يَصْنَع مَعَنَا أكْثَر مِمَّا نَسْأل

Large image

أحِبَّائِي الطَلَبَة وَالطَّالِبَات .. إِذْ تَقْتَرِب فِتْرِة الإِمْتِحَانَات رُبَّمَا تُرَاوِدْنَا أفْكَار قَلَق أوْ خُوْف أوْ شَك فِي ضَعْف قُدْرِتْنَا وَإِمْكَانِيَاتْنَا .. وَكَثْرِة المَعْلُومَات المَطْلُوب مِنَّا مُذَاكْرِتْهَا وَإِتْقَانْهَا وَصُعُوبِة الإِمْتِحَانَات .. وَكذَلِك ضِيق الوَقْت وَفِي وَسَطْ هذِهِ الأحَاسِيس يُطَمْئِنَّا مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالْتُه لأِهْل أفَسُس ﴿ القَادِرُ أنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ أكْثَرَ جِدّاً مِمَّا نَطْلُبُ أوْ نَفْتَكِرُ بِحَسَبِ القُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا ﴾ ( أف 3 : 20 ) .. فَإِلَهْنَا إِله قَوِي وَقَادِر أنْ يَفْعَل مَعَنَا أكْثَر مِمَّا نَطْلُب أوْ نَسْأل أوْ حَتَّى نَفْتَكِر .. الإِنْسَان مِحْتَاج لِشِئ وَلكِنْ الله يَعْمَل مَعَهُ الكَثِير وَبِدُون طَلَبْ أوْ سُؤال مِنْ جَانِب الإِنْسَان .. وَهُوَ أيْضاً أب مُحِبْ يَعْلَم إِحْتِيَاجَات أوْلاَدُه وَيُعْطِيهُمْ الصَّالِح دُونَ أنْ يَطْلُبُوا .. وَنَرَى عَمَل الله مَعَنَا وَاضِح جِدّاً فِي عِدِّة أُمور : (1) عَمَل الله مَعَنَا فِي الخَلِيقَة وَالفِدَاء (2) عَمَل الله مَعَ أشْخَاص ( شَخْصِيَات الكِتَاب المُقَدَّس ) (3) عَمَل الله مَعَنَا فِي المُعْجِزَات (4) عَمَل الله فِي مُسْتَقْبَل الإِنْسَان
(1) عَمَل الله مَعَنَا فِي الخَلِيقَة وَالفِدَاء :
=======================================================
فِي بِدَايِة الخَلِيقَة :
==========================
يَقُول سِفْر التَّكْوِين ﴿ وَقَالَ الله لِيَكُن نُورٌ فَكَانَ نُورٌ .. وَرَأى اللهُ النُّورَ أنَّهُ حَسَنٌ وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ .. وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَاراً وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً .. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً وَاحِداً .. وَقَالَ اللهُ لِيَكُنْ جَلَدٌ فِي وَسَطِ الْمِيَاهِ .. وَلِيَكُنْ فَاصِلاً بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاهٍ .. فَعَمَلَ اللهُ الجَلَدَ وَفَصَلَ بَيْنَ الْمِيَاهِ الَّتِي تَحْتَ الجَلَدِ وَالْمِيَاهِ الَّتِي فَوْقَ الجَلَدِ .. وَكَانَ كَذلِكَ وَدَعَا اللهُ الجَلَدَ سَمَاءً .. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً ثَانِياً .. وَقَالَ اللهُ لِتَجْتَمِع الْمِيَاهُ تَحْتَ السَّمَاءِ إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ وَلِتَظْهَر الْيَابِسَةُ ......... وَدَعَا اللهُ الْيَابِسَةَ أرْضاً وَمُجْتَمَعَُ الْمِيَاهِ دَعَاهُ بِحَاراً .. وَرَأى اللهُ ذلِكَ أنَّهُ حَسَنٌ ....... وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً ثَالِثاً .. وَقَالَ اللهُ لِتَكُنْ أنْوَاراً فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ وَتَكُونُ لآِيَاتٍ وَأوْقَاتٍ وَأيَّامٍ وَسِنِينٍ .. وَتَكُونُ أنْوَاراً فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأرْضِ وَكَانَ كَذلِكَ ......... وَقَالَ اللهُ لِتَفِض الْمِيَاهُ زَحَّافَاتٍ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ وَلِيَطِرْ طَيْرٌ فَوْقَ الأرْضِ عَلَى وَجْهِ جَلَدِ السَّمَاءِ .. فَخَلَقَ التَّنَانِينَ الْعِظَامَ وَكُلَّ ذَوَاتِ الأنْفُسِ الْحَيَّةِ الدَّبَّابَةِ الَّتِي فَاضَتْ بِهَا الْمِيَاهُ كَأجْنَاسِهَا وَكُلَّ طَائِرٍ ذِي جِنَاحٍ كَجِنْسِهِ ............ وَرَأى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنْ جِدّاً .. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً سَادِساً ﴾ ( تك 1 : 3 – 31 ) .
هَلْ كُنَّا نَتَوَقَعْ مِنَ الله أنْ يَفْعَل مَعَنَا كُل مَا فَعَلَهُ ؟ الله هَيَّأ كُل إِحْتِيَاجَات الإِنْسَان قَبْل أنْ يَخْلِقَهُ كَيْ يَكُون الكُون كُلُّه مُهَيَّأ .. فِي سِتَّة أيَّام خَلَقَ الله الكُون كُلُّه .. خَلَقَ الشَّمْس وَالقَمَر .. اللَّيْل وَالنَّهَار .. البِحَار وَالأرْض .. الزُرُوع وَالكَائِنَات وَ ....... وَفِي النِّهَايَة خَلَقَ الإِنْسَان .. مَا الَّذِي كَانَ يُمْكِنْ أنْ نَكُون مُحْتَاجِين إِلِيه وَلَمْ يَفْعَلَهُ الله ؟ بِالطَبْع لاَ شِئ .. هَلْ عَطَشَ الإِنْسَان فَطَلَبْ مِنْ الله أنْ يَشْرَب فَخَلَقَ لَهُ المِيَاه ؟ هَلْ جَاعَ الإِنْسَان فَطَلَبْ مِنْ الله الطَّعَام فَخَلَقَ لَهُ الزُرُوع ؟ .. لاَ .. الإِنْسَان لَمْ يَطْلُب شَيْئاً لكِنْ الله أعْطَانَا أكْثَر جِدّاً مِمَّا نَطْلُب لأِنَّنَا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الَّذِينَ نَطْلُب فَمَاذَا نَطْلُب ؟ لكِنْ الله أعْطَانَا كُل إِحْتِيَاجَاتْنَا .. لَمْ يَطْلُب آدَم مِنْ الله مُعِين نَظِيرَهُ لكِنْ الله أعْطَاهُ حَوَّاء .. ﴿ وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لَيْسَ جَيِّداً أنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ فَأصْنَعَ لَهُ مُعِيناً نظِيرَهُ ﴾ ( تك 2 : 18 ) .
الله قَادِر أنْ يَفْعَل مَعَنَا .. لَيْتَ ثِقَتْنَا تَزْدَاد بِهِ أنَّهُ لَنْ يَنْسَانَا قَطْ .. قَدْ نَتَخَيَّل أنَّ الله سَيُقِيم مَعَنَا حِسَاب عَنْ خَطَايَانَا الأنْ .. لاَ .. الَّذِي لاَ تَتَوَقَعْ أنْ يَفْعَلَهُ لَك هُوَ يَفْعَلَهُ بَلْ وَأكْثَر مِنْهُ كَمَا خَلَقَ الخَلِيقَة كُلَّهَا مِنْ أجْلَك .. هُوَ إِله يَعْلَم الإِحْتِيَاجَات وَيُدَبِّرْهَا دُونَ طَلَبْ مِنْ الإِنْسَان .
الفِدَاء :
===========
هَلْ قَالَ الإِنْسَان لله كَيْ تُخَلِّصْنِي يَجِبْ أنْ تَتَجَسَد وَتُولَد فِي مِذْوَد وَتَعِيش مَعَنَا عَلَى الأرْض وَتُصْلَب ؟ لاَ يَسْتَطِيع أحَدٌ أنْ يَطْلُب ذلِك مِنْ الله لكِنَّهُ فَعَلَ أكْثَر مِمَّا نَتَوَقَعْ .. هَلْ كُنَّا نَتَوَقَعْ أنَّهُ يُعْطِينَا الغُفْرَان ؟!! فِي العَهْد الجَدِيد هَلْ كُنَّا نَتَوَقَعْ أنَّهُ سَيُعْطِينَا جَسَدُه وَدَمُّه ؟ هَلْ خَطَر بِبَال أحَدٌ أنْ يَطْلُب مِنْهُ قِطْعَة مِنْ لَحْمُه أوْ يَأخُذ مِنْ دَمُّه ؟!! لكِنُّه يُعْطِي مَا لاَ نَطْلُبُه .. يُعْطِي أكْثَر مِمَّا نَتَوَقَعْ فِي الخَلِيقَة .. فِي الفِدَاء .. فِي الغُفْرَان ..... لِذلِك تَدَابِيرُه كُلَّهَا تَفُوق العُقُول وَفِي صَالِح الإِنْسَان .. كُون أنَّهُ يَتَجَسَد وَيَفْدِي وَيُعَلِّم وَيَعْلَم الإِحْتِيَاج قَبْل أنْ نَطْلُب وَيُعْطِي بِدُون حُدُود .. صَنَعَ الخَلِيقَة كُلَّهَا لِكُل البَشَر .. ﴿ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأشْرَار وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ ﴾ ( مت 5 : 45 ) .. نَعَمْ هُوَ بِالفِعْل الله القَادِر أنْ يَفْعَل أكْثَر مِمَّا نَطْلُب .
(2) عَمَل الله مَعَ أشْخَاص :
=====================================
أبُونَا إِبْرَاهِيم أبُو الأبَاء :
===============================
يَقُول سِفْر التَّكْوِين أنَّ الله قَالَ لإِبْرَاهِيم ﴿ خُذ إِبْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَقَ وَاذْهَبْ إِلَى أرْض المُرِيَّا وَأصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أحَدِ الْجِبَالِ ﴾ ( تك 22 : 2 ) .. بِالفِعْل أطَاعَ أبُونَا إِبْرَاهِيم وَأخَذَ إِسْحَق إِبْنَهُ وَصَعَدَ إِلَى الجَبَل لِيُقَدِّمَهُ مُحْرَقَة لله وَرَفَعَ السِّكِّين لِيَذْبَح إِسْحَق .. لكِنْ قَالَ لَهُ الله ﴿ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئاً .. لأِنِّي الآنَ عَلِمْتُ أنَّكَ خَائِفٌ اللهَ فَلَمْ تُمْسِك إِبْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي .. فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكاً فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ .. فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأخَذَ الْكَبْشَ وَأصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضاً عَن إِبْنِهِ ﴾ ( تك 22 : 12 – 13) .. هَلْ كَانَ أبُونَا إِبْرَاهِيم يَتَوَقَعْ أنَّهُ عِنْدَمَا يَأخُذ إِسْحَق لِيُقَدِّمَهُ مُحْرِقَة لله أنَّ الله سَيُرْسِل خَرُوف لِيُنْقِذ إِسْحَق ؟!! لكِنُّه فَعَلْ أكْثَر مِمَّا يَتَوَقَعْ .. قَالَ لَهُ لاَ تَمُدَ يَدَك إِلَى الغُلاَم وَأرْسَل كَبْش عِوَض إِسْحَق وَيَقُول لَهُ لأِنِّي رَأيْت إِيمَانَك وَمَحَبَّتَك .
أبُونَا يَعْقُوب :
==================
خَرَجَ مِنْ بَيْت إِسْحَق أبِيهِ هَارِب مِنْ وَجْه عِيسُو .. هَلْ كَانَ يَتَوَقَعْ أنَّهُ سَيَعُود مَرَّة أُخْرَى ؟!! هَلْ كَانَ يَتَوَقَعْ أنَّهُ سَيَعُود بِكُل هذَا الغِنَى وَالأوْلاَد وَالثَّرْوَة ؟ .. لاَ .. لِذلِك قَالَ لَهُ ﴿ صَغِيرٌ أنَا عَنْ جَمِيعِ ألْطَافِكَ وَجَمِيعِ الأمَانَةِ الَّتِي صَنَعْتَ إِلَى عَبْدِكَ .. فَإِنِّي بِعَصَايَ عَبَرْتُ هذَا الأُرْدُنَّ وَالآنَ قَدْ صِرْتُ جَيْشَيْنِ ﴾ ( تك 32 : 10) .. لِذلِك عِنْدَمَا أقِفْ أمَام الله أقُول لَهُ أعْطِنِي مِنْ عَطَايَاك .. مِثْل طِفْل يَقِفْ أمَام بَائِع حَلْوَى فَيَقُول لَهُ البَائِع خُذْ بِيَدَك مَا تُرِيدْ لكِنْ يُجِيب الطِّفْل بِذَكَاء أعْطِنِي أنْتَ .. لِمَاذَا ؟ لأِنَّ يَدْ البَائِع أكْبَر مِنْ يَدْ الطِّفْل .. هكَذَا نَحْنُ طَلَبَاتْنَا قَلِيلَة جِدَّاً بِالنِّسْبَة لِعَطَايَا الله الَّتِي يُعْطِيهَا لَنَا بِسَخَاء .. لِذلِك أُتْرُكُه يُعْطِيك مَا يُرِيدْ هُوَ .
يَشُوع بْن نُون :
===================
هَلْ تَخَيَّل يَشُوع أنَّ الشَّمْس تَدُوم يُوْم كَامِل دُونَ أنْ تَغِيب ؟ لاَ يُمْكِنْ أنْ نَتَخَيَّل أنَّ الله يُطِيل النَّهَار .. ﴿ حِينَئِذٍ كَلَّمَ يَشُوعُ الرَّبَّ يَوْمَ أسْلَمَ الرَّبُّ الأمُورِيِّينَ أمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقَالَ أمَامَ عُيُونِ إِسْرَائِيلَ يَا شَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ وَيَا قَمَرُ عَلَى وَادِي أيَّلُونَ .. فَدَامَت الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ حَتَّى إِنْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أعْدَائِهِ ﴾ ( يش 10 : 12 – 13) .. قَدْ نَكُون فِي فَتَرَات الدِّرَاسَة وَوَقْت الإِمْتِحَانَات الحَرَج وَالضِيق وَنَطْلُب مِنْ الله أنْ يُعْطِينَا الوَقْت الكَافِي وَيُطِيل النَّهَار .. هَلْ يُعْقَل أنْ يَفْعَل الله مَعَ يَشُوع أكْثَر مِمَّا فَعَلَ مَعَ مُوسَى النَّبِي ؟ يَشُوع بْن نُون كَانَ يَشْعُر أنَّهُ صَغِير جِدّاً أمَام مُوسَى النَّبِي لكِنْ الَّذِي يَفْعَلَهُ مُوسَى فَعَلَهُ يَشُوع .. أدْخَل شَعْب الله أرْض المَوْعِد .. الله يَعْمَل مَعَ الضُعَفَاء .. قَادِر أنْ يَفْعَل أكْثَر مِمَّا نَطْلُب .
دَانِيَال :
=========
هَلْ تَخَيَّل أنَّهُ سَيَخْرُج مِنْ جُب الأُسُود حَي ؟ .. ﴿ إِلهِي أرْسَلَ مَلاَكَهُ وَسَدَّ أفْوَاهَ الأُسُودِ فَلَمْ تَضُرَّنِي لأِنِّي وُجِدْتُ بَرِيئاً قُدَّامَهُ وَقُدَّامَكَ أيْضاً أيُّهَا الْمَلِكُ لَمْ أفْعَلْ ذَنْباً ﴾ ( دا 6 : 22 ) .. أكِيد عِنْدَمَا جَاءَ وَقْت إِلْقَائِهِ فِي الجُب أنَّهُ كَانَ خَائِف مُغْمَض العَيْنَيْن يَتْلُو جَمِيع الصَّلَوَات الَّتِي كَانَ يَحْفَظْهَا مِثْلَ سَائِر اليَهُود فِي هذَا الوَقْت .. وَإِذْ بِهِ فِي الجُب وَالأُسُود تَقِفْ فِي جَانِبْ بَعِيد عَنْهُ هَادِئَة .. هَلْ كَانَ يَتَوَقَعْ مِنْ الله أنْ يُرْسِل مَلاَكُه لِيَسِد أفْوَاه الأُسُود ؟ لَمْ يَتَخَيَّل أنْ يَقُول لَهُ يَا الله إِخْرِجْنِي مِنْ الجُب سَلِيم مُعَافَى .. إِذاً لَمْ يَطْلُب لكِنْ الله فَعَلْ .
الثَّلاَثَة فِتْيَة :
==================
هَلْ تَخَيَّلُوا أنَّهُمْ يَخْرُجُون مِنْ الأتُون أحْيَاء ؟ إِنْ كَانَ الجُنُود الَّذِينَ ألْقُوهُمْ مِنْ بَعِيد فِي الأتُون إِحْتَرَقُوا مِنْ قُوَّة النَّار وَاللَهِيب فَكَيْفَ خَرَجُوا هُمْ أحْيَاء مِنْ دَاخِل الأتُون ؟ قَالَ المَلِك ﴿ هَا أنَا نَاظِرٌ أرْبَعَةَ رِجَالٍ مَحْلُولِينَ يَتَمَشَّوْنَ فِي وَسَطِ النَّارِ وَمَا بِهِمْ ضَرَرٌ وَمَنْظَر الرَّابِعِ شَبِيهٌ بِإِبْنِ الآلِهَةِ .. ثُمَّ اقْتَرَبَ نَبُوخَذْ نَصَّرُ إِلَى بَابِ أتُّونِ النَّارِ المُتَّقِدَةِ وَأجَابَ فَقَالَ يَا شَدْرَخُ وَمِيشَخُ وَعَبْدَنَغُو يَا عَبِيدَ اللهِ العَلِيِّ أُخْرُجُوا وَتَعَالُوا .. فَخَرَجَ شَدْرَخُ وَمِيشَخُ وَعَبْدَنَغُو مِنْ وَسَطِ النَّارِ .. فَاجْتَمَعَت الْمَرَازِبَةُ وَالشِّحَنُ وَالوُلاَةُ وَمُشِيرُو الْمَلِكِ وَرَأوْا هؤُلاَءِ الرِّجَالَ الَّذِينَ لَمْ تَكُنْ لِلنَّارِ قُوَّةٌ عَلَى أجْسَامِهِمْ وَشَعْرَةٌ مِنْ رُؤُوسِهِمْ لَمْ تَحْتَرِقْ وَسَرَاوِيلُهُمْ لَمْ تَتَغَيَّرْ وَرَائِحَةُ النَّارِ لَمْ تَأتِ عَلَيْهِمْ ﴾ ( دا 3 : 25 – 27 ) .. لَمْ يَحْتَرِقُوا بِالأتُّون لأِنَّهُ صَارَ مَعَهُمْ الشَّبِيه بِإِبْن الآلِهَة .. لأِنَّ يَدْ الله فَوْقَ أيْدِينَا .. فَوْقَ إِسْتِيعَابْنَا وَخَرَجُوا أحْيَاء .
يُونَان النَّبِي :
=================
هَلْ تَوَقَعْ أنَّهُ سَيَنْجُو مِنْ الغَرَق فِي البَحْر عِنْدَمَا ألْقُوه البَّحَارَة فِي مِيَاه البَحْر ؟ بِالطَبْع كَانَ مُتَخَيِّل أنَّهُ سَيَمُوت لكِنْ تَدْبِير الله فَوْقَ تَدْبِيرْنَا .. ﴿ أمَّا الرَّبُّ فَأعَدَّ حُوتاً عَظِيماً لِيَبْتَلِعَ يُونَانَ .. فَكَانَ يُونَانُ فِي جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاَثَة أيَّامٍ وَثَلاَثَة لَيَالٍ ﴾ ( يون 1 : 17 ) .. ﴿ وَأمَرَ الرَّبُّ الْحُوتَ فَقَذَفَ يُونَانَ إِلَى الْبَرِّ ﴾ ( يون 2 : 10) .. وَكَأنَّ الله يَقُول لِيُونَان إِنْزِل إِلَى البَحْر وَسَأحْفَظَك لَيْسَ يُوْم وَلاَ إِثْنِين بَلْ ثَلاَثَة أيَّامٍ وَسَأرُدَّك وَسَتَفْعَل مَا أرْسَلْتَك مِنْ أجْلِهِ .. الله قَادِر أنْ يَفْعَل أكْثَر مِمَّا نَسْأل .. أحْيَاناً نَضَعْ حَدّاً لِقُدْرَات الله كَأنَّهُ فِي مُسْتَوَانَا وَقَدْ نَقُول لَهُ لاَ تَسْتَطِيعْ أنْ تَفْعَل مَا نَطْلُب فَيَتْرُكْنَا الله .. لاَ تَتَعَامَل مَعَ الله عَلَى أنَّهُ ضَعِيف لأِنَّ هذَا أمر يُحْزِنَهُ .. فِي السَّامِرَة لَمْ يَسْتَطِعْ يَسُوع أنْ يَفْعَل شِئ بِسَبَبْ عَدَم إِيمَانِهِمْ .. لكِنَّنَا نَقُول لَهُ أنْتَ قَادِر أنْ تَفْعَل أكْثَر مِمَّا نَطْلُب .
بَنِي إِسْرَائِيل فِي البَرِّيَّة :
=================================
الشَّعْب فِي البَرِّيَّة كَانُوا ثَلاَثَة مَلاَيِين شَخْص .. مَنْ يَتَوَقَعْ أنَّ الله يَعُول ثَلاَثَة مَلاَيِين شَخْص لِمُدِّة أرْبَعِينَ سَنَة فِي البَرِّيَّة ؟ عِنْدَمَا تُقِيم وَلِيمَة لِعَدَد مِنْ الأشْخَاص 8 – 9 أشْخَاص تَتَحَمَّل المَسْئُولِيَة بِصُعُوبَة .. لكِنْ الله دَعَا بَنِي إِسْرَائِيل لِوَلِيمَة مِنْ ثَلاَثَة وَجَبَات لِمُدِّة أرْبَعِينَ سَنَةٍ لِثَلاَثَة مَلاَيِين شَخْص .. وَالعَجِيب أنَّهُمْ تَذَمَّرُوا عَلَى الله لأِنَّهُمْ يُرِيدُونَ لَحْم حَتَّى أنَّ مُوسَى النَّبِي قَالَ لله أنَّ كُل حَيَوَانَات البَرِّيَّة لاَ تُطْعِم ثَلاَثَة مِلْيُون شَخْص .. لكِنْ الله قَادِر وَأرْسَل السَلْوَى .. أعْطَاهُمْ أيْضاً عَمُود سَحَاب وَعَمُود نُور لِيَقُودَهُمْ فِي البَرِّيَّة .. لأِنَّهُ قَادِر أنْ يَفْعَل أكْثَر مِمَّا نَطْلُب فَلاَ تَجْعَلَهُ فِي مَوْقِفْ الضَّعِيف .
دَاوُد النَّبِي :
================
هَلْ تَوَقَعْ دَاوُد وَهُوَ فَتَى صَغِير أنْ يَقْتُل أسَد وَدُب ؟ هَلْ تَوَقَعْ أنَّهُ يَقْتُل جُلْيَات ؟ ﴿ وَقَالَ دَاوُدُ الرَّبُّ الَّذِي أنْقَذَنِي مِنْ يَدِ الأسَدِ وَمِنْ يَدِ الدُّبِّ هُوَ يُنْقِذُنِي مِنْ يَدِ هذَا الْفِلِسْطِينِيِّ ﴾ ( 1صم 17 : 37 ) .. ﴿ فَتَمَكَّنَ دَاوُدُ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّ بِالْمِقْلاَعِ وَالْحَجَرِ وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيِّ وَقَتَلَهُ ﴾ ( 1صم 17 : 50 ) .. الله قَادِر أنْ يَصْنَع مَعَنَا .
(3) عَمَل الله مَعَنَا فِي المُعْجِزَات :
================================================
مُعْجِزَات كَثِيرَة صَنَعَهَا يَسُوع دُونَ أنْ يَطْلُب مِنْهُ أحَدٌ عَمَلْ المُعْجِزَة
مُعْجِزِة إِشْبَاع الجُمُوع :
================================
لَمْ يَطْلُب مِنْهُ أحَدٌ أنْ يُطْعِم الجُمُوع بَلْ طَلَبَ مِنْهُ التَّلاَمِيذ أنْ يَصْرِف الجُمُوع لِيَذْهَبُوا لِلقُرَى المُحِيطَة وَالحُقُول لِيَأكُلُوا .. وَهُوَ قَالَ لِتَلاَمِيذُه أُعْطُوهُمْ أنْتُمْ لِيَأكُلُوا .. فَقَالَ التَّلاَمِيذ ﴿ لَيْسَ عِنْدَنَا أكْثَرُ مِنْ خَمْسَةِ أرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَيْنِ ﴾ ( لو 9 : 13) .. كَانَتْ هذِهِ وَجْبِة طِفْل لكِنُّه عَمَلْ المُعْجِزَة بِهذِهِ الوَجْبَة الصَّغِيرَة .. ﴿ فَأخَذَ الأرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَهُنَّ ثُمَّ كَسَّرَ وَأعْطَى التَّلاَمِيذَ لِيُقَدِّمُوا لِلْجَمْعِ .. فَأكَلُوا وَشَبِعُوا جَمِيعاً ثُمَّ رُفِعَ مَا فَضَلَ عَنْهُمْ مِنَ الْكِسَرِ إِثْنَتَا عَشْرَةَ قُفَّةً ﴾ ( لو 9 : 16 – 17) .. هَلْ وَجْبِة طِفْل تُطْعِمْ خَمْسَة آلاَف رَجُلٍ غَيْر النِّسَاء وَالأطْفَال بَلْ وَيَفِيض عَنْهُمْ * 12 * قُفَّة مَمْلُوءَة ؟!! نَعَمْ لأِنَّ الله قَادِر أنْ يَفْعَل أكْثَر مِمَّا نَطْلُب .
فِي عُرْس قَانَا الجَلِيل :
================================
هَلْ تَوَقَعْ أهْل العُرْس أنْ يُعْطِيهُمْ كُل هذَا الخَمْر مِنْ المَاء ؟ سِتَّة أجْرَان مَاء حَوَّلَهَا إِلَى خَمْر .. ﴿ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ إِمْلأُوا الأجْرَانَ مَاءً .. فَمَلأُوهَا إِلَى فَوْقُ .. ثُمَّ قَالَ لَهُم إِسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ .. فَقَدَّمُوا .. فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْراً وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أيْنَ هِيَ .. لكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَد اسْتَقُوا الْمَاءِ عَلِمُوا ﴾ ( يو 2 : 7 – 9 ) .. يُقَال أنَّ اليَهُود لَمْ يَكُنْ المَاء مُتَوَفِر لَدَيْهِمْ فَكَانُوا يَمْلأُون سِتَّة أجْرَان مَاء كُل جُرْن يَكْفِي أفْرَاد الأُسْرَة كُلُّهُمْ يُوْم كَامِل مِنْ طَعَام وَشَرَاب وَاسْتِحْمَام وَ ...... الله حَوَّل السِّتَّة أجْرَان مَاء إِلَى خَمْرٍ .. قَادِر أنْ يَفْعَل أكْثَر مِمَّا نَطْلُب .
إِقَامِة وَحِيد الأرْمَلَة :
=============================
رَأى يَسُوع نَعْش وَسَأل عَنْ هذِهِ الجَنَازَة فَقَالُوا لَهُ هِيَ لِفَتَى صَغِير وَإِبْن لأِرْمَلَة وَهُوَ وَحِيدَهَا .. ﴿ فَلَمَّا اقْتَرَبَ إِلَى بَابِ الْمَدِينَةِ إِذَا مَيْتٌ مَحْمُولٌ إِبْنٌ وَحِيدٌ لأُِمِّهِ وَهيَ أرْمَلَةٌ وَمَعَهَا جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنْ الْمَدِينَةِ .. فَلَمَّا رَآهَا الرَّبُّ تَحَنَّنَ عَلَيْهَا وَقَالَ لَهَا لاَ تَبْكِي .. ثُمَّ تَقَدَّمَ وَلَمَسَ النَّعْشَ فَوَقَفَ الْحَامِلُونَ .. فَقَالَ أيُّهَا الشَّابُّ لَكَ أقُولُ قُمْ .. فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ ﴾ ( لو 7 : 12 – 15) .. أوْقَفْ المَوْكِب وَلَمَسَ النَّعْش وَأقَامَ الشَّاب المَيْت .. الأرْمَلَة لَمْ تَطْلُب مِنْهُ أنْ يُقِيم وَحِيدَهَا مِنْ المَوْت لكِنَّهُ فَعَل .. هُوَ يَعْلَمْ الإِحْتِيَاج وَيُعْطِي قَبْل أنْ نَطْلُب .
المِخَلَع :
===========
بَائِس فَاقِد الرَّجَاء لَهُ ثَمَانِيَة وَثَلاَثُونَ سَنَة مُقْعَد لاَ يَتَحَرَّك وَلَنْ يُشْفَى .. يَذْهَب لَهُ يَسُوع وَيَقُول لَهُ ﴿ أتُرِيدُ أنْ تَبْرأ ؟ أجَابَهُ الْمَرِيضُ يَا سَيِّدُ لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي الْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ الْمَاءُ .. بَلْ بَيْنَمَا أنَا آتٍ يَنْزِلُ قُدَّامِي آخَرُ .. قَالَ لَهُ يَسُوعُ قُم إِحْمِلْ سِرِيرَكَ وَامْشِ .. فَحَالاً بَرِئَ الإِنْسَانُ وَحَمَلَ سِرِيرَهُ وَمَشَى ﴾ ( يو 5 : 6 – 9 ) .. يُجِيب المِخَلَع يَسُوع لَيْسَ لِي إِنْسَان يُلْقِينِي فِي البِرْكَة .. هُنَا يَنْظُر لَهُ يَسُوع وَكَأنَّهُ يَقُول لَهُ هَلْ تَرَى إِنِّي لاَ أسْتَطِيع أنْ أشْفِيك ؟ يَقُول المِخَلَع الأمر مِحْتَاج لأِكْثَر مِنْ شَخْص لِيَحْمِلْنِي وَيُلْقِينِي فِي المَاء – الأمر صَعْب – وَيَشْفِيه يَسُوع دُونَ أنْ يُلْقِيه فِي البِرْكَة .. قَادِر أنْ يَفْعَل أكْثَر مِمَّا نَطْلُب .

مُعْجِزِة صِيد السَّمَك :
===============================
خَرَجَ التَّلاَمِيذ لِيَصْطَادُوا وَلَمْ يَجِدُوا شِئ وَعَادُوا وَشِبَاكُهُمْ فَارِغَة وَقَالَ لَهُمْ يَسُوع ﴿ إِبْعِد إِلَى الْعُمْق وَإِلْقُوا شِبَاكَكُمْ لِلصَّيْدِ ﴾ ( لو 5 : 4 ) .. قَالَ لَهُ سَمْعَان بُطْرُس ﴿ يَا مُعَلِّمُ قَدْ تَعِبْنَا اللَّيْلَ كُلَّهُ وَلَمْ نَأخُذْ شَيْئاً وَلكِنْ عَلَى كَلِمَتِكَ أُلْقِي الشَّبَكَةَ ﴾ ( لو 5 : 5 ) .. وَيَدْخُل التَّلاَمِيذ لِلعُمْق وَيَجِدُوا صَيْد كَثِير .. هُوَ قَادِر .. أنَا أثِق فِيهِ وَلاَ أثِق بِقُدْرَاتِي .
(4) عَمَل الله فِي مُسْتَقْبَل الإِنْسَان :
=================================================
الله يُدَبِّر مُسْتَقْبَل الإِنْسَان .. هُوَ قَادِر أنْ يُعْطِينَا مَوَاهِب الرُّوح القُدُس الَّتِي تَعْمَل فِينَا أكْثَر مِمَّا نَتَوَقَعْ .. هَلْ يَتَخَيَّل الإِنْسَان أنْ يَصِير قِدِيس ؟ هَلْ تَخَيَّل الإِنْسَان أنَّهُ يَعْمَل مُعْجِزَات ؟ أنْ يَنْطِق بِكَلِمَات .. أنْ يِتَوِب ؟ هُوَ قَادِر .. بُطْرُس الرَّسُول النَّاكِر وَعَظْ عِظَة وَاحِدَة آمَنْ فِيهَا ثَلاَثَة آلاَف نَفْس .. ﴿ فَقَبِلُوا كَلاَمَهُ بِفَرَحٍ وَاعْتَمَدُوا وَانْضَمَّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ نَفْسٍ ﴾ ( أع 2 : 41 ) .. يَفْعَل أكْثَر مِمَّا نَسْأل .
بُطْرُس الرَّسُول فِي السِّجْن وَكَانَ يَعْلَم أنَّهُ سَيَتِمْ إِعْدَامُه غَداً .. لكِنْ الله أرْسَل لَهُ مَلاَك لِيُنْقِذُه .. ﴿ وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ أقْبَلَ وَنُورٌ أضَاءَ فِي الْبَيْتِ .. فَضَرَبَ جَنْبَ بُطْرُسَ وَأيْقَظَهُ قَائِلاً قُمْ عَاجِلاً .. فَسَقَطَت السِّلْسِلَتَانِ مِنْ يَدَيْهِ .. وَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ تَمَنْطَقْ وَالْبِسْ نَعْلَيْكَ .. فَفَعَلَ هكَذَا .. فَقَالَ لَهُ إِلْبِسْ رِدَاءَكَ وَاتْبَعْنِي .. فَخَرَجَ يَتْبَعُهُ .. وَكَانَ لاَ يَعْلَمُ أنَّ الَّذِي جَرَى بِوَاسِطَةِ الْمَلاَكِ هُوَ حَقِيقِيٌّ بَلْ يَظُنُّ أنَّهُ يَنْظُرُ رُؤْيَا .. فَجَازَا الْمَحْرَسَ الأوَّلَ وَالثَّانِي وَأتَيَا إِلَى بَابِ الْحَدِيدِ الَّذِي يُؤدِّي إِلَى الْمَدِينَةِ فَانْفَتَحَ لَهُمَا مِنْ ذَاتِهِ فَخَرَجَا وَتَقَدَّمَا زُقَاقاً وَاحِداً وَلِلْوَقْتِ فَارَقَهُ الْمَلاَكُ ﴾ ( أع 12 : 7 – 10) .. الله يَعْمَل فِي مَوَاهِبْنَا وَشَخْصِيَاتْنَا أكْثَر مِمَّا نَتَوَقَعْ أوْ نَطْلُب .
يُوسِف العَفِيف .. هَلْ تَوَقَعْ أنَّهُ فِي يَوْمٍ مَا سَيَكُون أكْبَر شَخْص فِي مِصْر ؟ الله هُوَ الضَّامِن لِمُسْتَقْبَلْنَا .. هُوَ يُدَبِر حَيَاتْنَا أفْضَل مِمَّا نَتَخَيَّل .. كُل وَاحِد مِنَّا لَهُ تَخَيُّل لِحَيَاتُه وَيَطْلُب مَا يَتُوق أنْ يَكُون عَلَيْهِ مُسْتَقْبَلَهُ .. لكِنْ قُلْ لله لِتَكُنْ إِرَادَتَك لاَ إِرَادَتِي .. وَكُل مَا يَفْعَلَهُ لَك سَيَكُون أفْضَل مِمَّا تَطْلُب أنْتَ .. هُوَ يَفْعَل كُل الخِير وَالصَّلاَح .. قُلْ لَهُ أنْتَ أوْجَدْتِنِي قَبْل أنْ أكُون فَمَاذَا أطْلُب إِذاً ؟ لاَ أطْلُب شِئ سِوَى أنْ تُعْلِن يَدَك فِي حَيَاتِي وَأنْ أشْعُر أنَّكَ تَمْلُك عَلَى كُل كَيَانِي فَدَبِّر أنْتَ مَا تُرِيدْ لِيَّ .
إِنْ نَظَرْت إِلَى سِيَر القِدِّيسِينْ تَجِد أنَّ القِدِيس مَا هُوَ إِلاَّ إِنْسَان بَسِيط ضَعِيف لكِنْ الله يَعْمَل مَعَهُ .. هَلْ تَوَقَعْ البَابَا كِيرِلُس السَّادِس أنْ يَكُون بِهذِهِ القَدَاسَة وَأنْ يَفْعَل هذِهِ المُعْجِزَات ؟ لكِنْ الله قَادِر أنْ يَفْعَل أكْثَر جِدّاً مِمَّا نَطْلُب .. يُحَرِّك الأمر بِأُسْلُوب أبْدَع مِمَّا تَتَخَيَّل .. الله قَادِر أنْ يَجْعَل الأُمور المُعْوَجَّة مُسْتَقِيمَة .. قَادِر أنْ يَمْسِك يَدِنَا وَيَقُودَنَا حَيْثُمَا يَشَاء هُوَ وَلَيْسَ نَحْنُ .. هَلْ تَتَخَيَّل أنَّ الله سَيَتْرُكْنَا ؟ .. لاَ .. هُوَ يَفْعَل أكْثَر مِمَّا نَتَخَيَّل .. وَمَا لاَ نَسْتَوْعِبُه هُوَ قَادِر أنْ يَفْعَل أكْثَر مِنْهُ دَائِماً وَلَيْسَ فِي مَوْقِف أوْ إِثْنِين بَلْ فِي كُل مَرْحَلَة فِي حَيَاتْنَا يُعْلِن وُجُودُه لكِنُّه أحْيَاناً يَتْرُكْنَا لِحُلُولْنَا حَتَّى يَقِف الأمر وَنَعْجَز عَلَى حَلْ الأمر عِنْدَئِذٍ يَتَدَخَّل وَيَقُول أُتْرُك الأمر لِيَدِي وَسَتَرَى خَيْرَك وَمَا هُوَ صَالِح لَك أكْثَر مِمَّا تَتَوَقَعْ أوْ تَتَخَيَّل .. ثِق بِالله وَبِقُدْرِة يَدِهِ وَسَتَرَى عَمَلُه فِي حَيَاتَك .
رَبِّنَا يُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه
لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 1876

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل