أما أنا فخير لي الإلتصاق بالرب

Large image

قول داود النبي في مزمور 73 ﴿ وأما أنا فخير لي الإلتصاق بالرب ﴾ ( مز 73 : 28 ) .. نتحدث عن الرجوع إلى الله .. وأولاً نريد أن نتحدث عن خطورة الإنفصال .
أولاً : خطورة الإنفصال :
=============================
الله هو الحياة والإنفصال عنه هو إنفصال عن الحياة والإنفصال عن الحياة = الموت .. ومن لا يعيش مع الله هو شخص ميت .. من ينفصل عنه ينفصل عن كل ما لله .. إرادته .. وقداسته .. وروحه .. من يترك الله قلبه .. فكره .. عواطفه بعيدة أيضاً عن الله .. ويحكم على نفسه أنه يعيش بمفرده ويُصبح مثل ورقة الشجرة المقطوعة وتُصبح بمفردها تعيش ولكن للحظات فقط بعدها تزبُل وتموت .. في سن معين يعتقد الفرد أن الحياة مع الله ثقيلة .. حياة خسارة .. قيود .. فينفصل عن الله بفكره وقلبه .
محبة العالم عداوة لله ومن يعيش معه يعيش في نور .. سعيد بعمله وإرادته .. لهذا يجب أن يكون هناك شركة مع الله .. متحد معه .. أنا جزء منه وهو يعطينا كل عطاياه .. وإذا ابتعدنا بهذا ننقض الشركة معه .. وفي هذه الحالة يقول الله ﴿ لا أعرفكم ﴾ ( لو 13 : 25 ) .. الخطية إنفصال عن الله .. إغلق الباب كما حدث وقت الطوفان .. عند غلق الباب يوجد من في الداخل ويوجد من في الخارج .. رغم وجود قليلين في الداخل إلا أنهم مع الله لأن الغالبية في العالم الذي سيهلك .. نحن أيضاً ونحن في الكنيسة نكون في الفلك مطمئنين لأننا في الداخل نجلس في الفلك .. نحن نحب الداخل لأن من في الخارج مساكين .. لا يجب أن نغار من أهل العالم .
لهذا يُقال عن الإبن الضال أنه ذهب إلى كورة بعيدة جداً .. ومن يبعد عن الله يتوه في العالم ويحتويه صدقات رياء .. يجوع .. يحتاج .. يُذل .. يخسر .. أبونا آدم قبل الخطية كان فرحان وكل يوم يتحدث إلى الله ولكن مع الخطية إختبأ .. إذا سألت كاهن عن أكثر الناس الذي يأتي منها القلق يقول الذين لم يحضروا الكنيسة .. يونان عندما رفض كلام الله هرب ليذهب إلى مكان بعيد وكما تقول الترنيمة :
رحت أدور على راحتي بعيد وكنت فاكر حبقى سعيد
نتذكر أبونا نوح أنه رأى من شباك الفلك أنه لم يعُد هناك مطر ولكنه خاف أن يخرج فأرسل غراب ولم يرجع لأنه شاهد جثث الموتى .. بعدها أرسل حمامة فرجعت له لأنها لم تجد لها مستقر .. نحن كذلك عندما نخرج إلى العالم فينا دعوة ومحبة المسيح ورائحته .. لنا رسالة للعالم ولكن نحب الكنيسة ونريد أن نستقر في الفلك .. يقول في المثل الخاص بالغني ولعازر * قيل للعازر تعال .. فإن لعازر رفض وقال أن هناك فرق كبير بيننا وبينكم * .. إن أحببت العالم ولا ترغب في العيش بالقرب من الله فهذا خطر .. إختبر الله كأب .. صديق .. أخ .. راعي .. فادي ومُخلص فإنه مُشبع لكل إحتياجاتك .. تخيل صورة الإبن الضال عندما رجع ملابسه مقطعة .. وجه مشوه .. إنسان بلا كرامة ومع ذلك أحبه أبوه .. يُقال أن أبوه جري ووقع على عنقه وقبَّلهُ ( لو 15 : 20 ) .
ثانياً : الرجوع إلى الله :0
============================
رجوع بالقلب والفكر والتوبة .. ولهذا يقول لنا ﴿ إرجعوا إليَّ بكل قلوبكم ﴾ ( يؤ 2 : 12) .. وداود يقول ﴿ وأما أنا فخير لي الإلتصاق بالرب وأجعل على الرب إتكالي ﴾ .. الرجوع إليه من داخل الإنسان .. بالرجوع تسترد كل ما خسرته وسرقه العدو .. القديس أغسطينوس عندما رجع إلى الله وكان من قبل يعرف إمرأة شريرة .. يُقال عن المرأة أنها كانت تأتي إليه رغم علمها بأنه رجع إلى الله .. وتقول له * إفتح إني أنا * .. فقال لها * ولكني لست أنا .. أغسطينوس الذي تعرفينه قد مات * .. عند رجوعه يقول للرب ﴿ أنت كنت معي ولكن أنا بشقاوتي لم أكن معك ﴾ .. الله يبحث عنا .. نحن نتركه تماماً كما يحدث في الظلام لأن الأرض تترك الشمس وأما الشمس ثابتة والأرض تتركها وتدور .
ثلاث أشياء بها يرجع الإنسان إلى الله :
1. التوبة .
2. الصلاة .
3. ظروف الحياة .
التوبة هي تغيير الإتجاة أو تغيير الطريق الخطأ واعلم أن الإتجاهات الخطأ لا تُشبع ولا تُفرح لأني يجب أن أرجع .. تغيير القلب والإتجاة والسلوك .. التوبة هي تعويض كل إهانة في إلهي الحبيب .. ولكي تحدث توبة عليك بفحص الذات كثيراً وتتساءل هل تسير في الطريق الصحيح أم لا ولماذا ؟
الصلاة كثيراً للرجوع إليه .. من ينجح في صلاته ينجح في توبته وينجح في الرجوع إلى الله .. التحدث إلى الله كثيراً واشتِكوا من الخطايا واطرحوا ضعفاتكم أمام الله .. لهذا نقول ﴿ لتدخل طلبتي إلى حضرتك ﴾ ( مز 119 : 170) .. الآباء القديسين يقولوا ﴿ الذي يظن أن له باب آخر إلى التوبة غير الصلاة هو مخدوع من الشيطان ﴾ .. نقوا أنفسكم من شوائب الأصدقاء أو وسائل الإعلام أو أي ضغط خارجي .
ظروف الحياة المقصود بها وعلى سبيل المثال ( الفقر ) .. مثلاً المقصود به ( الفقر ) الرجوع إلى الله .. الله يريد الإنسان حتى إن كان فقير .. الله يسمح أن تجربة ما هي التي تُرجعه إليه .. الله يستخدم كل ظروف الحياة لخيرنا ولصالحنا لأنه ليس لديه أصعب من خطيتنا وليس لديه أهم من توبتنا .. يقول أحد الآباء القديسين ﴿ أنت يا الله ليس عندك خسارة إلا هلاكنا ﴾ .. يجب أن أستفيد من الظروف التي يريد منها إرجاعي .
الله يريدنا حتى لو لم نشأ نحن ذلك ولكنه يريد .. أجمل ما يفرح الإنسان هي التوبة .. ممكن يُظلم أحد فيصرخ إلى الله .. أو يتألم فيصرخ إليه ويرجع .. أي يسمح الله بالضيقات ليقربنا إليه .. يسمح باضطهاد لخيرنا وسلامنا .. الله يشتاق لرجوعنا .. يقول لنا في سفر ملاخي آية جميلة ﴿ إرجعوا إليَّ أرجع إليكم ﴾ ( ملا 3 : 7 ) .. جميل جداً في أي كنيسة عندما يُفتح سِتر الهيكل توجد منطقة مجوفة ويسوع جالس على العرش لكي ندخل نحن إليه فإنه ينتظر أن أقول له خير لي أن ألتصق بالرب .
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته
ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

عدد الزيارات 4261

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل