دراسة فى سفر صموئيل الثانى ج 7

الأصْحَاحُ الثَّالِثُ عَشَرَ :-
* خطِيَّة أمنُونَ وَثامار *
وَتبدأ عقوبات الله لِداوُد00وَأوَّلَ عقوبة هِى أنْ يُقِيم الشَّرَّ مِنْ بِيتِهِ00خطِيَّة أمنُونَ وَثامار وَالإِثنان أولاد لِداوُد لكِنْ مِنْ زوجتين مُختلِفتين00[ وَجرى بعد ذلِكَ أنَّهُ كَانَ لأِبشالُوم بنِ داوُد أُخت جمِيلة اسمُها ثامارُ فأحبَّها أمنُونُ بنُ داوُد ]00شئ صعب أنْ تحدُث خطِيَّة بِهذِهِ القباحة بين إِثنان مِنْ الأُخوة فِى بيتٍ واحِد سنجِد فِى الأصْحَاحُ الثَّالِثُ لِسِفر صَمُوئِيلَ الثَّانِي00[ وَوُلِد لِداوُد بنُونَ فِي حبرُون0 وَكَانَ بِكرُهُ أمنُونَ ]00وَدائِماً البِكر يحمِلَ بركة وَشرف00وَلكِنْ فِى بيت داوُد أتى الشَّرَّ مِنْ البِكر00[ وَكَانَ بِكرُهُ أمنُونَ مِنْ أخِينُوعم اليزرعِيلِيَّةِ0 وَثانِيهِ كِيلآبَ مِنْ أبِيجايِلَ امرأةِ نابالَ الكُرمُلِيِّ0 وَالثَّالِثُ أبشالُومَ ابن معكة بِنتِ تلماي مَلِكِ جشُورَ ]00وَأبشالُوم الثَّالِث هُوَ شقِيق ثامار00أمنُونَ مِنْ أخِينُوعم اليزرعِيلِيَّة وَثامار وَأبشالُوم مِنْ معكة بِنت تلماى أحبَّ أمنُون ثامار أُختهُ حَتَّى أنَّهُ لَمْ يستطِع مُفارقتِها فدبَّر مكِيدة لِيصنع معها الشَّرَّ دائِماً اللُغة العربِيَّة فقِيرة فِى التعبِيرات المُقدَّسة00هُنا أمنُونَ أحبَّ ثامار حُب جِسدانِى شهوانِى00حُب إِمتلاَكَ حُب مُتدَّنِى يوجد فرق بين الحُب الرُّوحِى وَالحُب الشَّهُوانِى00الحُب الرُّوحانِى حُب عطاء بينما الحُب الشَّهُوانِى حُب أنانِى00وَيشاء الله أنْ يُكتب الكِتاب بِاللُغة العِبرِيَّة وَاليُونانِيَّة لأِنَّ اللُغة اليُونانِيَّة لُغة مُعبِّرة جِدّاً00الحُب فِى اللُغة العربِيَّة ليس لَهُ مُرادفات بينما فِى اللُغة اليُونانِيَّة لَهُ ثَلاَثَ مُرادفات :0
1- حُب الأِيرُوس الحُب الشَّهُوانِى وَالأنانِى0
2- حُب الفِيلُو حُب إِجتماعِى حُب أخذ وَعطاء00حُب الوفاء وَالعِرفان بِالجمِيلَ00وَنراه فِى كُلّ البشر0
3- حُب الأغابِى الحُب الرُّوحانِى حُب العطاء دُون الأخذ00حُب بِالرُّوح وَليس بِالجسد00حُب مُتضِع وَسامِى وَراقِى أمنُونَ أحبَّ ثامار حُب الإِيرُوس حُب شهوانِى00بينما عِندما يقُولَ الكِتاب [ هكذا أحبَّ اللهُ العالم ] ( يو 3 : 16 )00[ أحبَّ خاصَّتهُ ] ( يو 13 : 1 )00فهذا حُب أغابِى حُب رُوحانِى وَعطاء00وَالكنِيسة تُقِيم ولِيمة أغابِى00حُب رُوحانِى00عِندما يقُولَ القُدَّاس [ قبِلُوا بعضُكُمْ بعضاً بِقُبلةٍ مُقدَّسة ]00فهذا حُب أغابِى أحد الغِير مسِيحِيين أراد أنْ يُثبِت أنَّ الكنِيسة مُستبِيحة فقال أنَّهُمْ فِى الصَّلاة يُقبِلُون بعضهُمْ بعض00هذا لأِنَّ فِكره كُلّه إِيرُوس فَلَمْ يفهم معنى حُب الأغابِى00الحُب أرقى مشاعِر الإِنسان00طاقة جبَّارة فَلاَبُد أنْ يُقدَّس وَيُصبِح حُب أغابِى00زوجة فوطِيفار أحبَّت يُوسِف العفِيف حُب إِيرُوس لِذلِكَ عِندما رفض هذا الحُب مِنها سجنِته وَأثبتت التُهمة عليه00هذا ليس حُب الأغابِى أمنُونَ مِنْ شِدَّة حُبِّهِ الجِسدانِى لِثامار مرض ووهنت صِحتهُ00[ وَأُحصِر أمنُونُ لِلسُّقمِ مِنْ أجلِ ثامار أُختِهِ لأِنَّها كانت عذراء وَعسُر فِي عيني أمنُونَ أنْ يفعل لها شيئاً ]00لَمْ يستطِع أنْ يفعل معها شئ[ وَكَانَ لأِمنُونَ صاحِب اسمُهُ يُونادابُ بنُ شِمعِى أخِي داوُد ]00شمعِى إِبن يسَّى وَأخو داوُد أى إِبن عم أمنُون وَكَانَ قرِيب جِدّاً مِنهُ00[ وَكَانَ يُونادابُ رجُلاً حكِيماً جِدّاً] 00كَانَ يُوناداب حكِيم لكِنَّهُ لَمْ يستخدِم حِكمتهُ بِطرِيقة صحِيحة[ فَقَالَ لَهُ لِماذا يا ابن المَلِكِ أنت ضعِيف هكذا مِنْ صباحٍ إِلَى صباحٍ0 أما تُخبِرُنِي0 فَقَالَ لَهُ أمنُونُ إِنِّي أُحِبُّ ثامار أُختَ أبشالُومَ أخِي ]00خجل أمنُونَ أنْ يقُولَ أنَّ ثامار أُختهُ وَهُوَ يُحِبُّها فقال " أُخت أبشالُوم أخِى " حَتَّى وَإِنْ كَانَ هذا الفِكر يُراوِد إِنسان صعب أنْ يُصَّرِح بِهِ [ فَقَالَ يُونادابُ اضطجِع عَلَى سرِيرِكَ وَتمارض0 وَإِذا جاء أبوكَ لِيراكَ فقُلَ لَهُ دع ثامار أُختِي فتأتِي وَتُطعِمنِي خُبزاً وَتعملَ أمامِي الطَّعامَ لأِرى فَآكُلَ مِنْ يَدِها ]00قَالَ يُوناداب تمارض فِى سرِيركَ وَإِذا جاء أباكَ لِيراكَ فقُلَ لَهُ دع ثامار تأتِى وَتصنع لِى كعكة لآِكُلَ مِنْ يَدِها لأِنِّى فاقِد الشَّهِيَّة لِلطَّعام00وَإِذا ما جاءت ثامار إِخرِج النَّاس خارِجاً وَهِى تعملَ لَكَ الطَّعام إِفعلَ الخطِيَّة معها00هل هذِهِ حِكمة ؟ قَدْ يُعطِى الله إِنسان حِكمة لكِنَّهُ يُفسِد عطِيَّة الله مِثْلَ يُوناداب أيضاً أخِيتوفلَ الَّذِى كَانَ حكِيم وَمُشِير لِداوُد لكِنْ فِى وقتٍ ما إِنحاز لأِبشالُومَ وَقَالَ مشُورة لَهُ وَعِندما لَمْ تُقام مشورتهُ مضى وَقتلَ نَفْسَه فهل هذِهِ حِكمة ؟ لِذلِكَ يقُولَ القُدَّاس [ بدِّد مشورتهُمْ يا الله الَّذِى بدَّد مشورة أخِيتوفلَ ]00لأِنَّ هؤلاء إِستخدموا الحِكمة لِحِساب الذَّات هل يلِيق يا يُوناداب أنْ تقُلَ هذِهِ الفِكرة الشَّيطانِيَّة لأِمنُونَ00كَانَ يجِب عليكَ بِحِكمِتكَ أنْ تُرجِع أمنُونَ عَنْ فِكره الشَّرَّير وَتُوبِخه00يُوناداب مُشترِكَ فِى خطِيَّة أمنُونَ00يوجد فرق بين الخُبث وَالحِكمة فِكرِة أُمِنا رِفقة لِيعقُوب لِيأخُذ البركة بدلَ عِيسو كانت خُبث وَمكر وَليس حِكمة00هكذا مشورة يُوناداب00لِنقرأ عَنْ الحِكمة فِى سِفر الحِكمة وَفِى رِسالة يعقُوب الَّذِى يصِفها بِأنَّها حِكمة مُترَّفِقة رُوحانِيَّة00لكِنْ تدبِير المكائِد ليس حِكمة00نحنُ نُعاتِب يُوناداب عَنْ مشورته بِالفِعلَ أتت ثامار لأِمنُونَ لِتصنع لَهُ كعكة فأخرج النَّاس خارِج حُجرتِهِ وَبينما ثامار تصنع لَهُ الطَّعام00[ ثُمَّ قَالَ أمنُونُ لِثامار ايئتِي بِالطَّعامِ إِلَى المخدعِ فَآكُلَ مِنْ يَدِكِ0 فَأخذت ثامارُ الكعك الَّذِي عمِلتهُ وَأتت بِهِ أمنُونُ أخاها إِلَى المخدعِ0 وَقدَّمت لَهُ لِيأكُلَ فَأمسكها وَقَالَ لها تعالِي اضطجِعِي معِي يا أُختِي0 فَقَالَتْ لَهُ لاَ يا أخِي لاَ تُذِلَّنِي لأِنَّهُ لاَ يُفعلُ هكذا فِي إِسْرَائِيلَ0 لاَ تعمل هذِهِ القباحة ]00جمِيلَ كَلاَمَ ثامار00قالت لَهُ لاَ تُذِلَّنِى لاَ تفعلَ هذِهِ القباحة فِى إِسْرَائِيلَ00ثامار تشعُر أنَّها مُختلِفة عَنْ العالم00هذِهِ القباحة لاَ تُفعلَ فِى إِسْرَائِيلَ00هذِهِ القباحة قَدْ تُفعلَ مِنْ أهل العالم لأِنَّهُمْ ليس لَهُمْ وصايا لكِنْ إِسْرَائِيلَ هِى إِمتداد الكنِيسة جِنس مُختار وَشعب مُختار لاَ تُفعلَ هذِهِ الأُمور فِيها لأِنَّهُ لاَ يلِيق بِنا بَلْ يلِيق بِأهلِ العالم00نحنُ يلِيقُ بِنا القداسة [ أمَّا أنَا فأين أذهبُ بِعارِي وَأمَّا أنت فتكُونُ كواحِدٍ مِنَ السُّفهاء فِي إِسْرَائِيلَ ] لَوْ كانت نِيران الشَّهوة مُشتعِلة فِى قلب أمنُون كَانَ يجِب عليهِ أنْ يتيقَّظ مِنْ كَلاَمَ ثامار لأِنَّ كَلاَمَها رائِع00جيِّد أنْ يتجاوُب الإِنسان مَعَْ تحذِيرات الله داوُد كَانَ غضبه مُشتعِلَ عَلَى نابال وَكَانَ ينوِى الشَّرَّ لكِنْ أبِيجايِلَ زوجة نابال قالت لِداوُد أنت رجُلَ حكِيم كيف تفعل هذا الشَّرَّ وَتكُون فِى يَدِكَ دِماء00فرجِع عَنْ غضبِهِ00جيِّد أنْ يرجع الإِنسان عَنْ شرَّه وَيسمع الإِنذارات لكِنْ أمنُونَ لَمْ يسمع لِصوت ثامار00[ فَلَمْ يشأ أنْ يسمع لِصوتِها بَلْ تمكَّنَ مِنها وَقهرها وَاضطجع معها ]00وَلِنتخيَّلَ ما يقولهُ الكِتاب بعد ذلِكَ [ ثُمَّ أبغضها أمنُونُ بِغضة شدِيدةً جِدّاً حَتَّى إِنَّ البِغضة الَّتِي أبغضها إِيَّاها كانت أشدَّ مِنَ المحبَّةِ الَّتِي أحبَّها إِيَّاها0 وَقَالَ لها أمنُونُ قُومِي انطلِقِي ]00الخطِيَّة مُرَّة مُهِينة مُذِلَّة جِدّاً لِذلِكَ إِعترضنا عَنْ كلِمة " أحبَّها " لأِنَّهُ لَمْ يكُنْ حُب بَلْ شهوة وَذات00لَوْ كَانَ أحبَّها ما كَانَ أبغضها بعد الخطِيَّة الَّذِى يفعل الخطِيَّة يجِد عذاب داخِلهُ فيشعُر بِبُغضة لِلخطِيَّة00كَانَ الحُب داخِلَ أمنُونَ مُشتعِلَ حَتَّى أنَّهُ مرض فكيف يُبغِض ثامار بعد ذلِكَ ؟ لأِنَّهُ كَانَ حُب مرِيض00إِسألَ نَفْسَكَ فِى أى تعلُّق فِى حياتكَ هل هُوَ تعلُّق رُوحانِى أم شهوانِى ؟ أهو مِنْ الله أم مِنْ ذاتكَ ؟[ وَقَالَ لها أمنُونُ قُومِي انطلِقِي ]00دائِماً الشَّهوة مُرتبِطة بِالعُنف00داوُد النبِى عِندما أخطأ كَانَ يقتُلَ أعدائه بِعُنف لأِنَّ ضمِيره مُعذَّب فكان يُطلِق طاقِة غضبه عَلَى الآخرِينَ00كذلِكَ زوجة فوطِيفار عِندما لَمْ تتمكَّنْ مِنْ يُوسِف تملَّكها الغضب وَالعُنف وَسجنت يُوسِف دُون أنْ يتألَّم ضمِيرها00هكذا أمنُونَ[ فَقَالَت لَهُ لاَ سبب0 هذا الشَّرُّ بِطردِكَ إِيَّايَ هُوَ أعظمُ مِنَ الآخرِ الَّذِي عمِلتهُ بِي0فَلَمْ يشأ أنْ يسمع لها بَلْ دعا غُلاَمهُ الَّذِي كَانَ يخدُِمهُ وَقَالَ اطرُد هذِهِ عنِّي خارِجاً وَأقفِلِ الباب وراءها ]00لَمْ يُطلِقها بِطرِيقة لائِقة بَلْ طردها00[ وَكَانَ عليها ثوب مُلوَّن لأِنَّ بناتِ المَلِكِ العذارى كُنَّ يلبسن جُبَّاتٍ مِثْلَ هذِهِ ]00كانت غير المُتزوِجة فِى العهد القدِيم تتميَّز عَنْ المُتزوِجة وَخاصةً بنات المُلُوكَ[ فَأخرجها خادِمُهُ إِلَى الخارِج وَأقفلَ الباب وراءها0 فجعلت ثامارُ رماداً عَلَى رأسِها وَمزَّقت الثَّوب المُلوَّنَ الَّذِي عليها ]00عِندما تفعلَ الفتاة هذا الفِعلَ يُعرف أنَّهُ حدث قباحة 00[ وَوَضعت يَدَهَا عَلَى رأسِها وَكانت تذهبُ صارِخةً ]00لَمْ يتحدَّث معها أحد بَلْ أبلغُوا أبشالُوم أخِيها فقال لها [ هل كَانَ أمنُونُ أخُوكِ معكِ ]00الكِتاب فِى أُسلُوبه يقُولَ كلِمات غير جارِحة بَلْ لائِقة[ فَالآنَ يا أُختِي اسكُتِي0 أخُوكِ هُوَ ]00ثامار أجابت أبشالُوم بِالإِيجاب أنَّ أمنُونَ كَانَ معها فقال لها أبشالُوم لاَ تتكلَّمِى أخُوكِ هُوَ00ثامار كانت خارِجة بِثوبٍ مُلوَّنَ بِنت مَلِكَ00ثُمَّ عادت حامِله رماد عَلَى رأسِها وَصارِخة وَثوبِها مُمزَّق الخطِيَّة مُهِينة جِدّاً00وَالآباء يقُولُون أنَّ الثَّوب المُلوَّن هُوَ مواهِب الرُّوح وَعِندما يسقُط الإِنسان فِى الخطِيَّة ينشق عنهُ ثوب المواهِب00عِندما أفعلَ الشَّرَّ تبعُد نَفْسِى عَنْ السَّلاَم00الخطِيَّة تُفسِد الثَّوب وَتُعطِى يأس وَعجز وَالرَّماد عَلَى الرَّأس يُعلِن عَنْ قِمَّة اليأس وَالعجز وَفُقدان الرَّجاء وَالفرح أبشالُوم كَانَ عنِيف قَالَ لأُخته [ لاَ تضعِي قلبكِ عَلَى هذا الأمرِ ]00لَمْ يتكلَّم مَعْ أمنُونَ فِى شئ لكِنْ كَانَ قلبه يُدَّبِر00[ وَلمَّا سمِع المِلِكُ داوُدُ بِجمِيعِ هذِهِ الأُمورِ اغتاظ جِدّاً ]00فضِيحة داخِلَ بيت المَلِكَ فكانت فضِيحة وسط الشَّعْب لكِنْ داوُد تذكَّر خطيَّتهُ وَعقوبتها وَعرف أنَّ هذِهِ الفضِيحة هِى جُزء مِنْ الثَّمن الَّذِى بدأ يدفعهُ فماذا يفعل ؟00صَمَتَ [ وَلَمْ يُكلِّم أبشالُومُ أمنُون بِشرٍّ وَ لاَ بِخيرٍ لأِنَّ أبشالُوم أبغض أمنُون مِنْ أجلِ أنَّهُ أذلَّ ثامار أُختهُ ]00أبشالُوم دبَّر داخِلَ قلبه وَأبغض أمنُونَ أمَّا داوُد فَإِغتاظ لأِنَّهُ وقع تحت نِير نَفْسَ الخطِيَّة لِذلِكَ كَانَ صعب أنَّهُ يُوَّبِخ أمنُونَ عَلَى خطيَّتهُ00لِذلِكَ عِندما نسقُط فِى خطِيَّة صعب أنَّنا نُوَّبخ آخرِينَ عليها إِذا كُنت ساقِط تحت عاده ردِيئة صعب إِنِّى أُقوِّم آخر فِيها أى لَوْ كُنت لاَ أُصَلِّى صعب أقُولَ لإِبنِى صَلِّى أوْ صوم أوْ تناولَ وَأنا لاَ أُمارِس هذِهِ الحياة00الأمر ليس أوامِربَلْ حياة00لِذلِكَ داوُد لَمْ يفعل شئ سِر تهاوُننا فِى توبِيخ كثِير مِنْ الأخطاء أنَّنا ساقِطُونَ فِيها وَالكِتاب يقُولَ [ مَنْ يمنع عصاه يمقُت ابنهُ ] ( أم 13 : 24 )00لِذلِكَ نتذكَّر الخطِيَّة القدِيمة لأولاد عالِى الكاهِن وَأنَّهُ لَمْ يُوبِخهُما عليها بِطرِيقة جِدِيَّة لِذلِكَ عُوقِب عالِى لأِنَّهُ لَمْ يُردِع أولاده00عامِلَ إِبنكَ بِسِيرتكَ وَحياتكَ فِى أحد المرَّات أرادت أُم مِنْ إِبنها أنْ يعترِف فقالت لِلأب الكاهِن أنَّها أحضرت إِبنها بِصعوبة حَتَّى أنَّها أعطتهُ مال لِكى يأتِى وَيعترِف00لَوْ كانت هذِهِ الأُم تُمارِس الإِعتراف وَالحياة الكنسِيَّة ما كانت تحتاج لِهذا المجهُود لِتُعلِّم إِبنها الإِعتراف وَتُقنِعهُ بِهِ00المُشكِلة أنَّنا فِى الكنِيسة بِشخصِيَّة وَفِى العملَ وَالشَّارِع وَالبيت بِأُخرى00لابُد أنْ تتوَّحد شخصِيتنا داوُد لَمْ يُوَّبِخ أمنُونَ لأِنَّهُ سقط فِى نَفْسَ الخطِيَّة وَلأِنَّهُ عالِم أنَّها عقوبة خطيَّتهُ هُوَ00أبشالُوم ظلَّ سنتين صامِت وَأثناء موسم جز الغنم كانُوا يُقِيمُونَ إِحتفالَ فطلب أبشالُوم مِنْ أبِيهِ أنْ يأتِى لِلإِحتفالَ أوْ أنْ يُوَّكِلَ إِبنهُ البِكر أمنُونَ بدلاً عنهُ00وَأوصى أبشالُوم رِجالهُ قائِلاً إِسكِرُوا أمنُونَ وَأضربوهُ وَإِنْ سألكُمْ أحدٍ ما قولُوا هكذا قَالَ لنا أبشالُوم [ فَأوصى أبشالُومُ غِلمانهُ قائِلاً انظُرُوا0 متى طاب قلبُ أمنُون بِالخمرِ وَقُلتُ لكُمُ اضربُوا أمنُون فَاقتُلُوهُ0 لاَ تخافُوا000ففعلَ غِلمانُ أبشالُومَ بِأمنُونَ كما أمر أبشالُومُ ]00وصلَ الخبر لِداوُد أنَّ أولاده كُلَّهُمْ قَدْ ماتُوا00ثُمَّ جاء إِنسان وَصحَّح لَهُ الخبر أنَّ أمنُونَ هُوَ الَّذِى مات00داوُد علِم أنَّهُ باقِى ثمن خطيَّتهُ00بكى الشَّعْب أمنُونَ مَعَْ المَلِكَ أمَّا أبشالُوم فهرب إِلَى أحد أقربائِهِ مِنْ ناحِية أُمِهِ [ وَهرب أبشالُوم وَذهب إِلَى جشُور وَكَانَ هُناكَ ثلاث سِنِينَ ]00هذِهِ القِصَّة عانى مِنها داوُد خمس سنوات عذاب كَانَ المفرُوض أنَّ داوُد يتمتَّع بِالسَّلاَمَ لأِنَّهُ ليس لَهُ مُنافِس00نعم فَهُوَ إِنتهى مِنْ شاوُلَ لكِنَّهُ لَمْ يخلُصَ مِنْ نَفْسِهِ الآباء يقُولُونَ [ تعوَّد أنْ لاَ يكُونَ لَكَ عدو إِلاَّ ذاتِكَ وَ لاَ تُحارِب إِلاَّ خطاياكَ ] نعم كَانَ داوُد مُسترِيح لكِنْ حاله كَانَ أصعب مِنْ حاله أيَّام شاوُلَ لأِنَّ منظره بِلاَ كرامة وَالخطِيَّة داخِلهُ تضرب كُلّ يوم وَيرى أثارها لِذلِكَ هذِهِ الخمس سنوات صنعت داخِلَ داوُد شخصِيَّة رُوحِيَّة جبَّارة00خطِيَّتهُ أمامهُ فِى كُلّ حِينَ فأعطى منهج توبة قوِيَّة وَهِى[ أنَّ القلب المُنكسِر وَالمُتواضِع لاَ يُرذِلهُ الله ] ( مز 50 )0
الأصْحَاحُ الرَّابِعُ عَشَرَ :-
كَانَ يُوآب يُحِب أبشالُوم وَأراد أنْ يُعِيده إِلَى أُورُشلِيم00فأتى يُوآب بِإِمرأة وَقَالَ لها إِلبِسِى ثِياب الحُزن وَأندِبِى وَأصرُخِى لدى داوُد وَأحكِى لَهُ هذِهِ القِصَّة00قُولِى لَهُ أنَّ زوجُكِ مات وَتركَ لَكِ ولدان وَهذان الولدان تخاصما وَتقاتلاَ فمات واحِد مِنهُما وَهرب الآخر وَالنَّاس يطلُبُون دم الإِبن المقتُولَ مِنْ الإِبن القاتِلَ فهل لاَ يحيا القاتِلَ بِضمان المَلِكَ[ فَقَالَت إِنِّي امرأة أرملة0 قَدْ مات رجُلِي0وَلِجارِيتِكَ ابنانِ فتخاصما فِي الحقلِ وَليس مَنْ يفصِلُ بينهُما فضرب أحدُهُما الآخر وَقتلهُ0 وَهُوذا العشِيرةُ كُلُّها قَدْ قامت عَلَى جارِيتِكَ وَقالُوا سلِّمِي ضارِب أخِيهِ لِنقتُلهُ بِنَفْسِ أخِيهِ الَّذِي قتلهُ فنٌهلِكَ الوارِث أيضاً0 فيُطفِئُونَ جمرتِي الَّتِي بقِيت وَ لاَ يترُكُونَ لِرَجُلِي اسماً وَ لاَ بقِيَّةً عَلَى وجهِ الأرضِ ]00قِصَّة دِرامِيَّة محبُوكة[ فَقَالَ المَلِكُ لِلمرأةِ اذهبِي إِلَى بيتِكِ وَأنَا أُوصِي فِيكِ ]00قَالَ لها كلِمة عامَّة00فقالت لَهُ كُرسِيِكَ وَبيتِكَ نقِى لكِنْ إِذا جاءنِى إِنسان يطلُب دم الولد فماذا أفعل ؟ فقالَ داوُد هاتِ الولد لِيحتمِى عِندِى فقالت لَهُ سيحتمِى لديكَ لِفِترة مهما طالت سيعُود لِى مرَّة أُخرى وَعِندئِذٍ يُطلبَ دمهُ مرَّة أُخرى فقالَ لها الكلِمة الَّتِى أرادها يُوآب [ فَقَالَ حيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِنَّهُ لاَ تسقُطُ شعرة مِنْ شعرِ ابنِكِ إِلَى الأرضِ ]00بِهذا نالت المرأة حُكم البراءة لِلإِبن00هُنا قالت لَهُ [ لِتتكلَّمْ جارِيتُكَ كلِمةً إِلَى سيِّدِي المَلِكِ0 فَقَالَ تكلَّمِي0 فَقَالت المرأةُ وَلِماذا افتكرت بِمثلِ هذا الأمرِ عَلَى شعبِ اللهِ وَيتكلَّمُ المَلِكُ بِهذا الكلامِ كمُذنِبٍ بِما أنَّ المَلِكَ لاَ يرُدُّ منفِيَّهُ ]00كيف تقُولَ هذا الكلام وَهذا الحُكمْ وَأنت لَمْ ترُدَّ منفِيَّكَ [ لأِنَّهُ لابُدَّ أنْ نمُوتَ وَنكُونَ كالماء المُهراقِ عَلَى الأرضِ الَّذِي لاَ يُجمعُ أيضاً وَ لاَ ينزِعُ اللهُ نَفْساً بَلْ يُفكِّرُ أفكاراً حَتَّى لاَ يُطرد عنهُ منفِيُّهُ ]00نحنُ شعبُكَ مِثْلَ أُم فقدت إِبنها هل ستترُكها تفقِد الآخر00[ فَقَالت جارِيتُكَ لِيكُنْ كلامُ سيِّدِي المَلِكِ عزاءً لأِنَّهُ سيِّدِي المَلِكُ إِنَّما هُوَ كملاكِ اللهِ لِفهمِ الخيرِ وَالشَّرِّ وَالرَّبُّ إِلهُكَ يكُونُ معكَ ]00 إِمرأة حكِيمة تتكلَّم بِإِتضاع00 فهم داوُد أنَّ القِصَّة مِنْ تألِيف يُوآب [ فَأجاب المَلِكُ وَقَالَ لِلمرأةِ لاَ تكتُمِي عنِّي أمراً أسألُكِ عنهُ0 فَقَالَتِ المرأةُ لِيتكلَّم سيِّدِي المَلِكُ0 فَقَالَ المَلِكُ هل يَدُ يُوآب معكِ فِي هذا كُلِّهِ ]00قَالَت نعم00[ حيَّة هِي نَفْسُكَ يا سيِّدِي المَلِكَ لاَ يُحادُ يمِيناً أوْ يساراً عَنْ كُلِّ ما تكلَّم بِهِ سيِّدِي المَلِكُ ]00أُسلُوب مُتضِع لائِق00أُسلُوب الحدِيث وَالتعامُلَ اللائِق يجعلُ الَّذِينَ حولِى يهابُوننِى حَتَّى وَإِنْ كُنت مُخطِئ [ لأِنَّ عبدكَ يُوآب هُوَ أوصانِي وَهُوَ وضع فِي فمِ جارِيتكَ كُلَّ هذا الكلامِ لأِجلِ تحوِيلِ وجهِ الكلامِ فعل عبدُكَ يُوآبُ هذا الأمر وَسيِّدِي حكِيم كحِكمةِ مَلاَكِ اللهِ لِيعلم كُلَّ ما فِي الأرضِ ]00إِتضاع وَحِكمة وَمعرِفة نادى المَلِكَ يُوآب وَقَالَ لَهُ [ فَاذهب رُدَّ الفتى أبشالُوم0 فسقط يُوآبُ عَلَى وجهِهِ إِلَى الأرضِ وَسجد وَباركَ المَلِكَ وَقَالَ يُوآبُ اليوم علِمَ عبدُكَ أنِّي قَدْ وجدتُ نِعمةً فِي عينيكَ يا سيِّدِي المَلِكَ ]00وَبِالفِعل أرسل يُوآب وَردَّ أبشالُوم لكِنْ داوُد رفض مُقابلته ستبدأ الحلقة الثَّالِثة فِى العقُوبة وَهِى قِصَّتهُ مَعَْ أبشالُوم00[ وَلَمْ يكُنْ فِي كُلِّ إِسْرَائِيلَ رجُل جمِيل وَممدُوح جِدّاً كأبشالُوم ]00أبشالُوم كَانَ جمِيل فإِستغلَّ جماله لِصالِح ذاته بينما داوُد كَانَ جمِيل وَأستِير كانت جمِيلة وَمُوسى النبِى كَانَ جمِيل وَيُوسِف وَ000لكِنَّهُمْ إِستخدِمُوا جمالهُمْ لِحساب الله أبشالُوم إِستغلَّ جماله لِحِساب ذاته وَالكِتاب يقُولَ أنَّهُ كَانَ يحلِق شعرهُ كُلّ سنة لأِنَّهُ كَانَ كثِيف وَأيضاً يقُولَ الكِتاب أنَّ جماله تسبَّب فِى قتلِهِ لأِنَّهُ تعلَّق بِشعره فِى شجرة يُوآب رفض الوساطة لِكى يُقابِلَ أبشالُوم داوُد لكِنْ بعد فِترة إِلحاح مِنْ أبشالُوم قبِلَ يُوآب أنْ يتوَّسط لدى داوُد فأتى أبشالُوم وَتقابلَ مَعَْ داوُد وَقبَّلَ داوُد أبشالُوم صعب أنْ ترى نتيِجة الخطِيَّة فِى بيتِكَ وَأولادكَ لكِنْ داوُد قَالَ أنَّ الوقُوعَ فِى يد الله أفضل مِنْ الوقُوع فِى يد بشر00وَقَالَ الآباء [ فلنتأدَّب فِى الزمان الحاضِر ]00داوُد تأدَّب فِى الزمان الحاضِر وَهُوَ الآنَ يجلِسُ فِى حضرة الله ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيَّاً أمِين