سلوكنا ودعوتنا

Large image

يَقُول مُعَلِّمْنَا بُولِس فِي رِسَالَتِهِ إِلَى أهْل أفَسُس ﴿ أَسْألَكُمْ أَنَا الأسِيرَ فِي الرَّبِّ أَنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ إِلَيْهَا بِكُلِّ تَوَاضُعٍ وَوَدَاعَةٍ وَبِطُولِ أَنَاةٍ ﴾ ( أف 4 : 1 – 2 ) .. نَحْنُ دُعِينَا مَسِيحِيِينْ .. الله إِخْتَارْنَا مِنْ كُلَّ قَبَائِل وَشُعُوب العَالَمْ وَقَالَ أُرِيدَكُمْ أنْتُمْ أوْلاَدِي وَعِنْدَمَا إِخْتَارْنَا أرَادَ أنْ يَخُصِنَا بِصِفَات تُمَيِّزْنَا وَأرَادَ أنْ يَكُون إِسْمِنَا أوْلاَدٌ الله .. أبْنَاء المَلَكُوت .. أرَادَ مِنَّا أنْ نَدْعُوه أبَانَا .. أرَادَ أنْ يَكُون هُوَ أبُونَا وَوَرَثْنَا كُلَّ صِفَاتُه لِذلِك لَمْ نَصِر مِثْل سَائِر شُعُوب العَالَمْ بَلْ صِرْنَا مُمَيَّزِينْ وَسَطْ العَالَمْ .. لكِنْ لِلأسَفْ تُهْنَا وَسَطْ العَالَمْ وَدَخَلْ إِلَيْنَا مِنْ المُجْتَمَعْ أشْيَاء غَرِيبَة عَنَّا .
أنَا لَسْتُ مِثْل العَالَمْ بَلْ أنَا إِبْن لِلْمَسِيح .. أنَا عَابِد فِي الكَنِيسَة .. أنَا صَدِيقٌ لِلقِدِّيسِين .. أنَا وَارِث لِلسَّمَاء .. أنَا صَدِيقٌ لِلإِنْجِيل .. هذَا مُلَخَص إِخْتِلاَفِي عَمَّنْ حَوْلِي .. مَنْ لَهُ الْمَسِيح أب ؟! مَنْ لَهُ الإِنْجِيل بِكُنُوزُه وَوَصَايَاه ؟!! مَنْ لَهُ الكَنِيسَة بِأسْرَارْهَا ؟!! مَنْ لَهُ سَحَابِة شُهُودٌ قِدِّيسِين وَيَعِيش عَلَى رَجَاء الأبَدِيَّة فَهُوَ مُمَيَّز .. لِذلِك عِنْدَمَا أشْعُر بِمُمَيِزَاتِي سَأُفَكِّر بِطَرِيقَة مُخْتَلِفَة لِذلِك قَالَ مَارِبُولِس الرَّسُول ﴿ أَسْألَكُمْ أَنَا الأسِيرَ فِي الرَّبِّ أَنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ إِلَيْهَا ﴾ .. لِذلِك لاَبُد أنْ أكُون :
1) أمِينْ لِلْمَسِيح (2) أعِيش لِلإِنْجِيل (3) عَابِد فِي الكِنِيسَة (4) صَدِيقٌ لِلقِدِّيسِينْ (5) مُشْتَاقٌ لِلأبَدِيَّة
(1) أمِينْ لِلْمَسِيح :
======================
مَنْ هُوَ الْمَسِيح بِالنِّسْبَة لِيَّ ؟ الْمَسِيح بِالنِّسْبَة لِيَّ هُوَ رَاعِي وَفَادِي وَمُخَلِّص وَأب عَاشَ فِي الجَسَد كَيْ يَقْتَرِبْ لِي وَلاَ يَكُون بِالنِّسْبَة لِيَّ خَيَال بَلْ حَقِيقَة .. عِنْدَمَا أُنَادِي إِسْمُه أشْعُر بِهِ وَعِنْدَمَا أحْتَاجُه أطْلُبُه فَأجِدُه بِجَانِبِي وَصِرْت أنَا لِلْمَسِيح وَالْمَسِيح لِي وَكَمَا قَالَ بُولِس الرَّسُول ﴿ أَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ ﴾ ( غل 2 : 20 ) .. فَصِرْت أنَا أُسَاوِي صِفْر وَصَارَ الْمَسِيح فِيَّ هُوَ الكُلَّ وَتَوَحَدْت بِهِ وَصِرْت مَعَهُ وَاحِدٌ وَهذَا مَا طَلَبَهُ الْمَسِيح لَهُ المَجْد مِنْ الآب أنَّهُ كَمَا كَانَ هُوَ وَالآب وَاحِدٌ هكَذَا نَحْنُ وَالْمَسِيح وَاحِدٌ .. مَا هُوَ الْمَسِيح بِالنِّسْبَة لِيَّ ؟ هُوَ وَاقِعْ وَلَيْسَ مَعْلُومَة لَمَّا دُعِيَ إِسْمِي مَسِيحِي ؟ إِذاً إِسْمُه مَدْعُو عَلَيَّ لِذلِك لاَبُد أنْ يَكُون سُلُوكِي هُوَ سُلُوكُه وَفِكْرِي فِكْرُه وَكَمَا يَقُول الكِتَاب﴿ إِنْ كَانَ يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ فَكَأَقْوَالِ اللهِ ﴾ ( 1بط 4 : 11) .. ﴿ بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ ﴾ ( أع 17 : 28 ) .
كَلِمَة رَائِعَة كَتَبْهَا القِدِيس أثَنَاسْيُوس عَنْ الأنْبَا أنْطُونْيُوس وَهيَ ﴿ كَانَ أنْطُونْيُوس يَتَنَفَس الْمَسِيح ﴾ .. أي عَاش وَدُنْيَاه كُلَّهَا الْمَسِيح وَالْمَسِيح تَخَلَّل خَلاَيَاه .. لِذلِك لاَبُد تَكُون عِلاَقْتِي بِالْمَسِيح عِلاَقَة حَقِيقِيَّة .. عِلاَقَة صَمِيمِيَّة .. عِلاَقِة وِحْدَة وَلَيْسَتْ وَهْم .. وَعِنْدَمَا تَنْزِل عِينِي عَنْ الْمَسِيح أُمور كَثِيرَة تَسْقُط لأِنَّهُ كَمَا قَالَ الكِتَاب﴿ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضاً ﴾ ( 1يو 2 : 6 ) .. مِنْ تَدَابِير الله لِلتَّجَسُّد أرَادَ أنْ يُشْعِرْنَا بِهِ فَأكَل وَشَرَبْ وَنَام وَتَعَامَل مَعَ أتْقِيَاء وَمَعَ أشْرَار .. كُلَّ مَا نَجْتَازُه فِي الحَيَاة إِجْتَازُه الْمَسِيح لَهُ المَجْد عَاشَ مَعَ أحْبَاب وَمَعَ أعْدَاء .. إِجْتَاز عِلاَقَات أُسَرِيَّة وَعِلاَقَات صَدَاقَة وَتَعَامَل فِي المَادِيَّات وَ ..... وَهذَا مَا نَجْتَازُه فِي الحَيَاة .. تَعَامَل مَعَ كُلَّ نَوْعِيَات البَشَر حَتَّى أنَّ الإِنْسَان الشِّرِّير يَقِفْ أمَامُه يَتَطَهَّر .
مَا السِّر الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَ الْمَسِيح ؟ هَلْ هُوَ قُدْوِتِي وَالنَمُوذَج الَّذِي أحْيَا بِهِ ؟ عِنْدَمَا دَخَلْ حَيَاتِي تَشَبَّعْت بِهِ وَتَشَبَّعْ فِكْرِي بِهِ فَصَارَت حَيَاتِي حَيَاتُه وَسُلُوكِي سُلُوكُه .. هُوَ إِخْتَارْنَا وَدَعَانَا مَسِيحِيِينْ .. نَحْنُ أوْلاَدُه نَعِيش وَسَطْ العَالَمْ حَتَّى أنَّ كُلَّ مَنْ يَرَانَا يَرَى الْمَسِيح وَصَارَ كُلٍّ مِنَّا مَسِيح صَغِير .
اليَوْم نَحْتَفِل بِإِسْتِشْهَادٌ القِدِّيسَان قُزْمَان وَدِمْيَان .. كَانَا شَابَّان طَبِيبَان مَارَسَا الطِّبْ كَيْ يَتَمَجَّد الْمَسِيح .. كَانَا يُصَلِيَان بِجَانِبْ المَرِيض حَتَّى وَإِنْ كَانَ وَثَنِي وَيَطْلُبَان عَنْهُ بِدُمُوع لِيُشْفَى بِإِسْم الْمَسِيح وَيُعْطِيَانَهُ العِلاَج وَلاَ يَأخُذَان أجر عَنْ عَمَلْهُمَا لِذلِك دُعِيَا (( مُبْغِضِي الفِّضَّة )) .. كَثِيرُونَ ذَهَبُوا لَهُمَا لِلعِلاَج وَمَجَّدَا الله فِي حَيَاتَهُمَا .. لِذلِك لاَبُد أنْ يَظْهَر الْمَسِيح فِي حَيَاتِي وَسُلُوكِي .. الْمَسِيح لَهُ المَجْد لَيْسَ قِصَّة وَانْتَهَتْ أوْ خَيَال بَلْ هُوَ فِينَا هُوَ مَجْدِنَا أرَادَ أنْ يَأخُذ جَسَدْنَا وَيَحْيَا حَيَاتْنَا لِنَسْلُك مِثْلَهُ .
(2) أعِيش لِلإِنْجِيل :
========================
أنَا مَسِيحِي وَلَدَيَّ إِنْجِيل وَلاَبُد أنْ أحْيَا أمِين لَهُ وَأدْخُل فِي صَدَاقَة بَيْنِي وَبَيْنَهُ وَأُحَوِّلَهُ إِلَى حَيَاة لأِحْيَا عِشْرَة بَيْنِي وَبَيْنَ الْمَسِيح .. وَيَكُون أمَامِي الإِنْجِيل وَسَطْ كُتُبِي وَلاَبُد أنْ أقْرَأُه وَأسْتَخْرِج آيَة وَأحْفَظْهَا وَأعِيشْهَا .. أمر مُهِمْ أنْ يَكُون الإِنْجِيل لِي حَيَاة وَأصِير إِنْجِيل مُعَاش .. وَعِنْدَمَا أبْتَعِد عَنْ الإِنْجِيل يَمْتَلِئ قَلْبِي بِالعَالَمْ لاَ الْمَسِيح لأِنَّهُ سَيَنْسَحِبْ مِنْ قَلْبِي لِذلِك قَالَ بُولِس الرَّسُول﴿ فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ ﴾ ( في 1 : 27 ) – فَقَطْ – .
الإِنْجِيل يُحَكِّمْنِي وَيُسَاعِدْنِي عَلَى التَوْبَة وَيُعْطِينِي رَجَاء .. الإِنْجِيل يُوَبِخْنِي وَفِي نَفْس الوَقْت يَرْفَعْنِي .. يَكْشِفْ لِي خَطَايَاي وَيُعَلِّمْنِي التَوْبَة وَيُشَجِعْنِي لِذلِك يَقُول القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيِّ الفَمْ ﴿ إِنَّ الجَهْل بِالكِتَاب المُقَدَّس هُوَ عِلِّة جَمِيعْ الشُّعُوب ﴾ .. الجَاهِل بِالوَصِيَّة يَحْيَا الشَّر لاَ يَعْرِف كَيْفَ يُحِب أوْ كَيْفَ يَحْفَظ فِكْرُه وَنَفْسُه مِنْ العَالَمْ .. لكِنْ الَّذِي يَعْرِف الإِنْجِيل عِنْدَمَا يُخْطِئ يَجِد الوَصِيَّة أمَامُه قُوَّة رَادِعَة .. الوَصِيَّة تُحْصِر الإِنْسَان وَتُعْطِيه نِعْمَة لِيَحْيَا الفَضَائِل .. لِذلِك عِش بِحَسَبْ الإِنْجِيل .. ﴿ الْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَياةٌ ﴾ ( يو 6 : 63 ) .. يَا لِسَعَادِة الإِنْسَان الْمَسِيحِي لأِنَّ لَهُ إِنْجِيل .. إِنْجِيل مَعْنَاه صِمَام أمَان وَإِرْشَادٌ .. ﴿ سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي ﴾ ( مز 119 : 105) .. وَلاَ نَنْسَى الآيَة الَّتِي كَانَ المُتَنَيِح البَابَا كِيرلُس يَسْألْهَا لِلشَبَاب ﴿ بِمَاذَا يُقَوِّم الشَّاب طَرِيقُه ؟ ﴾ عِنْدَمَا يُجِيبُه شَاب ﴿ بِحِفْظُه أقْوَالَك ﴾ ( مز 119 : 9 ) يَعْرِف أنَّ لَهُ عِلاَقَة بِالإِنْجِيل .
نُشْكُر الله أنَّ الأنَاجِيل مُتَوَفِرَة لَدَيْنَا الأنْ .. مُنْذُ حَوَالِي مَائَة عَام لَمْ تَكُنْ هُنَاك طِبَاعَة فَكَانَ الإِنْجِيل مَخْطُوطَات وَلِذلِك كَانَ الَّذِي يَقْتَنِي سِفْر مِنْ الإِنْجِيل يُعْتَبَر أنَّ لَدَيْهِ كِنْز وَكَانُوا يَتَبَادَلُونَ الأسْفَار مَعاً .. وَكَانَ الأبَاء فِي الأدْيُرَة يَتَنَاوَبُوا عَلَى الإِنْجِيل وَيَسْهَرُون عَلَى قِرَاءَتِهِ .. الإِنْجِيل لَدَيْكَ كِنْز إِقْرَأُه بِشَغَفْ وَحُبْ وَعِشْقٌ وَقُل أشْكُرَك يَا إِلهِي .
(3) عَابِد فِي الكِنِيسَة :
=============================
يَسُوع يَقُول أنَا عِشْت بِالجَسَد وَبَارَكْت الكُلَّ وَصَعَدْت لِلسَّمَاء لِذلِك أُعْطِي بَديل يَعْمَل نَفْس عَمَلِي .. أُعْطِي كَيَانِي .. هذَا البَدِيل هُوَ الكَنِيسَة وَكَأنَّ الكَنِيسَة هِيَ حُضْن الْمَسِيح كُلَّ مَنْ يَدْخُلْهَا يَدْخُل حُضْن يَسُوع .. رَسَمْ شَاب الكَنِيسَة عَلَى أنَّهَا جَسَد الْمَسِيح فَجَعَل الهَيْكَل هُوَ رَأس الْمَسِيح وَالكَنِيسَة هِيَ جَسَدَهُ .. لِذلِك الكَنِيسَة هِيَ جَسَد الْمَسِيح وَالقُرْبَان هُوَ أيْضاً جَسَد الْمَسِيح .. وَلِنَتَسَاءَل مَنْ مِمَّنْ حَوْلَنَا يَحْيَا هذِهِ الأسْرَار البَدِيعَة ؟ مَنْ نَالْ هذِهِ الأُمور الرُّوحِيَّة مِثْلَنَا ؟ الَّذِينَ حَوْلَنَا يَأكُلُون وَيَشْرَبُون وَيَحْيُون بِدُون هَدَفْ .
نَحْنُ إِخْتَارْنَا لِنَأخُذ حَيَاة وَلَيْسَتْ أُمور مَلْمُوسَة لأِنَّنَا أخَذْنَا نِعْمَة لِنَعِيش وَسَطْ العَالَمْ لكِنَّنَا لَسْنَا مِنْ العَالَمْ بَلْ نَحْنُ مِنْ فَوْق لِذلِك لاَبُد أنْ نَحْيَا فِي الكَنِيسَة لِنَجِد أنْفُسْنَا فِي الْمَسِيح وَفِي الكَنِيسَة الَّتِي هِيَ جَسَدَهُ .. لاَبُد أنْ تَشْعُر أنَّكَ أنْتَ وَأخِيك وَأُخْتَك وَ...... جَسَد الْمَسِيح .. القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيِّ الفَمْ قَالَ ﴿ إِحْذَر أنْ تَأتِي إِلَى الكَنِيسَة وَتَتْرُك جُزْء مِنْ جَسَد يَسُوع مُعَرَّى ﴾ .. نَحْنُ غِطَاء يَسُوع .. لِذلِك إِدْعُ إِخْوَتَك إِلَى الكَنِيسَة كَيْ يُكْتَمَل جَسَد يَسُوع وَيُغَطَّى .. الكَنِيسَة تُقَدِّم لِي بِر وَفَضِيلَة وَإِنْجِيل .. عِنْدَمَا أخْرُج خَارِجْهَا أجِدٌ عَثَرَات وَأفْكَار لكِنْ بِالكَنِيسَة نَحْيَا الفَضِيلَة .
لَوْ عِشْنَا خَارِج الكَنِيسَة تَتَرَاكَمْ خَطَايَانَا لأِنَّ الله أعْطَانَا نِعْمَة .. دَاخِل الكَنِيسَة أسْرَار تَغْسِل كُلَّ تَعَدِيَاتْنَا .. تَنَاوُل وَاعْتِرَاف وَتَعَالِيمْ مِنْ خِلاَل المَنْجَلِيَّة حَتَّى أنَّ الأبَاء يُلَقِبُون المَنْجَلِيَّة ﴿ فَمْ الْمَسِيح ﴾ .. أيْضاً أعْطَانَا آبَاء كَهَنَة إِمْتِدَاد لِلرُّسُلٌ يَحْمِلُون سُلْطَان غُفْرَان الخَطَايَا .. هُوَ قَالَ نَحْنُ جِنْسٌ مُخْتَارٌ ( 1بط 2 : 9 ) لِذلِك يَحْفَظْ قَدَاسَتْنَا لأِنَّنَا مُخْتَلِفِينْ عَنْ العَالَمْ وَإِنْ كُنَّا نَأخُذ شَكْلُه لكِنْ نَحْنُ أبْنَاء المَلَكُوت .
لكِنْ لِلأسَفْ قَدْ تَتَحَوَّل الكَنِيسَة إِلَى أُمور إِجْتِمَاعِيَّة وَنَقِفْ دَاخِلْهَا بِإِسْتِهْتَار وَتَهَاوُن .. لاَ .. لاَبُد أنْ يَكُون لَك رُؤيَة لِمَا فَعَلَهُ الْمَسِيح لأِجْلَك .. قُلْ لَهُ عَلِّمْنِي أنْ آتِي لِلكَنِيسَة بِأمَانَة .. لاَبُد أنْ أعْرِف أنَّ الكَنِيسَة هِيَ بَيْت المَلاَئِكَة لكِنْ تَخَيَّل أنَّ لِلمَلاَئِكَة حَقٌ التَّسْبِيح فِي الكَنِيسَة مَادُمْنَا غِير مَوْجُودِينْ بِهَا لكِنْ عِنْدَمَا نَتَوَاجَدٌ دَاخِلْهَا الله يُسْكِتْ المَلاَئِكَة لِيَسْمَعْ تَسْبِيحْنَا نَحْنُ .. لِمَاذَا ؟ لأِنَّ المَلاَئِكَة عَدِيمِة الأجْسَادٌ أمَّا نَحْنُ فَلَنَا أجْسَاد أي نَحْنُ أضْعَفْ لِذلِك الله يَفرَح بِتَسْبِيح الأضْعَفْ فَيَفْرَح بِتَسْبِيحْنَا .. مِثْل طِفْل صَغِير يَحْضَر إِجْتِمَاع لِلكِبَار وَيَنْتَبِه لِمَا يُقَال وَيُكَرِّرُه نَجِد أنَّ مَا يَقُولُه جَمِيلٌ فَنُسْكِتْ الكِبَار كَيْ نَسْمَعُه لأِنَّ قُدْرَاتُه بَسِيطَة لكِنَّهُ عَرَفَ الكَثِير .. هكَذَا نَحْنُ قُدْرَات أجْسَادْنَا ضَعِيفَة لِذلِك عِنْدَمَا نُسَبِّحُه وَنَتَوَاجَدٌ فِي الكَنِيسَة يَفْرَح بِنَا .. تَعَالَ إِلَى الكَنِيسَة لِتَنَال نِعْمَة وَلِذلِك يُطْلِقٌ الأبَاء عَلَى التَّسْبِيح (( سِبَاحَة )) لأِنَّ فِي السِّبَاحَة المَاء يَحْمِلَك فَتَسْتَمْتِعْ وَتَرْتَفِعْ وَأيْضاً يَغْسِلَك .
(4) صَدِيقٌ لِلقِدِّيسِين :
============================
هؤلاَء شُفَعَاء عَنَّا وَأصْدِقَاء لَنَا .. نَتَعَلَّمْ مِنْهُمْ الفَضَائِل .. أُطْلُب شَفَاعِة القِدِيس عَنَّك لِتَتَعَلَّمْ مِنْهُ فَضَيلَة فَإِنْ أرَدْت أنْ تَتَعَلَّمْ الصَّلاَة تَعَلَّمْهَا مِنْ الأنْبَا بِيشُوي وَالأنْبَا أنْطُونْيُوس .. وَإِنْ أرَدْت أنْ تَتَعَلَّمْ العَطَاء فَتَعَلَّمُه مِنْ الأنْبَا إِبْرَآم وَالأنْبَا صَرَابَامُون أبُو طَرْحَه .. هَلْ تُرِيد أنْ تَتَعَلَّمْ الإِنْجِيل ؟ هَلْ تُرِيد أنْ تَتَعَلَّمْ فَضِيلَة ؟ صَادِقٌ القِدِّيسِينْ فَتَتَعَلَّمْ مِنْهُمْ .
تُوْجَدٌ ظَاهِرَة وَهيَ إِسْتِخْدَام القِدِّيسِينْ .. نَحْنُ نَسْتَهْلِك القِدِّيسِينْ لِمَصَالِحْنَا وَلكِنْ لاَ نَقْتَدِي بِهُمْ وَلاَ نَطْلُب شَفَاعِتْهُمْ مِنْ أجْل فَضِيلَة نَتَعَلَّمْهَا .. فَتَجِد مَنْ يَتَكَلَّمْ عَنْ أبُونَا عَبْد المِسِيح وَمُعْجِزَاتُه وَلكِنْ إِنْ سَألْتُه عَنْ سِيرْتُه وَتَقْوَاه تَجِدُه لاَ يَعْرِف .. نَتَشَفَعْ بِهُمْ لِمَصْلَحَة خَاصَّة وَكَأنَّنَا نَسْتَهْلِك القِدِّيسِينْ .. لاَ .. لاَبُد أنْ تَعْرِف أنَّهُمْ قُوَّة فِي حَيَاتْنَا .. كُلَّ إِنْسَان كَسُول فِي جِهَادُه الرُّوحِي يَتَشَفَعْ بِقِدِيس لِيُقَوِيه فِي التُوبَة .. تَشَفَعْ بِالقِديس مُوسَى الإِسْوِد .. هَلْ تُرِيد أنْ تَتَعَلَّمْ الصُوْم الرُّوحَانِي ؟ تَشَفَعْ بِالقِدِيس أبُو مَقَّار .. القِدِّيسِينْ هُمْ صِمَام أمَانْ وَقُوَّة تَسْنِدْنَا لِذلِك الكَنِيسَة تَضَعْ أيْقُونَاتِهِمْ وَتَقُول لَنَا أنْتُمْ لَسْتُمْ بَعِيدِينْ عَنْ القِدِّيسِينْ بَلْ هُمْ سَبَقُوكُمْ وَأنْتُمْ وَرَاءِهِمْ تَلْحَقُونَ بِهِمْ .. جِيلْنَا بِهِ قِدِّيسِينْ وَالأجْيَال الَّتِي بَعْدِنَا سَيَكُون بِهَا قِدِّيسِينْ وَمَنْ قَبْلِنَا كَانَ قِدِّيسِينْ لِذلِك تَقُول الكَنِيسَة فِي القُدَّاس ﴿ لَمْ تَزَل كَلِمَة الله تَنْمُو وَتَزْدَاد ﴾ ( مَا يَقُولُه الشَّمَاس فِي خِتَامٌ الإِبْرَكْسِيس ) .. وَنَجِد بَعْدَهَا مُبَاشَرَةً السِنِكْسَار لِنَعْلَمْ أنَّ كَلِمَتِهِ تَنْمُو وَتَزْدَاد حَتَّى الأنْ وَإِلَى النِّهَايَة .. رُوح القَدَاسَة لَنْ تَنْتَهِي .. وَلْتَسْأل نَفْسَك هَلْ تَسْلُك مِثْل القِدِّيسِينْ أم العَالَمْ غَيَّر أفْكَارَك ؟
(5) مُشْتَاقٌ لِلأبَدِيَّة :
========================
أنَا أعِيش كَيْ أذْهَبْ بَعْد حَيَاتِي عَلَى الأرْض لأِسْعَدٌ بِالأبَدِيَّة .. هذَا جَمَال الهَدَف الَّذِي نَحْيَا مِنْ أجْلِهِ .. نَحْنُ نُجَاهِد فِتْرَة كَيْ نَرْبَح الأبَدِيَّة .. الله أرْسَلْنَا إِلَى العَالَمْ كَيْ نَشْهَدٌ لَهُ ثُمَّ نَعُودٌ لَهُ فِي الأبَدِيَّة مَرَّة أُخْرَى وَكَمَا قَالَ رَبَّ المَجْد يَسُوع ﴿ أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ . الْعَمَلُ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَِعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ . وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ ﴾ ( يو 17 : 4 – 5 ) .. الأبَاء كَانُوا يَقُولُون كَلِمَات بِأُسْلُوب الدُّعَابَة لَمْ نَكُنْ نَسْتَوْعِبْهَا .. مِنْهُمْ مَنْ كَانَ يَقُول (( عَايِز أرَّوَح )) لأِنَّ السَّمَاء هِيَ وَطَنَنَا الأصْلِي .. وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَ يَتَسَاءَل (( هِيَّ السَّاعَة كَام ؟ )) لأِنَّ إِشْتِيَاقٌ الأبَدِيَّة لَمْ يُفَارِقَهُمْ .. أحَدٌ الأبَاء كَانَ دَائِماً يَقُول (( زَمَانُه جَاي )) .. مَهْمَا تِسْألُه أي سُؤَال يُجِيبَك بِنَفْس الكَلِمَة وَعِنْدَمَا إِقْتَرَبِتْ لَحْظِة إِنْتِقَالُه مِنْ العَالَمْ وَجَدُوه يَبْتَسِمْ وَيَقُول (( أهُو جِه )) .. وَكَأنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُه بِإِشْتِيَاقٌ .
لاَبُد أنْ نَحْيَا بِفِكْر الأبَدِيَّة وَأنَّهُ لَوْ أبْقَانِي الله فِتْرَة عَلَى الأرْض فَلِكَيْ أسْتَعِد لِلِقَاءُه لأِنِّي مِنْ السَّمَاء وَسَأعُودٌ إِلَيْهَا .. وَيَوْم أنْ أفْقِد هَدَفِي سَيَصِير الصُوْم ثَقِيل وَالغُفْرَان أثْقَل فَلِمَاذَا أغْفِر لِغَيْرِي ؟ تَخَيَّل لَوْ قِيلَ لَك سَتُلْغَى الإِمْتِحَانَات وَسَتُغْلَقٌ الجَامِعَات وَلَنْ يُوجَدٌ تَعْلِيمْ .. فَلِمَاذَا تَسْتَذْكِر إِذاً ؟ أنْتَ تَتْعَبْ لأِنَّ لَكَ هَدَفْ .. هكَذَا كَانَ الأبَاء القِدِّيسُون لَهُمْ السَّمَاء هَدَفْ يَتْعَبُون مِنْ أجْلَهَا .. وَيُوْم أنْ يُهَدَّدُوا بِالمَوْت كَانُوا يَفْرَحُون لأِنَّهُمْ بِالمَوْتِ يَقْتَرِبُون إِلَى الأبَدِيَّة .. الأبَدِيَّة دَائِماً فِي فِكْرُهُمْ .. أنَا أيْضاً مَدْعُو لِلأبَدِيَّة .. ﴿ لاَ تَخَفْ أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ لأَِنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيكُمُ الْمَلَكُوتَ﴾ ( لو 12 : 32 ) .. نَحْنُ نَحْيَا لِلسَّمَاء وَلَنَا فِكْر أسْمَى مِنْ الأرْضِيَات .. لَنَا أبَدِيَّة وَلَنَا حَيَاة جَدِيدَة لِذلِك نَقُول ﴿ لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ ﴾ ( مت 6 : 10 ) .. ﴿ إِهْدِنَا إِلَى مَلَكُوتُكَ ﴾ ( مَا يَقُولُه الكَاهِن فِي مُقَدِمِة القِسْمَة ) .. لِذلِك إِنْ سَمَحَ الله لأِحَدٌ أحِبَّائْنَا بِالإِنْتِقَال نَشْعُر أنَّهُ قَدْ صَارَ لَنَا شَفِيعْ فِي السَّمَاء وَنَتَعَلَّمْ الإِسْتِعْدَادٌ لأِنَّهُ سَيَأتِي دُورِي فِي أحَدٌ الأيَّام .. كُلٍّ مِنَّا لَهُ دُور لِلإِنْتِقَال مِنْ العَالَمْ الله حَدَّدٌ مِيعَادُه لِذلِك لِنَسْتَعِدٌ لِلِقَائِهِ حَتَّى نَجْتَمِعْ كُلِّنَا مَعاً فِي عَشَاء عُرْسٌ الخَرُوف ( رؤ 19 : 9 ) .. لِذلِك عِش الأبَدِيَّة لأِنَّكَ إِبْن الأبَدِيَّة .
عِنْدَمَا نَحْيَا هذِهِ الأفْكَار الخَمْسَة بِأمَانَة سَنَعِيش وَنُمَارِس كُلَّ أُمور الحَيَاة لكِنْ بِفِكْر مُخْتَلِفْ .. الله خَلَقْنَا لِرِسَالَة لِنَعِيشْهَا وَعِنْدَمَا نُفَكِّر فِي عَطَايَا الله لَنَا نَفْرَح وَنَعِيش بِفِكْر إِرْتِقَاء .. نَعَمْ الحَيَاة بِدُون هذِهِ الأفْكَار الخَمْسَة لَيْسَ لَهَا مَذَاقٌ بَلْ وَثَقِيلَة جِدّاً لِذلِك نَجِد أهْل العَالَمْ يَعِيشُون رَفَاهِيِة الحَيَاة وَيَقْتَنُون كُلَّ شِئ لكِنَّهُمْ غِير فَرِحِينْ لأِنَّهُمْ لاَ يَعْرِفُون الْمَسِيح لِذلِك ﴿ ْ أُسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ إِلَيْهَا ﴾ .
رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه
لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً أمِين

عدد الزيارات 1843

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل