دراسة فى سفر صموئيل الثانى ج 4

Large image

كثِيراً ما يُعطِينا الله أحداث تهِز مشاعِرنا وَلكِنَّنا لاَ نملُكَ القلب الَّذِى يرقُص وَالنَّفْسَ الَّتِى تتهلَّلَ وَيصِير مِثل مِيكال الَّتِى كانت تسخر مِنْ كُلّ نَفْسَ تفرح بِالحدث كما قالت عَنْ داوُد أنَّهُ كأحد السُّفهاء00النَّفْسَ الَّتِى لاَ تفرح بِالأحداث تتعجَّب مِنْ فرحِة النَّفْسَ بِالأحداث0الآباء القِدِّيسِينَ يُقارِنُونَ بين داوُد النبِى الرَّاقِص أمام التابُوت وَيُوحنا المعمدان الَّذِى إِرتكض بِإِبتهاجٍ فِى بطن أُمِّهِ أمام السيِّد المسِيح – فِى بطن أُمِّهِ – 00يقُول الآباء أنَّ يُوحنا رقص لأِنَّهُ شعر بِالرُّوح بِجمال الحدث00[ فَمِنْ أين لِي هذا أنْ تأتِي أُمُّ ربِّي إِلَيِّ ] ( لو 1 : 43 )00وَعَلَى العكس كثِير مِنْ البيُوت أُغلِقت أمامه وَكثِيرُون مِنْ تلامِيذه تركوه هل عِندما تتقابل مَعَْ السيِّد المسِيح فِى الكنِيسة أوْ فِى آية أوْ تناوُلَ هل تشعُر بِالبهجة الَّتِى تجعلَكَ تكاد ترقُص مِنْ الفرح ؟هذِهِ هِى مشاعِر داوُد أمام تابُوت الرَّبّ لِذلِكَ إِضطر داوُد أنْ يجرح مِيكال الَّتِى نظرته كأحد السُّفهاء وَقَالَ لها إِنَّما الرَّبُّ إِختارنِى دُون بيت أبِيكِ لِذلِكَ إِنْ كُنتُ أتصاغر أمام الرَّبَّ إِلاَّ إِنِّى أزدادُ مجداً فِى أعيُن عبِيدِى فَلاَ تتخيَّلِى أنَّ النَّاس سيحتقرُوننِى لأِنِّى أنفعِل إِنفعال رُوحِى الَّذِى ينشغِل بِرأى الله لاَ يعنِيه رأى النَّاس أبداً كما يقُول بُولُس الرَّسُولَ [ فلو كُنتُ بعدُ أُرضِي النَّاس لَمْ أكُنْ عبداً لِلمسِيحِ ] ( غل 1 : 10) وَكما يقُولَ الآباء[ إِنْ لَمْ تشعُر أنَّكَ أنت وَالله فقط فِى هذا الكُون فأنت بعِيد عَنْ الله ]00لأِنَّ الَّذِى يعنِى بِرأى النَّاس يستهلِكَ طاقاته فِى ذلِكَ وَينشغِل عَنْ الله0أحد الآباء يُعاتِب القدِيس يُوسِف البَّار وَيقُول إِنْ كَانَ يُوحنا المعمدان وَهُوَ طِفل إِرتكض أمام المسِيح فِى بطن أُمِّهِ فلِماذا لَمْ يفعل ذلِكَ يُوسِف رفِيق يسُوعَ ؟ وَيُجِيب لأِنَّ بِرَّه لَمْ يسعِفه لأِنَّ البِرّ درجات.

الأصْحَاحُ السَّابِعُ :-
داوُد نال المُلَكَ بعد مشاقٍ كثِيرة وَكَانَ يجِب أنْ يكُون مُشتاق لِلجلُوس عَلَى العرش لكِنَّهُ لَمْ ينشغِل بِالعرش كما إِنشغل بِإِرضاء الله00كيف يعُود التابُوت وَكيف يبنِى لَهُ بِيت ؟ وَلكِنَّنا نعلم أنَّ الله موجُود وسط إِسْرَائِيلَ مُنذُ القدِيم مُنذُ أيَّام مُوسى النبِى وَما قبلهُ وَلَمْ يِفكِّر مُوسى النبِى أوْ أى نبِى آخر أنْ يبنِى بيت لله لكِنْ داوُد فكَّر فِى ذلِكَ [ وَكَانَ لمَّا سكن المَلِكُ فِي بيتِهِ وَأراحهُ الرَّبُّ مِنْ كُلِّ الجِهاتِ مِنْ جمِيعِ أعدائِهِ أنَّ المَلِكَ قَالَ لِناثانَ النَّبِيِّ انظُر0 إِنِّي ساكِن فِي بيتٍ مِنْ أرزٍ وَتابُوتُ اللهِ ساكِن داخِلَ الشُّقَقِ ]00داوُد يُقارِن بين بيتِهِ وَبيت الرَّبَّ00كيف هُوَ يسترِيح فِى بيت رائِع وَتابُوت الله يسكُن فِى شُقَقٍ أى خِيام00ضمِير داوُد يتعِبه لأِجلِ هذا الأمر الإِنسان الَّذِى مِحُور تفكِيره يبحث كيف يسترِيح الله وَكيف يسكُن مُطمئِن فِى حِضن الله00الكنِيسة تقُول [ أنت الله القُدُّوس المُسترِيح فِى قدِيسِيه ]00داوُد يُعلَّمنا كيف يسترِيح الله داخِلنا [ ههُنا أسكُن لأِنِّي أردتهُ ] ( مز 131 )00إِنِّى أشتاق أنْ يسترِيح الله فِى قلبِى وَأنْ يكُون قلبِى مسكن لَهُ وَيكُون داخِلِى بِدُون قيُود أم توجد أركان فِى قلبِى ليست لَهُ ؟ المفرُوض أنَّ الله يسكُن وَيسترِيح داوُد يُعطِينا هذا النموذج كيف يسكُن داوُد فِى بيتٍ فِخِم وَالله لاَ ؟ داوُد يشعُر بِإِحسانات الله وَيجِب أنْ يرُد جمِيل الله وَالله يُحِب أنْ يرى أولاده يبحثُون عَنْ راحته وَلِنرى فِى سِفر حجَّي أنَّ الله يُعاتِب شعبه قائِلاً [ اصعدُوا إِلَى الجبل وَأتُوا بِخشبٍ وَابنُوا البيتَ فَأرضى عليهِ ] ( حج 1 : 8 )00يقُولَ لَهُمْ كيف تترُكُون بيتِى خراب ؟ [ لأِجلِ بيتِي الَّذِي هُوَ خراب وَأنتُمْ راكِضُونَ كُلّ إِنسانٍ إِلَى بيتِهِ0 لِذلِكَ منعتِ السَّمواتُ مِنْ فوقِكُمُ الندى وَمنعتِ الأرضُ غلَّتها ] ( حج 1 : 9 – 10 )00 " الندى " يُشِير إِلَى نِعمة الله00وَ" الغلَّة " تُشِير إِلَى طاقات الإِنسان وَعِندما يُهمِل الإِنسان الله وَيبحث عَنْ راحِة نَفْسَه يمنع الله عنّه نِعمِته وَطاقاته [ هل الوقت لكُمْ أنتُمْ تسكُنوا فِى بيُوتكُمْ المُغشَّاه وَهذا البيت خراب ] لِذلِكَ داوُد بِالرُّوح يُحذِّر النَّفْسَ الَّتِى تبحث عَنْ ذاتها وَتترُك داخِلها خراب داوُد يحترِم الأنبياء وَالكهنة عَلَى عكس شاوُل الَّذِى عِندما تأخَّر صَمُوئِيلَ النبِى قدَّم هُوَ الذَّبِيحة وَلَمْ يستشِر صَمُوئِيلَ فِى الحرُوب أمَّا داوُد فعلى الرغم مِنْ أنَّهُ يسكُن فِيهِ رُوح الله إِلاَّ أنَّهُ مُتضِع وَيُحِب أنْ يسمع صوت الله مِنْ المُحِيطِينَ بِهِ00هذِهِ هِى رُوح التلمذة وَالإِتضاع رغم أنَّهُ مَلِكَ00بينما بعض الملُوك أمرُوا أنْ تُوضع الأصنام داخِل بيت الله دُون نِقاش قَالَ ناثان النبِى لِداوُد [ افعل كُلَّ ما بِقلبِكَ لأِنَّ الرَّبَّ معك0 وَفِى تِلْكَ الَّليلةِ كَانَ كلامُ الرَّبِّ إِلَى ناثان قائِلاً اِذهب وَقُلْ لِعبدِي داوُد ]00فرح الله بِداوُد لأِنَّهُ أراد أنْ يبنِى لَهُ بيت00جمِيلة كلِمة " عبدِي داوُد " هذا شرف أنْ يشعُر الإِنسان أنَّهُ عبد الله أى مُطِيع وَخاضِع يفعل ما يُؤمرُ بِهِ نحنُ عبِيده خاضِعِينَ لَهُ وَنحمِل إِسمهُ لأِنَّهُ قدِيماً كَانَ العبد يحمِل إِسم سيِّده لِذلِكَ عِندما كَانَ يُصادِف داوُد مُشكِلة أوْ مأزق كَانَ يقُولَ لله [ لأِجلِ داوُد عبدك ] 00أى لأِجلِ خاطرِى00هل تستطِيع أنْ تقُول لله لأِجلِ خاطرِى ؟هذا لَوْ كُنت تشعُر بِدالَّة أمامهُ00قَدْ يعمل الله شئ لِلنَّاس مِنْ أجلِى [ أنت عبد لِرَّبكَ فَلاَ تسمع لِغيره وَ لاَ ترضى غيره أنت لِمولاكَ فَلاَ تأخُذ أمر مِنْ غيره ] [ هكذا قَالَ الرَّبُّ0 أأنت تبنِي لِي بيتاً لِسُكنايَ0 لأِنِّي لَمْ أسكُنْ فِي بيتٍ مُنذُ يومِ أصعدتُ بنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ إِلَى هذا اليومِ ]00هل أنت يا الله تحتاج لِسكن فِى بيتٍ ؟ يقُول الله00لاَ00لكِنِّى فرحت بِتفكِير داوُد [ بَلْ كُنتُ أسِيرُ فِي خيمةٍ وَفِي مسكنٍ0 فِي كُلِّ ما سِرتُ مَعَْ جمِيعِ بنِي إِسْرَائِيلَ هل تكلَّمتُ بِكلِمةٍ إِلَى أحدِ قُضاةِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ أمرتُهُمْ أنْ يرعوا شعبِي إِسْرَائِيلَ قائِلاً لِماذا لَمْ تبنُوا لِي بيتاً مِنَ الأرزِ0 وَالآنَ فهكذا تقُولُ لِعبدِي داوُد0 هكذا قَالَ ربُّ الجُنُودِ أنَا أخذتُكَ مِنَ المربضِ مِنْ وراءِ الغنمِ لِتكُونَ رئِيساً عَلَى شعبِي إِسْرَائِيلَ ] أنا كُنتُ راضِياً بِالسكن فِى الخِيام لكِنْ أنا لِى نظره مُنذُ القدِيم النَّاس لَمْ يعرِفُوا مَنَ أنت حَتَّى بيت أبِيكَ تركُوك وراء المربض وَلَمْ تُعدّ مِنْ الجُنُود الرَّسمِيُّونَ ليس مِنْ الجيش لكِنِّى أخذتُكَ مِنْ وراء الغنم لِتكُون رئِيس عَلَى شعبِى إِسْرَائِيلَ[ وَكُنتُ معكَ حيثُما توجَّهت وَقرضتُ جمِيعَ أعدائكَ مِنْ أمامِكَ وَعمِلتُ لَكَ اسماً عظِيماً كاسمِ العُظماءِ الَّذِينَ فِي الأرضِ0 وَعيَّنتُ مكاناً لِشعبِي إِسْرَائِيلَ وَغرستُهُ فسكن فِي مكانِهِ وَ لاَ يضطرِبُ بعدُ وَ لاَ يعُودُ بنُو الإِثمِ يُذلِّلُونهُ كما فِي الأوَّلِ ]00وعُود الله تتحقَّق فِى أولاده00أجمل شئ أنْ يُعلِن الله مجده فِى أولاده الَّذِينَ يُمثِّلُونَ مجده وَحضُوره وَضعفه إِذا كانُوا ضُعفاء [ وَمُنذُ يومِ أقمتُ فِيهِ قُضاةً عَلَى شعبِي إِسْرَائِيلَ0 وَقَدْ أرحتُكَ مِنْ جمِيعِ أعدائِكَ0 وَالرَّبُّ يُخبِرُكَ أنَّ الرَّبَّ يصنعُ لَكَ بيتاً0 متى كمُلت أيَّامُكَ وَاضطجعت مَعَْ آبائِكَ ] أنا فرحت بِفِكرِتكَ لكِنْ أنا سأُحقِّق لَكَ هذِهِ الطِلبة ليست فِى أيَّامكَ بَلْ فِى أيَّام أولادك وَلكِنِّى سأجعلَكَ تعُد لِهذا البيت بِسلاَمكَ مَعَْ الشُّعُوب الَّتِى حولَكَ وَأغنِيكَ00أى مرحلة إِقتصادِيَّة00أمَّا الَّذِى يبنِى البيت فَهُوَ سُليمان [ أُقِيمُ بعدكَ نسلَكَ الَّذِي يخرُجُ مِنْ أحشائِكَ وَأُثَّبِتُ مملكتهُ0 هُوَ يبنِي بيتاً لاِسمِي وَأنَا أُثبِّتُ كُرسِيَّ مملكتِهِ إِلَى الأبدِ ]00هذا الكلام عَنْ سُليمان ؟ مملكة سُليمان لَمْ تثبُت إِلَى الأبد إِذاً عَنْ مَنَ هذا الكلام ؟ عَنْ السيِّد المسِيح الَّذِى مِنْ نسل داوُد وَثبتُت مملكتهُ لِلأبد وَهُوَ الَّذِى بنى بيت لله00هُوَ الَّذِى تحقَّق فِيهِ كُلَّ النبُّوات [ وَلكِنَّ رحمتِي لاَ تُنزعُ مِنْهُ كما نزعتُها مِنْ شاوُلَ الَّذِي أزلتُهُ مِنْ أمامِكَ0 وَيأمنُ بيتُكَ وَمملكتُكَ إِلَى الأبدِ أمَامَكَ ]00هذِهِ نِعمة العهد الجدِيد00كَانَ العهد القدِيم مُتقلِّب قَدْ يُبارِكَ الله فِى وقت وَيُفارِق فِى وقتٍ آخر00لكِنْ فِى العهد الجدِيد أخذت وعد بِنِعمة لاَ تُفارِقكَ لِلأبد00قدِيماً كَانَ الله قَدْ يفنِى الإِنسان بِالطوفان أوْ نار وَكبرِيت بينما فِى العهد الجدِيد رحمِته لاَ تُنزع أى نعمِته دائِمة [ فحسب جمِيعِ هذا الكلامِ وَحسب كُلِّ هذِهِ الرُّؤيا كذلِكَ كلَّم ناثانُ داوُد ] 0فرح داوُد وَإِنْ كَانَ إِشتياقه أنْ يبنِى هُوَ البيت لكِنْ قلبه إِستراح لأِنَّهُ لَمْ يتخيَّل أنَّهُ فِى يوم مِنْ الأيَّام سيأتِى المسِيح مِنْ نسله لِذلِكَ إِعتبر داوُد هذا الوعد أفضل مِنْ بُناء البيت لأِنَّهُ قدِيماً كانت البركة تأتِى لِمَنَ يأتِى مِنْ نسلهِ المسِيَّا [ فدخل المَلِكُ داوُدُ وَجلس أمام الرَّبِّ وَقَالَ ]00داوُد يجلِس أمام الرَّبَّ وَيتكلَّم00جيِّد أنْ يكُونَ الإِنسان مَلِكَ لكِنَّهُ لاَ ينشغِل عَنْ الله00[ سبع مرَّاتٍ فِي النَّهارِ سبَّحتُكَ ] ( مز 119 : 164 )00[ مَنْ أنَا يا سيِّدِي الرَّبَّ وَما هُوَ بيتِي حَتَّى أوصلتنِي إِلَى ههُنا ] هل تتخيَّل يا الله إِنِّى نسيتُ أنَّكَ أتيت بِى مِنْ وراء الغنم ؟00لاَ00أنا لَمْ أنسى [ وَقُلَّ هذا أيضاً فِي عينيكَ يا سيِّدِي الرَّبَّ فتكلَّمتَ أيضاً مِنْ جِهةِ بيتِ عبدِكَ ]00جمِيع ما أنا فِيهِ هُوَ نِعمة مِنْ عِندك وَليس لِى فضل فِيهِ00[ فَمِنْ أجلِ كلِمتِكَ وَحسب قلبِكَ فعلت هذِهِ العظائِم كُلَّها لِتُعرِّف عبدكَ0 لِذلِكَ قَدْ عظُمت أيُّها الرَّبُّ الإِلهُ لأِنَّهُ ليس مِثلُكَ وَليس إِله غيركَ حسب كُلِّ ما سمِعناهُ بِآذانِنا0 وَأيَّةُ أُمَّةٍ عَلَى الأرضِ مِثْلُ شعبِكَ إِسْرَائِيلَ الَّذِي سار اللهُ لِيفتدِيهُ لِنَفْسِهِ ]حقِيقة فِى العهد القدِيم كانت شعُوب كثِيرة مُحِيطة لِشعب الله وَالله إِختار شعبه لِيُعلِن مجده وَإِسمه مِنْ خِلاَلَه لأِنَّ كُلّ شعب كَانَ يُثبِت أنَّ إِلههُ هُوَ الأفضل وَأراد الله أنْ يُثبِت أنَّهُ لاَ يوجد إِله غيره فكان يُكلَّمهُمْ بِإِسلوبهُمْ فكان الشَّعب الَّذِى ينتصِر هُوَ الَّذِى إِلههُ أقوى لِذلِكَ خرُوج بنِى إِسْرَائِيل مِنْ مِصْرَ الَّتِى كانت أقوى دولة وَأقوى مَلِكَ كَانَ خرُوج بِذراعٍ رفِيعة لِيُعلِنْ إِسمه وَمجده لِذلِكَ يقُولَ داوُد النبِى [ ليس مِثلُكَ وَليس إِله غيركَ حسب كُلِّ ما سمِعناهُ بِآذانِنا ]00[ وَيجعلَ لَهُ اسماً وَيعمل لَكُمُ العظائِمَ ]00هذا عمل الله الله يُعطِى وعُود وَبركات لأِولاده وَيُثبِّت مملكته فِى عصره وَأعلن أنَّهُ إِقتنى شعبه لِنَفْسَه وَكأنَّ الله يقُولَ هذِهِ الكنِيسة شعبه المُختار الَّذِى يعرِف أسراره00نحنُ الآنَ جِنس مُختار وَشعب مُقدَّس وَأُمَّه مُبرَّره لأِنَّهُ إِختارنا مِنْ وسط الأرض كُلِّها لِذلِكَ داوُد يقُول ليس بِرِّى بَلْ وعدك يا الله وَكلِمتكَ ثابِتة [ وَالآنَ أيُّها الرَّبُّ الإِلهُ أقِمْ إِلَى الأبدِ الكلام الَّذِي تكلَّمتَ بِهِ عَنْ عبدِكَ وَعَنْ بيتِهِ وَافعل كما نطقتَ0 وَلِيتعظَّم اسمُكَ إِلَى الأبدِ فيُقالَ ربُّ الجُنُودِ إِله عَلَى إِسْرَائِيلَ0 وَلِيكُنْ بيت عبدِكَ داوُد ثابِتاً أمامَكَ0 لأِنَّكَ أنت ياربَّ الجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ قَدْ أعلنت لِعبدِكَ قائِلاً إِنِّي أبنِي لَكَ بيتاً0 لِذلِكَ وجد عبدُكَ فِي قلبِهِ أنْ يُصَلِّيَ لَكَ هذِهِ الصَّلوةَ ]00جيِّد أنْ يشعُر الإِنسان أنَّهُ فِى حضرة الله عَلَى الدوام00داوُد لَمْ ينشغِل بِبرِّهِ الذَّاتِى وَمُلكه وَقصره بَلْ إِنشغل بِكيف يُرِيح الله0
الأصْحاحُ الثَّامِنُ :-
* إِنتصارات داوُد *
لأِنَّ داوُد أكرم الله وَعبدهُ فالله تمجَّد فِيهِ00[ وَبعد ذلِكَ ضرب داوُدُ الفِلِسْطِينيِّينَ وَذلَّلهُمْ وَأخذ داوُدُ زِمام القصبةِ مِنْ يَدِ الفِلِسْطِينيِّينَ ]00الحرب كانت طوِيلة بين شاوُلَ وَداوُد وَعِندما إِنتهت مملكة شاوُل لَمْ يسترِح داوُد بَلْ جاء الفِلِسْطِينيُّونَ لأِنَّ النَّفْسَ الَّتِى تحيا مَعَْ الله لاَ تسترِيح إِلاَّ فِى الأبدِيَّة [ لَمْ تُقاوِمُوا بعدُ حَتَّى الدَّمِ ] ( عب 12 : 4 )00لاَ توجد راحة فِى الحياة الرُّوحِيَّة كُلّ حِين نسمع عَنْ الفِلِسْطِينيِّينَ وَحَتَّى اليوم00لِماذا ؟ لأِنَّ الله يُقِيم أعداء لِيُعلِنْ مجده فِى أولاده داوُد فِى جِهاد مُستمِر بِمُثابرة وَسيُعطِيه الله فِى يومٍ ما هذِهِ العطِيَّة [ أخذ زِمام القصبةِ ]00أى أصبح هُوَ المُسيطِر هُوَ القائِد00هُنا لنا وقفة00أنا نَفْسِى داخِلها فلسطِين أعدائِى شهواتِى وَغرُورِى وَحُب العالم وَوَأنا فِى حرب دائِمة معهُمْ فمتى آخُذ زِمام القصبة مِنهُمْ ؟ متى أسِير بِحسب الوصايا ( زِمام القصبة ) ؟ متى تنتهِى الحرب لِحِساب الله ؟ متى أقمع جسدِى وَأُروِّض ذاتِى وَكيف أُنكِر ذاتِى وَأكبح شهواتِى ؟ هُنا أكُون قَدْ ملكت زِمام القصبة فِى حياتِى0هذِهِ عطِيَّة لِلنَّفْسَ المُجاهدة حَتَّى وَإِنْ كانت فِى حربٍ مُستمِرة00قُل لله أشتاق أنْ أعِيش بِحُرِّيَّة مجد أولاد الله متى لاَ أشعُر بِصراع وَ لاَ أشعُر بِهزِيمتِى أمام أعدائِى بَلْ أمسِكَ زِمام القصبة00[ الَّذِي يُعلِّم يدىَّ القِتال فتُحنِي بِذِراعِيَّ قوس مِنْ نُحاسٍ ] ( 2 صم 22 : 35 )00أنت درَّبت يدىَّ وَجعلتها يد قوِيَّة00هذِهِ ليست يد ناعِمة بَلْ يد تعوَّدت القِتال فأمسكت بِزِمام القصبة رائِع داوُد عِندما يصرُخ [ خاصِم ياربُّ مُخاصِمِيَّ0 قاتِلْ مُقاتِلِيَّ ] ( مز 35 : 1 ) 00جيِّدة النَّفْسَ الَّتِى تدخُل حرب وَتنتصِر بِإِسم إِلهها عندئِذٍ تملُكَ أمامه فيُعطِيها زِمام القصبة00صلِّ هذِهِ الطِلبة " أعطنِى زِمام القصبة "00ليتنِى لاَ أكُون عبد لِذاتِى أوْ شهواتِى00الإِنسان الَّذِى يسقُط مُجرَّد أنْ تُعرض عليه شهوة أوْ لذَّة هذا يكُونَ فِى قِمَّة العبُودِيَّة وَزِمام القصبة ليس فِى يَدِهِ وَلَمْ يتعوَّد الحرب الرُّوحِيَّة0[ وَصار المُوآبِيُّونَ عبِيداً لِداوُد يُقدِّمُونَ هدايا ]00هؤلاء المُوآبِيُّونَ هُمْ شعب مِنْ أشهر شعُوب العالم وَأقواهُمْ قدَّموا لِداوُد هدايا وَخضعُوا لَهُ وَأمَّا الفِلِسْطِينِيُّونَ فَهُوَ أمسك مِنهُمْ زِمام القصبة0داخِلنا قوى تتنازع مُوأبِيُّونَ وَفِلِسْطِينِيُّونَ إِذا غلبت واحِدة تخاف مِنكَ الأُخرى00بينما إِذا هُزِمت مِنْ واحِدة أُهزم مِنْ الأُخرى00إِذا غُلِبت مِنْ بطنِى تغلِبنِى الشَّهوة وَلكِنْ إِذا هزمت البطن تخاف مِنِّى الشَّهوة وَتُهزم النَّفْسَ الَّتِى تدخُل فِى عِشرة مَعَْ الله شهواتها وَجسدها تخضع لها وَتخدِمها00الذَّات تتضِع وَالجسد يسهر وَيسجُد وَيُصَلِّى00إِذاً أعدائِى يُقدِّمُون لِى هدايا00النَّفْسَ الخاضِعة لِعمل الله كُلّ قواها تخضع لِعمل الله وَتُقدِّم لها هدايا0شمشُون عِندما صعد عليهِ أسد تقوَّى بِالله وَحارب الأسد وَشقَّهُ وَأماتهُ وَعِندما عاد وجد أنَّ الأسد بِهِ خلِيَّة نحل وَمملؤ عسل فأكل مِنْ العسل بِقبضة يَدِهِ00الأسد مِثل الجسد الَّذِى يُرِيد أنْ يبتلِعنِى وَإِذا غلبتهُ يُقدِّم لِى العسل هُوَ يصُوم وَينكسِر وَيُصَلِّى وَيسجُد أى يُقدِّم هدايا00هل يُعقل أنْ يُقدِّم المُوآبِيُّونَ هدايا ؟ [ متى أُخضِعت النَّفْسَ لِعمل إِلهها يُسالِمونها أعدائها ]0[ وَصار الأرامِيُّونَ لِداوُد عبِيداً يُقدِّمُونَ هدايا]00الأرامِيُّونَ هُمْ أشُور00كانُوا أقوِياء وَصارُوا عبِيد لِداوُد يُقدِّمُون هدايا لأِنَّ الله بِذلِكَ يُمهِّد لِبُناء البيت حَتَّى يصِير داوُد فِى سلام لِيبنِى00النَّفْسَ لِكى تبنِى لابُد أنْ تُجاهِد [ وَكَانَ الرَّبُّ يُخلِّصُ داوُد حيثُما توجَّه0 وَأخذ داوُدُ أتراسَ الذَّهبِ الَّتِي كانت عَلَى عبِيدِ هدد عزر وَأتى بِها إِلَى أُورُشلِيمَ ]00كُلّ شئ يكسبه داوُد فِى الحرب لاَ يأخُذهُ لِنَفْسِهِ بَلْ يدخُلَ بِهِ أُورُشلِيم لِيُخزِّنهُ لِبُناء البيت لأِنَّ الَّذِى يخضع لِعمل الله يُخضع كُلّ طاقاته لِلبُناء داخِل نَفْسَه وَداخِل الكنِيسة00الَّذِى ينتصِر داخِل مخدعه يأتِى بِمجد لِلكنِيسة داوُد كَانَ كُلّ ذهب وَنُحاس يجمعه يضعه فِى أُورُشلِيم لِبُناء البيت حَتَّى أنَّ الأُمم أعطوه ما لديهِمْ هدايا دُون حرب 0النَّفْسَ الَّتِى تفرح لِعمل الله وَتحياه تملُكَ ذاتها وَتحيا فِى سلام00القِدِّيسِينَ لَهُمْ نَفْسَ الجسد الَّذِى لنا جسد شرِس لكِنْ بِجِهادِهِمْ ذاقُوا مذاق الأبدِيَّة وَعاشُوا عربُون الملكُوت وَهُمْ مازالُوا عَلَى الأرض0المَلِكَ تُوعِى مَلِكَ حماة أعطى داوُد هدايا00[ وَنصب داوُدُ تِذكاراً عِند رُجُوعِهِ مِنْ ضربِهِ ثمانِيةَ عَشَرَ ألفاً مِنْ أرام فِي وادِي الملحِ ]..أقام داوُد تذكار لله بينما شاوُلَ أقام تذكار لِنَفْسِهِ وَهُنا فرق بين إِنسان يغلِب لِذاته وَإِنسان يغلِب لله لِذلِكَ تذكارات داوُد تُشِير لِلصلِيب الَّذِى غلب بِهِ ربُّ المجدِ00مرَّة يقُولَ أُسقِط آلاف وَمرَّة ربُوات وَهكذا النَّفْسَ الأمِينة لله0[ وَكَانَ الرَّبُّ يُخلِّصُ داوُد حيثُما توجَّهَ ]00كُلّ ما تدخُل حرب يُعلِن الله إِنتصاره فِيكَ00هُنا يُعلِنْ داوُد أنَّهُ مَلَكَ بِسلام وَحِكمة فِى شعبِهِ00كَانَ ناجِح داخِلِيّاً وَخارِجِيّاً بينما شاوُلَ كَانَ يُحارِب داوُد وَتارِكَ بلده فَإِحتلَّها الفِلِسْطِينِيُّونَ0داوُد إِهتم بِبُناء نَفْسَه وَشعبه بِعِلاقاته مَعَْ الشُّعُوب00[ وَكَانَ داوُدُ يُجرِي قضاءً وَعدلاً لِكُلِّ شعبِهِ ]00كَانَ مُهتم بِشعبِهِ فعيَّن ملُوكَ وَكهنة لأِنَّهُ كَانَ يُقِيم مِنْ الكهنة شُفعاء عَنْ شعبِهِ00هذا مجد الله الَّذِى يُعلِنهُ فِى نَفْسَ داوُد وَيُرِيد أنْ يُعلِنهُ داخِلَ كُلّ نَفْسَ ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدياً أمِين .

عدد الزيارات 1445

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل