دراسة فى سفر العدد ج1

Large image

{ وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ فِي خَيْمَةِ الاِجْتَمَاعِ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ الثَّانِي فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِخُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ قَائِلاً أَحْصُوا كُلَّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِعَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ بِعَدَدِ الأسْمَاءِ كُلَّ ذَكَرٍ بِرَأْسِهِ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً كُلَّ خَارِجٍ لِلْحَرْبِ فِي إِسْرَائِيلَ } ( عد 1 : 1 – 3 ) .. رُبَّمَا البَعْض يَعْتَبِرَهُ سِفْر أعْدَاد .. لاَ .. بَلْ هُوَ سِفْر بِهِ رَوْعَة لأِنَّهُ يُمَثِّل مَرْحَلِة وُجُودْهُمْ فِي البَرِّيَّة بِتَفَاصِيلْهَا وَهذِهِ البَرِّيَّة تُمَثِّلْ مَرْحَلِة غُرْبِتْنَا فِي العَالَمْ إِلَى أنْ نَتَمَتَّع بِدُخُول كَنْعَان لِذلِك أمَرَ الله فِي سِفْر العَدَد مَرَّتَيْن بِالإِحْصَاء مَرَّة فِي البِدَايَة وَمَرَّة فِي النِّهَايَة أي يُرِيدْ أنْ يَقُول هذَا عَدَدْكُمْ عِنْدَمَا خَرَجْتُمْ مِنْ مَصْر بِيَدٍ رَفِيعَة وَهذَا عَدَدْكُمْ لَمَّا دَخَلْتُمْ كَنْعَان .. الفَرْق هُوَ مَنْ ضَلَّ فِي الطَّرِيقٌ
سِفْر التَّكْوِين هُوَ سِفْر الإِخْتِيَار وَالدَّعْوَة لأِنَّ الله إِخْتَارَ شَعْبَهُ مِنْ وَسَطْ الشُّعُوب .. إِخْتَارْنَا قَبْل تَأسِيس العَالَمْ كَمَا إِخْتَارَ إِبْرَاهِيم وَنَحْنُ أوْلاَده .
سِفْر الْخُرُوج هُوَ سِفْر الخَلاَص .. خَلَّصْنَا .. أي لَمْ يَخْتَارْنَا فَقَطْ بَلْ وَخَلَّصَنَا وَيَقُول أنَا فَدَيْتَكُمْ بِالدَّم .. إِخْتَارْنَا فِي سِفْر التَّكْوِين لِيُخَلِّصْنَا فِي سِفْر الخُرُوج مِنْ سُلْطَان فَرْعُون .
سِفْر اللاَّوِيِّين سِفْر تَقْدِيسْنَا .. أي أعْطَى شَرَائِع لِتَقْدِيسْنَا .

سِفْر الْعَدَد سِفْر رِفْقِتْنَا فِي البَرِّيَّة .. رَافَقْنَا فِي البَرِّيَّة وَلَيْسَ بِدَايِة إِخْتِيَارْنَا أي إِخْتَارْنَا وَخَلَّصْنَا وَقَدَّسْنَا ثُمَّ رَافَقْنَا لِذلِك أمَرَ بِإِحْصَاء الشَّعْب لأِنَّهُ لَنْ يُرَافِق أي أحَدٌ سِوَى المُخْتَار المُخَلِّص المُقَدِّس لِذلِك أرَادَ أنْ يَرَى هذَا الشَّعْب وَيَسْكُنْ فِي وَسَطِهِمْ .. أي يُرَافِقْنَا فِي رِحْلِة غُرْبِتْنَا بَعْد أنْ إِطْمَأنَّ عَلَى إِخْتِيَارْنَا وَخَلاَصْنَا وَتَقْدِيسْنَا .. سِفْر العَدَد يَقُول أنَّ الشَّعْب حَتَّى لَوْ تَذَّمَرْ عَلَى الله إِلاَّ أنَّ الله لَنْ يَتْرُكَهُمْ أي هُوَ سِفْر الرِّفْقَة فِي البَرِّيَّة كَانَ العَدَد 600355 مُجَرَّدْ خُرُوجَهُمْ .. تَخَيَّلْ أنَّ الله يَعُول هذَا العَدَد مِنْ الرِّجَال غِيرْ أُسَرِهِمْ أرْبَعِينَ سَنَة فِي البَرِّيَّة .. كَانَ إِجْمَالِي الشَّعْب كُلُّه حَوَالِي ثَلاَثَة مَلاَيِين فَرْد عَالَهُمْ الله فِي البَرِّيَّة أرْبَعِينَ سَنَة مَأكَلْ وَشَرَاب وَمَلْبَس .. حَتَّى مَلاَبِسْهُمْ لَمْ تَبْلَى .. تَخَيَّلْ مَلاَبِس وَأحْذِيَة لَمْ تَبْلَى أرْبَعِينَ سَنَة !! هُنَا الله يُعْلِنْ أنَّهُ حَافِظَك فِي الرِّحْلَة لأِنَّهَا رِحْلَة بِأمره وَإِرَادَتِهِ وَقِيَادَتِهِ .. الله يَقُودَنَا تَخَيَّل لَمَّا يَقُول لَكَ شَخْص عِنْدَك وَلِيمَة لِخَمْسَة أفْرَاد لِوَجْبَة وَاحِدَة .. نَحْنُ مَدْعُويِنْ عِنْدَ الله أرْبَعِينَ سَنَة فِي البَرِّيَّة .. هذِهِ هِيَ رِحْلِة العَالَمْ لِذلِك يُسَمَّى هذَا السِفْر سِفْر رَحَلاَت وَأعْمَال الله مَعَ شَعْبِهِ فِي البَرِّيَّة وَهُوَ يُعَبِّرْ عَنْ مَحَبِّة الله لِشَعْبِهِ مِنْ خِلاَل الطَّعَام وَالثِيَاب وَالقِيَامَة .. وَلِتَرَى العَجَبْ مِنْ الشَّعْب وَعِنَاده لله فِي هذِهِ الرّحْلَة .. وَلِتَرَى عُمْق مَحَبِّة الله وَحَنَانه لَنَا .. هذَا السِفْر يُعْلِنْ أعْمَالْنَا وَعِلاَقِتْنَا بِالله لِذلِك بُولِس قَالَ أنَّ كُلَّ هذِهِ الأُمُور كُتِبَت لأِجْلِنَا ( 1كو 10 : 11) .. أي هذِهِ لَمْ تَكُنْ قِصَّة وَانْتَهَتْ بَلْ مَا حَدَثَ مَعَ شَعْب الله يَحْدُث مَعَنَا الآنْ .. صَلاَح الله دَائِمْ وَجُحُود الإِنْسَان دَائِمْ ..
أقْسَام السِفْر
القِسْم الأوَّل :- 10 إِصْحَاحَات" تِعْدَاد الشَّعْب "
القِسْم الثَّانِي9:- إِصْحَاحَات
القِسْم الثَّالِث
القِسْم الرَّابِع
الأصْحَاح الأوَّل :- " التِّعْدَاد "
أوْصَى الله مُوسَى قَائِلاً { فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ الثَّانِي فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِخُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَقَائِلاً أَحْصُوا كُلَّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِعَشَائِرِهِمْ } .. دَخَلَ الشَّعْب البَحر الأحْمَر وَعَبَرَهُ وَأصْبَحُوا الآنْ فِي البَرِّيَّة وَالله أمَرَهُمْ بِعَمَلْ الخِيمَة مِنْ بِدَايِة خُرُوجِهِمْ .. بَعْد سَنَة وَشَهر مِنْ إِقَامِة البَرِّيَّة أمَرَ بِالإِحْصَاء .. لِمَاذَا ؟
أوَّلاً لِيُعْلِنْ أنَّهُ إِله نِظَام .
ثَانِياً لِنَرَى كَمْ كُنَّا أُمَّة قَلِيلَة وَالآنْ بَارِكْنَا .. أي لِيُعْلِنْ أنَّهُ نَفَّذْ وَعْدَهُ لأِبْرَاهِيم أبُو الأبَاء أنَّ نَسْلَهُ سَيَكُون كَرَمل البَحر رَغمْ أنَّهُ أعْطَاهُ الوَعْد وَهُوَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدْ بَعْد لكِنَّهُ حَقَّق وَعْدَهُ الآنْ .
ثَالِثاً يَقُول أنَّ عَدَدَكُم كَبِير لكِنْ لِكُلَّ فَرْد مِنْكُمْ قِيمَة عِنْدِي لأِنَّ كُلَّ فَرْد مَعْدُود .. أحْيَاناً لِكَثْرِة العَدَد نَظُنْ أنَّهُ لَيْسَ لَنَا قِيمَة .. لاَ .. لِكُلَّ فَرْدٍ مِنَّا لَهُ قِيمَة وَمَكَانَة عِنْدَ الله ..{ المُحْصِي كَثْرِة الكَوَاكِب ، وَلِكَافَتِهَا يُعْطِي أسْمَاء } ( مز 146 – مِنْ مَزَامِير النُّوم ) .. جَيِّدْ أنْ تَعْلَمْ أنَّكَ مِنْ ضِمْنَ قَطِيعَهُ .
رَابِعاً لِتَعْلَمْ أنَّكَ لَسْتَ مِثْلَ العَالَمْ .. أنْتَ جِنْس مُخْتَار مِنْ ضِمْن القَطِيع المُقَدَّس المَعْدُود .
لِذلِك أمَرَ مُوسَى أنْ يَعِدْ الشَّعْب لِيَفْصِلَهُ عَنْ الغُرَبَاء خَاصَّةً أنَّهُمْ سَائِرِينَ وَسَطْ البَرِّيَّة وَقَدْ يَزْرَع وَسَطِهِمْ أعْدَاءِهِمْ أُنَاس غُرَبَاء لِذلِك عَمَلَ الله لَهُمْ تَنْظِيمْ النَسَبْ لأِنَّهُ فِي النِهَايَة كُلَّ سِبْط لَهُ عَدَد وَلَهُ نَسَبْ إِنْ لَمْ تَكُنْ الأُمُور مَحْسُوبَة سَيَدَّعِي البَعْض نَسَبُه لأِسْبَاط أُخْرَى .. الله تَرَكَهُمْ سَنَتَانْ حَتَّى قَالَ لَهُمْ إِحْصُوا الشَّعْب .. لِمَاذَا لَمْ يَجْعَلَهُمْ يُحْصُونَ الشَّعْب مُجَرَّدْ خُرُوجِهِمْ مِنْ أرْض مِصْر وَهذَا هُوَ المَنْطِقِي ؟ لأِنَّهُ لَمْ تَكُنْ إِشْتِيَاقَاتِهِمْ قَدْ ظَهَرَت وَلَمْ يَكُونُوا مُسْتَعِدِينْ وَلَمْ يَكُونُوا قَدْ إِجْتَازُوا الحَرْب الأُولَى وَلَمْ يَعْبُرُوا البَحر الله إِنْتَظَرَ حَتَّى عَبَرُوا البَحر الأحمَر وَهَزَمُوا فِرْعُون وَأقَامُوا الخِيمَة وَهذَا هُوَ المَعْدُود أي لَيْسَ كُلَّ إِنْسَان يَقُول أنَا مَسِيحِي حَتَّى وَإِنْ كَانَ وَالِدِيه مَسِيحِيِينْ .. نَسْأله هَلْ أنْتَ مِنْ ضِمْنَ المُعَمَّدِينْ أي مَنْ هَزَمُوا فِرْعُون ؟ مُجَرَّدْ أنْ نَطْمَئِنْ أنَّ فِرْعُون مَاتَ فِي البَحر نُحْصِي الَّذِينَ كُتِبُوا فِي سَِفْر الحَيَاة .. أي الَّذِينَ هُمْ عَبَرُوا البَحر وَهَزَمُوا فِرْعُون .. إِذاً لَنْ تَدْخُلْ كَنْعَان السَّمَاوِيَّة إِلاَّ إِذَا غَلَبْت لأِنَّ العَدُو عِنْدَمَا يَعْلَمْ أنَّكَ سَتَدْخُلْ كَنْعَان سَيُطْلِق جَيْشَهُ عَلَيْكَ وَيُعَرِقِلَك وَأنْتَ أضْعَف مِنْ أنْ تَغْلِبَهُ وَحْدَك لِذلِك سَتَغْلِبُه بِالإِيمَان عِنْدَمَا تَسْمَع وَتُطِيع وَصَايَا الله .. { بِعَدَدِ الأسْمَاءِ بِرُؤُسِهِمْ كُلُّ ذَكَرٍمِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِدا } ( عد 1 : 20 ) لِمَاذَا لَمْ يُعَدْ النِّسَاء ؟ هُنَاك فِي التَّقْلِيدْ اليَهُودِي عَادَة أنَّهُ يَحْسِبْ كُلَّ شَيْء بِالرَّجُل ثُمَّ يَحْسِبْ تَقْرِيباً نِسْبِة النِّسَاء وَالأطْفَال .. هذَا أمر مُسْتَمِر حَتَّى عَصر الْمَسِيح وَحَتَّى الآنْ عِنْدَ اليَهُود حَتَّى أنَّ التَّلاَمِيذْ فِي إِشْبَاع الجُمُوع أحْصُوا الرِّجَال .. وَهذَا يَعْنِي رُوحِياً أنَّهُ كَيْ تُحْسَبْ مِنْ شَعْب الله لاَبُدْ أنْ تَتَمَتَّع بِرُجُولَة رُوحِيَّة وَعِنْدَمَا قَالَ بُولِس الرَّسُول { كُونُوا رِجَالاً } ( 1كو 16 : 13) كَانَ يَقْصِدْ جِهَاد بِدُون تَدْلِيل النِّسَاء .. أي طَاعَة بِدُون الرُّجُوع إِلَى الطُّفُولَة .. هُنَاك مَنْ يَسْلُك كُلَّ حَيَاتُه كَطِفْل فَلاَ يُرِيدْ أنْ يَصُوم أوْ يُصَلِّي أوْ يُجَاهِدْ أوْ ........ وَآخَرْ يَسْلُك كَمُرَاهِق أي مُذَبْذَبْ يَسِير حَسَبْ شَهَوَاتُه وَآخَرْ يَسْلُك كَرَجُل .. نَعَمْ الرَّجُل لَهُ سَقَطَاتُه لكِنَّهُ يَعُود بِجِدِّيَّة .. لِذلِك لاَبُدْ لِكُلَّ نَفْس أنْ تَسْلُك بِجِدِّيِّة الرُّجُولَة قَالَ الله لِمُوسَى عِدُّهُمْ لِلحَرْب أي أنَّ هؤُلاَء لَيْسُوا ضُيُوف شَرَف .. الله يُرِيدْ أنْ يُعِدِّنَا كَرِجَال لأِنَّ أمَامَنَا حُرُوب حَتَّى نَرِث كَنْعَان لأِنَّ العَدُو يَنْتَظِر وَالغُرَبَاء يَنْتَظِرُون وَالطَّرِيق مَمْلُوء لُصُوص ..وَهذَا مَا حَدَثَ فِي البَرِّيَّة أُغووا مِنْ أنْفُسِهِمْ وَمِنْ الغُرَبَاء .. { اللَّفِيفُ الَّذِي فِي وَسَطِهِمِ }( عد 11 : 4 ) .. لِذلِك كُونُوا رِجَال حَتَّى إِذَا عَرَضَ اللَّفِيفْ الَّذِي فِي وَسَطُكُمْ أفْكَار خَاطِئَة تُقَاوُمُوهُمْ .. وَلِذلِك قَالَ بُولِس الرَّسُول { لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ } ( 1كو 13 : 11)أي إِحْسَاس إِنِّي مُدَلَّل قَدْ إِنْتَهَى .. الكُلَّ خَارِج لِلحَرْب وَلاَبُدْ أنْ نَتَوَقَّع النِهَايَة وَأنَّهُ هُنَاكَ حَرْب لِلنِهَايَة أحْصَى مُوسَى النَّبِي الأسْبَاط شَمْعُون .. زُبُولُون .. وَوَضَعَ لِكُلَّ سِبْط رَِئِيس لكِنْ الغَرِيب أنَّهُ لَمْ يُحْصِي مِنْ الكَبِير لِلصَغِير فِي الأسْبَاط أي لَمْ يَبْدأ بِسِبطْ رَآُوبِين وَيَنْتَهِي بِسِبطْ بِنْيَامِين بَلْ أحْصَى أوَّلاً أوْلاَدْ لِيئَة ثُمَّ أوْلاَد رَاحِيل ثُمَّ أوْلاَد الجَارِيَتَيْن لأِنَّ أمْجَاد السَّمَاء لهَا مِقْيَاس غِير مِقْيَاس الأرْض أي لَنْ تَدْخُل السَّمَاء لأِنَّكَ فُلاَنْ إِبْن فُلاَن أوْ لأِنَّ فُلاَنْ كَاهِنْ أوْ ....... لاَ .. هُنَاكَ مُفَاجَأت كَثِيرَة ..كَيْ تَضْمَنْ أنَّ إِسْمَك مَكْتُوب فِي سِفْر الحَيَاة لاَبُدْ أنْ تَسِير بِلِيَاقَة وَمَخَافِة الله لِذلِك كَثِيرُونَ لَهُمْ تَقْوَى ظَاهِرِيَّة وَلَنْ يُكْتَبُوا فِي سِفْر الحَيَاة وَكَمَا قَالَتْ السَيِّدَة العَذْرَاء { أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ } ( لو 1 : 52 ) .
الأصْحَاح الثَّانِي :-
{ هؤُلاَءِ هُمُ الْمَعْدُودُونَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ . جَمِيعُ الْمَعْدُودُونَ مِنَ الْمَحَلاَّتِ بِأَجْنَادِهِمْ سِتُّ مِئَةِ أَلْفٍ وَثَلاَثَةُ آلاَفٍ وَخَمْسُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ } ( عد 2 : 32 ) .. هذَا العَدَد هُوَ مَا سَجَّلَهُ الإِنْجِيل .. كَانَ فِي البِدَايَة يُعْطِي عَدَد كُلَّ سِبْط عَلَى حِدَة .. مَثَلاً سِبْط أفْرَايِمْ مَائَة ألْف وَثَمَانِيَة آلاَف وَمَائَة .. وَسِبْط يَهُوذَا مَائَة ألْف وَسِتَّة وَثَمَانُونَ ألْفاً وَأرْبَعُ مَائَة وَسِبْط ...... سِبْط بِنْيَامِين كَانَ أصْغَر سِبْط لأِنَّهُ كَانَ أصْغَر إِخْوَتَهُ فِي العُمر ثُمَّ تَكَلَّمْ عَنْ تَوْزِيع الأسْبَاط .. رَتَّبْ الأسْبَاط فِي شَكل صَلِيب أرْبَعَة ثَلاَثَات .. ثَلاَثَة أسْبَاط فِي الشَّمَال وَثَلاَثَة أسْبَاط فِي الجُنُوب وَثَلاَثَة أسْبَاط فِي الشَّرْق وَثَلاَثَة أسْبَاط فِي جِهَة الغَرْب وَقَالَ كُلَّ مَجْمُوعَة فِي جِهَة وَالخِيمَة فِي الوَسَطْ .. كُلَّ سِبْط كَيْ يَقِفْ مُنْتَظِمْ فِي مَكَانُه يَحْتَاج رَمزأوْ رَايَة تَحْمِل إِسْم السِبْط وَكَأنَّهُ لَدَيْنَا ثَلاَثَة مَلاَيِينْ شَخْص تُنَظِّمَهُمْ بِالرَّايَات مَثَلاً رَايِة زُبُولُون خَلْفَهَا خَمْسَة آلاَف شَخْص وَرَايِة رَآوبِين خَلْفَهَا عَشْرَة آلاَف وَهكَذَا مُجَرَّدْ أنْ وُضِعَتْ رَايِة كُلَّ ثَلاَث أسْبَاط فِي جِهَة وَخِيمِة الإِجْتِمَاع فِي الوَسَطْ وَحَوْلهَا اللاَّوِيُون .. إِذاً كُلَّ شِئ بِلِيَاقَة وَبِحَسَبْ تَرْتِيب .. وَهذَا مَنْظَرْنَا الآنْ فَنَحْنُ سَائِرِينْ إِلَى السَّمَاء وَالله فِي وَسَطْنَاوَكُلَّ وَاحِدْ لَهُ رَايَة يَسِير خَلْفَهَا وَفْد نِسَمِّيهَا إِبْرُوشِيَات أوْ بُلْدَان .. مَجْمُوعَة مَعَ أُخْرَى تُكَوِّنْ جَمَاعَات تَسِير فِي إِتِجَاه وَاحِدْ .. رَغم كَثْرِة عَدَدْنَا إِلاَّ أنَّنَا نَسِير بِنِظَام وَيَعْرِف كُلَّ وَاحِدْ فِينَا إِلَى مَنْ يَنْتَمِي وَمُحْتَفِظِين بِإِشْتِيَاقَاتِنَا الجَمَاعِيَّة وَمَوَاهِبْنَا الفَرْدِيَّة .. جَمَاعَة تَجْمَعْهَا رَايِة البَتُولِيَّة وَأُخْرَى رَايِة الجِهَاد الرُّوحِي وَأُخْرَى خِدْمِة المَذْبَح وَأُخْرَى حُبْ الإِنْجِيل وَأُخْرَى الصَّلاَة وَكُلِّنَا قَطِيع وَاحِدْ .. وَفِي السَّمَاء سَتَكُون رَايَات حَسَبْ إِشْتِيَاقَاتِنَا وَجِهَادْنَا وَالكُلَّ مُتَمَتِّع بِالله لَمَّا تَجِدْ " يَهُوذَا " مَعْنَاه " حَمْد أي مَنْ يَشْكُرُون " .. وَ" أشِير " مَعْنَاه" فَرَح أي الفَرِحِينْ " .. وَ" بِنْيَامِينْ " مَعْنَاه " إِبْن اليَمِينْ أي مَنْ لَهُ دَالَّة " وَ" شَمْعُون " مَعْنَاه " الله يَسْمَع أي السَّامِعِينَ لله " .. كُلَّ هؤُلاَء وَسَطِهِمْ الخِِيمَة أي الله فِي وَسَطْنَا هُوَ مُعِينْ وَمُخَلِّص .. " مُخَلِّصْهَا فِي وَسَطْهَا " .. { وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُون قَائِلاً يَنْزِلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ كُلٌّ عِنْدَ رَايَتِهِ بِأَعْلاَمٍ لِبُيُوتِ آبَائِهِمْ . قُبَالَةَ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ حَوْلَهَا يَنْزِلُونَ }( عد 2 : 1 – 2 ) .. قَالَ مِنْ الشَّرْق وَمِنَ الغَرْب وَمِنَ الشَّمَال وَمِنَ الجَنُوب وَاللاَّوِيِينْ حَوْلَ الخَيْمَة لأِنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ مَكَانْ سِوَى خِدْمِة الله الله يُعْطِينَا أنْ نَكُونَ فِي الجَمَاعَة المُقَدَّسَة وَلِتَتَخَلَّص كُلَّ نَفْس مِنْ تَدْلِيل الطُّفُولَة لأِنَّنَا مُعِدِّينْ لِلحَرْب وَالله هُوَ الَّذِي يَعُولْنَا وَعَلَيْنَا أنْ نُطِيعه رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدْ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِينْ

عدد الزيارات 1673

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل