يَسُوع ﴾ ثُمَّ يُقَال لَحْن فِي القُدَّاس جَمِيلٌ وَهُوَ إِسْبِسْمِس وَاطُس ﴿ أنَا أعْرِف أنَّكَ صَالِحٌ وَرَؤوف وَرَحِيم أُذْكُرْنِي بِرَحْمِتَك إِلَى أبَدٌ الآبَادٌ ﴾ فَالإِنْسَان يَشْعُر بِالإِنْسِحَاقٌ وَيَكُون قَلْبُه مَعَ قَلْب العَشَّار الَّذِي قَالَ إِرْحَمْنِي فَخَرَجَ مُبَرَّراً( لو 18 : 13 – 14) وَيُكْمِل الكَاهِن القُدَّاس وَلاَبُدْ أنْ نَفْهَمْ أنَّهُ عِنْدَمَا يَقُول الشَّمَاس الإِعْتِرَاف ﴿ مِنْ الأسْرَار المُقَدَّسَة الطَّاهِرَة السَّمَائِيَّة يَارَبَّ إِرْحَم ﴾ ذلِك لاَ يَعْنِي إِنْتِهَاء القُدَّاس وَلكِنْ كُلَّ الَّذِي فَات كَانَ إِسْتِعْدَادٌ لِلمِنَاوْلَة فَرَبِّنَا هُوَ الَّذِي يُوَزِع عَلَى المُؤمِنِينْ وَعِنْدَ التَّوْزِيع يُقَال لَحْن﴿يَا مُحِب البَشَر الصَّالِح يَا سَيِّدِي يَسُوع أسْألَك لاَ تَطْرَحْنِي عَنْ يَسَارَك مَعَ الجِدَاء الخُطَاة ﴾ أوْ ﴿ سِر عَظِيمْ يَفُوق عُقُول البَشَر هُوَ سَعْي مُخَلِّصْنَا الَّذِي أتَى وَصَارَ إِبْن بَشَر ﴾ فَإِحْضَر القُدَّاس وَأنْتَ مُهَيَّأ بِتُوبَة وَبِقَلْب جَائِع فَطُوبَى لِلجِيَاع وَالعِطَاش إِلَى البِرِّ ( مت 5 : 6 ) رَبِّنَا يُعْطِينَا بَرَكِة الصُوم وَألْحَانُه وَيُجَدِّدٌ تُوبِتْنَا وَيَقْبَل صُومْنَا وَيَقْبَل عِبَادِتْنَا رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 3546

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل