المسيح في شخصية موسى الجزء الأول
بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الإِله الوَاحِد آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَان وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
اهلا بكم احبائنا الغاليين في سلسلة دراستنا في شخصيات ترمز للسيد المسيح في العهد القديم مراجعة لما سبق:-
ذكرنا ان ربنا يسوع هو كائن قبل كل الدهور هو مولود من الاب قبل كل الدهور هو موجود في
العهد القديم في اربع محاور رئيسية:-
اول محور الظهورت: نجد ظهورات كثيرة في العهد القديم عندما نجد ظهور في العهد القديم مثل الله يتكلم او يتراءى لشخص نعرف ان ذلك احد ظهورات الابن الله عندما كلم ابونا ابراهيم وابونا يعقوب و يشوع و موسى كل ذلك ظهورات للابن في العهد القديم .
المحور الثاني النبوات: نبوات كثيرة جدا عن السيد المسيح في العهد القديم تبدأ من بدايه سفرالتكوين "ان نسل المرآة يسحق رأس الحية" توجد تفاصيل كثيرة في العهد القديم، برغم وجود نبوات قبل مجيء المسيح بحوالي 2000 سنة ، تتحدث عن مكان و طبيعة ميلاده من عذراء مثلما ذكر اشعياء النبي الذي تكلم عن صليبه بتفصيل وعن قيامته وعن صعوده وعن ارسال الروح القدس ويذكرعن حياته وعن معجزاته نبوات كثيرة جدا بالتفاصيل مذكورة عن حياة ربنا يسوع المسيح في الكتاب المقدس.
المحور الثالث رموز مسيانية: رموز ترمز للمسيا درسناها في الدراسة السابقة، درسنا رموز كثيرة جدا ترمز للمسيح في العهد القديم بداية من سفر التكوين في شجرة الحياة و فلك نوح وفي سفر الخروج خروف الفصح والمن والخيمة وعمود النار وعمود السحاب والصخرة رموز كثيره جدا ترمز للمسيح.
رابع محور شخصيات :هو موضوع دراستنا حاليا هو شخصيات ترمز للمسيح سنجد شخصيات عديدة ، كل شخص يحمل ملمح من حياة ربنا يسوع المسيح ، الشخص الذي يذكر عنه انه بار او كامل او جبار مثل دراستنا الحلقة السابقة لشخصية يوسف قيل عنه انه مخلص العالم و قوت الحياة، أو يذكر عن شخص أن " تتبارك فيك جميع قبائل الارض" مثلما قيل عن ابونا ابراهيم ، عندما نجد صفة كبيرة أعلى من الشخص نفسه ندرك اننا نتكلم عن ما يخص المسيا ،عندما نجد الله يتناقش مع ابونا ابراهيم ويقول "هل اخفي عن عبدي ابراهيم ما انا فاعله" هذه عبارة أكبر من الشخص طالما أن العبارة اكبر من الشخص فهي عبارة تخص المسيا اكتر مما تخص الشخص.
ندرس اليوم بنعمة ربنا المسيح في شخصية موسى النبي وهو من أعظم شخصيات الكتاب المقدس ، من الشخصيات المحورية، لانه قبل موسى كان عصر الآباء أما عصر موسى يسمي عصر الناموس ، ما بعد عصر موسى يسمى عصر الأنبياء ، موسى النبي كان تقريبا سنه 500 قبل الميلاد ، شخصية موسى النبي شخصية لها محور هام جدا في دراستنا للكتاب المقدس.
السيد المسيح في شخصية موسى النبي
نبي مثلي له تسمعون:-
في سفر التثنية 18 : 18 "أُقِيمُ لَهُم نَبِيًّا مِن وَسَطِ إِخوَتِهِم مِثلَكَ، وَأَجعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِمُهُم بِكُل مَا أوُصِيهِ بِهِ " (تث ١٨ : ١٨ ) وكأن ربنا يقول (يوجد واحد مثلي) اعتبروا أن صوته هو صوتي وكلامه هو كلامي - نبي مثلي له تسمعون - في الحقيقة هذه عبارة تخص موسى و لكنها بالاكثرعبارة تخص السيد المسيح ، السيد المسيح "المُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الحِكمَةِ وَالمعرفة"( كو ٢ : ٣ ) هو الذي اخبرنا بما للآب هو الذي اعطانا طعام الحياة و اعطانا سر الحياة هو الذي كان موسى النبي يرمز اليه ، لذلك نجد في سفر الاعمال "فَإِنَّ مُوسَى قَالَ لِلآبَاءِ إِنَّ نَبِيًّا مِثلِي سَيُقِيمُ لَكُمُ الرَّب إِلهُكُم مِن إِ خوَتِكُم . لَه تَسمَعُونَ فِي كُل مَا يُكَلِمُكُم بِهِ " ( أع ٣ : ٢٢ )
تعرضا للقتل والموت في طفولتهما من قبل حاكم البلد:-
موسى والمسيح ترتبط حياتهم سويا بشكل عجيب جدا وأسرار كثيرة جدا نجد ان كلاهما ولدوا تحت حكم مستعمر، موسى ولد تحت حكم الاستعمار - من فرعون مصر- وربنا يسوع المسيح ولد تحت حكم الاستعمار - من الرومان .
المستعبد لشعب الله (الاستعمار) كلاهما فرضوا ضيق على الشعب،من بداية ولادة موسى ولد مضطهدا وولد معرض للقتل،ونفس الحال مع ربنا يسوع ولد معرض للقتل وجدنا هيرودس يطلب الاطفال من سنتين ما دون ، طفل صغير ما زال رضيع فيما يؤذيكم ؟؟؟ لآنه رآى انه يهدد مملكته ، وهكذا رآى المصريين ابناء بني اسرائيل انهم خطر عليهم وخصوصا الذكور منهم ،فوجدنا ان موسي تم تهديد حياته في طفولته المبكرة، وقع خطر عليها بسبب الملك الحاكم،لأن فرعون كان قد أمر "كُل ابنٍ يُولَدُ تَطرَحُونَهُ فِي النَّهر" ( خر ١ : ٢٢)،ويذكرنا هذا بمتى 2 : 16 "هِيرُودُسُ أَرسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصبيَانِ الَّذِينَ فِي بَيتِ لَحمٍ وَفِي كُل تُخُومِهَا" (مت ٢ : ١٦ )
النجاة من الموت عن طريق النيل في مصر:-
موسى نجا من الموت بأنه رمى فى النيل فى مصر والمسيح نجا من الموت بذهابه إلى مصر وركب فى النيل ،ورحلة العائلة المقدسة تثبت ان ربنا يسوع المسيح ركب النيل في مصر،فالنيل انقذ موسى كما انقذ ربنا يسوع المسيح الاثنان ولدوا تحت حكم مستعمر ،ومن وقت ما ولدوا وجدوا حكم بموتهم من قبل أن يكون لهم اي اعمال او اي انجازات محكوم عليهم بالقتل من الطفولة المبكرة والاثنان نجوا عن طريق النيل في مصر .
يوجد معنى جميل في هذا الامر، عندما وضع موسى في قفص في النيل ، كان محكوم عليه بالموت ثم وجدته أبنة فرعون، في خروج 2 "فَنَزَلَتِ ابنَة فِرعَونَ إِلَى النَّهرِ لِتَغتَسِلَ، وَكَانَت جَوَارِيهَا مَاشِيَاتٍ عَلَى جَانِبِ النَّهرِ فَرَأَتِ السَّفَطَ بَينَ الحَلفَاءِ، فَأرسَلَت أَمَتَهَا وَأَخَذَته وَلَمَّا فَتَحَته رَأَتِ الوَلَدَ،وَإِذَا هُوَ صَبِي يَبكِي (كان يمكن بطرف أصبعها تغرق الطفل ويموت ولكنها حنت له) فَرَقَّت لَه وَقَالَت "هذَا مِن أَ ولاَدِ
العِبرَانِيينَ " فَقَالَت أُختُه لابنَةِ فِرعَونَ "هَل أَذهَبُ وَأَ دعُو لَكِ امرَأَة مُرضِعَة مِنَ العِبرَانِيَّاتِ لِتُرضِعَ لَكِ الوَلَدَ؟" فَقَالَت لَهَا ابنَة فِرعَونَ "ا ذهَبِي" فَذَهَبَتِ الفَتَاة وَدَعَت أمُّ الوَلَدِ فَقَالَت لَهَا ابنَة فِرعَونَ "اذهَبِي بِهذَا الوَلَدِ وَأَرضِعِيهِ لِي وَأَنَا أُعطِي أُجرَتَكِ "فَأخَذَتِ ا لمَرأَة الوَلَدَ وَأ رضَعَته وَلَمَّا كَبِرَ الوَلَدُ جَاءَت بِهِ إِلَى ا بنَةِ فِرعَونَ فَصَارَ لَهَا ا بنا، وَدَعَتِ اسمَه "مُوسَى"وَقَالَت "إِني انتَشَلتهُ مِنَ المَاءِ " (خر ٢ : ٥ - ١٠ ) القصه هنا أن موسى رمى كعبد كابن للعبرانيين محكوم عليه بالموت بسبب فساد الطبيعة بسبب فساد انتماءاته رمى في النيل وبعدها اخدته بنت فرعون اصبح ابن الملك يذكر الاباء القديسين أن ذلك إشارة ورمز للمعمودية لأي إنسان مولود كان عليه حكم الموت بسبب فساد الطبيعة ،ينزل في المعمودية محكوم عليه بالموت وعندما يرمى فى المعمودية تنتشله المعمودية وينجو من الموت يخرج في حالة أخرى موسى قبل رميه فى البحر كان ابن العبيد ( العبرانيين ) وعندما خرج من النيل أصبح (ابن الملك) ،ونحن أيضا قبل المعمودية نكون عبيد نخرج من المعمودية أبناء الملك السماوى لذلك فالمعموديه لها مجد كبير تنقلنا من الارض للسماء ومن بنوتنا لآدم لبنوتنا للمسيح ومن أبن للخطية لآبن للبر.
أم موسى قبل أن ترميه فى النيل كانت أمه ، وبعدما خرج من النيل قامت بدور ثاني أصبحت المرضعة وربته على انه أبن أبنة الملك ،فأخذته لكى تربيه وترضعه وترده إلى أمه الجديدة (الكنيسة) كأبن للملك المسيح الحقيقة هذا المشهد يحدث لكل أم تحضر ابنها للمعمودية ليولد للمسيح ثم تأخده كأمانة عندها كمرضعة تهتم به ، لترده مرة أخرى لأمه الكنيسة ،ليصبح ابنا للكنيسة وابنا للمسيح الملك.
وُلِدَ مُوسَى وَكَانَ جَمِيلا جِدًّا:-
ملامحه جميلة جد ا "وَفِي ذلِكَ الوَ قتِ وُلِدَ مُوسَى وَكَانَ جَمِيلا جِدًّا" ( أع ٧ : ٢٠ ) تعلمنا انه عندما ندرس شخصية نفكر في المسيح 70 % وفي الشخصية 30 % (جَمِيلا جِدًّا) نفكر فيمن هو " أَبرَعُ جَمَالا مِن بَنِي البَشَرِ " ونفكر "لجمال" هذا الطفل النائم في مزود بيت لحم، وظهور الملائكة وقولهم للرعاة: "وُلِدَ لَكُمُ اليَومَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِصٌ هُوَ المَسِيحُ الرَّ ب"(لو ٢ : ١١ )
تربيا بعيدا عن مكان ولادتهما:-
إن موسى والمسيح تربيا بعيدا عن مكان ولادتهما فموسى تربى بعيدا عن جاسان والمسيح تربى في مصر بعيدا عن بيت لحم .
طفولته: قضاها في مصر. وكذلك المسيح: "إِذَا مَلاَكُ الرَّبِ قَد ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلمٍ قَائِلا "قُم وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهرُب إِلَى مِصرَ، وَكُن هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزمِعٌ أَن يَطلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهلِكَهُ"(مت ٢ : ١٣) وبالتالي تمت نبوة الله القديمة "وَمِن مِصرَ دَعَوتُ ابنِي" (هو11 : ١ ).
صاما مدة أربعين يوم وأربعين ليلة:-
إن موسى والمسيح صاما مدة أربعين يوم وأربعين ليلة في البرية ،هناك تطابق بينهما وكأن موسى يرشدنا ويقدم لنا المسيح وكأنه ظلا يعكس المسيح صام موسي ثم اقتبل الشريعة ،ربنا يسوع المسيح صام ثم اعطانا الشريعة الجديدة "صَعِدَ إِلَى الجَبَلِ، فتحَ فاهُ وعَلَّمَهُم قَائِلا "طُوبَى لِلمَسَاكِينِ بِالروحِ" (مت ٥ : ١ - ٣ ) موسى أعطانا أوامر الناموس والسيد المسيح عرفنا كيف نطبقه وقال "بِدُونِي لا تَقدِرُونَ أَن تَفعَلُوا شَيئا" ( يو ١٥ : ٥).
صوت الله يدعوه للخدمة:-
إن موسى جاءه صوت الله يدعوه للخدمة والمسيح جاءه صوت الله الآب يمسحه للخدمة وَصَوتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلا :" هذَا هُوَ ابني الحَبِيبُ " ممتلئا بحب عميق (خَرَجَ إِلَى إِخوَتِهِ لِيَنظُرَ فِي أَثقَالِهِم )
موسى تعاطف مع شعب إسرائيل فقد كان ممتلئا بحب عميق لإخوته المتألمين (وكان من المفروض أن اخوته في بيت فرعون الذي تربى فيه) "وَحَدَثَ فِي تِلكَ الأَيَّامِ لَمَّا كَبِرَ مُوسَى أَنَّه خَرَجَ إِلَى إِخوَتِهِ لِيَنظُرَ فِي أَثقَالِهِم، رمز للتجسد رمز للمسيح الآتي يفتقد عالمنا ويحمل اثقالنا فَرَأَى رَجُلا مِصرِيًّا يَضرِبُ رَجُلا عِبرَانِيًّا مِن إِخوَتِهِ، "فَالتَفَتَ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ وَرَأَى أَن لَيسَ أَحَدٌ،فَقَتَلَ المِصرِيَّ وَطَمَرَه فِي الرَّملِ ثُمَّ خَرَجَ فِي اليَومِ الثَّانِي وَإِذَا رَجُلاَنِ عِبرَانِيَّانِ يَتَخَاصَمَانِ، فَقَالَ لِلمُذنِبِ "لِمَاذَا تَضرِبُ صَاحِبَكَ؟ " فَقَالَ "مَن جَعَلَكَ رَئِيسا وَقَاضِياعَلَينَا؟ أَمُفتَكِرٌ أَنتَ بِقَتلِي كَمَا قَتَلتَ المِصرِيَّ؟"فَخَافَ مُوسَى وَقَالَ "حَقًّا قَد عُرِفَ الأمرُ " فَسَمِعَ فِرعَونُ هذَا الأَمرَ، فَطَلَبَ أَن يَقتلُ مُوسَى فَهَرَبَ مُوسَى مِن وَجهِ فِرعَونَ وَسَكَنَ فِي أَرضِ مِديَانَ، وَجَلَسَ عِندَ البِئرِ " ( خر ٢ : ١١ - ١٥ ) ، تعاطف وحب موسي عميق لإخوته المتألمين وأنسبائه حسب الجسد، وتاق لخلاصهم برغم انه لم يكن يعيش في وسطهم مثل ربنا يسوع رغم انه جاء من السماء الا انه قادم كمحب للبشر ليخلصنا و يفدينا و يفتقد عالمنا المتالم ويرفع عنا النير والظلم وامتلأ المسيح بالشفقة تجاه شعبه المستعبد أيضا، وأحضرته المحبة ليخلصنا.
رُفض من شعبه:-
موسى رُفض من شعبه وكثيرا ما تمردوا عليه، برغم أنه كان يريد ان يقودهم للخلاص من العبودية و يقودهم إلى أرض الميعاد ويحررهم من الاثقال وفي النهاية قبلوه والمسيح رفض من شعبه وقبلوه بعد حلول الروح القدس دخلوا في الايمان وسيقبلوه فموسي والمسيح في النهاية قبلوهم بعد الرفض صورة تشير الى اضطهاد موسى بلا ذنب مثلما ذكرنا عن يوسف ان اخواته اضطهدوه،الاسرائيليين اضطهدوا موسى رغم انه جاء لينقذهم "وَفِي اليَومِ الثَّانِي ظَهَرَ لَهُم وَهُم يَتَخَاصَمُونَ، فَسَاقَهُم إِلَى السَّلاَمَةِ قَائِلا : أَيهَا الرجَالُ، أَنتُم إِ خوَة لِمَاذَا تَظلِمُونَ بَعضُكُم بَعضا؟ فَالَّذِي كَانَ يَظلِمُ قَرِيبَهُ دَفَعَهُ قَائِلا مَن أَقَامَكَ رَئِيسا وَقَاضِيا عَلَينَا؟" (أع ٧ : ٢٦ -27) مثل ربنا يسوع جاء ينقذهم من العبودية ولكنهم اضطهدوه وافتروا عليه وصلبوه وكانوا في عداوة معه وقالوا " لا نُرِيدُ أَنَّ هذَا يَملِكُ عَلَينَا" (لو ١٩ : ١٤ )
حالة من المجد السماوي:-
موسى والمسيح كانا كلاهما في حالة من المجد السماوي فموسى صار وجهه مضيئا يلمع بسبب الوجود في محضر الله ،والمسيح تمجد أمام تلاميذه وشاهدوا مجده وهيئته المتغيرة والممجدة في التجلي موسى والمسيح كان لهم ومضات من المجد وهم على الارض نستطيع أن نقول أن موسى كان
ظلا للمسيح.
موسى اخد الناموس والمسيح اكمل الناموس:-
موسى اخد الناموس والمسيح اكمل الناموس ،عندما كسر موسى لوحى العهد وقت عبادتهم للعجل كان اشارة الى ان الناموس عاجز على انه يحفظ الناموس لانهم لم يقدروا علي تنفيذ الوصايا لعدم وجود النعمة والقوة المصاحبة لهما ، لذلك نقول "لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعطِيَ، أَمَّا النعمَة وَا لحَق فَبِيَسُوعَ المَسِيح صَارَا" ( يو ١ : ١٧ )
التواضع والتخلي العظيم:-
+ موسى يشبه السيد المسيح فى تواضعه فى نعمته المتواضعة، بالرغم من أنه "ابن ابنة فرعون" شرعيا و رسميا ، إلا أنه اعتبر العبيد العبرانيين إخوته "وَحَدَثَ فِي تِلكَ الأَيَّامِ لَمَّا كَبِرَ مُوسَى أَنَّه خَرَجَ إِلَى إِخوَتِهِ "( خر ٢ : ١١ ) كذلك هو الحال مع المسيح "لا يَستَحِي أَن يَدعُوَهُم إِخوَة " (عب ٢ : ١١ ) رأينا تخليه العظيم "بِالإِيمَانِ مُوسَى لَمَّا كَبِرَ أَبَى أَ ن يُدعَى ابنَ ابنَةِ فِرعَونَ، مُفَضلا بِالأَحرَى أَن يُذَلَّ مَعَ شَعبِ اللهِ عَلَى أَن يَكُونَ لَهُ تَمَتعٌ وَ قتِي بِالخَطِيَّةِ، حَاسِبا عَارَ المَسِيحِ غِنى أَعظَمَ مِن خَزَائِنِ مِصرَ، لأَنَّهُ كَانَ يَنظُرُ إِلَى المُجَازَاةِ" (عب ١١ : ٢٤ - ٢٦ ) برغم ان موسي كان جميلا ومرفها ومثقفا بثقافة القصر ألا انه فضل الذل مع شعبه وتخلى عن كل ذلك ، كان ظل واضح للمسيح "الَّذِي إِذ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَم يَحسِب خُلسَة أَن يَكُونَ مُعَادِلا لِهِك لكِنَّهُ أَخلَى نَفسَهُ، آخِذا صُورَةَ عَبدٍ، صَائِرا فِي شِبهِ النَّاسِ " ( فى ٢ : ٦ - ٧ ) فالمسيح أيضا تخلى عن الغنى، والمجد وبلاطه الملكي طواعية .
الشفاعة:-
إن موسى مارس دور الشفاعة في حياته ، كثيرا ما تعدي الشعب كسروا الوصايا واهانوا الله واهانوا موسي نفسه ، الا ان موسي كان دائما يقوم بدور الوسيط والشفيع لهم ، ويسقط على وجهه لاجلهم ، ويذكر أنه قال لله "وَالآنَ إِن غَفَرتَ خَطِيَّتَهُم، وَإِلا فَامحُنِي مِن كِتَابِكَ الَّذِي كَتَبتَ ". (خر ٣٢ : ٣٢ )
والمسيح يمارس دور الشفاعة "إِذ هُوَ حَي فِي كُل حِينٍ لِيَشفَعَ فِيهِم" (عب ٧ : ٢٥ ) فالمسيح الى الابد الآبدين يشفع للمذنبين.
عمل المعجزات في الطبيعة:-
موسى عمل معجزات ، موسى كان يرمي العصا تتحول لحية وكان يدخل يده في عبه ويخرجها برصاء ، اشارات جميلة لدرجة ان موسى اعتبر ذلك لون من الوان السحرقام موسى بعمل معجزات كثيرة ومهد لخلاصهم وقادهم في موكب النصرة واعطاهم حياة جديدة ، كل ذلك كان رمزا للمسيح ربنا يسوع المسيح جاء صنع معجزات قالوا عنه أن به شيطان وانه ببعلزبول يخرج الشياطين فَعَلِمَ يَسُوعُ أَفكَارَهُم، وَقَالَ لَهُم : "كُل مَملَكَةٍ مُنقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تُخرَبُ"( مت ١٢ :25) موسى كان ظل للمسيح صانع العجائب والمعجزات ، وكان فرعون يحتار فيه ،هكذا ربنا يسوع المسيح كان الشيطان محتار فيه !!! كيف يصنع المعجزات !!!
وكيف يعلم تعاليمه وكيف يجذب الجموع !!!
موسى كان مزعجا لفرعون ،وهكذا كان ربنا يسوع المسيح مزعجا للشيطان ومزعجا لرؤساء الكتبة والفريسيين لدرجة انهم قالوا "هُوَذَا ا لعَالَمُ قَد ذَهَبَ وَرَاءَه ! و"خَيرٌ أَن يَمُوتَ إِنسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الأمُّة " اعتبروه تهديد للامة كلها.
موسى أسس خيمه الاجتماع:-
موسى كان ظل للمسيح ، موسى خدم في خيمة الاجتماع الأرضية والمسيح خدم في الخيمة الحقيقية السماوية موسى اسس خيمه الاجتماع اما ربنا يسوع المسيح أسس الكنيسة الكنيسة في المسيح وهي في تلاميذه الذين أسسهم واجتمع بهم واعطاهم الروح القدس و قوته وفاعليته وقال لهم "مَن غَفَرتُم خَطَايَاه تُغفَرُ لَه " وقال لهم " فَاذهَبُوا وَتَلمِذُوا جَمِيعَ الأمُمِ وَعَمدُوهُم بِاسمِ الآب وَالا بنِ وَالروح القُدُسِ " اعطاهم الصلاحيه و القوة هؤلاء هم الكنيسة الممتدة الى الان، نحن ككنيسة الاسكندرية كنيسة رسولية وعندما نذكر البابا شنوده نقول عليه البابا ال 117 و نذكر البابا تاوضروس نقول البابا 118 هؤلاء امتداد لمارمرقس الرسول الذي هو اساسا امتداد لخدمة ربنا يسوع المسيح.
موسى كرز في الخيمه الارضية اما ربنا يسوع المسيح فأسس الكنيسة التي هي الخيمة السماوية.
انتقلا من الأرض بطريقة معجزية:-
موسي والمسيح انتقلا من الأرض بطريقة معجزية ، موسى لم يمت الموت العادي بل اختفى عنهم والله أراد ان يخفي جسده لئلا يعبدوه و ربنا يسوع صعد للسماء بطريقه معجزية.
رجعا إلى أرضهم بعد موت من كان يطلب نفسهما:-
عندما رجع موسى الى ارض مصر "وَقَالَ الرَّب لِمُوسَى فِي مِديَانَ: "ا ذهَب ا رجِع إِلَى مِصرَ،لأَنَّهُ قَد مَاتَ جَمِيعُ القَومِ الَّذِينَ كَانُوا يَطلُبُونَ نَفسَكَ". (خر ٤ : ١٩ ) مثل المرموز اليه في متى 2 "إِذَا مَلاَكُ الرَّبِ قَد ظَهَرَ فِي حُلمٍ لِيُوسُفَ فِي مِصرَ قَائِلا :"قُم وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَا ذهَب إِلَى أَرضِ إِسرَائِيلَ، لأَنَّهُ قَد مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطلُبُونَ نَفسَ الصَّبِي "ِ. (مت ٢: ١٩ - ٢٠ ) إن موسى والمسيح رجعا إلى أرضهم بعد موت من كان يطلب نفسهما تطابق عجيب ، فموسى رجع بعد موت فرعون والمسيح رجع بعد موت هيرودس الكبير. هناك ظلال كثيرة جدا لموسى في شخصيته ترمز للمسيح.
أقتناء عروس من خارج شعبه:-
موسى أثناء اضطهاده من فرعون ورفضه من شعبه اضطر للهروب وأقتنى عروسه من خارج شعبه ،اشارة للكنيسة التي اقتناها المسيح بعد رفض الأمة اليهودية ، قبلنا نحن كنيسة العهد الجديد كعروس له من خارج شعبه.
يعلم برسالته مبكرا بشكل نبوى:-
موسى كان يعلم برسالته مبكرا بشكل نبوى وكذلك يسوع المسيح كطفل في الثانية عشر من عمره، قال المسيح لأمه المتحيرة: "أَلَم تَعلَمَا أَنَّه يَنبَغِي أَ ن أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟" ( لو ٢ : ٤٩ ) يعلم برسالته المبكرة جدا من البداية كان موسى يميز كيف "أَنَّ الله عَلَى يَدِهِ يُعطِيهِم نَجَاة " ( أع ٧ : ٢٥ ) نقرا هذا في اعمال سبعه اصحاح مهم جدا به عظه القديس العظيم اسطفانوس موسى في عزلته قبل أن يبدأ ارساليته الحقيقية، قضى العديد من السنوات في غياب ،عاش في البريه وكان في مصر مكرم جدا لكنه عاش هناك كشخص مجهول ، وهكذا كان حال ربنا يسوع كان شخص مجهول حتى صار عمره 30 سنة كل ما يعرف عنه انه ابن مريم ويوسف النجار البسيط و لكنه كان يعلم أنه ممسوح من الله لأجل عمل عظيم عمل الفداء.
مأموريته من الله (رسول من الله):-
علم موسى أن مأموريته من الله فقد دُعى من الله ليحرر شعبه من العبودية "فَالآنَ هَلُمَّ فَأرسِلُكَ إِلَى فِرعَونَ، وَتُخرِجُ شَعبِي بَنِي إِسرَائِيلَ مِن مِصرَ" (خر ٣ : ١٠ ). وهكذا المسيح أُرسل إلى هذا العالم "لِكَي يَطلُبَ وَيُخَلِصَ مَا قَد هَلَكَ" (لو ١٩ : ١٠ )علم موسى أنه رسول من الله لاسرائيل ، رسول معناها (شخص مرسل) في خروج 4 الله أرسله قائلا "فَالآنَ اذهَب " (خر ٤ : ١٢ ) كذلك المسيح كان مرسل من الله ، هو "رَسُولَ اعتِرَافِنَا" (عب ٣ : ١ ) عندما سلط الله موسى على فرعون واعطى له سلطان واعطاه المعجزات صار رمزا لربنا يسوع المسيح عندما تسلط على الشياطين واخرجها .
رُفض من اخوته ثم قبلوه:-
امر مدون في خروج 4 موسى رُفض من اخوته ثم قبلوه - وقت رفضوه ثم قبلوه - وهذا اشارة للمسيا في وقت رفضوه ووقت قبلوه .
عصا السلطة:-
كان في موسى سر قوة وهي عصاه ، عصا السلطة مثلما يقول المزمور عن المسيح "تُحَطمُهُم بِقَضِيبٍ مِن حَدِيدٍ " ( مز ٢ : ٩ )
يعلن الدينونة:-
أيضا موسى كان يعلن الدينونة ، مرة بعد الاخرى كان يحذر فرعون وشعبه من عقاب الله ومن الهلاك ،ربنا يسوع قال " إِن لَم تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُم كَذلِكَ تَهلِكُونَ " ( لو ١٣ : ٣).
قائد تسبيح وقائد نصرة:-
اعطي الله لموسى مأمورية الخلاص و قيادة الشعب من بيت العبودية الى ارض الميعاد كذلك هذا عمل المسيح "فَإِن حَرَّرَكُم الابنُ فَبِالحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحرَا را" ( يو ٨ : ٣٦ ) أيضا موسى كان قائد تسبيح وقائد نصرة في خروج 15 بعد ما عبروا الاحمر و خرجوا "حِينَئِذٍ رَنَّمَ مُوسَى وَبَنُو إِ سرَائِيلَ هذِهِ التَّسبِيحَة لِلرَّ بِ " (خر ١٥ : ١ ) ، كذلك المسيح قال"فِي وَسَطِ الجَمَاعَةِ أسُبحُكَ "
اخوته حسدوه:-
هناك أوجه تطابق كثيرة جدا بين موسى وبين المسيح ، موسى اخوته حسدوه و ربنا يسوع المسيح اسلموه حسدا موسي تمت مقاومته وأدانوه بشدة وتذمروا عليه مرة بعد الاخرى عندما خرجوا للبرية وَقَالَوا بَنُو إِ سرَائِيلَ : "لَيتَنَا مُتنَا بِيَدِ الرَّبِ فِي أَ رضِ مِصرَ، إِ ذ كُنَّا جَالِسِينَ عِندَ قُدُورِ اللَّحمِ نَأكُلُ
خُبزا لِلشَّبَع . فَإِنَّكُمَا أَخرَجتُمَانَا إِلَى هذَا القَفرِ لِكَي تُمِيتَا كُلَّ هذَا ا لجُمهُورِ بِالجُوع ". (خر ١٦ : ٣ )
"وَعَطِشَ هُنَاكَ الشَّعبُ إِلَى المَاءِ، وَتَذَمَّرَ الشَّعبُ عَلَى مُوسَى وَقَالُوا: "لِمَاذَا أَ صعَدتَنَا مِن مِصرَ
لِتُمِيتَنَا وَأَولاَدَنَا وَمَوَاشِيَنَا بِالعَطَشِ؟" ( خر ١٧ : ٣ ) تذمروا على موسى بدون سبب رمز لتذمر الشعب على ربنا يسوع المسيح "وَأَمَّا ا لكَتَبَة وَا لفَريسِيونَ فَلَمَّا رَأَ وه يَأ كُلُ مَعَ العَشَّارِينَ وَا لخُطَاةِ، قَالُوا لِتَلاَمِيذِهِ :"مَا بَالُه يَأ كُلُ وَيَشرَبُ مَعَ العَشَّارِينَ وَالخُطَاةِ؟" ( مر ٢ : ١٦ ) وتمت مقاومته قالوا "لَو كَانَ هذَا نَبِيًّا، لَعَلِمَ مَن هذِهِ الامَرأَة الَّتِي تَلمِسُه وَمَا هِيَ ! إِنَّهَا خَاطِئَة "( لو ٧ : ٣٩ ) أيضا هددوا حياته ، ان اليهود ناكرين الجميل عاملوا موسى بعنف شديد جدا وكانوا سيرجموه "فَصَرَخَ مُوسَى إِلَى الرَّ بِ قَائِلا : "مَاذَا أَفعَلُ بِهذَا الشَّعبِ؟ بَعدَ قَلِيل يَرجُمُونَنِي" (خر ١٧ : ٤ ) في انجيل يوحنا "فَرَفَعُوا حِجَارَة لِيَ رجُمُوه " ( يو ٨ : ٥٩ ( التطابق كبير بين موسى وبين المسيح.
رجل الآم:-
أيضا موسى كان رجل الآم كان شاعرا بنكران الجميل العميق فهو ترك ابنه فرعون والقصر وجاء ليحررهم وتمردوا ولكنهم أرادوا رجمه بدلا من العرفان بالفضل وشعر بضيق ، يذكر أنه في مرة عاتب الله "فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِ "لِمَاذَا أَسَأتَ إِلَى عَبدِكَ؟ وَلِمَاذَا لَم أَجِد نِعمَة فِي عَينَيكَ حَتَّى أَنَّكَ وَضَعتَ ثِقلَ جَمِيع هذَا الشَّعبِ عَلَيَّ؟" (عد ١١ : ١١ ) وربنا يسوع قيل عنه"رَجُلُ أَوجَاع وَمُختَبِرُ الحَزَنِ " ( إش ٥٣ : ٣ ) ولكن محبه ربنا يسوع غلبت الضيقات "كَانَ قَد أَحَبَّ خَاصَّتَه الَّذِينَ فِي العَالَمِ، أَحَبَّهُم إِلَى المُنتَهَى" )يو ١٣ : ١ )
رآينا أوجه كثيرة جدا في موسى النبي بينه وبين السيد المسيح ونستكمل أوجه اخرى في الحلقة القادمة ان شاء الله ،ولالهنا المجد دائما ابديا آمين.