دراسة فى سفر صموئيل الثانى ج 8

Large image

الأصْحَاحُ الخامِسُ عَشَرَ :-
عِبارة عَنْ إِمتداد لِسلسِلة تأدِيبات الله لِداوُد عِندما أخطأ مَعَْ زوجة أُورِيَّا الحِثِىَّ00قَالَ لَهُ الله لأِنَّكَ إِحتقرتنِى لِذلِكَ ستأتِى عليكَ تأدِيبات وَمِنها أنَّ السَّيف وَالزِنى لَنْ يُفارِقا بيتكَ وَأولادكَ يغدُرُون بِكَ وَ يزنُونَ بِزوجاتكَ أمنُونَ إِبنهُ زنا بِأُختِهِ ثامار فقتلهُ أخوها أبشالُوم وَبِذلِكَ يكُون الزِنا وَالسَّيف فِى بيت داوُد00خاف أبشالُوم مِنْ داوُد أبِيهِ وَهرب حَتَّى عفا عنهُ داوُد أبِيهِ فجاء لأِبِيهِ وَسجد لَهُ فقبلهُ داوُد إِنسان كَانَ مطرُود مِنْ المملكة مِثْلَ أبشالُوم عِندما يعُود ماذا يفعلَ ؟ وَماذا تكُون مشاعِرهُ ؟ يقُولَ الكِتاب [ وَكَانَ بعد ذلِكَ أنَّ أبشالُومَ اتخذ مركبةً وَخيلاً وَخمسِينَ رجُلاً يجرُونَ قُدَّامهُ ]00إِنسان جاء مكسُور00قاتِل أخِيه00دخل المملكة بِصعُوبة وَلِنتخيَّل أنَّهُ مُجرَّد دخوله المملكة ركب مركبة وَأمامه خمسُون رجُلَ يجرُون00هذِهِ عاده مِنْ عادات الملُوكَ الوثنيين وَلِنتذكَّر كَلاَمَ الله لِلشَّعْب عَلَى لِسان صَمُوئِيلَ النبِى عِندما رفض الشَّعْب مُلَكَ الله عليِهِمْ وَطلبُوا مَلِكَ أرضِى فَقَالَ لَهُمْ [ هذا يكُونُ قضاءُ المَلِكِ الَّذِي يملِكُ عليكُمْ0 يأخُذُ بنِيكُمْ وَيجعلُهُمْ لِنَفْسِهِ لِمراكِبِهِ وَفُرسانِهِ فيركُضُونَ أمامَ مراكِبِهِ ] ( 1 صم 8 : 11 ) أوِلَ إِنسان فعلَ ذلِكَ هُوَ أبشالُوم وَهُوَ إِبن معكة بِنت تلماى زوجة داوُد وَ تلماى جِدّهُ هُوَ مَلِكَ جشُور وَهُوَ أُممِى وَمِنْهُ تعلَّم أبشالُوم هذا السلُوكَ00كَانَ أبشالُوم جمِيلَ المنظر وَمَعَْ دخولِهِ بِمركبة لِلمملكة جذب لَهُ الشَّعْب [ وَكَانَ أبشالُومُ يُبكِّرُ وَيقِفُ بِجانبِ طرِيقِ البابِ وَكُلُّ صاحِبِ دعوى آتٍ إِلَى المَلِكِ لأِجلِ الحُكمِ كَانَ أبشالُومُ يدعُوهُ إِليهِ وَيقُولُ مِنْ أيَّةِ مدِينةٍ أنتَ ]00كَانَ أبشالُوم كُلّ يومٍ يقِفُ عَلَى باب المدِينة وَكُلّ إِنسان يجِئُ لِلمَلِكَ بِمُشكِلة كَانَ أبشالُوم يستقبِلهُ فيقُولَ صاحِب المُشكِلة هُوَ أيضاً إِبن المَلِكَ قَدْ لاَ أستطِيع أنْ أصِلَ لِلمَلِكَ وَهذا إِبنهُ قَدْ يحِل المُشكِلة لِماذا كَانَ أبشالُوم يفعلُ ذلِكَ ؟ هل كَانَ يُرِيد أنْ يُخفِّف عِبء المُلَكَ عَنْ أبِيه ؟ بِالطبعِ لاَ00بَلْ كَانَ يقُولَ لِصاحِب المُشكِلة [ مِنْ أيَّةِ مدِينةٍ أنت0 فيقُولُ مِنْ أحدِ أسباطِ إِسْرَائِيلَ عبدُكَ0 فيقُولُ أبشالُومُ لَهُ0 انظُر0 أُمُورُكَ صالِحة وَمُستقِيمة وَلكِنْ ليس مَنْ يسمعُ لَكَ مِنْ قِبَلِ المَلِكِ0 ثُمَّ يقُولُ أبشالُومُ مَنْ يجعلُنِي قاضِياً فِي الأرضِ ]00يقُولُ لَهُ أنت لست مُخطِئ لكِنْ مَنْ يسمع لَكَ مِنْ قِبَلِ المَلِكَ ؟!!كَانَ يقُولُ ذلِكَ كى يُهيِّج النَّاس عَلَى داوُد وَكأنَّهُ يقُولَ هذِهِ مدِينة ضاع فِيها الحقَّ وَكَانَ يجلِس عَلَى باب المدِينة حَتَّى يمُر عليهِ الكُلَّ وَيقُولَ مَنْ يجعلنِى قاضِياً وَمَلِكَ لأِنصِف مَنْ هُوَ مظلُوم مِثلُكَ00كَانَ هذا يجعلُ النَّاس تتعلَّق بِهِ وَيشعرُون أنَّهُمْ مظلُومُون مِنْ داوُد أبشالُوم كَانَ لديهِ حُب الظُّهُور وَمُلتهِب بِمحبِّة المجد الباطِل حَتَّى أنَّ أفعاله لها مظهر جيِّد لكِنْ هُناكَ سؤال مُهِم ما هُوَ دافِعكَ يا أبشالُوم ؟ هل لَكَ غرض راحِة النَّاس أم لِكى يلتفُّوا حولَكَ أى شهوِة مجد ذاتِى ؟ كَانَ الدَّافِع مجد الذَّات داوُد عِندما مَلَكَ مَلَكَ كحسب إِرادِة الله وَمِنْ قِبَلَ التجارُب الَّتِى خاضها مَعَْ شاوُلَ00لكِنْ أبشالُوم حاول أنْ يملُكَ بِخُبث أرضِى بشرِى00أحياناً الله يُعطِى جمالَ وَجاه وَسُلطان وَ000كى نُتاجِر بِهذِهِ العطايا لِحِساب مجده لكِنَّنا نُتاجِر بِعطاياه لِحِساب مجد الذَّات00كُون أنَّ أبشالُوم جمِيل وَإِبن مَلِكَ فهذِهِ عطايا الله وَلِنرى أستِير كانت جمِيلة وَذكِيَّة وَلها حضُور وَجاه وَمُلَكَ ماذا فعلت بِكُلِّ هذِهِ العطايا ؟ مجَّدت الله وَوضعت كُلّ هذا عِند قدمى الله وَضَّحت بِالمملكة لأِجل الله00أيضاً يُوسِف العفِيف كَانَ جمِيل وَأستغلَّ جماله لِمجد الله وَأنقذ بلده وَشعبه00مُوسى النبِى كَانَ جمِيل حَتَّى أنَّ إِبنة فرعُون تعلَّق قلبها بِهِ لِجماله وَقَالَت صعب أنْ يموت ذلِكَ الجمال وَعِندما جذب جماله قلب إِبنة فرعُون تربَّى داخِل قصر فرعُون وَالله دبَّر ذلِكَ كى يُخلِّصَ شعبه وَلِيتدرَّب عَلَى فنُون القِيادة وَالحِكمة00أيضاً داوُد كَانَ جمِيل أشقر مَعَْ حلاوة العينين وَأستغلَّ ذلِكَ لِمجد الله00لكِنْ أبشالُوم إِستغلَّ جماله لِحِساب ذاته أمَّا نحنُ فما مِنْ واحِد فِينا إِلاَّ وَأعطاه الله عطايا فَلِمَنْ أستغِل عطايا الله ؟ الله أعطانِى أولاد00جمال00ذكاء00مركز00كُلّ هذا لابُد أنْ أضعه تحت أقدام الله0أبشالُوم أستغلَّ جماله بِخدِيعة وَبُولُسَ الرَّسُولَ يقُول [ وَبِالكلامِ الطَّيِّبِ وَالأقوالِ الحسنةِ يخدعُونَ قُلُوبَ السُّلماءِ ] ( رو 16 : 18 )00فهل معنى ذلِكَ أنْ لاَ نتكلَّم بِكلام طيِّب؟ 00لاَ00تكلَّم بِكلام طيِّب لكِنْ لِحِساب الله00بُولُسَ الرَّسُولَ وبَّخ بِلاد وَشُعُوب نقُولَ لَهُ إِحذر أنْ يكرهُوكَ00يقُول لاَ فنجِده يقُول لأِهلِ غلاطية [ أيُّها الغلاطِيُّونَ الأغبياءُ ] ( غل 3 : 1 )00وَفِى كُورنثُوسَ يُوبِّخهُمْ عَلَى ما ذُبِح لِلأوثان00يقُول أنا لَنْ أفعل كما يفعل غيرِى00لاَ00لابُد أنْ أُوبِّخ عَلَى الأخطاء لإُِصلِحُها أبشالُوم قَالَ لِكُلّ صاحِب دعوى أنت رجُلَ مُستقِيم00[ وَكَانَ إِذا تقدَّم أحد لِيسجُد لَهُ يُمدُّ يَدَهُ وَيُمسِكُهُ وَيُقبِّلُهُ0 وَكَانَ أبشالُومُ يفعلُ مِثْلَ هذا الأمرِ لِجمِيعِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ كانُوا يأتُونَ لأِجلِ الحُكمِ إِلَى المَلِكِ فَاسترق أبشالُومُ قُلُوبَ رِجالِ إِسْرَائِيلَ ]00كَانَ أبشالُوم يُمثِّلَ الإِتضاع لكِنْ كَانَ هذا يُزِيد مِنْ كبريائه وَيُتاجِر بِالمظاهِر لِحِساب ذاته00لِذلِكَ سار خلفه مُعظم الشَّعْب أصعب شئ أنْ يجرِى الإِنسان وراء مجده الشَّخصِى00لِذلِكَ ما فعلهُ أبشالُوم كَانَ سبب هلاكه جسدِيّاً وَرُوحِيّاً لأِنَّهُ ترك نَفْسَه لِلغواية وَأستدرجهُ الشَّيطان خطوة خطوة حَتَّى هَلَكَ00يقُولُ الآباء [ حيثُ ينبُت الإِتضاع فهُناك ينفجِر مجدُ الله ] نقُولَ لأِبشالُوم كَانَ عليكَ أنْ تسعى لِمجد أبُوكَ وَإِنْ طلبُوا أنْ يُملِكُّوكَ إِهرب مِنهُمْ لأِنَّ الَّذِى يسعى لِلكرامة داخِلهُ مرض إِسمه محبِّة الكرامة وَهذا مرض خطِير موجُود داخِل كُلّ واحِد مِنّا سواء فِى بِيته أم عمله أم000وَيقُول مارِإِسحق [ لاَ تشتهِى أنْ تكُون رأساً لأِنَّ الرَّأس كثِيرة الأوجاع ]00إِحذر أنْ تفعل مِثْلَ أبشالُوم الَّذِى يُذكِّرنا بِهاجِر عِندما ولدت إِبنها إِسماعِيل إِحتقرت سيِّدتها أبشالُوم إِحتقر أبوه داوُد وَأكمل خِطتهُ00قَالَ لِداوُد أبِيه أنَّ عليهِ نذر فِى حبرُون قَدْ نذرهُ لله إِذا عاد لِلمملكة وَيُرِيد أنْ يُوفِيه ففرِح بِهِ داوُد لأِنَّهُ قَالَ أنَّ أبشالُوم رجُل لَهُ عِشرة مَعَْ الله وَينذِرُ لَهُ نذُور00[ لأِنَّ عبدكَ نذر نذراً عِند سُكناى فِى جشُور فِى أرام قائِلاً إِنْ أرجعنِى الرَّبُّ إِلَى أُورُشلِيم فَإِنِّي أعبُدُ الرَّبَّ0 فَقَالَ لَهُ المَلِكُ اذهب بِسلاَمٍ فَقَامَ وَذهب إِلَى حبرُونَ ]00لكِنْ فِى الحقِيقة لَمْ يكُنْ أبشالُوم نذر أى نذُور لكِنَّها كانت خِطة وَمكِيدة يُدبِّرها لِينال المُلَكَ مِنْ أبِيه داوُد أخذ أبشالُوم معهُ جواسِيس وَأرسلهُمْ لِكُلّ مدِينة فِى بنِى إِسْرَائِيلَ لِيعرِف رصِيده فِى قُلُوب الشَّعْب وَقَالَ لِلرِّجالَ الَّذِينَ أرسلهُمْ عِندما تسمعُون صوت البُوق تهتِفُون لِى إِنِّى قَدْ ملكتُ فِى حبرُون00وَبِذلِكَ يكُونُ الهُتاف فِى كُلّ مُدُن بنِى إِسْرَائِيلَ فِى ذات الوقت فيُفاجأ داوُد أبشالُوم إِنسان مخدُوع بِالمجد الباطِل وَالآباء القِدِّيسِين يقُولُون[ إِنْ كَانَ لَكَ إِتضاع فِى قلبِكَ سيُظهِر الله مجدهُ فِى قلبِكَ ]00[ لاَ تطلُب أنْ تكُون مُكرَّماً وَأنت داخِلَكَ مملؤ جِراحات ]00وَيقُولُون أيضاً أنَّ إِحتمال الكرامة أصعب مِنْ إِحتمال الإِهانات لأِنَّ الإِهانة تُعطِى إِتضاع وَتجعل الإِنسان يُراجِع نَفْسَه أمَّا الكرامة فَهِى تُعطِى إِنتفاخ وَكبرياء وَغرُور وَهذا بِدايِة السُقُوط [ وَانطلق مَعَْ أبشالُوم مِئتا رجُلٍ مِنْ أُورُشلِيمَ قَدْ دُعُوا وَذهبُوا بِبساطةٍ وَلَمْ يكُونُوا يعلمُونَ شيئاً ]00لَمْ يكُنْ هؤلاء الرِّجال يعلمُون أنَّ أبشالُوم يُدّبِر خِطة وَمكِيدة لِلمَلِكَ داوُد00أيضاً أخذ أبشالُوم معهُ رجُل مُهِم مشهُور بِالحِكمة وَهُوَ صدِيق حمِيم لِداوُد00هُوَ أخِيتُوفل كَانَ رجُل شِيخ حكِيم وَبِذلِكَ يكُون أبشالُوم قَدْ أصاب داوُد بِضربتين وَهُما أنْ يترُكهُ بِدُون حُكماء وَالثَّانِية خِيانة صدِيقة لَهُ[ وَكانت الفِتنةُ شدِيدةً وَكَانَ الشَّعْبُ لاَ يزالُ يتزايدُ مَعَْ أبشالُومَ0 فَأتى مُخبِّر إِلَى داوُد قائِلاً إِنَّ قُلُوب رِجالِ إِسْرَائِيلَ صارت وراء أبشالُومَ0 فَقَالَ داوُدُ لِجمِيعِ عبِيدِهِ الَّذِينَ معهُ فِي أُورُشلِيمَ قوموا بِنا نهرُبُ لأِنَّهُ ليس لنا نجاة مِنْ وجهِ أبشالُومَ ]00داوُد لَمْ يُقاوِم لأِنَّهُ كَانَ يعلم أنَّ هذا مِنْ قِبَل إِرادة الله وَتأدِيباته لَهُ [ هأنذا أُقِيمُ عليك الشَّرَّ مِنْ بيتِكَ ] ( 2 صم 12 : 11 )00 كلِمات تصرُخ فِى قلب داوُد دائِماً لِذلِكَ لَمْ يُعاتِب إِبنهُ أمنُونَ عَلَى زِناه لأِنَّهُ علِم أنَّ كُلّ هذا تأدِيبات مِنْ الله00إِستبقى داوُد فِى بيتِهِ عشرة سرارِى وَأخذ معهُ الحُكماء وَالأصدقاء00وَكَانَ هُناكَ رجُل أُممِى يُدعى إِتَّاى الجتِّيِّ مِنْ " جت " وَكَانَ مَلِكَ جت تعلَّق بِداوُد عِندما كَانَ هارِب فِى جت فلسطِين فأتى معهُ لأِورُشلِيم لكِنْ داوُد رفض إِتَّاى أنْ يهرب معهُ مِنْ وجه أبشالُوم حَتَّى لاَ يجعل فلسطِينِى ضِد إِبنهُ أبشالُوم [ فَقَالَ المَلِكُ لإِتَّايَ الجتِّيِّ لِماذا تذهبُ أنتَ أيضاً معنا0 اِرجع وَأقِم مَعَ المَلِكِ لأِنَّكَ غرِيب وَمنفِيّ أيضاً مِنْ وطنِكَ0 أمساً جِئتَ وَاليومَ أُتِيهُكَ بِالذَّهابِ معنا وَأنَا أنطلِقُ إِلَى حيثُ أنطلِقُ0 اِرجع وَرجَّع إِخوتكَ0 الرَّحمةُ وَالحقُّ معكَ ]00هُنا الأمر بدأ يرسِم لنا صورة لِلسيِّد المسِيح لَهُ المجد00كيف ؟ إِذا تأمَّلنا الأمر نجِد أنَّ أبشالُوم مِنْ بيت داوُد وَأخِيتُوفل مِنْ أعزّ أصدقائِهِ وَهُما يُشِيران إِلَى يهُوذا ( أبشالُوم ) وَالأُمَّة اليهُودِيَّة ( أخِيتُوفل وَبنِى إِسْرَائِيلَ ) أمَّا إِتَّاى الجتِّىِّ فَهُوَ يُشِير لِلأُمم الَّذِينَ قبلوه بينما شعبه رفضهُ00المُدقِّق فِى أحداث الكِتاب المُقدَّس يجِد المسِيح واضِح فِيهِ مُنذُ القدِيم0رغم كُلّ ما فعلهُ أبشالُوم إِلاَّ أنَّ داوُد يُكمِن لَهُ محبَّة حَتَّى أنَّهُ عِندما سمع فِيما بعد بِموت أبشالُوم وَكَانَ قَدْ قَالَ لَهُمْ ترَّفقُوا بِالفتى أبشالُوم قَالَ [ يا ليتنِي مُتُّ عِوضاً عنكَ ]( 2 صم 18 : 33 )00مَنَ هذا ؟ هُوَ المسِيح الغافِر لِصالِيبه وَالَّذِى قَالَ[ يا أبتاهُ اغفِر لَهُمْ لأِنَّهُمْ لاَ يعلمُونَ ماذا يفعلُونَ ] ( لو 23 : 34 )00هذِهِ هِى الرُّوح الَّتِى أراد الله أنْ يُسلِّمها لنا مِنْ خِلاَلَ عبده داوُد فِى الصُورة خِيانة مِنْ المُحِبِين وَرفض مِنْ اليهُود وَقبُولَ مِنْ الأُمم وَتدبِيرات مِنْ داخِلَ وَمِنْ خارِج حَتَّى أنَّ داوُد قَالَ فِى المزمُور [ ياربُّ لِماذا كثُر الَّذِينَ يُحزِنُوننِى ] ( مز 3 / مِنْ مزامِير صلاة باكِر )00نقُولَ لَهُ أنت تُمثِّل السيِّد المسِيح رجع إِتَّاى الجِتِّىِّ [ وَكانت جمِيعُ الأرضِ تبكِي بِصوتٍ عظِيمٍ وَجمِيعُ الشَّعْبِ يعبُرُونَ وَعبر المَلِكُ فِي وادِي قدرُونَ ]00" وادِى قدرُون " هُوَ وادِى بين أُورُشلِيم وَجبل الزَّيتُون لِماذا هذا الوادِى ؟ فِى إِنجِيلَ يُوحنا 18 : 1 نجِد نَفْسَ الموقِف مَعَْ السيِّد المسِيح[ قَالَ يسُوعُ هذا وَخرج مَعَْ تلامِيذِهِ إِلَى عبرِ وادِي قِدرُونَ حيثُ كَانَ بُستان دخلهُ هُوَ وَتلامِيذُهُ ]00هذا حدث بعد الخِيانة مِنْ يهُوذا أبشالُوم كَانَ يعرِف الموضِع00وَيهُوذا كَانَ يعرِف الموضِع00تطابُق عجِيب بين السيِّد المسِيح وَداوُد النبِى00 كُلّ إِنسان يُرِيد أنْ يرى الله وَيبحث عنهُ يجِدهُ وَما أجمل أنْ نجِدهُ مُختفِى وَمُدبِّر كُلّ حقِيقة خلاصِيَّة بِمُنتهى الدِقَّة00نبُّوات تُعزِّى النَّفْسَ00فِى الوادِى إِتحدوا مَعَْ سيِّدهُمْ داوُد رغم أنَّ غالِبِيَّة المملكة كانت مَعَْ أبشالُوم00أمَّا هؤلاء القِلَّة فَهُمْ يُمثِّلُون تلامِيذ المسِيح عِندما وجد داوُد الكهنة يُرِيدُون أخذ التابُوت معهُمْ رفض وَقَالَ أنا أُحِب أنْ يُرجِعنِى الله إِلَى التابُوت هُنا مرَّة أُخرى00[ فَإِنْ وجدتُ نِعمةً فِي عينيِ الرَّبِّ فَإِنَّهُ يُرجِعُنِي وَيُرِينِي إِيَّاهُ وَمسكنهُ0وَإِنْ قَالَ هكذا إِنِّي لَمْ أُسرَّ بِكَ فهأنذا فليفعل بِي حسبما يحسُنُ فِي عينيهِ ] قَالَ داوُد إِجعلُوا التابُوت موجُود فِى مكانِهِ وَإِنْ أراد الله يُرجِعُنِى وَأراهُ فِى مسكنهُ مرَّة أُخرى00تسلِيم00أحياناً نُرِيد مِنْ الله أنْ ينصُرنا دُون جِدال وَنأخُذ معنا الكهنة ( التابُوت ) لِكى نضمن أنَّهُ لَنْ يترُكنا00لكِنْ داوُد قَالَ لاَ00إِنْ وجدت نِعمةً فِى عينىَّ الله يُرجِعُنِى وَأراهُ فِى مكانِهِ أخِيتُوفل مَعَْ أبشالُوم وَعِندما علِم داوُد ذلِكَ حزِن وَقَالَ [ حمِّق ياربُّ مشُورة أخِيتُوفل] 00وَهذِهِ صلاة نقُولها فِى القُدَّاس00" حمِّق " أى " إِنسِب لها حماقة "00[ وَلمَّا وصل داوُدُ إِلَى القِمَّةِ حيثُ سجد للهِ إِذا بِحُوشاي الأركِيِّ قَدْ لقِيهُ مُمزَّقَ الثَّوبِ وَالتُّرابُ عَلَى رأسِهِ ] جيِّد مِنْ داوُد أنَّهُ فِى ضِيقة نَفْسِهِ يسجُد لله وَيشكُرهُ00جيِّد أنْ نقتدِى بِهِ00هُوَ كَانَ يشعُر أنَّ الكُلّ تركهُ حَتَّى الله لكِنَّهُ رغم ذلِكَ يسجُد لَهُ [ فَقَالَ لَهُ داوُدُ إِذا عبرتَ معِي تكُونُ عَلَيَّ حِملاً0 وَلكِنْ إِذا رجعتَ إِلَى المدِينةِ وَقُلتَ لأِبشالُومَ أنَا أكُونُ عبدكَ أيُّها المَلِكُ0 أنَا عبدُ أبِيكَ مُنذُ زمانٍ وَالآنَ أنَا عبدُكَ0 فَإِنَّكَ تُبطِلُ لِي مشُورة أخِيتُوفَلَ ]00حُوشاى الأركِى رجُلَ حكِيم قرِيب لِداوُد وَلأِبشالُوم معاً وَلمَّا علِم ما حدث سار خلف داوُد رغم أنَّهُ كَانَ رجُل مُسِن وَكانت ثِيابه مُمزَّقة فَقَالَ لَهُ داوُد إِذهب خلف أبشالُوم لأِنَّكَ بِذلِكَ تُفِيدنِى أكثر فإِنَّكَ قادِر أنْ تُبطِلَ مشُورة أخِيتُوفل ضِدَّها وَتُخبِرنِى بِمشُورة أخِيتُوفل وَما يحدُث فخُذ معك صادُوق وَأِبياثار0
الأصْحَاحُ السَّادِسُ عَشَرَ :-
* داوُد الهارِب *
عِندما كَانَ داوُد يهرب مِنْ وجه شاوُلَ كَانَ أمر مقبُولَ لكِنْ أنْ يهرب مِنْ وجه أبشالُوم إِبنهُ وَهُوَ المَلِكَ فهذا أمر صعب وَمُر جِدّاً00الله يُرِيد أنْ يقُول لَهُ مِنْ خِلاَلَ تجرُبتكَ هذِهِ أُعِدُّ لَكَ تعزِية أوَّلاً مِفيبُوشث إِبن يُوناثان كَانَ داوُد قَدْ ردَّ لَهُ مِيراثه وَأقام عليهِ صِيبا عبدهُ لِيخدِمهُ00صِيبا هذا بِمكرٍ أخذ معهُ أطعِمه وَحِماران وَقدَّم ذلِكَ لِداوُد وَقَالَ الحِماران لِبيت المَلِكَ لِلرُّكُوب وَالأطعِمة لِلغُلمان فِى البرِّيَّة وَلمَّا سألهُ داوُد عَنْ سيِّدِهِ مِفيبُوشث قَالَ صِيبا أنَّهُ فِى أُورُشلِيم لأِنَّهُ قَالَ لعلَّ الله اليوم يرُّد لِى المُلَكَ00فهل مِنْ اللائِق أنْ ينتظِر مِفيبُوشث رد مُلَكَ أبِيه لَهُ وَأنت يا صِيبا تأتِى داوُد بِطعام ؟؟[ فَقَالَ المَلِكُ لِصِيبا هُوذا لَكَ كُلُّ ما لِمِفيبُوشث0 فَقَالَ صِيبا سجدتُ0 ليتنِي أجِد نِعمةً فِي عينيكَ ياسيِّدِي المَلِكَ ]00وَبِذلِكَ أخذ وعد00داوُد يشرب مِنْ كأس خطِيَّتِهِ وَخيانتِهِ لأِورِيَّا الحِثِىِّ00الخِيانة تُردَّ لَهُ حَتَّى أنَّ الكِتاب يقُول أنَّ إِساءات الَّذِينَ أساءوا إِليهِ أكثر مِنْ الَّذِين أحسنُوا إِليهِ داوُد وَهُوَ هارِب جاء إِليهِ شمعِى إِبن جِيرا00كَانَ داوُد يسِير فِى الوادِى وَشمعِى يسِير عَلَى الجبل وَيرشِق داوُد بِالحِجارة وَيسِبّهُ00[ وَلمَّا جاء المَلِكُ داوُدُ إِلَى بحُورِيم إِذا بِرجُلٍ خارِجٍ مِنْ هُناكَ مِنْ عشِيرةِ بيتِ شاوُلَ اسمُهُ شمعِي بنُ جِيرا0 يسُبُّ وَهُوَ يخرُجُ وَيرشُقُ بِالحِجارةِ داوُد وَجمِيع عبِيدِ المَلِكِ داوُد وَجمِيعُ الشَّعْبِ وَجمِيعُ الجبابِرةِ عَنْ يمِينِهِ وَعَنْ يسارِهِ وَهكذا كَانَ شمعِي يقُولُ فِي سبِّهِ اخرُج اخرُج يارجُلَ الدِّماءِ وَرجُلَ بلِّيعالَ ]00إِهانات خطِيرة " رجُلَ بلِّيعالَ " أى " رجُلَ وثن " [ قَدْ ردَّ الرَّبُّ عليكَ كُلَّ دِماءِ بيتِ شاوُلَ الَّذِي ملكت عِوضاً عنهُ وَقَدْ دفع الرَّبُّ المملكة لِيَدِ أبشالُوم ابنِكَ ]00كلِمات قوِيَّة كالسِهام قاتِلة00[ وَها أنت واقِع بِشرِّكَ لأِنَّكَ رجُلُ دِماءٍ ]00[ فَقَالَ أبِيشايُ ابنُ صرُويةَ لِلمَلِكِ لِماذا يسُبُّ هذا الكلبُ الميتُ سيِّدِي المَلِكَ0 دعنِي أعبُرُ فأقطع رأسهُ ]00قَالَ أبِيشاى مَنْ هذا الكلب الميت الَّذِى يسِب سيِّدِى المَلِكَ إِسمح لِى فأعبُر إِليهِ وَأقطع رأسهُ هُنا نرى جمال داوُد00[ فَقَالَ المَلِكُ ما لِي وَلكُمْ يابنِي صرُوية0دعُوهُ يسُبَّ لأِنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ سُبَّ داوُد وَمَنْ يقُولُ لِماذا تفعلُ هكذا ]00أى رُوح هذِهِ الَّتِى فِى داوُد ؟أى إِنسان يسمع سبِهِ وَيقُولَ أنَّهُ مِنْ الله ؟ هُوَ إِنسان فِى قلبِهِ تدابِير الله وَحساسِيَّة الله وَيعلم حكمتِهِ [ لعلَّ الرَّبَّ ينظُرُ إِلَى مذلَّتِي وَيُكافِئنِي الرَّبُّ خيراً عِوضَ مسبَّتِهِ بِهذا اليومِ ]00جيِّد هُوَ الإِنسان الَّذِى يرى إِرادِة الله حَتَّى فِى الظرُوف المُضَّادة00يقُول الآباء أحياناً يستخدِم الله الأشَّرار لِتقويِم الأبرار وَأحياناً يستخدِم الشَّيطان نَفْسَه00صِيبا تملَّق المَلِكَ وَأخذ مِنهُ حُكم إِفتراء وَشمعِى يسِب المَلِكَ وَأخذ مِنهُ حقِيقة00[ لعلَّ الرَّبَّ ينظُرُ إِلَى مذلَّتِي ]00أى أخذ حُكم أصدق00لِذلِك الكرامة أخطر عَلَى الإِنسان مِنْ الإِهانة جيِّد أنْ يرى الإِنسان نَفْسَه فِى كُلّ موقِف فِى الكِتاب00إِذا ظُلِمت قُل داوُد ظُلِم وَسامِح وَقُل لعلَّ الله أراد ذلِكَ لِيُصلِح فِىَّ أمر مُعيَّن وَيُرِيد أنْ يُرسِل لِى رِسالة وَعَلَىَّ أنْ أخضع00مرَّة تُظلم وَمرَّة تُشتم لِنرى القدِيس أبو مقَّار عِندما ظُلِم وَالقدِيسة مارِينا الَّتِى ظُلِمت00لِنرى السِنكسار الَّذِى يحكِى قِصَّة تقُول أنَّهُ كانت هُناك سيِّدة ذاهِبة لِترى موكِب إِستشهاد إِبنها وَكانت نَفْسَها مُرَّة جِدّاً وَفِيما هِى فِى الطرِيق قابلت سيِّدتان إِحداهُما قالت لها أنَّ إِبنها وحِيدها ظُلِم وَقُطِعت رأسه وَكانت هِى ألِيصابات والِدة يُوحنا المعمدان00وَالأُخرى قالت لها أنَّ إِبنها وحِيدها ظُلِم وَصُلِب وَكانت العذراء مريم00فتعزَّت السيِّدة0 ذهب حُوشاى الأركِى لأِبشالُوم فَقَالَ لَهُ [ أهذا معرُوفُكَ مَعَْ صاحِبِكَ0 لِماذا لَمْ تذهب مَعَْ صاحِبِكَ0 فَقَالَ حُوشايُ لأِبشالُومَ كلاَّ وَلكِنِ الَّذِي اختارهُ الرَّبُّ وَهذا الشَّعْبُ وَكُلُّ رِجالِ إِسْرَائِيلَ فَلَهُ أكُونُ وَمعهُ أُقِيمُ ]00أيضاً حُوشاى تصرَّف بِمكرٍ قَالَ لأِبشالُوم أنا مَعَْ الَّذِى يختاره الله وَالشَّعْب [ وَثانِياً مَنْ أخدُِمُ0 أليس بين يَدَيِ ابنِهِ ]00هذِهِ كانت مُقدِمة كى يثِق بِهِ أبشالُوم 00بدأ أبشالُوم يأخُذ أوِِلَ مشُورة مِنْ أخِيتُوفل [ ادخُلْ إِلَى سرارِيِّ أبِيكَ اللَّواتِي تركهُنَّ لِحِفظِ البيتِ فيسمع كُلُّ إِسْرَائِيلَ أنَّكَ قَدْ صِرت مكرُوهاً مِنْ أبِيكَ فتتشدَّد أيدِي جمِيعِ الَّذِينَ معكَ ]00كى تحكُم الصِراع بينكَ وَبين أبِيكَ وَأنَّ أبِيكَ ينقلِبُ عليكَ فيتشدَّد الشَّعْب معك00أخِيتُوفل ذكِى جِدّاً قَالَ أنَّهُ إِنْ لَمْ يكُنْ المُلَكَ لأِبشالُوم سوف أخسر لِذلِكَ أُشدِّد الصِراع وَأُشدِّد أبشالُوم00حِكمة أرضِيَّة شهوانِيَّة[ فنصبُوا لأِبشالُومَ الخيمة عَلَى السَّطحِ وَدخلَ أبشالُومُ إِلَى سرارِيِّ أبِيهِ أمام جمِيعِ إِسْرَائِيلَ ]00نَفْسَ السَّطح الَّذِى تمشَّى عليهِ داوُد وَأشتهى زوجة أُورِيَّا هُوَ نَفْسَ السَّطح الَّذِى زنا عليهِ أبشالُوم مَعَْ سرارِى أبِيه اللاتِى يُعاملنْ كزوجاتٍ حقِيقيات ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً أمِين.

عدد الزيارات 2583

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل