وسائل الإعلام بين الإيجابى والسلبى

Large image

يَقُول مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول قَاعِدَة ذَهَبِيَّة هِيَ ﴿ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي لكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأشْيَاءِ تُوَافِقُ .. كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَبْنِي ﴾ ( 1كو 10 : 23 ) .. وَسَائِل الإِعْلاَم وَكَيْفَ نَتَعَامَل مَعَهَا .. مِنْ عَدَم الحِكْمَة أنْ نَقُول عَنْهَا أنَّهَا شَر وَلاَبُدْ أنْ نَتَجَنَبْهَا .. وَأيْضاً مِنْ عَدَم الحِكْمَة أنْ نَقُول عَنْهَا أنَّهَا خِير وَلاَبُدْ أنْ نَقْتَنِيهَا .. التَعَامُل مَعَ وَسَائِل الإِعْلاَم يَحْتَاج لِحِكْمَة وَنِعْمَة .. يَحْتَاج لإِفْرَاز وَتَمْيِيز .. وَسَائِل الإِعْلاَم هِيَ وَسَائِل تَعْلِيم الإِنْسَان وَهيَ إِمَّا وَسَائِل مَسْمُوعَة أوْ مَقْرُوءَة أوْ مَرْئِيَّة أوْ مِنْهَا الإِنْفِتَاحٌ العَالَمِي عَنْ طَرِيقٌ الإِنْتَرْنِتْ .. وَقَدْ يَسْتَمِدٌ الإِنْسَان المَعْلُومَة مِنْ الإِنْتَرْنِتْ الَّتِي هِيَ شَبَكِة الإِتِصَالاَت الدَّوْلِيَّة وَسِيلِة تَخَاطُبْ لِمَجْمُوعَة كَبِيرَة عَلَى مَجَال وَاسِعْ .. وَسِيلِة تَخَاطُبْ لِلآلاَف بَلْ المَلاَيِينْ فِي لَحْظَة وَاحِدَة وَقَدْ صَارَتْ لُون مِنْ ألْوَان التَوَاصُل بَيْنَ كُلَّ بِقَاع العَالَمْ .
قَدِيماً قَالُوا أنَّ العَالَمْ صَارَ قَرْيَة صَغِيرَة وَلكِنَّهُمْ وَجَدُوا أنَّ هذِهِ الكَلِمَة لاَ تَلِيقٌ فَقَالُوا أنَّ العَالَمْ صَارَ مَدِينَة .. ثُمَّ قَالُوا بَلْ صَارَ العَالَمْ حُجْرَة .. الأنْ يَقُولُون أنَّ العَالَمْ صَارَ رَفْ .. أي مُجَرَّدٌ أنَّكَ تَضْغَطْ بِإِصْبَعَك عَلَى مُفْتَاح صَغِير تَعْرِفْ مَا يَحْدُث فِي أي مَكَان وَبِذلِك صَارَ العَالَمْ صَغِير جِدّاً .. الأنْ مَا يَحْدُث فِي مِصْر يُعْرَف عَلَى مُسْتَوَى العَالَمْ كُلُّه فَتَجِدٌ مَنْ يَتَصِل بِك مِنْ الخَارِج لِيَطْمَئِنْ لأِنَّهُ يَعْرِف عَنْكَ أشْيَاء كَثِيرَة وَقَدْ يَقُول لَك أشْيَاء تَحْدُث فِي شَوَارِعْنَا نَحْنُ لَمْ نَعْلَمْ بِهَا .
إِيجَابِيَات وَسَائِل الإِعْلاَم :
=========================================
إِذاً وَسَائِل الإِعْلاَم جَعَلَتْ الثَّقَافَة مُنْفَتِحَة وَالتَّعَارُف مُتَاح وَالمَعْرِفَة مُتَوَاصِلَة وَأصْبَح يُوْجَدٌ وِجْهَات نَظَر عِلْمِيَّة وَثَقَافِيَّة وَأدَبِيَّة .. الأنْ يُمْكِنْ لِلأطِبَاء أنْ يَعْرِفُوا أبْحَاث السَّرَطَان وَمَرَض السُّكَر وَ ..... الَّتِي تُنَاقَش حَالِياً فِي لَنْدَن مَثَلاً .. هذَا عَنْ طَرِيقٌ الإِنْنَرْنِتْ فَصَارَتْ المَعْلُومَة مُتَاحَة وَتَأتِي لَنَا مَجّاناً وَصِرْنَا فِي عَصْر سِبَاق رَهِيب فِي المَعْلُومَات .. هذَا أتَى مِنْ الإِعْلاَم المُتَاح الَّذِي لَهُ فَوَائِدْ كَثِيرَة عَمَلِيَّة وَعِلْمِيَّة وَأدَبِيَّة وَفِكْرِيَّة وَدِينِيَّة .
قَدِيماً كُنَّا نَحْتَار وَنَتَسَاءَل هَلْ وَصَلَ الإِنْجِيل إِلَى كُلَّ إِنْسَان فِي العَالَمْ ؟ هَلْ كُلَّ إِنْسَان مُشْتَاق أنْ يَعْرِف الْمَسِيح يَسْتَطِيعْ أنْ يَعْرِفُه ؟ تُوْجَدٌ بَعْض الدُوَل لَوْ فِيهَا إِنْسَان يَحْمِل الإِنْجِيل فَهذَا أمر كَافِي لإِعْتِقَالُه أوْ قَتْلُه .. الأنْ الإِنْسَان وَهُوَ جَالِس فِي بَيْتُه بَلْ وَفِي حُجْرِتُه يَسْتَطِيعْ أنْ يَقْرأ الكِتَاب المُقَدَّس بِاللُغَة الَّتِي يَعْرِفْهَا .. هذَا مَا كُنْت أنَا وَأنْتَ نَسْتَطِيعْ أنْ نُبَلِّغُه بِهِ .. إِذاً الإِعْلاَم وَصَّل الإِنْجِيل لِكُلَّ مَكَان وَبِكُلَّ لُغَة وَعَلَى مُسْتَوَى شَخْصِي لِذلِك الإِعْلاَم أعْطَى إِتِسَاع فِي الرُؤيَا وَالتَّقَدُّم العِلْمِي وَالتَوَاصُل وَالحَرَكَة الإِقْتِصَادِيَّة .
قَدِيماً كَانَ كُلَّ شِئ يَتِمْ بِأنْ تَذْهَبْ إِلَيْهِ فِي مَكَانُه .. الأنْ كُلَّ شِئ يَتِمْ وَأنْتَ قَائِمْ فِي مَكَانَك .. الأنْ أصْبَح يُوْجَدٌ شِئ إِسْمُه E . MAIL أي بَرِيدْ إِلِكْتُرُونِي وَيُوْجَدٌ طِبْ إِلِكْتُرُونِي .. تِجَارَة إِلِكْتُرُونِيَّة .. وَ .. الإِعْلاَم سَهِّل لِلنَّاس أُمور كَثِيرَة .. مُمْكِنْ لِلإِنْسَان عَنْ طَرِيقٌ كَلِمَة أوْ مَوْضُوع يَعْمَل فِيهِ بَحْث يَأتِي مَا تَوَصَّل إِلَيْهِ العِلْم فِي هذَا المَجَال .. هذِهِ مِيزَة لَمْ تَكُنْ مِنْ قَبْل .. قَدِيماً كَيْ تَبْحَث عَنْ كَلِمَة لاَبُدْ أنْ تِسَافِر مِنْ بَلَد إِلَى بَلَد .. إِذاً وَسَائِل الإِعْلاَم وَالإِنْفِتَاح العَالَمِي أسَاس الكِرَازَة وَالعِلْم وَالثَّقَافَة وَمِصْدَاقِيِة الأخْبَار .
فَقَدِيماً كَانَتْ كُلَّ دَوْلَة تَقُول أوْ تُذِيع الأخْبَار بِحَسَبْ فِكْرَهَا ..مِثَال لِذلِك قَدْ تَقُول دَوْلَة لَقَدْ إِسْقَطَتْ قُوَّاتْنَا البَحَرِيَّة البَاسِلَة اليُّوم عَدَد كَذَا مِنْ الطَّائِرَات وَكَذَا دَبَّابَة وَ ..... هَلْ يَسْتَطِيعْ أحَدٌ أنْ يَقُول ذلِك الأنْ ؟ إِنْ قِيلَ ذلِك سَيَأتُون لَهُ بِمَا سَقَطَ مِنْ عِنْدُه اليُّوم .. إِذاً اليُّوم كُلَّ خَبَر يُذَاع لَهُ مَعَايِير لأِنَّهُ سَتَتَنَاوَلُه أكْثَر مِنْ جِهَة وَتُحَاوِل كُلَّ جِهَة أنْ تَأتِي بِطَرِيقَة صَحِيحَة حَتَّى وَإِنْ كَانَتْ هِيَ المُدَانَة .. إِذاً صَارَ الإِعْلاَم أسَاس التَّقَدُّم وَالعِلْم وَالمَعْرِفَة .

سَلْبِيَات وَسَائِل الإِعْلاَم :
========================================
لكِنْ فِي نَفْس الوَقْت أضَرَّ الإِعْلاَم ... فِبِمَاذَا أضَرَّ ؟
1/ أفْقَدٌ الإِنْسَان هَوِيِتُه :
=======================================
أضَر فِي أنَّهُ فَتَح العَالَمْ عَلَى بَعْضُه بِكُلَّ ثَقَافَاتُه .. اليُّوم لاَ تَجِدٌ شَاب يَمِيل حَتَّى إِلَى تُرَاثُه .. قَدِيماً كَانَ المُغَنِّي يِغَنِّي وَهُوَ جَالِس وَكَانَتْ النَّاس تَسْتَمْتِعْ بِهِ .. ثُمَّ صَارَ يِغَنِّي وَهُوَ وَاقِفْ وَقِيلَ أنَّ ذلِك تَقَدُّم .. ثُمَّ صَارَ يَقِفْ وَسَطْ أمَاكِنْ وَمَنَاظِر طَبِيعِيَّة .. الأنْ يِغَنِّي وَهُوَ يُرْقُص أوْ يِجْرِي وَ .... طُرُق ألـ video clips لاَبُدْ فِيهَا أنْ يَتَغَيَّر المَشْهَدٌ أقْصَاهَا ثَلاَثَة ثَوَانٍ .. وَقَدْ يِسَافِر لِيِصَوَرٌ المَشْهَدٌ وَيَجْعَلَك لاَ تَمْلُك أنْ تُشَاهِدُه مِنْ شِدِّة سُرْعِتُه .. إِذاً لِمَاذَا صَوَّرْت المَشْهَدٌ إِذاً ؟ ذلِك لأِنَّهُ مُهَدَّدٌ مِنْ كُلَّ مُتَفَرِج بِمُسَدَس .. هَلْ تَعْلَمْ مَا هُوَ المُسَدَس ؟ هُوَ الرِيمُوت كُونْتُرُول .
قَدْ يَقُول المُتَفَرِج أنْتَ مُمِلْ وَلَدَيْنَا بَدَلاً مِنْكَ الآلاَف وَأفْضَل مِنْك لِذلِك يَعْمَل وَهُوَ مُهَدَّدٌ .. وَصَارَ هُنَاك سُرْعَة وَالسُرْعَة أفْقَدِت المَعَانِي فَصَارَ الإِنْسَان بِلاَ ثَقَافَة وَبِلاَ هَوِيَّة .. تَسْألُه مَنْ أنْتَ ؟ فِي بَلَدْنَا قَدْ لاَ نَعْرِف المُمَثِلِينْ وَالفَنَانِينْ المَصْرِيِين مِنْ غِير المَصْرِيِين لأِنَّ هُنَاك إِنْفِتَاح وَمُْكِنْ جِدّاً ثَقَافَة أجْنَبِيَّة تَغْزُونَا وَتُسَيْطِر عَلَيْنَا وَتَلْغِي ثَقَافِتْنَا وَتُصْبِح هِيَ ثَقَافِتْنَا .. أي لَوْ مُطْرِب أسْبَانِي مَحْبُوب سَيَجْعَل بِلاَدْنَا تُحِبْ الأسْبَانِي وَلاَ تَمِيل لِلُّغَة العَرَبِيَّة .. هُنَا الإِعْلاَم يَطْمِس الهَوِيَّة لِذلِك نَقُول أنَّهُ كَمَا لَهُ مُمَيِزَات فَهُوَ لَهُ عُيُوب وَمِنْ عُيُوبُه أنَّهُ يَطْمِس الهَوِيَّة .
2/ إِعْلاَم مُوَجَه :
=========================
أيْضاً مِنْ عُيُوبُه أنَّهُ يَتْرُك بَصْمِتُه .. مَثَلاً إِنْسَان لَهُ تَوَجُهَات دِينِيَّة مُتَعَصِبَة وَمِنْ عُيُوبُه أنَّهُ يَضَعْ لَك البَصْمَة المُتَعَصِبَة فِي أي خَبَر يَقُولُه .. إِنْسَان لَهُ تَوَجُهَات أنْ يَكُون مَعَ أمْرِيكَا وَآخَر لَهُ تَوَجُهَات أنْ يَكُون ضِد أمْرِيكَا .. الَّذِي مَعَ مْرِيكَا يَأتِي بِإِنْسَان عِرَاقِي يَشْكُر فِي أمْرِيكَا وَالَّذِي ضِد أمْرِيكَا يَأتِي بِإِنْسَان أمْرِيكِي يَسِبْ أمْرِيكَا وَسِيَاسِة أمْرِيكَا وَمَا يَفْعَلُه بُوش وَيَصِفُه أنَّهُ شَخْص مَغْضُوب عَلِيه مِنْ الأمْرِيكِيِين وَأنَّ أمْرِيكَا تُقَام فِيهَا مُظَاهَرَات ضِد بُوش يَجْعَلَك تَشْعُر أنَّ الأمر فِي أمْرِيكَا إِنْقِلاَب .
هُوَ يَأتِي بِإِنْسَان يَقُول أفْكَارُه هُوَ لكِنُّه يُرِيدْنَا أنْ نُصَدِقٌ أنَّهُ مُحَايِدٌ وَهُوَ غِير مُحَايِدٌ .. حَتَّى أنَّنَا نُلاَحِظْ أنَّهُ فِي أُمورْنَا نَحْنُ كَأقْبَاط عِنْدَمَا يُرِيدُوا أنْ يَتَنَاوَلُوا أمر يَخُصِنَا نَحْنُ الأقْبَاط لاَ يَأتُون بِشَخْص مُعْتَدِل بَلْ يَأتُون بِشَخْص نَقُول عَنْهُ لَيْتَهُمْ مَا أتُوا بِهِ وَلَيْتَهُ مَا تَكَلَّمْ بَلْ لَيْتَهُ مَا كَانَ قِبْطِي .. لأِنَّ الإِعْلاَم يُرِيدْ أنْ يَأتِي بِقِبْطِي يَتَكَلَّمْ بِمَا يُرِيدُه هُوَ لِذلِك لِلأسَفْ هُوَ إِعْلاَم مُوَجَه .
وَلِذلِك مَنْ يَعْمَل فِي السِيَاسَة وَالأخْبَار يَأتِي بِقَنَاة قَنَاة وَيَقُول لَك مَا هِيَ تَوَجُهَات كُلَّ قَنَاة وَلِحِسَاب مَنْ تَعْمَل وَلِحِسَاب أي تَيَار دِينِي أوْ فِكْرِي أوْ سِيَاسِي أوْ مُخَابَرَات .. وَيَقُول هذِهِ القَنَاة عَمَلِيَّة لِكَذَا .. وَقَدْ تَشْعُر أنَّ هُنَاك قَنَوَات لاَ تَأتِي عَنْ مَصْر بِخَبَر طَيِّبْ أبَداً حَتَّى أنَّهُمْ أعْطُوا فِكْرَة لِلخَارِج عَنْ مَصْر أنَّهَا بَلَدٌ لاَ تُزَار وَلاَ تُرَى .. لِمَاذَا ؟ لأِنَّهُ لاَ يَأتِي إِلاَّ بِخَبَر مُظَاهَرَات .. إِرْهَاب .. إِنْفِجَار .. فَيَخَافْ أنْ يَزُورْهَا .
أتَتْ شَابَّة مِنْ كَنَدَا وَكَانَ مِيعَادٌ وُصُولْهَا إِلَى مَصْر السَّاعَة الوَاحِدَة وَالنِّصْف وَجَاءَ أهْلَهَا لاسْتِقْبَالْهَا السَّاعَة الثَّانِيَة إِلاَّ الرُّبْع تَقْرِيباً فَوَجَدُوهَا قَدْ خَرَجَتْ مِنْ المَطَار وَقَالَتْ لأِنَّ الطَّائِرَة كَانَ بِهَا ثَمَانِيَة أفْرَادٌ فَقَطْ لِذلِك لَمْ تَأخُذ الإِجْرَاءَات وَقْت .. لِمَاذَا الطَّائِرَة بِهَا ثَمَانِيَة أفْرَادٌ فَقَطْ ؟ لأِنَّ لاَ أحَدٌ يُرِيدْ أنْ يَأتِي لِمَا رَأُوه فِي هذِهِ القَنَوَات .. إِذاً هُوَ إِعْلاَم مُوَجَه .. إِعْلاَم يَتَنَاوَل الأمر مِنْ جِهَتُه هُوَ وَيَضَعْ بَصْمِتُه وَلاَ يَأتِي بِالرَّأي الآخَر .
3/ إِعْلاَم يَقُودٌ الإِنْسَان لِلإِسْتِهْلاَك :
=========================================================
إِعْلاَم يَجْعَل الإِنْسَان يِشْتِرِي السِّلْعَة حَتَّى وَإِنْ كَانْ غِير مُحْتَاجٌ لَهَا .. هُنَاك الأنْ ثَقَافَة لَيْسَ إِسْمَهَا ثَقَافِة الإِعْلاَن بَلْ إِسْمَهَا ثَقَافِة إِنْشَاء الإِحْتِيَاجٌ .. قَدْ تَكُون طَوَال حَيَاتَك تَأكُل بِأُسْلُوب مُعَيَّنْ مَثَلاً .. مُمْكِنْ الإِعْلاَم يِغَيَّر أُسْلُوب أكْلَك أوْ مَلْبَسَك .. أوْ يِغَيَّر أُسْلُوب الإِتِصَالاَت إِنْ كُنَّا نَتَكَلَّمْ مِنْ أُسْلُوب إِتِصَالاَت عَادِيَّة حَوِّلْهَا إِلَى خُطُوط مُوبَايِل وَفِي المُوبَايْلاَت يَجْعَلَك تِغَيَّر مِنْ شِرْكَة إِلَى شِرْكَة وَمِنْ نِظَام إِلَى نِظَام عَنْ طَرِيقٌ إِنْشَاء الإِحْتِيَاج عَنْ طَرِيقٌ أُسْلُوب الإِلْحَاح .
قَبْل الكَهَنُوت كَانَ عَمَلِي صَيْدَلِي وَفُوجِئْت أنَّ هُنَاك طَعَام لِلأطْفَال كَانَ يُطْلَبْ بِطَرِيقَة غِير عَادِيَّة .. وَاكْتَشَفْت أنَّ هُنَاك إِعْلاَن فِي التِلِيفِزْيُون يَأتِي كُلَّ سَاعَة أوْ سَاعَة وَنِصْف .. إِعْلاَن جَعَلْ الأُم تَسْتَصْعَبْ إِعْدَادٌ الطَّعَام لِلطِّفْل .. وَيَظِلْ الإِعْلاَن يَلِح وَيَلِح وَيَقْصِدٌ أنْ يَلِح فَيَتَكَرَّر الإِعْلاَن وَلَوْ كُلَّ عَشْرَة دَقَائِقٌ مَرَّة .. مُشْكِلِة الإِعْلاَم أنَّهُ أنْشَأ إِحْتِيَاجَات غِير ضَرُورِيَّة وَجَعَلَهَا ضَرُورِيَّة بِالإِلْحَاح .. وَحَوِّلْهَا إِلَى أُمور أسَاسِيَّة فِي حَيَاتِي فَحَوِلْنِي مِنْ إِنْسَان مُنْتِج إِلَى إِنْسَان مُسْتَهْلِك .. وَبَدَأ يَِتَاجِر بِرَغَبَاتِي لأِنَّهُ عِرِفْ أنَّ رَغَبَاتِي كَثِيرَة فَضَغَطْ عَلَى جُزْء حَسَّاس دَاخِلِي .. الإِعْلاَم أنْشَأ إِحْتِيَاجَات وَحَوِّلْنِي لإِنْسَان مُسْتَهْلِك .
4/ إِعْلاَم لَغَى عَقْل الإِنْسَان وَجَعَلَهُ إِنْسَان مُسْتَقْبِل فَقَطْ :
==================================================================================================
جَعَلَ الإِنْسَان لاَ يَعْمَل بِعَقْلُه بَلْ جَعَلَهُ شَخْص مُسْتَقْبِل كَسُول غِير مُبْتَكِر أوْ مُفَكِّر .. وَلْتَسْأل كَمْ شَخْص يَقْرأ فِي هذِهِ الأيَّام ؟ وَكَمْ شَخْص يُشَاهِد التِلِيفِزْيُون ؟ .. هُنَاك مُعَادْلَة خَطِيرَة تَقُول أنَّ الشَّخْص الَّذِي عُمْرُه عُشْرُونَ سَنَة يُشَاهِدٌ التِلِيفِزْيُون عُشْرُونَ ألْف سَاعَة أي ضَعْ أمَام العِشْرِينْ ألْف .. وَالَّذِي عُمْرُه خَمْسَة وَعُشْرُونَ عَاماً يُشَاهِدٌ التِلِيفِزْيُون خَمْسَة وَعُشْرُون ألْف سَاعَة .. وَهَكَذَا .. هذِهِ دِرَاسَة .. هَلْ إِلَى هذَا الحَدٌ ؟ أيْضاً هُنَاك دِرَاسَة تَقُول أنَّ 90 % مِنْ الَّذِينَ يُشَاهِدُون الإِعْلاَم لُغِيَتْ عُقُولِهِمْ وَقُدْرَتَهُمْ عَلَى التَّفْكِير وَالتَّخْطِيطْ وَتَحَدِّي المَشَاكِل وَالإِبْتِكَار .. لاَ يَعْرِفُون أنْ يَخْتَارُوا مَا يُنَاسِبَهُمْ فِي الإِعْلاَم .. لَغَى عُقُولْهُمْ .. لِذلِك هُوَ إِعْلاَم مُوَجَه .. كَثِيراً مَا يَكُون الإِعْلاَم مُنْحَاز أوْ مُوَجَه .. يَتَبَنَّى قَضَايَا غِير ضَرُورِيَّة .
5/ إِعْلاَم أنْشَأ لُون مِنْ ألْوَان التَّشَتُّتْ وَالإِنْعِزَال :
================================================================================
لأِنَّنَا نَجْلِس أمَام الإِعْلاَم سَاعَات طَوِيلَة فَصِرْنَا لاَ نَجْلِس مَعَ بَعْضِنَا وَبِالتَّالِي حَدَثَ لُون مِنْ ألْوَان التَّفَكُك وَبِذلِك صَارَ هُنَاك لُون مِنْ ألْوَان التَّشَتُّت وَالإِنْعِزَال .
6/ إِعْلاَم يُتَاجِر بِغَرَائِز الإِنْسَان :
==================================================
هذِهِ نُقْطَة لَمْ أكُنْ أُحِبْ أنْ أتَكَلَّمْ فِيهَا وَهيَ أنَّ الإِعْلاَم يُتَاجِر بِغَرَائِز الإِنْسَان .. فَعِنْدَمَا يَكُون الإِعْلاَم يُعْلِنْ عَنْ مُنْتَج مُعَيَّنْ مَثَلاً نُوع مِنْ المَسْلَى .. مَا عِلاَقِة المَسْلَى بِالرَقْص ؟ لاَ تُوْجَدٌ بِالطَبْع عِلاَقَة لكِنُّه يُتَاجِر بِغَرَائِز الإِنْسَان .. جَعَلْ الشَّخْص يُرِيدْ أنْ يَرَى الإِعْلاَن لِيُشَاهِد فِيهِ فَتَاة مُوَاصَفَاتْهَا كَذَا .. يُتَاجِر بِغَرَائِز الإِنْسَان .. بَيْنَمَا عِنْدَمَا يُقَدِّم أُغْنِيَّة يُحَوِّل الأُغْنِيَة إِلَى خَلاَعَة وَإِظْهَار أعْضَاء وَعُرْي .. مَا الدَّاعِي لِذلِك ؟ إِنْ كَانَتْ هذِهِ الفَتَاة أوْ هذَا الرَّجُل يُغَنِّي لَكِنَّهُمَا لاَ يُغَنِيَان بَلْ يُثِيرَا غَرَائِز الإِنْسَان .. وَأيْضاً نَرَى ذلِك فِي الأفْلاَم مَنَاظِر قَبِيحَة وَتَلْمِيحَات وَهُنَاك غَرَائِز صَرِيحَة وَغَرَائِز غِير صَرِيحَة .
المُتَاجَرَة بِالجُزْء الغَرِيزِي أحْدَث أمر مُتَدَنِّي جِدّاً وَلِلأسَفْ قَدْ يَنْقَادٌ الإِنْسَان إِلَى غَرَائِزُه أحْيَاناً .. مُنْذُ وَقْت لَيْسَ بِكَثِير كُنَّا نُوَاجِه قَضَايَا كَثِيرَة .. قَدِيماً كَانَ هُنَاك بِرْنَامِج يُوم الأحَدٌ إِسْمُه * البِرْنَامِج المَفْتُوح * .. وَكَانَ يِعَطَلْ النَّاس عَنْ حُضُور القُدَّاسَات وَكُنَّا نَقُول لَهُمْ أنَّ الكِنِيسَة أهَمْ .. وَعِنْدَمَا صِرْنَا خُدَّام قَالَ لَنَا الأبَاء الكَهَنَة صَرَاحَةً لاَ تُفَضِّلُوا اليُّوم المَفْتُوح عَنْ القُدَّاس .. وَكَانَ هذَا البِرْنَامِج عِبَارَة عَنْ أُغْنِيَة فَمُسَلْسَل وَ ...... اليُّوم خَمْسُونَ ألْف يُوم مَفْتُوح وَخَمْسُونَ ألْف قَنَاة وَفِيلْم يَعْقُبُه فِيلْم وَيَنَام الإِنْسَان فِي الصَّبَاح فَمَتَى يَسْتَيْقِظْ ؟ .. بِمَعْنَى آخَر الإِعْلاَم قَتَلْ اليُّوم .
الأنْ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعْ أنْ يَأتِي بِالدِّش يَأتِي بِالوَصْلَة .. حَتَّى فِي الصِعِيد وَالنَّاس بُسَطَاء لكِنْ عِنْدَهُمْ الوَصْلَة الَّتِي جَعَلِتْ القُرَى الَّتِي كَانَتْ لاَ يُسْمَعْ فِيهَا أصْوَات السَّاعَة الثَّامِنَة مَسَاءً وَتَسْتَيْقِظْ السَّاعَة الخَامِسَة فِي الفَجْر صَارَتْ الأنْ تَسْهَر أمَام الوَصْلَة بِقَنَوَاتْهَا .. وَلأِنَّهُ أمر إِنْفَتَحُوا عَلِيه فَجْأة وَصَارَ الأمر مَرْغُوب لَدَيْهِمْ جِدّاً .. قَدْ يَكُون ذلِك لأِنَّهُ لَيْسَ عِنْدَهُمْ إِخْتِلاَط أوْ إِنْفِتَاح وَلِهذَا صَارَ الأمر لَهُ آثَار مُدَمِرَة وَخَاصَّةً وَعِنْدَمَا لاَ يَكُون الإِنْسَان فِي بِيتُه دُش لكِنْ عِنْدُه دِش .. شِئ صَعْب .. الإِعْلاَم صَنَعْ تَفَكُّك وَانْعِزَال وَأنْشَأ إِحْتِيَاج وَتَاجَر بِالأمر الغَرَائِزِي .. أخْطَار دِينِيَّة أوْ سِيَاسِيَّة .. نَعَمْ لَهُ بَعْض الأُمور الإِيجَابِيَّة لكِنْ أيْضاً لَهُ أضْرَار لِذلِك لَيْسَتْ كُلَّ الأشْيَاء تَحِلُّ لِي .
كَيْفَ نَتَعَامَل مَعَ وَسَائِل الإِعْلاَم ؟
=====================================================
أنَا كَإِبْن لله وَأنْتَ كَشَاب وَشَابَّة كَيْفَ نَتَعَامَل مَعَ هذَا الأمر ؟ الأمر يَحْتَاج لِنِعْمَة .. الأمر يَحْتَاج أنْ نَعْرِف كَيْفَ نَخْتَار .. جَمِيل مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول عِنْدَمَا قَالَ ﴿ امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ ﴾ ( 1تس 5 : 21 ) .. أُنْظُر مَا يُنَاسِبَك .. وَبِالمُنَاسْبَة لَوْ هُنَاك بِرْنَامِج مُفِيد فِي أحَدٌ القَنَوَات تَجِدٌ أنَّ الإِقْبَال عَلِيه أقَلْ مِنْ الإِقْبَال عَلَى مُسَلْسَل .. أي أقَلْ مِنْ 5 % .. وَتَجِدٌ أنَّ هُنَاك بِرْنَامِج لاَ يُقَدِّم أي فِكْر – أي تَافِه – تَجِدٌ أنَّ الإِقْبَال عَلِيه أكْثَر مِنْ 90 % .. اليُّوم النَّاس لاَ تَبْحَث عَنْ مَا يُخَاطِبْ عَقْلَهَا بِقَدْرٌ مَا تَبْحَث عَمَّا يُخَاطِبْ الغَرَائِز وَيُخَاطِبْ الجَسَد .. لِذلِك لِنَبْحَث عَمَّا يُخَاطِبْ عَقْلِنَا وَمَا يُهَذِّبْنَا وَيُثَقِّفْنَا وَيَبْنِينَا .. هُنَاك مَا هُوَ مُفِيد .. مُمْكِنْ أعْرَف مَا يُفِيدْنِي مِنْ الكُمْبِيُوتَر وَالنِتْ وَالدِّش لكِنْ عَلَيَّ أنْ أعْرِف كَيْفَ أخْتَار .. الأنْبَا مُوسَى لَهُ عِبَارَة مُهِمَّة يِقُول فِيهَا أنَّهُ لاَبُدْ أنْ نَتَعَلَّمْ شَيْئَيْن مُهِمَيْن كَيْ نَتَعَامَل مَعَ وَسَائِل الإِعْلاَم الحَدِيثَة هُمَا * select and resept * .
تُوْجَدٌ رَغْبَة دَاخِلِيَّة عِنْدَ الإِنْسَان أنَّهُ يُرِيدْ أنْ يَرَى شِئ مُفِيدْ وَمُهِمْ وَأنْ يَسْمَعْ خَبَر .. مُمْكِنْ يَقْرأ لِمُجَرَّدٌ القِرَاءَة شِرِيطْ الأخْبَار لِيَأخُذ مَعْلُومَة مِنْ أي قَنَاة .. العَرَبِيَّة أوْ الجِزِيرَة أوْ الحُرِّيَّة أوْ ..... لِذلِك يُقَال أنَّ هُنَاكَ خُطُورَة لَوْ تَعَامَلْت مَعَ قَنَاة وَاحِدَة لأِنَّهُ غِير مُحَايِدٌ .. وَاحِدٌ يُرِيدْ أنْ يُظْهِر لَك أنَّ الدُنْيَا قُلِبَتْ وَآخَر .. لاَ .. يُوْجَدٌ أكْثَر مِنْ قَنَاة وَمِنْ هُنَا تَسْتَطِيعْ أنْ تَعْرِف المَعْلُومَة .
لاَبُدْ أنْ يَكُون عِنْدَنَا ثَقَافِة الوَاقِعْ وَالحَاضِر .. رَبِّنَا يَسُوع كَانْ عِنْدُه إِلْمَام بِالأحْوَال السِيَاسِيَّة الَّتِي حَوْلُه .. وَيَعْرِف المَمَالِك الَّتِي حَوْلُه .. وَيَعْرِف الحُرُوب وَالأوْبِئَة وَالزَلاَزِل وَ ..... كَانَ يَعْرِف .. أحْيَاناً الإِنْسَان يُشَاهِدٌ الإِعْلاَم لِمُجَرَّدٌ التَّسْلِيَة .. يُرِيدْ أنْ يَرَى مُجَرَّدٌ أُغْنِيَّة أوْ مُسَلْسَل أوْ بِرْنَامِج تَسَالِي .. لاَ .. لاَبُدْ أنْ نَتَثَقَفْ .
أحَدٌ الأسَاقْفَة كَانَ مَدْعُو لِنَدْوِة شَبَاب وَقَالَ لاَبُدْ أنْ تَتَثَقَفْ وَتَعْرِف كَذَا وَكَذَا وَمَثَلاً تَعْرِف المُشْكِلَة الحَادِثَة فِي دَارْفُور وَ ..... وَ ..... وَإِذْ بِهِ يُفَاجَأ فِي نِهَايِة النَدْوَة سُؤال لَهُ يَسْألُه هَلْ حَدَثَتْ مُشْكِلَة فِي كَارْفُور ؟ فَقَالَ لَيْسَتْ هُنَاك مَشَاكِل فِي كَارْفُور بَلْ فِي دَارْفُور .. هذَا نَتِيجِة عَدَم التَّثْقِيفْ بَلْ الإِعْلاَم لِمُجَرَّدٌ التَّسْلِيَة فَقَطْ وَلَيْسَ المَعْلُومَة .. لاَبُدْ أنْ يَعْرِف الإِنْسَان كَيْفَ يَخْتَار .. إِخْتَار مَا يُخَاطِبْ عَقْلَك وَكَيَانَك الدَّاخِلِي .. شِئ ثَقَافِي تُنَمِّي عِنْدَك المَعْرِفَة فِي مَجَال مُعَيَّنْ وَحَاوِل بِحَوَاسَك الرُّوحِيَّة النَشِطَة أنْ تَرْفُض كُلَّ مَا يُخَاطِبْ الغَرِيزَة فِي جَسَدَك .
الأمر يُرِيدْ وَمِحْتَاجٌ جِهَادٌ كَيْ تَعْرِف كَيْفَ تَخْتَار قَنَوَات التِلِيفِزْيُون أوْ النِتْ الَّتِي تُنَاسِبَك .. الأمر مُحْتَاجٌ أنْ يَكُون وَقْتَك وَفِكْرَك وَقَلْبَك مَشْغُول بِالله .. لاَبُدْ أنْ تَكُون إِنْسَان شَبْعَان بِالله .. لاَبُدْ أنْ يَكُون قَلْبَك وَفِكْرَك مَشْغُولِينْ بِالله وَمَحَبِّتُه كَيْ تَعْرِف أنْ تَخْتَار وَتَتَحَكَّمْ وَلاَ تَنْقَادٌ لِغَرَائِزَك وَلاَ تَتْبَعْ مُيُولَك وَلكِنْ تَتْبَعْ صُوْت الرُّوح دَاخِلَك .. هذَا مَا يَجْعَلَك تَعْرِف كَيْفَ تَخْتَار وَكَيْفَ تَقُول لاَ وَكَيْفَ تُغَيِّر القَنَوَات الَّتِي لاَ تُفِيدَك بِسُرْعَة وَالمَنَاظِر الرَّدِيئَة بِسُرْعَة لأِنَّكَ لَوْ تَرَكْت هذِهِ الأُمور سَيَكُون لَهَا سُلْطَان دَاخِلَك إِنْ لَمْ تَشْبَعْ مِنْ الله .. لأِنَّهُ قَدْ يَرَى شَخْص مَنْظَر لِثَوَانٍ قَلِيلَة وَلاَ يَسْتَطِيعْ أنْ يَنْسَاه لِسِنِينْ .. لِذلِك الجَسَد المَدْهُون بِالمَيْرُون الَّذِي كُلَّ جُزْء فِيهِ مِلْك لِلْمَسِيح لاَ يَلِيقٌ أنْ يَرَى هذَا الإِسْتِخْفَاف .. لِذلِك حَاوِل أنْ يَكُون عِنْدَك نِعْمِة الإِخْتِيَار وَلاَبُدْ أنْ تَرْفُض أي إِغْرَاء لأِي إِعْلاَم مَهْمَا كَانْ .
أيْضاً حَاوِل أنْ يَكُون عِنْدَك قَنَاعَة وَاكْتِفَاء بِمَا أنْتَ فِيهِ كَيْ لاَ تَسْقُطْ تَحْت بَنْد الإِسْتِهْلاَك .. وَلاَ تُعْطِي وَقْت طَوِيل لِلتِلِيفِزْيُون عَلَى حِسَاب بِرْنَامْجَك الرُّوحِي وَوَقْتَك مَعَ أُسْرِتَك وَوَقْت أصْحَابَك وَدِرَاسْتَك .. الَّذِي فِيهِ نِعْمَة الله وَرُوح الله يَعْرِفْ كَيْفَ يَتَزِنْ فِي تَصَرُّفَاتُه .. لاَبُدْ أنْ نَتَعَلَّمْ كَيْفَ نَكُون مُعْتَدِلِينْ .. جَيِّدٌ مُعَلِّمْنَا بُولِس عِنْدَمَا يَقُول ﴿ امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ ﴾ .. إِسْعَى لِلبُنْيَان فِيمَا تَرَاه عَلَى التِلِيفِزْيُون وَالنِتْ .. قَدْ يَحْفَظْ الإِنْسَان ألْحَان وَيَسْمَعْ عِظَات وَيَتَعَلَّمْ اللُغَة القِبْطِيَّة بِالنِتْ وَيَدْخُل عَلَى مَوَاقِعْ لِيَعْرِف مَا يُرِيدْ .. مُمْكِنْ نِكُون فِي الكِنِيسَة وَنَقُول عِظَة وَتَصِل إِلَى كَنَدَا أوْ أمْرِيكَا .. وَتَسْمَعْ مَنْ يَقُول لَك أنَا سَمَعْت العِظَة حَتَّى قُدْسَك قُلْت كَذَا وَكَذَا .. رُبَّمَا تَكُون قَدْ قُلْت شِئ أضْحَك النَّاس .. أي أنَّهُ سَمَعَ فِعْلاً .. ألِهذِهِ الدَّرَجَة أصْبَحَ العَالَمْ صَغِير ؟!! أي مُمْكِنْ تِسْمَعْ عِظَة لِسَيِّدْنَا البَابَا وَهْيَ تُقَال وَمُمْكِنْ تِسْمَعْ إِجْتِمَاعَات كِنِيسِة مَارِجِرْجِس وَهِيَّ تُقَال .
نُرِيدْ أنْ نَقُول أنَّ العَالَمْ صَارَ صَغِير جِدّاً .. لِذلِك نَسْتَطِيعْ أنْ نَسْتَخْدِم العِلْم لِبُنَاء كِنِيسِتْنَا وَبُنَاء أنْفُسْنَا وَنَشْر الكِرَازَة وَثَقَافِتْنَا وَرُوح آبَائْنَا .. تَخَيَّل لَمَّا يُتَاح لَك أنْ تُخَاطِبْ العَالَمْ كُلُّه فِي لَحْظَة وَاحِدَة وَكُلَّمَا قَدَّمْت مَادَّة قَوِيَّة كُلَّمَا كَانَ لَهَا صَدَى أكْثَر وَأكْثَر .. تُوْجَدٌ كَنَائِس فِي الخَارِج إِعْتَمَدِت فِي إِجْتِمَاع الشَبَاب عَلَى حُجْرَات الدَرْدَشَة أكْثَر مِنْ حُضُور الإِجْتِمَاع لأِنَّهُ تُوْجَدٌ كِنِيسَة وَاحِدَة فِي البَلَد كُلَّهَا .. تَخَيَّل لَوْ كِنِيسَة وَاحِدَة فِي مَصْر كَيْفَ نَأتِي إِلَيْهَا كُلِّنَا ؟ .. مَثَلاً النِمْسَا تُقِيمْ إِجْتِمَاع تَحْفِيظ ألْحَان وَاجْتِمَاع دَرْس كِتَاب عَلَى النِتْ لأِنَّ مِنْهُمْ مَنْ يَصِل إِلَى الكِنِيسَة فِي سَاعْتِينْ أوْ ثَلاَثَة أوْ أكْثَر .. لِذلِك حَدَّدَت الكِنِيسَة وَقْت عَلَى النِتْ لِيَسْتَمِع الكُلَّ لِبَعْضُه .. إِذاً نَسْتَطِيعْ أنْ نَسْتَفِيد مِنْ التَّقَدُّم وَتَصِير وَسَائِل الإِعْلاَم لِفَائِدَتْنَا .. لِذلِك لِنَقُل مَعَ مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول ﴿ امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ ﴾ .. ﴿ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَبْنِي ﴾ .
الله يُعْطِينَا رُوح فَهْم وَحِكْمَة وَإِفْرَاز لِنَعْرِف كَيْفَ نَخْتَار مَا يُنَاسِبْنَا وَيَبْنِينَا وَيُحَكِّمْنَا لِلخَلاَص
وَيُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه
لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 1683

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل