دراسة فى سفر صموئيل الثانى ج 6

Large image

الأصْحَاحُ الحادِي عَشَرَ :-
أمر مؤلِم وَصعب جِدّاً أنَّ داوُد المَلِكَ وَالنبِى يسقُط هذِهِ السقطة العظِيمة [ كيف سقط الجبابِرةُ ] ( 2 صم 1 : 27 )00داوُد الَّذِى قِيلَ عنهُ أنَّ قلبه حسب قلب الله وَلَهُ مشاعِر حسَّاسة إِتجاه الله وَالَّذِى يقُولَ [ أحِبُّكَ ياربُّ يا قُوَّتِي ] ( مز 18 : 1 ) 00يتدنَّى لأقصى درجات الشَّهوة وَالخُبث وَالحِيل البشرِيَّة وَنراه فِى حالة مِنْ تخلِية النِّعمة وَصُورة ردِيئة مِنْ صُور الشَّر !!الآباء يقُولُون أنَّ خطِيَّة داوُد جلبت علينا مكسب عظِيم أعظم مِنْ خِسارِتها لأِنَّهُ أعطانا منهج توبة وَتذكِرة أنْ نعرِف أنَّ الخطِيَّة ليس لها كبِير أوْ عظِيم00ليس لها قامة رُوحِيَّة أوْ عُمر أوْ حالة بَلْ هِى خاطِئة جِدّاً وَكما يقُولَ بُولُس الرَّسُول [ وَكُتِبت لإِنذارِنا نحنُ الَّذِينَ انتهت إِلينا أواخِرُ الدُّهُور ] ( 1 كو 10 : 11 )0يقُولَ أحد الآباء لِكى يجعل الإِنسان يعِيش فِى حذر [ تذكَّر دائِماً أنَّكَ لست أبرَّ مِنْ داوُد وَ لاَ أحكم مِنْ سُليمان ]00إِذا كَانَ داوُد بِكُلّ بِرِّهِ وَسُليمان بِكُلّ حكمتِهِ سقطا00ألستُ أنا تحت نَفْسَ الحُكم الكِتاب يكشِف عَنْ عمل نِعمة الله الغزِيرة وَلُطف الله وَصلاَحه فتُبرِز نِعمتِهِ وَصَلاَحَهَ بِصُورة قوِيَّة وَضعف الإِنسان بِكامِلَ صورتها لأِنَّ الكِتاب ليس لديهِ مُحاباة بَلْ هُوَ أمِين فِى ذِكر بِر الآباء وَضعفِهِمْ وَلِنرى كِذب أبُونا إِبراهِيم وَإِسحق وَخطايا أبُونا يعقُوب عِندما خدع أبوه وَخاله00وَخطِيَّة شمشُون وَداوُد وَإِنكار بُطرُس وَهرُوب التلامِيذ وَ000حالَ الإِنسان فِى مِلء ضعفه لِيُعلِنْ الكِتاب فضل الله وَصَلاَحَهَ فِى خلاص الإِنسان لِكى تكُون النِّعمة هِى المُتفوِقة أثناء قِراءة الشَّماس لِلمزمُور يقُولَ الكاهِن [ بِصلاة داوُد النبِى ياربَّ إِنعِمْ لنا بِمغفِرة خطايانا ]00فكيف بِصلاة داوُد تُغفر لنا خطايانا ؟ لأِنَّ بِنِعمة الله يصِير الإِنسان الخاطِئ شفِيع لِلتائِبِينْ كما كَانَ القدِيس مُوسى الأسود وَمريم المصرِيَّة وَبِيلاجية وَ000رغم ضعفِهِمْ البشرِى إِلاَّ أنَّهُمْ أبرار بِالحقِيقة وَالرَّد عَلَى أنَّ الإِنجِيلَ مُحرَّف00فهل تُتركَ فِيهِ خطايا الأنبياء إِذا كَانَ قَدْ حُرِّف ؟ إِذا كَانَ مُحرَّف كَانَ لابُد أنْ يحذِف مِنْهُ خطايا الأبرار لكِنْ لأِنَّهُ مكتُوب بِرُوح الله فَهُوَ مكتُوب بِأمانة خطِيَّة داوُد بِها درُوس كثِيرة لنا00بعد أنْ كسب كُلّ حروبه وَإِتسعِت مملكتة وَتعوَّد الحرُوب وَكَانَ يثِق بِيُوآب قائِد جيشِهِ فكان يكتفِى بِقيادِة يُوآب دُون أنْ يذهب لِلحرب00وَفِى هذِهِ الأيَّام دخل فِى حرُوب فأرسلَ يُوآب أمَّا هُوَ [ فَأقام فِي أُورُشلِيمَ ] 00هذا كَانَ أثناء حرُوبه مَعَْ بنِى عمُّونَ[ وَكَانَ فِي وقتِ المساء أنَّ داوُد قام عَنْ سرِيرِهِ وَتمشَّى عَلَى سطحِ بيتِ المَلِكِ فرأى مِنْ عَلَى السَّطحِ امرأةً تستحِمُّ ]00وقت المساء يُشِير إِلَى غِياب شمس البِر المسِيح00الَّذِى يقُولَ [ جعلتُ الرَّبَّ أمامِي فِي كُلِّ حِينٍ ] ( مز 16 : 8 )00لَنْ يُخطِئ00عِندما يغِيب الله عَنْ عِين الإِنسان يُخطِئ بِسهُولة وَهذا هُوَ سِر عِفَّة يُوسِف[ كيف أصنعُ هذا الشَّرَّ العظِيم وَأُخطِئ إِلَى الله ] ( تك 39 : 9 ) داوُد كَانَ نائِم عَلَى سرِيره أى كسُولَ بينما جيشِهِ فِى حربٍ00ثُمَّ يقُوم وَيتمشَّى00نوع مِنْ الكسلَ وَالتهاوُن00وَهُوَ يتمشَّى كَانَ يتأمَّل إِتساع مملكته فدخلهُ الغرُور وَنسى إِنكساره وَإِنسحاقه الَّذِى كَانَ وقُود حياته الرُّوحِيَّة لِذلِكَ قَالَ [ تذكَّرتُ أيَّام القِدمِ لهِجتُ بِكُلِّ أعمالِكَ بِصنائِعِ يديكَ أتأمَّلُ ] ( مز 143 : 5 )00الأيَّام الأُولى الَّتِى كَانَ فِيها هارِب مِنْ شاوُلَ وَكَانَ مُنكسِروَهُوَ يتمشَّى عَلَى السَّطح رأى إِمرأة تستحِمَّ وَقدِيماً كانت البُيُوت بِها أماكِن لإِستحمامِ النِّساء وَلكِنْ كانت بيُوت مكشُوفة فكان لاَ يلِيق أنْ يصعد إِنسان عَلَى السَّطح وَيجُول بِعينيهِ لأِنَّهُ قَدْ يرى ذلِكَ المنظر داوُد كَانَ نائِم وَالمسِيح شمس البِر غائِب عنهُ فتهاون وَصعد عَلَى السَّطح وَتركَ حواسه تتدنَّس فرأى [ امرأة جمِيلة المنظرِ ]00وَكانت النتِيجة [ فَأرسلَ داوُدُ وَسألَ عَنِ المرأةِ ]00الشجرة جيِّدة لِلأكل شهِيَّة لِلنَّظر00أكثر شئ يتعِب الإِنسان هُوَ عدم حراسِة حواسه بِعمل نِعمة الله وَإِسم المسِيح وَقُوَّة الصلِيب داوُد تركَ لِعينيهِ العنان وَهُوَ فِى حالة تهاوُن وَالشَّيطان يحكُم الفخ أحد الآباء القِدِّيسِينَ يحكِى أنْ ذهب راهِب لِلأنبا مقَّار يطلُب مِنْهُ الصَّلاة لأِجلِهِ لأِنَّ حرب الشَّهوة تزداد عليه وَهُوَ يُجاهِد وَ لاَ يستطِيع00فكان كُلَّما صَلَّى أبُو مقَّار تزداد الحرب شراسة عَلَى الرَّاهِب فطلب أبُو مقَّار مِنْ الله أنْ يكشِف لَهُ هذا السِّر فسمع صوت يقُولَ [ أنَّهُ يأكُلَ كثِيراً وَينام كثِيراً وَيسترِيح كثِيراً ]00تهاوُن00 التهاوُن خطوة تسبِق الحرب لِذلِكَ فِى أحد المرَّات جاء تلمِيذ الأنبا مقَّار يشتكِى لَهُ أنَّ لَهُ فِى الحرب عَشَرَ سنوات وَيُرِيد أنْ يترُكَ الرهبنة فأجابهُ أبُو مقَّار أُترُكها00وَلمَّا عاتبهُ تلامِيذه قَالَ هُوَ يشتكِى لأِنَّهُ كسُولَ هُوَ لَهُ عَشَرَ سنوات فِى الحرب أمَّا أنا فلِى أربعِينَ سنة لَمْ أتبع هواى أبداً فِى نوم أوْ أكل أوْ راحة00أى هُوَ يفهم الأمر خطأ داوُد نائِم وَالحرب دائِرة ثُمَّ يصعد عَلَى السَّطح وَهُوَ يتوقع أنْ يرى ذلِكَ المنظر لأِنَّها عادة النِّساء00أيضاً تركَ عينيهِ لِتشتهِى لِذلِكَ مُباركَ ربنا يسُوعَ الَّذِى قَالَ فِى العهد الجدِيد أنَّ مُجرَّد النَّظر يُعتبر زِنا وَشهوة وَليس السُقُوط الفِعلِى فقط هُوَ الزِنا ( مت 5 : 28 ) وَقَالَ أمِّن نَفْسَكَ بِالتعب وَالسهر وَالصُوم وَالكنِيسة مُطِيعة لِلمسِيح لِكى تُحصِّن أولادها مِنْ هجمات العدو00[ مَنْ يظُنُّ أنَّهُ قائِم فلينظُر أنْ لاَ يسقُط ] ( 1 كو 10 : 12 )00الخطِيَّة ليس لها كبِير أوْ قوِى عجِيب داوُد الَّذِى يسأل عَنْ المرأة وَلَمْ يخجل مِنْ أنَّهُ نظرها00بدلاً مِنْ أنْ يغسِل عينيهِ الخاطِئة بِدِمُوع التوبة00لكِنَّهُ تفاعل مَعَْ الخطِيَّة وَأرسلَ لِيسأل عَنْ المرأة دُون خجل الخطِيَّة تعمِى وَتجعل الإِنسان يسلُكَ سلُوكَ مُختلَ سيِّدنا البابا شنودة يقُولَ أنَّ لِلخطِيَّة ثلاث مراحِلَ هُمْ إِتصالَ وَإِنفِعالَ ثُمَّ إِشتِعالَ00إِتصالَ داوُد إِتصلَ بِالخطِيَّة وَما أعجب القِدِّيسِينَ عِندما يقُولُونَ [ أنَّ المرأة كانت بعِيدة بينما الخطِيَّة كانت قرِيبة مِنْ داوُد ]00الإِتصالَ يتحوَّلَ لإِنفعالَ ثُمَّ إِشتعالَ00داوُد وصلَ لِدرجِة الإِشتِعالَ فأرسلَ لِيسألَ عَنْ المرأة جيِّد الإِنسان الَّذِى يبدأ بِرفض الخطِيَّة مِنْ بِدايِة مرحلِة الإِتصالَ [ طُوبى لِمَنْ يُمسِكُ أطفالَكِ وَيضرِبُ بِهِمُ الصَّخرة ] ( مز 137 )00أى الخطِيَّة فِى مراحِلها الأُولى00داوُد إِشتعل بِالشَّهوة وَالكسلَ وَالتراخِى وَنسى الحرب فجاء لَهُ عدو الخِير وَوجدهُ تُربة خِصبة فزرع بِذاره بِسُرعة فغُلِب داوُد مِنْ شهوِته بينما الآباء يُعلِّمُونا السهر وَالحذر فيقُولُونَ [ ها أنتُمْ سائِرُونَ فِى طرِيق لصُوصَ ]00[ الَّذِى بِحوزتِهِ كِنز لاَ ينام ] داوُد لَمْ يكُنْ يقِظ فتملَّكت عليهِ الشَّهوة وَأختلَّ فِى سلُوكه وَسألَ عَنْ المرأة [ فَأرسلَ داوُدُ رُسُلاً وَأخذها فدخلت إِليهِ فَاضطجع معها ]00أرسلَ مجموعة وَليس شخص واحِد00الخطِيَّة خاطِئة جِدّاً وَإِذا كانت المرأة جمِيلة جِدّاً فسنرى العقُوبة الَّتِى نالها داوُد وَنُقارِنَ بين جمال المرأة وَالعقُوبة عِندئِذٍ سنقُولَ كم أنتِ قبِيحة أيّتُها المرأة يُحكى عَنْ أحد الآباء الرُّهبان أنَّهُ كَانَ مُحارب بِحرُوب الشَّهوة فَإِشتكى لأبِيهِ الَّذِى أعطاهُ خُبز وَماء يكفِيه 40 يوم وَقَالَ لَهُ أُدخُلَ إِلَى البرِّيَّة وَأشتكِى لله وَبعد فِترة قلِيلة جاء لِلرَّاهِب الشَّيطان فِى صورة قبِيحة جِدّاً وَقَالَ لَهُ أنا شيطان الزِنا أبدو لِلنَّاس فِى صورة جمِيلة لكِنِّى قبِيح جِدّاً00عدو الخِير ماهِر فِى تزيِين الشَّر لاَ يُمكِن أنْ يقُولَ لَكَ إِسرق بَلْ يقُولَ لَكَ أنت مُحتاج وَالمُجتمِع كُلّه يفعل ذلِكَ [ ثُمَّ رجعت إِلَى بيتِها0 وَحبِلت المرأةُ فأرسلت وَأخبرت داوُد وَقالت إِنِّي حُبلى0 فَأرسلَ داوُدُ إِلَى يُوآب يقُولُ ارسِل إِلَيَّ أُورِيَّا الحِثِيَّ ]00علم داوُد أنَّ زوجها أُورِيَّا الحِثِيَّ فِى الجيش فأرسلَ لِيأتِى بِهِ00كُونَ أنَّ زوجِها يُحارِب عَنْ داوُد وَداوُد يفعل تِلَكَ الخطِيَّة فهذا يُزِيد خطِيته يُوآب رجُل حرب بِدُون مبادِئ فهم داوُد وَلكِنَّهُ مُخلِصَ لَهُ لكِنْ خطِيَّة داوُد هذِهِ جعلتهُ يحتقِر داوُد فِيما بعد00[ فَأتى أُورِيَّا إِليهِ فسألَ داوُدُ عَنْ سلامةِ يُوآب وَسلامةِ الشَّعْبِ وَنجاحِ الحربِ ]00داوُد أظهر نَفْسَه كأنَّهُ يطمئِن عَلَى الحرب[ وَقَالَ داوُدُ لأُِورِيَّا انزِل إِلَى بيتِكَ وَاغسِل رِجليكَ0 فخرج أُورِيَّا مِنْ بيتِ المَلِكِ وَخرجت وراءهُ حِصَّة مِنْ عِندِ المَلِكِ ]00جاء أُورِيَّا فِى مُهِمّة لِلمَلِكَ فأرسلهُ المَلِكَ إِلَى بيتِهِ00[ وَنام أُورِيَّا عَلَى بابِ بيتِ المَلِكِ مَعَْ جمِيعِ عبِيدِ سيِّدِهِ وَلَمْ ينزِلْ إِلَى بيتِهِ ]00أُورِيَّا لَمْ يسترِح مِنْ إِنهاكَ الحرب وَجلس مَعَْ عبِيد المَلِكَ وَنام عِند باب بيتِهِ عمل رائِع مِنْ أُورِيَّا00[ فَأخبرُوا داوُد قائِلِينَ لَمْ ينزِل أُورِيَّا إِلَى بيتِهِ ]00عِندما يكُون الإِنسان فِى الخطِيَّة لاَ يفهم وَ لاَ يعِى معنى الإِخلاصَ لأِنَّ الإِنسان وَهُوَ فِى حالِة تهاوُنَ يتخيَّلَ أنَّ كُلَّ النَّاسَ فِى تهاوُنَ مِثْلهُ وَالَّذِى فِى بِر يتخيَّلَ أنَّ الكُلَّ فِى بِرٍ مِثْلهُ هُنا داوُد تعجَّب مِنْ أُورِيَّا00[ فَقَالَ داوُدُ لأِوُرِيَّا أما جِئتَ مِنَ السَّفرِ0 فلِماذا لَمْ تنزِل إِلَى بيتِكَ ]00داوُد كَانَ لَهُ هدف فِى نِزُولَ أُورِيَّا إِلَى بيتِهِ لِذلِكَ تعجَّب مِنْ عدم نِزُولِهِ 00أُورِيَّا وبَّخ داوُد لكِنْ داوُد لَمْ يفهم [ فَقَالَ أُورِيَّا لِداوُد إِنَّ التَّابُوت وَإِسْرَائِيلَ وَيهُوذا ساكِنُونَ فِي الخِيامِ وَسيِّدِي يُوآبُ وَعبِيدُ سيِّدِي نازِلُونَ عَلَى وجهِ الصَّحراء وَأنَا آتِي إِلَى بيتِي لآِكُلَ وَأشرب وَأضطجِع مَعَ امرأتِي ]00لأِنَّ التَّابُوت رمز حضُور الله00وَإِسْرَائِيلَ هُوَ شعب الله وَيهُوذا خاصَّة الله00كُلِّ هؤلاء فِى الحرب وَأنا أتنَّعم00لاَ يلِيق جيِّد أنْ يكُونَ الإِنسان مِثلَ أُورِيَّا مِنْ وسط الآلاف فِى الجيش بِهذا البِر وَهذِهِ المشاعِر00الله هُوَ العالِم الخفايا00كما عاتب إِيليا الله وَقَالَ لَهُ [ نقضُوا مذابِحكَ وَ قتلُوا أنبياءكَ بِالسَّيفِ فبقيتُ أنَا وحدِي ] ( 1 مل 19 : 10 )00يُجِيبهُ الله [ أبقيتُ فِي إِسْرَائِيلَ سبعة آلافٍ كُلَّ الرُّكبِ الَّتِي لَمْ تجثُ لِلبعلِ ] ( 1 مل 19 : 18 )00هُنا يُعلِن الله لِداوُد أنَّهُ ليس البَّار الوحِيد بَلْ هُناكَ مَنَ هُوَ أبرّ مِنْهُ وَالله يعرِفهُمْ0جيِّد أنْ تكُون الكنِيسة فِى حالِة جِهاد00التَّابُوت وَإِسْرَائِيلَ وَيهُوذا فِى حرب وَكما يقُولَ بُولُس الرَّسُولَ [ فَإِنَّ مُصارعتنا ليست مَعَْ دمٍ وَلحمٍ ] ( أف 6 : 12 )00حربِنا حرب شرِسة مَعَْ أجناد وَسلاطِينَ00مَعَْ أجناد الشَّر الرُّوحِيَّة00حرب تُرِيد إِفساد الكنِيسة وَجيِّد أنْ نكُون مِثلَ أُورِيَّا الحِثِيَّ وَ لاَ نتكاسل مِثْلَ داوُد وَالحرب دائِره[ وَحياتِكَ وَحيوة نَفْسِكَ لاَ أفعلُ هذا الأمرَ ]00هكذا قَالَ أُورِيَّا لِداوُد00الوقت وقت جِهاد وَليس تهاوُنَ وقت يُعمل فِيهِ لِلرَّبَّ وَليس لِلتمتُّع00[ فَقَالَ داوُدُ لأُِورِيَّا أقِمْ هُنا اليومَ أيضاً وَغداً أُطلِقُكَ ]00وَظلَّ داوُد يُفكِّر فِى طرِيقة أُخرى لِيُرسِلَ بِها أُورِيَّا لِبيتِهِ[ فَأقام أُورِيَّا فِي أُورُشلِيم ذلِكَ اليوم وَغدهُ0 وَدعاهُ داوُدُ فَأكلَ أمامهُ وَشرِب وَأسكرهُ ]00داوُد أسكر أُورِيَّا00هل أنت يا داوُد مَنَ يفعل ذلِكَ ؟ هُنا نقُولَ نعم لأِنَّ الخطِيَّة ربطت داوُد فجعلتهُ يتخلَّى عَنْ مبادِئِهِ وَأخلاقه00داوُد الَّذِى كَانَ يغفِر لِشاوُلَ وَعِندما مَلَكَ أصبح يظلِمْ وَيزنِى وَيخُونَ ؟!!صعب هُوَ الإِنسان الَّذِى يتحمِّلَ الكرامة00داوُد إِحتمل الإِساءة لكِنَّهُ لَمْ يحتمِلَ الكرامة00وَالآباء يقُولُون أنَّ إِحتمال الإِساءة أسهل مِنْ إِحتمال الكرامة لأِنَّ الكرامة ترفع الإِنسان إِلَى الغرُور صعب أنْ يأخُذ إِنسان سُلطة وَيكُون مُتضِع أوْ فِى حالة مِنْ البِر وَالتقوى كما فعل داوُد00القدِيس إِغرِيغُوريُوسَ وَالقدِيس يُوحنا فم الذَّهب لمَّا تكلَّما عَنْ سُلطانَ الكنِيسة قالاَ [ إِحذر سُلطانَ الكنِيسة لِئلاَّ تنال كرامة فتسقُط فِى الكبرياء ]00[ داوُد قبل أنْ يملُكَ كَانَ يغفِر لِشاوُلَ الَّذِى كَانَ يطلُب نَفْسَهُ أمَّا لمَّا مَلَكَ كَانَ يطلُب أنْ يقتُلَ أُورِيَّا ] حاولَ داوُد إِرسالَ أُورِيَّا إِلَى بيتِهِ فَلَمْ يستطِع أنْ يُدخِلهُ بيتِهِ فأسكرهُ وَأيضاً لَمْ يدخُلَ بيتِهِ بَلْ نزل مَعَْ عبِيد داوُد00يقُولَ الآباء [ داوُد الَّذِى كَانَ يعرِف الحقَّ أصبح يستهِينَ بِالحقَّ ]00لَمْ يستطِع داوُد إِرسالَ أُورِيَّا لِبيتِهِ بِشتَّى الطُرُق فماذا فعل ؟ [ وَفِي الصَّباحِ كتب داوُدُ مكتُوباً إِلَى يُوآب وَأرسلهُ بِيَدِ أُورِيَّا ]00أُورِيَّا أخذ خِطاب مُغلق لاَ يعلم ما بِهِ وَكَانَ فرِح لأِنَّهُ تخيَّلَ أنَّهُ سيُعلِم يُوآب بِسَلاَمَ المَلِكَ لَهُ00[ وَكتب فِي المكتُوب يقُولُ0 اجعلُوا أُورِيَّا فِي وجهِ الحربِ الشَّدِيدةِ وَارجِعُوا مِنْ ورائِهِ فيُضربَ وَيمُوتَ ]00إِجعلُوا أُورِيَّا فِى أوَّلَ صف وَتراجعُوا مِنْ ورائِهِ لِيُضرب وَيموت غِش وَخِداع داوُد يعلم ماذا يفعل00يُوآب مُخلِصَ لِداوُد وَفِى نَفْسَ الوقت يُرِيد أنْ يعرِف أصَلَ القِصََّة00يُقالَ أنَّ داوُد أرسلَ رُسُلاً لِلمرأة إِذاً الأمر أصبح معرُوف لكِنْ عِندما يُخطِئ الإِنسان يخدع وَكأنَّ لاَ يعلم أحد حاله00الإِنسان الخاطِئ فِى حالِة عمى وَيتدنَّى أكثر مِنْ الحيوان داوُد صاحِب أجمل المزامِير عِندما نراه بِدُون مُصاحبة النِّعمة يكُون صعب00داوُد يُنَّفِذ مكِيدة وَيُوآب أمسَكَ هذا الخطأ عَلَى داوُد فكسرهُ أمامه00رائِعة عِبارِة سُليمان الحكِيم[ الذُّبابُ الميتُ يُنتِّنُ وَيُخمِّرُ طِيبَ العطَّارِ ] ( جا 10 : 1 )00تُوضع الأطياب النادِرة فِى أوانِى إِذا دخلت ذُبابه إِناء الطِيب وَماتت فِيهِ فإِنَّها تُخمِّر الطِيب وَتُنتِنهُ00الذُّباب الميِّت يُشِير لِلخطِيَّة الَّتِى تختمِر داخِلَ النَّفْسَ فتُعطِى رائِحة كرِيهة00[ خُذُوا لنا الثَّعالِبَ الثَّعالِبَ الصِّغار المُفسِدة الكُرُومِ ] ( نش 2 : 15 )00طِيب داوُد وَحلاوتهُ تنتَّنَ بِخطِيَّة تهاونِهِ مات أُورِيَّا فِى الحرب وَحدثت خسائِر كبِيرة فِى الحرب وَلَمْ يستطِيعُوا أنْ يُخبِرُوا بِها داوُد فأرسلَ يُوآب لِداوُد وَقَالَ صعدُوا علينا وَضربُونا وَمات فُلاَنَ وَفُلاَنَ وَ000ثُمَّ قَالَ لِلرُّسُلَ الَّذِينَ أرسلهُمْ لِداوُد إِذا إِشتعل غضب داوُد قُولُوا لَهُ أُورِيَّا أيضاً مات [ وَقَالَ الرَّسُولُ لِداوُد قَدْ تجبَّر علينا القوم وَخرجُوا إِلينا إِلَى الحقلِ فكُنَّا عليهِمْ إِلَى مدخلِ البابِ0 فرمى الرُّماةُ عبِيدكَ مِنْ عَلَى السُّورِ فمات البعضُ مِنْ عبِيدِ المَلِكِ وَمات عبدُكَ أُورِيَّا الحِثِيُّ أيضاً ]00عِندما قالُوا لِداوُد الخُسارة غضب لكِنْ عِندما قالُوا لَهُ أُورِيَّا مات قَالَ[ فَقَالَ داوُدُ لِلرَّسُولِ هكذا تقُولُ لِيُوآبَ0 لاَ يسُؤ فِي عينيكَ هذا الأمرُ لأِنَّ السَّيفَ يأكُلُ هذا وَذاكَ ]00يُوآب يعلمُ الدَّاء وَالدواء وَيظِل داوُد سنة فِى هذا الحال وَخطِيته باقِية وَأُورِيَّا مات وَدُفِنْ وَتخيَّلَ داوُد أنَّ خطِيته دُفِنت معهُ00عِندما مات أُورِيَّا أتى داوُد بِزوجتهُ لِبيتِهِ فولدت إِبن00[ وَأمَّا الأمرُ الَّذِي فعلهُ داوُدُ فقبُحَ فِي عينيِ الرَّبِّ ]00النَّاس نسيت لكِنْ الله لَمْ ينسى00وَإِنْ كَانَ ضمِير داوُد صامِت وَالخطِيَّة تملَّكت عليهِ إِلاَّ أنَّهُ لاَ يهُونَ عَلَى الله وَلَمْ يترُكهُ فِى خطِيته لأِنَّهُ يُحِبَّهُ فأرسلَ لِيُوبِخهُ وَالَّذِى يدُلَ عَلَى أنَّ توبة داوُد قُبِلت لِنرى أسفار الكِتاب المُقدَّسَ ملُوكَ أوَّلَ وَثانِي نجِد أنَّ أخبار الأيَّام أوَّلَ وَثانِي إِعاده لهُما لكِنْ سِفرىَّ أخبار الأيَّام يُمثِّلاَنَ الأعمال المجِيدة لِكُلِّ إِنسان فِى المملكة وَكأنَّهُما يُمثِّلاَنَ أفعالنا الحلوه00أمَّا الأسفار صَمُوئِيلَ أوَّلَ وَصَمُوئِيلَ ثانِي وَملُوكَ أوَّلَ وَملُوكَ ثانِي فهُمْ يُمثِّلُونَ حياة الإِنسان بِكُلِّ أعمالِها وَكأنَّ الكِتاب يقُولَ لنا أنَّهُ فِى الأبدِيَّة سينسى الله كُلَّ خطايانا كما فِى سِفرىَّ الأخبار الَّلذانَ يحكِيانَ الأخبار المجِيدة فقط لِملُوكَ يهُوذا وَإِسْرَائِيلَ هذا هُوَ سِفر الحياة الَّذِى بِهِ أعمال تشهد لِحُب الإِنسان لله وَالله ينسى كُلّ خطاياه0ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِياً أمِين.

عدد الزيارات 1609

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل