دراسة فى سفر صموئيل الثانى ج 10

الأصْحَاحُ التَّاسِعُ عَشَرَ :-
* عودِة داوُد المَلِكَ *
إِبتدأ داوُد ينُوح عَلَى أبشالُوم00يُوآب علِم ذلِكَ00يُوآب رئِيس الجيش هُوَ الَّذِى قتل أبشالُوم وَكَانَ يتخيَّل أنَّهُ سيُستقبلَ إِستقبالَ الأبطالِ00فقال فِى نَفْسِهِ أليس أرسلنا داوُد لِذلِكَ الغرض فلِماذا ينُوحُ الآنَ ؟ بِنوحِهِ وَحُزنِهِ يجعلُ الشَّعْب لاَ يشعُر بِفرحِة الإِنتصار [ فصارت الغلبةُ فِي ذلِكَ اليومِ مناحةً عِند جمِيعِ الشَّعْبِ لأِنَّ الشَّعْبَ سمِعُوا فِي ذلِكَ اليومِ مَنْ يقُولُ إِنَّ المَلِكَ قَدْ تأسَّفَ عَلَى ابنِهِ ]00الشَّعْب حزِن لِحُزن المَلِكَ وَشعرُوا بِخطأهِمْ فِى حقِّ داوُد وَأصبح الأمر خلط فِى المشاعِر [ وَتسلَّلَ الشَّعْبُ فِي ذلِكَ اليومِ لِلدُّخُولِ إِلَى المدِينةِ كما يتسلَّلُ القومُ الخجِلُونَ عِندما يهرُبُونَ فِي القِتالِ ]00بدل رجوِعِهِمْ بِفرحِة الإِنتصار عادُوا بِخجلٍ00[ وَستر المَلِكُ وجههُ وَصرخ المَلِكُ بِصوتٍ عظِيمٍ يا ابنِي أبشالُومُ يا أبشالُومُ ابنِي يا ابنِي ]00مِنْ علامات الحُزن قدِيماً أنْ كَانَ الشَّخص يُغطِّى وجههُ وَكأنَّهُ لاَ يستطِيع مُواجهة النَّاس00داوُد فِى البِداية كَانَ يُغطِّى وجهةُ وَهُوَ هارِب مِنْ أبشالُوم وَالآنَ يُغطِى وجههُ حُزناً عَلَى موتِ أبشالُوم يُوآب دخل لِداوُد وَعالج الأمر بِطرِيقة صعبة وَيقُول لَهُ أنت خلطت الأمُور وَجعلت فرحِة الإِنتصار حُزن وَكأنَّ يُوآب يعلم ذلِّة داوُد مَعَْ أُورِيَّا الحِثِّىِّ وَهُوَ الَّذِى إِستلم خِطاب أُورِيَّا المكتُوب بِهِ خِطَّة قتل أُورِيَّا00أى أنَّ يُوآب يمسِكَ لِداوُد نُقطة ضعف لِذلِكَ كَانَ يتكلَّم معهُ بِأُسلُوب صعب [ فدخل يُوآبُ إِلَى المَلِكِ إِلَى البيتِ وَقَالَ قَدْ أخزيت اليوم وُجُوه جمِيعِ عبِيدِكَ مُنقِذِي نَفْسِكَ اليومَ وَأنفُسِ بنِيكَ وَبناتِكَ وَأنفُسِ نِسائِكَ وَأنفُسِ سرارِيِّكَ بِمحبَّتِكَ لِمُبغِضِيكَ وَبُغضِكَ لِمُحِبِيِّكَ ]00الَّذِينَ أنقذُوكَ اليوم أنت أخزيتهُمْ00نحنُ أنقذنا كُلّ بيتكَ وَاليوم تُخزِينا00أنت أحببت مُبغِضَكَ وَأخزيت مُحِبِيِّكَ لأِنَّكَ بِهلاَكَ شخص واحِد تُحزِن الَّذِين نجوا [ لأِنَّكَ أظهرت اليوم أنَّهُ ليس لَكَ رُؤساءُ وَ لاَ عبِيدٌ لأِنِّي علِمتُ اليوم أنَّهُ لَوْ كَانَ أبشالُومُ حيّاً وَكُلُّنا اليومَ موتى لحسُنَ حِينئِذٍ الأمرُ فِي عينيكَ ]00أنت أظهرت أنَّهُ ليس لَكَ حبِيب وَنحنُ نرى أنَّهُ لَوْ مُتنا كُلُّنا وَعاش أبشالُوم ما حزِنت هكذا00أبشالُوم الَّذِى أبغضكَ وَطردكَ مِنْ مُلكِكَ وَحرمك مِنْ مُشِيرِيكَ وَكُلّ ما فعلهُ معكَ وَتحزن عليهِ اليوم ؟![ فَالآنَ قُمْ وَاخرُج وَطيِّب قُلُوب عبِيدِكَ0 لأِنِّي قَدْ أقسمتُ بِالرَّبِّ إِنَّهُ إِنْ لَمْ تخرُج لاَ يبِيتُ أحد معكَ هذِهِ اللَّيلةَ وَيكُونُ ذلِكَ أشَّر عليكَ مِنْ كُلِّ شّرٍّ أصابكَ مُنذُ صِباكَ إِلَى الآنَ ]00يُوآب يتكلَّم مَعَْ داوُد بِسُلطان وَيقُول لَهُ قَدْ حلفت أنَّهُ لَوْ لَمْ تقُمْ وَتخرُج لِعبِيدِكَ سنترُككَ كُلُّنا وَسترى شَرّ أكثر مِمَّا رأيت طُول حياتِكَ00يُوآب يتكلَّم بِأُسلُوب جارِح حَتَّى وَإِنْ كَانَ عَلَى حقٍّ الله يعلم كُلّ ذلاَّتنا وَ لاَ يتكلَّم معنا بِأُسلُوب جارِح مِثْلَ يُوآب الَّذِى يعرِف ذلَّة واحِدة عَنْ داوُد00نعم يارب أنت لطِيف معنا غافِر لِخطايانا ساتِر عيُوبنا00يُوآب عنِيف مَعَْ داوُد رغم أنَّهُ تحت يَدِهِ وَتحت سُلطانِهِ00إِذاً مِنْ حقَّ الله أنْ يُكلِّمنا بِأُسلُوب قاسِى لكِنَّهُ لاَ يفعل وَلِنراهُ مَعَْ بُطرُس فنجِدهُ يتودَّد لَهُ [ أتُحِبُّنِي ] ( يو 21 : 17 )00وَمَعَْ المرأة الخاطِئة[ وَ لاَ أنَا أدِينُكِ0 اذهبِي وَ لاَ تُخطِئِي أيضاً ] ( يو 8 : 11 )00الله لطِيف معنا مهما كانت ضعفاتنا يُوآب كَانَ شرِيكَ لِداوُد فِى ضِيقاته لِذلِكَ يُذكِّره بِضِيقاته مُنذُ صِباه00داوُد خجلَ وَلَمْ يفتح فاه00[ فَقَامَ المَلِكُ وَجلس فِي البابِ0 فأخبرُوا جمِيعَ الشَّعْبِ قائِلِينَ هُوذا المَلِكُ جالِس فِي البابِ0 فَأتى جمِيعُ الشَّعْبِ أمامَ المَلِكِ0 وَأمَّا إِسْرَائِيلَ فهربُوا كُلُّ واحِدٍ إِلَى خيمتِهِ ]" إِسْرَائِيلَ " هُنا مقصُود بِهِ سِبط يهُوذا الَّذِى إِتحد مَعَْ أبشالُوم لِذلِكَ خجلُوا أنْ يذهبُوا لِداوُد لِنرى نحنُ حالنا ما هُوَ موقِفنا هل نحنُ مَعَْ مملكِة أبشالُوم الَّتِى إِعتمدت عَلَى الخِداع وَالوعُود الكاذِبة00مملكِة العالم أم مَعَْ مملكِة داوُد ؟ أنا كُلّ حِين مَعَْ مملكة مُختلِفة لِذلِكَ أشعُر بِخجل وَلِذلِكَ يتكلَّم الكِتاب عَنْ الخِزى لِلنِّفُوس الغِير أمِينة لِلمسِيح فِى اليوم الأخِير لأِنَّهُمْ كانُوا يحتقِرُون تابِعِيه وَيُجدِّفُون عليهِ لأِنَّهُمْ إِتحدُوا مَعَْ جمال الشَّكل وَالوعُود البرَّاقة لِذلِكَ يسترُون وُجُوههُمْ مِنْهُ وجدنا أنَّ هذا الأمر يُسبِّب خِصام فِى الشَّعْب وَإِنقسام بين الَّذِينَ كانُوا مَعَْ أبشالُوم وَالَّذِينَ كانُوا مَعَْ داوُد لِذلِكَ إِنفصلَ سِبط يهُوذا ( سِبط داوُد ) فأرسلَ لَهُمْ داوُد رِسالة رقِيقة مَعَْ صادُوق وَإِبِياثار الكاهِنينِ وَقَالَ لَهُمْ كلِّمُوا شُيُوخ يهُوذا وَقُولُوا لَهُمْ [ لِماذا تكُونُونَ آخرِينَ فِي إِرجاعِ المَلِكِ إِلَى بيتِهِ وَقَدْ أتى كَلاَمُ جمِيعِ إِسْرَائِيلَ إِلَى المَلِكِ فِي بيتِه أنتُمْ إِخوتِي أنتُمْ عظمِي وَلحمِي0 فلِماذا تكُونُونَ آخرِينَ فِي إِرجاعِ المَلِكِ ]00لِماذا أنتُمْ أخِر ناس تُرِيدُونَ إِرجاعِى لِلمَلِكَ00أنتُمْ عظمِى وَلحمِى ربَّ المجد فِى أخِر الزَّمان يأتِى وَيضُمِنا لِمُلكِهِ حَتَّى وَإِنْ كُنَّا قَدْ عصيناه00فَلاَ تستمِر فِى عِصيانكَ لأِنِّى سأقبلَكَ رغم إِنِّى أعرِف أنَّكَ كُنت مُناهِض لِى00الله حُضنه واسِع لِكُلّ أحد حَتَّى وَإِنْ كَانَ قَدْ عصاه فِى مرحلة مِنْ مراحِلَ حياته لكِنَّهُ مُنتظِر الكُلَّ عماسا الَّذِى أقامهُ أبشالُوم قائِد لِجيشِهِ تكلَّم عنهُ داوُد وَقَالَ لهُما قُولاَ لِعماسا[ أمَّا أنتَ عظمِي وَلحمِي0 هكذا يفعلُ بِي اللهُ وَهكذا يزِيدُ إِنْ كُنتَ لاَ تصِيرُ رئِيسَ جيشٍ عِندِي كُلَّ الأيَّامِ بدلَ يُوآبَ ]00داوُد يُرِيد عماسا ليس كفرد عادِى فِى الشَّعْب أوْ جُندِىفِى جيشِهِ بَلْ رئِيس جيشِهِ بدل يُوآب00شِئ رائِع00أوَّلاً داوُد يهتم بِالمجمُوعة وَبِالفرد مِثْلَ المسِيح الَّذِى إِهتم بِالمجموعة وَالفرد00[ لكِنِ اذهبنَ وَقُلنَ لِتلامِيذِهِ وِلِبُطرُسَ ]( مر 16 : 7 )00لأِنَّ الفرد لَهُ قِيمة وَغالِى وَالله يعرِفهُ بِإِسمِهِ وَيُرِيدهُ وَكما يهتم بِالمجمُوعة يهتم بِالفردِ كقِيمة داوُد يقُولَ لِعماسا سأجعلُكَ مِنْ قائِد جيش أبشالُوم لِقائِد جيشِى00أحياناً النَّفْسَ تفعل كعماسا وَتنحاز وَتكُون قائِد جيش شرٍّ لكِنْ الله يجذِبُها بِإِهتمامِهِ لِتكُون قائِد جيشِهِ أى خادِمهُ لَهُ00نحنُ أحياناً نُقِيم أنفُسنا قائِد جيش أبشالُوم لكِنْ الله قادِر أنْ يُحوِّل كُلّ شرٍّ إِلَى بِرٍّ وَكُلّ إِنسان خاطِئ إِلَى قدِيس كما فعل بِشاوُلَ الطرسُوسِى الَّذِى جعلهُ بُولُس الَّذِى كَانَ يكرِز وَيجُولَ وَيُبشِّر وَيغِير غِيره مُقدَّسة00[ الدَّاعِى الكُلَّ لِلخلاَصَ ]( مِنْ الطِلبة الَّتِى تُقالَ فِى أخِر كُلّ ساعة ] جيِّد أنْ يكُون الإِنسان حَتَّى وَإِنْ عاش كعماسا أنْ يقُول لله أنا مِلَكَ يَدَكَ وَلدىَّ إِستعداد أنْ أكُون قائِد جيشكَ لأدعُوا النَّاس لَكَ وَأُبشِّرهُمْ بِمحبَّتِكَ[ ذُوقُوا وَانظُرُوا ما أطيب الرَّبَّ ] ( مز 34 : 8 )00وَأقُولَ لَهُمْ تعالُوا كُلُوا وَتلذَّذُوا وَلِتتلذَّذ نِفُوسَكُمْ00تعالُوا إِشترُوا بِلاَ ذهب وَ لاَ فِضَّة00هذا يقُولهُ مَنَ ذاق خِبرِة محبِّة الله00الله جاء لِيُوصلنا لِمحبَّتِهِ وَيجعل كُلّ طاقِتنا لِحِسابِهِ بدلاً أنْ تكُون لِحِساب جيش أبشالُوم أى كلِمة يقولها داوُد هِى وعد يُصَدَّق00أهل يهُوذا قالُوا لِداوُد إِرجع لِلمُلَكَ[ فرجع المَلِكُ وَأتى إِلَى الأُردُنِّ وَأتى يهُوذا إِلَى الجِلجالِ ]00عادُوا لِيُبايِعُوه مرَّة أُخرى00 بينما كَانَ داوُد عائِد لقى فِى الطرِيق شخصان مُهِمان [ فبادر شمعِي بنُ جِيرا البنيامِينِيُّ الَّذِي مِنْ بحُورِيمَ وَنزلَ مَعَْ رِجالِ يهُوذا لِلِقاءِ المَلِكِ داوُدَ ]" شمعِى بنُ جِيرا " كَانَ قَدْ سبَّ داوُد وَهُوَ مطرُود وَمُر النَّفْسَ مِنْ شِدَّة قسوة فِعل إِبنِهِ وَجيِّد مِنْ داوُد أنَّهُ تركَ شمعِى يسِبّ وَقَالَ لِمَنْ معهُ دعوُه يسِب لعلَّ الله يُكافِئُنِى البابا كِيرُلُس السَّادِس كَانَ يحتفِظ بِالخِطابات الَّتِى بِها عِتاب أوْ قسوة وَكَانَ يطلُب مِنْ تلمِيذه أنْ يترُكَ تِلَكَ الخِطابات عَلَى مكتبهِ أمام عينيهِ بِإِستمرار وَيقُولَ لَهُ لعلَّ الله ينظُر إِلَىَّ وَيرحمنِى00لأِنَّهُ إِنسان يُرِيد خَلاَصَ نَفْسَه لأِنَّ الَّذِى يُحِب المدِيح إِنسان مخدُوع00داوُد وجد أنَّ سب شمعِى لَهُ مُفِيد جاء شمعِى لِداوُد عِند إِرجاعِهِ لِلمُلَكَ وَهُوَ مُتأثِّر جِدّاً مِمّا فعلهُ لأِنَّهُ عِندما سبَّ داوُد كَانَ مُتخيِّل أنَّ الأمر خرج مِنْ يَدَ داوُد00هل كَانَ شمعِى يتأسَّف مِنْ قلبِهِ أم ظاهِرِيّاً ؟الله يعلم00لكِنْ المفرُوض أنَّ داوُد اليوم فِى موقِف قُوَّة وَلَهُ حقّ الإِنتقام [ وَسقط شمعِي بنُ جِيرا أمام المَلِكِ عِندما عبر الأُردُنَّ وَقَالَ لِلمَلِكِ0 لاَ يحسِب لِي سيِّدِي إِثماً وَ لاَ تذكُر ما افترى بِهِ عبدُكَ يوم خُرُوجِ سيِّدِي المَلِكِ مِنْ أُورُشلِيمَ حَتَّى يضع المَلِكُ ذلِكَ فِي قلبِهِ0 لأِنَّ عبدكَ يعلمُ أنِّي قَدْ أخطأتُ وَهأنذا قَدْ جِئتُ اليومَ أوَّلَ كُلِّ بيتِ يُوسُف وَنزلتُ لِلِقاءِ سيِّدِي المَلِكِ ]00شمعِى يتأسَّف لِداوُد وَيقُولَ أنا لاَ أعرِف كيف فعلت ذلِكَ كيف يستقبِلَ داوُد ذلِكَ الكَلاَمَ ؟ إِنْ كَانَ إِنسان الله يغفِر لكِنْ إِنْ كَانَ إِنسان يسعى لِكرامتِهِ لَنْ يغفِر أبِيشاى ابنُ صُرُوية وُكُلُّ رُؤساء الجيش ثارُوا وَقَالَ أبِيشاى[ ألاَ يُقتلُ شمعِي لأِجلِ هذا لأِنَّهُ سبَّ مسِيحَ الرَّبِّ0 فَقَالَ داوُدُ ما لِي وَلكُمْ يا بنِي صُرُوية حَتَّى تكُونُوا لِي اليومَ مُقاوِمِينَ0 آليومَ يُقتلُ أحد فِي إِسْرَائِيلَ ]00أبِيشاى يقُولَ عِندما كُنَّا فِى موقِف ضعف تركنا شمعِى لكِنْ الآنَ لابُد أنْ يُقتلَ فقالَ داوُد " ما لِي وَلكُمْ يا بنِي صُرُوية " وَهِى كلِمة كرَّرها كثِيراً وَيُرِيد بِها أنْ يقُولَ لَهُمْ أنَّ فِكرِى ليس كفِكرِكُمْ أنتُمْ تُرِيدُونَ الإِنتِقام00جيِّد أنْ يكُون الإِنسان فِكره كحسب فِكر الله [ أفما علِمتُ أنِّي اليومَ مَلِكٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ0 ثُمَّ قَالَ المَلِكُ لِشمعِي لاَ تمُوتُ وَحلف لَهُ المَلِكُ ]00أعطى داوُد الوعد لِشمعِى أنْ لاَ يمُوت00شمعِى مِنْ سِبط بنيامِينَ أى سِبط شاوُلَ المَلِكَ وَهُوَ أكثر سِبط عداوه لِداوُد لكِنَّهُ غفر لِشمعِى وَبِذلِكَ إِستمالَ السِبط كُلّه لَهُ00نعم كَانَ مظهر داوُد الضَّعف لكِنَّهُ كَانَ مُنتهى القُوَّة لأِنَّ الَّذِى يملُكَ مشاعِره وَيُسامِح هُوَ القوِى أمَّا الَّذِى لاَ يُسامِح هُوَ إِنسان مهزُوم فِى داخِله لِذلِكَ الكنِيسة تُعلِّمنا أنَّ المَلِكَ هُوَ بِالفِعلَ رئِيس لكِنْ الرِّياسة ليست سُلطان بَلْ أُبوَّة وَهذا ما فعلهُ داوُد الَّذِى كانت الرِّياسة فِى نظرِهِ أُبوَّة وَحُب وَمغفِرة لأِنَّهُ لاَ يسعى لِسُلطان أرضِى00الكنِيسة تقُول أنَّ سُلطان الكهنُوت أُبوَّة وَقَالَ الآباء أنَّ الكاهِن سُلطان بِسِيرتِهِ وَحياتِهِ [ لاَ يخلُصَ الكهنُوت بِشرف رُتبتِهِ بَلْ بِأنْ يسلُكَ بِشرف رُتبتِهِ ] فِى أحد المرَّات فِى مجمع رُهبان سألُوا بعضهُمْ بعضاً هل الأنبا أنطونيُوس كَانَ قُمُصَ أم كاهِن أم ليس لَهُ سُلطان كهنُوت ؟ البعض قَالَ قُمُصَ وَالبعض قَالَ كاهِن وَ000وَتحيَّرُوا ثُمَّ سألُوا شيخ كَانَ صامِتاً فقالَ لَهُمْ [ لاَ أعلم إِنْ كَانَ عالِماً أم كاهِناً بَلْ أعلم أنَّهُ كَانَ عامِلاً أمِيناً بِرُتبتِهِ ]00داوُد كَانَ يطلُب السُلطة لِحِساب الله وَحوَّلها لِمجد الله ثانِى شخص قابلهُ فِى طرِيق عودتِهِ هُوَ " مِفيبُوشث " إِبن يُوناثان وَكَانَ داوُد قَدْ عمل معهُ معرُوف وَكَانَ لِمِفيبُوشث خادِم يُدعى صِيبا الَّذِى إِستغلَّ موقِف هرُوب داوُد مِنْ أبشالُوم إِستغلالَ خاطِئ وَعِندما سألهُ داوُد عَنْ سيِّدِهِ قَالَ أنَّهُ وجد أنَّ المُلكَ سيزُولَ مِنْكَ وَهُوَ يُرِيد رد المُلَكَ لَهُ الآنَ لِذلِكَ لَمْ يأتِى معِى لعلَّهُ يستطِيع أنْ يستعِيد المُلَكَ مرَّة أُخرى وَأغتاظ داوُد مِنْ ذلِكَ الكلام لِذلِكَ أعطى صِيبا كُلّ أملاك مِفيبُوشث فِى طرِيق العوده عِندما تقابل داوُد مَعَْ مِفيبُوشث عاتبهُ عَلَى عدم خروجِهِ معهُ مِنْ أُورُشلِيم [ فَقَالَ يا سيِّدِي المَلِكُ إِنَّ عبدِي قَدْ خدعنِي لأِنَّ عبدكَ قَالَ أشُدُّ لِنَفْسِي الحِمارَ فأركبُ عليهِ وَأذهبُ مَعَ المَلِكِ لأِنَّ عبدكَ أعرجُ0 وَوَشى بِعبدِكَ إِلَى سيِّدِي المَلِكِ وَسيِّدِي المَلِكُ كملاكِ اللهِ0 فَافعل ما يحسُنُ فِي عينيكَ0 لأِنَّ كُلَّ بيتِ أبِي لَمْ يكُنْ إِلاَّ أُناساً موتى لِسيِّدِي المَلِكِ وَقَدْ جعلتَ عبدكَ بينَ الآكِلِينَ عَلَى مائِدتكَ فَأيُّ حقٍّ لِي بعدُحَتَّى أصرُخ أيضاً إِلَى المَلِكِ ]00صِيبا أخذ حِمارِى وَذهب بِهِ لَكَ قبل أنْ أذهب أنا إِليكَ وَالآنَ ليس لِى حقَّ أنْ أتكلَّم لأِنَّكَ أنت أحييتنِى مِنْ الموت وَجعلتنِى مِنْ الآكِلِينَ عَلَى مائِدتكَ مِفيبُوشث مِنْ فرحتِهِ بِرُجُوع داوُد نزل إِليهِ دُونَ أنْ يعتنِى بِلحيتِهِ وَقدميهِ00داوُد إِختار حل وسط لِذلِكَ الأمر لأِنَّهُ كَانَ قَدْ وعد صِيبا بِأملاك سيِّدِهِ لِذلِكَ قسَّم داوُد الأملاَكَ بين مِفيبُوشث وَصِيبا لكِنْ مِفيبُوشث قَالَ [ فَليأخُذِ الكُلَّ أيضاً بعد أنْ جاء سيِّدِي المَلِكُ بِسَلاَمٍ إِلَى بيتِهِ ]00كُونَ رُجُوعكَ بِسلامٍ لِبيتِكَ هذا عِندِى أفضلَ مِنْ كُلَّ مِمَّا لَكَ جيِّد أنْ تشعُر أنَّ بركِة وجُود الله فِى حياتكَ وَسلامة أفضلَ مِنْ كُلّ شئ [ مَنْ لِي فِي السَّماءِ0 وَمعكَ لاَ أُرِيدُ شيئاً فِي الأرضِ ] ( مز 73 : 25 )00مادُمت قَدْ أشبعتنِى عَلَى مائِدتكَ فَلَنْ أُرِيد شئ آخر وَلَنْ أترُكَكَ00كما قَالَ أحد الآباء[ فليبحث غيرِى عمَّا يشاء عِوضاً عنكَ أمَّا أنا فما يلِذُّنِى غيرِكَ ] ثُمَّ قابلَ داوُد " برزِلاَّيُ الجِلعادِيُّ "وَقَالَ لَهُ تعال معِى لأرُّد لَكَ جمِيلَكَ الَّذِى فعلتهُ معِى فقال لَهُ برزِلاَّىُ أنا قَدْ شِختُ وَأُرِيد أنْ أحيا لله وَأُدفن مَعَْ آبائِى وَإِنْ أردت أنْ تعمل معِى معرُوف خُذ إِبنِى معكَ وَأترُكنِى أنا هُنا داوُد إِلتقى بِسِبط يهُوذا أى الكنِيسة00ثُمَّ بِعماسا الَّذِى يُمثِّل السَّاقِطِينَ وَالتائِبِينَ أيضاً إِلتقى بِشمعِى الَّذِى يُمثِّل النِّفُوسَ الَّتِى تجحد نِعمتِهِ وَتعِيش فِى سب لَهُ00ثُمَّ إِلتقى بِصِيبا الَّذِى هُوَ النِّفُوسَ المُخادِعة وَمِفيبُوشث الَّذِى يُمثِّل النِّفُوس المظلُومة00وَأخِيراً برزِلاَّىّ الجِلعادِىُّ الَّذِى يُمثِّل النِّفُوسَ المُهتمَّة بِخلاصِها00داوُد كَانَ لِلكُلِّ المسِيح هكذا كَانَ مسِيح الكُلَّ عماسا وَشمعِى وَبرزِلاَّىُ وَصِيبا وَمِفيبُوشث وَ000كُلَّ النِّفُوسَ لها نصِيب مَعَْ يسُوعَ حَتَّى وَإِنْ كانت خاطِئة00وَمِنْ أجمل التأمُلاَتَ أنَّ السيِّد المسِيح وُلِد فِى مزود بِدُونَ باب كى يدخُلَ إِليهِ كُلَّ مَنْ يُرِيد وَقدِيماً كانت خيمة الإِجتماع كانت بِدُون باب وَكأنَّ الله يُعلِن أنَّهُ لَنْ يُغلِق بابه أبداً أمام أحد ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً أمِين .