المسيح في شخصية يوسف الجزء الأول
بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الإِله الوَاحِد آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَان وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
اليوم نأخذ شخص يسوع المسيح في شخصية يوسف وستكون في حلقتين يا احبائي شخصية يوسف شخصية غنية جدا، مليئة بظلال لشخص ربنا يسوع المسيح هذا الشاب المحبوب - القوي - العفيف - المنتصر - العبد المتألم - المظلوم - الملك – المخلص الذي أعطى حياة للعالم شخصية رائعة مليئة برموز عن شخص ربنا يسوع المسيح، وكأننا بالحقيقة نقرأ عن الرب يسوع المسيح، وليس عن يوسف.
بداية..
نقرأ من الكتاب المقدس في سفر التكوين 3:37)
يحدثنا عن يوسف الابن المحبوب عن سائر أبناء يعقوب وبالرغم من إنه محبوب، إلا إنه كان مع إخوته كأنه عبد لهم وكان يرعى مع إخوته الغنم وهو غلام وصبي، كان يشبههم وهذا مثال لربنا يسوع المسيح الذي شابهنا في كل شيء ما خلا الخطية الذي أخذ جسدنا بالرغم من إنه ابن مدلل وابن محبوب ، إلا إنه لم يستنكف أن يكون عبد لإخوته لم يستنكف أن يبذل نفسه من أجل إخوته ورغم معرفة يوسف إن أخواته فيهم أبناء ل جاريتين، بينما هو ابن الزوجة المحبوبة، لكن لا مانع عنده أن يكون إبن خادم لهم وخاضع لهم، لهذا تشبه بربنا يسوع المسيح، إبن الله، الابن الوحيد المحبوب، الذي هو مساوي للآب في الجوهر الذي في حضن أبيه صا ر عبدا والكلمة صار جسدا، وحل بيننا،
ياريت نحفظ الشاهد ده مهم جدا
(الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا
صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ
مَوْتَ الصَّلِيبِ.) ( في 2 : 6 – 8) فهو نشيد لتورجي يعبر عن شخص ربنا يسوع المسيح.
نجد يوسف لم يتعالى عليهم، ولم يشعر بتميزه، لأنه إبن المدللة والمحبوبة الذي جاء بعد طول
انتظار وشوق، أما إخوته فمنهم أولاد الجارية، أو أولاد غير المحبوبة. هكذا كان يوسف رمزا
لربنا يسوع المسيح في إخلائه( فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ) ( 2كو9:8)
( تكوين 13:37, 14 )
ولما كان محبوبا ومطيعا، طلب منه أبوه أن يذهب ليتفقد سلامة إخوته وهذا هو رمز لتجسد ربنا يسوع المسيح، الذي جاء إلينا وافتقدنا لتوصيل رسالة لنا من أبونا السماوي إنه يحبنا، الذي جاء ليخبرنا أن الله يحبكم، الله أرسلني، جاء يقول لنا الله أرسلني لأفتقدكم محمل بخيرات أبي، أنا قادم لأخبركم بكل ما أخبرني به أبي هذا هو يوسف الذي ذهب إلى تفقد سلامة إخوته، محملا بخيرات أبيه.
القميص الملون؟ يقول عنه القديسين إنه رمز للتجسد، رمز لجسد ربنا يسوع المسيح، وأيضا
رمز للكنيسة التي أخذها في ملء الزمان لبس هذا الجسد وأخذ طبعنا البشري بكل صفاتنا وطبائعنا المختلفة، وأيضا جاء نائبا عن كل البشر بكل أجناسهم فجاء نائبا عن الجميع غير مميز الرجال،عن النساء أو الأطفال،عن الشيوخ،أو قارة دون قارة،أو جنس دون جنس قميص ملون، جاء ليتخذ شكلنا،جاء ليفتقدنا،جاء ليشاركنا ويأخذ طبعنا،وعاش في وسطنا أيضا يمثل هذا القميص الملو ن الكنيسة الجامعة الرسولية إيمان واحد، ورب واحد، ومعمودية واحدة، ولكن الألوان تشير إلى تعدد الأجناس وتعدد الفضائل الذي ذبح واشترانا من كل أمة، ومن كل قبيلة، ومن كل لسان.
( تكوين 4:37)
هو أحبهم، ولكن هم ابغضوه، و لم يكلموه بسلام. أبغضوه بلا سبب كما يقول المرتل في
( مز 25 : 19 ) انْظُرْ إِلَى أَعْدَائِي لأَنَّهُمْ قَدْ كَثُرُوا، وَبُغْضًا ظُلْمًا أَبْغَضُونِي.
( مز 3:109) بِكَلاَمِ بُغْضٍ أَحَاطُوا بِي، وَقَاتَلُونِي بِلاَ سَبَبٍ بَدَلَ مَحَبَّتِي يُخَاصِمُونَنِي أَمَّا أَنَا فَصَلاَةٌ.
( مز 35 : 7 ) لأَنَّهُمْ بِلاَ سَبَبٍ أخَفَوْا لِي هُوَّةَ شَبَكَتِهِمْ بِلاَ سَبَبٍ حَفَرُوا لِنَفْسِي.
† كما أن الآب السماوي أحب الابن بينما ابغضوه بني البشر إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله
كما قيل في سفر( زكريا : 6 ) فَيَقُولُ لَهُ: مَا هذِهِ الْجُرُوحُ فِي يَدَيْكَ؟ فَيَقُولُ هِيَ الَّتِي جُرِحْتُ بِهَا
فِي بَيْتِ أَحِبَّائِي.
( تك 15:37-22 )
ما هذا الشر العظيم ؟ جاء اليكم لأنه يحبكم جاء ليخبركم بمحبة ابيكم جاء لينقل لكم رسالة محبة من أبيكم جاء محملا بالخير من أبيكم وبماذا قابلوه ؟ قابلوه بتجهيز خطة فورية ليس لضربه وإنما لقتله فورا هكذا جاء المسيح للعالم ليطلب خلاصه قابله البشر بالبغضة و التهكم والصلب نرى في يوسف حتى انه لما لم يجد اخوته سعى للبحث عنهم وسأل رجل وجده “اخبرني أين يرعون؟ “ لكن هم خلعوا عنه ثوبه قميصه الملون وطرحوه في بئرليس بها ماء وما هذا الا إشارة لربنا يسوع المسيح الذي تآمر عليه اخوته فنزل الى القبر الى الجحيم بعد ما خلعوا عنه قميصه الملون فنزل الى الجحيم بروحه .فالبئر الفارغة هي رمز للجحيم.
تكوين (25:37-33)
والعجيب العجيب ان يخبرنا الكتاب المقدس انهم جلسوا ليأكلوا طعاما !!! فهل ذكر هذا بلا تدبير وارشاد الروح القدس؟
† لا بل هو بتدبير لأنه رمز لربنا يسوع المسيح الذي اسرع اليهود لصلبه ليذهبوا ويأكلوا الفصح إذا هناك علاقة بين البئر الفارغة و خلع الثياب واخوته والتآمر عليه وبين أحداث الصليب ثم رفعوا اعينهم ونظروا قافلة للإسماعيليين وهنا نشوف يهوذا يرفض قتل يوسف ويريد بيعه للقافلة وفي هذا إشارة لبيع يهوذا الإسخريوطي للسيد المسيح لرؤساء الكهنة بثمن العبد في زمن السيد المسيح وهو 30 من الفضة “بيع بفضة للغرباء “ أليس في هذه الجملة تطابق بين قصة يوسف وشخص يسوع المسيح!! ثم اخذوا القميص وغمسوه في دم التيس الذي ذبحوه ليقدموه لأبيهم يعقوب وهذا القميص هو رمز لجسد السيد المسيح الذي تخضب بالدماء و أيضا رمز لكنيسة المسيح التي تخضبت بالدماء من دماء ربنا يسوع المسيح ،ودماء المؤمنين الذين اخذوا من دمه ومن شكله ومن صورته كما في ( سفر الرؤيا 7 : 14 ) » هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ أَتَوْا مِنَ ال ضيقَةِ الْعَظِيمَةِ، وَقَدْ غَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَبَيَّضُوا ثِيَابَهُمْ فِي دَمِ الْخَرُوفِ « ارسلوا القميص الملون الى ابيهم ( مغموسا بالدماء) وفي هذا إشارة لصعود جسد ربنا يسوع المسيح الى السماء وجلوسه عن يمين الآب وعلامات جراحاته موجودة كما رآها يوحنا
الرائي ( رؤ 5 : 6 ) ( وَرَأَيْتُ فَإِذَا فِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَالْحَيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ وَفِي وَسَطِ الشُّيُوخِ خَرُوفٌ قائِمٌ كَأنَّهُ مَذْبُوحٌ، لَهُ سَبْعَةُ قُرُونٍ وَسَبْعُ أَعْيُنٍ، هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ الْمُرْسَلَةُ إِلَى كُل الأَرْضِ).
( تكوين 39 : 1 - 2 )
تعبير نزول يوسف الى مصر وانه صار عبدا في بيت فوطيفار هو إشارة لنزول السيد المسيح
الى العالم في بيت بني آدم في بيت بني البشر .
( تك 39 : 2 ) وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ فَكَانَ رَجُلاً نَاجِحًا.
في هذا العدد اشارة لربنا يسوع المسيح الذي قال انا في الآب والآب فيَّ يمكن ان
نقول هكذا ( كان الرب مع يوسف كان الرب هو السيد المسيح) هو عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا و كان الرب معنا في ابنه يسوع المسيح.
( تكوين 39 : 3 - 6 )
وجد يوسف نعمة في عين فوطيفار هكذا كان السيد المسيح في تجسده وجد نعمة في أعين الكثيرين والكثير أحبوه وتبعوه وجد نعمة في أعين المساكين والمنكسرين والمرضى الذين شفاهم و الذين أخرج منهم الأرواح النجسة .
و كان يوسف حسن الصورة والمنظر هكذا كان السيد المسيح ابرع جمالا من بني البشر، الذي جاء ليصنع في البشرية خير وحب و رحمة ،الذي جاء لينقل لنا صورة جديدة وانه مرسل من عند ابيه.
فوطيفار اوكل يوسف على كل بيته هكذا السيد المسيح كان في وسطهم يعلم كمن له سلطان وكانت الجموع تزحمه .
في شفاء المفلوج ( فَسُمِعَ أَنَّهُ فِي بَيْتٍ.وَلِلْوَقْتِ اجْتَمَعَ كَثِيرُونَ حَتَّى لَمْ يَعُدْ يَسَعُ وَلاَ مَا حَوْلَ الْبَابِ.( مر 2:2 ) في معجزة اشباع الجموع )) فَالْجُمُوعُ إِذْ عَلِمُوا تَبِعُوهُ، فَقَبِلَهُمْ وَكَلَّمَهُمْ عَنْ مَلَكُوتِ اللهِ،
وَالْمُحْتَاجُونَ إِلَى ال شفَاءِ شَفَاهُمْ.( لو 9 : 11 ) فالذين تبعوا يسوع كانوا 5000 رجل غير النساء والأطفال أي ما يقرب من 15000 شخص هذا هو يوسف المحبوب رمز ربنا يسوع المسيح الذي احبه الناس .
( تكوين 39 : 7 – 10)
طبعا هذا الأمر لا يمر على عدو الخير دون تدخل ، وحربه لا تكون لمرة فيستسلم وانما “يوما فيوما” كما حارب عدو الخير رب المجد على جبل التجربة ليقاومه ويزعجه وليس لمرة بل نقرأ انه قيل “فارقه لحين” حين يكون ربنا يسوع معنا في حياتنا لا نظن اننا سنخلو من التجارب والضيق فلا نقول
مثل جدعون "أَسْألَكَ يَا سَيِدِي، إِذَا كَانَ الرَّبُّ مَعَنَا فَلِمَاذَا أَصَابَتْنَا كُلُّ هذِهِ؟ وَأَيْنَ كُلُّ عَجَائِبِهِ الَّ تِي أَخْبَرَنَا بِهَا آبَاؤُنَا قَائِلِينَ: أَلَمْ يُصْعِدْنَا الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ؟"( قض 6 : 13 ) وكان يوسف في التجربة قويا حيث رفض الخطية لكي لا يخطئ الى الله فأين ترى الله يا يوسف ؟! “جعلت الرب أمامي في كل حين” إذا أخطأت فأنا اخطئ امام الله وهذا ما جاء السيد المسيح ليعلمنا إياه ويمثل لنا حضور الآب .
( تكوين 39 : 11 )
حروب الشيطان مليئة بالكذب والخداع وامرأة فوطيفار هنا هي رمز للموت الذي يريد ان يمسك المسيح ويسيطر عليه داخل القبر ولكن هرب يوسف تاركا ورائه الثوب هكذا قام السيد المسيح من القبر تاركا ورائه الاكفان موضوعة في القبر “إذ لم يكن ممكن ان يُمسك منه” كما نقول في القداس الإلهي ( هذا الذي كنا ممسكين به مبعين من جهة خطايانا لكنه نزل الى الجحيم من قِبل الصليب ) نزل ليقيمنا نزل ليصعدنا.
( تكوين 39 : 19 - 23 )
نرى ان خطة امرأة فوطيفار قد نجحت مؤقتا فالسيد أخذ يوسف ووضعه في السجن وهنا السجن هو رمز للجحيم الذي كان لابد للسيد المسيح ان ينزل اليه حيث لم يكن ممكنا ان يصعد الى المجد دون ان ينزل الى الجحيم ، كما انه لم يكن ممكنا ان يصل يوسف الى المجد ما لم ينزل الى السجن أولا .