المسيح في شخصية ابينا يعقوب
بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الإِله الوَاحِد آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَان وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
بنعمة ربنا نستكمل دراستنا عن شخصيات ترمز لربنا يسوع المسيح في العهد القديم سبق وذكرنا ان ربنا يسوع كائن قبل كل الدهور "مولود من الاب قبل كل الدهور" فالابن موجود في العهد القديم موجود في اربع محاور:
1 - محور عن ( ظهورات للابن في العهد القديم)
2 - محور عن ( نبوات في العهد القديم)
3 - محور عن ( رموز مسيانية في العهد القديم) وهو محور مهم جدا به كلام مفرح ومعزي عن
أن ربنا المسيح يشير الي نفسه من بداية حالة الفردوس وهو فى شجرة الحياة ورأينا المسيح
في فلك نوح وفي الصخرة وفي خروف الفصح و المن والذبائح والاعياد وفى ثياب رئيس
الكهنة وفي شريعة تطهير الابرص المسيح موجود فى رموز كثيرة جداً فى العهد القديم.
4 - محور عن ( شخصيات في العهد القديم) ودرسنا المسيح في شخصيات ، درسنا السيد
المسيح فى شخصية آدم وهابيل و نوح و ملكي صادق وأبونا ابراهيم في جزءين ودرسنا
المسيح في شخصية ابونا اسحاق واليوم والمرة القادمة ندرس المسيح في شخصية ابونا
يعقوب ابو الاسباط شخصية كبيرة ممتلئة اسرار و جمال و رموز لربنا يسوع المسيح.
السيد المسيح في شخصية يعقو ب
قصة حياة ابونا يعقوب ممتلئة برموز لربنا يسوع المسيح
بالرغم من وجود ضعفات في شخصيته فتجد بعض المكر والخداع والكذب والحيل البشرية.
س: كيف نقول عن شخصية ترمز لربنا يسوع و بها هذه الضعفات ؟
ج : الرب يسوع استخدم كل أنسان ليشير اليه فقد استخدم البشرية بكمال ضعفها
وجاء من خلالها ، مثلما توجد زانيات في نسل الرب يسوع مثل ثامار وراحاب والتي لآوريا
الحثي.
يعقوب معناه: - يتعقب او يختلس فقد جاء في عقب عيسو يعقوب إنسانا كاملا يذكر عنه "يَعْقُوبُ إِنْسَانًا كَامِلا يَسْكُنُ الْخِيَامَ" ( تك ٢٥ : ٢٧ ) كلمة كاملا هنا هي وصف أعلي من يعقوب بضعفاته ، فالله يستخدم الضعفات البشرية ليعلن نفسه من خلالها "عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ"( ١ تى ٣ : ١٦ ) في حياة الجسد رأينا المسيح يجوع ويعطش ويتألم ويستخدم البشرية كاملة.
نري في حياة ابونا يعقوب ثلاث مراحل:-
المرحلة الاولي : وهي وجود ابونا يعقوب في بيت أبوه ابونا اسحاق وهي ترمز للناموس
والانبياء وهي مرحلة ما قبل المسيح
المرحلة الثانية : بعدما ا خذ البكورية وعيسو كان يطلب قتله و طلب من يعقوب ان يذهب لخاله
لابان وهذه مرحلة التشتت والمطاردة وكان يعقوب غنيا جدا لكنه مشتت وهذا ماتم مع الامة
اليهودية حاليا فرغم غناهم انهم يسيطروا علي الاقتصاد الا انهم مشتتين في كل انحاء العالم.
المرحلة الثالثة والاخيرة: رجوع ابونا يعقوب الي بيت ابوه وهي ترمز لرجوع الامة اليهودي ة
للمسيح وقبولها ودخولها للايمان.
عيسو ويعقوب إنسان الجسد وإنسان الروح
في البداية يتحدث الكتاب عن وجود تؤام في بطن امنا رفقة "َتَزَاحَمَ الْوَلَدَانِ فِي بَطْنِهَا"( تك ٢٥
: ٢٢ ) عيسو و يعقوب:
هما يرمزا من البداية الي أنسان الجسد و أنسان الروح ، وقد كان بينهما صراع منذ
ان كانا في بطن امهما، مثلما قال معلمنا بولس الرسول "لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ
ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ " (غلا ٥ : ١٧ ) خرج اولا عيسو ويتعقبه يعقوب: "وَبَعْدَ ذلِكَ خَرَجَ أَخُوهُ وَيَدُهُ قَابِضَةٌ بِعَقِبِ عِيسُو، فَدُعِيَ اسْمُهُ "يَعْقُوبَ" (تك ٢٥ : ٢٦ ) عيسو الاول أشارة الي آدم أنسان الجسد ويعقوب الثاني أشارة للمسيح أنسان الروح أدم الثاني
فقد آتي آدم أولا من الارض ثم جاء المسيح ، كما قال معلمنا بولس الرسول "الإِنْسَانُ الأَوَّلُ مِنَ
الأَرْضِ تُرَابِيٌّ. الإِنْسَانُ الثَّانِي الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ " ( ١ كو ١٥ : ٤٧ ) ، "صَارَ آدَمُ، الإِنْسَانُ الأَوَّلُ،
نَفْسًا حَيَّةً، وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا" ( ١كو ١٥ : ٤٥ ) ذكر عن ابونا أدم "بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ " ( رو ٥ : ١٢ ) ودخل البر الي العالم بربنا يسوع المسيح.
صار بكرا
فَقَالَ لَهَا الرَّبُّ: "فِي بَطْنِكِ أُمَّتَانِ، وَمِنْ أَحْشَائِكِ يَفْتَرِقُ شَعْبَانِ: شَعْبٌ يَقْوَى عَلَى شَعْبٍ، وَكَ بِيرٌ
يُسْتَعْبَدُ لِصَغِيرٍ". ( تك ٢٥ : ٢٣ )
أشارة لشخص ربنا يسوع المسيح يأتي كثاني ولكنه يسود ويصير بكرا "لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ
إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ" ( رو ٨ : ٢٩ ) وتصير كل البركات بأدم الثاني المسيح ، لذلك أخذ يعقوب البكورية
من عيسو بطبق العدس وأستهان عيسو ببركات البكورية واستباح وفرط فيها وباعها قائلا "هَا
أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ، فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟" ( تك ٢٥ : ٣٢ ) أخذ ابونا يعقوب بركات البكورية بحيلة ولكنها بوعد آلهي "فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ أَبُوهُ: "تَقَدَّمْ وَقَبلْنِي يَا ابْنِي". فَتَقَدَّمَ وَقَبَّلَهُ، فَشَمَّ رَائِحَةَ ثِيَابِهِ وَبَارَكَهُ، وَقَالَ: "انْظُرْ! رَائِحَةُ ابْنِي كَرَائِحَةِ حَقْل قَدْ بَارَكَهُ الرَّبُّ. فَلْيُعْطِكَ اللهُ مِنْ نَدَى السَّمَاءِ وَمِنْ دَسَمِ الأَرْضِ. وَكَثْرَةَ حِنْطَةٍ وَخَمْرٍ. لِيُسْتَعْبَدْ لَكَ شُعُوبٌ، وَتَسْجُدْ لَكَ قَبَائِلُ. كُنْ سَي دًا لإِخْوَتِكَ، وَلْيَسْجُدْ لَكَ بَنُو أُ مكَ . لِيَكُنْ لاَعِنُوكَ مَلْعُونِينَ، وَمُبَارِكُوكَ مُبَارَكِينَ". ( تك ٢٧ : ٢٦ - ٢٩ )
نلاحظ في الآيات السابقة وجود كلام أكبر من الشخص مثل كُنْ سَي دًا لإِخْوَتِكَ، وَلْيَسْجُدْ لَكَ بَنُو أُمكَ هنا نجد وعود مسيانية مختفية في هذا الشخ ص وفي هذة البركة ، هنا نفكرفي شخص ربنا يسوع المسيح بنسبه 70 % ونفكر في الشخصيه بنسبه 30 % لنري المسيح في الشخصية.
ألبست يديه وملاسة عنقه جلود جديي المعزى
"وَأَخَذَتْ رِفْقَةُ ثِيَابَ عِيسُو ابْنِهَا الأَكْبَرِ الْفَاخِرَةَ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهَا فِي الْبَيْتِ وَأَلْبَسَتْ يَعْقُوبَ ابْنَهَا
الأَصْغَرَ، وَأَلْبَسَتْ يَدَيْهِ وَمَلاَسَةَ عُنُقِهِ جُلُودَ جَدْيَيِ الْمِعْزَى" )تك ٢٧ : ١٥ - ١٦ ) عندما ارتدي يعقوب الثياب صار رمزا و أشارة الي المسيح الذي اخذ الجسد البشري واخذ طبيعتنا والشعر يرمز دائما في الكتاب المقدس الي الخطايا ، فهو ينبت من الجسد وله جذر مغروس داخل الجسد، ولذلك يصلي الكاهن علي المذبح ” أُقتُل سائر حركاته المغروسة فينا “ ونقول في تسابيح كيهك ”الخطيه من طبعى وانت طبعك الاحسان ليس عبد بلا خطيه ولا سيد بلاغفران“ صار يعقوب رمزا للرب يسوع المسيح الذي أخذ طبيعتنا بالثياب وحمل خطايانا "هُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ" ( إش ٥٣ : ١٢ ) لذلك الشعر الذي كان علي ابونا يعقوب لم يكن ينبع من داخله بل يرتديه خارجيا، ظاهريا من الخارج ، اشارة أن الرب يسوع المسيح بلا خطية ولكنه حمل خطايانا في جسده ، وأخذ من أمنا
العذراء الجسد ( الثياب) ، لكن الخطية خارجة عن طبعه هو أخذ شكلها فقط "لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ
يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ." ( ٢ كو ٥ : ٢١ ) ، "وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا"
( يو ١ : ١٤ )
الصوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو
كلمة محيرة قالها اسحاق لابنه قَالَ: "الصَّوْتُ صَوْتُ يَعْقُوبَ، وَلكِنَّ الْيَدَيْنِ يَدَا عِيسُو" ( تك ٢٧ :
22) الرب يسوع في حياته علي الارض كان محيرا، احيانا يدعونه انسان وأحيانا اخري يدعونه آلها، يبكي عند قبر لعازر ثم يقول لعازر هلم خارجا، يعطش ومع ذلك يقول انا هو ماء الحياة ، يجوع ويطلب طعام ويشبع الجموع بخمس خبزات وسمكتين . لذلك أحتار فيه الناس من هو ؟؟؟
هو الله الظاهر في الجسد ، لذلك سأل تلاميذه "لَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَألَ تَلاَمِيذَهُ قِائِلاً:"مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِن ي أَنَا " )مت ١٦ : ١٣ ) سأل هل تروني انسان ام آله ؟ يدين عيسو ام صوت يعقوب ؟؟ لذلك عندما "أَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ :"أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَ يِ!". فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:"طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ " ( مت ١٦ : ١٦ - ١٧ )
البركة بتدبير آلهي
أبونا يعقوب حمل البركة وابونا اسحاق باركه و كان يمكن أن يعطي الله أشارة لابونا أسحاق ليعرف أن يعقوب ليس البكري ، ولكن ها كانت اشارة الهية ان الله يريد مباركة يعقوب وان يتمم ارادته الله يحرك الاشخاص و يتمم أرادته عن طريقهم ، فالله يحرك الأشخاص فسمح ان يبارك يعقوب ووعده بالبركة قائلا "كَبِيرٌ يُسْتَعْبَدُ لِصَغِيرٍ"( تك ٢٥ : ٢٣ ) البركة كانت بتدبير الهي ، فان الله يتمم أرادته عن طريق اشخاص برغم ضعفاتهم البشرية في البركة التي أعطاها أسحاق ليعقوب قال "بَارَكْتُهُ؟ نَعَمْ، وَيَكُونُ مُبَارَكًا". )تك ٢٧ : ٣٣ ) يستخدم الله الاحداث والاشخاص ليعلن تدابيره ، بالرغم أن في الحدث أخذ يعقوب البركة بطريقة غير لائقة بحيلة وخداع واستغلال لضعف بصر وشيخوخة ابونا اسحاق الا ان الله تمم تدبيره به ولم يندم ابونا اسحاق عن بركته وتمم التدبير الآلهي حتي عندما علم بالحقيقة وعندما آتي عيسو ليطلب البركة و قَالَ: "أَمَا أَبْقَيْتَ لِي بَرَكَةً؟" فَأجََابَ إِسْحَاقُ وَقَالَ لِعِيسُو: "إِن ي قَدْ جَعَلْتُهُ سَيدًا لَكَ، وَدَفَعْتُ إِلَيْهِ جَمِيعَ إِخْوَتِهِ عَبِيدًا، وَعَضَدْتُهُ بِحِنْطَةٍ وَخَمْرٍ. فَمَاذَا أَصْنَعُ إِلَيْكَ يَا ابْنِي؟"( تك ٢٧ : ٣٦ - ٣٧ )
ملحوظة: كلمة حنطة وخمر في الكتاب المقدس رمز مسياني كبير لسر الافخارستيا فَقَالَ عِيسُو لأَبِيهِ: "أَلَكَ بَرَكَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَطْ يَا أَبِي؟ بَارِكْنِي أَنَا أَيْضًا يَا أَبِي". وَرَفَعَ عِيسُو صَوْتَهُ وَبَكَى فَأجَابَ إِسْحَاقُ أَبُوهُ: "هُوَذَا بِلاَ دَسَمِ الأَرْضِ يَكُونُ مَسْكَنُكَ، وَبِلاَ نَدَى السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَبِسَيْفِكَ تَعِيشُ، وَلأَخِيكَ تُسْتَعْبَدُ،وَلكِنْ يَكُونُ حِينَمَا تَجْمَحُ أَنَّكَ تُكَ سرُ نِيرَهُ عَنْ عُنُقِكَ". ( تك ٢٧ :38 - ٤٠ ) بما أن عيسو أنسان جسداني يقارن الروحيات بالجسديات ظن ان هناك بركة اخري بعدم فهم قال "أَلَكَ بَرَكَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَطْ يَا أَبِي؟ بَارِكْنِي أَنَا أَيْضًا" ولكنها بركة واحدة هي المسيح "يَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ" ( تك ٢٢ : ١٨ ) وليس في الانسال فهي بركة واحدة وفي بركة اسحاق لعيسو صارت له عقوبة بلا دسم الارض وبلا ندي ولاخيك تستعبد فيذكر الكتاب "فَحَقَدَ عِيسُو عَلَى يَعْقُوبَ مِنْ أَجْلِ الْبَرَكَةِ الَّتِي بَارَكَهُ بِهَا أَبُوهُ. وَقَالَ عِيسُو فِي قَلْبِهِ:"قَرُبَتْ أَيَّامُ مَنَاحَةِ أَبِي، فَأقَتُلُ يَعْقُوبَ أَخِي". ( تك ٢٧ : ٤١ )
الهروب من الشر - هرب يعقوب من وجه أخيه عيسو
وعلمت أمنا رفقة فأخبرت يعقوب ليهرب وذكرت لابونا اسحاق عدم رغبتها في زواج يعقوب من بنات بني حث وطلبت منه ان يذهب يعقوب لاخيها وبعدها "فَدَعَا إِسْحَاقُ يَعْقُوبَ وَبَارَكَهُ، وَأَوْصَاهُ وَقَالَ لَهُ: "لاَ تَأْخُذْ زَوْجَةً مِنْ بَنَاتِ كَنْعَانَ. قُمِ اذْهَبْ إِلَى فَدَّانَ أَرَامَ، إِلَى بَيْتِ بَتُوئِيلَ أَبِي أُمكَ، وَخُذْ لِنَفْسِكَ زَوْجَةً مِنْ هُنَاكَ، مِنْ بَنَاتِ لاَبَانَ أَخِي أُ مكَ. وَاللهُ الْقَدِيرُ يُبَارِكُكَ، وَيَجْعَلُكَ مُثْمِرًا،وَيُكَثرُكَ فَتَكُونُ جُمْهُورًا مِنَ الشُّعُوبِ. وَيُعْطِيكَ بَرَكَةَ إِبْرَاهِيمَ لَكَ وَلِنَسْلِكَ مَعَكَ، لِتَرِثَ أَرْضَ غُرْبَتِكَ الَّتِي أَعْطَاهَا اللهُ لإِبْرَاهِيمَ". فَصَرَفَ إِسْحَاقُ يَعْقُوبَ فَذَهَبَ إِلَى فَدَّانَ أَرَامَ، إِلَى لاَبَانَ بْنِ بَتُوئِيلَ الأَرَامِيِ، أَخِي رِفْقَةَ أُم يَعْقُوبَ وَعِيسُوَ. ( تك ٢٨ : ١ - ٥ )
وأن يعقوب سمع لأبيه وأمه
عندما فرغ أبونا اسحاق من بركة يعقوب وخرج يعقوب من لدنه ومشي وكان خائفا ومضطربا
ولكن الله طمأنه بأنه سيكون معه وسيأخذ زوجة من هناك، ولم يتمرد أبونا يعقوب وأطاع مثلما
أطاع ابونا أسحاق سابقا ويذكر "وَأَنَّ يَعْقُوبَ سَمِعَ لأَبِيهِ وَأُ مهِ وَذَهَبَ إِلَى فَدَّانَ أَرَامَ" ( تك ٢٨ :
٧ ) هناك نقاط مضيئة في حياة الشخص تشير بوضوح لشخص ربنا يسوع مثل الطاعة فقد ذكر
عن ربنا يسوع "وَكَانَ خَاضِعًا لَهُمَا" ( لو ٢ : ٥١ ) ذلك رمز من الرموز المسيانية في شخصية
يعقوب نلاحظ هنا لم يتم اي لون من الوان العتاب بين أسحاق ويعقوب بل علي العكس فقد أكد اسحاق
الامر في حديثه مع عيسو ، وذلك ل لتاكيد علي ان الامر بتدبير آلهي وندخل لمرحلة جديدة من مراحل حياة يعقوب ذكرنا سابقا الثلاث مراحل وهم
المرحلة الاولي : هي وجوده في بيت أبوه ابونا اسحاق
المرحلة الثانية : هي ذهابه لخاله لابان وفترة وجوده في بيت لابان الي رجوعه
المرحلة الثالثة : رجوعه الي بيت ابوه
الشمس غابت فاضجع واستيقظ وبكر
كان يعقوب مدللا رقيقا بطبعه و خارجا بمشكله مع اخيه عيسو
"فَخَرَجَ يَعْقُوبُ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ وَذَهَبَ نَحْوَ حَارَانَ. وَصَادَفَ مَكَانًا وَبَاتَ هُنَاكَ لأَنَّ 10 :28 تكوين
الشَّمْسَ كَانَتْ قَدْ غَابَتْ "
بربط عبارة الشَّمْسَ كَانَتْ قَدْ غَابَتْ بما حدث مع ابونا أبراهيم مع وؤياه والجوارح "وَلَمَّا صَارَتِ
الشَّمْسُ إِلَى الْمَغِيبِ ، وَقَعَ عَلَى أَبْرَامَ سُبَاتٌ، وَإِذَا رُعْبَةٌ مُظْلِمَةٌ عَظِيمَةٌ وَاقِعَةٌ عَلَيْهِ" )تك ١٥ :
١٢ )
لنحل رموز العهد القديم نلاحظ : الشمس قد غابت و الظلمة علي الارض ذلك معناه الصليب
"وَأَخَذَ مِنْ حِجَارَةِ الْمَكَانِ وَوَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ، فَاضْطَجَعَ فِي ذلِكَ الْمَكَانِ " )تك ٢٨ : ١١ )
نام يعقوب في المكان و لانه صحراء أخذ حجارة وضعها تحت رأسه
توجد عبارات سرية مثل : الشمس غابت - حجارة – اضطجع
"وَرَأَى حُلْمًا، وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ، وَهُوَذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِ دَةٌ
وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا. وَهُوَذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا، فَقَالَ: "أَنَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلهُ إِسْ حَاقَ. الأَرْضُ
الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ. وَيَكُونُ نَسْلُكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ، وَتَمْتَدُّ غَرْبًا وَشَرْقًا
وَشَمَالاً وَجَنُوبًا، وَيَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ' )تك ٢٨ : ١٢ - ١٤ )
"وَيَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ " نلاحظ ان هذا نفس وعد ابراهيم ، هو وعد اكبر من
الشخص فهي لا تخص ابونا يعقوب بل تشير للرب يسوع في شخص ابونا يعقوب.
"وَهَا أَنَا مَعَكَ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ، لأَن ي لاَ أَتْرُكُكَ حَتَّى أَفْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ
بِهِ". فَاسْتَيْقَظَ يَعْقُوبُ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ: "حَقًّا إِنَّ الرَّبَّ فِي هذَا الْمَكَانِ وَأَنَا لَمْ أَعْلَمْ!". وَخَ افَ وَقَالَ:
"مَا أَرْهَبَ هذَا الْمَكَانَ! مَا هذَا إِلا بَيْتُ اللهِ، وَهذَا بَابُ السَّمَاءِ". وَبَكَّرَ يَعْقُوبُ فِي الصَّبَاحِ .."
)تك ٢٨ : ١٥ - ١٨ )
هذا مشهد للصليب غابت الشمس ،اضطجع نام ، رأي سلم منصوب، استيقظ وأخذ وعد بالرجوع
مرة أخري، هذا هو الموت والقيامة ، لقد رسم أبونا بعقوب صورة حية لعمل المسيح علي
الصليب وفي القبر و في القيامة
فالشمس قد غابت لما كان المساء = المسيح علي الصليب
نام علي حجر وكأن الحجر تمهيد لعمل المسيح علي الصليب ونام فيقال "أنا أضجعت ونمت"
= وضع المسيح في قير منحوت
وإستيقظ = قيامة المسيح ، نري في كل ذلك أشارة لعمل المسيح في خلاص الانسان
أبونا يعقوب مطرود من بيت أبوه ، فالانسان المطرود من الله وجد وسيلة للسماء
رآي سلم ، عندما نريد أن نري ونتمتع بالله فالرب يعزي في الضيق فالكتاب المقدس
ممتليء بأمور معزية.
"وَأَخَذَ الْحَجَرَ الَّذِي وَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ وَأَقَامَهُ عَمُودًا، وَصَبَّ زَيْتًا عَلَى رَأْسِهِ" )تك ٢٨ : ١٨ )
هذا مشهد لحلول الروح القدس "وَدَعَا اسْمَ ذلِكَ الْمَكَانِ "بَيْتَ إِيلَ ")تك ٢٨ : ١٩ ( وكأن هذا
المكان العلية )الكنيسة( ، ماهي الكنيسة! هي الصليب والقيامة وعمل الروح القدس ومن هنا
بدأت و أخذت فكرة تدشين الهياكل والمذابح وصار هذا الموضع لسكني الله )بيت أيل( .
نذر يعقوب
+ "وَنَذَرَ يَعْقُوبُ نَذْرًا قَائِلاً: "إِنْ كَانَ اللهُ مَعِي، وَحَفِظَنِي فِي هذَا الطَّرِيقِ الَّذِي أَنَا سَائِرٌ فِيهِ،
وَأَعْطَانِي خُبْزًا لآكُلَ وَثِيَابًا لأَلْبَسَ" )تك ٢٨ : ٢٠ )
+ ندر أبونا يعقوب انه سيرد الجميل الي الله وفي بساطته لم يطلب الا ان يأكل ويلبس فقط ، لكن
في رجوعه يعود محمل بخيرات كثيرة، وقال عندما تذكر أنا خرجت بعصاي "صَغِيرٌ أَنَا عَنْ جَمِيعِ
أَلْطَافِكَ وَجَمِيعِ الأَمَانَةِ الَّتِي صَنَعْتَ إِلَى عَبْدِكَ. فَإِن ي بِعَصَايَ عَبَرْتُ هذَا الأُرْدُنَّ " )تك ٣٢ : ١٠ )
+ نذر يعقوب قائلا "وَهذَا الْحَجَرُ الَّذِي أَقَمْتُهُ عَمُودًا يَكُونُ بَيْتَ اللهِ، وَكُلُّ مَا تُعْطِينِي فَإِن ي أُعَ شرُهُ
لَكَ" )تك ٢٨ : ٢٢ ( هذا اشارة للكنيسة وعمل الله وسط العالم
+ نال ابونا يعقوب هذه البركة والحجر الذي نام ورأي عليه الرؤيا السماوية وأعطاه البركة ان
يري السلم المنصوب للسماء، ونلاحظ انه لم يتمتع بهذه العطايا طول فترة وجوده في بيت ابوه
عندما يعيش الشخص مدللا وفي راحة و في أتكال علي الغني والبشر و غيره ، لا يستطيع أن
يتذوق عمل الله السري ، لذلك لا يجب أن تجعل اطمنانك في نفسك ولا فيمن حولك ولا عائلتك ولا
فيما تملك بل اجعل اتكالك علي الله ، يقول الله عندما تتخلي عن كل شىء وصرت أنا وحدي لك
أعطيت كل شىء ، وهذا ما فعله الله مع يعقوب . عندما كان مدللا نائم علي وسادة ناعمة حرم من
بركات كثيرة وعندما نام علي حجر بلا سقف رآي السماء المفتوحة ونال بركات فاقت كل توقعاته
ونحن كذلك قد يسمح الله بالتجارب ولكننا نري فيها بركات مخفية ، مثلما قال معلمنا
داود النبي "الاتكال علي الرَّ بِ خَيْرٌ مِنَ الاتكال علي البشر. الرجاء بِالرَّ بِ خَيْرٌ مِنَ الرجاء
بالرُّؤَسَاءِ "
+ ضع ثقتك في الله ، ترك أبونا يعقوب الحجر وسار في طريقة وكان الحجر بمثاية نقطة بداية وانطلاق كبيرة جدا ليبدأ مرحلة جديدة في حياته أتكل فيها علي الله وأتكل علي المذبح والصليب والقيامة وحلول الروح القدس. نري بعدها في اصحاح 29 " ثُمَّ رَفَعَ يَعْقُوبُ رِجْلَيْهِ وَذَهَبَ إِلَى أَرْضِ بَنِي الْمَشْرِقِ ")تك ٢٩ : ١ ) نري قصة ارتباطه براحيل و مقابلتها عند البئر وكان في ثلاثة قطعان غنم في انتظاره وانتظار رفع الحجر عن البئر و سنرى رموز جميلة جدا ونري المسيح بشكل أوضح في شخص أبونا
يعقوب و نستكمل في الحلقة القادمة ولالهنا المجد دائما ابديا آمين.